Skip to main content

Full text of "مجلدات خواطر الشعراوى فى تفسير القرآن الكريم"

See other formats


خم لفيا ' 
صوصحمح. تج و0 صوص 0مت 0 و١زؤزأهه‏ 


إنه سبحانه حكم فيها يملك ولا أحد يستطيع أن يخرج من ملكه . ومادام لله ملك 
السماوات والأرض . فحين يقؤل : فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب 
أليم » فهذا الوعيد سيتحقق ؛ لآن أحداً لا يفلت منه ء ولذلك يقول أهل الكشفف 
ؤأهل اللماحية وأهل الفيض : اجعل طاعتك لمن لا تستغنى عنه . واجعل شكرك لمن 


إذن فهللله ملك السئاوات والأرضض » تدل على أن الله حين يوعد فهو 
سبحانه ‏ قادر على إنفاد ما أوعد به » ولن يفلت أحد منه أبدا . وهذه تؤكد 
المعنى . فإذا ما سر أعداء الدين فى فورة توهم الفوز . فالمؤمن يفطن إلى النهاية وماذا 
ستكون ؟ ولذلك تهد أن الحق سبحانه وتعالى قال : 
مهاء عماة كسس عنكر سنزال صم ب بي 
0 بت ذا أب ل ونب ده ما اغيئ عه مالهر كي دي سيصل تَارًا 
ذَاتَ َي 1 حَنَهَ الخطب دي فى جيدها حَبْلٌ من مسد دي 4 


(سورة السد) 


وهذه الجون شورك قوط صرق الله صلى الله عليه وسلم . وكانت هذه 
السورة دليلا من أدلة الإيمان بصدق الرسول فى البلاغ عن الله . لآن أبا لهب كات 
كافراً » وكان هناك كفرة كثيرون سواه . ألم يكن عمر بن الخطاب منهم ؟ ألم يكن 

خالد بن الوليد منهم ؟ ألم يكن عكرمة بن أي جهل ل 
كل هؤلاء كانوا كفارأ وآمنوا ٠‏ فمن الذى كان يدرى تحمداً صل الله عليه وسلم أنه 
بعد أن يقول : « تبت يدا أبي لهب وتب . ما أغنى عنه ماله وما كسب ا 
ذات خب . وامرأته حمالة الحطب . فى جيدها حبل من مسد : من كان يدرى محمدا 
بعد أن يقول هذا ويكون قرآنا يُتل ويحفظه الكثير من المؤمنين . وبعد ذلك كله من 
كان يدريه أن أبا هب لن يأق ويقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله 
وقد يضيف : إن كان محمد يقول :إننى ساصلى نارأ ذات لهب فهأنذا قد آمنت ء من 
كان يدريه أنه لن يفعل ينس يج هيد سر 0 
الذى أخبر محمداً يعلم أن أبا لهب لن يختار الإيمان ابد . فيجلها القرآن على 





لالظلا 
١‏ حمحص مص جو ٠‏ م 2.24 


نفسه . وبعد ذلك يموت أبولهب كافرا . 


وكأن الله يريد أن يؤكد هذا فيوضح لك : إياك أن تظن أن ذلك الوعيد 
يتخلف ؟؛ ؛ لأنى أنا د ولع جعد و ولا !جد يبازغنق فى هذا لفقي تذلك:يعول 
فى سورة الإخلاص : «قل هو الله أحد الله الصمد» . 


فرادام ٠‏ هو الله أحد : فيكون ما قاله أولاً لن ينقضه إله آخرء وستظل قولته دائمة 
١‏ أبداً . إذن فقول الحق سيحائه وتعالى بعد قوله : دفلا تحسبهم عمفازة من العذاب 
5 وهم عذاب أليم » . ولله ملك السماوات والأرض » يوضح لنا أنه قد ضم هذا 
الوعيد إلى تلك الحقيقة الإيمانية الجديدة : « ولله ملك السماوات والأرض » وجاء 
بالقوسين ؛ لأن السياء تيل » والارض تقل » فكل منا حصور بين مملوكين لله ء 
ومادام كل منا محصورا بين ملوكن لله فاين تذهبون ؟: ولله ملك السهاوات 
وراب وفد يكون هناك الك الذى لا قدرة له أن يحكم ء فيوضح سبحاله ؛ 

. إن لله الك وله القدرة‎ ٠ 


“د والله على كل شىء قدير» ثم يأ بعد ذلك إلى تصور إيانى آخر ليحققه فى 
النفوس بعد المقدمات التى أنبعك صدق الله فيها قال بواقم الحياة : 


ا ترفو نت 
21 0 
ل هار ليت دوف نيب ميا 2 
آنا 
سبحانه يريم أن ببنى التصور الايمانى على جذور ثابتة فى النفس البشرية ؛ لان 


الإنسان الذى يفاجا بهذا الكون . وفيه ساء هذا الشكل : بلا عمد . وتحتها 
الكواكب . وأرض مستقرة . بالله ألا يفكر فيمن صنع هذا ؟ والله لو أن واحدا 





شلك الطةبانا 


21110/02500093 25+ 


لد عت ع جا ملم اووس م لب عند يوون ب : ها الحكاية ؟ 
فيا بالنا بواحد فتح عينيه فوجد هذا الكون لمنتظم الذى يعطيه أسباب الحياة ؟ 


ولذلك بجىء فى سورة أخرى ليشرح هذه القضية شرحا يجلى لنا قضية الإيمان 
بالفكر الإنسان . فلا نتنظر الواعظ فقط الذى يأتينا بالرسالة والنبوة ليدل على المنبج 
المراد لمن خخلق . بل يحتم علينا أن نتنبه بالفطرة إلى من نلق » لأننا قلنا من قبل :لو 
أن إنساناً وقعت به طائرة فى صحراء » ولم يجد فيها ماء ولا شجراً ولا أناسا ولآنه 
مجهد غلبه النوم . فاستيقظ فوجد مائدة عليها أطايب الطعام . بالله قبل أن يمد يده 
لينتفع بها . ألا يجول فكره فيمن صنع هذه ؟ إن دهشته من الحدث تجعله يفكر فيمن 
جاء بها قبليا يذوق الطعام , رغم أنه جوعان . فكذلك الناس الذين فتحوا عيونهم 
فوجدوا هذا الكون العجيب . وبعد ذلك لم يدّع أحد منبم أنه خلقه . ولو كان أحمد 
قد ادعى أنه خلقه . . لكانت المألة تسهل , لكن أحدا لم يدع صنعه . هذا الكون 
الذى نراه جميعا بانتظامه الرائع ء وقوانينه الثابتة . هل قال أحد : إننى صنعته ؟ لا 
إن طن كن وا ا و واحد آخر يقول : أنا الذى 
صنعته . لم يحدث هذا قط برغم وجود الملاحدة والمفترين على الله ء» ولذلك جاء قوله 
تعالى : 

0 1 ا / 

8 أمن حَلَقَ السملوت و رض ## 
(من الآية ١‏ سورة النمل ), 
كأن الحق يقول : إن لم أكن أنا الذى خلقت فمن الذى خلق إذن ؟ ولم يجرؤ احد 
على أن ينسب الكون لنفسه ؛ لأن الكفار والملاحدة لا يستطيعون خلق شىء تافه من 
عدم + وفثال ذلك كرت الماء الذى تركه اوم حلت عل الصورة الوج هو علجهاك: 


3 003 
ع يتش عر فيك ا عل "تتلقة - سحانهة ‏ كورب أماء هذا مىاء تافه أترف 
ايام وه[ كان ثم صناعة الكو كنا نشب اوم بخز ع كر يعر ويثمر أثوابا بر 
8 . ا , 5 58 11 
صنعه إلسال أراد ان يتف اباد . فإذا كا عف! الثىى الصغير له صالع جال 3 


تواحى عنوم شبتى وق الادة . لم نظر إلى الأرض حتى وجد المادة ألج عنتما له 
تعطى هذه الشفافية واللمعان , فجرب فى عناصر الأرض فلم يجد إلا الرمل”"2 . 


. قيل إن رمل سيناء من أفضل المواد لهذه الصناعة‎ )١( 





رو العةلن 
حم صمح محص مح محص مح حمصه 
واكتشف هذه المادة ومزجها بمواد أخرى لصهرها وإذابتها واحتاجت صناعة 
الكوب إلى معامل وعلماء » كل هذا من أجل الكوب الصغير الذى قد تستغنى عنه » 
انظر ما يمتاجه لصنعه ؟ احتاج طاقات جالت فى جميع مواد الأرض . وإمكانات 
ماعية وانكنا يضعون معادلات كيراوية . فيا بالنا بالأشياء الأصلية وكم تحتاج ؟ 


لول عم عط عل عدها قر يقل ند : إننى صنعتها . فيقول الحق : 
من الذى صنع كل هذا ؟ وساعة يطرح سؤالآً فهو لا بريد أن يجعل. القضية إخبارية 
منه » وهو القادر أن يقول : أنا الذى خخلق السماء والأرض ؟ فياذا يفعل المسئثول ؟ 
إنه يتخبط فى إجابته ثم فى النباية لا يجد إلا الله , 


وكأن السائل لا يطرح هذا السؤل إلا إذا وئق أن الإجابة لا تكون إلا 2 وفق 
ها يريد و امن خلق التسلوات والارضن 0 من السماء ماء فأنبتنا به » وجاء هنا 
بالحاجة المباشرة . . « فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ؛ أى أنها تسر النظر جما فيها من 
خضرةء ونضارة ء» وطراوة ء وظل . وأزهارء وثيار ء ولم يختصر الأمر فيقول : 
لتاكلوا منها » لأن الذى يأكل هو الذى يملك فقط , لكن جمال المنظر لا يحجزه أحد 
عن كل من يرى » ويستمتع بما يراه . وكل منا عندما يرى بستانا جميلا يسره منظره + 
صحيح أنك لا تمد يدك لتأكل منه لأنه ليس ملكك . لكن هل يمنعك أحد أن تمتع به 
نظرك . وأن تمتع أنفك برائحته الحميلة؟ لا . 


وهكذا جاء الحق بالنعمة الشائعة لمن يملك ولمن لا يملك فقال : «١‏ ذات بهجة » 
ونعرف أن الحق سبحاته وتعالى حين يمتن بالأشياء يوضح لك : إياك 0 أن 
الغرض من هذه المسألة أن تأكلها لتملا بها بطنك فقط ؛ ؛ لأن هتاك أشيا 
الح لصا لحي در جر جا ا وم ” 
فورقه الجميل قد يفيد فى الظل وما يشيعه من رائحة تعطر الجو, وبه خشب نحتاج 
إليه » وبجانب هذا نهد أشجارا ها ثار جميلة تتتفع با . 


ولذلك يقول الحق : 
م مضسس يم اوارم ‏ ا يي 


وَهَوَالْدَىَ أَزَلَ من لمآو ما َأنرَجَاباتَ مز ىه فانحرجنا نأمنه خضرا 


هل الزن 


+992 229 22ت جص فحت نأزؤاا 


+ + رسك وسسدري» . وام اوم 2 2 


: ِ. 3ع عه 2# بواج 
ع دياس ار العرضن كلعو وان وإي جام بن اغالب 


00 1 د فوم # مم وسقرم أو رفس م جم ر مساوص ممم 
م ا 6 1 2 
والزيتون والرمان مشنيها وغير متشلبه أنظروا إن مره إذا | مر وينعهة 
3 جلو ممم ع ٠.‏ 32 
ا ل 
بدا لي سك لهورم بوميول 0 م 
7-6 2 


( سورة الأنعام ) 
سبحانه يستفهم من الإنسان «ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم 


يعدلون » . 


بسطحية راح أحد المستشرقين يردد : أَينْمَى الله على الخلق ويغيب عليهم أن 
يعدلوا ؟ ذلك أنه لم يفهم المعنى الصحيح ٠‏ فالعدل هنا بمعنى العدول عن الحق أو 
الميل عنه . ويقول : 


حدت ع وا ام عد قف 2 21 مدع موق 


85 امح جرع . ا اده م + 0000 
8 أمن جصل الأرصٌ قرارا وجعل خلالها (نبثرا وجعل لما روبى وجعل بين 
وسوم ع ام 0 أع نكن 00 سء 6روم9ظ م في إصوعة > 
البحرين حاحزا أولنه مع أله بل أ كثرهم لا يعلمون < # 
(سورة النمل ) 


إنه سبحانه الذى خلق الأرض ومن خلاها الأخبار وجعل فيها الجبال الرواسى ٠‏ 
ويوضح الحق سبب وجود الجبال الروامى فى موقع آخر من القرآن الكريم : 
با عع عع لعسيو 22 سمة ا ممم ووم م | صوده سبوعط ع ددر 6 ماه 
© فل أسكر لشكمرون باألذى خلق ‏ لأرض فى ومين وتجعلون له اندادا ذلك رب 

غععمم 


2# صاصم هم 2س - 
َاريعةايا ا للمائلين حت م 
ل لا 0 


111 


زر سورة فصطل. 


فلياذا باركت يا الله ؟ بارك الله فى الجبال وقدر فيها أقواتها . فالقوت هو ما ينتفع 
به فى استقاء الحياة . ونعرف أن القوت يؤخذ من الزرع . والزرع ينمو دائها فى 





الأرض الخصبة ء. وخصوبة الارض تكون فى الوديان , والوادى هو المكان الذى 
يكون بين جبلين . وماذا يكون الوادى خصبا بين جبلين ؟ لأن المطر حين ينزل من 
السهاء , إنما ينزل على الحبال . والجبال كما نعرف معرضة لعوامل التعرية . فالحرارة 
تأق بعد البرودة . والحرارة تجعل الأرض تتد والبرودة تفبض الادة » وما بين القبض 
والبسط يحدث للجبال التشقق السطحي: . وعندما ينزل المطر فهو يجرف هذه 
التشققات . فتنزل من قمة الجبل بقوة الدفع لتصير جسييات ناعمة ٠.‏ ونسميها نحن 
الغرين أو الطعى . كالذي كان يأق لنا من الحبشة . والذى أحدث خصوبة وادى 
النيل 


إذن فالجبال هى مخازن الأقرات . ومن فضل الله أن جعل الجبال صلبة » فلو أنها 
كانت هشة من أول الأمراء لكان سيلٌ واحد من المطر كفيلا بإزالتها كلها .» وجعل 
الأرض سطحاً واحداً . ولا أنتفع البشر بنصف متر من الخصوبة . وبعد ذلك ياق 
' الجدب . ونعلم أن الحق جعل مع التكاثر الإنسانى تكائرا لأسباب القوت , فكيف 
يكثر الحق سبحانه من القوت ؟ 


نحن نرى أن للجبال قمة وها قاعدة . وبين كل جبل وجبل يوجد الوادى : 
ونعرف أن ضيق الوادى يكون ف أدناهى واتساع الوادى فى أعلاه ٠‏ والجبل عكس 
الوادى . فضيق الجبل يكون فى القمة واتساعه فى القاعدة أى أن قمة الجبل أقل 
اتساعا من قاعدته . وعندما ينزل الغرين يوساطة المطر من الجخبل فهو ينزل إلى 
الوادى . فيرفع من مستوى سطح الوادى . وتتسع مساحة الوادى . وكلما نزل المطر 
على الخبال اتسعت مساحة الوديان التى بين الجبال؛ لأن المطر يحمل معه أجزاء من 
الخبال وهو ما يسمى بالغرين . وعندما يشاء الحق سبحانه إيذان النهاية » تتفتت كل 
الجبال ويقول للساعة : «١‏ قوفى الآن » . 


وهو يقول : « وجعل ها روامى وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل 
أكثرهم لا يعلمون ٠‏ . 


وق موقع آخر يقول الحق : 





حممححصوص حص وحص صوص فصوت 0 اذااهه 


دم ووب وي موسي بم مي مال سن مرو و ع ممم م 
' مج الْبَحرَينٍ يليان 2 يسما برح لَاببفبَانَ جه © 
( سورة الرحمن ) 


الماء له استطراق فسلكه الله ينابيع فى الأرض . فالإنسان يحفر فى مكان من 
الأرض فيجد الماء عذبأ » وفى موقع آخر يدق الإنسان الأرض ويحفرها ليجد الماء 
ولكنه مالح . لماذا إذن لم يتسرب الماء المالح إلى الماء العذب وكلاهما تحت الآأرض ؟ 
إذن لا بد أن للماء المالح مسارب تختلف عن مسارب الماء العذب ولا يطغى أحد على 
الآخر . 


لماذا ؟ لاننا نجد أن الماء العذب يأق من اعلى . ونجد دائأ منابع الأنهار عالية 
وتصب ف البحر . والحق لم يجعل منسوب الماء المالح أعلى من منسوب الماء العذب 
حتى لا يطغى الماء المالح على الماء العذب . لأنه سبحانه يريد أن يرتوى الناس من 
الظما بالماء . ويريد للزرع أن ينمو. وأن يتجه الفائض من الماء العذب إلى محزن 
الماء سواء فى بطن الأرض أو فى البحار : وتأق من بعد ذلك عملية التبخير فيتصاعد 
لماه بخاراً ليصير سحاباً » ثم يمطر من بعد ذلك ماء عذبا . والقدر الذى نخلقه الله 
من الماء أزلا . هو. هوء لايزيد ولا ينقص . 


فالإنسان إذا كان قد شرب أطناناً من الماء طوال حياته . فهل ظلت تلك الأطنان 
فى جسد الإنسان أو أن تلك الأطنان قد حرجت ق فضلات الإتسان ؟ إن الإنسان 
لا يختزن إلا الموجود فيه الآن من الماء . والجسم الإنسانى به حوالى تسعين بالمائة من 
مكوناته من الماء » وبعد .ذلك يموت الإنسان فيتبخر منه الماء وتنزل بقية العناصر 
للارض . إذن فكمية المياه واحدة. ولكنها تخضع لدورة أرادها الله . 


ويضد, ذلك كيقول» الحق + 
َه 
م ال عر كك لس صس ## سس ره #- عمو هخ ذه #مممبد 3 > م 
00 أمن يجيب الْمضْطرَ ذا ده وَيكْشف السو و يجعلكر خلماء الأرض أولنة 
6 َ- م 
عون 32 صعروهضش م 7 
مم آله فيلا مامد كرُونَ وج +4 


(من سورة النمل ) 





جح ١‏ مص صوص ص وح وحوح صمحه 
ومعنى المضطر هو الإنسان الذى استنفد أسباب بشريته ولم يدرك ما يحفظ به حياته 
ولذلك يقول الحق : 
3 وَإِذَامَس الإنسنَ الطر ونا جَبة أؤقاعدًا أوكَمائنَا كنذا نه شه 
2 عه آم 0 -. 5 دي س رموس ول ع عرس ارو مومع م 
عن كأن ل يدعت[ إل ضي سه رك 'لكَ ين نمسي رفن ما نوأ يموت 9 )ا 
( سورة يونس ) 
وكذلك يقول الحق فى موضع آخخر بالقرآن الكريم : 


كس عرف قلح 1ج مسر 2 ع موف ارصن وح ل ممه وه لا ,ان وولف 26 اد 28 
9 وإذا مسكر ألضر فى البحر ضل من ندعون إلا إياه فلما جنك إل الب اعرضتم 
ون الإِضنْ كفُورا 2ه » 
( سورة الإسراء ) 
ذلك أنه عندما يصاب الإنسان بحادث جسيم ٠‏ فهو لا يكذب عل نفسه » حتى 
الكافر بالله عندما يجد أن كل الأسباب المادية التى أمامه لا تنفعه فهو يلجأ ويعترف 
بِأنّ هناك اه واعدا عالقا : فيقول : يارب . 


إذن فالاق. متبحانه وتعالى يقول:: 
سخ ب مد قومرم 4ه م مورلفى زيربي ع م 
« أمن يتيب الْمضطر إِذًا ده وَيَكُشف السو وَيَعَدكْ خلنَاء الأزض أوكدة 


5 
عمو به #/ #عصقد > 4 مس ءا رفم ووم #م ره ير 
مع له قليلا مال ترون 9ه أمن مدبيكز فى لمت الوح ومن يديسل 
00-00 اممو ياك 200 قرم ب مع ع ع م ا 
٠‏ آلرِيئح بثرا بين بد رحمددة أولنه مع الله نعل أله عما بش ركون وه أمن يبدا 
2 عم موفل رش معي 26 ع 00 مم 
اللحلق م يجهدم ومن ررقم من ألسماء والأرض أولنه مم الله قل هاوأ 
ده م٠‏ 


متك إن كنم سدقي هه 4 
( سورة التمل ) 





حو 029252425422595 بوياله 


كل هذه الآيات تؤكد قول الحق سبحانه وتعالى : 


«ل إن َي امات والأزض وأخلا يوبن اولي 


(سورة آل عمران ) 


إنها ظواهر كوئية . واخختلاف الليل والغبار يعنى أن هناك شيئاً يناقض شيئا آخر أو 
يأتى بعد شىء آخر . إذن فاختلاف الليل والتهار له معنيان : فمجىء الليل بعد 
الغبار يعنى اختلافهما أى كل منبهما خليفة للآخر . والزمن يمثل ذلك . 


واختلاف آخر يتمثل فى أن النبار منير» والليل مظلم » والنهار مل حركة » 
والليل عل سكون . فاختلاف الليل والنبار ليس آية فقط ولكنه آيات لكثيرين . 


وكان الحق سبحائه وتعالى يوضح لنا : أن الفرد أعجز من أن يستنبط كل مافى 
الآيات » ولكن على كل واحد منكم أنتم البشر أن يستنبط آية » وكل إنسان يستنبط 
آية ينتفع بها هو وغيره من الناس وهكذا . 


إنها آيات يتوزع استنباطها على الخلق الذين يملكون البصيرة والاخذ بأسباب الله 
ليشيع الحق الاستنباط من أسرار الله لكل خخلق الله المؤمنين إلى أن تقوم الساعة » 
وليبين لنا أصحاب العقول الحقيقية التى لا تنشغل بالنعمة عن المنعم بالنعمة ؛ لأن 
لله إمدادا حين خخلق من عَدَم » وإمداداً حين أمذ من عدم » وإمدادا آخر حينا يلقى 
عل نعمته شيئاً من اليركة » فالذى أخذ نعمة الله التى سبقت وجوده » وبعد ذلك 
غفل عن الحق سبحانه وتعالى فإن النعمة تعطيه , لكنها لا تكون مصحوبة بالبركة . 


ومعنى البركة أن يكون الشىء الحاصل والمستنبط من حركتك لا يأق منه لك ولا 
للناس إلا الخير . فقد يعطيك الله بالأسباب والمسببات . لكن الله لا يعطيك البركة 
إذا أخذت النعمة وتركت المنعم . فلو أنك عند كل شىء ذكرت الله لأخذت التعمة 
والبركة . فحين ترى لك شيئا نميه عليك أن تقول : « ها شاء الله لا قوة إلا بالله » . 





ج6١٠‏ رحمعحصحصهت صم حو صفح حمبمحههة 
إلا بس بن عهلك زلامن خملك. برلكنا مل الويرنسيسائي: 


ولذلك يقولون : إنك إذا رأيت أى نعمة لك فى مال أو ولد أو لت أو هندام 
تقول حين تراها : « ما شاء الله لا قوة إلا بالله » فأنت لا ترى فيها سوء! أبداً ؛ لأنك 
رددتها إلى من خلقها . + فضمنت صيانة الله لها بذلك الرد . والذى يحرسها هو الكلمة 
الواضحة وماشاء الله لاقرة إلا بالل » . 


6 نرى فى قوله تبارك عنيا : 
٠‏ عم 7 سن - لم سم 


ع ع سوم سن عام ع ولا 5 ا ند 
: يقن لتاق : 2 8 


ااه تكح عرزي » 0033ظ 


سه مغ مع موك سوم 


دارج وم1 أشُْ ألسَاعة قَأَمهُ لين رددثٌ ِل دف لَأجِدَنَ خميرا منها 


منقلباي » 
سورة الكهف ) 
فياذا قال له صاحبه ؟ 
مَل صاحبه, وهو يور بأ كرت بالدى َل حَلَقَكَ من ثاب مين طم ثم 
272 


َو را وه ليكنا هرارق ولالفرلة عداو ولول ف عت 
سك لت ماشآء ام لاهوة إلابام إن انَل بنك اوعدا © 
9 قصَى رح أن مؤي حَيمًا من بنك ديسل بها بام ْمَل نصح 
صَمِدارَلج » 

سورة الكهف ) 





جممحصححوح. :11950564224224 

فكان يجب آلا يغتر الإئسان بوجود النعمة وأن يعزوها وينسبها ويردها إلى المنعم 
3 فت 
لين سكم لازبدنك ف 

رمن الآية /ا سورة إبراعيم ) 
فقد تعطيكم الأسباب مسبباتها » ولكن لا زيادة عن المسببات بالتة منه 
سبحانه بالبركة » بل ربما كانت فجيعة لصاحبها مساب بزع عه العطاء 
فتكون حسرة عليك 2 


إذن فمَنْ هم أولو الالباب ؟ 


تكون إجابة الحق : 


+499 لذن يذ 4 ونَاََه سا وَفُعُودا وعَلَ جُنوبِهمْ 
و َع > 007 وه 
دحل لالض رمدت 
هبلك سبْحَمَكَ قن َيََاعَدَابَاكَارِ 3 كه 


إنهم يقولون : 


وربنا ما خلقت هذا باطلاً » لانك حق . وخلقت السموات والأرض بالحق » 
ووضعت ا نواميسها وقوانينها باحق , فيجب أن نستقبل النعمة التى خلقتها لنا 
بالحق . فإن استقيلها بعض الناس بغير الحق . فإنها تكون وبالا عليهم . ويقال : 
إن الزن الصادق فى بن إسرائيل قبل رسالة..غيسى غلية الام كان ذا غيد الك 
بإخلاص ثلاثين سنة فإن غيامة تظله حيث سار . فكانوا عندما يرون واحدأ من 
هؤلاء يسبر تظلله غيامة » فهم يعرفون أنه عبد الله بإخلاص ثلاثين عاماً . 





ح.؟ حمص ممح حمح خمح نح مح صمصه 


وعَبِدَ واحد منهم الله ثلاثين سنة ولم ير السحابة تظلله » فشكا ذلك لامه فقالت 
له : لعل شيئا قرط منك . فقال لها : يا أماه لا أذكر . فقالت له : لعلك نظرت مرة 
إلى السماء ولم تفكر . فقال ها لعل ذلك يدت . فقالت : الذى يأنيك من ذاك . 
وهذه القصة تذكرنا بضرورة التفكير فى الله دائهاً . 


ويروى عن سيدنا الإمام عل رضى الله عنه وكرم الله وجهه ‏ أنه قال : كان 
ا عو ا ل ل ا ا 
الفياه .: 


إذن فالنظر إلى السماء هو النظر إلى العلو . والنظر إلى الأرض أيضا هو تأمل فى 
حكمة الخالق . لكن النظرة إلى السهاء تجعل الإنسان يفطن إلى علو الخالق . ولذلك 
فالعربى الذى استلقى على ظهره نائها » واستيقظ ففطن إلى لون السماء الأزرق 
البديع ء والنجوم تتلألا فيها فقال : أشهد أن لك رباً وخالقاً , اللهم اغفرلى ٠‏ لقد 
عرف الرجل متى يدعو الله وكيف يدعو. لذلك غفر الله له . 


وفيما روت كتب السيرة عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه جاء ليلة ونام » 
وكانت ليلة عائشة رضوان الله عليها . قالت عائشة لعبدالله بن عمر رضوان الله 
عليه : فنام بجوارى حتى مس جلدى جلده ٠‏ ثم قال : ديا عائشة هل تأذئين لى 
الليلة فى عبادة رى 209 . 


لقد استاذن منها رسول الله فى حقها لآن الليلة ليلتها . وأضافت عائشة : 
يا رسول الله أنا أحب قربك وأحب هواك » وقد أَذِنتٌ لك . 


لقد احتاطت الاحتياط الجميل » فهى تحب الرسول » وتقول : «وأنا أحب 
قربك » وهذا القول له معنى جميل » وحدث أن قال بعض المتنطعين على دين الله : 
إن رسول الله كان كبير السن بغارق كبير بينه وبين عائشة . وقوها ذلك إنما عن زهد 
فيه . 

. رواه الترمذى عن عائشة . ورواه ابن ماجه عن ابن عباس ورواء الطبراق عن معاوية‎ )١( 


3 1 


620992240006096 روود 


لكنها عائشة ‏ رضى الله عنبها - ردت على ذلك من قبل أن يقال . ففالت : 
يا رسول الله أنا أحب قربك وأحب هواك وقد أذنث لك . وهذا درس يعطيه لنا 
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نتعلم كيف نعامل أهلنا » حتى ولو كان الأمر 
الذى يشغلنا عنهم هو العبادة » وهو لا يريد أن ينشغل المؤمن عن رعاية أهله بعد 
أداء ما عليه من فروض . حتى ولوكان عبادة إلا بعد استثذان الأهل , 


ماذا ؟ لأن الله طلب من الزوجة فى العبادة غير المفروضة ألا تتطوع حتى تستاذن 
زوجها . فالزوجة إن صلت تطوعا . أو صامث تطوعا لابد أن تستاذن زوجها . فإن 
أذن ههاء فبها. وإن لم يأذن فليس لا أن تقوم هذه العبادة غير المفروضة . 


يقول رسول الله صل الله عليه وسلم ٠:‏ خيركم .. خيركم لاهله وأنا خيركم 
لملذا 
لأهل ٠‏ 


لأن الزوج حين يقرب زوجته فهو يريد أن يعفها عن التطلعات البشرية ؛ لذلك 
فعندما تريد الزوجة أن تأخذ وفتها وخنصوصا إن كان لها ضرائر . فهذا الوفت حق 
لحا . فإن أراده الزوج للعبادة غير المفروضة فعليه أن يستأذنها . وقد تكون الخحالة 
النفسية للمرأة فى عدم وجود ضرائر أكثر قدرة على قبول استئذان الزوج ها ليتفرغ 
للعبادة . ولذلك فانت ترى من أهل الفتوىي الإيضاح الناجح مثل هذا الأمر. 

لقد ذهبت امرأة تشكو زوجها لعمر بن الخطاب ‏ رضى الله عنه ‏ وكان مضمون 
الشكوى أن زوجها لايقربها . وكان مع عمر صحابى جليل . فقال له عمر 
ابن الخنطاب : افتها . فقال الصحابى للروج : يا هذا سنفرض أنك تزوجت 
أربعاً ٠»‏ فلزوجتك إذن ليلة بعد كل ثلاث ليال . وإذا كان الرسول صل الله عليه 
يجيي ا علد وو جاور بارا يبا الداع العم عفاي 
الأهل إحسانا لا يجمل للمرأة تطلعا 

لكننا نجد أناسا لا يستأذنون أهلهم لا فى العبادة » ولا حتى فى سهرات المعصية . 
وهذا ما يفسد البيوت والأسر . إن مايفسد البيوت أن يكون الزوج مشغولا عن 
الزوجة » ويذهب إلى أصحابه فى المقهى أو فى مكان آخير . ولا يهتم بأفراد أسرته . 


١-.رواه‏ ابن ماجه والدرمى فى كتاب النكاج . 





حم ١١‏ وح وح صوص ص وحص ص وص حو 


اذا لا يذهب إلى منزله ليؤانس أهله ؟ وليشبع رغبتهم ويجلس مع زوجته وأهله 
وأولاده وبذلك تطمئن الزوجة أن رجلها معها وليس فى مكان آخرء وذلك حتى 
تستفر الأمور . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذن عائشة رضى الله عنها 
فتاذن له . قالت عائشة رضوان الله عليها : 


«وفقام إلى قربة فتوضا ثم قام فبكى ثم قرأ فيكى . ثم أثنى عل الله وحمده 
فبكى . حتى ابتلت الارض . ثم جاء بلالء فقال : يا رسول الله صلاة الغداة . 
فرآه يبكى . فقال : يارسول الله أتبكى وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنيك 
وما تأخر ؟ فقال رسول الله : أفلا أكون عيدا شكورا.. يا بلال لقد نزل على 
الليلة : : 

5 27 52-2 موواء موه م ص 6م 59 311 00 
« إن فحني اسْمَوات والأرْض واغيك ساليل ودبت أو الأب 

عرق مومهم بج مروف 2 عع رع 2 782222 م ن 2ج 
جه الذي بذ كرون أله يلما وقعودا وعن جنوبهم ويسَفَكرُونٌ فى خا 


السمنوت والأرض رَبِنَامَاخَلَقَتَ هذا نطلا سبْحك ّنا عذَابٌ آنا رٍ 2 
موعد # ب م 105 00 ع ان ونم 2 #2 صب 25 
ربا نك من تدخل آلثار ققد أخزيتهر وما للظئلسين من أنصار 039 رربنا إننا 

0 الرلر عرسم 


عاء نف الع مسلء م موس موء ٠‏ م2 2 
سمعنًا متادياينادى لمن أن 6امنوأ ,ربك ققامنا ربنا فأغضر نا ذنوبنا 
عءامعة موم م بموريوسم رم مم ال يس عا عر ع سرع ع مرص ار ار ع مي 
وَكَفْر نا سجائًا وفنا مع الأ برار ل ربا وابنَاماوعدنا عل رسلك ولا 


وم سوم 3 ع 00 امات ممما م ءالء م6لء 
نيم اليس نك المت البيماد 8ه اباب لمم زيممأني 
1 عه ماس - ثر © مص ره لاعن # بيع م 
لآأيع عمَلَ عمل ينم بن د أو أن بعصم من بض كال 
عءض ومإم *خ, م« 4 عيدة 


وأ وبين ديرم وأودُوأ فى سيمل وكسَوا وقرأ لامحرن 


موف ع دوم ا. مع مر .و م» . وم 0 كه 
عَنمْ ستعاتِح وَأ حلصم جَئْدت تجرى من ححا آلا نجثر ثوابا من نه 
4# 


مم ملم 57 010 


آله وله عندم, حمسن آلْنُوَاب 0 لابغرنك تقلب الْدينَ كمروأ ف البلدد. 


الغا ١‏ 
صوص صمص حوحص و0552 وااو 


13 


رنساء و« دولكد لم عمو م وم مه 2 تعد م2٠‏ 


سم ليل م مونم جه و بئس المهاد وه للك الْدينَ القواد .هم 


عدم ع #اع. ع م 0 2 ع اس قر سه عه 2 
جْتْ تجرى من ع الأنبار حايدين فيها نزلا معد الله وماعند 
2 ع ءاعواءم 2 ع اق وى > عرس آي #2 04 سدق 
لَه حاار 9ه وَإِنْ من أل اذكب لمن يؤمن لله وما انل 
ا عي اع دع ور عدب ممع دام ؟ 
لسك وَمآ آنل لبهم تاشعين لله لاشترون عابنت الله نمنا قليلا 


6 


في عاووء ووودى سامت 56 ومعمم 8م266 غلء - 
أوكتبك كم وم سه ريم اربع الب ويه يكاينا لين 
يقاوو جه اقواضة ماوع 8و” عء. عد مدة_قولء « م 
#امنوأ أصيروا وصايروا ورابطوا وأتقوا ألله لعلكر تفلحون ني 4 : 
زسورة آل عمران ) 
لمن لاكها بين فكيه ولم يتأملها )29 . 


هذا ماجاء عن سيدنا رسول الله فى أواخر سورة آل عمران » تلك الأواخر التى 
تبدأ بقوله تعالى : (إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار) , 


إن فى تلك الآيات المنيج والاستدلال » واصطحاب الحق سبحانه وتعالى وذكره 
على كل حال من القيام والقعود وعلى الجنب . إن الحق يقول : ( الذين يذكرون الله 
قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى نخلق السموات والارض . ربنا ما خلقت 
هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) . 


ها نحن أولاء نرى أن مطلوب أولى الألباب هو أن يذكروا الله قياما وقعودا وعلل 
جنويهم . وقال يعض العلماء فى تفسير قول الحق  :‏ الذين يذكرون الله قياما وقعودا 
وعتل جنومهم ؛ إن المقصود بذلك هو الصلاة » فمن لا يستطيع الصلاة قائيا يصق 
قاعدا . . ومن لا يستطيع الصلاة قاعدا فليصل مضطجعا . 


التي تت ل 
)١(‏ رواه البخارى فى التهجد ورواه ملم والترمذى فى الصلاة والنائى فى فيام اليل وابن ماجه فى الاقامة والإمام 


أحيد فى مثلم , 





000 | 
15 حصمص ص مص حم صمح حص مخصوصه 
ونقول طؤلاء العلياء : لقد خصصتم هذا المعنى حيث المقام للتعميم + لماذا ؟ لأن 
القرآن لا يتعارض مع بعضه » بل يفسر بعضه بعضا. والحق يقول عند صلاة 


6 دمعدءة سج امور هر 3 سوم ماه 


إن كت بوم تَأقَتَ لم لما لصلزة قلقم طايمة منهم مك وليأخدوأ 
١‏ معد ءامب سه دمب لج مول عام لاوم 
يع 1 دوأ َليسكوثوأمن رابك لات طايه أخرئ ل , يصَلوا 
لوم وتلئثوا عدو ولنيتقك" و اين غقزراق ته عن . 
- 2س ع مدو ره 


لحك وامتعدكز فيَملون لم ئة ولا جتاح لكل ناكا ٌٍ 


أذ ين مر أ ذم مسح أن تصَعُوا يسك وَحَدُوأ سرك دام 
عد فْكَفر بن عَذَابَ ينوع 4 
( سورة النساء ) 
وحتى لا يظن المؤمن أن الفروض الخمسة هى التى يذكر فيها الله فقط قال 
سبحاته : 
2 00 0 عه 2م مب وء م]ء فى 
جِناسميم سل اذ مؤوا له ينا وو ول وين دا أطمائم 
8ج ملم محم مب وولء مسرم ”# 5 
اموا ضكر ةَ إن ألصَلَوةٌ كانت عل الْمؤْمنِينَ كنبا موقُوتا ويه 4 
( سورة النساء) 1 
أى إنه حصلت الصلاة أولا » وحصلت الصلاة ثانيا » كأن ذكر الله أمر متصل 
واجب فى الصلاة » وى غيرها » وبعدها يتفكر المؤمنون فى خلق السموات والأرض 
ويعترفون أنه سبحانه لم يخلق هذا باطلا . ويكون المطلوب أن يقولوا : 


تل سبحلتك قفا عذّابٌ آلثار 6 
(من الأية 14١‏ سورة آل عمران) 





اكوره 





ماذا ؟ لأن كل هذا الذكر لا يوق حق ربنا علينا . . لذلك قالوا : 


إنها العظمة . فهم لا يذكرون عذاب من يدخل النارء ولكنهم يذكرون خزى 
الله لمن دحل النار . وكأن الخزى مرتبة اشر من عذاب الثار. فمن الذى أعطانا كل 
هذا الفضل . إنه ‏ سبحانه ‏ أعطانا توفيقا لذكره . وتوفيقا لنتفكر فى خخلق السموات 
والأرض . فهل يصح أن نقابله بكفران التعمة ؟ وما الذى يحدث لهؤلاء الذين 
يدخلون النار؟ 


إنه الخزى والعياذ بالله . « وما للظالمين من أنصار» أى وليس طم أنصار يمنعون 
عنهم عذاب النار . 


و 
5 رحسي اس سه يا سه يس جح ست كا هر 2 
نوأ ريك فَكامنًا ريسا فاع فرلا ذنوسَاو؟ 


د 


فكأن الإنسان بقلبه وفكره قبل أن يحجىء له الرسوك قب نابهر ساق الكرن 





١١١2‏ احمص صمح مهت جه صمح ص مصه 


من آيات . وعليه أن يستشرف أن وراء الكون قوة . ولكن هذه القوة مبهمة فى 
ذهنه . ما هى ؟ إنه يرى الكون العجيب فيقول لنفسه : من المستحيل أن يكون هذا 
الكون بلا خالق . إن وراءه قوة لها حكمة وها قدرة . هذا قصارى ما يصل إليه 
العقل ولكن أيستطيع العقل أن يدرك أن القوة اسمها الله ؟ أيستطيع العقل أن يدرك 
ماذا تطلب القوة منه ؟ 


لا . إذن لابد من رسول يبلغ عن تلك القوة . ولذلك قلنا : إن تلك هى الزلة 
التى وقع فيها الفلاسفة ؛ لآن الفلاسفة هم الذين بحثوا وراء المادة . ونحن نعلم أن 
العلم ينقسم إلى قسمين , قسم مادى قائم على التجربة . وقسم ميتافيزيقى يبحث 
فيها وراء المادة . وهذا العلم متاهة الفلاسفة . وهو المضلة التى لم تلتق فيها مدرسة 
بمدرسة. ولا تلميذ فى مدرسة مع تلميذ آخر فى مدرسة . 

لماذا 0 يلتقوا ؟ لأخهم يبحثون وراء المادة . وما وراهء المادة غيب . والعغيب 
لا يدخل المعمل . لكن المادة تدخل المعمل . والمعمل عندما يعطى نتائج تحليلات 
لا يبجامل فى هذه التتائج . فالذي يدخل التجربة العلمية فى المعمل بنزاهة فالمعمل 
يعطيه . والذى يدخل بغير نزاهة لا تعطيه المعامل شيئا . 


ولذلك نقول دائما : إننا لا نجد فى العلوم المادية فارقا بين عدم شيوعى روسى ٠‏ 
وعلم أمريكى رأسمالى » فلا توجد كيمياء رأسالية أو كيمياء شيوعية ولا توجد 
كهرباء روسية وأخرى أمريكية . إنها كيمياء واحدة ء» وكهرباء واحدة لأنها ابنة 
العمل :وبنت التجربة الملذية... 


ومن العجيب الذى لا يفطن له الخلق المغرورون من هؤلاء أننا تجد العلم المادذى 
ابن التجربة والمعمل والمادة الصماء التى لا تجامل يحاول كل معسكر أن يسرقه من 
غيره » ونجد الجواسيس يسافرون من معسكر إلى معسكر ليسرقوا تصمبيات 
الطائرات والصواريخ . وأن بعضهم يتلصص عل بعض حتّى يعرفوا العلم المادى . إ 


لكن ماذا عن علم الأهواء والنظريات ؟ إننا نجد أن كل طرف يقيم جدارا حتى 
لايخترق علم الأهواء المجتمع . 





حمص محص مح حموق حوحص نح مصهت١‏ 1 © 


هم يقيمون الحواجز فى الأهواء ولكن فى العلم المادى يتحولون إلى لصوص . 
فلماذا لا يأخذون الأهواء مع العلم المادى ؟ إن كل معسكر حريص عل العداء مع 
مذاهب الغير فى الحكم والاجتماع والاقتصاد . لكنبم فى العلم المادى يسرق بعضهم 
بعضا ؛ لآن المذاهب النظرية تتبع الأهواء » لكن العلم المادى كما قلنا- يتبع 
الحقيقة المعملية التى لا تجامل . 


إذن فساعة يفكر الإنسان بعقله لابد أن يقول : إن وراء خخلق الكون قوة خارقة . 
وقد عرفها العربى بفطرته فقال : البعرة تدل على البعير والقدم تدل على المسير . أفلا 
يدل. كل ذلك على اللطيف الخبير؟!! 


يكيل اتظري ...الفلا جل وود القرةاء لخن ما اسبو رسايو القرا 5لا تفرقه : 
إذن فالآذن تستشر ف إلى من يدها على اسم هذه القوة . فإذا جاء واحد وقال : أنا 
لل سق لدبية هلك لفوذ » يلل انيعها الك + كأن عن اام رقي ال اصبيالت اناير 
عليه ؛ لأنه سيحل لها اللغز الذى يشغلهم . لذلك فالمؤمئون يقولون : 


عب 5م م ٠.‏ ميرقه 
ل ربا إِْنا معنا متاديا يناد ى لمان أن #امنوأ ير يكز و َعَامنَا # 
( سورة آل عمران ) 
كأن ذهن كل واحد فيهم كان مشغولا بضرورة التعرف على الخالق . وبعد.ذلك 
يقولون : 
"ل ربئَآ إْنكَ من ذل لذار ققد 0 و ما لين مِْ أنصَارٍ 632 4 
( من سورة آل عمران ) 
فأول حاجة فكروا فيها هى درء المفسدة ؛ لان أفاضل الناس يتهمون أنفسهم 
بالتقصير دائيا ؛ لذلك قالوا : « ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيثاتنا » . 
وعندما ننظر إلى معطيات القرآن نجد أن « الذنب » شىءء وه السيئة » شىء 


آخر. فالذنب يحتاج إلى غفران ٠‏ والسيئة تحتاج إلى تكفير » على سبيل المثال ٠‏ كفارة 
اليمين » تكون واجبة إذا ما أقسم المؤمن يمينا وحنث فيه » وهذا التكفير هو المقابل 





:ه١٠ ١‏ حجوجح :290222220224002 
للحنث فى اليمين , أما الأشياء التى تتعلق بالمعصية بين العبد وربه فهى الذنب ٠‏ 
والسيئة هى الأمر الذى يخالف منبج الله مع عباد الله . فحين تفعل المعصية فى أمر 
بينك وبين الله فأنت ل تسوع إلى الله ٠‏ فمن أنت أبها الإنسان من منزلة الله ؟ لكنك 
بالمعصية تذنب ء والذنب تأ بعده العقوبة . أما تمالفة منهج الله مع عباد الله فهى 

سيئة ؛ لانك بها تكون قد أسأت . ١‏ 


3 
لذلك فالمؤمنون قالوا : « ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيثاتنا » . 


ومن الذى هداهم إلى معرفة أن هناك فرقا بين الذنب والسيثة ؛ وأن الذنب يمتاج 
إلى غفران . وأن السيئة تحتاج إلى تكفير؟ إنه الرسول صل الله عليه وسلم حامل 
الرسالة من الله . وهو الذى علمنا الفرق بين الذنب والسيئة . فقد كان جالسا بين ' 
أصحابه فأخذته سِنْةَ من النوم » ثم استيقظ فضحك . 


فعن أنس رضى الله عنه قال : « بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ 
رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر رضي الله عنه : ما أضحكك يا رسول الله ؟ 
قال : رجلان جثيا من أمتى بين يدى رب العزة فقال أحدهما : يارب خذ لى مظلمتى 
من أخى ٠‏ قال الله : أعط أخاك مظلمته . قال يارب : لم يبق من -حسناق شىه » 
قال : يارب يحمل عنى من أوزارى . وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم 
بالبكاء ثم قال : إن ذلك ليوم عظيم ٠‏ يوم يحتاج الناس إلى أن يُتَحَمل عنهم :من 
أوزارهم . فقال الله لتطالب : ارفع بصرك فانظر فى الجحئان فرفع رأسه فقال : يارب 
أرى مدائن من فضة وقصوراً من ذهب مكللةً باللؤلؤ لأى نبى هذا ؟ لأى صِدْيِقٍ 
هذا؟ لأى شهيد هذا ؟ قال : هذا لمن أعطى الثمن . قال : يارب ومن يملكُ 
ثمنه ؟ قال : أنت . قال : بماذا ؟ قال : بعفوك عن أخيك . قال : يارب قد عفوت 
عنه : قال : خذ بيد أخيك فأدخله الجنة . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يُصلح بين المؤمنين يوم القيامة »200 . 





. رواه ابو يَمْلَّ والحاكم وصححه ورواء السيوطى فى الدر التثور وابن كثير فى التفسير‎ )١( 





1 اللا ) 
احمحج٠جت‏ 2900549242555 ص0 وحص وأارزهه 
دضاء بس 
هذا هو معنى التكفير أى أن نتحمل , لذلك نقول فى الدعاء كا علمنا : « اللهم 
ما كان لك منها فاغفره لى » وما كان لعبادك فتحمله عنى » . أى أن العبد يطلب أن 
يراضى الحق عباده من عنده . وماعنده لا ينفد أبدا . 


والعباد المؤمنونٍ يقولون : « ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيثاتنا وتوفنا مع 
الأبرار » أى اخثم لنا سبحانك هذا الختام مع الأبرار . ومن بعد ذلك يأنى قوله تعالى 


حكاية عتهم : 
+ رَيَنَاوْءَائنَا مَاوََديسَا عل رَسَلِك ول عونا 
يَْمَالْعمَةِإِنكَ لا مل تماد © +4 


أى ربنا أعطنا ما وعدتنا على لسان رسلك . ولتسمع قول الحق استجابة لحم : 


و سا7 


جا اتكجت و إن أن لآ أضِيمٌ عَمَلّ. 
عَمِلٍ يدون دكأو أن عض 00 عض 


َأَلْدِبنَ هَاجَرُوا جَرُوأ وَأحرْجوأ من يرهم ا 
لي فيِلُوا لَه كور ا سَييَعَاهِم ا 


سبي وفلتلوا و 
اله رخو ا 





نهد ناكا 
هت ١١و‏ احبوحص حص وص حص وح حص وص حص مص صوص 


ولُنر اللفتة الجميلة فى الاستجابة : ٠‏ فاستجاب هم ربهم أن لا أضيع عمل 
عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض » لقد كانوا يذكرون الله قياما وقعودا 
وعل جنويهم . ويتفكرون فى تبلق السموات والأرض . ويخشون خزى الدخول إلى 
النار . ودعوا الله بغفران الذنوب وتكفير السيئات . ودعوا الله أن يأتيهم ويعطيهم 
ماوعدهم به على السنة الرسل , 


لم يقل الحق سبحانه: استجبت لكم . لكنه جعل الاستجابة هى قبول العمل فقال: 
د أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى » فليست الحكاية كلاما يقال . إنما 
يريد الله أن تدخل هذه المسائل فى حيز التطبيق والنزوع العملى ؛ فال مسالة ليست 
بالتمنى فقط . فقد وضع سبحانه الشرط الواضح وهو العمل . فمن يريد استجابة 
الحق فلابد له من العمل . إن التفكر فى بديع صنع الله لا يغنى عن العمل ؛ لأن 
الحق سبحانه يريد التفكر فيه وأنت تعمل ف أسبابه . فأسباب الحق لا تشغلك 


عنة 
مسمس 2 مارم م4 معي رب وعم مام 070 ا .ع 
ف( اباب ل ريم ا ايمل عمل مد من دكأو أن بطم 
اونش قن ل ل ران كرط تأترا بل تايلا 
من بعض فالذين هاحروا وأخرجوأ من ديئرهم وأوذوأ في سيمل وفلتاوا وقةٍ 
عأ رومع دو« عدم او عام موما م مع ٍ. عدم ار 6و ف ص بر 
7 8 91 2 2 ءئ١‏ 
اورت عبس سرادم لدنم بجنت تجرى من تا الا نمثر ثوابا 
. عروه عم فووروم 
من عند الله والله عندم حسن ألثوَابٍ 9ه» 4 
( سورة آل عمرات ) 
فالذين هاجروا من بلادهم ومن أهلهم ومن أوطائهم ومن أحبابهم ٠.‏ دون إكراه 
فهجرتهم هذه هى نزع وجودى ٠‏ وانتقال من مكان إلى مكان جديد وكان ذلك فى سبيل 
الله.أى . فالذين هاجروا وخرجوا بجزء من إرادئهم . وكذلك الذين أخرجوا من 
ديارهم . وقاتلوا فى سبيل الله وتحملوا الايذاء وقتلوا ‏ هؤلاء ‏ ينالون التكفير عن 
السيئات ويدخلون الجحنة . 
لقد جاء الحق هنا بالعملية التى تتضح فيها الأسوة الإيمانية ؛ لأن الإنسان ينشغخل 
يماله وأهله ووطته وباستبقاء الحياة » فإذا ما ضحى الإنسان بهذا كله فى سبيل الثبات 


: شل اانا : 
صوصص مح حصوحص 203524 اكذانهة 
على كلمة الله أولا . وإعلاء كلمة الله ونشرها ثانيا . فالمؤمن من هؤلاء لم يكتف 
بنفسه بل جاهد فى سبيل الله لتنتقل الحياة بحلاوتها إلى غيره » وبذلك يكون قد 


نخرج من كل هذا برؤية واضحة هى أن الفكر وحده لا يكفى وإذا قال واحد : 
إن إيمانى حسن فلا تأخذنى بالمسائل الشكلية ء نرد عليه قائلين : إن الله ليس ىق 
حاجة إلى ذلك . ولكنه يطلب منك أن تعمر الكون بحركتك . وأبرك الحركات 
وأفضلها أن ترسخ متبج الله فى الأرض ؛ لأنك إن رسخت مفيج الله فى الأرض » 
أدمت للوجود حماله . 


ومن بعد ذلك يقول الحق : 


وإذا ما سمعنا كلمة ٠‏ تقلب الذين كفروا فى البلاد » فاعلم أن التقلب يمتاج إلى 
قدرة على الحركة . والقدرة على الحركة تكون فى مكان الإنسان وبلاده » فإذا انسعت 
قدرتك عل الحركة وانتقلت إلى بلد آخر » فعندئذ يقال عن هذا الإنسان : ه فلان 
نشاطه واسع » أى أن البيئة التى يحيا فيها ليست على قدر قدرته » بل إن قدرته أكبر 
من بيثته ء لذلك فإنه يمخرج من بلده . وكان ذلك يحدث . فكفار قريش كانوا 
يرحلون من بلدهم فى رحلات خارجها. لذلك قال الحق : 
١‏ لامرك تبن كدروا نالب وه * 
(سورة آل عمران ) 
والتقلب كما عرفنا ينشأ عن : قدرة وحركة واتساع طموح . وسيحانه يريد أن 3 
يبين لنا أن زخارف الحياة قد تأق لغير المؤمنين . إن كل زخرف هو متاع الحياة الدنيا 
.وهو مرتبط بعمر الانسان فى الوجود . ومهما أخخذوا فقد أخذوا زينة الحياة وغرورها ؛ 
هك 


غم الاق 
154 


فسبحانه هو القائل : 
لمم ا ميزه انبا لامع الْمُرورٍ 4 
(هن الآبة 145 سورة آل عمرإن) 
إنها حياة ها نباية . أما الذى يريد أن يُصَعْدَ النعمة ويصعد النفع فهو يفعل 
العمل من أجل حياة لا تنتهى . والكافرون قد يأخذون العاجلة المنتهية » ولكن 
اللؤمنبى يأخذون الآجلة النى لانتهى 0 ٠‏ ٌْ 


وحين نقارن بين طالب الدنيا وطالب الآخرة » نرى أن الصفقة تستحق أن 
نناقشها من نواحيها وهى كا يل : لا تقس عمر الدنيا بالنسبة لذاتها » ولكن قس 
عمرها بالنسبة لعمر الفرد فى الحياة ؛ لأن عمر الدنيا عند كل فرد هو مدة بقالله فيها . 
فهب أن الدنيا دامت لغيرى ٠‏ فهالى وها . إن عمر الدنيا قصير بالنسبة لبقاء الإنسان 
فيها . وإياك أن تفارنها بقولك : إن الدنيا سوف تبقى للايين السنين ؛ لأنها ستظل 
ملايين السنين للملايين الخلق غيرك . وعمر الدنيا بالنسبة لك هو عمرك فيها. 
وعمرك فيها محدود . وهذا على فرض أن الإنسان سيعيش متوسط الأعبار . فيا بالك 
وعمرك فيها مظتون ؛ لأن الموت يأق بلا سن ولا يرتبط بسبب أو بزمان . ولذلك 
فالإنسان لا يضمن متوسط الأعمار . وعمر الآخرة هتيقن وهو إلى خلود . 


إذن فعمر الإنسان فى الدنيا مظنون وعمره فى الآخرة متيقن . والدنيا محدودة . 
وفى الآخرة خلود » ونعيمك فى الدنيا منوط بقدرتك على تصور النعمة وإمكاناتها . 
ولكن نعيمك فى الآخرة على قدر عظمة رَبك وعطائه العميم ؛ لذلك قال الحق 
عنها : إنها متاع الغرور . ولم يات الله لها باسم أقل من اسم الدنيا » فهل هناك اسم 
أقل وأحقر من هذا ؟ إن الذين يغترون بما يناله الخارجون عن منبج الله من تقلبهم فى 
البلاد عليهم أن يتذكروا أن كل ذلك إلى زوال وضياع . وعلينا أن نقارن التقلب فى 
البلاد بما أعده الله لنافى الآخيرة . وساعة تقارن هذه المقارنة تكون المقارنة سليمة , . 


ولذلك يتابع الحق قوله عن تقلب الذين كفروا فق البلاد : 


اللسلللل ‏ ب بص بح 


شر العيزلينا . 





كوات 


والمهد هو المكان الذى ينام فيه الطفل . ومعنى ذلك أن الحق يقلب فيهم فى جهنم كا 
يريد ؛ لأنه لا قدرة لهم على أى شىء ء شأنهم فى ذلك شأن الطفل . يزال ملازما 
لفراشه ومهده حتى يقلبه ويحركه غبره . ويأق المقابل لهؤلاء وهم المؤمنون فيقول : 


12# لكن اد نمأب لحم متت تجرى ون 
رخ ور كمه 


تيه الْأَتْهَرخَرِي فِبَائْرْلا مَنعِنْ لاله وَمَ 


عِندَ أنه حاار 02 # 


والنزل هو المكان الذى يعد لنزول الضيف ٠‏ والنزل حين! تقيمه قدرات بشرية 
نتراوح حسب إمكانات البشروقى احدى السفريات نزلنا فى فندق فاخر فقال لى زملاثى 
وإخوانى : 


هنون هن العظمة البخرية '. 

قلت لهم : هذا ماأغذه البشر للبشر. فكيف با أعده الله للمؤمنين؟ 

وعندما ترى تقلب الكفار فى البلاد فاعلم أنهم لن يأمئوا أن ياخذهم الله فى. 
اتفبهم . وق ذلك يقول : 





هله نذا 
+-02+16437٠-‏ 022020 © حمهوت حمح5ه 


.١ 0 .4‏ +24 لء مه 0 ج معمكواء م وموءء الور 8 تل ووعوخى 2 اس 
# فل آرء يتك إن اتلك عدا بَآطَبَتَةأوْجَهرَة ميلك لمم طونج 4 
( سورة الانعام ) 


ويقول - سبحانه - : 
( لبف تلو تاش ينيرت © 4 
( سورة النحل ) 
والكافر من هؤلاء يتملكه الغرور . وهو يتقلب فيأتيه عذاب الله بغتة . والعذاب 
يأ مرة بغتة » ومرة أخرى جهرة . إنه يأق بغتة حتى يكون الإنسان متوقعا له فى ى لحظة . 
ويأق جهرة حتى برعب الإنسان ويخيفه قبل أن يع . ولذلك يقول الحق : 


ا اه م ملك م عع ماء الاو 


- 0 م 2 
من الآية هه من سورة البقرة ) 
فالموت إن جاءهم بغتة فقد لا يشعرون بهوله إلا لحظة وقوعه . ولكن حينم يأتيهم 
الموت وهم ينظرون . فهم يرونه وهم فى فزع ورعب . 


والحق يقول من بعد ذلك : 


جه ودين آهل ألصحكب لَمَدِيُؤ نبلم 
مسر > باس مرعرسة 8 ا ا ا اع 2 
وَمَاأَنرِلإِلِتْكُم وما أنزِل لهم حَشِعِينَ نو لا 


5 ١ 

5 انيه 
5 
2 

ع 3 
5 
3 


35 


1 

5 
3 
32 








فلاح الدنيا بان تنتصروا على خصومكم . وأن تعيشوا معيشة أمنة مستقرة رغدة » 
وفلاح الآخرة أن تأخذوا حظكم من الخلود فى النعيم المقيم . ومادام سبحانه يقول : 
اصيروا فلابد أن يكون هذا إيذانا بأن فيه مشقة . فالإيمان يؤدى إلى الجنة . والجنة 
محفوفة بالمكاره + لذلك لابد أن تكون فيه مشقات . 
« 
وإذا نظرت إلى تلك المشقات تجدها فى ذات النفس منفصلة عن المجتمع تارة » 
وتجدها فى ذات النفس مع المجتمع ثارة أخرى . أما فى ذات النفس مفصولة عن المجتمع , 
فإن الصبر يقتضى أن تصبر على تنفيذ أمر الله فى فعل الطاعات وعلى تحمل الألم منه فى 
ترك المعاصى وإن كان ذلك يمنعك عن لذة شهوة تحبها فإنك نصير عن تلك الشهرة 
التى تلح عليك . فمجاهدة المؤمن أن يصير عن الشهوات التى نبى الله عنها . 
والأشياء التى تصيب الإنسان يصير عليها. فالمصييبة فى النفس يصير عليها . 
والاشياء التى يصير عنها من النواهى هى الشهرات والمتع التى يحرمها الله . 


وكأن الحق سبحانه وتعالى يقول : إننى خلقتك واعلم متازعة نفسك إلى 
الشهوة , لأنك تحبها فاصبر عنها . والأمور التى فى الطاعة إن فعلتها ستورثك مشقة 
فى ذاتك . اصبر عليها » إذن ففى الأوامر صبر على تنفيذها » وفى المناهى صبر عن 
إيقاعها . هذه كلها فى الذات . وبعد ذلك إذا تعدت المسألة من الذاتية إلى المحيط 
الخارجى فالحق يقول : 
000 2 روطلامات مووعت - ا ع كه 
3 وَالصيرين فى البأساء والشراء وحين الباس أولتبك لدي دقوأ 
وأولتبك هم المتفونَ وه 4 
رمن الأية 11/96 سورة اللقرة ) 
يقول : « صابرين فى ». فعندنا : « صابر عل .٠‏ و م عن » .وه صابر 
فى » . ١‏ والصابرين فى الباساء »6 الى تفع عليهم ٠ن‏ المحتمةا الخار سا عدبي ع وكيات 
تصيبهم البأساء من المجتمع الخارج عنهم ؟ نعم . لآن منهج 1+: ما بحى » ليصوب 
الخطأ فى حركة المجتمع . والخطأ فى حركة المجتمع إنما يتميد منه أناس وهم 
يحرصون جاهدين أن يصدوا من يريدون تثبيت منهج الله . إذن فهم لا يقصرون فى 
إبذائهم ٠‏ وفى السخرية منهم » وف إتعابهم وفى حربهم . وهذا صبر فى الباساء 


الاليللسسسا الجخ د 


ص الو ص وص وح وص ص مص ح مح حص موصت 
والضراء وحين البأس . وإذا كان عدوك الذى جثت لتدحض متبجه الباطل بمنبجك 
الحق جابرك وصابر أيضا على إبذائك ٠.‏ فعليك أن تصابره . 

ماذا يعنى ذلك ؟ يعنى أن «اصبر» غير ه صابر» . فاصير هو أمر فى نفسك 
ستصبر عليه . ولكن هب أن خصمك صبر أيضا على إبذائك ٠.‏ وصار عنده جلد 
ليقف أمامك هنا . 
الحق يأمرك هنا بان تصابره . أى إذا كان عدوك يصبر قليلا فعليك أنت أن تقوى 
على الصبر عليه ٠‏ أى أن تجىء بصبر فوق الصبر الذى يعارضك . وكل مادة 
وفاغل » هكذا . 1 
مثال ذلك : عندما تقول : فلان نافس فلانا . والمنافسة تكون بين اثنين يمتاجان 
ويقصدان غاية » وكل واحد يريد أن يصل إليها ٠‏ والذى يريد أن يصل إليها يريد 
أن يصل بحرص . فإن كان معاندك يحرص عليها بخطوة فإحرص عليها أنت 
بخطوتين . هذه هى النافسة ؛ فالمنانسة مغالبة على الفوزء والحق يقول : 
«! يق كل لكاي افر 4 
( من الآية +؟ مورة المطففين ») 
والأصل فيها هو : إطالة النفس حون يغطس الإنسان فى الماء » وسيدنا عمر 
- رضى الله عنه ‏ قال للعباس ‏ رضى الله عنه ‏ : أتنافسنى ؟ أى عرض عليه أن ينزلا 
معا تحت الماء ٠‏ ويرى مُن منبهها أطول نفسا . إذن فالفطن الكيّس هو من يتمرس على 
هذا العمل ولا ينزل إلى الماء فى نفس متردد » بل يأخذ كمية من الهواء بشهيق يتسع 
له تجويف صدره كله ليكون عنده حصيلة يستطيع بها أن يمكث ف الماء أطول مدة من 
الثان . أما الذى يغطس وليس عنده هذه الحصيلة . فسياخذ مقدار شهيق وزفير 
فقط . « فنافسنى ؛ تعنى أن نغطس ف الماء معا لثرى من منا أطول نفسا . أى أنه 

قادر على أن يحتفظ بكمية من المواء تستطيع أن تؤدى وظيفة حياته مدة طويلة , 

ولا يمكن أن يتاق هذا إلا إذا أخذت شههيقا يملأ الصدر حتى إنك لا تقدر أن تزيد » 

ولذلك فالطبيب عندما يريد أن يفحص حالة الرئة يقول للمريض : خذ تفسا 

طويلا . لأنه .يريد أن يرى المريض وقدرته . 


إذن فالمصابرة تعنى إن كان خصمك يصابرك فأنت تصير وهو يصبر . فتصبر أنت 


7ل ل سس س2 


عبرو تيتا 
221222320202242 0 ااا هه 


أكثر, وهذا تمتاج المسالة إلى أن يتكاتف اللجتمع كلداقل المصابرة . ولذلك جاء 
فقول الحق سبحائه وتعالى : 


ا وَالْمَمْرِ ج إذَالْإِنَسنَ لخر دي لا ادن مثو ملوأ 

بيصت ربنق سر ضور وج 4 

(سورة العصرٌ) 

أى أنك إذا رأيت أخا من إخوانك المؤمنين يخور ويضعف فى مصابرته فتحثه على 
المصابرة وقل له : إياك أن تخور . اذا ؟ لأن النفس البشرية من الأغيار . وقد يأق 
لها حدث يقوى عليها . فالمؤمن الذى ليس"عنده هذه الأغيار ينفخ بالعزيمة فيمن 
يخور فقال الحق : « تواصوا » . وم بقل : اه للا د فالتواصى ١‏ 
أن تكون أنت مرة موضيا ٠‏ ومرة مُوصى ؛ فساعة لا يكون عندك ضعف الاغيار 
فوص ٠‏ وساعة يكون عندك ضعف الأغيار ترص ٠‏ فكل واححد موص فى وقت » 
ومُوصى فى وقت آخبر , ولا نتواصى هذه التوصية على الصير إلا إذا كنا تواصينا أولا 

على الحق الذى من أجله نشات المعركة بين صابر وصابر . 


ويا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون » وعرفنا 
الصبر. وعرفنا المصابرة . فيا هو الرباط ؟ هو أن تشعر عدوك بأنك مستعد دائما 
للقائه » هذا هو معنى الرباط . والحق يقول : 
« أبذوا م نالنتظتم يوون بي اقل .علوت 4 
( من الآبية 5٠‏ سورة الانفال )» 
إنها خيل مربوطة للجهاد فى سبيل الله ومستعدة . ورسول الله صل الله عليه 
وسلم يقول : « خيركم ممسك بعنان فرسه كلما سمع هيعة طار إليها ,20 . 


أى أن نكون مستعدين قبل وقوع الحجوم . وساعة تأت الأمور الداهمة ننطلق 
لمواجهتها . ولكن يكون استعدادنا من قبل الأمر الداهم » ولذلك حين يكون عدوك 


. رواه مسلم فى الإمارة وابن ماجه فى الفتن ورواء أحد‎ )١( 


شور لقان 
حا حسحص وحص صصص صوص حو 0حمصه 
. عالما بأنك مرابط له ومستعد للحركة فى أى وقت يرهبك ويخافك . أما إذا كنت فى 
استرخاء وغفلة ؛ فإنه يدعمك . فإلى أن تستعد يكون قد أخخذ منك الحولة الأولى » 
إذن فيا فائدة الرباط ؟ 


فائدة الرباط أن يُعلم أنك لم تغفل عن عدوك وأنك لن نترك العدة والاستعداد له 
إلى أن يأنى بالمداهمة . ولكن تكون أنت مستعدًا لها فى كل وقت ٠‏ والرباط لا يكون 
فقط أن ترابط بالخيل للعدو المهاجم هجوما ماديا . بل المرابطة تعنى : الإعداد لكل 
ما يمكن أن يَرْدْ عن الحق صيحة الباطل . فمن المرابطة أن تعد الناشئة الإسلامية 
لوافدات الإلحاد قبل أن تفد. لاذا؟ . 


لأن المسألة ليست كلها غزوًا بخيل وسلاح وعُدّد , فقد يكون الغزو بالفكر الذى 
يتسرب إلى النفوس من حيث لا تشعر . فإذن لابد أن تكون أيضا فى الرباط الذى 
يمد المؤمن بقدرة وطاقة المواجهة بحيث إذا جاءت قضية من قضايا الإلحاد التى قد تفد 
على المؤمنين . يكون عند كل واحد منهم الحصانة ضدها والقدرة عل مواجهتها . 


لقد قلنا : إن آفة المناهج العلمية أنهم أخذوا مناهجهم عن الغرب . فدرسوا 
التاريخ كيا: يدرسه الغرب . ودرسوا الطبيعة كما يدرسها الغرب ونسوا أن لنا دينا 
يحمينا من كل هذه الأشياء » فعندما يأتينى رجل التاريخ بمنهجه من الغرب . 
ويقول : إن الثورة القرنسية هى التى أعلنت حقوق الإنسان , هنا يجب أن تكون 
عندنا مناعة وترابط . ونقول له : فى أى سنة نشأت الثورة الفرنسية ؟ 


لقد نشأت هنذ سنوات قليلة » قد تزيد أو تنقص على اللمائتى سئة ع وأنتم تجهلون 
أن الدين الإسلامى جاء منذ أربعة عشر قرنا بحقوق الانسان . واقرأوا القرآن . فلو 
أن كل تلميذ حين يسمع أن الثورة الفرنسية هى التى أعلنت حقوق الإنسان ٠‏ يقول 
هم : لا ء أنت تعلم أن ذلك حدث فى القرن السابع عشر لكن لاذا لا تلتفت إلى 
أنه منذ أربعة عشر قرنا جاء الإسلام بهذا المبدأ والتفت إلى الاساءة فى استعيال 
الحق . فإذا كنت تجهل تشريع الله فلا يصح أن يؤدى بك هذا الجهل إلى طمس معالم 
الحق فى منيج الله . 





عابنا 
حمححووح ص وحصحص وص وح حمحه بوره 
وإذا قال دارس للطبيعة : إن الطبيعة أمدت الحيوان الفلانى باللون الذى يناسب 
البيئة التى يعيش فيها حتى لا يفتك به عدوه وهو بذلك يضلله . نقول له : إن 
الطبيعة لا تمد . الطبيعة ممدة من الله , لا تقل : إن الطبيعة أمدت . إذن فالرباط 
لا يكون بقوة عسكرية فحسب بل بالقوة العلمية أيضا » فخصوم الإسلام قد يئسوا 
من أن بنتصروا على الإسلام بقوة عسكرية بعد أن كتلوا كل قواهم فى الحروب 
الصليبية ٠‏ ولم يبق هم إلا ان يُدخحلوا علينا من خلال مناهجهم ومن خلال 
المستشرقين هناك , والمستغربين منا فينقلوا لنا ثقا ثقافات أجنبية بعيدة عن منبجنا » وهم 
معذورون لأنهم لا يعلمون منبج الله فى دين الله . إذن فالرباط لا بد أن يكون أيضا 
فى رباط الأفكار. ورباط العلم المادى . 


إن خصوم الإسلام وحار عل اناد من اتواعل يسدنه بج إن هلحرم 
إليها . يقولون : أوروبا ارتقت تقت حضاريا وأنتم يا مسلمون تخلفتم . نقول لهم : هل 
كان التخلف مقارنا للإسلام ؟ لقد كانت الدولة الإسلامية هى الدولة الحضارية 
الأولى فى العالم لمدة ألف سنة . وأوروبا التى تتشدقون بحضارتها كانت تعيش فى 
العصور المظلمة . إن هؤلاء لم يعرفوا تاريخنا أو هم يتكلمون لأناس لا يعرفون 
تاريجهم . 


إذن فالمرابطة أن توضح أمور دينك توضيحا يقف أمام أى وافدة قبل أن تفد 
بالعدوان المسلح . ويجب أن تقف لغزو الأفكار وهدم المبادىء ٠‏ ولذلك قال الحق : 
و اصيروا» . وه صابروا ٠‏ . وه رابطوأ » . وجماع كل ذلك ٠‏ الصبر على » وه الصير 
عن : وه الصبر فى ٠‏ . والمصابرة للعدو والتواصى بالصير . والرباط بمعنييه المادى 
والمعنوى . أى بالأمور المادية والأمور المعنوية القيمية . ويختم الحق الآية بقوله : 
«واتقوا الله لعلكم تفلحون .٠‏ 


ونعرف أنه حين فال لك : ٠‏ اتق الله ؛ تساوى أن يقول لك : ٠‏ اتق النار ه فمعنى 
« اتقوا الله » : أى اجعلوا بينكم وبين غضب ربكم وقاية . ماهى الوقاية ؟ أن 
تطيع » وما هى الطاعة ؟ أن تنفذ ما أمر ء وأن تنتهى عما نجى . فالذى يفسر التفوى 
بأنها الطاعة نقول له : نعم لأنها الوسيلة إلى وقايتك من غضب الله وعذابه » فالذى 





ل اللي 
ح ب؟وا صمح حوجح 992002909452225 


يفسرها بهذا يفسرها بالوسيلة ء والذى يفسرها بالاخرى يفسرها بالغاية ٠‏ فعندما 

' يقال لك : اتق الله ء أى اجعل بينك وبين النار التى هى من جنود الله وقاية ٠‏ أى 
“اجعل بينك وبين غضب الله وقاية » وإذا قال لك : انق الله يعنى أطعه فى أمره وفى 
نهيه . فىا هى الوسيلة لاثقاء النار واتئقاء غضب الله ؟ إنها الطاعة » فمرة تفسر 
التقوى بالوسيلة ومرة تفسر بالغاية . 


وقلنا فى قوله : « لعلكم تفلحون » إن الفلاح إما أن يكون فى الدنيا وإما أن يكون 
فى الآخرة.فى الدنيا: بان ترتفع كلمة الحق وكلمة الإيمان وتنتصروا ولا احد يذلكم 
ولا جعلكم أحد تابعين له . هذا لون من الفلاح » ولكن على فرض أنهم فلحوا 
وضعفتم أنتم . فى فترة من الزمن فثفوا أنكم تعملون لفلاح آخر هو فلاح الآخرة » 
وإلا فالذين يخاطبون بهذه الآية قبل أن يدركوا نصرا للإسلام على اعدائه . يفسرون 
الفلاح ماذا ؟ الذين جاهدوا وتعبوا وعاشوا مضطهدين لا استقرار فى حياتهم » وبعد 
ذلك ماتوا قبل أن يكن للإسلام , كيف يكون فلاحهم ؟ إن فلاحهم فى الآخرة . 
ولذلك تهد الاحتياط فى قصة أهل الكهفا: 
2 5 
( كد يتم يتنا ته يتينم قل بل ينم كالْئم قن ينأ © 
بعص يكو كيك وفك هذه ِل لْمَديئّة 
فلينظر اببآ ْم طعَامًا مَأ 3 مو بمج م :2 لمءامه 


بها ازكن طعا فليام يرزق منه وليتلطف ولا إبشعرنٌ بكر أحمدًا 


عع مذ وممعيلء ععرد رأعو دار 


0 0 يبظهروا عليكر بمو أو يعيدوك فى ملم ون فلحو إذا 


أبدا وي 4 
( سورة الكهف) 


ونلحظ فى هذه القصة قوله الحق : « يرجموكم » هذه واحدة . «أو يعيدوكم فى 
ملتهم ولن تفلحوا إذن أبدا » . 


إن كانوا ب رحونكم فسينتصرون عليكم ف الدنيا » إنما ستأحذون الآخرة » وإن 





اق 
ح+ 202222402900240 تح الوا 
لا الآخرة إذن فعناصر وت المرادة 
إلى د ٠‏ فلن تفلحوا فى الدنيا ولاق 30 
دو 
م 3 ا الدنيا وإما ىق الآخرة وإما فيهما معا إن عناصر الفلاح أن نتفد ل أوامر 
الله فى قوله : «اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون » . 





ااااااا0ا0606060ا0اا#####كثثكك 10 ة8ة8ة080ة0ة0ة0ة0ة0ة0ة00000000ااا 060 











عرضنا ‏ فيها سبق خواطرنا حول تسمية السور . وهنا تأق سورة النساء والاسم 
المختار لما اسم مكرم للجنس الآخر من النوع الإنسان . ونلحظ أن الحق لم ينزل 
سورة باسم سورة الرجال'. وجاء بسورة وسماها « سورة النساء ه وتتعلق بها أحكام 
كثيرة . وأيضا سيتكلم فى سورة المائدة عن حقوق النساء . وأيضا سيتكلم فى سورة 
الأحزاب عن النساء » وأيضا سيتكلم فى سورة الممتحنة عن النساء » وفى سورة 
المجادلة عن النساء وقى سورة الطلاق . وفى سورة التحريم عن النساء . إنها أحكام 
منصوص عليها ق القرآن عن حقوق المرأة ٠‏ وهذه الأحكام جاءت لتتكلم عن 
الوعاء الحاضن للنفس البشرية . 


ونحن نعرف أن مهمة الرجل مع الأجناس الدنيا فى الحياة مع الجراد فى المعمل . 
ومع الحيوانات يربى » ومع الزرع يزرع . إن الرجل يعمل مع تلك الأجناس 6 
والأجناس يي تعنم هى : جماد . ونبات . وحيوان » وإنسان . وممال الإنسان 
الرجل هو العمل مع اماد ومع النبات ومع الحيوان » أما مجال المرأة فمع الؤنسان ٠»‏ 
أيوجد تكريم للمرأة أكثر من أن الله جعلها الحاضنة لأكرم مخلوقاته وهو الإنسان ؟ 

انظر إلى طفولة كل الأشياء . النبات والحيوان تجدها طفولات قصيرة . هناك 
حيوانات لا تطول طفولتها لاكثر من شهر . وهناك حيوانات تستمر طفولتها أياماء 
وهناك نبات تكون طفولته سبع سنين ‏ وهذه طفولة الشجر المعمر- لكن طفولة 
الإنسان تستمر من الميلاد حتى أربع عشرة سئة » وهى فترة حضانة طويلة » ولماذا 
يجعل الله لهذا الإنسان المكرم حضانة طويلة ؟ 

إن مهمة الإنسان فى الحياة جليلة ‏ إذن فطفولته تحتاج إلى عناية,وفى مرحلة 
الطفولة يتشرب الإنسان نضج ما حوله ليكون سلوكياته » وعندما يكون فى حضن 
أمه فهو فى حضن المرأة » بينها يكدح والده فى الحياة » ويأق لما بالرزق » ويسكن 
عند الزوجة . 





5 


لتقا 


0 
-. 


+ 22+20 9ت 
كم 


فالمرأة عندما قاضت الرجل وخاصمته أمام القاضى وهو ير يد أن يأخذ ابنه منها ء 
قالت للقاضى : لقد حمله ًا . يعنى حمله فى ظهره خفيفا لا يدرى به ووضعه 
شهوة » ولكننى حملته كرها على كره ؛ لذلك فبعد أن أنزل الحق فى آل عمران سورة 
وهم قدوة الاصطفاء ق الرساللات وى التكليفات ٠»‏ ومتهم جاء لنا سعض, الرسل ٠‏ 
وجاء متهم بمنفذين لبج الله مثل امرأة عمران . فلم تكن هى ولا مريم عليهما 
السلام نبية ولا رسولة ولكن نفذت كل واحدة منهما ما أمرثت به:. 


وبعد تخصيص سورة لآل عمران يأىقى لنا الحق بسورة النناء . 


والحق سبحانه وتعالى ساعة يخاطب الذين آمنوا فانتظروا منه تكليفا. ساعة يقول؛ 
وياأيها الذين آمنوا » فافهم أنه يريد أن يكلفك . وسبحانه يوضح لك : أنا 
لا أقتحم عليك اخثيارك . ولا أكلفك إلا بما كلفت أنت به نفسك لأنك آمنت بى » 
ومادمت آمنت بى ربا إها قادرا حكيها فاسمع منى . 


إن الله لم يدخلك فى الإيمان فأنت الذى دخلت باختيارك فى الإيمان فيجب أن 
تستمع إلى من آمنت به . وقلنا ؛ ‏ ولله المثل الأعلى ‏ الإنسأن منا عندما يذهب إلى 
الطبيب فهو يختار هذا الطبيب ؛ لانه أنسب الأطباء لعلاجه . وساعة يذهب إلى مثل 
هذا الطبيب فهو يلتزم بأوامره » ويأخذ تذكرة العلاج ويصرفها من الصيدلية . وإن 
لم يجدها يحنال على أى واحد يسافر للخارج ليأق بها . وينفذ المريض ما يها من 
أوامر . 

وسبحانه يقول هنا : « يا أيها الناس » إنه لا يطلب من الانسان أى تكليفات . 
لكنه يطلب منك أميا الانسان أن تؤمن . فيوضح « يا أبها الناس » . إنه ينادى 
الناس : تعالوا إلى جانبى كى تروا أيؤمن بى أم لا يؤمن بى ؟ والمقصود ب ويا أبها 
الناس » هم آدم وذريته . 


والحق يبدأ سورة النساء بقوله : 





غمذالكقاة 
لا تعس 


0 010 24 ص لمدصظ . 2* 
لوه يَنأيها لاس نوري الى حلم ينف 
اذ 1 2 6 
وحِدوَوَحَلَقَ نا رَوْجَهَاوَبتَ مارجالا كديرا وه 


م 5-5 
| 


_ م 4 2 سا ار عا 


ليك رَقِب 0 :6 


وساعة يدعو الله سبحانه الناس إلى تقواه يقول : د يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى 
خلقكم من نفس واحدة » ومعنى « اتقوا ربكم » أى اجعلوا بينكم وبينه وقاية » 
وماذا أفعل لأتفى ربنا ؟ 


أول التقوى أن تؤمن به إها . وتؤمن أنه إله بعقلك . إنه ‏ سبحانه ‏ يعرض لك 
القضية العقلية للناس فيقول : و ياأبها الناس اتقوا ربكم » ولم يقل : اتقوا 
الله . لأن الله مفهومه العبادة . فالإله معبود له أوامر وله نواه . لم يصل الحق 
بالناس هذه بعد . إنما هم لايزالون فى مرتبة الربوبية » والرب هو : المتولى تربية 
الثنىء . خلقا من عدم وإمدادا من عدم . لكن أليس من حق المتولى خلق الثى»ء » 
وتربيته أن يجعل له قانون صيانة ؟ 


إن من حقة وسانوليه أن يضنع للملوق قأترن: صيانة .. ونحى ترئ الآناآن كل 
مخترع أو صانع يضع لاختراعه أو للشىء الذى صنعه قانون صيانة . بالله أيخلق 
سبحانه البشر من عدم وبعد ذلك يتركهم ليتصرفوا ى) يشاءون ؟ أم يقول هم : 
اعملوا كذا وكذا ولا تعملوا كذا وكذا . لكى تؤدوا مهمتكم فى الحياة ؟ إنه يضع 
دستور الدعوة للايمان فقال : « ياأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم ». 





إذن فالمطلوب منهم أن يتقوا . ومعنى يتقو أن يقيموا الوقاية لانفسهم بأن ينفذوا 
أوامر هذا ألرب الإله الذى خلقهم . وبالله أيجعل خلقهم علة إلا إذا كان مشهودا مها 
له ؟ هو سبحانه يقول : « اتقوا ربكم الذى خلقكم » كان خلقة ربنا لنا مشهود بها , ' 
وإلا لوكان مشكوكا فيها لقلنا له : إنك لم تخلقنا ولله المثل الأعلى . 


أنت تسمع من يقول لك : أحسن مع فلان الذى صنع لك كذا وكذا . فانت 
مقر بأنه صنع أم لا ؟ فإذا أقررت بأنه صنع ما صنم فأنت تستجيب لمن يقول لك 
مثل ذلك الكلام . إذن فقول الله : ه يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم » فكآن 
خلق الله لئاس ليس محل جدال ولا شك من أحد , فاراد ‏ سبحانه ‏ أن يهذبنا إليه 
ويأخذنا إلى جنابه بالشىء الذى نؤمن به حميعا وهو أنه سبحانه ‏ تخلقنا إلى الثنىء 
الذئ يزيده:وهو أن نتلقى من اناما بقينا م صفات جلالة » وجا سبممانة يكلدة 
ورب » ول يقل : وروي ا عد ف 1 ود جور 6 ا 
عُذْم . وتعهد وهر المربى ويبلغ بالإنسان مرتبة الكيال الذى يراد منه وهو الذى 
خلق كل الكون فاحسن الخلق والصنع . ولذلك يقول الحق ؛ 
8 ولبن ألم م م حَلَقّ ألسَمنوات وَالْأرضٌ و راسمس 2 ليقولن 7 

يتيج » 

( سورة العنكبوت )» 

إذن فقضية الخلق قضية مسئقرة ة . ومادامت قضية مستقرة فمعناها : مادمة متم آمنتم 
بأنى خالقكم فل قدرة إذن . عل واحده و اوريتكن إنناقل كل الل قن 
وله حكمة . إما أن نخاف من قدرته فترهبه وإما أن نشكر حكمته فنقر به » و يا أيها 
النقن القوا يكم الذئ خولدكم ن ,تت واسلةء ٠‏ لولم يقل الحق : ٠‏ وجعل ار 
زوجها » لا كملت . لاذا ؟ لأنه سيقول فى آيات أخرى عن الإيجاد : 


ف وين كلت لقنا رَوَجنِ ملك يل وذ » 
( سورة الذاريات ) 
إذن فخلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها هنا . والناس تريد أن تدخل فى 
متاهة . هل خخلق منها المقصود به خلق حواء من ضلع آدم أى من نفس آدم ؟ أناس 





لتكتلا 
صمصت مص صمح حص وح صمح صحمصص ارات 


قالوا ذلك ٠‏ وأناس قالوا : لا , « منها » تعنى من جنسها . ودللوا على ذلك قائلين : 
حين يقول الله : 
520000 ٍِ اس 25 اك 
لقد جاء ثر رسول لُ من انكر أ 
زعن الآية ١178‏ سورة الثوبة) 

أأخذ الله محمدا صلى الله عليه وسلم من نفوسنا وكونه ؟ لا . إنما هو رسول من 
جنسنا البشرى . وكأنه سبحانه قد أشار إلى دليل لأن لق حواء: قل انظمست 
المعالم عنه . ولأنه أعطانا بيان نجلق آدم وتسويته من طين ومراحل خلقه إلى أن صار 
إنسانا » ولذلك يجوز أن يكون قل جعل خلق آدم هو الصورة لخلق الجنس الأول » 
وبعد ذلك تكون حواء مثله . فيكون قوله سبحانه : « خلق منها : أى من جنسها » 
خلقها من طين ثم صورها إلخ ؛ ولكن لم يعد علينا التجربة فى حواء كها قالها فى 
آدم . أو المراد من قوله : ومنهاء أى من الضلع . ي وهذا شىء لم نشهد أوله , 
والشىء الذى لم يشهده الإنسان فالحجة فيه تكون يمن شهده . وسبحانه أراد أن 
يرا ,من «متاعات الطنوث ف( هذى اكثالة» مالة كنك خلفاك وكيك بملا؟ 

/ 

إن كيفية خلقك ليس لك شأن بها . فالذى خلقك هو الذى يقول لك فاسمع 
كلامه لأن هذه مسألة لا تتعلق بعلم تجريبى ؛ ولذلك عندما جاء « دارون » وأراد أن 
يتكير ويتكلم » جاءت النظرية الحديثة لتهدم كلامه . قالت النظرية الحديثة 
لدارون : إن الأمور التى أثرت فى القرد الأول ليكون إنسانا , لماذا لم تؤثر فى بقية 
القرود ليكونوا أناسا وينعدم جنس القرود ؟! وهذا سؤال لا يجيب عليه دارون ؛ 
لذلك نقول : هذا أمرلم نشهده فيجب أن نستمع من فعل . والحق سبحانه يقول : 


عرصم 200 


لما أْفْبَدهم حَلقَ امات والأرض وَلَاخَقَ أنفسيم وما كنت مضل 
آلْمُضلَينَ عدا © # 
( سورة الكهفا) 
ومادام لم يشهدهم . » فهل يستطيع أحد منهم أن يأق بعلم فيها ؟ إن أحدا لا يأق 


بعلم فيها . وبعد ذلك يرد على من يجىء بادعاء علم فيقول : « وما كنت متخذ 
المضلين عضدا » . معنى مضلين أنبم سيضلونكم فى الخلق . كأن الله أعطانا مناعة 





بدو ا +5255 22220002+0022403)+2 0 


فى الأقوال الزائفة التى يمكن أن تنشأ من هذا عندما قال : ١‏ وما كنت متخذ المفلين 
عضدا » . فقد أوضح لنا طبيعة من يضللون فى أصل الخلق وف كيفية الخلق » فهم 
لم يكونوا مع الله ليعاونوه ساعة الخلق حتى يخبروا البشر بككيفية الخلق . فإن أردتم أن 
تعرفوا فاعلموا أنه سبحانه الذى يقول كيف خلقتم وعلى أى صورة كنتم » ولكن من 
يقول كذا وكذا . هم المضللون . وه المضللون » هم الذين يلفتونكم عن الحق إلى 
الباطل , : 


يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة » ولماذا لم يقل خلقكم 
من زوجين وانتهى ؟ لأنه عندما يُردٌ الشىء إلى اثتين قد يكون لواحد من الاثنين 
هوى . وإنما هذه ردت إلى واحدة فقط . فيجب ألا تكون لكم أهواء متنازعة » 
لأنكم مردودون إلى نفس واحدة . أما عن نظرية « دارون ه وما قاله من كلام فقد 
قيض الله لقضية الدين وخاصة قضية الإسلام علماء من غير المسلمين اهتدوا إلى دليل 
يوافق القرآن . فقام العالم الفرنسى « مونيه ؛ . عندما أراد أن يرد على الخرافات التى 
يقولونها من أن أصل الإنسان كذا وكذا . وقال : أنا أعجب ممن يفكرون هذا 
التفكير » هل توجد المصادفة ما نسميه « ذكرأ » ثم توجد المصادفة شخصا نسميه 
« أنثى » ويكون من جنسه لكنه مختلف معه فى النوع بحيث إذا التقيا معا جاءا بذكر 
كالاول أو بأنئثى كالثانى ؟ 


كيف تفعل المصادفة هذه العملية ؟ 

ستسلم أن المصادفة خلقت آدم . فهل المصادفة أيضا تخحلقت له واحدة من 
جنسه . ولكنها تختلف معه فى النوع بحيث إذا التقيا معا ينشأ بينبها سيال عاطفى 
جارف وهو أعنف الغرائز . ثم ينشأ منهما تلقيح يُنشىء ذكرا كالأول أو ينشىء أنثى 
كالثانى ؟ أى مصادفة هذه ؟ هذه المصادفة تكون عاقلة وحكيمة » سموها مصادفة ونحن نسميها 
الله . 

لقد ظن «مونييهه هده الله إلى الإسلام وغفر له أنه جاء 
بالدليل الذى يرد به على دارون . نقول له : إن القرآن قد مس هذه المسألة حين 
قال : « اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخخلق منها زوجها : . وهذه هى 





صمح صمح صوص ص محص صو حمحص تح أزذااهت 


العظمة . إنه خلق الرجل وخلق الانثى :رع من حتت وكيا حولت محه اف 
النوع بحيث بحيث إذا التقيا معا أنشا الله منههما رجالا وناءٌ . إذن فهو عملية مقصودة . وعناية 
وغاية 5-9 » إذن فقول الله سبحائه وتعالي : : و الذى خلقكم من نفس واحدة 
وخلق منها زوجها » . هذه جاءت بالدليل الذى هُدِى إليه العام الفرنبى « مونيه » 
أخيرا . 


«ووبث منههما رجالا كثيرا ونساء : وانظروا عظمة الأسلوب ق قوله « وبث ٠‏ أى 
ونشر»؛ وسنقف عند كلمة « نشر » لأن الخلق بجب أن ينتشروا فى الأرض ٠‏ كى 
يأخذوا جميعا من خيرات الله فى الأرض جميعا . 


ود النشر » معناه تفريق المنشور فى الحيز » فهناك شىء مطوى وشىء آخر منشور . 
والشىء المطوى فيه تجمع . والشىء المنشور فيه تفريق وتوزيع ٠.‏ إذن فحيز الشىء 
المتجمع ضيق . وحيز الشىء المبثوث واسع . معنى هذا أن الله سبحانه وتعالى حينما 
يقول ا وي ب جالا كثيرا ونساء ٠‏ واكتفى بان يقول 
نساء ه ولم يقل : كثيرات لاذا ؟ لأن المفروض ف كل ذكورة أن تكون أقل فى العدد 
من الآنوثة ا ل 0 فيه نخل . تمد كم ذكرا من النخل وكم 


أنثى ؟ ستجد ذكرا أو اثنين 0 


إذن القلة فى الذكورة مقصودة لأآن الذكر مخصب ويستطيع الذكر أن مخصب 
آلافا. فإذا قال الله : « وبث منهما رجالا كثيرا » فالذكورة هى العنصر الذى يفترض 
أن يكون أقل كثيرا » فياذا عن العنصر الثانى وهو الآنوثة ؟ لابد أن يكون أكثر. 
والفرآن يأى لينبهك إلى المعطيات فى الألفاظ لأن المتكلم الله . ولكن إذا نظرت 
لقوله : « وبث منهرا » أى من آدم وحواء وهما اثنان « رجالا كثيرا ونساء » . فتكون 
جمْعاًّ وهذا ليدلك على أن المتكائر يبدا بقلة ثم ينتهى بكثرة . 


ونريد أن نفهم هذه كى نأخذ منها الدليل الإحصائى على وجود الخالق .فهو 
« بث منهما رجالا كثيرا ونساء » والجمع البشرى الذى ظهر من الاثنين سيبث منه 
أكثر . . وبعد ذلك يبث من المبغوث الثان مبثوثا ثالث » وكلما امتددنا فى البث تنشأ 





٠25245 111‏ وص ص وح ح محص مصححصحمهة 
كثرة ٠‏ وعندما تنظر لأى بلد من البلاد تجد تعداده منذ قرن مضى أقل بكثير جدا من 
تعداده الآن , مثال ذلك كان تعداد مصر منذ قرن لا يتعدى حمسة ملايين » ومن 
قرنين كان أقل عددا ٠‏ ومن عشرة قرون كان أقل ٠‏ ومن عشرين قرنا كان أقل » إذن 
فكلا امتد بك المستقبل فالتعداد يزيد ؛ لأنه سبحانه يبث من الذكورة والأنوثة رجال 
كثيراً ونشاه وسيبث منهم أيضاً عددا أكر . 


إذن فكلا تقدم الزمن تحدث زيادة فى السكان . ونحن نرى ذلك فى الاسرة 
الواحدة » إن الأسرة الواحدة مكونة عادة من أب وأم ٠‏ وبعد ذلك يمكن أن نرى منىا 
أبناء وأحفاداً وعندما يطيل الله فى عمر أحد الوالدين يرى الاحفاد وقد يرى أحفاد 
الأحفاد . إذن كلها تقدم الزمن بالمتكاثر من اثلين يزداد وكلما رجعت إلى الماضى 
يقل ؛ فالذين كانوا مليوناً من قرن كانوا نصف مليون من قرئين ٠‏ وسلسلها حتى 
يكونوا عشرة فقط . والعشرة كانوا أربعة . والأربعة كانوا اثنين والاثنان هما آدم 
وخواه:: 1 


فعندما يقول الحق : إنه خلق آدم وحواه . وتحاول أنت أن تسلسل العالم كله 
سترجعه هرا . ومادام التكائر ينشأ من الائنين . فمن أين جاء! ؟ الحق سبحانه 
يوضح لنا ذلك بقوله : « إنا خلقناكم من ذكر وأنثى » وهو بذلك يريمنا من علم 
الإحصاء . وكان من الضرورى أن تاق هله الآية كى تمل لنا النغز فى الإحصاء , 
وكليما أنى الزمن المستقبل كثر العالم وكلما ذهبنا إلى الماضى قل التعداد إلى أن يصير 
يأى من اثنين ومن أين جاء الاثنان ؟ لابد أن أحدا خلقهها . وهو قادر على هذا , 
ويعلمنا الله ذلك فيقول : د خلقكم من نفس واحدة وخخلق منها زوجها وبث منهما 
رجالا كثيرا ونساء ٠‏ وناخذ من « بث» « الالنتشار» , ولو لم يقل الله هذ! لكانت 
العقول الحديثة تنوه وتقح فى حيرة وتقول : نسلسل الخلق حتى يصيروا اثنين ٠‏ , 
والاثنان هذان كيف جاءا ؟ ‏ إذن لابد أن نؤمن بأن أحدا قد أوجدهما من غير 


ل 


د وبث مها رجالا كثيرا » لان النشر فى الارض يجب أن يكون خاصا بالرجل , 
فالحق يقول : ! 
م 


لتقا 
2+02 020020-20 22) اود 
عوع ا و يواه عملة دع 5 
( نتروا الأرض وَابتغوأين مضل أله » 
(من الآية ٠١‏ سورة الجمعة ) 


والحق يقول : 
مواق ا لف 2 0 
لآ امأف مكيبا ووأ من رزقهء » 


( من الآية ١5‏ سورة الملك ٠‏ 
والانثى تجلس فى بيتها تديره لتكون سكنا يسكن إليها . والرجل هو المنحرك فى 
هذا الكون . وهى بذلك تؤدى مهمتها . 


وبعدما قال : ه اتقوا ربكم ٠‏ يقول : « اتقوا الله » . لقد قدم الدليل أولا على أنه 
إله قادر » وخلقكم من عدم وأمدكم وسخر العالم لخدمتكم . وقدم دليل البث ف 
الكون المنشور الذى يوضح أنه إله ؛ فلا بد أن تتلقوا تعليهاته » ويكون معبودا 
منكم . أى مطاعا . والطاعة تتطلب منهجا : افعل ولا تفعل . وأنزل الحق القرآن 
كمنيج خاتم ٠‏ ويقول : «وائقوا الله الذى تساءلون به». 


انظر إلى « القفشة و. للخلق الجاحد . إنه ‏ سبحانه ‏ بعد أن أخذهم با 
يتعاملون ويتراحمون ويتعاطفون به أوضح لهم : أنتم مع أنكم كنتم على فترة من 
الرسل إلا أن فطرتكم التى تتغافلون عنها تعترف بالله كخالق لكم . ' 


وانت إذا أردت إنفاذ أمر من الأمور » وتريد أن تؤثر على من تطلب منه أمراً ٠‏ 
تقول : سألتك بالله أن تفعل ذلك . لقد أخذ مهم الدليل » فكونك تقول : سألتك 
باه أن تفعل ذلك فلا بد أنك سألته بمعظم » إذن فتعظيم الله أمر فطرى فى البشر ‏ 
والمطموس هو المنبج الذى يقول : افعل ولا تفعل . والإنسان من هؤلاء الجاحدين 
عندما يسهوء ويطلب حاجة تبمه من آخر. فهو يقول له : سألتك بالله أن. تفعل 
كذا . ومادام قد قال : سألتك بالله فكأن هناك قضية فطرية مشتركة هى أن الله هو 
الحق . وأنه هو الذى يُسأل به . ومادام قد سئل بالله فلن جيب رجاء من سأله . 


إنه فى الأمور التى نريدون مهاتحقيق مسائلكم تسألون بالله وتسألون أيضاً بالأرحام 





تالكا 
23655014 22-2222 حمح محم 


وتقولون : بحق الرحم الذى بينى وبينك . أنا من أهلك . ونا قريبك وأئنا 
واحدة ء أرجوك أن تحقق لى هذا الأمر , ولماذا جاءت ٠‏ الأرحام ٠‏ هنا ؟ لأن الناس 
حين يتساءلون بالأرحام فهم يجعلون المسئولية من الفرد على الفرد طافية فى الفكر. 
فهادمت أنا وأنت من رحم واحد . فيجب أن تقضى لى هذا الشىء . إذن فمرة 
نسألون بالله الذى خلق . ومرة تسألون بالارحام لأن الرحم هو السبب المباشر فى 
الوجود المادى . ومثال ذلك قول الحق : 


( تراه رلا رواج قينا وبآلو لين ! اث #4 
( من الآبة 55 سورة النساء) 
لقد جاء لنا بالوالدين اللذين هما السبب فى إيجادنا . والله يريذ من اكل هنا أن يبر 
والديه » ولكن قبل ذلك لابد أن ينظر إلى الذى أوجدهما . وأن يصعد الأمر 
قليلا ليَعرف أن الذى أوجدهما هو الله سبحانه . 


ويختم الحق الآية بقوله : ١‏ إن الله كان عليكم رقيبا » . لأن كلمة « اتقوا » تعنى 
اجعل بينك وبين غضب ربك وقاية بإنفاذ أوامر الطاعة . واجتناب ما نهى الله عنه 
د إن الله كان عليكم رقيبا » » والرقيب من « رقب ٠‏ إذا نظر ويقال : « مرقب » » 
ونجد مثل هذا المرقب فى المنطفة التى نحتاج إلى حراسة » حيث يوجد « كشك » مبنى 
فوق السور ليجلس فيه الحارس كى يراقب . ومكان الخراسة يكون أعلى دائها من 
المنطقة المحروسة . وكلمة ١‏ رقيب ٠‏ تعنى ناظراً عن قصد أن ينظر ء ويقولون : 
فلان يراقب فلانا أى ينظره » ٠‏ صحيح أن هناك من يراه ذاهباً وآتياً من غير قصد منهم 
أن يروه » لكن إن كان مراقباً » فمعنى ذلك أن هناك من يرصده . وسبحانه يقول : 
« إن الله كان عليكم رقيبا» . فليس الله بصيرأ فقط ولكنه رقيب أيضاً ‏ ولله المثل 
الاعلى . 

نحن نجد الإنسان قد يبصر مالا غاية له فى إيصاره ٠‏ فهو يمر على كثير من الأشياء 
فيبصرها . لكنه لا يرقب إلا من كان فى باله . والحق سبحانه رقيب علينا جميعا كا 
فى قوله : 

ا« إِدْرَبَّ لبآنرْسَادٍ وي » 

( سورة الفجر) 





ح+<42002409<-24<90--+22 020249 داذامة 


وبعد أن تكلم سبحانه عن خلقنا أبا وأما وأنّه بث منهيا رجالا كثيراً ونساء . أراد 
أن يحمى هذه المسألة وأن يحمى المبثوث . والمبثوث قسيان : قسم اكتملت له القوة 
وأصبحت له صلاحية فى أن يحقق أموره النفعية بذائه , وقسم ضعيف ليست له 
صلاحية فى أن يقوم بأمر ذاته » ولانه سبحانه يريد تنظيم المجتمع ؛ لذلك لابد أن 
ينظر القادرون فى المجتمع إلى القسم الضعيف ف المجتمع . ومن القسم الضعيف 
الذى يتكلم الله عنه هنا ؟ إنهم اليتامى . لاذا ؟ 


لان الحق سبحانه حينما خلقنا من ذكر وأنثى . آدم وحواء . جعل لنا أطواراً 
طفولية ٠‏ فالاب يكدح والأم تحضن ٠‏ ويربيان الإنسان التربية التى تنبع من الحنان 
الذاق ونعر ف أن الحنان الذاتى والعاطفة يوجدان فى قلب الابوين على مقدار حاجة 
الابن إليهما ء الصغير عادة يأخذ من حنان الآب والام أكثر من الكبير . وهذه عدالة 
فى التوزيع ٠‏ لأنك إذا نظرت إلى الولد الصغير والولد الكبير والولد الأكبر. تجد 
الأكبر أحظهم زمنا مع أبيه وأمه والصغير أفلهم زمنا . فيريد الحق أن يعوض الصغير 
فيعطى الاب والأم شحنة زائدة من العاطفة تجاهه , وأيضا فإن الكبير قد يستغتى 
والصغير مازال فى حاجة , ولذلك قال سبحانه فى أخوة يوسف : 

إذ مَالولوستٌ وَأُوءه أحَبٌ إل أبينَا من وَكَْنُ عضب # 

(من الآية م سورة يرسف) 

أى أنهم أقوباء وظنوا أنه كان يهب على أبيهم أن يجب الأقوباه . وهذا الظن دليل على أن 
الأب كان يعلم أنهم عصبة لذلك كان قلبه مع غير العصبة » وهذا هو الأمر 
الطبيعى . فهم جاءوا بالدليل الذى هو ضدهم . 


إذن فحين يوجد الناشىء الذى يحتاج إلى أن يرن التربية التى يعين عليها الحنان 
والعملف . فلا بد أن نأ لليتيم الذى فقد مصدر الحنان الأسامى ونقنن له » وياق 
الحق سبحانه وتعالى ليوزع المجتمع الإنسانى قطاعات . ويحمل كل واحد القطاع 
لمباشر له . فإذا حمل كل واحد منا القطاع المباشر له تتداخل العمايات فى القطاعات » 
هذا سيذهب لأبيه وأمه ولأولاد أخيه » وهذا كذلك . فتتجمع الدوائر . وبعد ذلك 
يعيش المجتمع كله فى تكافل . وهو سبحانه يريد أن يجعل وسائل ا حنان ذاتية فى كل 
نفس ء. ومادام اليتيم يقيم معنا كفرد فلا بد من العناية به . 





١١و‏ احمص صمح صوص حصحمحص و وص صمصه 

إن اليتيم فرد فقد العائل له ولذلك يقولون : « درة يتيمة » أى وحيدة فريدة » 
وهكذا اليتيم وحيد فريد , إلا أنهم جاءوا فى الإنسان وفى الأتعام ونى الطير وقالوا : 
اليتيم فى الإنسان من فقد أباه , واليتيم فى الأنعام من فقد أمه . اذا ؟ لآن الأنعام 
طلوقة تلقح الذكور فيها الإناث وتنتهى , والأم هى التى ترى وترضع ؛ فإذا جاء 
أحد آخر يمسها تنفر مله . 

أما اليتيم فى الطير فمن فقدهما معأ . فالطير عادة الزوج منها يألف الآخر ؛ ولذلك 
يتخذان عشا ويتناوبان العناية بالبيض ويعملان معا ففيه حياة أسرية.. والحق 
سبحانه وتعالى جاء فى اليتيم الذى هو مظهر الضعف ف الأسوة الإنسانية وأراد أن 
يقن له فقال : 


:عرس وء عر 2م رق راس لعج ا لمعل عد مكاي صاماي 

4 واب الْس موك وَلَاتَتبَدَلُوا ليت بلطيب ولا 
2 مر عد 2 مر سؤر ور ما 2 1 
كوا مو إل امول نه َدَحُايًا () ( 


وكيف نؤن اليتيم ماله وهو لم يبلغ مبلغ الرجال بعد . ونخثى أن نعطيه الما 
فيضيعه ؟ 


انظر إلى دقة العبارة فى قوله من بعد ذلك : 
١‏ وَابَهوا البتدمى حَهج ذا لوأ الكاحفَِنْ اكسمم متهم رشدا كدعوأ ليم 
لم4 
(من الآية ١‏ سورة النساء ) 
وقبل ذلك ماذا نقعل ؟ هل ندفع هم الأموال ؟ الحق يوضح أنك ساعة تكون وليا 
على مال اليتيم فاحرص جيد! أن تعطى هذا اليتيم ماله كاملا بعد أن يستكمل نضجه 





مُيَوالدِا 
حم حمحصحوصصومحص صمح سح حوااات 
كاملا . فأنت حفيظ على هذا المال . وإياك أن تخلط مالك بماله أو تتبدل منه . أى 
تأخذ الجميل والثمين من عنده وتعطيه من مالك الاقل حمالا أو فائدة . 


إذن فقوله : « وآتوا اليتامى أموالحم ؛ أى أن الله جعل المال لليتيم ولم يجعل للفيّم 
عليه أن يتصرف فى هذا المال إلا تصرف صيانة . وأيضا هنا ملحظ آخر هو ما شرحه 
يذب عي اليتامى ٠‏ فهناك أناس يريدون أن يطيلوا أمد الوصاية على اليتيم ٠‏ لكى 

ينتفع الواحد مغهم بهذا امال فيوضح سبحانه : لا تنتظر إلى أن يبلغ الرشد ثم تقول 
!ا أنت تدربه بالتجربة فى بعض التصرفات وتنظر أسيحسن التصرف أم 
1 


إن قول الحق : ٠‏ وابتلوا الينامى » أى اختبروهم . هل يستطيعون أن يقوموا 
بمصاحهم وحدهم ؟ فإن استطاعوا فاطمثنوا إلى أنهم ساعة يصلون إلى حد الحلم 
سيحنون التصرف . أعطوهم أمواهم بعد التجربة ؛ لأن اليتيم يعيش فى قصور 
عمرى . وهو سبحانه يفرق بين اليتيم والسفيه , فالسفيه لا يعانن من قصور عمرى 
بل من قصور عقل . وعندما تكلم سبحانه عن هذه المسألة قال : 


ع السو لسنهآه 6 مم 
٠‏ ولا نؤنوأ السمه] 4 
( من الآية © سورة النساء ) 


فهل هى أموالكم ؟ لا . فحين يكون المره سفيها فاعلم أنه لا إدارة له على 
ملكه . وتنتقل إدارة الملكية إلى من يتصرف فى المال تصرفا حكيما » فاحرص على أن 
تدير مال السفيه كأنه مالك ؛ لأنه ليس له قدرة على حسن التصرف . لكن لا يبلغ 
اليتيم إلى مرحلة الباءة والنكاح والرشد يقول الحق : 


بد مرءسقسة مها اممعله 


0 فآدفعوا إلييم امهم 
( هن الأية ١‏ سورة التساء) 


إنه سبحانه يقول مرة فى الوصاية : « أموالكم » وى العطاء يقول : « أمواهم » 
إذن فهو يريد ألا تبدد المال » ثم يوضح . احرص على ثروة اليتيم أو السفيه وكأنها 
مالك ؛ لأنه مادام سفيها فمسئولية الولاية مطلوبة منك . والمال ليس ملكا لك . 
خذ منه ما يقابل إدارة المال وقت السفه أو اليتم . وبعد ذلك يأق الحق سبحانه 





مالكلل 


ب440 مت ٠25+.‏ تج تحت 


وتعالى ليعلم القائمين على أمر اليتامى أو على أمر السفهاء الذين لا يحسئون إدارة 
أمواهم فيقول : 
1 
ْ شد 
.)من الأبة ات سورة النساء) 
اجعلوا الرّزق مما يخرج متها ء وإياكم أن تبقوها عندكم ء وإلا ف) قيمة ولايتك 
ووصايتك وقيامك على أمر السفيه أو اليتيم ؟ إنك تثمر له المال لا أن تأكله أو 


لا تحسن التصرف فيه بحيث ينقص كل يوم » لا . #وارزقوهم فيها » . وه فى ٠‏ هنا 
اللسببية » أى ارزقوهم بسببها . ارزقوهم رزقا خارجا منا . 


وآتوا اليتامى أموالهم ولا نتبدلوا الخبيث بالطيب » والخبيث هو الحرام والطيب 
هو الخلال»م رولا كدلرا السك بالليعجء: فقن بكرن من مال الجوم ىع جيل 
فيأخذه الوصى لنفسه ويستبدله بمثل له قبيح . مثال ذلك . إن يكون ضمن مال 
اليتيم فرس جميل . وعند الوصى فرس قببح فيأخذه ويقول : فرص بفرس ٠‏ أو 
جافرسة تكان؟ عابرقةة ألو تكله 5 اعلجه اموفلة: لا سم هنا تقول اتلس 
دولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ٠‏ . 


وقوله سبحانه وتعالى:0 ولا تأكلوا أموالحم إلى أموالكم » يعنى إياكم ألا تجعلوا فرقا 
بين أمواهم وأموالكم فتأكلوا هذه مع تلك ١‏ بأ لى فرقوا ب بين أكل أموالكم والحفاظ على 
أموالهم لاذ! ؟ تأق الإجابة : 7 كان حوبا كبيراه أى إثا فظيعا . 


ثم ينتقل بدو ين تعد اعري عتيع فيا تحت العم والوسعت الع 

ضعف اليتم سواء أكان ذكراً أم أ نثى » وإن كانت أنثى فالبلوى أشد ؛ فهى قد 
لحو الماك إلى ولس اليا ؛ طبعا فاليتيمة عندما تكون تحت وصاية 
وليها . يجوز أن يقول : إنبا تملك مالا فلاذا لا أتزوجها لكى آخذ المال ؟ وهذا 
يحدث كثيرا . 


ولذلك رن الحق سبحانه : 





ملكا 





اواج 


جو نحن مظان لوطا 
مو 70 لمرلا 


هنَأ لِيْسَآءِ مُق وَثلتَ وريع َإِنْحفا 
يك َأَوَمَامَلَكت يمك َك دوا لاحم 5-5 


هنا يؤكد الحق الأمر بأن ابتعدوا عن اليتامى . فاليتيم مظنة أن يُظلم لضعفه ء 
وبخاصة إذا كان أنثى . إن الظلم بعامة محرم فى غير اليتامى . ولكن الظلم مع 
الضعيفة كبير » فهى لا تقدر أن تدفع عن نفسها , فالبالغة الرشيدة من النساء قد 
تستطيع أن تدفع الظلم عن نفسها . وقوله الحق : ه وإن خفتم ألا تقسطوا» من 
«أقسط » . أى عدل . والقسط من الألفاظ التى تختلط الأذهان فيها . وه القسط » 
مرة يطلق ويراد به « العدل » . إذا كان مكسور القاف . ولذلك يأ اللحق سبحانه 
فيقول : 

> م م229 سح سا م ع م ووس رخ ماو2 ٠‏ 5 مما ءا م 
م م أنه بكر كي انلا امل كَاَمان لَنه 


9 1 4 
( سورة آل عمران) 
وهكذا نعرف أن كلمة « قسط » تأتق مرة للعدل ومرة للجور . 


فدقطه ا« يَقْسط» دقسطاه وه قُسوطا» أى ظَلْم بفتح القاف فى ٠‏ قَسطٍ» 
وضمها فى دقوط». 


والقسط بكسر القاف هو العدل . . والقسط بفتح القاف ‏ كا قلنا هو الظلم . 
وهناك مصدر ثانٍ هو « قسوط ؛ لكن الفعل واحد . وعندما يقولٍ الحق : ه وإن 
خفتم ألا تقسطوا: من أقسط . أى خفتم من عدم العدل وهو الظلم . وهناك فى 
اللغة ما نسميه همزة الإزالة . وهى همزة تدخل على الفعل فتزيله .» مثال ذلك : 
فلان عتب على فلان . أى لامه على تصرف ما » ويقال لمن تلقى العتاب عندما يرد 


2 +22222222245 


على صاحب العتاب : أعتبه . أى طمأن خاطره وأزال مصدر العتاب . 


ويقال : محمد عتب عل عل . فاذا كان موقف عل ؟ يقال : اعتب محمداً اى 
طيب خخاطره وأزال العتاب . ويقال أعجم الكتاب . فلا تفهم من ذلك أنه جعل 
الكتاب معجيا . لا » فأعجمه أى أزال إببامه وغموضه . كذلك « أقسط » أى أزال 
القَسْط والظلم . إذن ٠‏ القسط » هو العدل من أول الأمر . لكن «٠‏ أقسط . إقساطأ » 
تعتى أنه كان هناك جور أو ظلم وتم رفعه . والأمر ينتهى جميعه إلى العذل . فالعدل 
إن جاء ابتداء هو : قسط بكسر القاف 5 وإن جاء بعد جور تمت إزالته فهو إقساط . 
فحين يقال « أقسط ؛ وه تقسطوا » بالضم . فمعناها أنه كان هناك جور وظلم تم 
رفعه ء ولذلك فعندما نقرأ القرآن نجده يقول : 
26 رس "0ن اس ص الى صم 2س ماس 
[ وما القَسطْونٌ فَكنو جه حطبًاً ج 4 
(سورة الجن ) 
والقاسطون هنا من القسط بالفتح - ومن القسوط بالضم ٠‏ أى من الخور 
والظلم » ونجد القرآن الكريم يقول أيضا : 
3 
11 فقي كام علي )الم :. عمد 20-0 2< 8 
« وَإِنْ حكنت قاحم ينهم بالقنط إِنَآلَِحْبُ المقِطينَ 4 
زمن الآية 9غ سورة المائدة ) 


أى أن الله يحب الذين إن رأوا ظلما أزالوه وأحلوا ممله العدل . 


الحق هنا فى سورة النساء يقول : « وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى » أى إن 
كيف تنقذ نفسك من مواطن الزلل . أى فإن خفتم أيها المؤمنون ألا ترفعوا الجور عن 
اليتامى فابتعدوا عنهم وليسد كل مؤمن هذه الذريعة أمام نفسه حتى لا تحدثه نفسه 
بأن يجور على اليتيمة فيظلمها . وإن أراد الرجل أن يتزوج فأمامه من غير اليتامى 
الكثير من التكلهة . 


ومادامت النساء كثيرات فالتعدد يصبح واردا , فهو لم يقل 5 اترك واحدة وذ 





٠22+‏ 02ج مص صوص حمح حيحصت نوه 
واحدة ؛. لكنه أوضح : اترك اليتيمة وأمامك النساء كثيرات . إذن فقد ناسب الحال 
أن تجبىء مسألة التعدد هنا . لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يرد الرجل الولى عن نكاح 
اليتبيات محافة أن يظلمهن ٠‏ فأمره بأن يترك الزواج من اليتيمة الضعيفة 0 لأن النساء : 
غيرها كثيرات . ٠‏ وإن خفتم ألا نقسطوا فى اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء 
مثنى وثلاث ورباع ٠‏ . 
وقوله الحق : «ماطاب لكم من النساء ه أئ غير المحرمات فى قوله تعالى : 
عي عه ومس يواه صبدظ مش ان 2 وماس اع امو 0-0-6 5م مام لوم عوي يع 
# ولا تسكحوأ مانكح اباو لم من النساء اماق سلف ينكان محش وَمَقْعًا 
وَسَآه سيبلا » 
( سورة النساء ) 
وق قوله سبحانه : 
.مه معءرثء 2214م و 0 ودعة ف وس عع م للء دعس | # م4 
حرمت علبك امهشك وبنائك وأخوانك وعمشكر وخالنتكز وَبَنَات الأخ 
معت اع رطا ماع 2 لردرة عع عسروص دعس 2 سل لال عم م سأدم عي 
وبنات الآخت وامهشكر ألي | ضعنك وأخوانم من الرضلعة وأمهدت 


ع لم عسصر وار 


د 2 001 آ لا اة 
شاب وربكببكر الى في جرع ين بكر الْبى دحلم يون قإنلم 
سخ لر وس مه مر لس ارس اس رسن ين س رمي #2 


- 7 3 اوعس ل م عااس 6و ره صخ 
تكونوأً دحلم بين فلا جنا عليكر وحلتيل أبنايك الذين من اصلديكر وان 


- 


يع الع يوم ل 2 مامه 22 2 ع ين جاع اح حي جر 
تجمعوأ بين الْأَخْمَينٍ إِلَامَائَد سَلتٌ إِذَّاشََ كن عَمُورا رحيما دي 


عر 3 


ممه مِنَأقناو امام 1210111 0 لله عكر 4 
١‏ سورة المساء ) 
إذن فما طاب لكم من النساء غير المحرمات هن اللاتى يحللن للرجل « فانكحوا 


ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت 
7 سس سي 2ه 


بالقلا 
هج ١‏ ؟ ج22 22229202-04-4005 


أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ه وهنا يجب أن نفهم لاذا جاء هذ! النص ؛ ولماذا جاء 
بالمثنى والثلاث والرباع هنا ؟ 


إنه سبحانه بريد أن يُزْهّدَ الناس فى نكاح اليتبيات محافة أن تأى إلى الرجل لحظة 
ضعف فيتزوج اليتيمة ظالما لها , ٠‏ فأوضح سبحانه : إترك اليتيمة . والنساء غيرها 
ع ؟ قانامك مغن وثلات وراع ا وابتعن عن البتيعة اح لا يكون طاعهاى الحا 
أو ناظرأ إلى ضعفها أو لأنما 1 يعد ها ولىّ يقوم على شأنها غيرك . 


ونريد أن نقف هنا وقفة أمام قوله تعالى : « فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى 
وثلاث ورباع ؛ ما معنى مثنى ؟ يقال « مثنى » أى اثنين مكررة » كأن يقال : جاء 
القوم مثنى ٠‏ أى ساروا فى طابور وصففٍ مكون من انين اثنين . هذا يدل على الوحدة 
الجائية . 


ويقال : جاء القوم ثلاث , أى ساروا فى طابور مكون من ثلاثة ؛ ثلااثة . 
ويقال : جاء القوم رباع . أى جاء القوم فى طابور يسير فيه كل أربعة خلف أربعة 
أخرى . 

ولو قال واحد : إن المقصود بالمثنى والثلاث والرباع أن يكون المسموح به نسعة 
من النساء . نقول له : لو حسينا بمثل ما تحسب . لكان الأمر شاملا لغير ما قصد 
الله » فالمثنى تعنى أربعة ٠‏ والثلاث تعنى ستة . والرباع تعنى ثمانية » وبذلك يكون 
العدد ثانية عشر . ولكنك لم تفهم . لأن الله لا يخاطب واحداً . لكن الله يخاطب 
جماعة . فيقول:« وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء 
مثنى وثلاث ورباع » . 


فإذا قال مدرس لتلاميذه : افتحوا كتبكم . أيعنى هذا الأمر أن يق واحد ليفتح 
كل الكتب ؟ لا , إنه أمر لكل تلميذ بأن يفتح كتابه , لذ! فإن مقابلة الجمع بالجمع 
تقتفى القسمة آحاداً , 


وعندما يقول المدرس : أخرجوا أقلامكم . أى على كل تلميذ أن يخرج قلمه . 
2 2 2222 تبي 


موا 
حمحح وح سح مح حم صمح صمح وه 


وعندما يقال : اركبوا سياراتكم أى أن يركب كل واحد سيارته . إذن فمقابلة 
الجمع بالجمع تقتضى القسمة آأحادا » وقوله الحق : ٠‏ فانكحوا ما طاب لكم من 
النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أايمانكم ذلك ادن 
ألا تعولوا » هو قول يخاطب جماعة . فواحد ينكح اثنتين وآخر ينكح ثلاث نساء» 
وثالث ينكح أربع ماه 


والحق سبحانه وتعالى حين) يشرع الحكم يشرعة مّرة إيجاباً ومرة يشرعه إباحةٌ ٠‏ , 
فلم يوجب ذلك الأمر على الرجل . ولكنه أباح للرجل ذلك . وفيه فرق واضح بين 
الإيجاب وبين الوباحة . والزواج نفسه حتى من واحدة مباح . إذن ففيه فرق بين أن 
يلزمك الله أن تفعل وأن يبيح لك أن تفعل . وحين يبيح الله لك أن تفعل . 
ما المرجح فى فعلك ؟ إِنّه محرد رغبتك . : 


ولكن إذا أخذت الحكم , مايل اللقترتين كل جرايةاه فلا تأخذ الحكم . 
بإباحة التعدد ثم تكف عن الحكم بالعدالة » وإلا سينشأ الفساد فى الأرض . وأول 
هذا الفساد أن يتشكك الناس فى حكم الله ٠‏ لماذا ؟ لأنك إن أخذت التعددء 
وامتنعت عن العدالة فأنت تكون قد أخذت شقا من الحكم , ول تأخذ الشق فى الآخر 
وهو العدل . فالناس تجنح أمام التعدد وتبتعد وتميل عنه لماذا ؟ لأن الناس شقوا كثيراً 
بالتعدد اخذاً لحكم الله فى التعدد وتركاً لحكم الله فى العدالة . 


والمنبج الإلهى بجب أن يؤخذ كله . فلاذا تكره الزوجة التعدد ؟ لأنها وجدث أن 
الزوجٌ إذا ما تزوج واحدة عليها التفت بكليته وبخيره وببسمته وحنانه إلى. الزوجة 
الجديدة . لذلك فلابد للمرأة أن تكره زواج الرجل عليها بامرأة أخرى . 


إن الذين يأخذون حكم الله فى إباحة التعدد يجب أن يلزموا انفسهم بحكم الله 
أيضا فى العدالة . فإن لم يفعلوا فهم يشيعون التمر دعل حكم اقلت وستيكن النلين 
حيثيات هذا التمرد : وسيقال : انظر , إن فلاناً تزوج بأخرى وأهمل الأولى . أو 
ترك أولاده دون رعاية وأنجه إلى الزوجة الحديدة . 


فكيف تأنخذ إباحة الله فى شىء ولا تاخذ إلزامه فى شىء آخخر . إن من يفعل ذلك 
ب ب ب 2 ا و 1 


ج». . حوح ٠ح‏ +202) وحصت وجح ص محص 


يشكك الناس فى حكم الله . ويجعل الناس تتمرد على حكم الله - والسطحيون فى 
الفهم يقولون : إنهم معذورون . وهذا منطق لا يتاق . 


إن آفة الأحكام أن يؤخذ حكم جزئى دون مراعاة الظروف كلها . والذى يأخذ 
حكما عن الله لابد أن يأخذ كل منيج الله . 


هات إنساناً عدل فى الهشرة وفى النفقة وفى البيتوتة وفى المكان وفى الزمان ولم 
يرجح واحدة على أخرى . فالزوجة الأولى إن فعلت شيئًا فهى لن تجد حيثية لها أمام 
الناس . أما عندما يكون الأمر غير ذلك فإنها سوف تجد الحيثية للاعتراض » 
والصراخ الذى نسمعه هذه الأيام إنما نش من أن بعضاً قد أخذ حكم الله فى إباحة 
التعدد ول يأخذ حكم الله فى عدالة المعدد . والعدالة تكون فى الأمور التى للرجل 
فيها خخيار. أما الأمور التى لا خخيار للرجل فيها فلم يطاليه الله بها . 


ومن الطحيين من يقول : إن الله قال : اعدلوا » ثم حكم أننا لا نستطيع أن 
نعدل:. نقول لهم : بالله أهذا تشريع ؟. أيعطى الله باليمين ويسحب بالشمال ؟ ألم 
يشرع الحق على عدم الاستطاعة فقال : 


3 


ممه نه م ا برشو4 مه ور وه راوع 2 ومء رم ويه معاي ف إإره يرد 
ولن نستطيعوأ أن تعدلوأ بين النساء ولو حرصاتم فلا تميلوأ كل الميل 


3 
دروا كَاْمَمَلْمَةَ ورإن مُصلِحوأ بون أله كان حورا زياج 4 
( سورة النساء) 
ومادام قد شرع على عدم الاستطاعة فى العدل المطلق فهو قد أبقى الحكم ول 
يلغه » وعلى المؤمن ألا يجعل منهج الله له فى حركة حياته عضين بمعنى أنه يأخذ حك| 
فى صالحه ويئرك حكيا إن كان عليه . فالمنبج من الله يؤخذ جملة واحدة من كل 
الناس ؛ لأن أى انحراف فى فرد من أفراد الأمة الإسلامية يصيب المجموع 
بضرر . فكل حق لك هو واجب عند غيرك . فإن أردت أن تأخذ حقك فادٌ واجبك . 
والذين يأخذون حكم الله فى إباحة التعدد يجب أن ياخذوا حكم الله أيضا فى 
العدل . وإلا أعطوا خصوم دين الله حججا قوية فى إبطال ما شرع الله » وتغيير 
ماشرع الله بحجة مايرونه من آثار أخذ حكم وإهمال حكم آخر . 





:02-0960-0422 بل 


والعدل المراد فى التعدد هو القسمة بالسوية فى المكان . أى أن لكل واحدة من 
المتعددات مكانا يساوى مكان الأخرى , وف الزمان . وفى متاع المكانة . وفيها يخخص 
الرجل من متاع نفسه , فليس له أن يجعل شيئا له قيمة عند واحدة » وشيثاً لا قيمة 
له عند واحدة أخرى . يأتى مثلا ببجامة ٠‏ منامة ٠‏ صوف ويضعها عند واحدة » ويأق 
بأخرى من قهاش أقل جودة ويضعها عن واحدة . لا . لابد من المساواة . لا فى 
متاعها فقط » بل متاعك أنت الذى تتمتع به عندها . حتى أن بعض المسلمين 
الأوائل كان يسناوى بينهن فى النعال التى يلبسها فى بيته . فيأتى بها من لون واحد 
وشكل واحد وصنف واحد , وذلك حتى لا نَدِلُ واحدة منين على الأخرى قائلة : إن 
زوجى يكون عندى أحسن هنداماً منه عندك . والعدالة المطلوبة 5 - هى 
العدالة فيها يدخخل فى اختيارك ؛ لأن العدالة التى لا تدخل فى اختيارك لا يكلف الله 
بها . فانت عدلت فى المكان . وف الزمان ء وف المتاع لكل واحدة . وف المتاع لك 
عند كل واحدة » ولكن لا يطلب الله منك أن تعدل بميل قلبك وحب نفسك ؛ لأن 
ذلك ليس فى مكنتك . 


والرسول صل الله عليه وسلم يعطينا هذا فيقول : عن عائشة رضى الله عنها 
قالت : (كان رسول الله صل الله عليه وصلم:يقسم ويعذل وقول : ف اللهم عذا فسمى 
ذا قيذا.سمق اهزكا الل > 


مره ص الرسوخ صم ا 


يُ دل مستطيعوا ان تعدارا به بين النساء ولو حَوَصمم © 
(من الآية 94؟١‏ سورة النساء ») 

لأن هناك أشياء لا تدخل فى قدرتك ٠‏ ولا تدخل فى اختيارك ٠»‏ كآن ترتاح نفسياً 
عند واحدة ولا ترتاح نفسياً عند أخرى ع أو ترتاح جنسياً عند واحدة ولا ترتاح عند 
أخرى . لكن الآمر الظاهر للكل يجب أن تكون فيه القسمة بالسوية ل 
واحدة على واحدة . وإذا كان هذا فى النساء المتعددات ‏ وهن عوارض ‏ حيث من 
الممكن أن يخرج الرجل عن أى امرأة ‏ بعللاق أو فراق فيا بالك بأولادها منه ؟ لابد 
أيضا من العدالة . 





. رواء الإمام أحيد وابرداود والنارعى‎ ١ 





229220242224220 399: 


والذى يفسد جو الحكم المنبجى لله أن أناساً يججدون رجلا عدّد » فأخذ إباحة الله 
فى التعدد . ثم لم يعدل . فوجدوا أبناءه من واحدة مهملين مشردين . فيأخذون من 
ذلك حجة عل الإسلام . والذين حاولوا أن يفعلوا ما فعلوا فى قوانين الأحوال 
الشخصية إنما نظروا إلى ذلك . التباين الشديد الذى يحدثه بعض الآباء الحمقى نتيجة تفضيل 
أبناء واحدة على أخرى فى المأكل والملبس والتعليم ! 


إذن فالمسلم هو الذى يهجر دينه ويعرضه للتقد والنيل من أعدائه له . فكل إنسان 
مسلم على ثغرة من ثغرات دين الله تعالى فعليه أن يصون أقواله وأفعاله وحركاته 
وسكناته من أى انحراف أو شطط ؛ لان كل مسلم بحركته وبتصرفه يقف على ثغرة 
من منهج الله . ولا تظنوا أن الثغرات فقط هى الشىء الذى يدخل منه أعداء الله على 
الأرض كالئغور . لا الثغرة هى الفجوة حتى فى القيم يدخل منها خصم الإسلام لينال من 
الإسلام , 


إنك إذا ما تصرفت تصرفاً لا يليق فأنت فتحت ثغرة لخصوم الله . فسّدٌ كل ثغرة 
من هذه الئغرات . وإذا كان الرسول صل الله عليه وسلم قد توسع فى العدل بين 
الزوجات توسعا لم يقف به عند قدرته » وإن وقف به عند اختياره » فالرسول صلى 
الله عليه وسلم حين مرض كان من الممكن أن يعذره المرض فيستقر فى بيت واحدة 
من نسائه » ولكنه كان يأمر بأن يحمله بعض الصحابة ليطوف على بقية نسائه فى 
أيامهن فاخذ قدرة الغير. وكان إذا سافر يقرع بينبن ء هذه هى العدالة . 


وحين توجد مثل هذه العدالة يشيع فى الناس أن الله لا يشرع إلا حقاً . ولا يشرع 
إلا صدقا . ولا يشرع إلا خيرا » ويسد الباب على كل خصم من خصوم دين الله » 
حتى لا يجد ثغرة ينفذ منها إلى ماحرم دين الله » وإن لم يستطع المسلم هذه 
الاستطاعة فليلزم نفسه بواحدة . ومع ذلك حين يلزم المسلم نفسه بزوجة واحدة » 
هل انتفت العدالة مع النفس الواحدة ؟ لا . فلا يصح ولا يستفيم ولا يحل أن همل 
الرجل زوجه . ولذلك حينها شكت امرأة إلى عمر بن الخطاب رفضى الله عنه أن 
زوجها لا يأق إليها وهى واحدة وليس لها ضرائر » فكان عنده أحد الصصابة , فقال 
له : أفتها «أى أعطها الفترى » . 


حعمح و وج جج22ت :25 696٠605206:‏ 


قال الصحابي : لك عنده أن يبيت عندك الليلة الرابعة بعد كل ثلاث ليال . 


ذلك أن الصحابى فرض أن ها شريكات ثلاثا » فهى تستحق الليلة الرابعة . 
وسر عمر ‏ رضى الله عنه ‏ من الصحابى ؛ لأنه عرف كيف يفتى حتى فى أمر المرأة 
الواحدة . 


إذن قول الحق سبحانه وتعالى : 
امه وه سا مب 


وأن لستطبعوأ أن َه 


3 


ل وسدم رمد ممم ممء 7م الم بي لخ ورج رودء. 
رأ بين الآ ولو حرصم قلا ممبلوا كل الميل # 
(همن الآأية ١74‏ سورة الناء) 

أى لا نظنوا أن المطلوب منكم تكليفياً هو العدالة حتى فى ميل القلب وحبه , لا . 

إنما العدالة فى الآأمر الاختيارى . ومادام الأمر قد خرج عن طافة النفس وقدرتها فقد 

قال سبحانه :ه فلا تميلوا كل الميل » . ويأخدذ السطحيون الذين يريدون أن يبرروا 

الخروج عن منيج الله فيقولوا : إن المطلوب هو العدل وقد حكم الله أننا لا نستطيع 

العدل . 


وفؤلاء نقول : هل يعطى ربنا باليمين وياخذ بالشمال ؟ فكأنه يقول : اعدلوا وأنا 
أعلم أنكم لن تعدلوا ؟ فكيف يتأى لكم مثل هذا الفهم ؟ إن الحق حين قال : 
د ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين الساء ولو حرصتم » أى لا يتعدى العدل مالا تملكون 
من اللهوى والميل ؛ لأن ذلك ليس فى إمكانكم . ولذلك قال : « فلا تميلوا كل 
الميل » . 


نقول ذلك للذين يريدون أن يطلقوا الحكم غير واعين ولا فاهمين عن الله » 
ونقوله كذلك للفاهمين الذين يريدون أن يدلسوا عل منيج الله ٠‏ وهذه المسألة من 
المسائل التى تتعرض للأسرة ء وربها الرجل . فهب أن رجلا ليس له ميل إلى 
زوجته » فإذا يكون الموقف ؟ أمن الأحسن أن يطلقها ويسرحها . أم تظل عنده 
ويأق بامرأة تستطيع نفسه أن ترتاح معها ؟ أو يطلى غرائزه فى أعراض الناس ؟ 


إن الحق حينم شرّع . إنما شرع دينا متكاملاً , لا تأخذ حكيأ منه لتترك حكما 
آخر . 





ج١٠٠‏ حوبت بص ص مص صمو حصمحصصمصه 
والاحداث التى أرهقت المجتمعات غير المسلمة الجأتهم إلى كثير من 'قضايا 
الإسلام . وأنا لا أحب أن أطيل . هناك بعض الدول تكلمت عن إباحة التعدد 
لا لان الإسلام قال به . ولكن لأن ظروفهم الاجتماعية حكمت عليهم أنه لا يحل 
مشاكلهم إلا هذا . حتى ينهوا مسالة الخليلات . والخليلات هن اللاثى يذهب 
إليهن الرجال ليهتكوا أعراضهن ويأتوا منهن بلقعطاء ليس لهم أب . 


0 شرك تكون المرأة الثانية ٠‏ امرأة واضحة فى المجتمع . ومسألة زواج 
الرجل منها معروفة للجميع ٠‏ ويتحمل هو عبء الأسرة كلها . ويمكن لمن يريد أن 
يستوضح كثيرا من أمر هؤلاء الناس أن يرجع إلى كتاب تفسير فى هذا الموضوع 
للدكتور محمد خفاجة حيث أورد قائمة بالدول وقراراتها فى إباحة التعدد عند هذه 
الآية . 


وهنا يجب أن ننتبه إلى حقيقة وهى : أن التعدد لم يأمر به الله » وإنما أباحه » 
فالذى ترهقه هذه الحكاية لا يعدد . فالله لم يأمر بالتعدد ولكنه أباح للمؤمن أن 
يعدد . والمباح أمر يكون المؤمن حرا فيه يستخدم رخصة الإباحة أو لا يستعملها » 
ثم لنبحث بحثا آخر . إذا كان هناك تعدد فى طرف من طرفين فإن كان الطرفان 
متساويين فى العدد . فإن التعدد فى واحد .لا يتلق . والمثل هو كالآتى : 


إذا دخل عشرة أشخاص حجرة وكان بالحجرة عشرة كرابى فكل واحد يجلس 
على كرمى ٠‏ ولا يمكن بطبيعة الحال أن ياخذ واحد كرسياً للجلوس وكرسياً آخر 
ليمد عليه ساقيه . لكن إذا كان هناك أحد عشر كرسياً » فواحد من الناس يأخذ 
كرسياً للجلوس وكرسياً آخر ليستند عليه . إذن فتعدد طرف فى طرف لا بنش إلا من 
فائض . فإذا لم يكن هناك فائض . فالتعدد ‏ واقعا ‏ يمتنع , لأن كل رجل سيتزوج 
امرأة واحدة وتنتهى المسألة . ولو أراد أن يعدد الزواج فلن يجد . 


إذن فإباحة التعدد تعطينا أن الله قد أباحه وهو يعلم أنه ممكن لآن هناك فائضاً , 
والفائض كا قلنا معلوم . لان عدد ذكور كل نوع من الأنواع أقل من عدد الإناث . 
وضربنا المثل من قبل فى النخل وكذلك البيض عندما يتم تفريخه ؛ فإننا نجد عدداً 





قليلاً من الديوك والبقية إناث . إذن فالإناث فى النيات وفى الحيوان وى كل شىء 
اكثر من الذكور . 


وإذا كانت الإناث أكثر من الذكور . ثم أخذ كل ذكر مقابله فها مصير الأعداد 
النى تفيض وتزيد من الإناث ؟ إما أن تعف الزائدة فتكبت غرائزها وتحبط . وتنفس 
فى كثير من تصرفاتها بالنسبة للرجل وللمحيط بالرجل , وإما أن تنطلق . تنطلق مع 
من ؟ إنها تنطلق مع متزوج . وإن حدث ذلك فالعلاقات الاجتاعية تفسد . 


ولكن الله حين أباح التعدد أراد أن يجعل منه مندوحة لامتصاص الفائض من 
النساء ؛ ولكن بشرط العدالة . وحين يقول الحق : « فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة » 
أى إن لم نستطع العدل الاختيارى فليلزم الإنسان واحدة . 


وبعد ذلك يقول الحق : دأو ما ملكت ايمانكم » . 


وهناك من يقف عند دما ملكت أيمانكم » ويتجادل » ونطمئن هؤلاء الذين 
يقفوزم عند هذا القول ونقول : لم يعد هناك مصدر الآن لملك اليمين ؛ لأن المسلمين 
الآن فى خنوع . وقد اجترأ عليهم الكفار », وصاروا يقتطعون دولا من دوهم . 
وما هب المسلمون ليقفوا لحاية أرض إسلامية . ولم تعد هناك حرب بين مسلمين 
وكفار» بحيث يكون فيه أسرى . و( ملك اليمين » . 


ولكنا ندافع عنه أيام كان هناك ملك يمين . ولنر المعنى الناضج حين يبيح الله متعة 
السيد بما ملكت بمينه , انظر إلى المعنى . فالإسلام قد جاء ومن بين أهدافه أن يصفى 
الرّقء ولم يأت ليجىء بالرق . 


وبعد أن كان لتصفية الرق سبب واحد هو إرادة السيد . عَدّدَ الإسلام مصارف 
تصفية الرق ؛ فارتكاب ذنب ما يقال للمذنب : اعتق رقبة كفارة اليمين . وكقارة 
ظهار فيؤمر رجل ظاهر من زوجته بأن يعتق رقبة وكفارة فطر فى صيام ٠‏ وكفارة 
قتل .. إلخ .. إذن فالإسلام يوسع مصارف العتق . 





0429492992425: ج29‎ 7 ١ ١ وحن‎ 


ومن يوسع مصارف العتق أيريد أن يبقى على الرق » أم يريد أن يصفيه ويمحوه ؟ 


ولنفترض أن مؤمنا لم يذنب . ولم يفعل ما يستحق أن يعتق من أجله رقبة » وعنده 
جوار ء هنا يضع الإسلام القواعد لمعاملة الجوارى : 


إن لم يكن عندك ما يستحق التكفير . فعليك أن تطعم الجارية جما تأكل وتلبسها 
ما يلبس أهل بيتك . لا تكلفها مالا تطيق . فإن كلفتها فأعنها . أى فضل هذا . 
يدها بيد سيدها وسيدتها. فا الذى ينقصها ؟ إن الى ينقصها إرواء إلحاح 
الغريزة » وخاصة أنها تكون فى بيت للرجل فيه أمرأة . وتراها حين تتزين لزوجها » 
وتراها حين تخرج فى الصباح لتستحم . والنساء عندهن حساسية لهذا الأمرء 
فتصوروا أن واحدة مما ملكت بمين السيد ببذه المواقف ؟ آلا تباج فيها الغرائز ؟ 


حين يبيح الله للسيد أن يستمتع بها وأن تستمتع به , فإنه يرحمها من هذه الناحية 
ويعلمها أنها لا تقل عن سيدتها امرأة الرجل فتتمتع مثلها . ويريد الحق أيضا أن 
يعمق تصفية الرق . لأنه إن زوجها من رجل رقيق فإنها تظل جارية امة » والذى 
حررت نفسها وحررت ولدها . وى ذلك زيادة فى تضفية الرق . وى ذلك إكرام 
لغريزتها . لكن الحمقى ٠يريدون‏ أن يؤاخذوا الإسلام على هذا !! 


يقول الحق : « فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيماتكم ذلك أدنى ألا 
تعولوا » فالعدل أو الاكتفاء بواحدة أو ما ملكت اليمين . ذلك أقرب ألا تجوروا . 
وبعض الناس يقول : ٠‏ أدى ألا تعولوا ؛ أى ألا تكثر ذريتهم وعيالهم . ونقول لهم : 
إن كان كذلك فالحن أباح ما ملكت اليمين . وبذلك يكون السبب فى وجود العيال 
قد إتسع أكثر . وقوله : « ذلك أدنى ألا تعولوا » أى أقرب ألا تظلموا ونجوروا . لأن 
العول فيه معنى الميل . والعول فى اللميراث أن تزيد أسهم الانصباء على الاصل . 
وهذا معنى عالت المسألة ..وإذا مازاد العدد فإن النصيب فى التوزيع ينقص . 


وبعد. ذلك .يقول. الحق: 





5-0-0-4 


+9 وَءَاثواا سآ صَد قَونَجلةنْ طن لمعن 
را كل 2 هِنكاءيكًا 0 
سو عه ذُكلوه مهنيعا 0 1-1 


الح ب و صدقاتين » هو المهور ٠‏ ود التحلة » هى العطية . وهل الصداق 
لا . إنه حق وأجر بضمع . ولكن الله يريد أن يوضح لنا : ا فليكن إيتاء 
0 بك نحلة » أى وازع دين لاحكم فضاء . والنحلة هى العطية . 


وانظر إلى اللمسات الإغية والأداء الإلهى للمعنى . لآنك إن نظرت إلى الواقع 
فستجد الآتى : 


الرجل يتزوج المرأة ٠‏ وللرجل ف المرأة متعة . وللمرأة أيضا متعة أى أن كلا منهها 
له متعة وشركة فى ذلك . وفى رغبة الإنجاب . وكان من المفترض ألا تأخذ شيئاً , 
لانبا ستستمتع وأيضا قد تجد ولداً لهاء وهى ستعمل فى المنزل والرجل سيكدح 
خارج الك ولكن هذه عطية قررها الله كرامة لناء «وآتوا النسماء صدقاتبين 
نحلة » والأمر فى « آتوا» لمن ؟ إما أن يكون للزوج فقوله : « وآتوا. النساء 
صدقاتهن » يدل على أن المرأة صارت زوجة الرجل . وصار الرجل ملزماً بالصداق 
ومن الممكن أن يكون ديناً إذا تزوجها بمهر فى ذمته يؤديه لها عند يساره » وإما أن 
يكون الأمر لولى أمرها فالذى كان يزوجه أخنّه مثلا » كان يأخذ المهر له ويتركها دون 
أن يعطيها مهرها , والأمر فى هذه الآية ره - إما أن يكون للأزواج وإما أن يكون 
للأولياء . وحين يشرّع الحق لحاية الحقوق فإنه يفتح المجال لأريحيات الفضل . 


لذلك يقول : «فإن طبن لكم عن شىء منه نفسا فكلوه هنيئاً مريثاً » . 
للقد عَرْف اميق الحقوق أولاً بمخاطبة الزوج أوولى الأمر فى أن مهر الزوجة لها لأنه 


أجر البضع . ولكنه سبحانه فتح باب أريحية الفضل 0 تنازلت الزوجة فهذا أمر 
آخر 5 ما أدعى أن يؤصل العلاقة الزوجية وأن يؤدم بينها 7 والمراد هنا هو طيب 





١‏ صمح حصمص مح صمح حم حمحصه 


النفس . وإياك أن تأخذ شيئاً من مهر الزوجة التى نحت ولايتك بسبب الحياء ء 
فالمهم أن يكون الأمر عن طيب نفس . ٠‏ فإن طبن لكم عن شىء منه نفساً فكلوه 
هنيئا مريئا » . واغنىء هو الشىء المأكول وتستسبغه حين يدخل فمك . لكنك قد 
تأكل شيئا هنيئا فى اللذة وفى المضغ وفى الأكل ولكنه يورث متعبة صحية . إله 
هنىء . لكنه غير مرىء . والمقصود هو أن يكون طيب العم وليس له عواقب 
صحية رديئة . وهو يختلف عن الطعام اغحنىء غير المرىء الذى يأكله الإنسان فيطلب 
من بعده العلاج . 


إذن فكل أكل يكون هنيئاً ليس من الضرورى أن يكون مريئا . وعلينا أن نلاحظ 
فى الاكل. ان يكون هيكا مرينا . 


والإمام على رضوان الله عليه وكرم وجهه ‏ جاء له رجل يشتكى وجعا ٠‏ والإمام 
على كيا نعرف ‏ مدينة العلم والفتيا » وهبه الله مقدرة على إبداء الرأى والفتوى , 


م يكن الإمام عل طبيباً . . لكن الرجل كان يطلب علاجاً من فهم الإمام عل 
وإشراقاته . 


قال الإمام عل للرجل : خذ من صداق امراتك درهمين واشتر بها عسل » وأذب 
العسل فى ماء مطر نازل لساعته ‏ أى قريب عهد بالله ‏ واشربه فإنى سمعت الله يقول 
ف الماء ينزل من السماء : 
3 وَتَرْلْنَا من السماو مآ ميرك بج 

(من الآية 4 سورة ق) 

وسمعته سبحانه وتعالى يقول فى العسل : 

« نيه ئماة آلناى به 

7 : ( من الآية 9 سورة التحل ) 
وسمعته يقول فى مهر الزوجة : 
عوم م 2 سبم ةك لم 4 


22 : 0 
د فكلوه هنيها مرربعا : (من الآبة 4 مورة النساء) 





«مح><--0902--<-4<-<-222500009 رات 


فإذا اجتمع فى دواء البركة والشفاء المنىء والمرىء عافاك الله إن شاء الله . لقد 
أخيل الإمام عل رضوان الله عليه وكرم الله وجهه - عناصر أربعة ة ليمزجها ويصنم 
منهأ دواء ناجعاً  ٠‏ كما يصنع الطبيب العلاج من عناصر مختلفة وقد صنع الإمام عل 
علاجاً من آيات القرآن . 


وبعد ذلك ينتقل الحق إلى قضايا اليتامى والسفهاء والمال والوصاية والقوامة » 
فيقول سبحانه : 


جد ولق الشتهة أنوكخع لوجم ل انالي 
ممع رمي ل ا و 


ينما رهم فبها وَأوهم وَقُولُوا لحر كوبا 


4 0 


ومن هو السفيه ؟ إنه الذى لا صلاح له فى عقل ولا يستطيع أن يصرّف ماله 
بالحكمة . ومّن الذى يعطى ماله إلى سفيه ؟ إن الحق يقول ذلك ليعلمنا كيفية 
التصرف فى امال ومثال على ذلك يقول الحق : 

« وَلائزِرا اشع 4 

' (من الآية ١١‏ سورة الحجرات ) 

هل أحد منا يلمز نفسه ؟ لا . ولكن الإنسان يلمز خصمه . ولمز الخصم يؤدى 
إلى لمز النفس لان خصمه سيلمزه ويعيبه أو لأنكما سواء . إذن فقول الحق : 
دولا تؤتوا السفهاء أموالكم » يعنى أن الله يريد أن يقول : إن السفيه يملك المال » 
إلا ان سفهه يمنعه من أن بحسن التصرف . وعدم التصرف الحكيم يذهب بلمال 
ويفسده. وحين يكون سفيهاً فالمال ليس له تصرفا وإدارة ‏ ولكن المال لمن يصلحه 
بالقوامة . 





42402 24022+22-0<42992324 ١١ 


أو أن الحق سبحانه وتعالى يعالج قضية كان لها وجود فى المجتمع وهى أن الرجل إذا 
ما كان له أبناء . وكبروا قليلا . فهو يحب أن يتملص من حركة الحياة . ويعطى هم 
حق التصرف ف المال . وإن كان تصرفهم لا يتفق مع الحكمة ٠‏ فكأنه قال سبحانه : 
« لا ؛ إياك أن تعطى أموالك للسفهاء بدعوى أنهم أولادك وإياك أن تملك أولادك 
ما وهبه الله لك من رزقك + لأن الله جعل من مالك قياما لك . وإياك أن تجعل 
قيامك أنت فى يد غيرك . 


« ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما . وارزقوهم فيها» وهل 
السفيه لا يعيش ؟ وهل يأكل السفيه دون أكل الرشيد ؟ ايِلْبْسٌ السفيه دون لبس 
الرشيد ؟ أيسكن السفيه دون مسكن الرشيد ؟ أيبتسم الإنسان فى وجه الرشيد 
ولا يبتسم فى وجه السفيه ؟ لا ؛ لذلك يأمر الحق ويقول : ٠‏ وارزقوهم فيها 
واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا » ذلك أمر بحسن معاملة الفيه . وإياكم أن 
تعيروهم بسفههم . ويكفيهم ماهم فيه من سفه . 


ويرجع الحق من بعد ذلك إلى اليتامى : 


+49 وأبنلوا التَسَ حَهحإدَبَوأ لياح كاسم 
َعم دادمو ترح أموطم لكأ عو هرا 
وَبِدَارًا أن يَكرُوأْوصْكاقَ نيا ليسْتَمَفِفٌ ومن 
كن ميا ميكل يروف فَِدَا َععْثم لبهم 


إن الله سبحانه وتعالى يأمر فى التعامل مع اليتامى بأن يبدأ الولى فى اختبار اليتيم 





سور الول 


جبومححمح حص موححصح موص صوص صمح اله 


وتدريبه على إدارة أمواله من قبل الرشد . أى لا تنتظر وقت أن يصل اليتيم إلى حد 
البلوغ ثم تبتليه بعد ذلك . فقبل أن يبلغ الرشد . لا بد أن تجربه فى مسائل جزئية 
فإذا تبن وانضح لك اهتداء منه وحسن تصرف فى ماله ؛ لحظتها تهد الحكم 
جاهزا » فلا نضطر إلى تأخير إيتاء الأموال إلى أن تبتليه فى رشده . بل عليك أن 
تختبره وتدربه ونمتحنه وهو تحت ولايتك حتى يأق اوان بلوغ الرشد فيستطيع أن 
يتسلم منك ماله ويديره بتفسه . وحتى لا تمر على المال لحظة من رشد صاحبه وهو 
عندك . 


فسبحانه “يقول ٠:‏ وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا 
فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا» . 


فعندما يبلغ اليتيم الرشد وقد تم تدريبه على حسن إدارة المال . وعرف الوصى أن 
اليتيم قد استطاع أن يدير ماله » ومن فور بلوغه الرشد يجب على الوصى أن يدفع 
إليه ماله , ولا يصح أن يأكل الوصى مال اليتيم إسرافا . والإسراف هو الزيادة فى 
الحد ؛ لأنه ليس ماله ء إنه مال اليتيم . وعندما قيل لرجل شره : ماذا تريد أيها 
الشره ؟ قال الشره : « أريد قصعة من ثريد أضرب فيها بيدى كما يضرب الولي 
السوء فى مال اليتيم » . أنجانا الله وإياكم من هذا الموقف . ونجد الحق يقول : 
د ولا تاكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا» . 


إن الحق سبحانه يحذرنا من الإسراف فى مال اليتيم فى أثناء مرحلة ما قبل 
الرشد ٠‏ وذلك من الخوف أن يكبر اليتيم وله عند الولى شىء من المال أى أن يسرف 
الولى فينفق كل مال اليتيم قبل أن يكبر اليتيم ويرشد . والله سبحانه وتعالى حين 
يشرع فهر بجلال كباله يشرع تشريعا لا يمنع قوامة الفقير العادل غبر الواجد . كان الحق 
قادرا أن يقول : لا تعطوا الوصية إلا لإنسان عنده مال لأنه فى غنى عن مال اليتيم . 


لكن الحق لا يمنع الفقير النزيه صاحب الخيرة والإيمان من الولاية . 


ولذلك يقول الحق سبحانه عن الولى : « ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا 





وةالكتة ِ 


0966362095: 5961 ١١ه‎ 


فلياكل بالمعروف » فلا يقولن أحد عن أحد آخر : إنه فقير » ولو وضعبًا يده على مال 
اليتيم فإنه يأكله . لا . فهذا قول بمقاييس البشرء لا يجوز أن يمنع أحد فقيرا 
مؤمنا أن يكون وليا لليتيم ؛ لأننا نريد من يملك رصيدا إيمانيا يعلو به فوق الطمع فى 
المال ؛ لذلك يقول الحق عن الوصى على مال اليتيم : إن عليه مسئولية واضحة . 


فإن كان غنيا فليستعفف . وإن كان فقيرا فليأكل بالمعروف:. وحددوا المعروف 
بآن يأخذ أجر مثله فى العمل الذى يقوم به . 


وكلمة المعروف تعنى الأمر المتداول عند الئاس . أو أن يأخذ على قدر حاجته . 
ويقول الحق : وفإذا دفعتم إليهم أمواهم فأشهدوا عليهم وكفى بائله حسيبا » 
وانظروا الحاية ٠‏ هو سبحانه يصنع الحياية للولي أو الوصى » فالحق يعلم خَلقه , 
وخحلقة من الأغيار ‏ والولى على اليتيم لابد أن يل الأمر بحكمة وحرص ؟؛ حي 
لا يكرهه اليتيم . وربما قد يراضيه فى كل شىء . نقول له : لا أعطه بقدّر حتي 
لا تفسده ٠‏ لان على افيا التيم كر لعزي الت 4 الاي لت لي19 
أشياء كبالية لا تصلح له ولا تناسب إمكاناته . وعندما يصل اليتيم إلى سن الرشد قد 
يتركز كرهه ضد الوصى ٠‏ فيقول له : لقد أكلت مالى ؛ لذلك يوضم الحق للولى أو 
الوصى نا حيو الهم مين ولاافاك تاك 11 من ولد اليم 


لذلك يجب عليك - ايها الولى - حين تدفع المال إليه أن تشهد عليه ء» لأنك 
لا تملك الأغيار النفسية . فربما وَجَد عليك وكرهك ؛ لأنك كنت حازما معه عل 
ماله » وكنت تضرب على يده إذا انحرف . وإذا ما كرهك ربما التمس فترة من 
الفترات وقام ضدك واتهمك بما ليس فيك ؛ لذلك لابد من أن تحضر شهودا دي 
الحظة تسليمه المال . وهذه الشهادة لتستبرىء 5 من المال فُحسب ء أما استيراء 
الدّين فموكول إلى الله « وكفى بالله حسيباء . 


هذا وإن سورة النساء تعالج الضعف ف المرأة والضعف فى اليتيم » لأن الحال فى 
المجتمع الذى جاء عليه الإسلام أنبم كانوا لا يورثون النساء ولا يورثون الصغار 
الذين لم تشتد أجنحتهم . وكانت القاعدة الغريبة عندهم هى : من لم يطعن برمح 





6 


ولم يذد عن حريم أو عن مال ولم يشهد معارك فهو لا ياخذ من التركة . وكانت هذه . 
قمة استضعاف أقوياء لضعفاء . وجاء الإسلام ليصفى هذه القاعدة . بل فرضص 
وأوجب أن تأخذ النساء حقوقهن وكذلك الأطفال . ولهذا قال الحق سبحانه : 


+ة لجال تَصِيدي مَمَائرك الوَلِدَانِ وَالاهربونَ 


ولك مب مَمَاركَ لدان اوت 
مِعَاكليئهأرَكرصِببا مَمرُوسَا © | 


ومن الذى يفرض هذا النصيب؟ إنه الله الذى ملك وهو الذى فرض . 


هنا نلاحظ أن المرحوم الشهيد صاحب الظلال الوارفة الشيخ سيد قطب لحظ 
ملحظا جميلا هو : كيف يكون للمتوق أولاد أو نساء محسوبون عليه ولا يأخذون ؟ إن 
الصغار كانوا أولى أن يأخذوا لأن الكبار قد اشتدت أعوادهم وسواعدهم . فالصغار 
أولى بالرعاية ٠‏ وأيضا إذا كانت قوانين « مندل » فى الوراثة توضح أن الأولاد يرثون 
من أمهاتهم وآبائهم وأجدادهم الخصال الحسنة أو السيئة » أو المرض أو العفة أو 
الخلقة . فلماذا لا تورثونهم أيضا فى الأموال ؟ 


وحين نسمع قول الحق : « نصيبا مفروضا » فلا بد أن يوجد فارض . ويوجد 
مفروض عليه , والفارض هنا هو الله الذى ملك » وفيه فرق دقيق بين « فرض ٠»‏ 
ود أوجب » فالفرض يكون قادما من أعلى » لكن الواجب قد يكون من الإنسان 
نشد الالاسات قل يلح عل انفلنه شيا .. 


وحين يتكلم الحق عن النصيب المفروض ٠‏ فقد بين أن له قدرا معلوما » ومادام 
للنصيب قدر معلوم » فلا بد أن يتم إيضاحه . . ولم يبين الحق ذلك إلا بعد أن 
يُدخل فى العملية أناسا قد لا يورثهم . وهم ممن حول الميت ممن ليسوا بوارثين » 





النصيب المفروض عمن لا نصيب له فى التركة . 


لذلك يقول سبحانه وتعالى : 


7 هي ع عا ع ىن عر د 1 ءام “تت 
0 060 


سه سل 1 1010 أوه 2ك 
و ألمَتحكين فارزفوهم صِنْهُ وقولوا لم قلا 
مَعْرُونًا 2 +6 


وحين يحضر أولو القُزى واليتامى والمساكين مشهد توزيع المال . وكل واحد من 
الورثة الذين يتم توزيع مال المورث عليهم انتهت مسائله . قد يقول هؤلاء غير 
الوارثئين : إن الورثة إنما يأخذون غنيمة باردة هبطت عليهم مثل هذا الموقف يترك 
شيئا فى نفوس أولى القربى واليتامى والماكين . 


صحيح أن أولى القربى واليتامى والمساكين ليسوا وارثئين . ولن يأخذوا شيئا من 
التركة فرضا لهم . ولكنهم حضروا القسمة ؛ لذلك يأق الأمر الحق : « فارزقوهم 
منه وقولوا لحم قولا معروفا » فلو أنهم لم يحضروا القسمة لاختلف الموقف . فيأمر 
سبحانه بأن نرزق اليتامى وأولى القربى والمساكين حتّى نستل متهم الحتقد أو الحسد 
للوارث ٠‏ أو الضغن على المورّث . وبذلك يشيع فى الناس شبىء من الألفة ومن 
المحبة ومن حب الخير لأهم قد نالوا شيئا من الخير مع هؤلاء . فلا يكونون حاقدين 
عل الورثة ولا عل ال موردث 3 ولا يكتفى الحق بالأمر برزقف هؤلاء الأفارب واليتامى 
والمساكين . ولكن يأمر أن نقول لهم : قولا معروفا . مثل أن ندعو الله لهم أن يزيد 
من رزقهم . وأن يكون هم أموال وأن يتركوا أولادا ويورثوهم . ومن الذى بجب 
عليه أن يقوم بمثل هذا العمل ؟ إنبم الوارثون إن كانوا قد بلغوا الرشد . ولكن ماذا 





الكل لل 
حمححمصص مححءو ص ممصو مص 66١‏ 


يكون الموقف لو كان الوارث يتيها ؟ فالحضور هم الذين يقولون لأولى الُرى واليتامى 
والمساكين : إنه مال يتيم » وليس لنا ولاية عليه . ولو كان لنا ولاية لأعطيناكم 
كذ ١‏ وق قثل هذا القرل اتاب اللساط: 


« وإذا حضر القسمة أولو القرّبى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا 
معروفا » يجب أن تكونوا فى ذلك الموقف ذاكرين أنه إذا كنتم انتم الضعفاء واليتامى 
وغير الوارئين فمن المؤكد أن السرور كان سيدخل إلى قلوبكم لو شرعنا لكم نضيبا 
من الميراث . إذن فليذكر كل منكم أنه حين يطلب الله منه . أنك قد تكون مرة فى 
واحد . وهو أنه يُلزم المؤمن بأشياء . ولكن لناخذ بجانب ذلك أنه يلزم غيره من 
المؤمنين للمؤمن بأشياء . 

إن الحكم التشريعى يعطيك . ولذلك يأخذ منك . وهذا قلنا فى الزكاة : إياك 
أن تلحظ يا من تؤدى الزكاة أننا نأخذ منك حيفا ثمرة كدحك وعرقك لنعطيها 
للناس . نحن ناخذ منك وانت قادر لنؤمُتك إن صرت عاجزا . وسوف نأخذ لك 
من القادرين . إنه تأمين ربانى حكيم . 


ويقول الحق بعد ذلك : 


جه وَلْسَحْشَ لد لَوتروأء من حلفم دري 
ضْعَدنَا حَافهاعَئِهمْ ْمُهَلَو لوأ مو 
حَدِيدا 09 # 


والإنسان حين يترك ذرية ضعيفة يتركها وهو خائف عليهم أن يضيعهم الزمان . 


1 0اح22+2-+--0-+0+22900 وجح سرجه 
فإن كان عندك أبها المؤمن ذرية ضعيفة وتخاف عليها فساعة ترى ذرية ضعيفة 
تركها غبرك فلتعطف عليها , وذلك حتى يعطف الغير على ذريتك الضعيفة إن 
تركتها . واعلم أن ربنا رقيب وقيوم ولا يترك الخير الذى فعلته دون أن يردّه إلى 
ذريتك . وقلنا ذات مرة : إن معاوية وغمرو بن العاص اجتمعا فى أواخر حياتهما ٠‏ 
فقال عمرو بن العاص لمعاوية : يا أمير المؤمنين ماذا بقى لك من ن حظ الدنيا ؟ . وكان 
معاوية قد صار أميراً للمؤينين د دولة قوية غنية ٠‏ فقال معاوية : أما الطعام 
فقد مللت أطيبه . وأما اللباس فقد سثمت ألينه » وحظى الآن فى شربة ماء بارد فى 


وصمت معاوية قليلاً وسأل عَمْراً : وأنت يا عمرو ماذا بقى لك من متع 
الدنيا ؟ . 


وكان سيدنا عمرو بن العاص صاحب عبقرية تجارية فقال : أنا حظى عين خرارة 
ىق أرض خوارة تدر على حياق ولولدى بعد مماق . 


إنه يطلب عين ماء مستمر ى أرض فيها أنعام وزروخ تعطى الخير . 


وكان هناك خادم يخدمهما . يقدم ما المشروبات » فنظر معاوية إل الخادم وأحب 
أن يداعبه ليشركه معهنا فى الحديث . 


فقال للخادم : وأنت يا ة وردان » ماذا بقى لك من متاع الدنيا ؟ أجاب الخادم : 
بقى لى من متع الدنيا يا أمير المؤمنين صنيعة معروف أضعها فى أعناق قوم كرام 
لا يؤدوتها إلى طول حياق حتى تكون لعقبى فى عقبهم . لقد فهم الخادم عن الله 
قوله : 

ظِ عوص هام 2 مموءم ع و اس سد ء ذءةه #2 01 


يخس لذبن لوث كرأ من حخلفهم ذَرِية ضعما حا في كل 3 أ أ 
وو قرلَامَديدا وج »* 





ايكذ 


احج مح مح ووحت ‏ ج ١٠ج‏ ت»2 11423025 


فالذين يتقون الله فى الذرية الضعيفة يضمئنون أن الله سيرزقهم يمن يتقى الله فى 
ذريتهم الضعيفة . 


وقد تكلمنا مرة عن العيد الصالح الذى ذهب إليه موسبى عليه السلام : 


3 َال لمم موين هل أنبِعكَ عل أن ن تعلمِن مما لت رْدًا دي تَنَ إِنْكَ آن 


.2 - 
1 رد مامء 


مُستطبع مبى صَبوًا ©© وَكَبْفَ تَصير عل مال نط يوء برا <» كَالَ 
تق داق لل ايا ولآأضبو لد اراح َال فَإن ات 2 35 
على عن توح أحدت لك نه ذكرا <© قانطلقا فإ ركبا 
في ألشفيئة رقا قال أرقت لمق أضتهّا تقذ نت كينا ا دق # 
( سورة الكهف ) 
لقد جرب العبد الصالح موسى فى خخرق السفينة ‏ كما توضح الآيات - فقال العبد 
الصالح : 
كلهال وساء ماه #اعاتاوه عط عطاس اع ع ل او و 2 
نل كَالَ ألم أفل إِنْكَ أن تستطيم مبى صيرا ١ك‏ فال لانؤاخذني يما نسبت 
مس الم ٠+‏ 
ولا رهف من أمرى علرا جه 4 
( سورة الكهف) 
ثم ما كان من أمر الغلام الذى فتله العبد الصائح وقول موسى له : ٠‏ لقد جئنت 


شيتا نكرا » . 


7 ثم جاءا إلى أهل قرية فطلبا منهم الطعام . وحين يطلب منك ابن سبيل طعاماً 
فاعلى أنها الحاجة املح ؛لأنه لو طلب منك مالا فقد تظن أنه يكتنز المال ٠‏ ولكن إن 
طلب لقمة يأكلها فهذا أمر واجب عليك . 


فياذا فعل أهل القرية حين طلب العبد الصالح وموسى طعاماً لهي ؟. 





223ص مص ص مت حصحبهه 


بقول الحق : 
مس آعم به ع مم داوم مع ال عي لعي ع عر 


ف ناطحق 1ن أخل واي النتطعما اهلها قابوا أن يضيفوهما فرَجِدًا فيا 
7 مه مسومو 2 دده 1م 
جدارا بريد أن يتفض فَأءَمَْ َل لَوْستَ لمَُذتَ عله را «» )» 
(سورة الكهف ) 

إنها قرية لثيمة . ووجد العبد الصالح فى القرية جداراً يريد أن يسقط وينقض 
فأقامه » واعترض موسى ؛ لان عندء حفيظة على آهل القرية فقد: طلبا مم طعاما 
فلم يطعموهما . وقال سيدنا موسبى : إنك تؤرئكت 2 شئت لاتخذت عليه أجراً ؛ لأن أهل 
القرية لثام » وما كان يصح ان ن تقيم لهم الجدار إلا إذا أخعذت متهم أجرا . 


لقد غاب عن مونى مالم يخيب الله سبحاته عن العيد الصالح » فبالله لو أن 
الجدار وقع وهم لثام لا يطعمون من استطعمهم . ثم رأوا الكنز المتروك لليتامى 
المساكين . فلا بد أنيم سيغتصيون الكنز . إذن فعندما رأيت الجدار سيقع أقمته حتى 
أوارى الكنز عن هؤلاء اللثام . ويقول الحق سبحانه ؛ 


ادس تي سرس عر «رص مو مده لايك هرج عبرعع ها 


5 َم دا ر فكان لغلدمين َِيِمنٍ ف الْمَدِينَة وكن نحمه كبر لما وكان 


م 000 مولظم نظ ع لام ع عومه مقع مملكي مه 520 


أبوهماً صللسما ول عانق رس لو وريه 
وما فَعليه عَنْ أرى ذلك َأويلْمالم سطع عليه صَيْرا ج4 
( سورة الكهف ) 
إذن فالعلة فى هذه العملية هى الحاية لليتيمين , ولنلق بالا لمم بملاجظ 
النص . لا بد أن العبد الصالح قد أقام الجدار بأسلوب جدّد عمراً افتراضيًا للجدار 
بحيث إذا بلغ اليتيهان الرشد وقع الجدار أمامهما ؛ ليرى كلاهما الكنز . لقد تم بناء 
الجدار على مثال القنبلة الموقوتة بحيث إذا بلغا الرشد يتهار الجدار ليأخذا الكنز . إنه 
توقيت إلى أراده الله ؛ لان والد اليتيمين كان صالاً » اتقى الله فيا تحت يده فأرسل 
الله له جنودا لا يعلمهم و يرتبهم ليحموا الكنر لولديه اليتيمين . لذلك فلنفهم 
جيداً فى معاملتنا.ء قول الحق : 


لابب ببس سسب ييحي سس اح سح 


حعمحص و محص وص مح صوص حم صيحمت اانه 
عد 


لاأعروممء ا 2 لاع ري وممء ا موسولا وريه 


© وَلْبَخْش الْذينَ لور كوأ من خلفهم دُرِيهُ ضعلا افوأ علوم توأ له 
سوم ال و دوخ م ابو 
21-1 0 
وليقولوا فولا سديدا 50 © 
(سورة النساء ) 
اذا ؟ لآن الانسان عندما يكون شاباً فذاتيته تكون هى الموجودة . لكن كلما تقدم 
الإنسان فى السن تقدمت ذاتية أولاده عنده ء» ويحرم نفسه ليعطى اولاده » وعندما 
يرى أنّ عياله مازالوا ضعافاً ؛ وجاءت له مقدمات الموت فهو يحزن على مفارقة هؤلاء 
الضعاف ٠.‏ فيوضح الحق لكل عبد طريق الأمان : إنك تستطيع وأنت موجود أن 
تعطى للضعاف قوة ٠‏ فوة مستمدة من الالتحام بمنبج الله وخاصة رعاية ما تحت يدك 
من بتامى ٠‏ بذلك تؤمن حياة أولادك من بعدك وتموت وأنت مطمئن عليهم .. 


والقول السديد من الأوصياء : آلآ يؤذوا اليتامى , وأن يكلموهم كما يكلمون 
أولادهم بالأدب الحسن والترحيب ويدعوهم بقوهم يا بتى ويا ولدى . 


وحين يتقى المؤمن الله فيما بين يديه يرزقه الله يمن يتقى الله فى أولاده . 


ومازال الحق يضع المنبج فى أمر اليتامى : 


2 غُُ 
3 2 0 عقر 
يمون إن لودهم انا وستتفتلودت 


لماذا يركز القرآن على هذه الجزئية ؟ لأن الله يريد من خلقه أن يستقبلوا قدر الله 
فيمن يحبون وفيمن يحتاجون إليهم برضا , فإذا كان الطفل صغيرا ويرى أباه يسعى 


1 إدَالَذنَيَأكُلُونَ أَمْوْلَألْتَمَى ظلْما إِنَمَا 





200902291022222: 


فى شأنه ويقدم له كل جميل فى الحياة وبعد ذلك بموت , فإن كان هذا الصغير فد , را 
واحداً مات أبوه وكفله المجتمع الإيانى الذى يعيش ف كقالة عوضته عن أب واحد 
بآباء إيمانين متعددين 5 فإذا 58 والد هذا الطفل فإئه يستقبل قدر الله وخطبه بدون 
فزع . فالذى يجعل الناس تستقبل الخطوب بالفزع والجزع والهلع أنهم يرون أن 
الطفل ‏ إذا ما مات أبوه وصار يتيا فإنه يضيع ٠.‏ ويقول الطفل لنفسه : إن أى عنذما 
يموت سأصي مضيعاً لكن لو أن المجتمع حمى حق اليتيم وصار كل مؤمن أبأ لليتيم 
وكل مؤمنة أمّا لليتيم لاختلف الأمر . فإذا ما نزل قضاء الله فى أبيه فإنه يستقبل 


القضاء ع برضا وتسليم . 
ماود اوس > مسصم م الرء»# الوم ام - ع2 8 
( إن لين يا لون أموال البعدمئ ظُلمًا نما أكون فى بطونيم ترا 
وَسيِصْلوْنَ سَهِيراً يج 4 
(سورة النساء) 


إن كل العملية السلبية والنهبية أهم ما فيها هو الأكل ؛ لأن الأكل هو المتكرر عند 
الناس . وهو يختلف عن اللباس . فكل فصل يحتاج الإنسان إلى ملابس تناسبه ٠‏ 
لكن الآكل عملية يومية ؛ لذلك فأى نهب يكون من أجل الاكل . ولذلك نقول فى 
أمثالنا العامية عن النباب : «فلان بطنه واسعة » إنها مسألة الاكل ‏ 


وقد أوضح الحق هذا الأمر لأكل مال اليتيم : أنت تحشوفى بطنك نارا . ويعنى 
ذلك أنه 0 بطنه ما يؤدى إلى النار فى الآخرة . وهذا قفد يحدث عقاباً فى الدنيا 
فيصاب آكل مال اليتيم فى بطئه بأمراض تحرق أحشاءه ٠‏ ويوم القيامة يرى المؤمنون 
هؤلاء القوم الذين أكلوا مأل اليتيم . وعليهم سيات أكل مال اليتيم : فالدخان مخرج 

من أفواههم . وإياك أن تفهم أن البطون هى التى ستكون ممتلثة بالنار فقط . وألا 
يكون هناك نار أمام العيون . بل سيكون 1 اليطون ثار وسيصلرن عا 


ويقول الحق سبحانه وتعالى : 





مالكل 
حمح ه١٠‏ 0٠ح‏ ٠0ج‏ مص 0 وج 7ت 1١‏ ل 


بوم ِِ ا ال نود درول 1 


اذيك 6 25 ولد مما 


ل كن نِسَاء هوَقَأتنسَينٍ فلن لقا 
5 5-5 ليِصفُ 8 
لكل وحِدمِْجَمَ سدس مِئَائركن نر وك 
فإن لَدَيَكُ تود و2 واه دالت فَإِن 
لمحو َه سدس ربد وَعِسِيَةٍ 
توصى ها ودين َأبَاوكمْ وَأسَاَوْكُمْ 3 رون 
2 وخ يب تنكأ مر عر أنه 


ونعم الرب خالقنا ؛ إنه يوصينا فى أولادنا » سبحانه رب العرش . العظيم ٠‏ كأننا 


عند ربنا أحب منا عند آباثنا 1 وقوله الكريم - : يوصيكم الله فى أولادكم » توضح 
أنه رحيم بنا وحب لنا . ومادة الوصية إذا ما استقرأناها فى القرآن نجد ‏ بالاستقراء - 
أن مادة الوصية مصحوية بالباء » فقال سبحانه : 
ىء ه ءءء ل 3 
« ذل وسدع يه نعلي فون 4 
(من الأية ١517‏ سورة الأنعام ) 


وقال سبصائه : 


ممم 


شرع لم من الذي ماوصئ بدء نوا به 


(من الآية ١‏ سورة الشورى) , 





اكيز 
كن ؟2-+<--063-00- 20+22 ح محص تت 


وقال الحق أيضاً : 
ظٍِ رصنا لضن بوالديه ليه أمعر وهنا عل ون 4 


( من الابة ١4‏ سورة لقيان ) 


كل هذه الآيات جاءت الوصية فيها مصحوبة بالباء التى تأىق للإلصاق . 


لكن عندما وصى الآباء على الأبناء قال : « يوصيكم الله فى أولادكم ٠‏ فكان 
الوصية مغروسة ومثبتة فى الأولاد. فكلا رأيت الظرف وهو الولد ذكرت الوصية . 
وماهى ألوصية ؟ إنها « للذكر مثل حظ الأنثيين ٠‏ وقلنا من قبل : إن الحق قال : 
ٍط بل يَصيبُ ما لالد وَآلْأفرون وفنا تَصببُ َل لدان 

ب« امار ع ثم 
والاقريون © 
( من الآية /ا سورة النساء) 

وم يحدد النصيب بعل هذه الآية مباشرة إلا بعد ما جاء بحكاية اليتامى وتحذير 
الناس من أكل مال اليتيم , لماذا ؟ لأن ذلك يري فى النفس الاشتياق للحكم » 
وحين تستشرف النفس إلى تفصيل الحكم . ويأق الحكم بعد طلب النفس له ء فإنه 
يتمكن منبا . والشىء حين نطلبه النفس تكون مهيأة لاستقباله » لكن حينم| يعرض 
الأمر بدون طلب . فالنفس تقبله مرة وتعرض عنه مرة أخرى . ونلحظ ذلك فى 
مناسبة تحديد أنصبة الميراث . 


فقد قال الحق سبحانه أولا : 


ِِ لوال تصبب يمنا يرك اولان وَالْأمَْبونَ ولاه نَصِيبٌ تنا ترك اولان 


(من الآية * سورة الناء) 


راججع أصله وخرج أحادث. الدكتور أحمد عمر هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر 


حمح حمص حصوصح وح حمح حصمبحمت وعأقضه 
وعرض بعد ذلك أمر القسمة ورعاية اليتامى والمساكين وأولى القَرى . ثم يق 
الأمر والحكم برعاية مال اليتيم والتحذير من هبه , وبعد ذلك يقول : « يوصيكم 
الله فى أولادكم ؛ ويأق البند الأول فى الوصية « للذكر مثل حظ الانثيين » وماذا لم يقل 
«للأنثيين مثل حظ الذكر » . أو: للانثى نصف حظ الذكر» . هذه معان يمكن أن 
تعبر عن المطلوب . 


لقد أراد الله أن يكون المقياس , أو المكيال هو حظ الأنثى . ويكون حظ الرجل 
هنا منسوبًا إلى الأنثى . لأنه لو قال:ه للأنثى نصف حظ الرجل » لكان المقياس هو 
الرجل . لكنه سبحانه جعل المقياس للانثى فقال : و للذكر مثل حظ الأنثيين » . 


والذين يقولون : هذا أول ظلم يصيب المرأة » نريد المساواة . نقول لهم : 
انظروا إلى العدالة هنا . فالذكر مطلوب له زوجة ينفق عليها , والانئى مطلوب لحا 
ذكر ينفق عليها . إذن فنصف حظ الذكر يكفيها إن عاشت دون زواج ٠‏ وإك 
تزوجت فإن النصف الذى يخصها سيبقى لحا. وسيكون ها زوج يعوا . 


إذن فأسبهها أكثر حظا فى القسمة ؟ إنها الأنئى . ولذلك جعلها الله الأصل والمقياس 
حينما قال : « للذكر مثل حظ الأنثيين » فهل فى هذا القول جور أو فيه محاباة للمرأة ؟ 
إن فى هذا القول محاباة للمرأة ؛ لأنه أولا جعل نصيبها المكيال الذى يرد إليه الأمر ؛ 
لآن الرجل مطلوب منه أن ينفق على الانثى » وهى مطلوب لها زوج ينفق عليها . 
إذن فيا تأخذه من نصف حظ الذكر يكون خالصا لما . وكان يجب أن تقولوا : لاذا 
حاب الله المرأة ؟ لقد حابي الله المرأة لأنها عرض . فَصَائها . فإن لم تتزوج تهد 
ما تنفقه ء وإن تزوجت فهذا فضل من الله . ثم يقول الحق : « فإن كن نساء فوق 
اثنتين فلهن ثلثا ماترك » . 


وأنا أريد أن نستجمع الذهن هنا جيدا لنتعرف تماما على مراد الحق ومسالك 
القرآن فى تنبيه الأذهان لاستقبال كلام الله . فقد كرم الله الإنسان بالعقل . والعقل 
لا بد له من رياضة . ومعنى الرياضة هو التدريب على حل المسائل » وإن طرأت 
مشكلات هيا نفسه لها بالحل . وأن يملك القدرة على الاستنباط والتقييم . كل هذه 
من مهام العقل . فيأق الحق فى أهم شىء يتعلق بالإنسان وهو الدين . والدليل إلى 





1لكة 
22+0١‏ 22229 2ج مصححموه 


الدين وحافظ منبجه هو القرآن . فيجعل للعقل مهمة إبداعية . 


إنه - سبحانه - لا يأق بالنصوص كمواد القانون فى الجنايات أو الجنح ٠‏ ولكنه 
يعطى فى مكان ما جُزًْا من الحكم . ويترك بقية القانون لتتضح معاله فى موقع آخر 
من القرآن بجزئية أخرى . لأنه يريد أن يوضح لنا أن المنبج الإلهى كمتيج واحد 
متكامل » وأنه ينقلك من شىء إلى شىء » ويستكمل حكيا فى أكثر من موقع 
بالقرآن . وذلك حتى تتعرف على المنبج ككل . وأنك إذا كنت بصدد شىء فلا نظن 
أن هذا الشىء بمفرده هو المنبج . ولكن هناك أشياء ستأق استطرادا تتداخل مع 
الثىء الذى تبحث عن حكم الله فيه . مثال ذلك : مسألة اليتيم التى تتداخل مع 
أحكام الميراث . وهذه الآية تعطينا مثل هذه المسألة لماذا ؟ لأن الله يريد لك 
يا صاحب العقل الدربة فى الإطار الذى يضم الحياة كلها . وما همك أولا هو 
دينك . فلتعمل عقلك فيه . فإذا أعملت عقلك فى الدين أعطيت عقلك النشاظ, 
ليعمل فى المجال الآخر . 


لكن إذا غرق ذهنك فى أى أمر جزثى فهذا قد يبعد بك عن الإطار العام لتنشغل 
بالتفاصيل عن الهدف العام 2 


وأولادنا من الممكن أن يعلمونا من تجربة من ألعابهم . قالطفل يلعب مع أقرانه 
« الاستغاية ه .» ومختبىء كل قرين فى مكان . ويبحث الطفل عن أقرائه . 


ونحن نلعب أيضا مع أولادنا لعبة إخفاء شىء ما فى يد ونطبق أيدينا ونترك الابن 
يخمن بالحدس فى أى يد يكون الشىء ١‏ إنها ذربة للعقل على الاستنباط . فإن كان 
الولد سريع البديهة قوى الملاحظة ويمتلء بالذكاء . فهو يرى يّدَىْ والده ليقارن أى 
يد ترتعش قليلا » أو أى يد ليست طبيعية فى طريقة إطياق الأب لها فيختارها . 
وينتصر بذلك ذكاء الولد » وهذه عملية ترويض للطفل عل الاستباط والفهم ٠‏ 
ويذلك تعلم الطفل آلا يأخذ المسائل ضربة لازب بدون فكر ولا شُربة . 


والحق سبحانه أراد أن تكون أحكامه موزعة فى المواقع المختلفة » ولدنظر إلى 
قوله : « يوصيكم الله فى أولادكم للمذكر مثل حظ الأنثيين » فإن كن نساء فوق اثنتين 





:29222032 و0 الأ اص 
فلهن ثلثا ما ترك » أى أنه إن لم ينجب المورث ذكرا وكان له أكثر من اثنتين فلهن ثلثا 
ماترك . 


الوارئة بنتا واحدة . فالآية تعطيها النصف من الميراث « وإن كانت واحدة فلها 
النصف » وبقى شىء لم يأت الله له بحكم . وهو أن يكون المورث قد ترك ابنتين . 
وهنا نجد أن الحق قد ضمن للاثنتين فى إطار الثلاث بنات أو أكثر أخخذ الثلثين من 
التركة » هكذا قال العلياء ٠‏ وناذا لم ينص على ذلك بوضوح؟ لقد ترك هذه المهمة 
للعقل . فالبنت حيننا ترث مع الذكر تأخذ ثلث التركة » وعندما تكون مع ابنة 
أخرى دون ذكر ء 'تأخذ ال 

' فإذا كانت مع الذكر وهو القائم بمسئولية الكدح تاخذ الثلث » ولذلك فمن 
المنطقى أن تأخذ كل أنثى الثلث إن كان المورث قد ترك ابنتين . وهناك شىء آخرء» 
لتعرف أن القرآن ين كله كمنيج منياسك . فهناك آية أخرى فى سورة النساء تناقش 
جزئية من. هذا “الأمر ليترك للعقل فرصة العمل والبحث ٠‏ يقول سبحانه : 


عفد م ضضم سوم عر عر نرم 1 و« 


١ق‏ يفك فياه بيك الكتاج إنكنر ا لك لبس له ولد لهب حت 
َََانِضَتُ ار هربا إن 2 َإِنكَانا دين لهم 
نان مك تر 2 ونوا جنر ةرجالا و0 قي ذ تريش حَط الأمين 
وعالى عزم_ مم 


بين أله لكر أن ك ضف أ وَآض بك عَىْه طلم 9 4 


( سورة النساء ) 


لقد جاء الحق هنا بأختى المورث وأوضح أن لما الثلثين من التركة إن لم يكن 
للمورث ولد - ابن أو بنت - فإذا كان للاخحتين الثلثان ». فأمهها الصق بالمورث ٠‏ 
البنتان أم الأختان ؟ إن ابنتى المورث ألصق به من أختيه ء» ولذلك فللبنتين الثلثان » 
غالاينة إن كانت مع أخبيها فستاخذ الثلث . وإن كانت قد ورثت بمفردها 00 
النصف . وإن كانت الوارئاث من البنات أكثر من اثنتين فسيأخذن الثلثين » 





22921222292220 1١١١ 


كانتا اثنتين فستأخذ كل منهما الثلث . لاذا ؟ لان الله أعطى الأختين ثلثى ما ترك 
المورث إن ' يكن له أولاد . 


ومن العجيب أنه جاء بالجمع فى الآية الأولى الخاصة بتوريث البنات » وجاء 
بالمثنى فى الآية التى تورث الأخخوات , لناخذ المثنى هناك فى آية توريث الأخنوات - 
بلينسحب على الجمع هنا . وناخذ الجبمع هنا فى آية توريث البنات ‏ لينسحب عل 
المثنى هناك . 


لقد اراد الحق أن يجعل للعقل مهمة البحث والاستقصاء والاستنباط وذلك حتى 
ناخذ الأحكام بعشق وحسن فهم . وعندما يقول سبحانه : « يستفتونك » فمعنى 
يستفتونك أى يطلبون منك الفتوى » وهذا دليل على أن المؤمن الذى سأل وطلب 
الفتيا قد عشق التكليف . فهو يحب أن يعرف حكم الله . حتى فيا لم يبدأ الله به 
الحكم . وقد سأل المؤمنون الأوائل وطلبوا الفتيا عشقا فى التكليف « يستفتؤنك قل 
الله يفتيكم فى الكلالة » والكلالة مأخوذة من الإكليل وهو ما يميط بالرأس » 
والكلالة هى القرابة التى تحيط بالإنسان وليست من أصله ولامن فصله . 

سوم علا لعل عرظ 4. م ولاه مقرم وعد 


و9 إن اموا لك لبس له, لمأت انف مر وَهو يرنه إن ل م 


«صص ١‏ لصفم ل لام 


ص21 إن كانتا انين مهن لد بسار ونوا حو رجالا وساء 
4 لعءزى عام 'رى خخ بي 


لذو مل حظ الاشين بين أله لكر أن تضا اط بحل ته ليه" #8 
( من الآية لا١‏ سورة الناء) 
وهذه الآية تكمل الآية الأولى . ونعود إلى تفصيل الآية الأولى التى نحن بصدد 
خواطرنا الإيمانية عنها : « ولأبوية لكل واحد منهها السدس مما ترك إن كان له ولد » 
فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث » . 
ومعنى ذلك أن المورث إن لم يكن له أولاد فللام الثلث . والآب له الثلثان . فإن 
كان للمورث إنجوة أشقاء أو لاب أو لأم فللآم السدس حسب النص القرآى « فإن 





211620292920023: 


كان له إخوة فلامه السدس من بعد وصية يوصى بها أو دين » » وذلك بعد”“أن تنفذ 
وصية المورث » ويؤثى الدذين الذى عليه . والوصية هنا مقدمة على الدين ؛ لآن 
الدين له مُطالب » فهو يستطيع المطالبة بدينه ‏ أما الوصية فليس لما مطالب » وقد 
قدمها الحق للعناية بها حتى لانهملها . ويذيل الحق هذه الآية : 


باز ف وأبناؤ كز لا ترون أي أرب لد نَم 2 نس 

كن عي كي أ 

رمن الأية ١١‏ سورة النساء ) 

فإياك أن تحدد الأنصباء على قدر ما تظن من النفعية فى الآباء أو من النفعية فى 
الأبناء ٠‏ فالتفعية فى الآباء تتضح عندما يقول الإنسان : « لقد ربانى أب وهو الذى 
صنع لى فرص المستقبل 6 . والنفعية فى الأبناء تنضح عندما يقول الإنسان : إن أبى 
راحل وأبنائى هم الذين سيحملون ذكرى واسمى والحياة مقبلة عليهم . فيوضح 
الحق : إياك أن تحكم ممثل هذا الحكم ؛ فليس لك شأن بهذا الأمر : ولا تدرون 
هم أقرب لكم تفعا و . 


ومادمت لا تدرى أيهم أقرب لك نفعا فالتزم حكم الله الذى يعلم المصلحة 
وتوجيهها فى الأنصبة كيا يجب أن تكون . 


ونحن حين نسمع : « إن الله كان عليما حكيها » أو ذ نسمع : « إن الله كان غفورا 
رحيما » فنحن نسمعها فى إطار أن الله لا يتغير .. ومادام اناس ا 
وغفورا رحيما فهو لايزال كذلك إلى الأبد . : 


فالأغيار لا تأتى إلى الله ء وثبت له العلم والحكمة والخيرة والمغفرة والرحمة أزلاً وهو 
غير متغير » وهذه صفات ثابتة لا تتغير . لذلك فعندما تقرأ : « إن الله كان عليياً 
حكيياً» » أو د إن الله كان غفوراً رحيما ؛ فالمسلم منا يقول ببنه وبين نفسه : ولا يزال 
كذلك . 


والحق يقول من بعد ذلك : 








حح لورنترا 


1 ع ِصْستُ مكرك أزو طن إن 

يكل لج ديد كاد هه لَك 
لوكا تزف بتر 32 
بهاازدئْن وَلهَرىَآرسْعٌ مِمَائرَكْشر إن 


2ع لس بغر 


يف لي وذ دكا لمر 
َلَهِنَ ألشّمنًا مِتَارَحَكُمُ عست 
نوصورم كب بها أدبن وَإِنَكانَ ع يورت 
كَدَله أوأمرأة وهأ د 1 5 
مهما ال قإن كا ا -_- 
و شرك ءفى الث لوو 
يصن يبا أَوْدَيْنِ غير مُضَسَارْوَصِيةٌ ينه 


أله علِي حير 2 


والآيات تسير فى إيضاح حق الذكر مثل حظ الأنثيين ؛ وهذه عدالة ؛ لآن الرجل 
حين تموت امرأته قد يتزوج حتى يبنى حياته . والمرأة حين يموت زوجها فإنها تأخذ 
ميرائها منه وهى عرضة أن تتزوج وتكون مسئولة من الزوج الجديد . 


إن المسالة كيا أرادها الله تحقق العدالة الكاملة . والكلالة ‏ كيا قلنا أنه ليس 
للمتوقى والد أو ولدء أى لا أصل له ولا فصل متفرع منه . 
سي سي لس و سجيربب17707 يي 27 7777779997770 


ةاكز 
صلمححصمص ص مص صمو ص مص صمح اسه 
فإذا كان للرجل الكلالة أخ أو أخت فلكل واحد منهها السدس » فإن كانوا أكثر 
من ذلك فهم شركاء فى الثلث » وذلك أيضاً من بعد الوصية التى يوصى بها أو 
دين . وماذا يتم تقرير هذاالامر ؟ لنرجع مرة أخرى إلى آية الكلالة التى جاءت فى 


آخر سورة النساء , 
إن الحق يقول فيها : 

١ 0‏ مَدكئ نبي كنا ان برل من ونَآه لدم 
مل حا الاين 01 بين 1271 أ أن تضارأ وبل تو 3 8 


( من الآية 1١/5‏ سورة 5 
فى الآية الأولى التى نحن بصددها يكون للواحد من الإخوة سدس ما ترك إذا 
انفرد . فإذا كان معه غيره فهم شبركاء فى الثلث . هذا إذا كانوا إخوة من الأم . أما 
الآية التى يختص بها الحق الأختين بالثلثين من التركة إذا لم يكن معهما ما يعصبهيا من 
الذكور فهى فى الإخوة الأشقاء أو الاب » هكذا يفصل القرآن ويوضح بدقة 


وماذا يعنى قوله الحق : د غير مضار وصية من الله والله عليم: حليم 5 


إنه سبحانه يريد إقامة العدل . فلا ضرر لأحد على الاطلاق فى تطبيق شرع الله ؛ 
لان الضرر إنما يأتى من الأهواء التى تفسد قسمة الله . فقد يكون هناك من يرغب ألا 
يرث العم من بنات أخيه الشقيق , أو لأب . أو يريد آخر ألا يُدُخل أولاد الإخوة 
الذكور أشقاء أو لآب فى ميراث العمة أو بنات العم الشقيق أو لآب . للمثل هؤلاء من 
أصحاب الموى نقول : إن الغرم على قدر الغتم » بالله لو أنك مت وتركث بنات 
ومن عم ؛ أليس مطلويا 0 > سيم ماس سوسم رن 
ا تصيب لتعم فى الميراث . وعلينا أن نه 512 أن الغرم أمامه الغهم - 


وقلنا:إن القرآن الكريم يجب أن يؤخذ جميعه فيا يتعلق بالأحكام , فإذا كان فى 





ال 
تم اصمص مص حم مح صوص صمح 


سورة النساء هذه يقول الحق سبحانه وتعالى فى آخر آية متها : 
بسغتوتك لامي الكلة إن تا م ل لذو أت 
فَنََا نِصَتْ و وَهويرثها إن ل 1 د فَإِنَكانا أشن نهنا 
فانم َل 0 بتر و مضه عمقل حك إلافين 

يداي أن ضارا آل بحل عَىْه علم 25 # 1 


( سورة النساء ) 


فيا الفرق بين الكلالة حين يجعل الله للمنفردة النصف وللاثنتين الثلثين ٠‏ وبين 
الكلالة التى يجعل الله فيها للمنفرد السدس . ويجعل للأكثر من فرد الاشتراك فى 
الثلث دون تمييز للذكر على الأنثى ؟ 


لابد أن نفرق بين كلالة وكلالة . 
هما متحدتان فى أنه لا أصل ولا فرع للمتوق . والمسألة هنا تتعلق بالإخوة . 


ونقول:إن الإخؤة لها مصادر متعددة . هذه المصادر إما إخوة من أب وأم . وإما 
أخوة لاب؛وإما إخوة لأم . فإذا كان أخ شقيق أو لاب فهو من العصبة الأصيلة . 
وهما المعنيان فى الآية ١/5‏ من السورة نفسها 


وبذلك تكون آية السدس والثلث التى نحن بصددها الآن متعلقة بالإخوة لأم اع 
إذن فالكلالة إما أن يكون الوارث أخا لأم فقط . وإما أن يكون أخمًا لأب . أو أخما 
لاب وأم . فالحكان لذلك مختلفان ؛ لأن موضع كل منهما مختلف عن الآخر . وإلا 
لو أن مستشرقا قرأ هذه الآية وقرأ الآية الأخرى وكلتاهما متعلقتان بميراث الكلالة » 
وأراد هذا المستشرق أن يبحث عن شىء يطعن به ديننا ويطعن به القرآن لقال 
والعياذ بالله - : القرآن متضارب . فهو مرة يقول :- للكلالة السدسهومرة يقول : 
الثلث . ومرة أخرى النصفءعومرة أخرى الثلثان»ومرة للذكر مثل حظ الأنشين ! ونرد 


02+22 جوج حم مر ام 


على من يقول ذلك : أنت لم تلاحظ المقصود الفعل والواقعى للكلالة ؛ لذلك فانت 
تفهم شيئا وتغيب عنك أشياء . 


والحق قال : « من بعد وصية يوصى بها أو دين ٠‏ ولنا أن تلاحظ أن فى كل توريث 
هذه و البعدية » أى أن التوريث لا يتأق إلا من بعد الوصية الواجبة النفاذ والدين . 


ونا" أن تان آنا" تنفد لزلا الرضية أمانالةية:؟ 


والإجابة : لاشك أنه الدين لان الدين إلزام بحق فى الذمة . والوصية تطوع 0 
فكيف تقدم الوصية ‏ وهى التطوع ‏ على الدين . وهو للإلزم فى الذمة . 


وعندما يقول : «غير مضار» لابد أن نعرف جيداً أن شرع الله لن يغبر أحدا , 
وما المقصود بذلك ؟ المقصود به المو, 3 ففى بعضص الاحيان يكون المورث كارهاً 
لبعض المستحقين لحقهم فى ميرائه » فيأق ليوصى بمنع توريثهم أو تقليل الانصباء ٠»‏ , 
أو يأتى لواحد بعيد يريد أن يعطيه شيئاً من المبراث ولا يحطى لمن يكرهه من أهله 
وأقاربه المستحقين فى ميراثه . فيقر لذلك الإنسان بدين ء فإذا ما أقر له بدين حتى 
وإن كان مستغرقاً للتركة كلها . فهو يأخذ الدين ويذلك يترك الورثة بلا ميراث . 


وهذ يحدث فى 1 ونراه » فبعض من الئاس أعطاهم الله البنات وَل يعطيهم 
الله ولداً ذكراً يعصبهم ء فيقول الواحد من هؤلاء تنفسه لنفسه : إن الأعيام 
ستدخل . وأبناء الأعيام سيدخلون فى ميرائى . فيريد أن يوزع التركة على بناته 
فقط . فيكتب دينا على نفسه للبنات . ونقول لهذا الإنسان : لا تجحف . أنت 
نظرت إلى أن هؤلاء يرثون منك . ولكن يجب أن تنظر إلى الطرف المقابل وهو أنك 
إذا مت ولم تترك لبناتك شيئاً وهن لاعصبة لن ء ء فمن المسثول عنين ؟ إنهم 
الأعيام ٠‏ فالغرم هنا مقابل الغنم . . ولاذا تطلب البنات الأعيام أمام القضاء ليأخذن 
النفقة منهم فى حالة وفاة الأب دون أن تكون له ثروة . فكيف تمنع عن إخوتك 
ماقرره الله لهم ؟ 


وهناك بعض من الناس يرغب الواحد منهم ألا يعطى عمومته أو إخوته لأى سبب 





لش يم عومجمو وحوميوتا 
من الأسباب . فياذا يفعل ؟ إنه يضع الوصية ؛ لذلك حدد الإسلام الوصية بمقدار 
الثلث . حى لا نحدث مضارة ل . 


وقد حاول البعض من هؤلاء الناس أن يدّعوا كذباً . أن هناك ديئاً عليهم » 
والدين مستغرق للتركة حتى لا يأخذ الاقارب شيئاً . 


والإنسان فى هذا الموقف عليه أن يعرف أنه واقف فى كل لحظة فى الحياة أو الممات 
أمام الله وكل إنسان أمين عل نفسه . 


لذلك قال الحق سبحانه : 


ع 
هن دعاسا وض عاو فعا سما درو 290 ماء #مءدوه ممم وه 
عبار ج20 ريام اقرب لكر نفعا فريضة من ألله | الله كان 
َلآ 
4 


( من الآية ١١‏ سورة النساء) 
والحق يلفتنا ألا نضر أحداً بأى تصرف ؛ لأنها توصية من الله لكل ما يتعلق 
بالحكم تورياً ووصية وآداه دين » كل ذلك توصية من الله ٠‏ والتوصية ليست من 
مخلوق فريك من الله لذلك ففيها إلزام وفرض ء فسبحانه القائل : 


ام ممم 


7 

ف َع لَك من آلدذ بن موصن بدء نوا به 

(من الآأية ١“‏ صورة الشورى ) 
والوصية هنا افتراض . ومثل ذلك يقول الحق : 
4 : 
١س‏ 22.2 وم 282 3 ع موم* 5 ل 1 عمد ؤه مو # ع يو 

فز ولا تقتاوا النفس آلتى حرم ألله إلا بألحي ذلك وصلح بهء لعلك تعقلون © 
(من الآية ١51‏ سورة الأئعام ) 


ومادامت التوصية تأي من المالك الأعلى . فمعنى ذلك أنها افتراض . ويذيل الحق 
سبحانه الآية التى نحن بصدد تناوها بالخواطر الإيمانية : « والله عليم حليم » أى 
إياكم أن تتصرفوا تصرفا قد يفره ويمضيه القضاء . ولكنه لا يبرئكم أمام الله ؛ لأنه 
قد قام على باطل . 





حك 10026009-09-2922 لحت 


مثال ذلك : هناك إنسان يموت وعليه دين » عندئذ يجب تسديد الدين » لكن أن 
يكتب الرجل دينا على نفسه غير حقيقى ليحرم بعضا من أقاربه من الميراث فعليه أن 
يعرف أن الله عليم بالنوايا التى وراء التصرفات . فإن عمُيتم أبها البشر على قضاء 
الأرض » فلن تعموا عل قضاء السياء . 


وهذه مسألة تحتاج إلى علم يتغلغل فى التوايا . إذن فمسألة القضاء هذه هى 
خلاف بين البشر والبشر » ولكن مسألة الديانة وما يفترضه الحق . فهر موضوع بين 
الرب وبين عبيده, ولذلك يقول رسول الله صل الله عليه وسلم فى ححديث شريف : 
«إنما أنا بشر وأنكم تختصمون إلّ ء فلعلَ بعضكم أن يكون ألحن بحجته من 
بعض » فأقضى له على نحو ما أسمع . فمن قضيت له بحق مسلم . فإئما هى قطعة 
من النار فلياخذها أو ليتركها ,20 . 


إن الرسول يعلمنا أنه بشر ء أى أنه لا يملك علم الغيب ومداخخل المسائل . 
وعندما يرفع المسلمون إليه قضاياهم فقد يكون أحدهم أكثر قدرة على الفصاحة 
وذلاقة اللسان » ويستطيع أن يقلب الباطل حقا . والآخخر قليل الميلة ٠‏ فيحكم 
النبى بمقتضى_البييئة القضائية . ولكن الأمر الواقع يتنافى مع تسلسل الحق ؛ لذلك 
١‏ يعلمنا أنه بشر » وأننا حين نختصم إليه يجب ألا يسشخدم واحد منا ذلاقة اللسان فى 
أخذ ما ليس له ؛ لأنه حتى لو أخذ شيئا ليس له بحكم من الرسول صل الله عليه 
وسلمء فليعلم أنه يأخذ قطعة من الجحيم . 


إذن فمعنى ذلك انه يجب علينا أن نحذر فى الأمور . فلا نُعَمَّى ولا نأخذ 
شيئا بسلطان القضاء ونبمل مسألة الديائة . فالامور التى تتعلق بالدّين 
لا يجوز للمؤمن المساس بها . إياكم أن تظنوا أن حكم أى حاكم يحلل حراما 
أو يحرم ملالا رت . فالحلال بين . والحرام بين ٠‏ والقاضى عليه أن يحكم 
بالبينات الواضحة . 

ولد عل للاقد حي كتاف ايه ع رسا العامة لفقا 
صكاء. ثم جاء المقترض وسند ما عليه من قرض وقال لمن اقترض منه : و عندما 


. رواء مالك , وأحمد والبخلرى ومسلم وأبوداود عن أم سلمة رضي الله عنها‎ )١( 





"١‏ لجحممحمحمححههمح ممبهم هسم عميهه 
تذهب إلى منزلك أرجو أن ترسل لى الصك » ثم سبق قضاء الله وقال أهل الميت: 
« إن الصك عندنا » واحتكموا إلى القضاء ليأخذوا الدين هنا يحكم القضاء بضرورة 
تسديد الدين مرة أخرى » لكن حكم الدّين فى ذلك يختلف  ٠‏ فاحل اده 
الدين ولا يصح أبداً أن بأخد الورثة الدّين مرة أخرى إذا علموا أن مورثهم حصل 
عل دينه , 

ولذلك يقول لنا الحق : «والله عليم حليم » حتى نفرق بين الديانة وبين 
القضاء . والحق يقول لنانإنه ه حليم » » فإياك أن تغتر بأن واحدا حدث منه ذلك ٠‏ دم 
ينتقم الله منه فى الدنياء فعدم انتقام الله منه فى الدنيا لا يدل على أنه تَصَرْفَ 
سولاللا : لكن هذا حلم من الله وإمهال وإرجاء ولكنٌ هناك عقابا فى الآخرة . 


وبعد بيان هذه الأمور يقول الحق سبحانه وتعالى : 


و3 أله 


8# يَنْلَك حُدُودَالهِ ومن يط 
ورَسُولة. تتلة الف 0 , 
متها لأتهسة ا ا وَدلَِتَ 


ألْعَورألْمَظ 0 ك6 


الاحكام المتقدمة والأمور السابقة كلها حدود الله'. وحين يحدّ الله حدودا . . أى 
يمنع أن يلتبس حق بحق . أو أن يلتبس حق بباطل ؛ فهو الذى يضع الحندود وهر / 
الى فصل حقرقا عن حقوق . 

ونحن عندما نقوم بفصل حقوق عن حقوق فى البيوت والأراضى فنحن نضع 
حدودا واضحة » ومعنى و حد » أى فاصل بِيْن حقين بحيث لا يأخذ أحد ما ليس له 





حوصحجعح جح صوص ص مص مص حصحمصت ,له 


من آخخر . والحدود التى نصنعها نحن والتى قد لا يتنبه إليها كثير من الناس ٠‏ ههى 
نوعان : نوع لا يتعدى بالبناء ؛ فعندما يريد واحد أن يبنى . فالأول يبنى على الارض 
التى هى حق له , ويكون الجداران ملتصقين بعضههما ببعض . وعندما يزرع فلاح 
بجانب فلاح آخر فكل فلاح يزرع فى أرضه وبين القطعتين حد » وهذا يحدث فى 


النفع . 


لكن لنفترض أن فلاحا يريد أن يزرع أرزا » وجاره لن يزرع أرزا » فالذى لن 
يزرع الأرز قد تأخذ أرضه مياها زائدة » فالمياه تصلح للأرز وقد تفسد غيره » 
ولذلك يكون الحكم هنا أن يقيم زارع الأرز حدا اسمه «وحد الخيرة » ليمنع 
الضرر . وهو ليس « حد الملكية » فزارع الأرز هنا ينقص من زراعته مسافة مترين » 
ويصنع بهها حد الجيرة » حت لا تتعدى المياه التى يروى بها الأرز إلى أرض الجار . إنه 
حد يمنع الغسرر» وهو يختلف عن الحد الذى يمنع التملك . 


إذن فمن ناحية حماية الإنسان لنفسه من أن يوقم الضرر بالآخرين عليه أن ينتبه 
إلى المقوئة الواضحة : ه لا تبعل حقك عند آخخر حدك ؛ بل اجعل حقك فى الانتفاع 
بعيدا عن حدك ع. وهذا فى الملكية . وذلك إذا كان انتفاعك بما تملكه كله سيضر 
بجارك . وكذلك يعاملنا الله » ويقول فى الأوامر : 
ع ل رم فريس لع ضار م 
١ط‏ بلك حدود الله قلا تَعَدُوهًا أ 
(من الآية 7174 سورة البقرة » 
وى النواهى يقول سبحانه : 
ا نك حدود الل قَلَا تَفربُوما إ# 
زعن الأبة /141 سورة البقرة ) 
أى أنك إذا ما تلقيت أمرا. فلا تعد هذا الأمر. وهذه هى الملكية » وإذا 
ما تلقيت هيا فلا تقرب الأمر المنبى عنه . مثال ذلك النبى عن الخمر. فالحق 
لايقول : ولا تشرب الخمر » » وإنا يقول : «إنما الخمر والميسر والأنصاب والازلام 
رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه » . أى لا تذهب إلى المكان الذى توجد فيه من 
الأصل » كن فى جانب وهذه الأشياه فى جانب آآخر. 





ولذلك قلنا فى قصة أكل آدم من الشجرة : أقال الحق : «لاتاأكلا من 
الشجرة ٠‏ ؟ أم قال ولا تقربا هذه الشجرة ؟ سبحانه قال : 


ط ولا ربا هذه ألتْجرة 4 
( من الآية 4 من سورة الأعراف )» 
وهذا حد أسمه وححد عدم المضارة » إنه أمر بعدم الاقتراب حى لا يصاب 
الإنسان بشهوة أو رغبة الاكل من الشجرة . وكذلك مجانس الخمر لأنها قد تغريك 
ففى الأوامر يقول سبحانه : « تلك حدود الله فلا تعتدوهاء وهذاها يتغلق بالملكية ., 


وق النواهى يقول سبحانه : « 3 5 ديد ارفلا لقريردا نا ورسرق 04 لم21 
عليه وسلم يقول هذا الحديث : « الحلال بين والحرام بين وبينها أمور م 5 
لا يعلمها كثبر من الناس فمن اتقى المشبّهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ٠‏ ومن وقع فى 
المشبهات وقع فى الحرام . كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يُواتعَه ٠‏ ألا وإن لكل 
ملك جى . آلا وإن حمى الله تعالى فى أرضه محارمه » ألا وإن فى الجسد مضغة إذا 
صَلَحِتٌ صَلَمَّ الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ,200 , 


لذلك تجهنب حدود الله افطل لك وذ للق 


1 على 


0 د لك دود أله فا وها ها ذلك بين 1 


عة لط ء لوخ ص / 


لله يتنه للناس لمهم يتَقُونَ أ 
رهن الآبة 181 سورة البقرة ) 
ا 0 
المؤمن أن بمتثل لأمر الله بعدم مباشرة الزوجة فى المسجد . ولا يجعل المسائل قريبة من 
المياشرة » لآن ذلك من حدود الله . وسبحانه يقول : «تلك حدود الله 
فلا تقربوها » . 


وهنا فى مسائل الميراث يقول الحق : 
)١(‏ رواء البخارى ومسلم وأبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجه عن التعبان بن بشير - 





ررد م 


6 

فز بك حدود أله ومن بطع لله ورسوة, بدخله بدت تجرى من تخي الأمثر 
ا ج: 532 20 2 ُ< 

5 7 مب ممءه 26 وم / 

عد يا دك اموز العظلم وه » 

( سورة النساء ) 

وكان يكفى أن يقول الحق ‏ من بعد بيان الحدود ‏ : هومن يطع الله » ولكنه قال : 
« ومن يطع الله ورسوله ه وذلك لبيان أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضع 


حدودا من عنده لما حل » وأن يضع حدودا لما حرم . وهذا تفويض من الله لرسوله 
فى أنه يُشرّع ؛ لذلك فلاتقل فى كل شىء: «أريد الحكم من القرآن » . 


وما وجدنا فيه من حرام حرمناه . هؤلاء لم يلتفتوا إلى أن الرسول صل الله عليه وسلم 
مفوض فى التشريع وهو القائل : 

1 وما ادك الرسول فَخدوه وما بدك عنه فَانتبواً ب 

(من الآية /ا سورة الحشر) 

إنه صلى الله عليه وسلم مفرض من الله » وهؤلاء. الذين ينادون بالاحتكام إلى' 
القرآن فحسب يريدون أن يشككوا فى سنة رسول الله : إنهم يحتكمون إلى كتاب 
الله » وينسون أو يتجاهلون أن فى الكتاب الكريم تفويضا من الله لرسوله صل الله 
عليه وسلم أن يشرع . 


هم يقولون : بيلنا وبينكم كتاب الله » فيا وجدنا فيه من حلال أحللناه وما وجدنا 
فيه من حرام حرمناه . وقوهم خثل هذا الكلام دليل على صدق رسول الله صل الله 
عليه وسلم فيا يقول » لأنهم لولم يقولوا لقلنا : 


يا رسول الله لقد قلت : روى المقدام بن معدى كرب قال : حرم النبى صل الله 0 
عليه وسلم « أشياء يوم يبر منها الخيار الأهلى وغيره فقال رسول الله صل الله عليه 
وسلم:يوشك أن يقعد الرجل منكم على أريكته يحدث بحديثئ فيقول!بينى وبينكم 





ج١٠ ١.‏ جبجويجح2 :200222222225252 
كتاب الله فيا وجدنا فيه حولالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه وإن ما حرم 
رسول الله كيا حرم الله و2300 

إذن فقوهم الأحمق دليل على صدق الرسول فيها أخبر. ويسخرهم الحق . 
فينطقون بمثئل هذا القول لنستدل من قول خصوم النبى على صدق كلام النبى .. 


والحق يقول : « ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات ٠‏ والذى يطيع الله ورسوله فى 
الدنيا هو من أنخذ التكليف وطبقه ويكون الجزاء هو دخول الجنة فى الآخيرة . لكن 
إدخال الجنة هل هو منيج الدين ء» أو هو الجزاء عل الدين ؟ 


إنه الجزاء على الدين » وموضوع الدين هو السلوك فى الدنيا - ومن يسير على 
متيج الله فى الدنيا يدخل الجنة فى الآخرة » فالآخرة ليست موضوع الدين ٠‏ لكن 
موضوع الدين هو الدنيا . فعندما تريد أن تعزل الدنيا عن الدين نقول لك : لم 
تبعل للدين موضوعا , إياك أن تقول:موضوع الدين هو الآخرة لأن الآخرة هى دار 
الجزاء » وق حياتنا تأخنذ هذا المثل : هل الامتحان موضوع المناهج . أو أن المناهج 
يقرأها الطالب طوال السنقء د هوضوع الامتحان ؟ 


إن انامح التى يدرسها الطالب هى موضوع الامتحان » وكذلك فالدنيا هى 
موضوع الدّين .. والآخرة هى جزاء لمن نجح ولمن رسب ف الموضوع ؛ لذلك فإياكم 
أن تقولوا : دنيا ودين » فلا يوجد فصل بين الدنيا والدين ؛ لآن الدنيا ههى هوضوع 
الدين . فالدنيا تقابلها الآخرة والدين لما . الدنيا مزرعة والآخرة مخصدة . مهذا نرد 
على من يقول : إن الدنيا منفصلة عن الدين . 


ومن يطعم الله ورسوله يدخخله جنة واحدة أو جئتين أو جنات ء وهل دلالة و مُن ٠‏ 
للواحد ؟ لا » إن « من » تدل على الواحد » وتدل على المثنى وتدل على الجمع » 


. رواء الطبزان فى الأوسط عن جابر‎ )١( 


رسيي مت 


سو ليما 
02222222222224 ا ك2 
مثال ذلك نقول : جاء من لقيته أمس ونقول أيضا : جاء من لقيتهها أمس ٠‏ وتقول 
ثالئا : جاء من لقيتهم أمس . . إذن فومن, صالحة للمفرد والمثنى والجمع . 


والحق هنا لا يتكلم عن مفرد هنا أو جمع . كا قلنا فى أول الفاحة : 
9 َال سيد وَيَاكَ مَتَمِينٌ )© 
( سورة الفائحة ) 
عل الرغم من أن القياس أن تقول : « إياك أعبد وإباك استعين ٠‏ . لكن قال 
الحق سبحانه : « إياك نعبد و[ياك نستعين » ليوضح لنا أن المؤمنين كلهم وحدة 
واحدة فى العبادة . 


وهناك من يقول إذا دلت : ( من ) على المفرد فقد لحظنا لفظها . وإذا دلت على 
المثنى أو الجمع فقد لحظنا معناها , 


ولمن يقول ذلك نقول : إن هذا الكلام غير محفق علميا ؛ لأن لفظ « من لم يقل 
أحد إنه للمفرد . بل إنها موضوعة للمفرد والمثنى والجمع . فلا تقل : استعمل لفظ 
د من » مراعاة تلفظ أو مراعاة للمعنى » لان لفظ « من » موضوع لمعان ثلاثة هى 
المفرد والمانى والجمع . 

وقد سألنى أخ كريم فى جلسة من الجلسات : لماذا يقول الحق سبحانه فى سورة 
الرحمن : 

سنمور ند » 

( سورة الرحمن ) 
فقلت له : إن سورة الرحمن استهلها الحق سبحانه وتعالى : 
« لعن صن عَْانمْانَ ي حَللَالإَِنَ ي 4 


( سورة الرحمن ) 





و ١:‏ +62226229020 0600106)ظغ) 


وبعد ذلك قال الحق : 


ٍ« لسن بنش كلتطرج رعق بقلأين مرح ب رج »4 
( سورة الرعن ) 

وقال صسبحائه : 
( سورة الرعن ) 


وقال اتناق :: * 
م ممم .ديق 5 22 222 1 ع عدم سم 
# يَسَعكْرَابِنَ ولاس إن استطعتم أن تنفذوا من أفطار السمنوات 
3 
وَآلْأرْض فَأنمدُوأ لاتنمُدُونٌ لا سلطين © 4 
١‏ ( سورة الرعن ) 
إذن فمن خاف مقام ربه . هو من الجن أو من الإنس ٠‏ إن كان من الجن فله 
. جنة . وإن كان من الإنس فله جنة أخرى . إذن فمن حاف مقام ربه فله جنتان . 


وهناك من يقول هناك جنتان لكل واحد من الإنس والجن . لان الله لا يعانى من 
أزمة أماكن . فحين شاء أزلا أن يملق خلقا أحصاهم عدا من لدن آدم إلى أن تقوم 
الساعة » وعامل الكل على أنه مؤمن مطيع ٠‏ وأنشأ لكل واحد مكانه فى الجنة » 
وعامل سبحانه الكل عل أنه عاص: , وأنشأ له مقعدا فى النار ء وذلك حتى لا يفهم 
أحد أن المألة هى أزمة أماكن”. 

فإذا دخل صاحب الجنة جنته , بقيت جنة الكافر التى كانت معدة له على فرضص 
أنه مؤمن , لذلك يقول الحق : 
« وتنك بَكَنْهُ الى أورِمُوها ما كنم سملن جه 4 


( سورة الزخراف ) 





جوج 15+2+ 22202022202229 1 ا 


فيرث المؤمنون ماكان قد أعد لغيرهم لو آمنوا . 
إذن فالمعان نجدها صلابا عند أى أسلوب من أساليب القرآن . 


وهنا يقول الحق : و يدخله جنات تجرى من تحتها الأهارء ويجب أن نفهم أن 
الغبر هو الشق الذى يسيل فيه الماء وليس هو الماء » الحق يقول : « جنات تجرى من 
تحتها الأخبار» فأين تجرى الأخهار ؟ 


أتجرى الانهار تحت زروعها . أم تحت بنيانها ؟ ونعرف أن الزروع هى التى تحتاج 
إلى هياه » ونحن نريد أن نبعد المياه عن المباى كيف ؟ ولكن ليس هناك شىء 


فالخلق قد تشى نبراء» ونجد من بعد ذلك النشع يضرب فى المبانى .» لكن 
تصمييات الحق بطلاقة القدرة ؛ تكون فيه الجنات تجرى من حتها مياه الأنهارء» 
. ولايحدث منها نشع » سواء من تحت أبنية الجنات أو من تحت زروعها والذى يقبل 
على أسلوب ربه ويسأله أن يفيض .عليه ويلهمه » فهو سبحانه .. يعطيه ويمنحه 
فالحق مرة يقول : وجنات تجرى من نحتها الأغمار » ومرة أخرى يقول : وجنات 
تجرى تحتها الأنمارء فهذا ممكن وذاك ممكن . 


فقوله ‏ سبحانه ‏ « جنات تجرى تحتها الانبار » تمد يشير إلى أن الأنهار تكون 
آنية من موفع آخخر وتجرى وتمر من نحت الجنات .. لا . هى تجبرى منها أيضا يقول الله 
تعالى : و جنات تبرى من تمتها الأنمار؛ حتى لا يظن أحد أن هناك من يستطيع أن يد 
عنك المياه من أعلى . إنها أنهار ذاتية . وعندما نقرأ أن الاغهار تجرى من نحت البنات 
حي سمي م وس ع : ألا أستطيع أن آخذ من هذه وأنا 
مهندس ) ضع تصميهات مبانى الدنيا وآخذ من قول الحق إنه من الممكن أن تقيم بهبانى 
تجرى من ا الأنبار ؟ وبالفغل أخذ البشر هذا الأمر اللافت , 


نحن نقيم القناطر وهى عبان وتجرى من تمتها الأجار » وعندما تكون المواصفات 





ح 1 : 2620205٠225+‏ 020و حصموصه 


صحيحة فى الطوب والاسملت إلى آخر المواصفات فلا نشع يحدث ولا خلخلة فى 
المبنى . فالخلل الذى يحدث فى الباق عندنا . إنما يأتى من أثر الخيانة فى التناول . 
ومن الممكن أن تجرى الأبار تحت قصور الجنة . التى فيها ما لا عين رأت ولا أذن 
سمعت ولا خطر عل قلب بشر . 


ألا يوحى ذلك للمهندس المسلم أن يحيا فى هذه اللفتة الإطية ويأخذ منها علا 
ويستطيع أن يقيم مبانى تجرى من تحتها الأنهار ؟ لو تنبهت إلى ذلك إيمانية مهندس 
وأخذ يتعلم عن ربه كيفية أداء العمل . لفعل ذلك بتوفيق الله . 


ولنتكلم على مصر التى تعانى من أزمة إسكان : ونجد أن المساحة الماثية تأخذ قدرا 
كبيرا من الأرض . سواء أكانت النيل . أم الفروع التى تاخذ من النيل ء» وكذلك 
الترع” الصغيرة وكذلك الطرق فلو أن هناك هندسة إيمانية لاستغلت المساحات 
والمسطحات المعطلة . نقيم عليها مبانى تسع مرافق الدولة كلها . ويتم إنجاز المبان 
فوق الطرق وفوق المياه وفوق المصارف . وليس معنى ذلك أن نبتى كل الأماكن حتى 
تصير مسدودة بالمبانى ٠»‏ ولكن نبنى الثلث » ونترك فراغا مقدار الثلثين حتى لا نفسد 
المنظر . ولا نتعدى على أرض خضراء مزروعة . إنها إيحاءات إيمانية على المهندس 
المسلم أن يفكر فيها . 


إن بلدا كالقاهرة تحتاج إلى مرافق مختلفة متنوعة ء ونستطيع أن نبنى على الفراغات 
سواء أكانت فراغات فى مساحات النيل شرط مراعاة الفراغات والزروع اللازمة 
لجيال البيئة وتنقيتها من التلوث . أم نبتى المرافق نحت الأرض . ولن تكون هناك 
أزمات للإسكان أو المرافق » هذا بالإضافة إلى الانتفاع بالصحراء فى هذا المجال . 


والحق يقول : و جنات تجرى من تحتها الأنبار خالدين فيها» صحيح أن الجنة 
سمتكون نعيها ليس على قدر نصورك ولكن على قدر كبال وجمال قدرة الحق . فالنعيم 
الذى يتنعم فيه الإنسان يكون على قدر التصور فى معطيات النعيم . وقلنا قديما : إن 
عمدة إحدى القرى قال : أريد أن أبنى مضيفة وحجرة للتليفون » ومصطبة 
نفرشها . هذا هو النعيم فى تصور العمدة . ونحن فى الحياة نخاف أن نترك التعيم 
بالموت أو يتركنا النعيم . لكن كيف يكون النعيم عند صانم كل التصورات وهو 


حعوحص ح +22222022222 :22ج 15 أ 
الحق سبحانه وتعالى ؟ لذلك تكون جنات النعيم دائمة » فلا أنت تموت ولاهى 
تذهب . 


والخلود هنا له معنى واضح إنه بقاء لا فناء بعده « وذلك الفوز العظيم » وما هو 
« الفوزع ؟ 


إنه النصرء» إنه الغلية » إنه النجاح » إنه الظفر بالمطلوب . 


فإذا كان فوزنا فى الدنيا يعطينا جائزة نفرح ببا ء فالفرح قد يستمر مدة الدنيا التى 
يملكها الواحد منا . فيا بالنا بالفوز الذى يأ فى الآخرة وهو فوز الخلود فى جنة من 
صنع ربناء أليس ذلك فوزا عظي)؟ 


إننا إذا كنا نفرح فى الدنيا بالفوز فى أمور جزئية فيا بالنا بالفوز الذى يمنحه الحق 
ويليق بعظمته سبحانه وتعالى » ولو قسنا فوز الدنيا بفوز الآخرة لوجدنا فوز الآخرة 
له مطلق العظمة » ومهما ضحى المؤمن فى سبيل الآخرة ٠‏ فهناك فوز يعوض كل 
التضحيات » ويسمو على كل هذا . 


وإذا قال قائل : ألم يكن من الافضل أن يقول : ذلك الفوز الاعظم نقول له : 
إنك سطحى الفهم لأنه لو قال ذلك لكان فوز الدنيا عظيما . لان الأعظم يقابله العظيم ٠‏ 
والعظيم يقابله الحقير فحين يقول الحق عن فوز الآخرة : إنه عظيم , فمعنى ذلك أن فوز الدنيا 
حقير. والتعبير عن فوز الآخرة هو تعبير من الحق سبحانه . 


ويعد ذلك يأق اللمق بالمقابل:: فيقول : 


000 0 عي مرير. ٠‏ 
+9 وَمَرن يَعْصٍ لله لبا ا 


كا كارا ندا فيا وَآهُ عَدَادت جهير 2 © كه 





0 


سوال كاي 

ج١٠‏ حوح ج :25> 22:2 +52 
وسبحانه قال من قبل : « تلك حدود الله » , والحدود إما أن تبين الأوامر وحدها 
وإما أن تبين#النولهى وحدها . فهى شاملة أن يطيعها الطائع أو يعصيها العاصى . 


فإن كنت تطيع فلك جزاء الطاعة وتأخذ الحنات والخلود والفوز العظيم 5 

لكن ماذا عمن يعصى ؟ إن له المقابل ‏ وهذا هو موقفه وجزاؤه أن له. العذاب . 

ومن لضن اله ورسولة .وكمل حلوكة يتل بارا كالنا يها له عات 
مهين ». 

هنا نجد « نارا » واحدة. وهناك نجد و جنات : . هذا ملحظ أول . وإذا كنا 
منتبهين ونقبل على كتاب الله » ونعرف أن المتكلم هو الله ٠‏ فإننا نجد الملحظ الثانى 
وهو نخلود للمؤمنين فى الجنات » أما الكافر فسيدخل النار . وم يقل الحق :نيراناً ٠‏ ولم 
يقل الحق أيضاً :« خالدين » لاذا ؟ لأن المؤمئين سيكونون فى الجنة على سرر 
متقابلين » ويتزاورون » وكل واحد يستمتع بكل الجنان . وأيضاً إن المرء ء إذا كان له 
من عمله الصالح الكثير وقصر أولاده الذين اشتركوا معه فى الإيمان , فإن الحق 
سبحانه ‏ يلحق به ذريته ويكون هو وذريته فى النعيم والجنان كرامة له . فتكون 
الجنات مع بعضها وهذا أدعى للإنس . 


لبي وح وو ا فالانس لق رطرتره. ايها فك 
واحد فى ناره تماماً مثل الحبس المنفرد فى زنزانة . ولن يأنس واحد منهم بمعذب آخر . 
يذ فهناك و جنات » وه نار؛ ود خالدين » ود غالدا » » وكل استخدام للكلمة له 
. والطائع له جنات ياتنس فيها بذريته وإخوته أهل الإيمان ويكونون خالدين 
جميعا فى الحئات .أما العاصى فهو فى النار وحده خخالدا و وله عذاب مهين» . 


إن العذاب يكون مرة اليياً ؛ ومثال ذلك أن يولم واحد عدوه فيتجلد عدوه حتى 
لايرى شيانة الذى يعذبه . ويقول الشاعر : 
أن لريب الدهر لا أنتضعضع 





اا 
سوك السبداء 


بمحصححصمحصت محصح .مص حومصودمصت 1 اله 
فيكتم الألى عن خصمه . لكن هذا فى الدنيا » أما فى الآخرة فهناك إهانة فى 
النفس . فعذاب الله يجمع الألم والإهانة . إياك أن تفهم أن هناك من يقدر على أن 
يتجلد كما يتجلد البشر عند وقوع العذاب فى الدنيا إن عذاب الآخرة مهين ومذل 
للنفس في آن واحد . 


وهكذا نجد أن المرحلة الأولى من سورة النساء عالجت وحدة الإنسان أبأّء 
ووحدته أمأء وعالجت كيف بث الله منهيا رجالاً كثيراً ونساه . وعالجت السورة أيضاً 
ما يطرأ مما يجرى به قدر الله فى بعض خلقه بأن يتركوا أيتاماً ضعافاً . وأنّه سبحانه 
أراد استبقاء الحياة الكريمة للنفس الإنسانية ؛ لذلك طلب أن نصنع الخير والمودة مع اليتامى ٠‏ 
ووضع أسلوب التعامل الإيماى معهم . وأن نتكون أوصياء قاثمين بالعدالة 6 الحسنة 
العفيفة لأموالهم . إلى أن يبلغوا سن الرشد فيتسلموها . 


وأيضا عالجت السورة أمرأ آخر وهو استبقاء الحياة الكريمة للناء والأطفال ضمن 
النسيج الاجتماعى . ذلك أن العرب كانوا يمنعون النساء من الميراث ٠‏ ويمنعون 
- كذلك - من الميراث من لم يطعن برمح ولم يضرب بخنجر أو سيف ولم يشترك فى رد 
عدوان . فاراد الله سبحانه هذه الفئة الذليلة المضطهدة أن تاخذ حقها ليعيش 
العتصران ف كرامة ويستبقيا الحياة ة فى عزة وهمة وفى قوة » فشرع الحنُ نصيباً حدداً 
للنساء يختلف عن نصيب الرجال مما قل أو كثر . وبعد ذلك استطرد ليتكلم عن 
الحقوق فى المواريث . وأوضح سبحانه الحدود التى شرعها لهذا الأمر. فمن كان 
يريد جنات الله فليطع الله ورسوله فيها حدّ من حدود . ومن استغنى عن هذه الجنات 
فليعص الله ليكون خالدا فى النار. 


إذن فالحياة الإنسانية هبة من الله لعباده . ومن كرمه سبحانه أن أوجد ها قبل أن 
يوجدها ‏ ما يقيم أود الحياة الكريمة لذلك الإنسان المكرم . فوفد الإنسان على الخير » 
ولم يفد الخبر على الونسان 0 أى أن الحق سبحانه لم يخلق الإنسان أولاً ثم صنع له من 
بعد ذلك الشمس والقمر والأرض والعناصر 3 لقد خخلق الله هذه العناصر التى 
تخدم الإنان اولا وأعدها لاستقبال الطارق الحديد ‏ الإنسان ‏ الذى اختاره سبحانه 
ليكون خليفة فى الأرض . فالخير فى الأرض الذى ننستبقى به الحياة سبق وجود 





أت ١‏ ؛ ١‏ 2224924924021+ حمجهت 

الإنسان . وهذه عناية من الحق الرحمن بمخلوقه المكرم وهو الإنسان . وجعل الله 
للإنسان“وسيلة للتكاثر وربطها بعملية الإمناع . وهذه الوسيلة فى التكاثر تختلف عن 
وسائل التكاثر فى الزروع والحيوانات . فوسيلة التكاثر فى كل الكائنات هى لحفظ النوع 
نقط . 

وأراد سبحانه وتعالى - أن يكون الإمتاع ناكا لوسيلة التكاثر الإنسان ء ذلك 
أن المشقّات التى يتطليها النسل كثيرة » فلابد أن يجعل الله فى عملية التكاثر متعة 
تغرى الإنسان . 


وأراد الحق سبحانه بذلك أن يأق بالضعاف ليجعل منهم حياة قوية . 
ويوصينا الحق باليتيم من البشر ء وقد يقول قائل : 


مادام الحق سبحانه وتعالى يوصينا حتى ننشىء من اليتيم إنساناً قوياً وأن نحسن 
إلى اليتيم , فلاذا أراد الله أن يموت والد اليتيم؟ . نقول : جعل الحق هذا الأمر حتى 
لا تكون حياة الإنسان ضربة لازب على الله » إنه يخلق الونسان بعمر ممدد معروف 
له سبحانه ويجهول للإنسان » فالإنسان قد يموت جنيناً أو طفلا أو صبياً أو رجلا أو 
حرا ٠‏ بل نحن نجد ىق الحيلة إنسائاً :هرما مازال ييا نينتا ويموت حفيد حفيدة : 
لماذا ؟ . 


لأن الله أراد أن يستر قضية الموت عن الناس . فلا معرفة للإنشان بالعمر الذى 
سوف يحياه ولا بزمان الموت » ولا مكان ا موت » حتى يكون الإنسان منا دائياً على 
استعداد أن يموت فى أى لحظة . ومادام الإنسان يعيش مستعدا لأن يموت فى أى 
لحظة ء فعليه أن يستحى أن يلقى الله على معصية . وأيضا لنعلم أن المنيج الإيماق ؛ 
منبج يجعل المؤمنين جميعا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ء فإذا مات رجل 
وترك طفلا يتيها » ووجد هذا البنيم آباء من المجتمع الإيمان . فإن المتبج الويمان 
يستقر فى قلب اليتيم اطمثناناً ويقيناً . ومن حكمة الموت ألا يفتن أحد فى أبيه أو فى 
الأسباب الممنوحة من الله للآباء . بل نكون جميعا موصولين بالله . " 


ومادام الحق سبحانه قد وضع لنا الأسياب لاستبفاء الحياة » ووضع لنا أسلوب 


>2-2:2-3<4+3---22 11920 له 


السعى فى الأرض لتستبقى الحياة بالحركة فيها . فقد وضع أيضا الوسيلة الكريمة 
لاستبقاء النوع وجعل من حركة الأصل ما يعود على الفرع . فلم يُغر الله الإنسان 
وده با حركة لئفسه » ولكن أغراه أن ينحرك ف الحياة حركة تسعه ونسع من 
يعول ٠‏ ويوضح الحق للإنسان : أن حركتك فى الأرض ستنفع أولادك أيضا . 


وئذلك أوجد الله سبحانه فى نفس كل والد غريزة الحنان والحب . ونحن نرى 
هذه الغريزة كآية من آيات الله متمكنة فى نفوس الآباء . وهنا يسعى الأب فى الحياة 
ليستفيد هو وأولاده . والذى يتحرك حركة واسعة فى الحياة قد يأق عليه زمان يكفيه 
: عائد حركته بقية عمره ؛ لأنه تحرك بهمة وإخلاص ؛ وآفاء الله عليه الرزق الوقير» 
وقد يتحرك رجل لمدة عشرين عاما أو يزيد ويضمن لنفسه ولاولاده من بعده الثروة 
الوفيرة » وهناك من يكد ويتعب فى الحياة ويكسب رزقاً يكفيه ويكفى الأبناء 
والأحفاد . 


وهكذا نجد الذين يتحركون ١‏ ييه وحدهم ٠‏ فقط ولكن المجتمع يستفيد 
م . وتشاء حكمة الله العالية بأن يفتت الثروة بقوانين راث تحشر الود وتوزع 
بين الأبناء فتشيع فى المجتمع ء وهذا اسمه التفتيت الانيابى . كأن نجد واحدا 
يملك مائة الك سي 0 . وبعد وفاة الرجل يرث الأبناء والبنات 
كل تركته » وهكذا نتفتت الثروة بين الأبناء تفتيناً المنانا وليس بالتوزيع القهرى 
الذى , ينشىء الحقد والعداوة » ويريد الحق أن نحترم حركة المتحرك 5 وأن تعود له 
حركة حيانه ولمن يعول فقال سيحانه : 


وى عم َب 5 و إن ُؤْمنوأ ولتَُوأ نك أجو ركز ولا 
0 35 نَعْرْ جه 4 50 


ا ل 
سبحانه وتعالى يحنن عبدا على عبد فيقول : 
ومس سس كر بلاس بير م عمد غء« يم «ه 


من ًا ألْدذى عرض الله َرْضًا حسنا فيضَلعفقهر لدر ولهج بحر عت 4# 


( سورة الحديد ) 





إن الله سبحانه يمرم حركة العبد » وحترم ما ملك العبد بعرقه » ويوصى الحق 
العبد الغنى أ: إن أخاك العبد الفقيرفى حاجة . فأقرضنى - أنا الله بإعطائك الصدقة 
أو الزكاة لأخيك الفقير . ونم يقل للعبد الغنى : أقرض أخاك , ولكنه قال أقرضنى . 
اذا ؟ لأنه سبحائه هو الذى استدعى الخلق إلى الوجود , وهو المتكفل برزقهم 
جميعا . . المؤمن منهم والكافر . ولذلك ضمن الرزق للجميع وأمر الاسباب بأن 
تستجيب حتى للكافر ء لأنه سبحانه هو الذى استدعاه للوجود . 


وسبحانه وضع هذا التوريث ٠‏ ليصئع التفتيت الإنسياب للملكية حتى لا يأق 
التفتيت القسرى الذى يجعل بعضا من الأبناء وقد نشاوا فى نععمة وأخذوا من مسائل 
الحياة ما يريدون » وعندما ياق عليهم هذا التفتيت القسرى . يصبحون من المساكين 
الذين فاجاتهم الأاحداث القسرية بالحرمان » فهلم لم يستعدوا هذا الفقر المفاجىء . 
لكن عندما يأى التفتيت الانسياى فكل واحد يعد نفسه لم يستقبله . وبذاتية راضية 
وبقدرة على الحركة , ولذلك قال الحق : 
* 1ه عيرء 


+ ف امَو اننا ليب مقر إن ُؤيثوا ولوأ يكذ جوم 
َلايسكَلك اولك © » 
رجور عبد 
إنه سبحانه لا يقول : أنا الذى ملكتك هذا المال . ولا أنا الذى رزفتك هذا 
الرزق . مع أنه سبحانه ‏ هو الذى ملكك ورزقك هذا المال حقا ولكنه يوضح لك 
حقك فى الحركة ٠‏ فيقول بعد ذلك : 


« إن بد ده هَا فيح تبعلو وطرج أشعاتز 00 


( سورة محمد ) 
ولو ألح عليك فانت تبخل بها لاك جنيتها بتعب وعرق . ولكن ما الفرق بين إنسان لم 
يسرف على نفسه . بل عاش معتدلا . ثم أبقى شيثا لأولاده ؛ والذى جاء بدخخله 
كله وبدده فيها حرمه الله وأسرف على نفسه فى المخدرات وغيرها . ما الفرق بين هذا 
وذاك ؟. ١‏ 





وواللا 
صمص مص مح وخ ص محص حص محص واه 
الفرق هو احترام الحق سبحانه لأثر حركة الإنسان فى الحياة » لذلك يوضح : أنا 
لا أسالكم أموالكم» لأنى إن سألتكم أموالكم فقد تبخلون . لآن مالكم عائد من 
أعالكم . 


ويقول الحق : « ويخرج أضغانكم » وإذا ظهر وتخرج الضغن فى المجتمع فالويل 
للمجتمع كله ؛ ولذلك نجد أن كل ححركة من هذه الحركات القسرية ينشأ منها بروز 
الضغن فى المجتمع كله , وساعة يبرز الضغن فى المجتمع ؛ انتهى كل شىء جميل . ولذلك وضع 
الحق أسس ووسائل استبقاء الحياة الكريمة . 


وضع أسسا للضعيف بما يحميه » وكذلك للنساء اللاتى كن محرومات من الميراث 
قبل الإسلام » وجعل الحق ‏ سبحانه وتعالى - لتوريث الأطفال والأبناء والنساء 
حدودا د تلك حدود الله » وإياكم أن نتعدوا هذه الحدود ؛ لأن الإنسان إذا ما تعدى 
هذه الحدود . فلا بد أن يكون من أهل النار والعياذ بالله - فقد وضع الله تلك 
الفواعد لاستبقاء حياتك وحياة من تعول . 


وهناك لون آخر من الاستبقاء » هو استبقاء النوع . لان للإنسان عمرًا محدودًا فى 
الحياة وسينتهى ؛ لذلك يهب أن يستبقى الإنسان النوع فى غيره » كيف ؟ نحن 
نتروج كىّ يرزفنا الله بالشرية والبنين والحفدة وتستمر حلقات 3 وهذا استبقاء للنوع 
الإنسا 


والحق يريد أن يكون الاستبقاء للنوع كرياً ؛ لذلك يأمرنا الحق ‏ سبحانه ‏ أن 

نستبقى النوع بأن نختار' له الوعاء الطاهر » فإياك أن تستبقى نوعا من وعاءٍ حبيث 

نجي تتلت يدنه أمل ستيه » فلا يدرى أحد لمن ينسب الولد فيصير 

مضيعاً ف الكون , مجهول النسب فاوضح الله للإنسان أن يختار لنفسه الوعاء النظيف ليستبقى 
' النوع بكرامة , 


والحصول عل الأوعية النظيفة يكون بالزواج . فيختار الرجل أنثى عظيفة ذات 
دين وترشي به روجا أفام أعين الناس ا : ويصير معروفا للجميع أن هذه امرأة 
هذا . وهذا زوجها . دخوله وخروجه غير ممقوث أو موقوت . وما ينشأ من الذرية 





:25ت وحصح صو 


بعد ذلك يكون قطعا منسوبا إليه . ويخجل الإنسان أن يكون ابنه مهينا أو عاريا أو 
جائعا أو غير معترف به ؛ لذلك يحاول الأب أن يجعل من ابنه إنسانا مستوفيا لكل 
حقوقه مرفوع الرأس غير مهين ١‏ لا يقذحه واحد فَيسَبُّ وينال منه قائلا : جثت من 
أين ؟ أو من أبوك ؟ فلا يعيش الطفل كسير الجناح ذليلا طوال عمره 8 فأراد سبحانه 
استبقاء النوع برابطة تكون على عين الجميع . وأن تكون هذه الرابطة على الطريق 
الشرعى . 


ومن العجيب أننا نجد هذه المسألة ذات آثار واضحة فى الكون . فالتى تحاول أن 
تزيل أثر جريمتها يجبرها الحنان الطبيعى كأم ألا تلقى ابنها الوليد فى البحر بل أمام 
مسجد ؛ فالطفل مربوط بحئان أمه ولكن الحنان غير شرعى ولذلك ترمى الأم الزانية 
بطفلها أمام المسجد حتى يلتقطه واحد من الناس الطيبين ٠‏ فالزانية نفسها تعرف أنه 
لا يدخل المسجد إلا إنسان طيب قد يحن على الوليد وياأخذ هذا الطفل ويصير مأمونا 
عليه . 


وهى لا تلقى بوليدها عند خارة أو دان سينا ؛ ولكن دائها تضعه عند أبواب 
المساجد . فالحنان يدفعها إلى وضع الطفل غير الشرعى فى مثل هذا المكان ؛ لأنها 
بعضا من المال ؛ لأن الحنان يدفعها إلى ذلك . والحياء من الذنب هو الذى يجعلها 
تتخلصس من هذا الطفل . 


إنها ‏ كا قلنا :تحتاط بأن تضعه فى مكان يدخله أناس طيبون فيعثر عليه رجل 
طيب . يأخذه ويكون مأمونا عليه . إذن فحتى الفاسق المنحرف عن دين الله يحتمى 
فى دين الله ؟ وهذا شىء عجيب . 

والله يريد أن يبنى بقاء النوع عل النظافة والطهر والعفاف ولا يريد لبرائيم 
المفاسد أن توجد فى البيوت , لذلك يشرع العلاقة بين الرجل والمرأة لتكون زواجا 
أمام أعين الناس . ويأخذ الرجل المرأة بكلمة الله . 


وأضرب هذا المثل : نحن نجد الرجل الذى يميا فى بيت مطل على الشارع وله 





اليا 
22ت“ صوص حموصضصحص وار 
ابئة وسيمة والشباب بدورون حوفا » ولوعرف الرجل أن شابا يجىء ويتعمد لينظر 
إلى أبنته فياذا يكون موقف الرجل من الشاب ؟ إن الر جل قد يسلط عليه من يضربه 
أو يبلغ ضده الشرطة ويغل الرجل بالغيظ والغيرة . 


وما موقف الرجل نفسه عندما تبق الباب أسرة شاب طيب يطلبون الزواج من 
ابنته ؟ يفرح الرجل ويسأل الابنة عن رأيها » ويبارك للأم ويأق بالمشروبات ويوجه 
الذعوات لحقل عقد القران . فا الفرق بين الموقفين ؟ 


اذا يغضب الأب من الشاب الذى يتلصص ؟ لأن هذا الشاب يريد أن يأخذ 
البنت يغير حق الله . أما الشاب الذى جاء ليأخذ الابنة زوجة بحق الله وبكلمة الله 
فالاب يفرح به وينزل الأمر عليه بودا وسلاما . وبعد ذلك يتسامى الأمرء» ويحم 
الزفاف ويزور الأب ابنته صباح الزفاف ويرغب أن يرى السعادة على وجهها . 


إن الفارق بين الموقفين هو ماقاله الرسول صل الله عليه وسلم : « الصلاة 
الصلاة » وما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم مالا يطيقون . الله الله فى النساء فإنهن 
عَوانٍ فى أيديكم(2 أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم غروجهن بكلمة الله 29 . 


ومادام الله هو الذى خلق الرجل والمرأة وشرع أن يجتمعا وتكون كلمة الشاب : 
«أريد أن أتزوج ابنتك » بردا وسلاما على قلب الأب . ويكون الفرح والاحتفال 
الكبير ؛ لأن هذه مسألة عفاف وطهر ٠‏ والله تزيد أن يجعل استبقاء » النوع الإنساق 
استبقاء نظيفا لا يخجل أن تهىء منه ولادة » ولا يفجل منه المولود نفسه . ولا يُلّم فى 
المجتمع أبداء إذا استبقينا النوع بهذا الشكل ؛ فهذا هو الاستبقاء الجميل للنوع . 
واستبقاء النوع هو الذى تق من أجله العملية الجنسية وأراد الله أن يشرعها حلالا 
على علم الناس ويعرفها الجميع . 


وقد سألنى سائل وأنا فى الجزائر : لماذا تقوم العلاقة بين الرجل والمرأة على كلمات 
)١(‏ عوانٍ : أسبرات جمم عانية . 


(؟) رواء النسائى وابن ماجه . 
سيب ب ب يبب بيب ببييييي يحي ييه هش لظ سك 


نت اصمحح محص مح صمحصوموحصصمص0ه 


نحو : « زوجتك موكلت , أو تقول هى : زوجتك نفمى ؛ ويقبل الرجل ٠‏ وتنكسر 
العلاقة بكلمة « أنت طالق » ؟ وأجبته : لماذا يستبيح الرجل لنفسه أن يمتلك بضع 
الزوجة بكلمتين ؟ ويستكثر أن تخرج من عصمته بكلمتين ؟ فكيا جاءت بكلمة 
تذهب بكلمة . 


إن الحق سبحانه وتعانى كيا استبقى الحياة بالعناصر التى تقدمت . يريد أن 
يستبقى النوع بالعناصر التى ناق ء وأوضح لنا أن كل كائن يتكاثر لابد له من 
إخصاب . والإخصاب يعنى أن يأنى الحيوان المنوى من الذكر لبويضة الأنثى كى 
ينشأ التكائرء والتكاثر فى غير الإنسان يتم بعملية قسرية . 


قفى الحيوانات نرى الانثى وهى تجار بالصوت العالى عندما تنزل البويضة ق 
رحها كالبقرة مثلا » حتى يقول الناس حميغاءإن البقرة تطلب الإخصاب ٠‏ وعندما 
يذهب بها صاحبها إلى الفحل ليخصبها تبدأ , ولا تمكن فحلا آخر منها من بعد 
ذلك . وهكذا يتم حفظ النوع فى الحيوانات . 


أما فى النباتات ؛ فالانئى يتم تلقيحها ولو على بعد أميال . ونحن نعرف بعضا من 
ذكور النبات وإنائها مثل ذكر النخل والجميز . لكننا لا نعرف التفريق بين ذكورة 
وأنوثه بعض النباتات . وقد يعرفها المتخصصون فقط . وبعض النباتات تكون 
الذكورة والأنوثة فى عود واحد كالذرة مثلا ؛ فالانوثة توجد فى « الشراشيب ٠»‏ التى 
توجد فى « كوز » الذرة . وعناصر الذكورة توجد فى السنبلة التى يجحركها المواء كى 
تنزل لتخصب الأنوثة . وكذلك القمح . وهناك أنواع من الئباتات 
لا نعرف ذكورتها ! بالله أيوجد أحدٌ عنده ذكر مانجو أو ذكر برتقال ؟ 


إذن هناك أشياء كثيرة لا نعرفها . لكن لا بد من أن تتلاقح إخخصابا لينشأ 
التكاثر » فيوضح ربنا : اطمئنوا أنا جعلت الرياح حاملة لوسائل اللقاح » يأخذ 
الريح اللواقح إلى النبائات » والنبات الذى يكون نحت مستوى الريح يسخر الله له 
أنواعا من الحشرات غذاؤها فى مكانٍ تخصوص من النبات وله لون يجذبها » حشرة 
يجذيها اللون الأحمر . وحشرة يجذبها اللون الأبيض ؛ لأن الحشرة تذهب للذكورة 
فيعلق بها حيوان الذكورة . فتذهب إلى الأنثى المتبرجة بالزينة » وهذه العملية نحدث 





ولا ندرى عنبا شيئا . 


من الذى يلقح ؟ من الذى يعلمها ؟ إنه الله القيوم الذى لا تأخذه سنة ولا نوم » 
فاستبقى لنا الأنواع غريزيا وقسريا ١‏ بدون أن نعرف عن الكثير منها شيئا » حتقى 
المطر لا يمكن أن ينزل إلا إذا حدثت عملية تلقيح . ولذلك يقول الحق : 

ما سوم ل عض ع رن م ملاعوم مله موء نقرق افر عرص © قود 
«وأرسلنا البح لوقح فَاَرْلْنا مِنَ ألما مآ4 كاسقيتدكوه وما انتم لهر 

عرِنينَ © 4 

(سورة الحجر) 

إذن الحق قد استبقى لك أيها الإنسان أنواع مقومات حياتك بما لا تدريه » وجعل 
هذه المسائل فسرية بحيث يؤدى كل كائن وظيفته وتنتهى المسألة » لكن حين كان لك 
اختيار , وتوجد مشقات كثيرة فى الإنجاب وحفظ النوع ؛ فقد قرن ‏ سبحانه - حفظ 
النوع بالمتعة . وإياك أن تعزل حفظ النوع عن المئعة . فإن أخذت المتعة وحدها فقد 
أخذت الفرع وتركت الأصل . فلا بد أن تفعلها لحفظ النوع المحسوب عليك . 


إذن فياك أن تلقى -حيوانك المنوى إلا فى وعاء نظيف . محسوب لك وحدك كى 
لاتنشا أمراس خبيثة تفتك بك وبغيرك . ولكيلا ينشأ جيل مطمتوس النسب » 
ولكيلا يكون مهينا ولا مدنسا فى 'حياته ؛ فإياكم أن تأخذوا قضية حفظ النوع منفصلة 
عن المتعة فيها . 


ولذلك . فسبحانه - سيتكلم عن المرأة عندما تتصل بامرأة بالسحاق . أو الرجل * 
يكتفى بالرجل باللواط للمتعة » أو رجل ينتفع بامرأة على غير ما شرع الله . فعندما 
تنتفع امرأة مع امرأة » وينتفع الرجل بالرجل للاستمتاع ٠‏ نقول لها : أنت أيتها 
المرأة أخيذت المتعة وتركتٍ حفظ النوع » وأنت يا رجل أخيذت المنعة وتركت حفظ 
النوع . والحق يريد لك أن تأخذ المتعة وحفظ النوع معا . فيوضح سبحانه أنه لا بد 
أن تكون المتعة فى ضوء منهج الله , 


واسمعوا قرل الله : 








5ه ؟ 


َُسْتَفهدُوا عَلِتهنَ أربصَهٌ يَدحكُمْ إن عَهِدُوأ 
كَأَتسكؤهُركن الشيوب حي يتَوَطَوْنَالْمَوَتُ 


وه اللاتى » اسم موصول لجاعة الإناث . وأنا أرى أن ذلك خاص باكتفاء المرأة 
بالمرأة . وماذا يقصد بقوله : « فاستشهدوا عليهن أربعة » ؟ إنه سبحائة يقصد به 
حماية الاعراض » فلا يلغ كل واحد فى عرض الآخر . بل لا بد أن يضع لما الحق 
احتياطا قويا . لأن الأعراض ستجرح . ولماذا « أربعة » فى الشهادة ؟ لأنبهها اثنتان 
تستمتعان ببعضهما . ومطلوب أن يشهد عل كل واحدة اثنان فيكونوا أربعة » وإذا 
حدث هذا ورأينا وعرفنا وتأكدنا , ماذا نفعل ؟ 


قال سبحانه : د فأمسكوهن فى البيوت » أى احجزوهن واحبسوهن عن الحركة » 
ولا تجعلوا هن وسيلة التقاء إلى أن يتوفاهن الموت « أى يمجعل ابه هن سبيلا » وقد 
جعل الله . 

والذين يقولون : إن هذه المسألة خاصة بعملية بين رجل وامرأة » نقول له : إن 
كلمة ٠‏ واللاتى » هذه اسم موصول لجياعة الإناث . أما إذا كان هذا بين ذكر وذكر . 
ففى هذه الحالة يقول الحق : 

عيده ملآع م إلء مر ل مان ملا دص بكم و .سروم ء 000 
١‏ والذان يانيتها منكر فعاذوهما فإن تابا واصاحا فاعرضواأ عنهما إن ألله كان 

نوب رحبا 2 4 


( سورة النساء ) 





عَمَوَالنا / 
صمح حمص تمص ص مح حمص صوص اذاالت 


الآية هنا تختص بلقاء رجل مع رجل ١‏ ولذلك تكون المسألة الأولى تخض المرأة مع 
المرأة » ولماذا يكون العقاب فى مسألة لقاء المرأة بالمرأة طلبا للمتعة هو الإمساك فى 
البيوت حتى .يتوفاهن الموت ؟ لأن هذا شر ووباء يجب أن يحاصر . فهذا الشر معناه 
الإفساد التام . لان المرأة ليست محجوبة عن المرأة ؛ فلآن تحبس المرأة حتى تموت خير 
من أن تتعود على الفاحشة . ونحن لا نعرف ما الذى سوف يحدث من أضرار. 
والعلم مازال قاصرا . فالذى خلق هو الذى شرع أن يلتقى الرجل بالمرأة فى إطار 
الزواج وما يجب فيه من المهر والشهود. وسبحانه أعد المرأة للاستقبال ٠‏ وأعد 
الرجل للإرسال . وهذا أمر طبيعى . فإذا دخل إرسال على استقبال ليس له ء 
فالتشويش يحدث . 


وإن لم يكن اللقاء على الطريقة الشرعية التى قررها من خخلقنا فلا بد أن يحدث أمر 
أى سالب مع سالب أو موجب مع موجب تشب الحرائق » ونقول : « حدث ماس 
كهربائى ». أى أن التوصيلة الكهربائية كانت خخاطئة . فإذا كانت التوصيلة 
الكهربائية الخاطئة فى قليل من الأسلاك قد حدث ماحدث منبا من الأضرارء 
أفلا تكون التوصيلة الخاطئة فى العلاقات الجنسية مضرة فى البشر؟ 


إنتى أقول هذا الكلام ليجل . لأن العلم سيكشف ‏ إن متأخرا أو متقدما ‏ أن 
لله سرا. وحين يتخصص رجل بامرأة بمنيج الله « زوجنى .. وتقول له زوجتك ٠‏ 
فإن الحق يجعل اللقاء طبيعيا . أما إن حدث اختلاف فى الإرسال والاستقبال فلسوف 


يحدث ماس صاعق ضار » وهذه هى الحرائق فى المجتمع . 


أكرر هذا الكلام ليسجل وليقال فى الأجيال القادمة : إن الذين من قبلنا قد 
اهتدوا إلى نفحة من نفحات الله . وَلم يركنوا إلى الكسل . بل هداهم الإيمان إلى أن 
يكونوا موصولين بالله . ففطنوا إلى نفحات الله . والحق هو القائل : 
طقة بون بس سيج جم #5 .ست مسروي عار 26 ٍِ 
ج« سيوم ينناف الاق وفا أنفييوم ح بن أنه اْحَنْ » 
(من الآبة اه سورة فصلت ) 





ته احمححمصح مح حمصحمححصممحهه 


فإذا كنا قد اهتدينا إلى معرفة أن اتصال سلك صحيح بسلك صحيح فالكهرباء 
تعطى نورا جميلا . أما إذا حدث خط فى الاتصال . فالماس يحدث وتنتج منه 
حرائق » كذلك فى العلاقة البشرية ء لأن المسألة ذكورة وأئوثة , 


والحق سبحانه القائل : 


عموه إمعمء 


8 ومن َوُه حَلَفمَا روسن # 


( من الآية 49 سورة الذاريات ) 
فإذا كان النور الجميل يحدث من الاتصال الصحيح بين الموجب والسالب فى غير 
الإنسان . وتحدث الحرائق إن كان الاتصال خاطتا . فيا بالنا بالانسان ؟ 
فق بعض رحلاتنا 0 الخارج ٠‏ سالا بعض الناس : 
- لماذا عَدُدتم للرجل نساءٌ » وم تعددوا رجالا للمرأة ؟ 


هم يريدون أن يثيروا حفيظة المرأة وسخطها عل دين الله ؛ حتى تقول المرأة 
الساذجة ‏ متمردة على دينها ‏ : « ليس فى هذا الدين عدالة » + لذلك سألت من 
سألون : أعندكم أماكن يستريح فيها الشباب المتحلل جنسيا ؟ 


فكان الجواب : نعم فى بعض الولايات هناك مثل هذه الأماكن . 
قلت : .بماذا احتطتم لصحة الناس ؟ 

قالوا : بالكشف الطبى الدورى المفاجىء . 

قلت : لاذا ؟ 

قالوا : حتى نعزل المصابة بأى مرض . 

قلت : أيحدث ذلك مع كل رجل وامرأة متزوجين ؟ 

قالوا : لا 


قلت : لاذا؟؟ فسكتوا وم يجيبواء. فقلت : لأن الواقع أن الحياة الزوجية للمرأة 
مع رجل واحد تكون المرأة وعاء للرجل وحده لا ينشأ منها أمراض ٠‏ ولكن المرض 
ينشأ حين يتعدد ماء الرجال فى المكان الواحد . 





ححجوح ص ججح تج جروج جوت + جوج 0 اداه 
إذن فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يستبقى النوع بقاء تدوييتتة قال : 
ذاميةه 1 ممءه ومسا رقء 3 بده 8 طارولم إرم 
00 و وألتى يانِينَ الْمحسَةَ من تسابكر فاستشيد تتنبتوا تين أرس سر إن شَوكرا 
7 ل 0 ء ف بكم سوام و وذ بلج م يا 
فأمسحسكوهن فى ألينوت حى يمو فهن اموت أو يمل الله مَنْ سيلا )» 
( سورة النساء ) 
والمقصود ب« نسائكم » هنا المسليات . لأننا لا نشرع لغيرنا » لأهم غير مؤمنين 
بالله . وطلب الشهادة يكون من أربعة من المسلمين . لأن المسلم يعرف قيمة 
العرض والعدالة . وإن شهدوا فليحدث حكم الله بالحبس فى البيوت . 


وقد عرفنا ذلك فيها يسمى فى العصر الحديث بالحجر الصحى الذى نضع فيه 
أصحاب المرض المعدى . وهناك فرق بين من ان ب مرض معدٍه ومن أصبن 
ب د العطب والفضيحة » . 


فإذا كنا نعزل أصحاب المرض المعدى فكيف لا نعزل اللاق أصبن بالعطب 
والفضيحة ؟ لذلك يقول الحق : و فأمسكوهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت أو 
يجعل الله لمن سبيلا ه أى أن نظل كل منهها فى العزل إلى أن يأق لكل منبن ملك 
الموت . وحدثتنا كتب التشريع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل الآية على أنها 
تختص بزنا يقع بين رجل وامرأة وليس بين امرأتين : 

عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « خخذوا عنى 
خذوا عنى : البكر بالبكر جلد مائة ونفى سنةء والثيب بالئيب جلد مائة 
والرجم :(2 , 


ثم جاء التشريع بعد ذلك فصفى فذ فضية الحدود إلى أن البكر بالبكر جلد . . 
والثيب بالثيب. رجم . وبعض من الناس يقول : إن الرجم 1 يرد بالقرآن . 


. رواه مسلم عن عبلدة بن الصامت‎ )١( 





1 : ايكيا‎ 
0:٠: صمحم‎ ١٠. 


نرد فنقول : ومن قال:إن التشريع جاء فقط بالقرآن ؟ لقد جاء القرآن معجزة 
ومنهجا للاصول . وكا قلنا من قبل : إن الحق قال : 
« ا ازول تلثر'» 
(من الآية /ا سورة الحشر ) 
وبعد ذلك نتناول المسألة : حين يوجد نص ملزم بحكم . قد نفهم الحكم من 
النص وقد لا نفهمه ء فإذا فهمنا فله تطبيق عملى فى السيرة النبوية . 


فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأت بالنص فقط ولكن جاء بالعمل 
نفسه . فالأسوة تكون بالفعل فى إقامة الحد ؛ لأن الفعل أقوى من النص . فالنص 
قد يوجد ولا يطبق لسبب كالنشخ للحكم مثلا , أما الفعل فإنه تطبيق . وقد رجم 
الرسول ماعزا والغامدية ورجم اليهودى واليهودية عندما جاءوا يطلبون تعديل حكم 
الرجم الوارد بالتوراة . إذن فالفعل من الرسول أقوى من النص وخصوصا أن 
الرسول مشرع أيضا . 


وقال واحد مرة : إن الرجم لمن تزوج ٠‏ فياذا نفعل برجل متروج قد زئا بفتاة 
بكر؟ 


والحكم هنا : يرجم الرجل وتجلد الفتاة : فإن اتفقا فى الحالة . فهما يأخذان حا 
واحدا. وإن اختلفا فكل واحد منها ياخذ الحكم الذى يناسبه . 


وحينا تكلم الحق عن الحد ف الإماء المملوكات - قال : 


3# َعَلَنَ نصف ماعل الْمخْصنَاتٍ مِن الْعذَابِ ب 

( سورة النساء ) 
و نصف ا امخياطم يد معام : 
تجلد سين -جلدة . 


ومادام للأمّة نصف حد المحصنة ٠‏ فلا يأق ‏ إذن ‏ حد إلا فيه ينضّف , والرجم 
لا ينف . والدليل أصبح نهائيا من فعل رسول الله صلل الله عليه وسلم وهو مشرع 
وليس مستنبطا . وقد رجم رسول الله . ولماذا تأخذ الأمَةٌ نصف عقاب الحرة ؟ لأن 
الإماء مهدورات الكرامة . أما الحرائر فلا . ولذلك فهند امرأة أى سفيان قالت : أَوْ 
تزنى الحرة ؟ قالت ذلك وهى فى عتف جاهليتها . أى أن الزنا ليس من شيمة 
الخرائز ٠‏ آما'الامَة فمهدورة إلكرامة نظرا لأنه مرا عَليها وليست هرضن اعد 


لذلك فعليها نصف عقاب المحصنات . وقد تساءل بعضهم عن وضع الأمة 
المتزوجة التى زنت » والرجم ليس له نصف . 


نقول : الرجم فقد للحياة فلا نصف معه ء إذن فنصف ماعلى المحصنات من 
العذاب . والعذاب هو الذى يؤلم . ونستشهد على ذلك بآية لنبين الرأى القاطع بان 
العذاب شىء . والفتل وإزهاق الحياة شىء آخرء. ونجد هذه الآية هى قول الحق 
على لسان سلييان عليه السلام حيتا تفقد الطير ولم يجد الهدهد : 


+ م عومج م 


و عسوم ” 
شِ لاعذبنه, عَدَابَا ديا ذا ولا أَذيحنه ٠‏ 


( من الآية 5١‏ من سورة التمل ) 

إذن ٠‏ فالعذاب غير الذبح » وكذلك يكون العذاب غير الرجم . فالذنى يمتج به 
البعض ممن يريدون إحداث ضجة بأنه لا يوجد رجم ؛ لأن الأمة عليها نصف 
ما على المحصنات . والرجم ليس فيه تنصيف نقول له : إن ما تستشهد به باطل ؛ 
لان الله فرق بين العذاب وبين الذبح ٠‏ فقال على لسان سليان : «١‏ لأعذينه عذابا 
شديدا أو لأذبحنه » فإذا كان العذاب غير إزهاق الروح بالذبح » والعذاب أيضا غير 
إزهاق الروح بالرجم . إذن فلا يصح أن يحاول أحد الإفلات من النص وفهمه على 
غير حقيقته ولئنافش الأمر بالعقل : 


حين يعتدى إنسان على بكر . فا دائرة اهجوم على العرض فى البكر ؟ إنها أضيق 
من دائرة الهجوم على الثيب ؛ لأن الثيب تكون متزوجة غالبا » فقصارى مافى البكر 
أن الاعتداء يكون على عرضها وعرض الاب والاخ . أما الثيب فالاعتداء يكون على 





22922 22202 22+69 ١١2 


عرض الزوج أيضا , وهكذا تكون دائرة الاعتداء أكير » إنه اعتداء على عرض الاب 
والأم . والإخوة والأعيام مثل البكر . وزاد على ذلك الزوج والأبناء المتسلسلون . 
فإذا كان الآباء والأمهات طبقة وتنتهى . فالأبناء طبقة تستديم ؛ لذلك يستديم 
العار . واستدامة العار لا يصح أن تكون مساوية لرقعة ليس فيها هذا الانساع فإن 
سوينا بين الاثنين بالجلد فهذا يعنى أن القائم بالحكم لم يلحظ اتساع جرح العرض . 


إن جرح العرض ف البكر محصور وقد ينتهى لأنه يكون فى معاصرين كالآب والأم 
والإخوة . لكن ما رأيك أيها القائم بالحكم فى الثيب المتزوجة وها أولاد يتناسلون ؟ 
إنها رقعة متسعة . فهل يساوى الله وهو العادل ‏ بين ثيب وبكر بجلد فقط ؟ إن 
هذا لايتأق أبدا . 


إذن فالمسألة يجب أن تؤخذ مما صِفَّاه رسول الله وهو المشرّع الثاني الذى امتاز 
لا بالفهم فى النص فقط ٠‏ ولكن لآن له حق التشريع فيا لم يرد فيه تص ! فستأخذ بما 
عمله وقد رجم رسول الله فعلا » وانتهى إلى أن هذا الحكم قد أصبح نبائيا » الثيب 
بالثيب هو الرجم . والبكر بالبكر هو الجلد » وبكر وثيب كل متها يأخذ حكمه » 
ويكون الحكم منطبقا تماما » وبذلك نضمن طهارة حفظ النوع ؛ لأن حفظ النوع هو 
أمر أسامى فى الحياة باستبقاء حياة الفرد واستبقاء نوعه ء فاستبقاء حياة الفرد بأن 
نحافظ عليه » ونحسن تربيته ونطعمه حلالا . ونحفظ النوع بالمحافظة على طهارة 
المخالطة . 


والحق سبحانه وتعالى يمد خلقه حين يغفلون عن منبج الله بما يلفتهم إلى المنبج من 
غير المؤمنين بمنبج الله : ويأتينا بالدليل من غير المؤمنين بمنهج الله » فيثبت لك بان 
قال الحق :. 
هر الى أرسلّ رسرة, باشدى ود لحي بطرم علَ لذن كله 
لسرن ي » ٠‏ 


( سورة التوية ) 





فلا يقولن قائل : إن القرآن أخبر بشىء لم يحدث لان الإسلام لم يطبق وم يظهر 
على الأديان كلها . وئرد عليه : لوفهمت أن الله قال : « ليظهره على الدين كله » 
وأضاف سبحانه : « ولو كره المشركون » . « ولو كره الكافرون » كيا جاء فى موقع آخر 
من القرآن الكريم » لقد أرضح الحق أن الإسلام يظهر ويتجلى مع وجود كاره له 
هو الكافر والمشرك , وم يقل سبحانه : إن الإسلام سيمنع وجود أى كافر أو 
مغرك . 

وكيف يكره الكفار والمشركون إظهار الله للإسلام ؟ إنهم لا يدينون بدين 
الإسلام ؛, لذلك يحزهم أن يظهر الؤسلام على بقية الأديان . وهل يظهر الإسلام 
عل الأديان بأن يسيطر عليها'ويبطل تلك الأديان ؟ لا . إنه هو سبحانه يوضح 
بالقرآن والسنة كما يوضح لأهل الأديان الأخرى : 


بأنكم ستضطرون وتضغط عليكم أحداث الدنيا وتجارب الحياة فلا تجدون مخلصا 
لكم مما أنتم فيه إلا أن تطبقوا حكما من حكم الإسلام الذى تكرهونه . 


وحين تضغط الحياة على الخصم أن ينفذ رأى خصمه فهذا دليل على قوة الحجة . 
وهذا هو الإظهار على الدين كله ولو كره الكافرون والمشركون . وهذا قد حدث فى 
زماننا » فقد روعت أمة الحضارة الأولى فى العالم وهى الولايات المنحدة الأمريكية منذ 
عام 1981 بما يثبت صدق الإسلام فى أنه حين ضمن ووضع للمخالطات التى تبقى 
النوع نظاما , وهو التعاقد العلنى والزواج المشروع . فالحق قد ضمن صحة الخلق . 
لكن الحضارة الأمريكية لم تنتبه إلى عظمة قانون الحق سبحانه فروعت بظهور مرض 
جديد يسمى « الإيدز » وه ايدز » مأخوذة من بدايات حروف ثلاث كليات : حرف 
«ذش».ى وحرف «1»., و« (1», 


ومعنى اسم المرض بالترجمة العربية الصحيحة « نقص مناعى مكتسب » والوسيلة 
الأولى للإصابة به هُى المخالطة الشاذة ء ونشأت من هذه المخالطات الشاذة 
فيروسات . هذه الفيروسات مازال العلياء يدرسون تكوينها » وهى تفرز سموما 
وتسبب, آلاما لا حصر ها . وإلى الآن يعيش أهل الحضارة الغربية هول الفزع والهلع 
من هذا المرض . 





.ه: ١‏ احمصحه0. ح: :29455992 
ومن العجيب أن هذه الفيروساث تأق من كل المخالطات الشاذة سواء أكانت بين 
رجل ورجل » أو بين رجل وامرأة على غير ماشرع الله . 


لقد جعل الحن سبحانه وتعالى عناصر الزواج « إيجابا » ود قبولا » وه علانية » 
إنه جعل من الزواج علاقة واضحة محسوبة أمام الناس . هذا هو النظام الربائى للزوج 
الذى جعل فى التركيب الكيميائى للنفس البشرية « استقبالا ه ود إرسالا ». 


والبشر حين يستخدمون الكهرباء . . فالسلك ا موجب والسلك السالب ع 
قلنا- يعطيان نورا فى حالة استخدامهها بأسلوب طبيعى . لكن لوحدث خلل فى 
استخدام هذه الأسلاك فالذى يحدث هر ماس كهربائى تنتج منه حرائق . وكذلك 
الذكورة والأنوثة حين يجمعها الله بمنطق الإيجاب والقبول العلنى على مبدأ الإسلام » 
فإن التكوين الكيمبائى الطبيعى للنفس البشرية التى ترسل ٠‏ والنفس البشرية التى 
تستقبل تعطى نورا وهو أمر طبيعى . 


وأوضحنا من قبل أن الإنسان حين يجد شابا ينظر إلى إحدى محارمه » فهو يتغير 
وينفعل ويتمنى الفتك به . لكن إن جاء هذا الشاب بطريق الله المشروع وقال والد 
الشاب لوالد الفتاة : « أنا أريد خطبة ابنتك لابنى ٠‏ فالموقف يتغير وتنفرج الأسارير 


ويقام الفرح 3 


إنها كلمة الله آلتى أثرت فى التكوين الكيميائى للنفس وتصنع كل هذا الإشراق 
والبشر . وإعلان مثل هذه الاحداث بالطبول والأنوار والزينات هو دليل واضح عل 
أن هناك حاجة قد عملت واأحدئت ف النفس البشرية مفعوها الذى .أراده الله من 
الاتصال بالطريق النظيف الشريف العفيف . 

فكل اتصال عن غير هذا الطريق الشريف والعفيف لابد أن ينشأ عنه خلل فى 
التكوين الإنسانى يؤدى إلى أوبثة نفسية وصحية قد لا يستطيع الإنسان دفعها مثل 
ما هو كائن الآن . 

وغل هذا فيكون قول الحن. سبحانه:: 





يدا 
م ومدوه واعدء 2 اوس كس كع 


عيك ]1 ميم س وءء 07س 5 
« وال اين الفيسَة من نكر نيوا طبن يمه ير إن دوا 
10 م ع ب يوءدرم عة مددة « ةيور 3 م سوام و ول م27 م / 7 
فأمسحكوهن فى أليبوت حى يتوفلهن الموت أو بعل اله لمن س1 © 
3 ( سورة النساء ) 
وكانت هذه مرحلة أولية إلى أن طبق الرسول إقامة الحد . ويقول الحق : 


50000 ع مساب وعلر 
٠. ١ 6‏ ا و. ٠‏ ع" هاو > 
وات عد ل سح الي 
نابا وَأْصْلَحَا فَأَعْرِضُوأ عَنْهُمَآإِنَّ أََّهَحكَانٌ 
تَوَابحَاتَحيمً () 4 


والحق سبحانه وتعالمى تواب ورحيم . ونعرف أن صفة المبالغة بالنسبة لله لا تعنى 
أن هناك صفة لله تكون مرة ضعيفة ومرة قوية » وكل صفات الله واحدة فى الكيال 
المطلق . وقلت من قبل : إننى عندما أقول : « فلان أكال » قد يختلف المعنى عن 
فولى : « فلان آكل » . فيمثل هذا القول أبالغ فى وصف إنسان يأكل بكثرة ٠‏ فهل 
هو يأكل كثيرا فى الوجبة الواحدة » أو أن الوجبة ميزانها محدود لكن هذا الموصوف 
_يعدد الوجبات ٠‏ فبدلا من أن يأكل ثلاث مرات فهو يأكل خمس مرات . عندئذ يقال 
له : « أكال ٠‏ , أى أنه أكثر عدد الوجبات ‏ وإن كانت كل وجبة فى ذاتها لم يزد حجمها . 


أو هو يأ فى الوجبة الواحدة فياكل أضعاف ما يأكله الإنسان العادى فى الوجبة 
العادية » فيأكل بدلا من الرغيف أربعة » فنقول:إنه « أكول » » إذن فصيغة البالغة 
فى الخلق إما أن تنشأ فى قوة الحدث الواحد . وإما أن تنشأ من تكرار الحدث 
الواحد . 





حت:.. + حمححه ٠45:52:‏ 
إن قونك:« الله تؤاب » معناه أنه عندما يتوب على هذا وذاك وعلى ملابين الملايين 

من البشر . فالتوبة تتكرر . وإذ! تاب الحق فى الكبائر أليست هذه توبة عظيمة ؟ هو 
تواب ورحيم لأنه سبحانه وتعالى يتصف بعظمة الحكمة والقدرة على الخلق 
والإبداع » وهو الذى خلق النفس البشرية ثم قنن ها قوانين وبعد ذلك جرم من 
يخالف هذه القوانين . وبعد أن جرم الخروج عن القوانين وضع عقوبة على الجريمة . 


والتقنين فى ذاته يقطع العذر , فساعة أن قنن الحق لا يستطيع واحد أن يقول : 
ولم أكن أعلم » ؛ لأن ذلك هو القانون » وحين يجرم فهذا إيذان منه بأن النفس 
البشرية قد تضعف .. وتاق بأشياء مخالفة للمنيج » فنحن لسنا ملائكة » وسبحانه 
حين يقنن يقطع العذر , .وحين يبرم فهو إيذان بأن ذلك من الممكن أن يحدث . 
وبعد ذلك يعاقب , وهناك أفعال مجرمة . ولكن المشرّع الأول ل يجرمها ولم يضع لها 
قانونا » لاعن تقصير منه » ولكن التجريم يأق كفرع . 


إن الله سبحانه قد قنر أن النفس البشرية قد تفعل ذلك . كالسرقة ‏ مثلا ‏ إنه 
سبحائه وضع حدا للسرقة ء وقد تضعف النفس البشرية فتسرق . أو تزنى ؛ لذلك 
فالحد موجود . لكن هناك أشياء لا يأق لها بالتجريم والعقوية » وكأنه سبحانه يريد 
آن يدثنا من طرف نخفى عل أنها مسائل ما كان يتصور العقل أن تكون . مثال ذلك 
اللواط , لم يذكر له حداً . لماذا ؟ لأن الفطرة السليمة لا تفعله » بدليل أن اللواط 
موجود فى البشر وغير موجود فى الحيوان . 


لكن ليس معنى ألا يجرم الحق عملا أنه لا يدخل فى الحساب . لا . إنه داخل فى 
المساب بصورة أقوى ؛ لأن التجريم والعقوبة على التجريم تدل على أن الفعل من 
الممكن أن يحدث . وحين يترك هذه المسألة بدون تجريم » فمعنى ذلك أن الغطرة 

. السليمة لا يصح أن تفعلها , ولذلك لم يضع لما حدا أو تجريما » وترك الأمر فرسول 
الله صلى الله عليه وسلم وهو المكلف بالتشريع أن يضم حدا هذه المسألة . 


إذن فعدم وجود نص عل جرية أو عقوية على جريمة ليس معناه ألا يوجد حساب 
عليها . لا . هناك حاب . فقد تكون العقوبة أفظع . وقد أمر الرسول صل الله 





صوص تمص صمح وهو صمح 0م هسه 


عليه وسلم بإلقاء الفاعل للواط والمفعول به من أعل جبل . إن عقويتهها أن يموتا 
بالإلقاء من شاهق جبل ٠‏ إذن فالعقوبة أكثر من الرجم . وهكذا نعرف أن د 
التجريم وعدم الثقنين بالعقوبة لأى أمر غير مناسب للعفل وللفطرة السليمة دليل على ان 
هذا الأمر غير مباح . والحق لم يثرك تلك الأمور سكوتا عنها » ولكن هو إيجاء من طرف 
خفى أن ذلك لا يصح أن يحدث . بدليل أنها لا نحدث فى الحيوانات التى هى أدن من 
الإنسان . 

وبعد ذلك قد يتعلل الإنسان الفاعل لمثل هذا القبح الفاحش بأنها شهوة بهيمية . 
نقول : يا ليت شهوتك المخطثة فى التعبير عن نفسها بهيمية ؛ لأن البهائم لا يحدث 
منها مثل ذلك الفعل أبدا . فلا أنثى الحيوانات تقترب من أخرى . وكذلك لا يوجد 
ذكر حيوان يقترب من ذكر آخخر » وإذا ما حملت أنثى الحيوان فإنها لا تسمح لاى ذكر 
من الحهوانات بالاقتراب منها . إذن فالقبح الفاحش من المخالطة على غير ما شرع الله 
يمكن أن نسميها شهوة إنسانية ٠‏ فالبهائم لا ترتكب مثل تلك الأافعال الشاذة . ومن 
يقول عن الشهوة إنها بهيمية فهو يظلم الحيوانات . والحق سبحانه وتعالى على الرغم 
من هذه الخطايا يوضح لنا : أنه التواب الرحيم . لاذا ؟ 


انظر الحكمة فى التوبة وفى قبوها . فلولم تحدث معصية من الإنسان الذى آمن . 
لفقّد التكليف ضرورته . معنى التكليف أنه عملية يزاحم الإنسان فيها نفسه 
ويجاهدها لقاومة تنفيذ المعامى أو لحملها عل مشقة الطاعة . 


فمقاومة الإنسان للمعاصى خضوعاً للتكليف الإيمنى دليل على أن التكليف أمر 
صحيح . أسمه « تكليف » وإلا لخلفنا الله كالملائكة وانتهت المسألة . وحين يشرع 
الله التوبة » فذلك يدل على أن الإنسان ضعيف . قد يضعف فى يوم من الأيام أمام 
معصية من المعاصى . وليس معنى ذلك أن يطرده الله من عبوديته له سبحاته . بل هو 
يقئن العقوبة ٠‏ وتقنين العقوبة للعامى دليل على أنه سبحانه لم يخرج الذى اختار 
الإسلام وعصى من حظيرة الإسلام أو التكليف . ولو فرضنا أن الحق سبحانه لم يقئن 
التوبة لصارت اللعنة مصير كل من يضعف أمامٍ شهوة , ولصار العاصى متمردا 
لا يأبه ولا يلتفت من بعد ذلك إلى التكليف . يَلِْ فى أعراض الناس ويرتكب كل 
الشرور”. 7 





وع 


+ ؟حمحح محص توت حمحصو وحص صحمص ت 

إذن فساعة شرع الله التوبة سدّ على الناس باب « الفاقدين » الذين يفعلون ذنباً 
ثم يستمرون فيه » ومع ذلك فسبحانه حين تاب على العاصى رحم من لم يعص إنه 
القائل : « إن الله كان تواباً رحيها» . ولو قال الحق إنه تواب فقط لأذنب كل واحد 
منا لكى يكون الوصف معه وقائم به لا محالة . ولكنه أيضا قال : و تواباً رحيياً» أى 
أنه يرحم بعضاً من خلقه فلا يرتكيون أى معصية من البداية . فالرحمة آلا تقع فى 
المعصية . 


وبعد ذلك يشرع الحق سبحانه وتعالى للتوبة : 


ولنلتفت إلى دقة الأداء القرآنى ء هو سبحانه يقول : « إنما التوبة على الله » وقد 
يقول واحد : مادام الحق شرع التوبة » فلافعل ما أريد من المعاصى وبعد ذلك 
أتوب . نقول له : إنك لم تلتفت إلى الحكمة فى إبهام ساعة الموت ٠‏ فيا الذى أوحى 
لك أنك ستحيا إلى أن تنوب ؟ فقد ياحذك الموت فجأة وأنت على المعصية » وعليك 
أن تلتفت إلى دقة النص القرآنى : 


عو مه مم لع م 27 عكر بر اس 2 1 7 
م نوعلم لذي يَحْمَلونَ ألسوء هلذم يوون من كرب اولك 
عر #2 فى اعم ا عه # اسم 
ييْبُ أَطعلهِم كن ألم خحكباً © * 
( سورة النساء) 


وس اعرد ميس ويد يجتو انوي كابر النسيح الاجر 
الإنسان العقوبة لما فعل المعصية . بل هو يتجاهل العقوبة ؛ لذلك قال رسول الله 
صل الله عليه ' وسلم : 





حممحمصحهصو صصح وحصحيههه ناوه 
( لا يزي الزانى ححين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق ححين يسرق وهو مؤمن 
ولا يشرب الخمر حين يشريها وهو مؤمن 20 . 


فلو كان إيهانه صحيحاً ويتذكر تماما أن الإيمان يفرض عليه عدم الزنا » وأن عقوبة 
الزنا هى الجلد أو الرجم . لا قام بذلك الفعل . 


والحق قد قال : و إنما التوبة على الله للذين يعملون السو بجهالة ثم يتوبون من 
قريب » فهناك من يفعل المعصية ويخطط لها ويفرح بها ويُزْهَى بما ارتكب ويفخر بزمن 
ا معصية » » وهناك من تقع عليه المعصية ويمجرد أن تنتهى يظل نادماً ويضرب نفسه 
ويعذبها ويتساءل لاذا فعلت ذلك ؟. 


وأضرب مثلاً للتمييز بين الاثنين . نجد اثنين يستعد كل منه| للسفر إلى باريس » 
واحد منهها يسأل قبل سفره عن خبرة من عاشوا فى عاصمة فرنسا » ويحاول أن يحصل 
على عناوين أماكن اللهو والخلاعة . وما إن يذهب إلى باريس حتى ينغمس فى 
اللهر. وعندما يعود يظل يفاخخر بما فعل من المعاصى . 


وأما الآخر فقد سافر إلى باريس للدراسة ء وبينها هو هناك ارتكب معصية تحت 
إغراء وتزيين . إذن هو إنسان وقعت عليه المعصية ودون تمخطيط . وبعد أن هدأت ' 
شيرّة الشهوة غرق فى الندم . وبعد أن عاد استتر من زمن المعصية . هكذا نرى 
الفارق بين المخطط للمعصية وبين من وقعت عليه المعصية . 


والله سبحانه حين قذّر أمر التوبة عل خخلقه رحم الخلق جميعاً بتقنين هذه التوبة . 
وإلا لغرق العالم فى شرور لا نهاية لها . بداية من أول واحد انحرف مرة واحدة فياخذ ' 
الانحراف عملا له . والمهم فى التائب أن يكون قد عمل السوء بجهالة . ثم تاب 
من قريب . والرسول صل الله عليه وسلم حين حدد معنى « من قريب » قال : 


١(‏ ) رواء أحبد والبخارى عن أبى هريرة ٠‏ وقى رواية عن مسلم وأحمد : (ولا ل احدكم حين بل وهو مؤمن فياك 
إياكم ) وزاد عبدالرزاق : ( ولا يتتهب النببة وهو مؤمن ) . 





الك 
ا ؟حمحص محص مص ص مص صمح صحمحه. 


( إن الله تعالى يقبل توبة العبد مالم يغرغر)«© . 
والحوار الذى دار بين الحق وبين إبليس : 
0 َل رب ا موي رين م في الأرض لعو 0 0 
إلاعبادك منْهم الْمَخْلَصِينَ ‏ 4 
(سورة الحجر) 
إن [بليس قال ذلك وظن أنه سيهلك البشر جميعا ويوقعهم فى المعصية إلا عباد الله 
الذين اصطفاهم وأخلصهم له » لكن الله سبحانه خيّب ظنه وشرع قبول توبة 
العبد ما لم يغرغر ء لم يصل إلى مرحلة خروج الروح من الجسد . فإذا ما قدم العبد 
التوبة لحظة الغرغرة فياذا يستفيد المجتمع ؟ لن يستقيد المجتمع شيئاً من مثل هله 
التوبة ؛ لأنه تاب وقت آلآ شر له 4 لذلك فعلى العبد أن يتوب قبل ذلك حتى يرحم 
المجتمع من شرور المعاصى . دإنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة » هل 
يتوسا أولا . م يتوه الله عليه ؟ 
أنه سبخالة يقؤل: : 
فل ثم نَابَ مهم لينو 0 رفاوب لحي 
(من الآية ١١4‏ سورة النوية ) . 
هنا وقف العلماء وحق لهم أن يتساءلوا : هل يتوب العبد أولاً وبعد ذلك يقبل الله 
التوبة ؟ أم أن الله يتوب على العبد أولاً ثم يتوب العبد ؟» صريح الآية هو : واثم 
تاب عليهم ليتوبوا » ونقول : وهل يتوب واحد ارتجالاً منه ء أو أن الله شرع التوبة 
للعباد ؟. لقد شرع الله التوبة فتاب العبدء فقبل الله التوبة . 


نحن إذن أمام ثلاثة أمور : هى أن الله شرع التوبة للعباد ولم يرتجل أحد توبته 
ويفرضها على الله . أى أن أحداً لم يبتكر التوبة » ولكن الذى خلقنا جنيعاً قدّر أن 
الواحد قد يضعف أمام يعض الشهوات فوضع تشريع التوبة . وهو المقصود بقوله: 
ثم تاب عليهم » أى شرع هم التوبة وبعد ذلك يتنو ب العبد إلى الله « ليتوبوا » 


)١ (‏ رواء أحمد والترمذى وابن ماجه والبيهقى فى شعب الإيمان , وابن حبان فى صحيحه . والحاكم فى المتدرك ' 


حوكح +222242322332 انث 
ويعد ذلك يكون القبول من الله وهو القائل : 
«تاف آلب َكب لوب 4 
(من الاية * سورة غافر) 
تأمل كلمة د إنها التوبة على الله ه تجدها فى منتهى العطاء . فإذا كان الواحد فقيراً 
ومديناً وأحال دائنه إلى غنى من العباد فإن الدائن يفرح ؛ لأن الغنى سيقوم بسداد 
الدين وأدائه إلى الدائن . فيا بالنا بالتوبة التى أحاطا الله على ذاته بكل كياله وحماله » 
إنه قد أحال التوبة على نفسه لا على خلقه . وهو سبحانه أوجب التوبة على نفسه 
ولا يملك واحد أن يرجع فيها ع لم قال : « ثم يتوبون من قريب ٠‏ أى أن العبد يرجو 
التوبة من الله » وحين قال : ٠‏ فأولئك يتوب الله عليهم » أى أن سبحانه قابل للتوب 
وغافر للذنب وحين يقول سبحانه : « وكان الله علير]ً حكيياً ؛ فنحن تعلم أن كل 
تقنين لأى شىء يتطلب علياً واسعاً بما يمكن أن يكون وينشا 0 
تفنينات البشر ٠‏ لماذا يقنون اليوم ثم يعدلون عن التقنين غداً ؟ لأنهم ساعة قننوا 
غاب عنهم شىء من الممكن أن يحدث . فلا حدث مالم يكن فى بالهم استدركوا عل 
إذن_فالاضطراب ينشا من عدم علم المقنن بكل أحوال من يقنن لهم ماضياً 
وخَاضوا ومستقبلا 3 والمقنن من البشر قد لا يستوعب الأحداث الماضية . وذلك لأنه 
لا يستوعيها إلا فى , بيثته أو فى البيئة التى وصله خيرها ء فحتى فى الماضى لا يقدر . 
ولافى المستقبل يقدرء وكذلك فى الحاضر أيضاً ٠‏ فالحاضر عند بيئة ما يختلف عن 
الحاضر فى بيثة أخرى . ونحن نعرف أن حواجز الغيب ثلاثة : أى أن ما يجعل 
الثىء غيباً عن الإنسان هو ثلاثة امور : 


الأمر الأول : هو الزمن الماضى وما حدث فيه من أشياء لم يرها المعاصرون ولم 
يعرفوها , لذلك فالماضى قد حجز عِن البشر بحجاب وقوع الاحداث فى ذلك 
المافى ؛ ولذلك يلفتنا الله سبحانه وتعالى فى تصديق رسوله صل الله عليه وسلم 
فيقول سبحانه : 
وما كنت يجا بعري إذ مَصَيْنَا ِل مومى لأس # 
( من الآية 44 سورة القصض) 





ى١/‏ اصمحصحمحص صمح صمح حمصحصحمصه 


حدر امب بد ايد ع 
سبحاته : 


اسع شر سس بعس ل ان ارع/ ص طوس مئاع وى ع إلى 7 قر ص سي عرص عمس اس و عورم 
“9 وما كنت لديم بأ يلقون اقللمهم الود تمنو اه 
(من الآبة 4غ آل عمران)» 
أى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشهد تلك الأزمان التى يأنيه خيرها عن 


الله » والرسول أمى بشهادة الجميع ولم يجلس إلى معلم . إذن فالذى اخترق حجاب 
الزمن وأخير الرسول بتلك الأحداث هو الله , 


والأمر الثانن : هو حجاب الحاضر . حيث يكون الحجاب غير قادم من الزمن لان 
الزمن واحد , ولكن الحجاب قادم من من اختلافف المكان . فأنا أعرف ما يحدث فى 
مكاني . ولكنى لا أعرف ما الذى يحدث فى غير المكان الذى أوجد به , ولا يقتصر 
الحجاب فى الحاضر على المكان فقط ولكن فى الذات الإنسانية بأن يُضمر الشخص 
الثىء قَّ نفسه 5 فالحق يقرل : 

سمح 2 مي ده 5 ره ء عدم 
ويقُولونَ فى أنفسهم لَوَلَا يعدبا الما تَقَرلُ # 

رمن الآية م سورة المجادلة ) 

هنا ير الله سبحانه الرسول عن شىء حاضر ومكتوم فى نفوس أعدائم . وبالله لو 
م يكونوا قد قالوه فى أنفسهم ٠‏ لما صدقوا قول الرسول الذى جاءه إخباراً عن الله , 
وقد خرق الله أمام رسوله حجاب الذات وحجاب المكان . 

والأمر الثالث : هو حجاب المستقبل . فيقول القرآن : 


لا ءخ2 ملعك مس لم 


© سبهزم اجمع ويولون الدر جوج أ 
( سورة القمر) 
ونلحظ أن كلمة : سيهزم » فيها حرف «٠‏ السين ٠‏ التى تنبىء عن المستقبل » وقد 
نزلت هذه الآية فى مكة وقت أن كان المسلمون قلة وهم مضطهدون ولا يستطيعون 





الكت 
٠-25+.‏ 22222222222025 ججح ل 


الدفاع عن أنفسهم . وعندما يسمعها عمر بن الخطاب ‏ رضى الله عنه ‏ يتفعل 
ويقول لرسول الله : أى جمع هذا؟ 


وجاء الجمع فى لوقل الدبر . حدث ذلك الإإخبار فى مكة » ووقعت الاحداث 
بعد ا مجرة . وكانت الهجرة ل الترتيب الزمنى مسقبلا بالنسبة لوجود الملمين فى 
مكة . 


أكان من الممكن أن يقول سبحانه : « سيهزم الجمع ويولون الدبر » لولا أن ذلك 
سيحدث بالفعل ؟ 

لو حدث غير ذلك لكذبه المؤمنون به . 

« حب يواه د امو سات ا ل 
على لسان رسوله شُجة فيمسكها الخصم . ٠‏ ثم يثبت يثبت صدقها لآن الذى قانها هو من 
يخلق الأحداث ويعلمها . 


ويأق فى الوليد بن المغيرة وهو ضصخم وفحل وله مهابة وصيت وسيد من سادة 
لزيش عد فقول الل 
ءءء م 500 0 
« سنس عل أنرَطرم 5ه # 

(سورة القلم ) 
أى سنضربه بالسيف ضربة تبعل على أنفه علامة ى أعلى منطقة فيه .. ويئق يوم 
بدر. فيجدون الضربة على أنف الوليد . لقد قالا الحق على لسان رسوله فى زمن 
ماض ويأق بها الزمن ن المستقبل . وعندما تحدث هذه المسألة فالذين آمنوا محمد 
وبالقرآن الذى نزل على محمد يتاكدون من صدق رسول الله فى كل شىء . ويأخذون 
الجزئية البسيطة ويرقونها فيصدقون ما يخبرهم به من أمر الدنيا والآخرة . ويقولون : 


- إذا أخبرنا رسول الله بغيب يحدث في الآخرة فهو الصادق الامين . وياغذون من 
أحداث الدنيا الواقعة ما يكون دليلاً على صدق الأحداث فى الآخرة . 





2222420229922 22٠5 حهوح‎ ١ ١١ه‎ 


ويذيل الحق الآية : «وكان الله علياً حكياً » أى عليا بالتقنينات فشرّع التوبة 
لعلمه ‏ جل شأنه بأنه لولم يشرّع التوبة » لكان المذنب لمرة واحدة سبباً فى شقاء 
العالم ؛ لأنه حينئذ ‏ يكون يائسا من رحمة الله , 


إذن فرحمة منه ‏ سبحاته ‏ بالعالم شرّع الله التوبة . وهو حكيم فإياك أن يتبادر إلى 

ذهتك أن الحق قد حى المجرم فحسب حين شرع له التوبة » إنه سبحانه قد حمى غير 
المجرم أيضا . وساعة نسمع الزمن فى حق: الحق سبحانه وتعالى كقوله : وكات ٠»‏ 
فلا نقول ذلك قياساً على زماننا نحن . أو على قدراتنا نحن . فكل ما هو متعلق 
بالحق علينا أن تاخذه فى نطاق وليس كمثله شىء». 


فقد يقول كافر : « إن علم الله كان » ويحاول أن يفهمها على أنه علم قد حدث 
ولا يمكن تكراره الآن » لا» ا 0 
لا يتغيرء فالثابت له من قبل ازلاً يثبت له ابدأ . والحكمة هى وضع الشىء فى 
موضعه . ومادام قد قدر سبحانه وضع الشىء ٠‏ فالشىء إما جاء عن علم . وحبين 
يطابق الشىء موضعه فهذه هى مطلق الحكمة . 


والحق يقول : : 
جر كني عل لذ ل نمؤن لش يبوه من ب قارب 
ب متي م36 ليا تجح © 4 
( سورة النساء ) 


لقد شرع الله سبحانه التوبة ليتوب عباده » فإذا ثابوا قبل توبتهم » وهذا مبنى على 
العلم الشامل والحكمة الدقيقة الراسخة . وانظروا إلى دقة العبارة فى قوله : وإنا 
التوبة على الله » » فساعة يوجد فعل إيجابي يقال : عل من » لكن عندما لايأق 
بفعل إيجبى لآ يقال : عل مُن ء بل يقال : ليس بالنفى . إن الحق عندما قرر التوية 
عليه سبحانه - وأوجبها على نفسه ٠‏ للذين يعملون السوء بجهالة ويتوبون فورا » 
إنه يدلنا أيضاً على مقابل هؤلاء ٠.‏ فيقول : 





لنفت وت 


ولس الوب د ّدرت َِ رن 
ألتسبعات عَياكا حَصَ رداوك 4 


صا ص اس 


َالَإِقٍ د تٌ لعن وَلَا أل نَيَمُووْ وَهُمْ 
مشمًاء لاعافييب 


يتاه 4 


هنا يوصح الحق أن توبة هؤلاء الذين يعملون السيئات لم توجد من قريب . وهم 
يختلفون عن الذين كتب الله قبول توبتهم . هؤلاء الذين يعيشون وتستحضر نفوسهم 

قِيّم المنبج . إلا أن النفوس تضعف مرة . أما الذين لا يقبل منهم التوبة فهم 
أصحاب افوس الى شرفت عن اليج فى جهات متمدفة .+ وهم م رتكيوا وتوم ؟ 
واحدأً بل ارتكبوا السيئات . فالذى ارتكب سوءا واحدا فذلك يعنى أنه ضعيف ى 
ناحعية واحدة ويبالغ ويجتهد فى الزوايا والبوانب الأخرى من الطاعات التى لا ضعف 
له فيها ليحاول ستر ضعفه . 

إنك ترى أمثال هذا الإنسان فى هؤلاء الذين يبالغون فى إقامة مشروعات الخبر» 
فهذه المشروعات تأتى من أناس أسرفوا على أنفسهم فى ناحية لم يقدروا على أنفسهم 
فيها فيأتوا فى نواحى خبر كثيرة » ويزيدوا فى. فعل الخير رجاء أن يمحو الله سيئاتهم 
التى تركوها وأقلعوا وتابوا عنها . 

ومن ذلك نعلم أن أحداً لا يستطيع أن بمكر مع الله ؛ فالذى أخذ راحته فى 
1 ناحية » يوضح له الله : أنا سآق بتعبك من نواحٍ أخرى لصالح منبجى . ويسلط 

اله فح ل سال ا ا 2 . وكأآن 
1 لحق يثبت للمسىء : أنت استمتعت بناحية واحدة . ومنبجى ودينى استفادا منك 
عر يمف المساجد والمدارس وتتصدق على الفقراء » كل هذا لأن عندك سيئة 
واحدة . 


2022222 23023 3٠.917 


هذه الزلة بكلمة « السوء » .» ولكنه وصف الشارد الموغل فى الشرود عن منيج الله 
بأنه يفعل « السيئات » » فهو ليس صاحب نقطة ضعف واحدة » لكنه يقترف 
سيئات متعددة , ويمعن فى الضلال . ولا يقتصر الأمر عل هذا بل يؤجل النوبة إلى 
الحظة بلوغ الأجل ٠‏ بل إنهم قد لا ينسبون الخير الصادر منهم إلى الدين مثلما يفعل 
الملاحدة . أو الجهلة الذين لايعلمون بأن كل خير إنما يأمر به الدين . 


مثال ذلك مذهب ١‏ الماسونية ه . يقال : إن هذا المذهب وضعه اليهود . والظاهر 
فى سلوك الماسونيين أنهم يجتمعون لفعل خير ما يستفيد منه المجتمع » وما خفى من 
أفعال قمة أعضاء الماسونية أنهم يخدمون أغراض الصهيونية » وقد ينضم إليهم بعض 
عمن لا يعرفون أهداف المأسونية الفعلية ليشاركوا فى عمل الخير الظاهر . ونقول لكل 
واحد من هؤلاء : انظر إلى دينك ٠‏ تجده بحضك على فعل مثل هذا الخيرء فلياذا 
تنسبه إلى الماسونية ولا تفعله عل أنه أمر إسلامى . ولماذا لا تنسب هذا الخير إلى 
الإسلام وتنسبه لغير الإسلام ؟ 


وفى هذا العصر هناك ما يسمّى يأندية « الروتارى » ويأخخذ الأنسان غرور الفخر 
بالانتياء إلى تلك الأندية » ويقول : « أنا عضوف الروتارى ه وعندما تسأله : لماذا ؟ 
يجيب : إنها أندية تحض على التعاون والتواصل والمودة والرحمة » ونقول له : وهل 
الإسلام حرم ذلك ؟ لماذا تفعل مثل هذا الخير وتنسبه إلى « الروتارى » . ولا تفعل 
الخير وتنسيه إلى دينك الإسلام ؟ إذن فهذا عداء للمنهج . 


ونجد الشاردين عن المنبج . مثلهم كمثل الرجل الذى قالوا له : ما تريد نفسك 
الآن ؟ وأراد الرجل أن يحاد الله فقال : تريد نفسى أن أفطر فى يوم رمضان » وعل 
كاأس خرء وأشترى كأس الخمر هذه بشمن خنزير مسروق - 


إنه يريد فطر رمضان وهو محرم » ويفطر عل خمر وهى محرمة . وبثمن نخنزير 
والخنزير ترام عل المسلم » والخنزير مسروق أيضا 5 وسألوه : ولملذا كل هذا 
التعقيد ؟ فقال : حتى تكون هذه الفعلة حراما أربع مراث . 





حمحصح وح توح ح ١‏ :ته حصت اله 


إذن فهذه مضارة لله . وهذا رجل شارد عن اليج . فهل هذا يتوب الله عليه ؟ 
لا ء و وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت » وعند 
لحظة الموت يبدأ الجبن وتتمثل أخلاق الأرانئب . ولماذا لم يصر على موقفه للنهاية ؟ 
لأنه جاء إلى اللحظة التى لا يمكن أن يكذب فيها الإنسان على نفسه « حتى إذا حضر 
أحدهم الموت قال إنى تبت الآن ٠‏ لكن التوبة لا تقبل » ولن ينتفع بها المجتمع » 
وشر مثل هذا الإنسان انتهى ٠‏ وتوبته تأق وهو لا يقدر على أى عمل . إذن فهو 
يستهزىء بالله ؛ فلا تنفعه التوبة . 


ولكن انظروا إلى رحمة الله واحترامه للشهادة الإيمانية التى يقر فيها المؤمن بأنه : 
دلا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله » . 


هذا المؤمن جعله الله فى مقابل الكافر » فيأخذ عذاباً على قدر ما فعل من ذنوب م 
ويأق احترام الحق سبحانه لإيمان القمة لقوله : « أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً 
رسول الله » فيوضح سبحانه : لن نجعلك كالكافر ؛ بدليل أنه عطف عليه « ولا الذين 
يموتون وهم كفار» . وإثما يقدر للمؤمن العاصى من العذاب على قدر ما ارتكب من 
معاص . ويحترم الحق إيمان القمةء فيدخلون الجنة ؛ لذلك لم يقل الحق : إنهم 
خالدونٌ فى النار . وإنما قال : « أولئك أعتدنا لهم عذاباً ألييا » ود أولئك ٠‏ تغنى 
العنفين المؤمن والكافر- فالعذاب لكل واحد حسب ذنبه . 


ويقول الحق من بعد ذلك : 


82 يتآيهاآد سن اموأ 0 
نبوا ايسآ كبهَا كاوه يد 0 
بَعْضٍ مأ 6 تَْسُمُوهنّ لد ني َننيَِسقٍ 


ياباند 
مين وا 2 له جء ورم ره 


وف َإِنَكهْسُمَوهُنٌ 





جمةالنساة 
حصاض ١‏ ؟ 


تس أ تكره كبجع مه حا 


حيرا © كه 


وقلنا : ساعة ينادى الحق عباده الذى آمنوا به يقول سبحانه : « ياأها الذين 
آمنوا » . فمعناها : يا من آمنتم بى بمحض اختياركم . وآمنتم ى إِهأ له كل صفات 
العلم والقدرة والحكمة والقيومية . مادمتم قد آمنتم بهذا الإله اسمعوا من الإله 
الأحكامٌ الى يطلبها منكم . إذن فهو لم بناد غير مؤمن وإنما نادى من آمن باختياره 
وبترجيح عقله فالحق يقول : 
« لاإصخرة فى الزن #4 

( من الأية 167 سورة البقرة ) 

يريد الحق سبحانه وتعالى أن يعالج قضية تتعلق بالنساء وباستضعافهم . لقد جاء 
الإسلام والنساء فى الجاهلية فى عبن وظلم وحيف عليهن . و سبحانه ‏ قال : 
يا أجيا الذينٍ آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها » وكلمة د ورث » تددل على أن 
واحداً قد توق وله وارث ٠‏ وهناك شىء قد تركه الميت ولا يصح أن يرثه أحدٌ بعده ؛ 
لأنه عندما يقول : «لايحل لكم أن ترئوا » . فقد مات موّرث ؛ ويخاطب وارثاً . 
إذن فالكلام فى الموروث . لكن الموروث مرة يكون جلا , ولذلك شرع أيله 
تقسيمه . وتناولناه من قبل ؛ لكن الكلام هنا فى متروك لا يصح أن يكون موروثاً » 
ماهو؟ 


قال سبحانه : « لايحل لكم أن ترثوا النساء كرها » . :وهل المقصود ألا يرث 
الوارث سن مورثه إماء تركهن ؟ لا. إن الوارث يرث من مورثه الؤماء اللاق 
تركهن , ولكن عندما تنصرف كلمة ٠‏ النساء » تكون لأشرف مواقعها أى للحرائر » 
:لان الآخريات تعتبر الواحدة منبن ملك يمين . دلا يحل لكم أن ترثوا النساء 
- كرها » » وهل فيه ميراث للنساء برضى ؟ وكيف تورث المرأة ؟ 


ننتبه هنا إلى قوله سبحانه : كرها ه . وكان الواقع فى الجاهلية أن الرجل إذا مات 








وعنده امرأة جاء وليه » ويلقى ثوبه على امرأته قتصير ملكا لمدوإن لم-تقبل فإنه يرئها 
كرها . أو إن لم يكن له هوى فيها فهو يحبسها عنده حتى تموت ويرثها » أو يأق واحد 
ويزوجها له وياخذ مهرها لنفسه ؛ كأنه يتصرف فيها تصرف الالك ؛ لذلك جاء 
القول الفصل : 


ولا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن » . وه العضل » فى الأصل هو 
المنع » ويقال : وعضلت المرأة بولدها و. ذلك أصل الاشتقاق بالضبط . فالمرأة 
ساعة تلد فمن فضل الله عليها أن لها عضلات تنقبض وتنبسط ء تنبسط فيتسع مكان 
خروج الوئد . وقد تعضل المرأة أثناء الولادة . فبدلا من أن تنبسط العضلات 
لتفسح للولد أن يخرج تنقبض , فتأق هنا العمليات التى يقومون بها مثل القيصرية . 


إذن فالعضل معناه مأخوذ من عضلت المرأة بولدها أى انقبضت عضلاتما ولم 
تنبسط حتى لا بخرج الوليد »ء وعضلت الدجاجة ببيضها أى أن البيضة عندما تكون 
فى طريقها لتنزل فتنقبضن العضلة فلا تنزل البيضة لأن اختلالا وظيفيا قد حدث 
نتيجة للحركة الناقصة . ولماذا تأى الحركة ناقصة للبسط ؟ لأن الحق سبحانه وتعالى 
م يشأ أن بجعل الأسباب فى الكون تعمل آليا وميكانيكيا بحيث إذا وجدت الأسباب 
يوجد المسبب ء لا . ففوق الأسباب مسبب إن شاء قال للأسباب : قفى فتقف . 


إذن فكل المخالفات التى نراها تتم على خخلاف ما تؤديه الأسباب إنما هى دليل 
طلاقة القدرة » فلو كانت الاشياء تسير هكذا ميكانيكيا » فسوف يقول الناس : إن 
الميكانيكا دقيقة لا تتخلف . لكن الحق يلفتنا إلى أنه يزاول سلطانه فى ملكه » فهو م 
يزاول السلطان مرة واحدة, ثم نخلق الميكانيكا فى الكون والاسباب ثم تركها 
تتصرفاء لاء هو يوضح لنا : أنا قيوم لا تأخذى سِنةٌ ولا نوم » أقول للاسباب 
اعمل أو لاتعمق ٠‏ وبذلك ثلتفث إلى أنه المسيطر.. 


وتهد هذه المخالفات فى الشواذ فى الكون » حتى لا تَفينا رتابة الأسباب ء ولنذكر 
الله باستمرار ويكون الإنسان على ذكر من واهب الأسباب ومن خالقها ٠‏ فلا تتولد 
عندنا بلادة من أن الأسباب مستمرة دائها » ويلفتنا الحق إلى وجوده ٠‏ فتختلف 


0010100 7 ا»>]>]>1١؟>‎ 


١‏ صمح صمح مص ص محص مححمصحه 


الأسباب لتلفتك إلى أنها ليست فاعلة بذاتها » بل هى فاعلة لأن الله خلقها وتركها 
تفعل ٠‏ ولوشاء لعطلها . 


قلنا هذا فى معجزة إبراهيم عليه السلام ء حيث ألقاه أهله فى النار وم يحرق » 
كان من الممكن أن ينجى الله إبراهيم بأى طريقة أخرى . ولكن هل المسألة نجاة 
إبراهيم ؟ إن كانت المسألة كذلك فيا كان ليمكنهم منه . لكنه سبحانه مكنهم منه 
وأمسكوه ول يغلت متهم » وكان من الممكن أن يأمر السياء فتمطر عندما ألقوه فى 
النار» وكان المطر كفيلا بإطفاء النار » لكن لم تمطر السهاء بل وتتاجج النار . وبعد 
ذلك يقول ها الحق : 

7 الس ماس ارا ل سوك لعي رم اعس اس‎ ٠١ 
8) © قلنا يلناركوفى بردا وسلنما علخ رهم‎ 8 
) سورة إبراهيم‎ ( 

بالله أهذا غيظ هم أم لا ؟ هذا غيظ هم ؛ فقد قدرتم عليه وألقيتموه فى النار. 
وبعد ذلك لم ينزل مطر ليطفىء النار . والنار موجودة وإبراهيم فى النارء لكن النار 
لا تحرقه . هذه هى عظمة القدرة . 


إذن فيا معتى « تعضلوهن » ؟ العضل : أخذنا منه كلمة ٠‏ المنع » ؛ فعضلت المرأة 

أى قبضت عضلاتها فلم بنزل الوليد » وأنت ستعضلها كيف ؟ بأن تمنعها من حقها 
الطبيعى حين مات زوجها . وأن من حقها بعد أن تقضى العدة أنْ تتزوج من تريد أو 
من يتقدم لأ » وينبى الحق : ٠‏ ولا تعضلوهن » أى لا تحبسوهن عندكم وتمنعوهن . 
اذا تفعلون ذلك ؟ « لتذهيوا ببعض ما آتيتموهن » كأن هذا حكم آخر. لا ترثوا 
النساء كرها هذا حكم. وأيضا لاتعضلوهن حكم ثانٍ. 


والمثال عندما يكون الرجل كارها لامرأته فيقول لها : والله لن أطلقك . أنا 
سأجملك موقوفة ومعلقة لا أكون أنا لك زوجا ولا أمكنك أيضا من أن تتزوجى . 
وذلك حتى تفتدى نفسها فتبرىء الرجل من النفقة ومؤخر الصداق ؛ فيحمى 
الإسلام المرأة ويحرم مثل تلك الأفعال . 
ولكن متى تعضلوهن ؟ هنا يقول الحق : « إلا أن يأتين بفاحشة مبينة » لأنهم 
ل ا اوور اوور 


سيحبسونهن . وهذا قبل التشريع بالحد . وقال بعض الفقهاء : للزوج أن يأخذ من 
زوجته ما تفتدى به نفسها منه وذلك يكون مال أو غيره إذا أتت بفاحشة من زنا أو 
سوء عشرة ٠‏ وهذا ما يسمى با خلع وهر الطلاق بمقابل يطليه الزوج . 


ويتابع الحق : « وعاشروهن بالمعروف ؛ وكلمة « المعروف » أوسع دائرة من كلمة 
المودة ؛ فالمودة هى انك تحسن لمن عبندك ودادة له وترتاح نفسك لواددته . أنك فرح به 
وبوجوده ٠»‏ لكن المعروف قد تبذله ولوم تكره 3 وهذه حلت لنا إشكالات كثيرة » عندما 
أراد المستشرقون أن يبحثوا فى القرآن ليجدوا شيئا يدعون به أن فى القرآن تعارضا 

فيقولون : قرآنكم يقول : 
82 مو وه فاع يع مروده 

« لاد ماقرا 
مس وطن ]وم و]ء وعم لواو لزرلة أنس ا سسمء . مم لني تن - 
اإبائهم أو أبداعم فى هرهم وخزيتيم أولجلكه كدب اقلريم الإعان 

ماعسم ا الى رلك رمه مع 00 


ٍ. عدم عه قا م 5 75 
34 8 نج ]اله نو 2 أ 
وأبد هم روج منه وبدخلهم جنلت تجرى من تحنها آلا نهثر خط ارين فيهأ رضى 


ل سد م مع مبة ص ومع 7 م3 سمح سر 


يوم الآخر بوادون من حاد آله ورسوله, ولو كانوا 


ولام مص # وموك خءض 2 5 


0 
ف 2 
عنهم ورضوأ عنه اوليك حزب ألله لآ إن حزب الله هم 


5 2. 106 2 


شُ 
لمقفلجوت 5 


( سورة المجادلة ) 
كيف لا يواد المؤمن ابنه أو أباه أو أحداً من عشيرته لمجرد كفره 2 والفرآن فى موقع 
آخر منه يقول ؟ 
ع الت لاع 6 رو الس 22 ل د 5 
# د إن جَلهدَاك علج أن تملك ى مانيس لَك يه علم قلا نطعهما وصَاحبْبما فى آلدنيا - 
.د > 4 
معروفا © 


( من الآية ١6‏ سورة لقبان ) 
ونقول : إن هؤلاء لم يفهموا الفرق بين المودة والمعروف . ف ه الوده شىء 
وه المعروف » شىء آخخر . الود يكون عن حب . لكن المعروف ليس ضروريا أن 
يكون عن حُب ء. ساعة يكون جوعان ساعطيه لياكل والبى احتياجاته المادية . هذا 
هو المعروف . إنما الود هو أن أعمل لإرضاء نفسبى . وساعة يعطف الرجل المؤمن 
عل أبيه الكافر لا يعطف عليه نتيجة للود . إنما هو يعطف عليه نتيجة للمعروف ؛ 
لأنه حتى لوكان كافرا سيعطيه بالمعروف . 





5 


00 لي 


لل تاذ 


:2-0-0-0 بحم 


ألم يعاتب الحق ‏ سبحانه - إبراهيم فى ضيف جاء له فلم يكرمه لأنه سأله وعرف 
منه : أنه غير مؤمن لذلك لم يضيّفه ؟ فقال له ربنا : أمن أجل ليلة تستقبله فيها تريد 
أن تغير دينه ٠‏ بنها أنا أرزقه أربعين سنة وهو كافر؟ فياذا فعل سيدنا إبراههم ؟ جرى 
فلحق بالرجل . وناداه فقال له الرجل : ما الذى جعلها تتغير هذا التغيير المفاجىء 
فقال له إبراعيم : « والله إن ربى عاتبتى لأنن صنعت معك هذا . فقال له الرجل : 
أربك عاتبك وأنت رسول فى وأنا كافر به . فنعم الرب ربٌ يعاتب أحبابه فى أعدائه » 


ملم : 


هذا هو المعروف . الحق يأمرنا أننا يجب أن ننتبه إلى هذه المسائل فى أثناء الحياة 
الزوجية ٠‏ وهذه قضية بمب أن يتنبه لها المسلمون جميعا كى لا يخربوا البيوت . إنهم 
يريدون أن يبنوا البيوت على المودة والحب فلولم تكن المودة والحب فى البيت لخربٌ 
البيت . نقول هم : لا . بل « عاشروهن بالمعروف ه حتى لولم تحبوهن . وقد يكون 
السبب الوحيد أنك تكره المرأة لآن شكلها لا يثير غرائزك , يا هذا أنت لم تفهم عن 
الله ؛ ليس المفروض ف المرأة أن تثير غريزتك , ولكن المفروض ف المرأة أن تكون 
مصرفا. إن هاجت غريزنك كيراويا بطبيعتها وجدت لما مصرفا . فأنت لا تحتاج 
لواحدة تغريك لتحرك فيك الغريزة ؛ ولذلك قال صل الله عليه وسلم : « إذا رأى 
أحدكم امرأة حسناء فأعجبته فليات أهله فإن البضع واحد ومعها مثل الذى 
معها ,(22 . 

أى أن قطعة اللحم واحدة إن هاجت غريزتك بطبيعتها فى مصرف يكفيك . 
ولذلك عندماجاء رجل لسيدنا عمر ‏ رضى الله عنه ‏ وقال : يا أمير المؤمنين أنا كاره 
لامراق وأريد أن أطلقها ٠‏ قال له : او لم تبن البيوت إلا على الحب ٠‏ فأين القيم ؟. 
لقد ظن الرجل أن امرأته ستظل طول عمرها خاطفة لقلبه » ويدخل كل يوم 
ليقبلها » فيلفته سيدنا عمر إلى أن هذه مسألة وجدت أولا وبعد ذلك تنبت فى الاسرة 
أشياء تربط الرجل بالمرأة وتربط المرأة بالرجل . 

لذلك يقول الحق : ه وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا 
ويجعل الله فيه خيرا كثيرا » » أنت كرهتها فى زاوية وقد تكون الزاوية التى كرهتها فيها 


)١(‏ رواء الخطيب عن عمر. 





هى التى ستجعلها تحسن فى عدة زوايا ؛ لكى تعوض بإحسانها فى الزوايا الأغرى 
هذه الزاوية الناقصة . فلا تبن المسألة على أنك تريد امرأة عارضة أزياء لثير غرائزك 
عندما تكون هادا » لا . فالمرأة مصرف طبيعى إن هاجت غرائزك بطبيعتها وجدت 
نها مصرفا » أما أن ترى فى المرأة أنها ملهبة للغرائز فمعنى ذلك أنك تريد من المرأة أن 
تكون غانية فقط . وأن تعيش معك من أجل العلاقة الجنسية فقط . لكن هناك 
مسائل أخرى كثيرة فلا تأخخذ من المرأة زاوية واحدة هى زاوية الاتفعال الجنسى » 
وخذ زوايا متعددة . 


وأعلم أن الله وزع أسباب فضله عل خلقه » هذه أعطاها جمالاً ؛ وهذه أعطاها 
عقلا . وهذه أعطاها حكمة . وهذه أعطاها أمانة , وهذه أعطاها وقاء . وهذه 
أعطاها قلاحًاء هناك أسباب كثيرة جدا. فإن كنت تريد أن تكون منصفا حكيرا 
فّذ كل الزواياء أما أن تنظر للمرأة من زاوية واحدة فقط هى زاوية إهاجة 
الغريزة » هنا نقول لك : ليست هذه هى الزاوية التى تصلح لتقدير المرأة فقط . 
«فصى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا » 


وانظر إلى الدقة فى العبارة « فعسى أن تكرهوا » فأنت تكره ؛ وقد تكون محقا في 
الكراهية أو غير محق . إغا إن كرهت شيئا يقول لك الله عنه : « ويجعل الله فيه خيراً 
كثيراً » فاطمئن إنك إن كرهت ف المرأة شيئا لا يتعلق بدينها ٠‏ فاعلم أنك إن صبرت 
عليه يجعل الله لك فى بقية الزوايا خيراً كثيراً . ومادام ربنا هو من يجعل هذا الخير 
الكثير فاطمئن إلى أنك لو تنبهت لزاوية أنت تكرهها ومع ذلك تصير عليها ٠‏ فانت 
تضمن أن ربنا سيجعل لك خيراً فى نواح متعددة ٠‏ إن أى زاوية تغلبت على كرهك 
سيجعل الله فيها خيرا كثيرا . 


إن الحق يطلق القضية هنا فى بناء الأسرة ثم يُعمم . وكان بإمكانه أن يقول : 
فعى أن تكرهوهن ويجعل الله فيهن خيرا. لا . فقد شاء أن يجعلها سبحانه قضية 
عامة فى كل شىء قد تكرهه . وتأق الأحداث لتبين صدق الله فى ذلك » فكم من 
أشياء كرهها الإنسان ثم تبين له وجه الخير فيها.. وكم من أشياء أحبها الإنسان ثم 
تبين له وجه الشر فيها » ليدلك على أن حكم الإنسان على الأشياء دائها غير دقيق » 


'000ل”؟» ” ”"<طك“ك““ك“ك“““كك““كث“““ 0“#“س١سعس11ة1ة010601‏ مايا0 


9 


عن 


ةلبدلا 


.22ت و0 حصحميصحصمهت 


فقد يحكم بكره شىء وهو لا يستحق الكره ٠‏ وقد يحكم بحب شىء وهو لا يستحق 
لذت 


ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ه فقدر دائها فى المقارنةأن الكرة منك وجَعْل الخير فى المرأة 
من اللهاء فلا تجعل جانب الكره منك يتغلب على جانب جعل الخير من الله . 


ويقول الحق من بعد ذلك : 


سا٠‏ 5ق وم ل ب 72 7 
و وإن أردتّم أسَيَبَدَالَ روج محكات روج 
د م ده ير - - بت لاي ا ساس ري 34 
وءاتنجمر إحددهن قنطارا كَل تَأْحْدْوامِنَةٌ 

عا كرة عم عع زه د 222 8 2 ِ 
يما أتَأخدُوته معنا وَإِنْمامِيئًا 0 6 


8 

فإذا ضاقت بك المسائل . بعد أن عاشرت بالمعروف وم يعد بمكنا أن تستمر الحياة 
الزوجية فى إطار يرضى عنه الله . وتخاف أن تنفلت من نفسك إلى ما حرم الله » ماذا 
تفعل ؟ يقول سبحانه : « وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج » أى لك أن تستبدل 
مادامت المسألة ستصل إلى جرح منبج الله . وعليك فى هذا الاستيدال أن ترعى 
المنيج الويمانى مثلم) أشار به سيدنا الحسن رضى الله عنه على الرجل الذى كان يستشيره 
فى واحد جاء ليخطب ابنته . قال سيدنا الحسن ‏ رضى الله عنه ‏ : إن جاءك الرجل 

الصالح فزوجه . فإنه إن أحب ابنتك أكرمها . وإن كرهها لم يظلمها . 


والحق يقول : « وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج » فهذا يعنى أن الرغبة قد 
انصرفت عن الأولى نائيا . ولا يمكن التغلب عليها بغير الانحراف عن المنبيج وقد 
يحدث أن يضيق الرجل بزوجته وهو لا يعانى من إلحاح فى الناحية الغريزية : فيطلقها 
ولا يتزوج ء فا شروط المنيج فى هذا الأمر ؟ 


ملسبسسب ب بال# # #“ !ست سس سسيييببيببببه ل كس 


صوص ح وحص تت وو وجح:2 252242222 1١‏ أ2 

يقول الحق : « وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا » . كلمة « قنطار» 
وكلمة « قنطرة » مأخوذة من الشىء العظيم . وقنطار تعنى « المال » . وقدروه قديما 
بأنه ملء مَشْك البقرة » ود المسك » هو الجلد . فعندما يتم سلخ البقرة يصبح 
جلدها مثل القربة » وملء مُسّكها يسمى قنطارا . والقنطار المعروف عندنا الآن له 
سمة ورزية : والحق حين يعظم المهر بقنطار يقول : « وآتيتم إحداهن قنطارا » فهو 
يأق لنا نمثل كبير وينهانا بقوله : « فلا تأخذوا منه شيئا » . لماذا ؟ لأنك يجب أن تفهم 
أن المهر الذى تدفعه ليس منساحا على زمن علاقتك بالمرأة إلى أن تنتهى حياتكها ٠‏ بل 
المهر مجعول ثمنا للبضع الذى أباحه الله لك ولو للحظة واحدة » فلا تحسبها بمقدار 
مامكثت معك . لا , إنما هو ثمن البضع » فقد كشفت نفسها لك وتمكنت منها 
ولومرة واحدة . 


إذن فهذا القنطار عمره ينتهى فى اللحظة الأولى . الحظة تمَكْيِك منها . « وآتيتم 
إحداهن فنطارا » وهذه هى المسألة التى قال فيها سيدنا عمر بن الخطاب ‏ رضى الله 
عنه - : أخطأ عمر وأصابت امرأة . لأنه كان يتكلم فى غلاء المهور ؛ فقالت له 
المرأة : كيف تقول ذلك والله يقول : « وآنيتم إحداهن قنطارا ٠»‏ فقال : أصابت 
أمرأة وأخطأ عمر. 


عن عمر رضى الله عنه أنه نهبى وهو على المنبر عن زيادة صداق المرأة على أربعيائة 
درهم ثم نزل » فاعترضته امرأة من قريش فقالت : أما سمعت الله يقول : ( وآتيتم 
إحداهن قنطارا ) ؟ فقال : اللهم عفوا كل الناس أفقه من عمر ثم رجع فركب المنبر 
فقال : « إن كنت قد نهيتكم أن تزيدوا فى صدقاتهن على أربعائة درهم فمن شاء أن 
يعطى امن آماله ها أحت 230 


وعن عبدالله بن مصعب أن عمر رفى الله عنه ‏ قال : ١‏ لا تزيدوا فى مهور 
النساء على أربعين أوقية من فضة . فمن زاد أوقية جعلتٌ الزيادة فى بيت امال . 
فقالت امرأة : ماذاك لك . قال ولم ؟ فقالت : لآن الله تعالى يقول : « وآنيتم 
إحداهن قنطاراء فقال عمر: «دامرأة أصابت ورجل أخطأ» . 


(1) روله سعيد بن منصورء وأبر يعل . 


٠١‏ احصمحصصحمحصصم جه 
ثم ينكر القرآن محرد فكرة الأخذ فيقول : « أتأخذونه بيتانا وإثيا مبينا » لماذا ؟ لأنه 
ليس ثمن استمتاعك بها طويلا » بل هو ثمن تمكنك منها. وهذا يحدث إل 
مادخلت عليها . وإن أخذت منها شيئا من المهر بعد ذلك فأنت آثم ٠‏ إلا إذا 
رضيت بذلك . والإثم المبين هو الاثم المحيط . 


ويأى الحق من بعد ذلك بمزيد من الاستنكار فيقول : « وكيف تأخذونه ٠‏ . إنه 
استنكار لعملية أخذ شىء من المهر بحيثية الحكم فيقول : 


م ءَّ و لو دهء م 22 5 
و و كمفكا حد وئه وقد أفضئن بَعَصْْكُمْ 
وبلا ىا 


إِلَّبَعْضٍ وَأحَذْرت مِنحكُم يفا 


فلو أدركتم كل الكيفيات فلن تجدوا كيفية تبرر لكم الأخذ . لماذا ؟ لآن الحق 
قال : و وكيف تأخذونه » وانظر للتعليل : « وقد أفضى بعضكم إلى بعض » . إذن 
فثمن البْضْع هو الإفضاء . وكلمة « أفضى بعضكم إلى بعض »ء كلمة من إله ؛ لذلك 
تأخذ كل المعانى التى بين الرجل والمرأة » ود أفضى » مأخوذة من « الفضاء » والفضاء ب 
هو المكان الواسع . ود أففى بعضكم ٠‏ يعنى دخلتم مع بعض دخولا غير مضيق . 


إذن فالإفضاء معناه : أنكم دخلتم معا أوسع مدَاخَلة » وحسبك من قمة 
المداخلة أن عورتها التى تسترها عن أبيها وعن أخيها وحتى عن أمها وأخختها تبينها 
لك .» ولا يوجد إفضاء أكثر من هذا. ودخلت معها فى الاتصال الواسع » 
أنفاسك . ملامستك . مباشرتك . معاشرتك . مدخلك . مخرجك . فى حمامك » 
فى المطبخ . فى كل شىء حدثت إفضاءات ٠‏ وأنت مادمت قد أفضيت لا وهى قد 
أفضت لك كيا قال الحق أيضا فى المداخلة الشاملة : 





(من الآية 141 سورة البقرة ) 
اى شىء تريد أكثر من هذا !؟ ولذلك عندما تشتد امرأة على زوجها. قد 
يغضب ٠‏ ونقول له : يكفغيك أن الله أحل نك منها ما حرمه على غيرك . وأعطتك 
عرضها , فحين تشتد عليك لا تغضب + وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه 
وسلم : «خبركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهل :20 , 


د وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا » 
والميثاق هو : العهد يؤخذ بين اثنين . ساعة سألت وليها : « زوجنى » فقال لك : 
زوجتك . ومفهوم أن كلمة الزواج هذه ستعطى أسرة جديدة » وكل ميثاق بين خلق 
وخلق فى غير العرض هو ميثاق عادى . إلا الميثاق بين الرجل والمرأة التى يتزوجها ؛ 
فهذا هو اميثاق الغليظ , أى غير اللين. والله لم يصف به إلا ميثاق النبيين فوصفه بأنه غليظ9© . 
ووصف هذا الميثاق بأنه غليظ . ففى هذه الآية « أفضى بعضكم إلى بعض » فهنا 
و لجال ا ادبيو طايه سيد ب ع 
وأنتم لباس طن » هذا كان الميئاق غليظا . وهذا الميثاق الغليظ يمتم عليك إن تعثرر 
العشرة أن تتحملها وتعاملها بالمعروف ٠»‏ وإن تعذرت وليس هناك فائدة عن 
استدامتها فيصح أن تستبدلها فإن كنت قد أعطيتها قنطارا إياك أن تأخذ منه شيثا » 
لماذا ؟ لأن ذلك هو ثمن الإفضاء . ومادام هذا القنطار هو ثمن الإفضاء وقد تم ع 
فلا تاخذ منه شيئاء فالإفضاء ليس شائعا فى الزمن كى توزعه . لا . 


والحق يقول : « وكيف تأخلونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا 
غليظا » هنا يجب أن نفهم أن الحق حين يشرع فهو يشزع الحقوق . ولكنه لا يمنع 
الفضل . بدليل أنه قال : 

وم علؤء” 0م دء عع ل علرة غ2 ا ! 
3# فَإِنْطينَ لكرعن ىو منه نفسا فكلوه مهنيعا مويعا ب 

( من الأية 4 سورة النساء ) 

, رواه الترمذى عن عائثة. ورواه ابن ماجه عن أبن عباس ورواه الطبراق فى الكبير عن معارية‎ )١( 
. الآبة رفم /ا من سورة الأحزاب‎ )1( 


222092992929993 + ١ حى‎ 


إذن ففيه فرق بين الحق وماطاب لكم . والآثر يمكى عن القامى الذى قال 
لقومه : انتم اخخترتمون لاحكم فى النزاع القائم بينكم فياذا تريدون منى ؟! أاحكم 
بالعدل أم بما هو خير من العدل ؟ فقالوا له : وهل يوجد خير من العدل ؟ قال : 
نعم . الفضل . فالعدل : أن كل واحد يأخذ حقه . والفضل : أن تتنازل عن 
حقك وهو يتنازل عن ححقه » وتنتهى المسألة » إذن فالفضل أحسن من العدل » 
والحق سبحانه وتعالى حين يشرع ا حقوق يضع الضمانات ٠‏ ولكنه لا يمنع الفضل بين 
الناس : 


فيقول - جل شأنه ‏ : 


عب صم ف لعي ع د سومرظ « ي 
# ولا تنو آلْمَضْل ب « 
( من الآية 7797 سورة البقرة )» 


ويقول الحق فى آية الذّين : 1 
8 
الوا موأ أن تحصحدبوه صخرا أو كبا إل أجَله. لِك أقسط عند آله 
قوم الشجندة وأقق الا رابا » 
( من الآأية 747 سورة البقرة » 
ويأمركم الحق أن توثقوا الديْن . . لانكم لا تحمون مال الدائن فحسب بل تحمون المدين 
نفسه . لأنه حين يعلم أن الدّيْن موثق عليه ومكتوب عليه فلن ينكره . لكن لولم 
يكن مكتوبا فقد تحدئه نفسه أن ينكره » إذن فالحق يحمى الدائن والمدين من نفسه 
قال : و ولا تسأموا أن تكتبوه»ءء وقال بعدها : 
ين أبن بشم بنما فقي الإى اذفنم » 
( من الآبة 1587 سورة البقرة ) 
0 
فقد تقول لمن يستدين منك : لا داعى لكتابة إيصال وصك بينى وبينك ء وهذه 
أريحية لا يمنعها الله فيادام قد أمن بعضكم بعضا فليستح كل منكم وليؤد الذى أؤتمن 
أمانته وليتق الله ربه . 





خحمصن محص مص صمحصو مح ومصت ره 


الغليظ بين الرجل وامرأة . . وغلظ الميثاق إنما يتأق بما يتطليه الميثاق . ولا يوجد 
عيثاق أغلظ مما أخذه الله من النبيين وبما بين الرجل والمرأة ؛ لآنه تعرض لمسألة لا تباح من الزوجة 
لغير زوجها . ولا من الزوج لغير زوجنه . إن على الرجل أن يوفى حق للرأة ولا يصح أن ينقصها 
شيئا إلا إذا تنازلت هى . فقد سبق أن قال الحق : 
# فَإنْطينَ كرصن عو منْه نقَسا كلو ٠‏ ميَعا ميقا # 

( من الأبة 4 سررة النسامء ) 
1 ومادامت الئفس قد طابت » إذن فالرضا بين الطرفين موجود » وذلك استطراق 
أنسى بين الرجل والمرأة . فالمهر حقها . ولكن لا يجب أن يقبض بالفعل . فهو فى ذمة 
الزوج . إن شاء أعطاه كله أو آخره كله أو أعطى بعضه وأخر بعضه . ولكن حين 
تنفصل الزوجة بعد الدخول يكون لا الحق كاملا فى مهرها » إن كان قد أخخره كله 
فالواجب أن تأخذه , أو تأخذ الباقى لها إن كان قد دفع جزءا منه كمقدم صداق . 
ولكن حين تنتقل ملكية المهر إلى الزوجة يفتمح الله باب الرضا والتراضى بين الرجل 
والمرأة فقال : « فإن طبن لكم عن شىء منه نفسا فكلوه هنيئا مريتا » فهو هبة تخرج 
عن تراضص . وذلك ما يؤكد دوام العشرة والألفة والمودة والرحمة بين الزوجين . وبعد 
ذلك يبقى حكم آخر. هب أن الخلاف استعر بين الرجل والمرأة . 


حالة تكره هى وتحب أن تخرج منه لا جناح أن تفتدى منه نفسها ببعض المال لأنها 
كارهة . ومادامت هى كارهة » فسيضطر هو إلى أن يبنى بزوجة جديدة » إذن 
فلا مانع أن تختلع المرأة منه بشىء تعطيه للزوج : 
«نَِنْ دم ألا يقبا حدوة الله كا ناح طَبِمَا فيا افْعَدّتْ يدء # 

( من الآبة 78؟ سورة البقرة) 

والحق سبحانه وتعالى أراد أن يعطينا الدليل علل أن حت المرأة يحب أن يحفظ لها ء 
ولذلك جاء بأسلوب تناول مسألة أذ الزوج لبعض مهر الزوجة ق أسلوب 
التعجب : 


م ريرس مل ذثر مش عم لوس صم + 26 م 


وكين َأخدوته وقد أفضَى بنضكر إل بض منكم معدا عَِيقًا وج # 
ا (الآية 33و_ سورة النساء » 


٠١‏ احمححمصصمص حصحمحص ممح 


فكأن «وكيف تأخذونه » هذه دليل عل أنه لا يوجد وجه من وجوه الحق يبيح لك 
أن تأخذ منها مهرها » فساعة يستفهم فيقول : « كيف » فهذا تعجيب من أن تحدث 
هنهوء وقلنا : إن كل الموائيق بين اثنين لا تعطى إلا حقوقا دون العرض » ولكن 
ميثاق الزواج يعطى حقوقاً فى العرض . ومن هنا جاء غلظ الميثلق ٠‏ وكل عهد 
وميثاق بين اثنين قد ينصب إلى المال » وقد ينصب إلى الخدمة ‏ وقد ينصب إلى أن 
تغقل عنه الديّة » وقد ينصب إلى أنك تعطيه مثلا المعونة . هذه ألوان من الموائيق إلا 
مسالة العرض ء. فمسالة العرض عهد خاص بين الزوجين ء ومن هنا جاء الميثاق 
الغليظ . 


وبعد ذلك يتئاول الحق سبحانه وتعالى قضية يستديم بها طهر الأسرة وعفافها 
وكرامتها وعزتها » ويبقى لأطراف الأسرة المحبة والمودة فلا يدخل شىء يقغى عل 
هذه المحبة والمودة ويُدخل نزغ الشيطان فيها . قال الحق سبحانه : 


فكأن هذه مسألة كانت موجودة , كان ينكح الولد زوج أبيه التى هى غير أمه . 
وه صفوان بن أمية » وهو من سادة قريش قد خلف أباه أمية بن خلف على ١‏ فاختة 
سبحانه وتعالى أن يبعد هذه القضية من محيط الأسرة . لماذا ؟. لأن الاب والابن لما 
من العلاقات كالمودة والرحة والحنان والعطف من الأب . والبر والآادب » 
والاستكانة » وجناح الذل م الابن ء فحين يتروج الرجل امرأة وله ابن » فذلك 
دليل على أن الأب كان متزوجا أمه قبلها » وكأن الزيهة الجديدة طرأت على الأسرة . 





وسبحانه يريد ألا يتبعل العين من الولد تتطلع إلى المرأة التى تحت أبيه » ربما 
راقته» ريبما أعجبته » فإذا ما رافته وأعجبته فأقل أنواع التفكير أن يقول بينه وبين 
نفسه : بعدما يموت أب أتزوجها » فحين يوجد له الأمل فى أنه بعدما يموت والده 
يتزوجها , ربما يفرح بموت أبيه » هذا إن لم يكن يسعى فى التخلص من أبيه » وأنتم 
تعلمون سعار الغرائز حين تأق , فيريد الحق سبحانه وتعالى أن يقطع عل الولد أمل 
الالتقاء ولو بالرجاء والتمنى . وأنه يجب عليه أن ينظر إلى الجارية أو الزوجة التى تحت 
أبيه نظرته إلى أمه , حين ينظر إليها هذه النظرة تمتنم نزعات الشيطان . 


فيقول الحق : « ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم » والنكاح هنا يُطلق فينصرف إلى 
الوطه والدخول ء وقد ينصرف إلى العقد . إلا أن انصرافه إلى الوطء والدخول ‏ أى 
العملية الجنسية - هو الشائع والاولى . لآن الله حينما يقول : « الزاى لا ينكح إلا 
زانية » معناها أنه ينكح دون عقد وأن تتم العملية الجنسية دون زواج . 


والحق هنا يقول : «١‏ ولا.تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ماقد سلف » 
فيا هو السلف هذا ؟ إن ما سلف كان موجودا . أى جاء الإسلام فوجد ذلك الأمر 
متبعا» وجاء الإسلام بتحريم مثل هذا الأمر. فالزمن الجديد بعد الإسلام لايحل 
أن يحدث فيه ذلك وإن كان عقد التكاح قد حدث قبل الإسلام . ولذلك قال 
سبحانه ‏ : « إلا ماقد سلف » فجاء ب( ما) وهى راجعة للزمن . كأن الزمن 
الجديد لا يوجد فيه هذا. 


هك أ واحداً قد تزوج بامرأة أبيه ثم جاء الحكم . . أيقول سلف أن تزوجتها 
قبل الحكم ! نقول : لا الزمن انتهى , إِذَنْ فقوله : « ماقد سلف » يعنى الزمن ء 
ومادام الزمن انتهى يكون الزمن الجديد ليس فيه شىء من مثل تلك الأمور . لذا 
جاءت ( ما ) ولو جاءت ( من ) بدل ( ما) لكان الحكم أن ما نكحت قبل الإسلام 
تبقى معه . لكنه قال ( إلاما قد سلف) فلا يصح فى المستقبل أن يوجد منه شى» اليتة 
ويجب التفريق بين الزوجين فيا كان قائما من هذا الزواج . 


والحق سبحانه وتعالى يريد أن يبين لنا أنه حين يشرّع فهو يشرع ما تقتضيه الفطرة 





لبد 
41 احمص مص ممص ص محص مصه 


السليمة . فلم يقل : إنكم إن فعلتم ذلك يكون فاحشة . بل إنه برغم وجوده من قديم 
كان فاحشة وكان فعلا قبيحاً « إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلاً » وما كان يصح 
بالفطرة أن تكون هذه المسألة على تلك الصورة . إلا أن الناس عندما فسدت فطرتهم 
لجأوا إلى أن يتزوج الرجل امرأة أبيه » ولذلك إذا استقرأت التاريخ القديم وجدت 
أن كل رجل تزوج من امرأة أبيه كان يُسممى عندهم نكاح « المقت » والولد الذى 
ينشأ يسمُونه « المقتى » أى المكروه . 


إذن فقوله : 8 إنه كان » أى قبل أن أحكم أنا هذا الحكم « « كان فاحشة ومقتاً 
وسا ء سبيلا ؛ . فالله يوضح إننى أشرع لكم ما تقتضيه الفطرة . والفطرة قد 
تنطمس فى بعض الأمور . وقد لا تنطمس ؤ فى البعض الآخر لأن بعض الأمور فاقعة 
وظاهرة والتحريم فيها يتم بالفطرة . 


' إذن ففيه أشياء حتى فى الجاهلية ما اجترأ أحدٌ عليها . إذن جاء بالحكم الذى يحرم 
ما اجترات عليه الجاهلية وتجاوزت وتخطت فيه الفطرة » فقال سبحاله : 
« ولا تتكحوا مانكح آباؤكم من النساء إلا ماقد سلف ٠‏ أى مفى . 


لقد وصف سبحانه نجاح الأبناء لزوجات آبائهم بأنه ه كان فاحشة ؛ أى قبحاً » 
وه مقتا» أى مكروها 0 ووساء اسيلا ة أى فى بئاء الأشرة .. 


ثم شرع الحق سبحانه وتعالى يبين لنا المحرمات وإن كانت الجاهلية قد اتفقت 
فيها » إلا أن الله حين يشرع حكياً كانت الجاهلية سائرة فيه لا يشرعه لأن الجاهلية 
فعلته . لا . هو يشرعه لأن الفطرة تفتضيه . وكون الجاهلية لم تفعله . فهذا دليل عل 
أنها فطرة لم تستطع الجاهلية أن تغيرهاء فقال الحق سبحانه وتعالى : 


مت عَتصكعْ أكهد دم وَبنَاككْم 





ُّ 
2 


4“ 





وَبنَاثُ الت وَأ مهدتحكم الى أرضعتكم 
وَرَبتِبُْحَكُمٌ ألَق في حُجُورصكم ين 
يسَآبكُم الت دَحَلْسُم بهن فَإِن لم كَكُووأ 
مَحَأْشْربهِنَ فلا جك عَلِتِحكمْ وَحَلْنِيِلُ 
ايحم الِب من أسَلِيِحكُمْ وَأن 
إكالَّهكنَ عخَفُورَارحِيمًا 07 :6 


من الذى يحلل ويحرم ؟ إنه الله . فهم رغم جاهليتهم وغفلتهم عن الدين حرموا 
زواج المحارم ؛ فحتى الذى لم يتدين بدين الإسلام توجد عنده محرمات لا يقربها . 
أى أنهم قد حرموا الأم والبنت والاخت . . إلخ , من 3 جاء تهم هذه ؟ الحق 
يوضح : 

حم عاتم 0 بم م 
وإن من أمة إلا خلا فيا دير # 

( من الآية 8؟ سورة فاطر) 

ومنبج السماء أنزله الله من قديم بدليل قوله : 

ص وج ص الوص مر م ع مج كفي سا مخ مماة -- و م 
عل مط نيعا يَْضَعْر لَِمْض عدو ما يدم مت هُدَى أن 


كس ع ارس ص رس سم 4 مي مج م 8 
أنْبَعْ هاي فَلايِصِلْ وبلق جه 4 


(سورة طه) 





22294999-04-2902 جويح‎ ١ 


فبمجرد أن خلق الله آدم وخلق زوجته . أنزل لما المنبج . هذا المنيج مستوق 
الأركان . إذن فبقاء الأشياء التى جاء الإسلام فوجدها على الحكم اللنى يريده 
الإسلام إتما نشأ من رواسب الديانات القديمة » وإن أخذ محل العادة ومحل 
الفطرة . . أى أن الناس اعتادوه وفطروا عليه ولم بخطر ببالهم أن الله شرعه فى ديانات 
سابقة . 


والعلوم الحديثة أعانتنا فى فهم كثير من احكام الله لأنهم وجدوا أن كل تكاثر 
سواء أكان فى النبات أم فى الحيوان أم فى الإنسان أيضا » كلما ابتعد النوعان 
و الذكورة والأنوثة » فالنسل يجىء قوياً فى الصفات . أما إذا كان الزوج والزوجة أو 
الذكر والأنثى من أى شىء : فى النبات . فى الحيوان » فى الإنسان قريبين من اتصال 
البئية الدموية والجنسية فالنسل ينشأ ضعيفاً . ولذلك يقولون فى الزراعة والحيوان : 
« تجن » أى نأق للأنوثة بذكورة من بعيد 05 والنبى عليه الصلاة والسلام يقول لنا : 


( اغتربوا لا تضوٌوا) وقال : دلا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق 
ضاويا »200 


فالرسول يأمرنا حين نريد الزواج ألا ناخد الأقارب » بل علينا الابتعاد » لاننا إن 
أخذنا الأقارب فالنسل بجىء هزيلا . وبالاستقراء وجد أن العائلات التى جعلت من 
ستتها فى الحياة آلا تنكح إلا منهاء فبعد فترة بنش فيها ضعف عقل ؛ أو ضعف 
ججنسبى 4 أو ضعف مناعى » فقول رسول الله : « اغتربوا لا تضووا »أى إن أردتم 
لزواج فلا تأخذوا من الاقارب » لانكم إن أخذتم من الأقارب تهزلوا ٠‏ فإن 
« ضوى » بمعنى « هزل » فإن أردتم آلا تضووا » أى ألا تهزلوا فابتعدوا ء وقبل) يقول 
النبى هذا الكلام وجد بالاستقراء فى البيئة الجاهلية هذا . ولذلك يقول الشاعر 
الجاهل : 

أنصح من كان بعيد الهم 

١(‏ ) روه إبراعيم الحربي مرفوها إلى النى صل الله عليه وسلم . وروا موقوفا عل عمر , وقد روى براهيم الحري فى 


غريب الحديث هن عمر رضى الله عنه قال : ( يا بنى السائب قد أضويتم فأنكحوا فى الغرائب ) من كتاب إحياء علوم 
الدين للإمام الغزال » . 





وصموح جح ووه حرج حمخجص وحص حصوحو نأ سثه 


ترويج أبناء ينات | 
فليس ينجو من ضَوَى وسَفم 


فقد يضوى سليل الأقارب ٠‏ وعندنا فى الأحياء الشعبية عندما يمدحون واحداً 
يقولون : « فتوة » أى فتى لم تلده بنت عم قريبة . وفى النبات يقولون : إن كنت 
تزرع ذرة فى مافظة الغربية لابد أن تق بالتقاوى من محافظة الشرقية مثلا .. وكذلك 
فى البطيخ الشيليان . يأتون ببذوره من أمريكا ؛ فيزرعونها فيخرج البطيخ جميلا 
لذيذا » بعض الناس قد يرفض شراء مثل تلك البذور لغلو ثمنها . فيأخذ من بذور 
مازرع ويجعل منه التقاوى . ويخرج المحصول ضعيفاً . لكن لو ظل يأق به من 
الخارج وإن وصل ثمن الكيلو مبلغاً كبيراً فهو ياخذ محصولاً طيباً . 


وكذلك فى الحيوانات وكذلك فينا ؛ ولذلك كان العرى يقول : مادك رءوس 
الأبطال كابن الأعجمية ؛ لأنه جاء من جنس آخر . أى أن هذا الرجل البطل أذ 
الخصائص الكاملة فى جنس آخر فلقاح الخصائص الكاملة بالخصائص الكاملة 
يعطى الخصائص الأكمل » إذن فتحريم الحق سبحانه وتعالى زواج اج الأم والاخغت 
وكافة المحارم وإن كانث عملية أدبية إلا أنها ابقا عملية عضوية . « تقر 
أمهاتكم وبناتكم » لماذا ؟ لآن هذه الصلة صلة أصل : والصلة الأخرى صلة فرع ٠‏ 
الأمهات صلة الأصل . والبنات صلة الفرع ٠‏ « وأخواتكم وهى صلة الخ بأنحته 
إثها بنوة من والد واحد » « وعماتكم وخخالاتكم وبنات الاخ وبنات الاخت واأمهاتكم 
اللاق أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة » . 


إذن فالمسألة مشتبكة فى القرابة القريبة . والله يريد قوة النسل . قوة الإنجاب » 
ويريد أمرا آخر هو : أن العلاقة الزوجية دائها عرضة للأغيار النفسية ٠‏ فالرجل 
يتزوج المرأة وبعد ذلك تأق أغيار نفسية ويحدث بينهها لاف مثلما قلنا فى قوله تعالى : 
«وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج » ؛ ويكره منها كذا وكذا . فكيف تكون 
العلاقة بين الأم وابنها إذا ما حدث شىء من هذا ؟! والمفروض أن لها صلة تحتم عليه 
أن يظل على وفاء لها وكذلك الأمر بالنسبة للبنت . أو الأخت ء أو العمة ء أو 
الخالة » فيامر الحق الرجل : ابتعد بهذه المسألة عن مجال الشقاق . 





١‏ احصمحص نوص صوص ص مص ص مص صمح 


ومن حسن العقل وبعد النظر ألا ندحل المقابلات 71 الزواج ٠‏ أو ما يسمى 
« بزواج البدل » . حيث يتبادل رجلان الزواج ء يتزوج كل منهها أخت الآخر مثلا » 
فإذا حدث الخلاف فى شىء حدث ضرورة فى مقابله وإن كان الوفاق سائداً . فحسن 
الفطنة يقول لك : إياك أن تزوج أختك لواحد لانك ستأخذ أختهء فقد تتفق زوجة 
مع زوجها . لكن أخته قد لا تتوافق مع زوجها الذى هو شقيق للاخرى . وتصوروا 
ماذا يكون إحساس الام حين ترى الغريبة مرتاحة عند ابتها لكن ابنتها تعان ولا تجد 
الراحة فى بيت زوجها . ماذا يكون الموقف ؟ نكون قد وسعنا دائرة الشقاق والنفاق 
عند من لايصح أن يوجد فيه شقاق ولا نفاق . 


والحكمة الإهية ليست ف مُسألة واحدة . بل الحكمة الإية شاملة . تأخذ كل 
هذه المسائل . و حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم » والمحرم هنا بطبيعة 
الخال هن الأمهات وإن علون . فالتحريم يشمل الجدة سواء كانت جذة من جهة 
الاب . أو جدة من جهة الأم . وما ينشأ منها . وكل واحدة تكون زوجة لرجل فأمها 
حرمة عليه ٠‏ وبناتكم : وبنات الابن وكل ما ينشأ منبا . وكذلك بنات البنت » 
: « وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبئات الاخ وبئات الاخغت وأمهاتكم اللانى 
أرضعنكم » . 


ولاذا يحرم الحق « أمهاتكم اللاق إأرضعنكم » ؟ لأنها بالإرضع أسهمت فى 
تكوين خلابا فيمن أرضعته ؟ ففيه بْضِعَة منهاء وهذه البضعَة خرمة الأمومة » 
ولذلك قال: العلماء”: يحرم زواج الرجل بامرأة جمعه معها رضاعة يغلب على الظن أنها 
تُنشىء خلايا » وحلل البعض زواج من رضع الرجل منها مصة أو مصتين مثلا » 
إلا أن أبا حنيفة رأى تحريم أى امرأة رضع منها الرجل ء وأفتى المحققون وقالوا : 
لا تحرم المرأة إلا أن تكون قد أرضعت الرجل . أو رضع الرجل معها خمس رضعات 
': مشبعات . أو يرضع من المرأة يوما وليلة ويكتفى بها . وأن يكون ذلك فى مدة 
الرضاع . وهى بنص القرآن سنتان . « والوالدات يرضعن أولادهن حولين 
كاملين » . 


وهذه المسألة حدث الكلام فيها بين سيدنا الإمام على رضوان الك عليه وكرم الله 





2٠‏ مص صصح محصحصحوصحموص ذأ آله 
وجهه ‏ وسيدنا عثهان ‏ رضى الله عنه ‏ حينها جاءوا بامرأة ولدت لستة شهور وكان 
الحمل الشائع يمكث نسعة أشهر . وأحيانا نادرة يولد الطفل بعد سبعة أشهر » لكن 
أن تلد امرأة بعد ستة شهور فهذا أمر غير متوقع . . ولذلك أراد عثيان ‏ رضى الله 
عنه ‏ أن يقيم الحد عليها ؛ لأنها مادام ولدت لستة أشهر تكون خاطثة . لكنّ سيدنا 
على -رضوان الله عليه وكرم الله وجهه - أدرك المسألة . 


قال : يا أمير المؤمنين ٠‏ لماذا تقيم عليها الحد ؟ فقال عثيان بن عفان : لأا وندات 
لستة أشهر وهذا لا يكون . وأجرى الله فتوحاته على سيدنا على ٠‏ وأجرى النصوص 
على خياله ساعة الفتيا » وهذا هو الفتح . فقد يوجد النص فى القرآن لكن النفس 
لا تنتبه له » وقد تكون المسألة ليست من نص واحد : بل من اجتماع نصين أو أكثر » 
ومن الذى يأ فى خخاطره ساعة الفتيا أن يطوف بكتاب الله ويأى بالنص الذى يسعفه 
ويساعده عل الفتيا . إنه الإمام على . وقال لسيدنا عثيان : الله يقول غير ذلك » 
قال له : وماذا قال الله فى هذا؟ قال : 

مووعياي 2 فم وس كور م2 ع بسء مو ف دم ف د 

والولدات يرضعن اوتدهن حَولينٍ حملن لمن أراد أن يم لرسَاعَةَ 4 

( من الآبة 777 سورة البقرة ) 

إذن فإتام الرضاعة يكون ى حولين كاملين أى فى أربعة وعشرين شهراء 

- والتاريخ محسوب بالتوقيت العربى ‏ والحق سيحانه قال أيضا : 
(من الآبة ١4‏ سورة الأحقاف) 

فإذا كان مجموع أشهر الحمل والرضاع . ثلاثين شهرا . والرضاع التام أربعة 
وعشرون شهراء إذن فمدة الحمل تساوى ستة أشهر . 

هكذا أستنبط سيدنا عل - رضى الله عنه وكرم الله وجهه ‏ والإنسان قد يعرف آية 
وتغيب عنه آيات . والله لم يختص زمنا معينا بحسن الفتيا وحرم الأزمنة الاخرى » 
وإنما فيوضات الله تكون لكل الأزمان . فقد يقول قائل : لا يوجد في المسلمين من 
يصل بعمله إلى مرتبة الصحابة » ومن يقول ذلك ينمبى ما قاله انلق فى سورة 
الواقعة : 





حر ١‏ ؛ وح ووو 22299634225225 


مه قاعية 5 اءس عا معممة 2 2س 72-١‏ 0 جم 
«وَاسَيُوَ انْبئُونَ © أزلتبك الْمقروت جي فى جنتِ انيم ه له 

من الأوينَ ج َمل من الآيرين هع # 

( سورة الواقعة ) 

أى أن الآخرين أيضا لن يحرموا من أن يكون فيهم مقربون قادرون على استيعاب 
النصوص لاستنباط الحكم . إذن فالرضاع : معة أو مستان ؛ هذا مذهب . وعشر 
رضعات مذهب آخر., وخحمس رضعات مشبعات مذهب ثالث » وأخذ حمهور 
الفقهاء بالمتوسط وهو خمس رضعات مشبعات تحرمن الزواج » لكن بشرط أن تكون 
فى مدة الرضاع ء فلورضع فى غير مدة الرضاعة . نقول : إنه استغنى بالأكل 
وأصبح الاكل هو الذى يعطيه مقومات البنية . 


إذن فمسألة الرضاع متشعبة ؛ لأن النبى عليه الصلاة والسلام قال : « يحرم من 
الرضاع ما يحرم من التعبح 7 


والمحرم من الرضاع هو : الأم من الرضاع . والبنت من الرضاع . والاخت من 
الرضاع » والعمة من الرضاع ٠‏ والخالة من الرضاع » وهكذا نرى أنها عملية 
متشعية نحتاج من كل أسرة إلى اليقظة . لأننا حين نرى أن بركة الله لا نحوم حول كثير 
من البيوت لا بد أن ندرك لها أسبابا . أسباب البعد عن استقبال البركة من الله . . 
فالارسال الإلهى مستمر . ونحن نريد أجهزة استقبال حساسة تحسن الاستقبال . 
فإذا كانت أجهزة الاستقبال خربة » والإرسال مستمرا فلن يستفيد أحد من 
الإرسال . وهب أن محطة الإذاعة تذيع . لكن المذياع خرب ؛ فكيف يصل الإرسال 


إِذن فمدد الله وبركات الله المتنزلة موجودة دائما . . ويوجد أناس لا يأخذون هذه 
البركات ؛ لأن أجهزة استقباها ليست سليمة . وأول جهاز لاستقبال البركة أن البيت 
يبنى على حل فى كل شىء .. يعنى : لقاء الزوج والزوجة على حل . وكثير من 





. رواه احمد والبخارى ومسلم وأبوداود والنسائى وابن ماجه عن عائثة‎ )١( 





ح0432300- 2022000200094 و وله 


الناس يدخلون فى الحرمة وإن لم يكن بقصد . وهذا نائىء من الهوس والاختلاط 
والفوضى فى شأن الرضاعة ٠‏ والناس يرضعون أبناءهم هكذا دون ضابط وليس 
الحكم فى باهم . وبعد ذلك نقول لهم : يا قوم أنتم احتطتم لأولادكم فيا يؤدى إلى 
سلامة بنيتهم . فكان لكل ولد ملف فيه : شهادة الميلاد , وفيه ميعاد تلقى 
التطعييات ضد. الدفتريا » وشلل الأطفال وغير ذلك . 


فلماذا يا أسرة الإسلام لا تضعون ورقة فى هذا الملف لتضمنوا سلامة أسركم ء 
ويكتب فى تلك الورقة من الذى أرضع الطفل غير أمه , وساعة يأق للزواج 
نقول : يا موثق هذا ملفه إنه رضع من فلانة » فى هذا الملف تذرج أسباء النساء 
اللاق رضع منمن . . فتبنى بذلك أسرة جديدة على أسس إيمانية سليمة » بدلا من 
أن نفاجىء رجلا تزوج أمرأة ٠‏ وعاشا معا وأنجيا وبعد ذلك يتيين أنبها رضعا 
معاء وبذلك تصير المسألة إلى إشكال شرعى وإشكال مدنى وإشكال اجتماعى 
ناشىء من أن الناس لم تعد لمنبجها الإيمانى ما أعدته لمنيجها المادى . 


إذن فلا بد من التزام كل أسرة أن تأتى فى ملف ابتها أو بنتها وتضع ورقة فيها أسهاء 

من رضع منبن المولود . وعلى كل حال لم تعد هناك الآن ضرورة أن نأق بمرضعة 
للاولاد » فاللبن الجاف من الحيوانات يكفى ويؤدى المهمة » وصرنا لا ندخل فى 
المتاهة التى قد تؤدى بنا فى المستقبل إلى أن الإنسان يتزوج أخته من الرضاعة أو أمه 
من الرضاعة . أو أى شىء من ذلك . وبعد ذلك تمتنع بركة الله من أن تمتد إلى هذه 
الأسرة . و حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعيانكم وخالاتكم وبنات 
الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاق أرضعتكم وأخواتكم من الرضاعة » . ويقول 
الرسول صل الله عليه وسلم : « يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب 206 . 


وجاء القرآن بالأمور البارزة فيها فقط . « وأمهات نسائكم » فإذا تزوج رجل من 
امرأة ولها أم , بالله أيتزوج أمها أيضا ؟ إنها عملية غير مقبولة » « وربائبكم اللاق فى 
حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن » . الربيبة هى بنت المرأة من غير زوجها » 
فقد يتزوج رجل من امرأة كانت متزوجة من قبل وترملت أو طلقت بعد أن ولدت 


. رواه أحمد والبخارى ومسلم وأبوداود والنسائى وابن ماجه عن عائثة‎ )١( 





264-29222223 206© ٠٠ 


بتتا . هذه البنت يسمونها « ربيبة » وزوج الأم الجديد سيُدخلها فى حمايته وفى 
تربيته » وبذلك تأخذ مرتبة البنوة . والأمر هنا مشروط : « من نسائكم اللاق دخلتم 
بهن فإن لم تكونوا قد دخلتم ببن فلا جناح عليكم » فيادام الرجل قد عقد على المرأة 
ول يدخل بها تكون بنتها غير محرمة . أما العقد عل البنت حتى دون دخول فإنه يحرم 
الأمهات . 


« وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم » .أى زوجة الابنء وكلمة «من 
أصلابكم » تدل على أنه كان يطلق لفظ « الأبناء » عل أناس ليسوا من ن الاصلاب » 
وإلا لوان كلنة و الأنندء اتصرت فى الاتصرق عل ازلاد الانساقاسن لبه ا 
قال : « أبنائتكم الذين سس أصلابكم » . 


إذن كان يوجد فى البيئة الجاهلية أبناء ليسوا من الأصلاب هم أبناء التبنى » " 
وكانت هذه المسألة شائعة عند العرب » فكان الرجل يتبنى طفلا ويلحقه بنسبه 
ويطلق عليه اسمه ويرئه . وجاء الإسلام ليقول : لا . لا يصح أن تنسب لنفسك 
من لم تنجبه . لأنه سيدخحل فى مسألة أخوة لابنتنك مثلا » وسيدخل على محارمك » 
ولذلك أنبى الله هذه المألة . وجاء هذا الإنهاء عل يد رسول الله صلى الله عليه 
وسلم . فقد كانت المسألة متأصلة عند العرب . 


ونعلم أن زيد بن حارثة خطف من أهله . وبعد ذلك بيع على أنه رقيق » واشتراه 
حكيم بن حزام . وأخذته سيدتنا خديجة وبعد ذلك وهبته لسيدنا رسول الله . وصار 
زيد بن حارثة مولى رسول الله صل الله عليه وسلم . وعندما علم أهل زيد أن. 
ولدهم الذى خطف قدبما موجود فى مكة جاءوا إليها . فرأوا زيد بن حارثة » ونا 
سألوه أن يعود معهم قال لحم رسول الله صل الله عليه وسلم : أنا أخيره بين أن يذهب 
معكم أو أن يبقى معى ٠‏ انظروا إلى زيد بن حارثة كيف صنع به إيمانه وحبه لسيدنا 
رسول الله : قال : ما كنت لأختار على رسول الله أحداً . وظل مع سيدنا رسول الله 
صل الله عليه وسلم . وأراد الرسول أن يكرمه على العادة التى كانت شائعة فسياه 
وزيد بن محمد » وتبناء . 


إذن فالمسألة وصلت إلى بيت النبوة » التبنى وصل بيت رسول الله صلى الله عليه 


وسلم » وه الله أن ينبى هذه المسألة فقال سبحانه : 
ع د سم ره / 
مانا حدين رجالكر © 


(من الآية 4٠‏ سورة الأحزاب ) 


هذا يدل على أن صرامة التشريع لا تجامل أحداً حتى ولا محمدا بن عبدالله وهو 
رسول . وماكان محمد أبا أحد من رجالكم » . 


وبعض الناس الذين يتسقطون للقرآن يقولون : إن رسول الله كان عنده إبراهيم 
وكان عنده الطيب وكان عنده القاسم ٠‏ ونقول : أكان هؤلاء رجالا ؟! لقد ماتوا 
أطفالا » والكلام « ما كان محمد أبا أحد من رجالكم » » وهب أنهم كبروا وصاروا 
رجالا ء أقال من رجالكم أم من رجاله ؟ قال : وماكان محمد أبا أحد من 
رجالكم » أى لا يمنع أن يكون أبا أحد من رجاله ء هو أبوالقاسم وأبو الطيب 


وهذه المسألة أعذت ضجة عند خصوم الاسلام والمستشرقين والحق سيحانةه 
وتعالى وإن كان قد عدل لرسوله صل الله عليه وسلم » فتعديل الله لرسوله يشرف 
رسوله صل الله عليه وسلم ؛ لأن من الذى يعدل لمحمد ؟ إنه الله الذى أرسله . 


ويقول : « وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم » . ومفهوم هذه العبارة أن 
المحرمة إثما هى حليلة الابن من الصلب وقوله : «من أصلابكم » يدل على أنه 3 
كان هناك أبناء ليسوا من الصلب » إذن فالتبنى كان موجوداً قبل نزول هذا الحكم » 
وأراد الله أن يبطل عادة التبنى » وكانت متغلغلة فى الأمة العربية » فأبطلها على يد 
سيدنا رسول الله . لا مشرعا يئقل حكم الله فحسب , ولكن مطبقا يطيق حكم الله 
فى ذاته وى نفسه حتى يأخذ الحكم قداسته » ويجب أن نفطن إلى أن فكرة التبنى 
ينعا نعمت إل 31 رادا نيه اليه مل يد طايه سارف وا لفون 

من التكريم , 


ولذلك علينا أن نلحظ أن رسول الله صل الله عليه وسلم تصرف بالكيال البشرى 





فى إطار العدذل البشرى . والعدل هو : القسط . وساعة تبنى زيد بن حارثة وسياه 
زيد بن محمد إنما كان يدف إلى أن يعوضه والنه . لآن زيدا اختار رسول الله على 
أبيه » إذن فكان ذلك التبنى من رسول الله كالا وعدلا بشريا بالنسبة للوفاء لواحد 
آثر اختياره على اختيار أهله فإذا أراد الله أن يصوب فيكون كيالا إلهيا وعدلا إهيا . 
فلا غضاضة عند أحد أن يُصوب الكيال البشرى بالكال الإلهى . ولا أن يصوب 
العدل البشرى والقسط البشرى بالعدل الإلهى والقسط الإلمى . وأنزل الله وهو 
أحكم القائلين هذا الحكم بعبارة تعطى ذلك كله : 

ع العا ع سسا سن ارس ص #6 >> 
'( اذعوهم بام مرأفسَظ نذألل به 

(من الأية © سورة الأحزاب ) 

أى إن دعاءهم لآبائهم « أقسط عند الله » . وكلمة : « أقسط » إياكم أن تكونوا 
بعدتم ونايتم بها عن « عظيم » وه أعظم » . إنك ساعة تأق بصيغة التفضيل يكون 
المقابل لها وصفا من ججبنسها » ف « أعظم » المقابل لها « عظيم » , وه أقسط » المقابل 

لا رقشط . فيا فعله رسول الله هو قشط وعدل:: ولكن ما عدله الله أقسط مما 
صنعه رسول الله . إذن فيجب أن نفطن إلى أن الكبال البشرى والعدل البشرى 
شىء » والكبال الإلحى والعدل الإلمى شىء آخر . ومن نقله الله من عدل بشريته إلى 
عدل ألوهيته يكون قد تلقى نعمة كبرى . 


وإذا ما حاول المستشرقون أن يأخذوا هذه المسألة على أن ربنا.عدل له ويحاولوا ان 
يلصقوا برسول الله صل الله عليه وسلم خخطأ ما . نقول لهم : أنتم لا تحسنون تقدير 
الأمر ولا تفهمون الراد من ذلك . فالذى صوب هر الله الذى أرسله » وقد صوب له 
فعلا فعله فى إطار البشرية . وقال الحق : وهو أقسط عند الله » ومن الذى يجعل 
"البشر متساوين مع الله فى القسط والعدل والكيال ؟ 


. إن هناك قصة طار بها المستشرقون فرحا وكذلك يروجها خصوم الإسلام من أبناء 
الإسلام ؛ لآن من مصلحة خصوم الإسلام » وكذلك الذين لا يحملون من الإسلام 
' إلا أسمه ؛ يروجون أن هذا الدين يحتوى عل أكاذيب - والعياذ بالله ‏ فادام الواحد منهم 
لا يقدر أن يحمل نفسه على منهج الدين لا يكون له مندوحة ولا نجاة إلا أن يقول : 





©0٠« 2-0-0-0 +0203523225 +5 


هذا الدين غير صحيح ؛ لان هذا الدين إن كان صحيحا فسوف يهلك هو ومن عل 
شاكلته » فيكذبون أنفسهم وينكرون على الدين أملا فى النجاة فى ظنهم إذ لا منجى 
ولا أمل هؤلاء إلا أن يكون الدين كذبا كله . 


لننظر إلى القصة التى طار بها المستشرقون فرحا : النبى صل الله عليه وسلم هو 
محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب . وكان عبدالمطلب له بنت اسمها : أميمة بنت 
عبدالمطلب . وهى بذلك تكون أختا لعبدالله بن عبدالمطلب . وأنجبت أميمة بنتا 
اسمها د برّة ؛ . وغير النبى صلى الله عليه وسلم اسمها . لانه صلوات الله وسلامه 
عليه كان له ملحظ فى الأسياء ء اسمها ١‏ برّة » . والاسم جميل لأنه من البر وهو صفة 
تجمع كل خصال الخير . لكن رسول الله كره أن يقال فيها بعد : خرج رسول الله من 


عند دبرّةءء فساها وزيلب». 


وبرّة» هذه هى بنت أميمة فهى أبنة عمة رسول الله صل الله عليه وسلم . وزيد 
|ابن حارثة ‏ كيا قلنا كان علفلا ثم خطف وَسُرق . وبيع وانصرف إلى ملكية رسول 
الله . وبعد ذلك أراد رسول الله أن يكرمه على ما يقتضيه كاله البشرى وعدله 
البشرى فسياء «زيد بن محمد » . 


وعندما أراد زيد بن محمد أن يتزوج . . زوجه رسول الله من « برة » على مضضص 
منها. لأنه مَوْلى ء وهى بنت سيد قريش . وكان ملحظ الرسول صل الله عليه 
وسلم أنه يريد أن يجعل من المسلمين مزجا واحداً ء فلا فرق بين مَوْلى وسيد » 
وزوج بنت عمته لزيد ء وبعد الزواج لم ينشأ بينبما ودّ » وكل هذه تمهيدات الأقدار 
للأقدار ‏ 


٠‏ بالله لوأنها كانت أخذته عن حب وكان بينهما وثام » وبعد ذلك أراد الله أن يشرّع 
فهل يشرع عل حساب قليين متعاطفين متحابين ليمزقههما ؟ لا » المسألة ‏ إذن ‏ تمهيد 
من أوها , فلم تكن ها رغبة|فيه . وعندما يجد الرجل أن المرأة ليس طا رغبة فيه 0 
تبيج كرامته » وخصوصا أنه صار ابنا بالتبنى لرسول الله » ويكون رفض أمرأةٍ له 
مسألة ليست هينة » وتصعب عليه نفسه » فياق لرسول الله شاكيا ؛ وقال له : 0 





٠١١‏ احمح حمصتص مح صحمص ص مصححمحه 


تعجبنى معاشرة ‏ برّة » وأريد أن أفارقها . وكان ذلك تمهيداً من الله سبحانه لأنه يريد 
أن يتبى مسألة التبنى » فقد كانوا فى الجاهلية يحرمون أن يتزوج الرجل امرأة ابنه 
لمتبنى » ولذلك يقول الحق : 


اع دو ولاعردمى ساومم 2 ميم برعي سر عماس م مام 


#وَإ تقول للذئ أنعم الله عليه وأنْحَمْتَ عليه أمسك عيكَ رَوْجَكَ وَأنتي أت 
وحن فى نَفيِكَ ماله مبديه # 
( من الآية 57 سورة الأحزاب ) 
ومادام يقول له : و أمسك عليك زوجك » » فالكلام إذن قد جاء هعبرا عن رغبة 
زيد فى أن يفارقها . لكن خصوم الإسلام وأبواقهم من المسلمين يقولون فى قوله : 
و ١‏ اليه عد ل ل يتزوجها » ويخفى هذه 
الحكاية . 


نقول لهم : كونوا منطقيين وافهموا النص ٠‏ فربنا يقول : « وتخفى فى نفسك ٠‏ . 
أنتم أخذتم منها أن النبى كان يريد أن يتزوجها . والحق قال : « وتخفى فى نفسك 
ما الله ميديه » . فإِذا كنت تريد أن تعرف ما أخفاه رسول الله .» فاعرف ما أبداه 
الله » هذه هى عدالة الاستقبال . وبدلا من أن تقول هذا الكلام كى تشفى مرض 
نفك انظر كيف أعطاك ربنا من تفاصيل الحكاية . قال سبحانه : و وتخفى فى نفسك 
ما الله مبديه » فاذا أبدى ربنا ؟ وحين يبدى ربنا أمرًا يكون هر عين ما أخفاه 
رسوله » فللا ذهب زيد للنبى وقال له : أريد أن أفارق « برّة » قال له :1 امح 
عليك زوجك » لأن رسول الله عَلِم م مِنَ الله أنه يريد أن يزوجه « برة » التى هى امرأة 
زيد الذى تبناه كى ينهبى مسألة التببى . وأن امرأة المتبنى لا تحرم على الرجل » 
ويطبقها رسول الله صل الله عليه وسلم على نفسه . 





راجع أصله و خخرج أحاديثه الدكتور أحد عمر هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر . 





صمححصمحصحص٠وح‏ جح حمصص موحت أله 
لكن هناك أناس مازال عندهم مرض فى قلوبهم . وأناس منافقون » والرسول 
عليه الصلاة والسلام أراد أن يكون هذا الأمر واردا من الله فى قرآنه . فلو كان قد 
قال هذا الأمر بمجرد الإيحاء الذى جعله الله بينه وبينه لقالوا : هذا كلام منه هو؛ 
لذلك قال محمد صل الله عليه وسلم لزيد : أمسك عليك زوجك . فينزل ربنا الأمر 
كله قرآنا» فلم يقل محمد : أَهْمَنى ربناء أو ألقى فى 'روعى . لا. جاء هذا 
الأمر قرآنا. ولذلك يقدم الحق سبحانه وتعالى هذه المسألة فى سورة الأحزاب 
فيقول : 
« وما كان للمؤمن ولا مؤِْئةٍ إِذ قَصى الله ووسُوفٍ أمرا أن عون كم أيقيرَة 
ا ودمم ل ع« ريم ماة مد ” غم ”م ع اععم م 
من أمرهم ومن بع صآلله ورسوله, فد ضل ضلدلا مبينا © وإد تقول 
دع همونت علب أبن مَك رويك وني اومن في 
3 عد عار الى 1-0 ع ص ثرا 2 0 عاج عدم مووز 
َفْسكَ اال مبديه وتحْئى الناس والله أحق أن كحشله فلا طون زيد منها 
ع ا 2ه ديج * م 2 00 0 5 رم 7 : م 4ن صتب ا ه 
وطرا زو جنلكها لك لا يكون عل المؤمئين حرج ف أزوج ادعياييم 
تارة يلو 21 ج مم م 
تصني وا و0 أل أل مكل جع » 
(سورة الأحزاب ) 
© فالله أنعم على زيد بالإسلام وأنعمت أنت يا رسول الله عليه بالتبنى فلا تش 
الناس أن يقولوا : طلق المرأة من زيد ليتزوجها . كأن زواج « زيد » من ه زينب » . 
كان لغاية واحدة وهى أن تكون « برة » التى سياها رسول الله « زينب ه منكوحة لزيد 
الذى تبناه رسول الله بدليل : « فليا قضى زيد منها وطرا ؛ أى أدى المهمة » فأردنا أن 
تعطى الحكم : و زوجنا » فمن الذى زوج ؟ إنه الله » وليس رسول الله صلى الله 
عليه وسلم هو الذى تزوج . 
فإن كنتم تريدون أن تصعدوا المسألة فاتركوا رسول الله فى حاله » وصعدوها إلى 
ربئا. فقوله سبحانه : : فلما قضى زيد منها وطرا » يدل عل أن أصل الزواج من 
البداية مهد له ء فالغاية منه أن يقضى زيد منها وطرا وهو متبنى رسول الله » ويكون 
هذا الزواج عن كره منها » إنها غير موافقة عليه » وتنتقل المسألة عند زيد إلى عزة 





| ا 


ب ست ا سس يدك 


ويقول : لا أريدها . ويذهب إلى الرسول ويقول : أريد أن أطلق « برة » فيقول له 
الرسول : « أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفك ما الله مبديه » . والذى 
أبداه الله هو قوله لرسوله : « فلما قضى زيد منبا وطرا زوجناكها ؛ كأن الغاية من 
التكاح أن يقفى زيد منها وطرا وتنتهى الحكاية بالنسبة لزيد » ويأق الحكم بالنسبة 
لرسول الله فيقول ربنا : « زوجناكها » . 


فالذى يريد أن يمسك المسألة لا يمسكها على الرسول حيم سيت سيد . 
ربنا » « زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن 
وطرا » د الميي عابت ين أجل أن عا لديا 1 زذات املح عطلاة 
الولد المتبنى إذا قضى منها وطرا . هذا ما أبداه ربنا » إن الله حكم بأن الذى أخفاه 
الى يتل عات ونام سهديه + .إن كرس بمو الع بن التي ليام مل 
زواج الرسول بزينب إنه قوله تعالى : « لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج 
أدعيائهم إذا قضوا منبن وطرا» . 


فالعلة فى هذه العملية : يا ناس » يا محمد . يا زيد , يا زينب ء أو يا من يحب 
أن يرجف . العلة فى كل ذلك علة إهية من كال إلى وعدل إلحى يتركز فى قوله 
سبحانه : « لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منبن وطرا 
وكان أمر الله مفعولا و. والأدعياء : هم الذين يتبنونهم من غير ولادة . 


ومادام ربنا يريد أمرا فلا بد أن يفعل ء وأنتم آمنتم بأنه رسول » وإن لم تؤمنوا 
بأنه رسول يكون تكذيبكم برسالته أكبر من أنكم تنقدون تصرفه ١‏ فإن كنتم مكذبين 
أنه رسول . فيا شأنكم إذن ؟ إن تكذيبكم له كرسول هو أشد من أن تنقدوا تصرفا 
من تصرفاته بأنه تزوج ممن كانت امرأة ابنه المتبنى . وإن آمنتم بأنه رسول . فهذا 
الرسول مبلغ عن الله . 


إذن ففعل الرسول المبلغ عن الله هو الميزان للأعبال لا ما تنصبونه أنتم فُُ 
موازين . أتقولون للرسول الذى أرسله ربنا كى يبلغ منبجه ويطبق هذا المنيج 
' ويكون هو ميزانا للتصرفات . تقولون له : ستأخذ تصرفاتك ونعيدها على الميزان 





جمحصحهوت 22ج توج و حت وهات اه 
الذى نضعه ؟ ما كان يصح أن يفعل أحد هذا فإن قلت ذلك فقد عبملت الميزان 
من عندك » ونقلت الأمر إلى غير الحق » وهذا أول خط ؛ فالاصل فى الرسول أن 
كل فعل له هو الكيال » ولا تأق أنت بميزان. الكهال وتأق للرسول وتقول له : كيف 
فعلث هذه العملية ؟ لأنك عندما تقول ذلك فقد نصبت ميزان كال من عندك » 
وتاخذ تصرف الرسول لتزنه بميزان الكيال من عندك . وهذا مناقض للحق لانك 
آمنت بأنه رسول . 


ويعد ذلك يأق بالقضية العامة ليقول سبحانه : 


م 
ا ع رمج 4 وموس ا لس س ص اله مص م 4م موه 2 + 2 
إ#س لم لا 
بعل كَىْو طلِيما ‏ 4 


(سورة الأحزاب )» 

وكلمة « أبا أحد» أى لم يكن ابا لاحد , ماذا تفهم منها ؟ نفهم متها أنه أبوكم 

كلكم . «ماكان محمد أبا أحد ه لأنه أبو الجميع . بدليل أن أزواجه أمهاتكم . 

ومحرمات عليكم ٠‏ فهو إذن والدكم كلكم ؛ إذن فخذ بالك من دقة الأداء و ما كان 

محمد أبا أحد من رجالكم ؛ وبمنطق الواقع هو أب لكم كلكم ؛ لذلك هو لا يأخذ 

واحداً فقط ويقول : هذا ابنى . لاء هو أب لكم كلكم . وكل المؤمنين أولاده بدليل 
أن أزواجه أمهات لحمء قد يقول واحد : لقد كان عنده أبناء . 


نقول له : إن أبناءه لم يبلغوا سن الرجولة » وهب أنهم بلغوا سن الرجولة حتى 
باعتبار ما سيكون . فهؤلاء ليسوا رجالكم ولكتهم رجاله 8 «ولكن رسول الله وخاتم 
النبيين » والرسالة وختم النبوة به فوق شرف الأبوة . وجاء الحق بذلك حتى لا بحزن 
زيد » فرسول الله قد شرفه . وإن شرفك يازيد أنك كنت تدعى ابن محمد ء 
فيا يشرفك أكثر أنك مؤمن بمحمد كرسول ٠‏ فالعظمة فى محمد صلى الله عليه وسلم 
أنه سواء رسولا . 


ولذلك قلنا : إن :هذه جعلت بنوة الدم بلا قيمة عند الأنبياء » ونجد أن النبى 
جاء بسلان وهو من فارس وليس من قبيلته ولا هو بعربى وقال : 





ه١١١‏ احصوح صوص ص مص محص مصححوحه 


( سلبان منا آل البيت )20 


وقول الحق : دهماكان محمد أبا أحد من رجالكم » بمفهوم 'العيارة ونضحها 
الذوقى والأدائى والأسلوي أنه أبوكم كلكم ٠‏ فلا يتفرد به أحد دون الآخرء 
« ولكن رسول الله وبخاتم النبيين وكان الله بكل شىء علييا » وبعدما كان زيدٌ ابن 
عمد : أصبح زيدا ابن حارئة » ومحمد هو رسول الله » ومادمت أنت مؤمنا به يا زيد 
فرسول الله هذه تعوض إلغاء الأبوة بالتنبى بالنسبة لك . ثم إنك داخل فى الأبوة 
العامة من رسول الله للمؤمنين ؛ لأنك آمنت به كرسول . إذن فعندما نحقق فى هذه 
الشارة تمد انه يمل :يذ انها . وخير من هذا أنك يا زيد ‏ إن فقدت بين الناس 
اسم زيد ابن محمد . وكنت تجعل ذلك شرفاً لك ٠‏ فأنت الوحيد من صحابة رسول 
الله الذى يُذكر فى القرآن باسمه الشخصى ٠.‏ وت ؛كلمة و زيد» قرآنا يذكر 
ويتل ٠‏ ويتعبد بتلاونه ٠‏ وحفوظا على الالسنة ؛ تقؤم الذكر إذن فقد عوضك الله 
يا زيد » فقد قال الحق : « فليا قضى زيد منها وطراً » وهب أنه بقى زيد ابن محمد » 
ف الغ يدث ؟ منتراعا فى اللميرة > لعن يرتفع هرف ذلك تندما تقرأها ف كتاب 
الله المعجزة المتعبد بتلاوته . الذى ضمن الله حفظه . فقد ضمن الله تخليد اسم زيد 
إلى أن تقوم الساعة . إذن فذكره كزيد ابن محمد فى حياته أؤلى أو ذكر زيد فى 
القرآن ؟ إن ذكر اسمه فى القرآن أولى . وما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن 
رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شىء عليا» . 


إذن فقول الحق سبحانه : ه وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم » يدل على أن 
حلائل الابناء المتبنين حل لكم . بعد أن كانوا فى الجاهلية ‏ يحرمون ذلك . ويقول 
الحق من بعد ,ذلك : « وأن تجمعوا بين الاختين» وتحريم الجمع فى الزواج بين 
الأختين لآن بينهيا رحماً يجب أن تظل مغة المودّة والرحمة والضفاء > لكن إذا كانتا تحت 
رجل واحد تحدث عداوة ء ١‏ وأن تجمعوا بين الأختين إلا ماقد سلف إن الله كان 
غفوراً عا » وهذا الجزء من الآية و وأن تجمعوا ببين الاختين » مع استثناء الحق . 


فى قرله : « وأحل لكم ما وراء ذلك ؛ قد حصل فى فهمها والمراد منا خلاف . . 


. رواء الطيرائى فى الكبير ورواه الحاكم فى المستدرك‎ )١( 





وح جوت 102299022992922 1ه 


ونقول أولا المرأة فى ملك اليمين ليس ها حق قَبَلَ سيدها فى أن يطأها أو يستمتع بها » 
فملك اليمين لا يوجب عل السيد أن يجعل إقاءة أمهات أولاد . 


إن الأغم خليا رضي مدان ب و وكيا الله عنه ‏ أخذ 
ولا آمرك ولا أنهاك أحلتها آية سم > لسعو سيد يلو 
سيدنا على فقد حرم ا ا 
فهو حلال , وهذا هو الذى عليه أهل العلم بكتاب الله ولا اعتبار برأى من شذ عن 
ذلك من أهل الظاهر . 

ويتابع الحق : « إلا ما قد سلف إن الله كان غفوراً رحبي » أى أن هذا الأمر مادام 
قد سلف قبل أن يشرع الله » فهو سبحانه من غفرانه ورحته لم يؤاخذنا بالقانون 
الرجعى . فلا تجريم إلا بنص ولا عقوبة إلا بتجريم . ومادام الحكم لم يأت إلا الآن 
ولا يجمع أيضا بينهما فى زواج من إحداهما ووطء يملك بمين لأخرى . 

ويقول الحق من بعد ذلك : 


0 


9و المخصكدث نَل مَك ِلَامَمَلَك يمك 
عله ِل لَكُم ماو دَلِكْمَ نيتنا معو 
بولك مُحْصِنِينَ حون عر مسق سب هما أَسْكَمتَعمُ بوه 
كاوه ورك وْيصَة 1د بتاع َك 
فِمَاءصكْ ريو مربت الْمَرِيضَةٍ! إِنَأَسَمَكَانَعَلِيمًا 


عَكِيمَا © :6 





22-24-2229 +--40-030+2+422٠١١ 


وقول الحق : « والمحصنات من التساء ٠‏ هو قول معطوف على ما جاء فى الآية 
السابقة من المحرمات . أى سيضم إلى المحرمات السابقات المحصنات من النساء » 
ومن هن المحصنات من النساء ؟ الاصل فى الاشتقاق عادة يوجد معنى مشتركا . 
فهذه مأخوذة من و الحصن » . وهو مكان يتحصن فيه القوم من عدوهم ٠‏ فإذا 
تحصنوا فيه امتنعوا على عدوهم . . أما إذا لم يكونوا محصنين فهم عرضة أن يغير 
عليهم عدوهم ويأخذهم هذا هو أصل الحصن . والاشتقاقات التى أخذت من 
هله كثيرة -. منها ماجاء فى .قؤله تغالى : 
مج اب عنرَان الى خسنت فَرْجَها # 

من الآية ١7‏ سورة التحريم ) 

وه أحصنت فرجها » يعنى أنها عفت ومنعت أى إنسان أن يقترب منبا . وهنا 
قوله (الويسوي المي ر > الوم و أي وإوس - 
المتزوجات . فيادامت المرأة متزوجة ٠‏ فيكون بضعها مشغولاً بالغير » فيمتنع أن 
ياخذه أحد . وهى تمتنع عن أى طارىء جديد يفد على عقدها مع زوجها . هذا 
معنى « المحصتات من النساء » . فالمحصنات هنا هن العفيفات بالزواج . والحق 
يقول : 


« مَإَِآأُخْصنٌ َنأ بمَاِحمّة ََلَن نضفُ مَاعَل الْمُحْصَناتِ من 


مدب » 
( من الآية 72 سورة النساء » 


فيادامت الإماء قد أحصن بالزواج » هل يكن من المحصنات كالحرائر ؟ لا ٠‏ 
فهذه غير تلك ء فهن لا يدخلن فى 'المحصنات من الحرائرء وإلا لو دخلن فى 
المحصنات يكون الحكم واحدا. فهو سبحانه يقول : «فإذا أحصن فإن آتين 
بفاحشة فعليهن نصف ماعل المحصنات من العذاب » . وأصل الإحصان وهو 
العفة . . توصف به الحرة ؛ لأن الحرة عادة لا يقرمها أحد . وهذه امرأة أبى سفيان فى 
بيعة النساء قالت : وهل تزنى اللحرة؟ كأن الزنا كان خاصا بالإماء ؛ لأنبن المهينات . 
وئيس لحن أب أو أم أو عرض . قد يجترىء عليها أى واحد ٠.‏ وليس لها شوكة 





صبصحيمتح نصح محو محص صوص 1١ااسله‏ 


ولا أهل . ولذلك جاء عقابها نصف عقاب الحرة ؛ لأن الأمة يحوم حوها من الناس من تسول 


إذن فالاحصان يُطلق ويراد به العفة » ويطلق الإحصان ويراد به أن تكون حرة » 
ويطلق الإحصان ويقصد به أن تكون متزوجة ٠‏ وتُطلق المحصنات على الحرائر . 
فالوضع العام للحرة هو الذى يجعل لها أهلاً ولا يجترىء عليها أحد . لكن هُبٌ أن 
امرأة متزوجة ثم حدث خلاف أو حرب بين قومها وبين المؤمنين وصارت أسيرة لدى 
المسلمين مع أنها متزوجة بطريقتهم فى بلادها . وهى بالأسر قد انتقلت من هذا 
الزواج وجاءت فى البيئة الإسلامية وصارت مملوكة : وملوكيتها واسرّها أسقطت عنها 
الاحصان . فقال : «إلا ماملكت أيانكم » . 


إذن فهى بملك اليمين يسقط عنها الإحصان . وللمسلم أن يتزوجها أو أن يستمتع 
بها إذا دخخلت فى ملكه وإن كانت متزوجة لان هناك اختلافا فى الدارين » هى فى دار 
الإسلام ٠‏ وخرجت من دار حرب قصارت ملك يمين . ولا يكون هذا إلا بعك 
استيرائها والاستيثاق من خخلو رحمها من جنين يكون قد جاءت به من قومها لقوله 
صل الله عليه وسلم فى سبايا أؤطاس : «لاتوطأ حامل حتى تضع » ولاغير ذات حمل 
حتى تحيض » وهذا تكريم لها لأنها عندما بعدت عن زوجها وصارت ثملوكة ملك يمين 
فلم يرد الحق أن يعضلها بل جعلها تتمتع بسيدها وتعيش فى كنفه كى لا تكون 
محرومة من التواصل العاطفى والجسدى ٠‏ بدلا من أن يلغ سيدها فى أعراض الناس . 


والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم » وه كتاب الله » 
يعنى : كُنَبَ الله ذلك كتابا عليكم . وهو أمر مسجل موثق . وكيا هو كتاب عليكم 
فهو لكم أيضاء ويقول الحق : « وأحل لكم ماوراء ذلكم » . إذن فالمحرمات 
هن : محرمات نسب . ومحرمات رضاع . ومحرمات إحصان بزواج . 


د وأحل لكم ما وراء ذلكم » أى آحل لكم أن تتزوجوهن » ولذلك قال : 
و وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا » أى تطلبوا ‏ بأموالكم محصنئين » والمال نعلم 
أنه ثمرة الحركة . والحركة تقتضى التعب والمشقة » وكل إنسان يحب ثمرة عمله » 
وقد يدافع عنها إلى أن يموت دون ماله ؛ لأن المال ما جاء إلا ثمرة جد » وحتى إذا 





١١١2‏ أصمص ص وحص0ص وص حموح و مححوصه 


ما جاء المال عن ميراث ؛ فالذى ورئك أيضاً ما ورّئك إلا نتيجة كدّ وتعب . وعرفنا 
أن الذى يتعب مدّة من الزمن تساوى عشر سنوات قد يرزقه الله ما يكفيه أن يعيش 
بعدها مرتاحاً » والذى يتعب عشرين سنة قد يرزقه الله ما يكفيه أن يعيش ولده 
رياه » والذى يتعب ثلاثين سنة بيصت حفيده مرتاحا. 


إذن فكل ما تراه من مال موروث كان نتيجة جد وكدٌ ومشقة من الآباء » وإذا 
ماقال الحق : « أن تبتغوا بأموالكم » دل على أن مقابل البضع يكون من جهة 
الرجل .. « أن تبتغوا بأموالكم ؛ التى قال عنها سيدنا رسول الله : ( يا معشر 
الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم 
يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )20 , 


ومادام المال عزيزاً على الإنسان وأخذه من طريق احركة وطريق الجد وطريق 
العرق فيجب ألا ينفقه إلا فيها يعود عليه بالخير العاجل ولا ينسبى الخير الآجل ٠‏ فإن 
هرس ب عجرا عاجة ا ينها تفل ناخ أعل وو نت الل 1 ترضعة.. 
وأن تبتغوا بأموالكم حصنن » ود محصنين » كا عرفنا لحا معان متعددة . 

محصنين » أى متعففين أن تَلِعُوا وتقعوا فى أعراض الناس ٠‏ لالم "أل قيس 
مالك الذى كسبته بكدّ فيها يعود عليك بالخير العاجل والآجل . فلا تلغوا به فى 
أعراض الناس ؟ . لأنه من الممكن أن يبتغى إنسان لقاء امرأة كي مق 
الاب قي الا اه شرّ آجل » 
يقول فيها ربنا : « محصنين غير مسافحين » ومنه أخذ السفاح . 


فإياك أن تدفع أموالك لكى تأخذ واحدة تقضى معها وطراً . فكلمة « محصنين » 
تعنى التزام العفة » وشرح الحق كلمة محصنين بمقابلها وهو : مسافحين . من السفح 
وهو : الصب . والصب هطول ونزول الماء بقوة . فالماء فد ينزل نقطة نقطة . إنما 
السفح صب ء ولذلك سمى سفح الجبل بذلك لأن الماء ينزل من كل الجبل 
مصبويا . 


 دوعسم رواه اللبخارى ومسلم وأبوداود والترمذى واللسائى هن عبدالله بن‎ )١( 





لاك 
حممححوجج 0111-0204-0225 


هنا يلاحظ أن الحق حين يتكلم عن الرجال يقول : ٠‏ محصنين ٠‏ بكسر الصادء 
وحين يتكلم عن النساء يقول : ٠‏ محصنات » بالفتحة . لم يقل ١‏ محصنات ٠‏ 
بالكسرة . لآن العادة أن الذكورة هى الطالبة دائا للانوثة . والأنوثة مطلوبة دائها . 


غير مسافحين فا استمتعتم به متهن فآتوهن أجورهن » والاستمتاع هو إدراك 
متعة للنفس . ولمتعة توجد أولا فى الخطبة . فساعة يخطب رجل امرأة فهذا 
استمتاع . وساعة يعقد عليها وساعة تزف له. هذه كلها مقدمات طويلة فى 
الاستمتاع . لكن الاستمتاغ ليس هو الغرض فقط . يقول لك : إذا استمتعت بهن 
فلا بد أن تعطيهن مهورهن . ولذلك إذا تزوج رجل بامرأة ثم طلقها قبل أن يدخخل 
مها نقول له : ادفع نصف المهر ؛ ؛ لأنك أخذت نصف المتعة . فلو أن المتعة هى 
العكتية. المنسية رفقط ل يكن هذ ال سوا ريال هلا ع خليدا قن الذر كن 
نقول : 0 هذه مقدماث متعة ٠‏ 
فعندما يكون ذلك فإنه يكون قد استمتع بعض الثى 


الحق سبحانه وتعالى يريد منا أن نبنى حياة الأسرة على طهر . وعلى أمن ملكات . 
فانت تجد الرجل حين يكون بين أهله لا يجد غضاضة فى أن يغلق عليها الباب » 
لكن تضور وجوده مع امرأة دون زواج ٠‏ فالملكات النفسية تتصارع فيه . ويتريص . 
ويمكننا أن ننظر رجفته إذا سمع أى شىء . لأن ملكاته ليست منسجمة . هو سيمتع 
ملكة واحدة . لكن الملكات النفسية الباقية ملكات مفزعة . مما يدل على أن ما يفعله 
ليس أمرا طبيعيا . ومادام ليس أمرا طبيعيا فالملكات النفسية تناقضه . الحق سبحانه 


وتعالى يريد أن تُبنى الاسرة على طهر وعلى أمن . وهذا الآمن النفى يعطى لكل 
ملكات النفس متعة . 


وقلنا من قبل إن الإنسان إذا كان له بنت ثم رأى شابا يمر كثيرا على البيت ويلتفت 
كثيرا إلى الشرفة . ثم يقع بصر والد البنت عليه . ماذا يكون موقفه ؟ ميج كل 
جوارحه . فإذا ما جاء الولد أو أبوه وطرق الباب وقال : يا فلان أنا أريد أن أخطب 
ابتتك لنفسبى . أو أريد ابنتك لاببى . ماذا يكون موقف والد الفتاة ؟ إنه السرور 
والانشراح وتصبح الملكات راضية والنفس مطمثنة » ويتم إعلان البهجة وهو الذى 


]أ نك 


شون لخ اليسداة 
١١‏ احمححمحصمححمصحمحصممه 


يدعو الناس ويقيم فرحا ؛ لأن الذى خلق الزوجين الذكر والانثى حينها شرع 
الالتقاء ٠‏ أعطى فى النفس البشرية وفى ذراتها رضا بهذا الحكم بالالتقاء . 


ولذلك رو : جَدَع الحلال أنف الغرةة . 


أى أن من يغار على ابنته هو الذى يوجه الدعوات لزواجها . فكأن الغيرة فيها 
حمية . وإن طَلِبْ عرض عن غير طريق خالق الأعراض فلا بد أن تبيج النفس . فإن 
طلبها على وفق ما شرع خالق الأعراض تطمئن النفس . وهذه عملية قد يكون من 
الصعب تصورها. فيا الذى يسبب الرضا. ومن الذى يدفع فى القلب الحمية 
والغضب والثورة ؟ إنه ‏ سبحانه - هو الذى يفعل ذلك . 


والإنسان عليه أن يلتفت إلى أن كلا منا مكون من ملكات متعددة . فعقد الزواج 
وفول :« زوجنى » ود زوجتك ؛ وحضور الشهود . ماذا يعمل فى ذرات تكوين النفس 
لكى تسر ؟ إنما إرادة الحق . وهذا شىء معروف . وأنت حين يكون لك إنسان 
تعرفه فقط . والإلف السيال بينك وبينه مازال فى أوله . يكفى عندما تقابله أن تلقى 
عليه السلام ويُنتهى الأمر. لكنْ هناك إنسان آخر لا يكفى هذا السيال الودى بينك 
وبينه ٠‏ بل لا بد أن تسلم عليه بيدك ؛ لأن هناك جاذبية ومودة ولكل منهم) تأثير . 


إذن فعملية الود والولاء أمر يصنع تغييرا كيراويا فى النفس ١‏ ويكون التنافر إذا 
ماجاء اللقاء عن طريق ماحرم الله . والذى يأق عن طريق ماشرع الله يحقق 
النجاذب . والشاعر عندما خاطب من يحبه قال : 


نأى من وددته فافترقنا 


كان تنب ئلفة عل وداعا 

كان الشاعر يريد تطويل أمد التسليم ومسافته كى يغذى ما عنده من الود » وكأنه 
يريد أن يقول : أنا التقيت مع من أوده فاختفى فى واختفيت فيه . وهذا ناثىء من 
الامتراج . 





حصمصح وح حصو :5:56:25 اأكه2 


إذن فالتكوين العاطفى أو السيال أوجده الله كسيال التقاء . هذا إذا ما كان عل 
شرع الله . أما فى الحالة الأخرى فهو سيال كراهية . وما الذى يسبب ذلك ؟ إنه 
عطاء من الله وهو خخالق الرجل وخالق المرأة » فساعة يجى ء اللقاء عل وفق ماشرع 
الله فلا تستبعد أن يعدل الخالق الذرات . فعندما يحدث الامتزاج فلا بد أن الوفاء 
يأق كنتيجة طبيعية وكذلك الولاء . وبتحقق الانسجام هذا إيجاب . أما إذا كان 
اللقاء على غير طريق الله فلا انسجام فيه وهذآ سلب 


إذت فالحق سبحانه وتعالى يبنى الأسرة على هذا المعنى . وأنتم تعلمون أن 
الالتقاءات التى' تحدث عن غير طريق الله إنما تحدث فى الخفاء . ومتكورة الثمرة . فإن جاء 
منها أثر وحمل فسيلقى الوليد فى الشارع ويكون لقيطا وقد يميتونه . إنما الثمرة التي 
تق بالحل فالكل يفرح بها , 


فالحق سبحانه وتعالى يقول : « وأحل لكم ماوراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم 
حصنين غير مسافحين فا استمتعتم به منبن فآتوهن أجورهن » والاستمتاع أشياء 
كثيرة » وجاء الشيعة فى قوله : « فأ استمتعتم به متهن فآتوهن أجورهن » . وقالوا : 
هذا نكاح المتعة بدليل أنه سبحانه سمى ما أخذ فى نظير ذلك أجرًا ونقول : كلمة 
و أجر » هذه واردة تى الزواج » فسيدنا شعيب عندما جاءه سيدنا موسي عليه السلام 
قال له : أعطنى أجر ثيانى حجج . وسيأق فى الآية نفسها التى يتقولون بها ويقول : 
و وآتوهن أجورهن بالمعروف » . فسمى المهر « أجرًا » أيضا . فلاذا تأخذون هذا 
المعنى ؟ هم يقولون : نكاح المتعة حدث ٠‏ ونقول لهم : نكاح المتعة حدث ولتنظر 
إلى أسبابه , 


إن هذا التكاح قد حصل على يد مشرع وله حكمة ع ولكن ماذا بعد أن أنمى 
المشرع هذا الحكم وانتقل إلى الرفيق الأعلى ؟ لقد أنبى الحكم . إن الرسول صلل 
الله عليه وسلم أحل زواج المتعة فى فثرة وجيزة حينا كانوا فى غزوة من الغزوات 2 
وذهب قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنهم يريدون أن يبنوا حركة حياتهم 
على الإيمان الناصع . كان من الممكن أن يواروا هذه المسألة عن الرسول . إنهم قالوا 
له : ياارسول الله أنستخصى ؟ أى نخصى أنفستا ؟ فإدام الجهاد يُطلب منا أن نكون 





ري 5 1 
١>‏ :22+29 و بص حص مجهي 


فى هذا الموقع بعيدا عن أهلنا فلستخصض حئى لايكون عندنا رغبة , فأباح لهم 
رسول الله صل الله عليه وسلم زواج المنعة ؛ ولكنه أنباه . والدليل على أنه أنهاه . 
أن عمر بن الخطاب ‏ رضى الله عله . وأنتم تعلمون منزلته ‏ رضى الله عنه داف 
التشريع فى أحكام الله . إنه كان يقترح الاقتراح فينزل القرآن موافقا له . يقول 
عمر: مايجىء واحد ليستمتع إلى أجل إلا رجمته 


إذن فانتهت المسألة . وسيدنا على كرم الله وجهه ‏ أقر نى سيدنا عمرء 
وقالوا : إن ابن عباس قال به به . لكنه قال : إننى كنت قد أخطأت فيه . ونعلم أن 
صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم لم يجلسوا فى فصول تعليمية لسياع الوحى ء 
بل كان كل منهم يذهب إلى رسول الله بعدٍ أن يفرغ من عمله ٠‏ فهذأ سمع وذلك لم 
يسمع وعدا هو الج ل أن هذا روي زان ال بر كيان اس قال: 
إننى كنت أعرف مسألة المتعة . ولم يصح عندى خبر منعها إلافى آخر حياق . 


إذن فقول الشيعة : إن المتعة موجودة هو نتيجة أستدلال خاطىء . فقوله 
سبحانة : « فيا استمتعتم به متبن فآتوهن أجورهن ه علينا أن نقرنه بقوله أيضا في 
المهور فى الآية التالية : « فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن , لآن هناك فرقًا 

بين الثمن وبين الأجر ؛ فالثمن للعين . والاجر للمنفعة من العين . وم يملك الرجل 
0 المرأة . إنغا ملك الانتفاع بالمرأة ٠‏ ومادام هو ملك التفاع فيقال له أجر أيضا . 


وج سس سيان ارين أجورهن فريضة ه أى أن الذى فرض ذلك هو 
ربنا ٠ ٠‏ ولاجناح عليكم فيا تراضيتم به من بعد الفريضة ٠‏ ونلحظ هنا أن هناك 
قرا عن أن يسرع الى بق :أت يرك تاب الفضنا يقار فا لفن قا :ان 
المهر . لكن ماذا إن تراضت المرأة مع الرجل فى ألا تاخذ المهر وتتنازل له عنه ؟ أو أن 
تكلنها لطن تقر )ققد مز بعر و ل ا : و ولا تنسوأ الفضل بينكم » . 
فلا لوم ولا تعزيب فيا يتراضى به الزوجان من بعد الفريضة . وكلمة : تراضيتم » 
تدخل فى قوله سبصانه : 


وم عقوم ع لس 2 ماطف « عاد 2 04 
2 فإنطينَ لك عن تئ و منه نفسا فكلوه هنيها ميا 


( من الآية 4 سورة النساء) 





كتاذ 


مجح وح:جي 95-2 و :1102© 


وفى عصرنا نجد أن المرأة تأخذ مهرها من الرجل وتجهز منه أثاث البيت . مع أن 
المفروض أن يجهز الرجل لزوجته البيت وأن يبقى المهر كاملا لها . ولكن التعاون هو 
الذى يععطى العطف والتكاتف . 


ويذيل الحق الآية : « إن الله كان عليها حكيها » إذن فكل أحكام الله مبنية على 
العلم بما يصلح خلقه . ولا يغيب عنه أمر كى يؤخر نشريعه . فتأخير التشريع 
يعنى : أن الذى شرع غاب عن ذهنه جزئيات ما كانت فى باله ساعة شرع . وحين 
يأ الواقع يأق له بجزئيات لم تكن موجودة . فيضطر إلى إصدار تشريع جديد 
يستدرك به مالم يكن فى باله . والذين يقولون : إن التشريع الإلى لا يغطى حاجة 
البشر نقول لهم : من الذى سيغطيه ؟ أنتم يا مفكرون اتعدلون على الله ؟ إن الله 
يكشفكم أنكم تاتون بتقنينات . وبعد ذلك يظهر عيبها وعوارها وأخطاؤها 
فتضطرون أن تعدلوا ء فسبحانه عليم حكيم . فإن أخر حكما عن ميعاده فقد 
اقتضت الحكمة أن يكون كذلك . 


ومثال ذلك تحريم الخمر . لم يجى" به مرة واحدة ؛ لأن الشىء الذى تحكمه العادة 
والالف . لا بد فيه من الْعَيث .6 وأن يصدر التشربع على مراحل . وكل مرحلة 
تسهل المسألة بالنسبة لما سبقها . ويكون الأمر صعبا إذا كان التشريع دفعة واحدة 
لان ترك العادة دون تدرج يكون عسيرا شاقا ؛ لأن أهم شىء فى الخمر أنها تقود إلى 
الاعتياد » بدليل أن مدمن الخمر عندها يمر عليه الوقت يضطرب فياخذ كأسا 
ليستريح . وأول مرحلة فى التحريم أن الحق كسر الاعتياد . ومادامت هى عادة 
متغلغلة فمن الصعب جدا أن ينزعها صاحبها من نفسه مرة واحدة . فأولا جاء الآمر 
كعظة . وبعد ذلك يقول : ٠‏ يا أيبا الذين آمنوا لا تفربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى 
تعلموا ما تقولون » . ومادمت لا تشربها وأنت تصلى فكم مرة تصلى ؟ خمس مرات فى 
الغبار . إذن فعودك أن تترك وقتا من الأوقات غير ملتبس بالخمر . وتكون قد تعودت 
على ترك الخمر طوال النهار . وبعد ذلك يتدرج فيقول : 

0 وده له َ. عوةحف ‏ كم مصعست 28 
«( يلوك عن أللتمرِ ولي فل فيمآ ,ثم حكير ونع لذى # 


(من الاية 518 اسورة البفرة ) 


لكا 
حذا وسوس سي وس سوسس موصت 


لكن الأحمق عادة يرجح الإثم ويفعله؛ ومادام سبحانه قال : « فيهما إثم كبير 
ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ه . إذن فالائم يترجح . ويغد ذلك جعلها بعلمه ‏ سبحانه ‏ 
أمرا نهائيا , والحكمة شاءت أن يكون التحريم بالتدريج . ويطمئننا الحق على أن علمه وحكمته 
منوط بها إخخراج الأحكام . ولذلك قال : 


30 9 3 1 . 


ف مَأنَخْ من اي أو ها نات حير منها أومئلها ال تمل أل الله كل ىو 


( سورة البقرة ) 
وسبحانه عليم لا يخفى عليه ثىء . ويعلم ان امرأة أحبت زوجها لدرجة أن هذا 
الأجر ليس له قيمة , أو رجل أحب زوجته أيضا لدرجة أن النقود ليس ها قيمة 
عنده . ومادام سبحانه حكيم . فهو قد يجرى الأمور لا بحتمية ما افترض . ولكن 
بإبقاء على فضل المتعاملين 


ويقول الحق بعد ذلك : 


+2 وَمَن لم يَسْتَطِعْ كم طوْلا أن يكم 
2 المؤو ف ات ا كن 


م و 5 ره 0 تيم ع ل 1 
تبي التؤمكب تِ وألله” أعلم ب إيمنيكم بعض كين 
عض سوه بإِذْنِ أَهْلِهِنَ وَءَاثُوهرى أَجَورَهُن 
ار ال ام الاير مق 2 
الي د ل كوات يتات 
ار رس د 2جء 6-* - اي ا 0 
خدانٍ فإذا حصن فَإِنّ أتيرى بمْحِسَّة مَعَلَئينَ نضف 


مزالكن 





سا( 
31 


سس 2 _. ا ا وي 


و 
يحي () |6 


والاستطاعة تعنى أن يدخل الشىء فى طاعتى فلا يعصى ولا يتأبى على » وافرض 
أننى أمسكت قطعة حديد ولويتها . هنا تكون قطعة الحديد قد دخلت فى طوعى ء 
ومثال ذلك : ابنا آدم . حين قدم كل منه| قربانا لله فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من 
الآخر . فالذى لم يتقبل الله منه القربان قال : 


ه يَاميْييَنَ 4 


ؤمن الأبة /اا سورة المائدة » 


فهإذا كان رد الذى تلقى التهديد ؟ قال 
ممم ممعم 


ف لبن نسطت إل يَدَل ل لتقُتانى مآ أن بباسط يد بك لاك إن أَحَافٌ الله رب 


ا 


3 
ا * مع عملم 52 ا 03 
1 تح ون الع 5 0 . : 
لعلبين 20 إن اريد نتبوأ بإنمى وإنمك فتححسكون من أصعلب آلنارٍ وذالك 
2 5 ممةقء ه 31 مود سوسم معدرة مؤومه 
: 


ركو الطَنيِينَ © َطَوعَت له تفسهر قَثْلَ أخيه ففكلهر فاصبح من 
طبرن © » 


( سورة المائدة ) 

ما معنى : طوعثت له » ؟ طوعت يعنى : جعلته فى استطاعته . وعندما نمعن النظر 

فى « فطوعت له نفسه » نجد أن « اطاء » تشير إليه هوء وذلك يدل على أن الإنسان 

فيه ملكات متعددة ؛ ملكة تقول : اقتله . وملكة أخرى تقول له : لا تقتله . 

ضميره يقول له : لا تفعل . والنفس الأمارة بالسوء تقول له : اقتل . ويكون هو 
مترددا بين الأمرين . 


وقوله الحق : « فطوعت له » دليل على أن نفسه كانت متابية عليه . لكن النفس 


2300 


يلكا 
ج١١١‏ لوح ح وح 2ج جه 22099-+09+229---0-- 


الأمارة بالسوء ظلت وراءه بالا احاح حتى أن نفسه الفاعلة طوعت له أن يفتل أخياوى, 
ومع أن نفسه طوعت له أن يقتل أخيأة إلا انه أصبح هعد ذلك من النادمين . وبعدما 
أخذ شهوته من القتل ندم 2 وياق هذا الندم على لاله : 


مد 


ف 00 رات هاه 2 


ف بوَبِلو أَعَرْت أن أُحُونَ مثلّ هندًا الْغرَاب 1 رى سوه أجى ناصح 
من النندمينَ © 
رمن الآية #١‏ سورة المائدة ) 

أنت الذى قتلته » لكنك أصبحت من النادمين . لاذا ؟ لأن ملكات الخير دائها 
تُصعد عمل الخير وتحبط عمل الشر . والإنسان فد يبدأ شريرا » وإن كانت ملكاته 
ملكات خير غالبة » فهو ينزل من هذا الث لشر العالى ويخففه . وإن كانت ملكات الشر 
غالبة فهو يبدأ فى الشر قليلا ثم يصعده . فيقول فى نفسه : فلان فعل ف كذا وأريد 
أن أصفعه صفعة . وبعد ذلك قد يرفع من شره فيقول : ه أو أضربه ضربة » . لكن 
إذا ماكان الإنسان خيرا “فقول وغلان كاد ى 2 أزيد أن أضربه رصاصة أو 
أضربه صفعتين أو أوبخه ٠‏ إنه ينزل من الشر ويصعد من الخير . كا فى قصة سيدنا 
يوسف وإخوته حين قالوا : 

و ماقودد عام عاك ماع 8 افج]421 1 224 77 
ف د َالو يرست وأشوه أحب إلخ أببنا مثا وحن عصبة | إن أبانا ني صَلَلٍ 

من 0 فقوأ بوسفٌ أوأطرحوه أرضايكْلُ لك وجه بيك وتكوثوأ من 


بعدوء وما صَلِسِينَ د كَل قَآبلٌ مم لامفتلواً وت التةق 
عيبت بكب يَلتقطه بض النْبَة كم ملت © » 
(سورة يوسف) 
إنهم أسباط . وأولاد النبى يعقوب . فيقللون من الشر؛ يخففونه مباشرة 
قائلين : « أو اطرحوه أرضا » يعنى يلقونه فى أرض بعيدة » إذن فخففوا القتل فى 
نفس واحد. كيف تم هذا الانتقال من القتل إلى اطرحوه أرضا ؟ ثم خففوا الآمر 
ثانية حتى لا يأكله سبع أو يتوه ٠‏ فقالوا : « وألقوه فى غيابة الجب يلتقطه بعض 
السيارة » . 





خم الكل 
حموص 04+2٠ ٠‏ حو حموص حص رررروه 


إذن فقوله : : ومن لم يستطع منكم » أى من لم يستطع دخول الشىء فى طوعه أو 
أن تطوله يداه ؛ وهذا هو المقصود بالطول . ١‏ فطالته بده ؛ يعنى صار فى استطاعته » 
وفلان تطول علّ عل . أى تفضل على بشىء . ٠‏ وفلان تطاول عل ؛ أى ما كان يصح أن 
يجترىء على « وكلها من الطول . وه طولا ٠‏ : تعنى قدرة تطول بها الز زواج بمن 
تخب . أى أنت لا تملك مالا ولا تستطيع الطول . فهناك مرحلة أخرى . لا داعى 
للحرة لأن مهرها غال غالبا ؛ فخد من الإماء الأسبرات لأن مؤنتهن ونفقتهن 
خفيفة » وليس لحا عصبة ولا أهل يجادلونك فى المهر . فقال : « ومن لم يستطع منكم 
طولا أن يكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات » . 
والذى نلمحه فى الآية . أن نكاح ما ملكت اليمين يكون لغير مالكها ؛ لأن مالكها 
لا بحتاج ذلك . إنه يستمتع بها ويتغشاها , لأنبا ملك يمينه وليست مملوكة للغير . 


إذن فقد أياح لله للمسلم أن ينكح ما ملكت بمين غيره على شرط أن يكون ذلك 
بإذن مولاها رفاح لطع د لاطو رده كت متها لمن يملك رقبتها . فلا بد 
أن يستأذن حتى يكون أمر انقطاعها إلى الزروج فى بعض خدماته ما هو معلوم 
لأوليائهن . وأمر أيضا سبحانه ألا نستهين بأنها مملوكة ومهينة فلا نأنيها مهرها . بل 
يجب أن يُؤدى لهؤلاء مهورهن بما يعرف . أى بالمتعارف عليه ؛ لأن ذلك عوضص 
البضع . فإذا كان الحق قد أمر بأن نستأذن مواليهن وأمر بأن ناتيهن أجورهن . هنا 
بعض الإشكال أن المملوكة لا تملك ؛ لأآن العبد وما ملكت يداه لسيده . 


نقول له : نعم . ولكن إذا قلت : العبد وما ملكت يداه لسيده فلا بد أن تحقق 
ها ملكا أولا ثم يكون ما تملكه لسيدها . 0 
فى هذه الحالة لم يتحقن لا مهر . فقولك : العبد وما ملكت يداه . أي أعطها فتر: 
وفرصة لتكون مالكة بأ تُععلى الأجرتكرها لا أما كون ماها لسيدها فهذا موضوع 
: . وبعد ذلك تذهب التتزوجها إن ذلك يصح فهل نفهم من ذلك أنك إن 
ستطعت ستطعت طولا لا تنكح الإماء ؟ لا . وهل هذا يقلل من شأن الإماء ؟ لا ٠.‏ اذا ؟ 
1 للحكم العالية التى لا يقوفا إلارب . 


الله يريد أن يصفى مسألة الرق . فحين يأق واحد ويتزوج أمة مملوكة لغيره 


2-4224 -024-0240959914+1.41١1+11 


فأولادها يتبعونها فى الرق . فالأولاد فى الدين تتبع خير الأبوين . وفى الحرية والرق 
يتبع الأولاد الأم . فإذا ما تزوج إنسان آم ملوكة لغيره فأولادها الذين سيأتون 
يكونون عبيدا . وحين يتركها لسيدها ويتزوج غبرها من الحرائر . فمن تلذه من سيدها يكون 
حرا. إذن فسبحانه يريد أن يصفى الرق . هذه واحدة. الشىء الآخر أن الزواج : التفاء 
الذكر بالأنئى ليكونا نواة أسرة . فإذا ما كان الزوج والزوجة أكفاء . فالزوج لا يجد 
فى نفسه تعاليا على الزوجة . والزوجة لا تجد فى نفسها تعاليا على الزوج ؛ لأن كل 
واحد منبيا كفء للآخر. وهذه تضمن اتزان الحياة واتزان التعامل . لكن حين 
يتزوج واحد أمةٌ ليس فا أهل فقد يستضعفها وقد يستعلى عليها . وقد يذها . وقد 
يعيرها , وحين يكون لها أولاد قد يقولون لحم : ئيس لكم خخال مثلا . والمشرع يريد 
أن يبنى حياة أسرية متزنة .» ولذلك اشترط الكفاءة » وقال : 

» وتلبيؤات فحت كتين‎ (١ 

( من الأية 80 سورة النور) 

و بن الخ لوو موا ب الع ٠‏ نقول 
هم : إن هذا تشريع والتشريع تكليف وعرضة ة أن يطاع وعرضة أن يعصى »فسبحانه 
ين يشرع أن الطيبات يكن للطينين والخبيئات للضيينين + » فإن طبقتم التشريع تكون 
المسائل مستقيمة . وهذا يحمل الرد على من يقولون : مادام ربنا يقول : ٠‏ الطيبات 
للطييين » فكيف يتزوج فلان بفلانة وأحدهها طيب والآخر خبيث ؟ 


ونقول : إن هذا الحكم ليس فى قضية كونية حادثة ٠‏ بل هو قضية تشريعية 
تقتضى منا أن نتبعه وأن نجعل الطيبين للطيبيات والخبيثين للخبيئات ليتحقق 
التوازن . فإن كان خحبيثا وقال ها : أنت كذا وكذا تقول له : أنت كذا وكذا . 
فلا يقول هذه كى لا تقول له مثلها . أما الإنسان الطيب فهو يلين جائيه مرة وهى 
طيبة وتلين جانبها مرة . 


« ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات » كلمة و المحصنات » 
تعنى هنا الحرائر ؛ لأنها لوكانت متزوجة فلن نكون محل تزويج لآخر. «فمن 
ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات » وكلمة « فتى : نطلقها فى الحر على من له 





الك 
2+0 122922240-2+2+0ضن 


قشرة وتحات “ رونطلى كلكة فنا عل إىاقة ولركادت عتجورا : وعلما رسرل الله 
ألا نقول : هذا عبدى وهذه أمتى . وإنما نقول : «فتاى » ود فتان » . 


« فمن ما ملكت أيمانكم 0.ويتساءل البعض : وهل يتزوج الإنسان تمن يملكها ؟ 
نقول لهءلا . إنها حلال له فهى مملوكة له ملك يمن ويستطيع أن يكون له منها ولد . 
إذن فتكون ما ملكت ايان غيركم » ؛ لأن الله يخاطب المؤمنين على أنهم وحدة بنياثية , 
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم : «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه 


بعضا ,200 , 
ويقول الحق : 
ؤولا روا أ نفك » 


(من الآية 1١‏ صورة الحجرات) 
ويقول فى موضع آخر : 
ابن اع ع ص ور وديم للضم و مم 6م 8 0100 01 
فَإِذَا دحلم بيوتأ ف فلمو علخ انفسك محية من عندالله © 
( من الآية 2١‏ سورة النور) 
فهل يسلم المؤمن على نفسه أو يسلم على من دخل عليهم ؟ 
إن الحق يريد بالتشريع أن يجعل المؤمنين كالجسد الواحد . ولذلك قال أيضا : 
+ ولا تفلو 2 0 
( من الآية 4؟ سورة النساء ) 
أى لا تقتلوا غيركم . والمعنى هو أن الوحدة الإبمانية يجب أن تجعلنا متكاتفين فى 
وحدة . 
« فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم ؛ . وقد تقول : 


. رواه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى عن أن موسى‎ )١( 





تج 11١١‏ اج وو 0222--9--0-- 02-00-09 


إن إيمان ملك اليمين ضعيف وتجملها علة . يقول لك الحق : لا موالله أعلم 
بإيمانكم » ولعل 9 خير فى الايمان منك ؛ لأن هذه مسألة دخائل قلوب ءوانكك 
يكفياك أن تعلم الظاهر . 


والحق سبحانه وتعالل 3 الأمن يعالجه معالجة رب . يعلم واقع ما خلق 
ويعطى كل مطلوبات المخلوق . هو أولا اوضح : أنتم إن كنتم لا نستطيعون طولا 
أن تنكحوا المحصنات فانكصوا الإماء . وهذ! من أجل مزيد من تصفية الرق 


بعد ذلك يقول : ٠‏ والله أعلم بإهانكم بعضكم من بعض ٠»‏ فإن كنت ستتزوج 
يجب أن تجعل نصب عينيك أمرا هو : أن « بعضكم من بعض ٠‏ . أى أنكم جميعا 
من آدم . ومادمت قد آمنت . فالإيمان سوى بينكما. فإذا ذهبت لتتزوج فلا بد أن 
تضع هذأ نصب عينيك ٠.‏ إنه سبحانه يعالج واقعا 


ويقول بعد ذلك : « فانكحوهن بإذن اهلهن : . وهذا إشعار بأن من تحت يده 
فتاة بملك بمينه فعليه أن يعاملها معاملة الأهل ليعوضها عما فقدته عند أهلها هناك . 
ولتشعر أنبا فى حضانة الإسلام مثلما كانت فى حضانة أهلها وآبائها أو أكثر . 


إذن فالذى يملك لابد أن يجعل نفسه من الأهل ؛ وبذلك يزيد الحق سبحانه 
وتعالى من أبواب تصفية الرق . وأوضح : فإن لم يُدخل واحد منكم من يملكه فى 
هذه المصاق فسوف يبقيه رقيقا . وإذن فعليه أن يطعمه ثما يأكل ويلبسه مما يلبس 
ولا يكلفه ما لا يطيق ٠.‏ فإن كلفه ما لا يطيق فيدك بيده . وعندما يوجد معك إنسان 
تليسه من لبسك وتطعمه من أكلك . وعندما يعمل عملاً يصعب عليه فأنت 
تساعدهء. فأى معاملة هذه؟ إنها معاملة أهل . 


انظر كم مسألة يعالجها الحق : يعالج طالب الزواج ويعالج المملوكة » ويعالج 
السادة . إنه تشريع ربّ الجميم . فلا يشرع لواحد على حساب آخخر . ومادامت 
ملك يمين وها سيد فهذا السيد له مصالح لابد أن تستاذنه . فقد لا يستطيع أن 





م 11 
سوه اليسطاغ 
7+ -+04222-<-042- 22022622229 وآاأقلت 


فاتكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن اجورهن بالمعروف , فلأمة تنكح بإذن فن يملكها 
كى يعرف أن هناك من دخل شريكا له فى العملية ويأخذ البضع وهو الزوج . وحين 
يُستأذن السيد ويزوجها فهو يعلم أنها ل تعد له . وبذلك لن يأخذها أحد من خخلف 
ظهره , وهو بالاستئذان والتزويج يرتب نفسه على أن البضع قد أغلق بالنسبة له . وبقيت 
له ملكية الرقبة . أما ملك البضع فهو للزوج . 


« وآتوهن أجورهن بالمعروف ٠‏ فإياكم أن تقولوا : هذه مملوكة يمين وأى شىء 
يرضيها ويكفيها , لا . فلها مهر بالمعروف أى بالمتعارف الذى يعطيها ميزان الكرامة 
فى البيثة » ه محصنات غير مافحات ولا متخذات أخدان »وقلنا: إن المحصنة هى 
العفيفة . « غير مسافحات » والمسافحة + 0 تمارس وترا اول عملية الزنا ؛ ويسموتها : 
امرأة عامة . ومتخذات أخدان : أى يتخذن عثّانا وأخدانا . 


« فإذا أحصن فإن أثين بفاحشة فعليهن نصف ماعل المحصنات من العذاب » 
أى إذا تزوجت الإماء وجاءت الواحدة منهن بفاحشة فلها عقاب . أما إن لم تحصن 
فليس عليهن حاكم ويقوم سيدها بتعزيرها وتأديبها ؛ لآن الأمة عادة مبتذلة » لكن 

' عندما تتزوج تصير عحصنة . فإن أتت بفاحشة لقول لها : أنت لك غقابك 
الخصوصى . لن نعاقبك عقاب الحرة ؛ لأن الحرة يصعب عليها الزنا » لكن الأمة قد 
لا يصعب عليها أن يحدث منها ذلك . فليس ها أب ولا أخ ولا أسرة . فقال : 
« فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ماعل المحصنات من العذاب ٠‏ . أى نصف ما 
على الخرائر من العذاب . 


لكن الخوارج أخذوا الكلمة فى معنى من معانيها ليخدم قضية عندهم وقالوا : إن 
« المحصنات ٠‏ هن المتزوجات ٠.‏ هم يريدون أن يأخذوها بمعنى المتزوجات كى 
يقولوا : مادامت الأمة عليها نصف ماعلى المتزوجة . إذن فالمئزوجة ليس عليها 
رجم لآن الرجم 0 والخوارج أخذوا هذه وقالوا : إن القرآن لا يوجد 
فيه رجم واكتفوا بجلد الزانية مائة جلدة . 


ونقول لهم : أنتم أخذتم المحصنة على معنى أنها المتزروجة ٠.‏ ونسيتم « ومن لم 





226224-22-59 حصو‎ ١١٠١ 


يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات ‏ . . فالمحصنات هن الحرائر , فلمإذا أخذتم 
المحصنات هناك بمعنى الحرائر والمحصنات هنا بمعنى المتزوجات ؟! إن عليكم أن 
تأخذوها بمعنى الحرائر ولا حجة لكم فى مثل هذا الباطل . وبذلك تسقط الحجة » 
فالدليل إذا تسرب إليه الاحتمال سقط به الاستدلال . 


ثم نبحث بحثاً آخرء نقول : يقول الحق : « فعليهن نصف ما على المحصنات » 
لو أن الحكم على إطلاقه لما قال الحق : « من العذاب ه. فكأن الذى عليها فيه 
النصف هو العذاب ٠.‏ وما هو العذاب ؟ العذاب هو إيلام من يتألم 5 والرجم ! ليس 
فيه عذاب لأنه عملية إتباء ححيأة » والآية تبين المناصفة فيها و عذاباً آما 
ما لا يكون عذاباً فهولا ينضّف والحكم غير متعلق به . فالعذاب إنما يأق لمن يتألى . 
والالم فرع الحياة . والرجم مزيل للحياة » إذن فالرجم لا يعتبر من العذاب . والدليل 
على أن العذاب مقابل للموت أن الحق سبحانه وتعالى حينما حكى عن سيدنا سليهان 
وتفقده الطير قال : 


ممعم 


0 : مالي لأرى المذهد أم كان من الْعَايِبِينَ © عبس عَذَائا عَدِيدا 
وبحب »© 
( من إلآية 7١/5٠‏ سورة النمل ) 
فالذبح وإزهاق الحياة مقابل للعذاب » فقوله : ٠‏ نصف ما على المحصنات ٠‏ 
فالمتكلم فيه الآن العذاب وليس الرجم . وليس إزهاق الحياة وبهذا يسقط 
الابتد ةل , 


والذين يقولون : إن آيات ١ل‏ لقرآن لا تدل على رجم نقول لحم : : ومن الذى قال 
لكم إن القرآن جامع لكل أحكام منهج الله فى الإسلام وأنه فصل كل شىء ؟. . 
القرآن لم يجىء كتاب منبج فقط . وإنما جاء معجزة وكتاب منهج للاصول . ثم ترك 
للرسول صل الله عليه وسلم أن يبين للناس ما نزل إليهم فضلا على أن الرسول صلى الله 
عليه وسلم بنص القرآن عنده تفويض من الله أن يشرع . وتلك ميزة تميز بها صلى الله عليه 
وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين فالته قد أعطاه الحق فى أن يشرع ٠‏ بدليل أنه سبحانه قال فى 
صلب القرآن الذى يشتمل على أصول منيج الإسلام : 





ةذ 
40-24+<---9--4-0+<-2 222222 دلت 


(من الآية 7 سورة الحشير) 
يه شيعيل فر الزن ٠‏ وإلا فليقل لى من يدّعى أن فى القرآن كل حكم 
من أحكام دين الله . من ) ين أخذ تفصيل حكم الصلوات الخمس ؟ ومن أى آية 
أخذ أن الصبح ركعتان ؟ وأخل الظهر أربعا وأخل العصر أربعاً » والمغرب ثلاثا » 
والعشاء أربعا . من أين أخذها ؟! إذن لا يوجد شىء من ذلك . فا معنى ذلك ؟ 
معنى ذلك أن القرآن جاء كتاب معجزة وفيه منهج يتعلق بالأصول 5 ومادام المنيج 
الذى تعلق بأصول الأشياء قد أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشرع . 
إذن فتشريعه مأمور به وماذون فيه من صلب القرآن . ولذلك إذا جاء لك حكم من 
الأحكام وقال لك المتعنت : هات لى هذا الحكم من القرآن . ونظرت فى كتاب الله فلم 
تجد . فقل له : دليل الحكم فى القرآن هو قول الله : :وما آناكم الرسول فخذوه وما نهاكم 
عنه فانتهوأ » . وأى حكم من الأحكام يأنى ولا تجد له سند من كتاب الله ويقال لك : 
ماسننه ؟ قل : « وما أتاكم الرسول فخذوه وما نماكم عنه فانتهوا » . 


والمنبج أوامر ونواه . إذن فالطاعة أن تمتثل أمرأ وتجتنب نبياً . تلك هى الطاعة » 
كل منهج أو دين أمر ونهى ٠‏ فامتثل الآمر واجتنب النهى . وأنت إذا تصفحت القرآن 
وجدت آيات الطاعة المطلوبة من المؤمن بمنهج الله والذى شهد بأنه لا إله إلا الله وأن 
محمداً رسول الله تتمثل فى الأمر والنبى فَإذا ما السيعر أت القرآن وجدت - كا قلنا 
ماقا - أن الى سيخالة زتعا يفوك قر قى الطاعة ؛ 


بط قل اطبعوأ الله والرسول © 
(من الآية 7 سورة آل عمران )» 
ولم يكرر الحق هنا أمر الطاعة . فالمطاع هو المكرر . فه أطيعواء أمر واحد » 
نطيع عن 1... الله والرسول . المطاع هنا هو الله والرسول . ومرة يكرر أمر الطاعة 
فيقول 
يمو ومو سول » 


( من إلأية 417 سورة المائدة ) 





ومرة ثالثة يقول : 
له درذء فوده ب 7 
+ وأطيعوا السو لَعذَكر موا 3 
امن الأية 7ه سورة النور) 
ومرة رابعة يقول : 
+4 * مموسمة "ومهة# م ماء 4 00 
©( أطبعوأ أله وأطيعوأ إسول وأو ال متك |* 
( من الآية م 
وأدخل هنا أولى الأمر أيضا . إذن فمرة يأمر بالطاعة ويكرر المطاع فقط . أى : 
يوحد أمر الطاعة ٠‏ ويكرر المطاع دقل أطيعوا أبله والرسول » : فوحد أمر الطاعة 
وكرر المطاع » ومرة يكرر أمر الطاعة . ويكرر معها المطاع : ٠‏ وأطيعوا الله وأطيعوا 
الرسول » . ومرة يقول « وأطيعوا الرسول ؛ فإذا قال لك : « أطيعوا الله والرسول ٠‏ 
فالأمر قد توارد فيه حكم الله وحكم الرسول . إذن فتطيع فيه الله والرسول . وإذا 
كان لله أمر إجمالى وللرسول أمر تفصيل” كالصلاة والزكاة والحج . إذن فتطيع الله 


' وتطيع الرسول . 


وإذا لم يكن لله أمر فيه بل جاء من باطن التفويض فى قوله سبحانه : «وما آتاكم 
الرسول فخذوه وما نباكم عنه فانتهوا ه . فهذا الأمر أطيع فيه الرسول . لأنه جاء فى 
آية أخرى قوله : « من يطع الرسول فقد اطاع الله » . لاذا ؟ لأن الرسول عمل 
بالتفويض الذى أعطاء الله له حسب قول الحق : « وما آثاكم الرسول فخذوه 
وما نياكم عنه فانتهوا » 


وبقيت طاعة أولى الأمر التى جاءت فى قوله : « أطيعوا الله وأطيعوا الرسول 
وأولى الأمر منكم » أى اطيعوا أولى الامر من باطن طاعة الله وطاعة رسوله . فلم 
يفرد ولى الأمر بطاعة وإنما جعل طاعته من : «١‏ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ٠‏ . فلم 
يقل : وأطيعوا أولى الأمرء بل قال : وأولى الأمر. أى من باطن طاعة الله 
والرسول . إنها دقة الأداء فى القرآن . تأمل ما يقوله الحق سيحانه : « وما آتاكم 
الرسول فخدوه وما نباكم عنه فانتهوا : . 





لقد فلنا : إن الطاعة امتثال أمر واجتناب نهى .. والموجود هنا « آتاكم ٠»‏ 
وه نباكم ؛ ؛ فه أن ٠‏ هذه جاءت بدل وما أمركم والغبى موجود بلفظة « وما نهاكم 
عنه » الأمر هو« آتاكم » 5 ولاذا لم يقل : وما أمركم به الرسول فخذوه ومأ نهاكم 
عنه فانتهوا ؟ ولاذا لم يختصر فيقول : وما آناكم الرسول فخذوه ؟! لأن الإتيان من 
الرسول إما أن يكون قولاً وإما أن يكون فعلاً . ولكن أيكون المنبىّ عنه فعلا يفعله 
الرسول ؟! لا يمكن . 


إذن فالتهى لا يتاق إلا نهياً ومنعا من الفعل . لكن الإيتاء يكون قولاً أو فعللا ؛ 
لأنه عندما يقول لك : لا تشرب الخمر. فاذا كان يفعل النبى كى نأخذه من 
الفعل ؟ إن الرسول قطعا لم يشرب الخمر . إذن فقول الرسول وفعله يتأق فى المأمور 
به . وأما فى المنبى عنه فلا يتأق إلا قولاً . بالله أمِنَ الممكن أن يأتى بهذا عقل 
بشرى ؟ لا يمكن . ولايقوها إلا الله . 


ثم نبحث بحا آخر يا خوارج . إن الرسول إنما جاء ليبلغ عن الله ومراد التبليغ 
أن يعلمنا بالحكم . لنؤدى مدلوله » فإذا جاء حكم قولاً بالنص . فالذى يشرحه لنا 
هو ما يقعله الرسول . وحين يفعله الرسول أيوجد يمال للكلام فى هذا النص ؟ 
لا يوجد . بل تكون المسألة منتهية ‏ إذن فالفعل أقوى ألوان النص فى الأوامر ؛ لآن 
الأمر قد يأتى كلاما نظريا » وقد يتأول فيه البعض . لكن عندما بفعل الرسول يكون 
الحكم لازم + لان الذى فعل هو المشرع . 


أرجم رسول الله أم لم يرجم ؟ قد فعل رسول الله ذلك . وفعله هو نص عمل . 
إِنْ الفعل ليس نصاً فوليًا يُتاول فيه . لقد رجم الرسول ماعزاً والغامدية ورجم 
اليهودى واليهودية وكانا قد أحصنا بالزواج والحرية . . وفعل الرسول هو الأصل فى 
الحكم . فدليل الخوارج إذن قد سقط به الاستدلال وبقى ما فعله المشرع وهو 
الرسول المفوض من الله فى أن يشرع قولا أو فعلا أو تقريرا . أى يرى أحدا يفعل 

ثم تبحثها بالعقل : إذا كنت تريد ألا يوجد فى الزنا حد إلا الجلد . أتسوى بين 
من لم يتزوج ومن تزوج ؟ إن المتزوجة لها عرض وفا زوج وها نسب ونسكل . هل 

للب | | با سلس 


>0-09000003224032 ١٠.9: ححص جح‎ ١١١ ١ هت‎ 


هذه مثل تلك التى لم تتزوج ؟! إن هذا لايتأق أبدا بالعقل » إذن فحكم الرجم 
موجود من فعل الرسول . والدليل الذى استندل به الخوارج هو دليل تسرب إليه 
الاحتيال . والدليل إذا تسرب إليه الاحتهال سقط به الاستدلال . 


« فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ماعلى المحصنات من العذاب ذلك لمن خشى 
العنت منكم » . ومن هو المقصود ب « ذلك ٠‏ ؟ المقصود به إباحة نكاح الإماء لمن لم 
يجد ملؤلا أن ينكح من الحرائر . وما هو« العنت ٠‏ ؟ ٠‏ العنت » هو المشقة واللجهد . 
وإرهاق الأعصاب . وتلف الأخلاق والقيم . لأن الإنسان إذا هاجت غرائزه إما أن 
يعف وإما أن ينفلت . فإن انفلت فقد تسرب الفساد إلى قيمه وإلى خلقه » وإن لم 
ينفلت والتزم . ماذا يحدث ؟ سيقع بين أئيات المرض القلى وثانيه الأمراضض 
العصبية . فأياح له الله أن يتزوج الْآمَةَ » إن لم جد طولا فى الزواج من الحرائر . 


ويذلك يكون مفهوم الآية : إن الذى لا يخشى العنت فليس ضروريا أن يتزوج 
الْمَهه'» . وليس هذا تزهيدًا فى الامَةٍ بل فيه احترام لها . لانها إن تزوجت ثم ولدت 
عمن تزوجته فسيصبح ولدها عبدا . والله يريد أن يصفى الرق والعبودية ٠‏ فيوضح 
له : دعها لسيدها فإن أعجبته وَخَلّت فى عينيه ووطئها وجاءت منه بولد فستكون هى 
والولد من الأحرار إنها قد دخلا فى دائرة الحرية , 


إذن فالحق يريد أن يصفى الرق ‏ ثم قال : «وأن تصبروا خيركم لكم ه أى 
وصبركم عن نكاح الإماء . وأنتم فى عفة وطهر عن مقارفة الإثم إن ذلك خير لكم 
من زواجهن . فنكاح الخرائر أفضل . 


ويذيل الحق الآية : بقوله : « والله غفور رحيم ٠‏ أى إنه ( غفور) لما قد بدر 
وحصل منكم من ذنوب استغفرتم ربكم منها ( رحيم ) بكم فلا يعاجلكم بالعقوبة 
شفقة عليكم وحبا فى رجوعكم إليه . 





)١(‏ من الفقهاء من يشترط لصحة نكاح الآمّة شروطا عى : الا يد ما يتزوج به امرأة حرة » وأن تكون الآمة 
مسلمة .. وأن يخاف الوقرع فى الاثم . 








ب7/ب 2017110224 


11 2 3-8 020 0 001 0 
الزن من بإحكم ووب عَلِيَحُمَ وألله علِيمٌ 


0 و © 0 


ماذا يبين لنا ؟ إنه ‏ سبحانه ‏ يبين القوانين الحاكمة لانتظام الحياة . . وقلنا إنه 
لا يمكن أن يوجد تجريم إلا بنص ولا توجد عقوبة إلا بتجريم . فقبل) يعاقبك على 
أمر فهو يقول لك : هذه جريمة وينص عليها » إنه لا يأق ليقول لك : فعلت الثىء 
الفلانى وهذه عقوبته ؛ لأنك قد تقول له : فعلت هذا الفعل من قبل ول أعرف أنه 
جريمة وعليه عقوبة . إذن فلا يمكن أن تعاقب إلا إذا أجرمت . ولا يمكن أن تجرم 
إلا بنص . فيريد الله أن يبصركم ببيان ما تصلح به حركة حياتكم , والله آمن 
عليكم من أنفسكم . لأنه هو سبحانه الذى خلق وهو يعلم من خلق . 


إن سبحانه ‏ وحده ‏ الذى يقئن ما يصلح محلوقه , أما أن يخلق هو وأنت تقنن 
فهذا اعتداء ؛ لأنه سبحانه يقئن لا يعلم ‏ ولله المثل الأعلى - وقلنا سابقا : إن 
المهندس الذى يصنع التليفزيون هو الذى يضع له قانون الصيانة ؛ لأنه هو الذى 
صمم الآلة . وهو الجخدير بأن يضع لها قانون صيانتها . فيعلمنا : المفتاح هذا 
لكذا . وهذا للصورة وهذا للصوت . 


إن الذى خلق الانسان هو الذى يضع قانون صيانته المتمئل 3 « افعل 
ولا تفعل » ٠‏ وترك سبحانه أمورا 0 يرد فيها افعل ولا تفعل . وهى متروكة عل 
الإباحة. تفعله أو لا تفعله . إنه سبحانه : « يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن 
الذين من قيلكم ٠»‏ . والسنة عى الناموس الحاكم لحركة الحياة . والحق يقرل : 
عوك .مع > مممه | مءظ رم اي س ور ارسج 42 7 
انه ا لين ين ل ول جد نه الا ديلا وج » 
( سورة الاحزاب ) 





الا 
ه١١‏ أاحم_ومحصح مح نون حونج جو موحت مح 


والرسل سبقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . . وعرفنا الذين أطاعوا رسلهم 
ماذا حدث لهم . والذين كذبوا رسلهم ماذا حدث هم . لقد قال الحق فى شأنهم : 


0 


موه 6#عدي س6 وه 2م وموس عرس اس كر صم ويم 2+ زممءة م2 
عل فكلا دنا يذَنِهء نهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة 


4 


وا ماءم مد ووروم مم عاض وول عم مف 


0 ص د به الْأرْضٌ ونيم من اغرفنا 

عه عد اام ا اف جز 

كانوا نهم يَظَلسُونَ جم 4 

( سورة العنكبوت ) 

فالله يريد أن يبين لنا سنن من قبلنا . أى الطرائق التى ُكموا بها . وماذا حدث 
لاهل الحق وماذا حدث لأهل الباطل . إذن فهو ليس تقنينا أصم . بل هو تقنين 
مسبوق بوقائع تؤكده وتوثقه . « ويهديكم سئن الذين من قبلكم ويتوب عليكم » 
وهو سبحانه يبين ويوضح ويتوب . «١‏ والله عليم » لأنه خالق » « حكيم » 
يضع الأمر فى موضعه والنبى فى موضعه . فالحكمة هى : وضع الثىء فى موضعه . 
وسبحانه يضعه عن علم . فالعلم يقتضي اتساع المعلومات . والحكمة هى وضع كل 
معلوم فى موقعه . 

وبع ذلك يفول ستحانة : 


2 


؛ رص د ج مير 7ه يء ب سك 
عق وَأَسَهرِيِدُ أن سوب علِصكم وَبرِيد الزرت 
ات ا ل 0 ل 0 لسري 
يتَِعُونَ لوت أن قِنُوأ مبَلاعَظِيجًا 7 |6 


سبحانه قال فى الآية السابقة : « يريد الله ليبين لكم » . وبعد ذلك يقول : 
« ويهديكم » . وبعد ذلك : « ويتوب عليكم » . وفى الآية التى نحن بصدد خواطرنا 
عنها : « والله يريد أن يتوب عليكم »ء فلإذا جاء أولا ب : ويتوب عليكم » وجاء 
هنا ثانيا ب «والله يريد أن يتوب عليكم » ؟ 





+20 ه+ +222006-0-400 ث2 


نقول : التوبة لا بد أن تكون مشروعة أولا من الله . وإلا فهل لك أن تتوب إلى 
الله من الذنب لولم يشرع الله لك التوبة ؟ أنصح هذه التوبة ؟ إنه سبحانه إذن بشرع 
التوبة أولا . وبعد ذلك أنت تتوب على ضوء ما شرع . ويقبل هو التوبة ٠‏ وبذلك 
نكون أمام ثلاث مراحل : أولا مشروعية التوبة من الله رحمة منه بنا. ثم توبة 
العبد . وبعد ذلك قبول الله التوبة من تاب رحمة منه ‏ سبحانه ‏ إذن فتوبة العبد بين 
توبتين من الرب : توبة تشريع ٠‏ وتوبة قبول . 


والله يريد أن يتوب عليكم ٠.٠‏ مادام سبحانه قد شرع التوبة أ يشرعها ولا يقبلها ؟! 
ا : ادام قد شرع وعلتى ناتوب فحن جلك القع ل يات العريةا ع وحن نيابت 
التوبة من رحمة العليم الحكيم بخلقه ؛ لان الحق حينما خلق الإنسان زوده دون سائر 
الأجناس بطاقة من الاختيارات الفاعلة . أى أن الإنسان يستطيع أن يفعل هذه أو 
يفعل تلك . وجعل أجهزته تصلح للامر وللنبى ١‏ فالعين صالحة أن ترى آية فى كون 
الله تعتبر بها » والعين ‏ أيضا ‏ صا حة أن تمتد إلى المحارم سحي لير 1 
به . وصالح أن تذكر الله به قائلا : لا إله إلا الله وسائر أنواع الذكر . واليد 
عضلاتها صالحة أن ترفعها وتضرب بها . وصالحة لان تفيل وترفع ها عائرا واقعاأ فى 
الطريق . 


هذا هو معنى الاختيار فى القول وفى الفعل وفى الجوارح . فالاختيار طاقة مطلقة 
توجهها إرادة, المختار . وإذا نظرت إلى اليد تجد أنك إذا أردت أن ترفعها . فإنك 
لا تعرف شيعا عن العضلات التى تستعملها كى ترفع اليد . فالذى يرفع يده ماذا 
يفعل ؟ وما العضلات التى تخدم هذا الرفع ؟ ؟ وأنت ترى ذلك مثلا فى الإنسان 
الميكانيكى أو تراه فى رافعة الأثقال الونش - التى ترفع الأشياء » انظر كم عملية 
لتفعل ذلك ؟ أنت ت لا تعلم شيئاً عن هذه المسألة فى نفسك ٠‏ لكنك بمجرد أن تريد 
تحريك يدك فأنت تحركها وتطيعك . وعندما يريد المهندس أن يحرك الإنسان الآلى 
فهر يوجهه بحسابات معينة ليفعل كذا وكذا , أما الإنسان فيحرك اليد أو القدم أو العين بمجرد 
الإرادة . 


والحق حين يسلب قدرة الإنسان ‏ والعياذ بالله ‏ يصيبه بالشلل . إنه يريله 





اذ 


هه ؛ ١١١‏ ححواحح . :239222402 


فلا تنفعل له اليد أو غيرها ولا يعلم ما الذى تعطل إلى أن يذهب إلى الأطباء ليبحثوا 
فى الجهاز العصبى ؛ ويعرفوا لماذا لم تنفذ أعصابه الأوامر . إنها عملية طويلة . إذن 
فالإنسان ‏ عندما يريد الحركة ‏ يِوْجْه الطاقة المخلوقة لله فقط . فليس له فعل فى 
الحقيقة , فأنا إِنْ أثابنى الله وجازان على طاعة فذلك لأنّ وجهت الآلة الصالحة 
لقال وز همل انقزر دوطلتما تسم أله ا عقر يدة نيقي جتنا وها لعن * 
لأن أحدا لا يعرف كيف يفعل أى شىء . إنه فقط يريد . فإن وجهت الطاقة للفعل 
فهذا عملك أنت . فمعنى الاختيار ‏ إذن ‏ أن تكون صالحاً للفعل ومقابل الفعل 
وهر الانتهاء والترك 


وعندما يبين الحق سبحانه وتعالى لك وينزل لك المنيج الذى يقول لك : وججه 
طاقتك هذه ولا توجهها لهذه . معنى ذلك أن طاقتك صالحة للاثنين . إذن فانت 
تحلوق على صلاحية أن تفعل وألا تفعل . وماتركه المنبج دون أن يقول لك فيه 
« افعل » ولا « تفعل ٠‏ فإن فعلته على أى وجه لا يفسد به الكون ولا تفسد به حركة 
حياتك فهذا هو الباح لك 


وحينا شرع الحق سبحانه التوبة أوضح : أنه إذ! انفعل مريد لعمل شىء فوجه 
وصيد ان مصوي اجس ب جد ا مسد وي رمد 2 عي 
ضعف إلى عمل شر ؛ لذلك شرعت التوبة.لماذا ؟ لأننا لو أخرجنا هذا الإنسان من 
حظيرة المطيعين بمجرد فعل أول عمل شر لصارت كل انفعالاته من بعد ذلك 
شروراً + وهذا اهو الذى نسميه قافاقدا 6 + ٠‏ فيشرع الحق : إن فعلت ذنبا فلا تياس » 
فنحن ستساعحك ونتوب عليك . 

فساعة شرع الله التوبة رحم المجتمع من شراسة أول عاص . فلو لم تأت هذه 
التوبة لكثرت المعاصى بعد أول معصية . ومقابل قول الحق : « والله يريد أن يتوب 
عليكم » وتنبيهه أن الذنوب التى فعلتها قبل ذلك يطهرك منها بالتوبة . مقابل ذلك 
الذين يتبعون الشهوات ويريدون منك أن تأى بذنوب جديدة . لذلك يقول الحق 
سبحانه : ٠‏ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا» والميل هو مطلق عمل 
الذنوب . إِنْك بذلك تميل عن الحق ؛ لأن الميل هو انحراف عن جادة مرسومة 
لحكيم . والحادة هى الطريق المستقيم . 





اذ 
22 22229-06009040 6لا2 


و جد ما موس ميات كوي ام مداو ووو وي 
على الجادة مرة ثانية . ويقول له : ٠‏ أنا تبت عليك 8 .' إنه ‏ سبحانه - يعمل ذلك 
كى يحمى العالم من شرّه برك اي 
لرّة واحدة » بل يريدون لكم ميلا موصوفا بأنه ميل عظيم ادا 1 . لأن الإنسان 
بطبيعته ‏ كا قلنا سابقاً - إن كان يكذب فإنه يحترم الصادق ٠‏ وإن كان خائناً فهر 
يحترم الأمين . بدليل أنه إن كان خائناً وعنده شبىء يخاف عليه فهو يختار واحداً أميناً 


ليضع هذا الثنىء عنده . 


إذن فالأمانة والصدق والوفاء وكل هذه القيم أمور معترف , بها بالفطرة ٠‏ فساعة 
يوجد إنسان لم يقو على حمل نفسه على جادة القيم . ووجد هذا الإنسانٌ واحداً آخر 
قدر على أن يحمل نفه على جادة القيم فهو يصاب بالضيق الشديد . وما ١‏ الذى 
يشفيه ويريحه ؟ إنه لا يقدر أن يعدو عمله وسلوكهٍ ويقوم من اعوجاج نفسه ؟؛ 
لذلك يحاول أن يمعل صاحب السلوك القويم منحرفاً مثله . وإن كانت الصداقة 
تربط بين اثنين وانحرف أحدهما فالمنحرف يستخذى أمام نفسه بانحرافه . ويحاول أن 
يشد صديقه إلى الانحراف كى لا يكون مكسور العين أمامه افة.. وهو لآ يريدة متخوفاً 
مثله فقط بل يريده أشد انحرافاً ؛ ليكون هو متميزاً عليه . إذن فالقيم معترف بها 
أيضاً حتى لدى المتحرفين . وإذكروا جيداً أننا نقرأ فى سورة يوسف هذا القول 
الحكيم : 


رم عمال و م 


9 وَدَخَلَ ممه لجن قََبَان كَالَ أعدهما إل ريدي أعصر ضرا ار 


ى 


03 5 # عسوي ضمغ مو 0 


ود جوسنت ألطير مه يكنا تأويه إن تنك 


مين © 4 
(سورة برسف ) 
هم فى السجن مع يوسف . لكن لكل سبب فى أنْهم سجنوه . فسبب هؤلاء 
الذين سألوا يوسف هو أنهم أجرموا : لكن سبب وجود يوسف فى السجن أنه برىه . 
والبرىء كل فكره فى الله ٠‏ أما الذين انحرفوا ودخلوا معه السجن عندما ينظرون إليه 
يجدونه. على حالة حسنة . بدليا ل أن أمرأ جذيهم وهمّهم فى ذاتهم بأن رأوا رؤيا . 





١٠١‏ أحمححصوص صمج 0 وح 0م ص صحمصه 
فذهبوا لمن يعرفون أنه إنسان طيب برغم وجوده معهم فى السجن . فقد أعنجبوا به 
بدليل أنهم قالوا له : «إنا نراك من المحسنين ه. ومن يقول : « إنا نراك من 
المحسنين » لابد أن تكون عنده قدرة على تمييز القيم . ثم قاسوا فعل يوسف عليها 
فوجدوها حسنة . وإلا فكيف يعرف ؟ . إِذن فالقيم معروفة عندهم . فلا جاء أمر 
همهم فى ذاتهم ذهبوا إلى يوسف . 


ومثال ذلك : هناك لص لا يما ل من السرقة ولا يكف عتبااء وبعد ذلك جاء له أمر 
يستدعيه للسفر إلى مكان غير مأمون . فاللص فى هذه الحالة يبحث عن إنسان أمين 
ليقضى الليل عنده ولا يذهب للص مثله . إذن فالقيم هى القيم » وعندما قال 
أصحاب يوسف فى السجن : « إنا نراك من المحسنين + . استغل سيدنا يوسف هذه 
المسألة ووجدهم وألقين فيه فلم يقل هم عن حكايتهم ابتداء ويؤول هم الرؤيا . بل 
د حاجتهم إليه وعرض علبهم الإيمان قال : 
٠‏ ع ب سلف م مملاخة 527 
م بنصَلحي الجن #أرباب مترِقونَ خير م آله الوح د المُهار زج 4 
( سورة يوسف ) 
لقد نقلهم من حكايتها لحكايته » فياداما يريدان استغلال إحسانه فلاذا 
لا يستغل حاجتهها له ويعظهها ويبشرهما بدين الله ؟ وكأنه يقول لما : أنتما جثتها إلى 
لأنكما تقولان إننى من المحسنين . وألتما لم تريا كل ما عندى بل إن الله أعطان الكثير 
من فيضه وفضله . ويقول الحق على لسان يوسف : 
ل اس عراس 0 #3 روصم هن 52 
<لَايَأيكما مام تررََانهة إلاتبات؟ ويل 4 
زمن الآبة 7907 سورة يوسف ) 
أى أن يوسف الصديق عنده الكثير من العلم . ويقر فما بفضل الله عليه : فليس 
هذا العلم من عندى : 
0 دكا ماعل رَنَ * 
(من الآبة 7 سورة يوسف ) 
وبعد ذلك يدعوهما لعبادة الإله الواحد كى يستنجدا به بدلا من الآغة المتعددة 





شد ةالكلة 
حمححصممحص ص مح صمح مص حمحص 0 بره 


الى يتخذانها معبودا هما وهى لا تضر ولا تنفع . 
ازيب روي لافار 
1 (من الآية 4 سورة يوسف ) 
إذن فالقيم واحدة . والله يريد إن يتوب عليكم ء ولكن الذين يتبعون الشهوات 
يريدون أن تميلوا ميلا عظيا . حتى لا تكونوا ميزين عليهم كيزا يحقرهم أمام 
أنفسهم . فهم يريدون أن تكونوا فى الانحراف أكثر منهم , لأنهم يريدون أن يكونوا 
متميزين فى الخير أيضاً ويقولون لأنفسهم : « إن كنا شريرين فهناك أناس شِرٌ منا» . 
ثم يقول الحق سبحانه : 


/ و د سي سل 1 
2 يرِدالهأن يحقف عنكم وَخْلِقَ لاضن 


صَعِيئًا © إ* 


فسبحانه بعد أن قال : « يريد الله ليبين لكم » ليبصر . و الله يريد أن يتوب 
عليكم » ليغفر » والآن يقول : ٠‏ يريد الله أن يخفف عنكم » لييسر. وهى ثلاثة أمور 
هامة . ويقول سيدنا ابن عباس رضى الله عنه وعن أبيه ‏ : « فى سورة النساء ثهان 
آيات لامة محمد هى خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب : 
الاولى قول الحق : 
ع 
3 زرءد سمه عرلء عمسم عه 9م وخ + عله مله م مسيرلة عد 4 
ف يريد أله ليبن لك ويمديكر سنن اينم فيلك ويتوب عليكر الله عليم 
حكم © 
والثانية هى قول الحق : 
عم 2 ع عم م مموفؤومم بير مي 2 وم # 


75 2 ممع سم 7 ك2 
ف وألله بريد ان يتوب طبكز و بريد الذي عون الشبوات أن يلوأ مبْلًا عَطيمًا وج » 
( سورة النساء ) 


( سورة النساء ) 





22222029299294 >22 22222262١ هه‎ 


والثالئة هى قول الحق : 
92 6 #مدم س اس 55008 0 


د ريد أله أن يحُقْفَ عنكرٌ وَسْلقٌ فسن ضَعِيفًا © » 
( سورة النساء ) 
والرابعة هى قول الحق : 
« إن ينوا كير مَاتبَونَ عه تُكفر دك سنك وندحلمٌ مُدسَلا كا © »4 
( سورة النساء ) 
والخامسة هى قول الحق : 


رصم مهو . مءد عد 


2 إن ل مشر أن شرل بده فر مَاهُون لك من كك ومن بَْرِلة بت ققد 


اوعس سشا عه 


ترص نما عظها 02 4 


( سورة الثساء ) 
والسادسة هي قوله صبحاته : 
مع اصسومام. م. اموس # زرخ سضومء 


0 ومن يعمل سوء! أو يظلم نَفْسهر يسَغْف رِأَله جد لله عَمُورا رحيمًا 2ه » 


(سورة النساء) 
والسابعة هى قوله تعالل : ب 
50 ع لالس عم مقع علج قو م 
0 كفلا َم قل كر وإن كك حسنهمطفه رمت ين أنه يراط جع 4 
زسورة الناء) 


والثامنة فى قوله تعالى : 
ع6 
( مَايَفْمَلُآسَهبعَدَبِكُرْ إن كرح و>اسنتم كان اله شيا تا © 4 
( سورة النساء ) 

هذه هى الآيات الثيانى النى لم تؤت مثلها أى أمة إلا أمة محمد عليه الصلاة 
والسلام . ومنها قول الحق : « يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا » . 
وما هو ضعف الإنسان ؟ . الضعف هو أن تستميله المفريات ولا يملك القدرة عل 
اشتصحاب المكافأة عل الطاعة أو الجزاء على المعصية . لأن الذى تتفتح نفسه إلى 
شهوة ة مايستبعد-غالباً خناطر العقوبة : وعلق سبيل المثال ؟ لو أن السارق وضع فق 





الكت : 
حجيوك وت 2 2111222-00 


ذهنه أن يده ستقطع إن سرق » فسيتردد فى السرقة . لكنه يقدر لنفسه السلامة 
فيقول : أنا أحتال وأفعل كذا وكذا كى أخرج . 

إذن فضعف الإنسان من ناحية أن الله جعله ممتارا تستهويه الشهوات العاجلة » 
لكنه لو جمع الشهوات أو صعد الشهوات فلن يجد شهوة أحظى بالاهترام من أن يفوز 
برضاء ولقاء الله فى الآخرة , 

وقول الحق : «يريد الله أن يخقف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ٠‏ نلحظ فيه أن 
التخفيف مناسب للضعف . والضعف جاء من ناحية أن الإنسان أصبح مختاراً 
وخاصة فى أمور التكليف ٠‏ فالذى جعل فيه الضعف جعله مختارا يفعل كذا أو يفعل 
كذا ولكل أمر مغرياته . . ومغريات الشهوات حاضرة . ومغريات الطاعة مستقبلة . 
فهو يغلب دائياً جانب الحاضر على جانب المستقبل . 

ويقول الحق من بعد ذلك : 


ع يتأنها الت مثا لا تأخار 


مالك يَدْنَحَكُم بالطل إِلّا أ 3-0 
تأت وان اوقا شت 
َهَكَانَبَكُمرَحِيمًا 7 4 


وعندما يريد الحق سبحانه وتعالى أن يلفت خلقه إلى أن يؤمنوا به يلفتهم إلى 
الكون . ويلفتهم إلى ما خلق الله من ظواهر ليتاكدوا أن هذه الظواهر لا يمكن أن 
تكون قد نشأت إلا عن قادر عليم حكيم . فإذا ما انتهوا إلى الإمان به استقبلوا 
التكليف الذى يتمثل فى افعل كذا ولا تفعل كذا ء فحين يخاطبهم بالتكليف يجعل 
لامر التكليف مقدمة هى أنك ألزمت نفسك فى أن تدخل إلى هذا التكليف » ول 
يرغمك الشعل أن تكون مكلفاً . وإنما أنت دخلت إلى الإيمان بالله باختيارك 





ولكاة 
ج٠١؟حمحص‏ و وص صمح تج وص حم صمح 


وطواعيتك .ومادمت قد دخلت على الإيمان باختيارك وطواعيتك فاجعل إيمانك بالله 
حيثية كل حكم يحكم به الله عليك . من افعل كذا ولا تفعل كذا. ولا تقل : اذا 
أفعل كذا يارب . ولاذا لا أفعل كذا يارب ؟ بل يكفى أن تقول : الذى آمنت به إنها 
حكيراً قادرأ هو سبحانه مأمون على أن يأمرنى وأن ينهانى . ولذلك يجىء الحق دائما 
قبل آيات التكليف بقوله سبحانه : « ياأبها الذين آمنوا» فهو لم يكلف مطلق 
الناس . وإنما كلف من آمن به . 


إذن فحين يكلف من آمن به لا يكون قد اشتط وجار عليه لأنه قد آمن به بمبحضص 
اختياره . 

وإذا لفت إنانا ونبهته وأمرته بأمر تكليفى مثل صَلَّ . أو امتنع عن فعل المتكر 
فقال لك : دلا إكراه فى الدين » هنا يجب أن تقول له آنت:م تفهم معى فول 
الحق : ولا إكراه فى الدين ؛ فأصل التدين والإيمان بالله الآ يكرهك أحد عليه ٠‏ بل 
ادخل إلى الإيمان بالله باختيارك . لكن إذا دلت إلى الإيمان بالله فالتزم بالسماع من 
الله فى : افعل » و ٠‏ لا تفعل ٠‏ فحين يقول الحق : « ياأيها الذين ن آمنوا » فهو يعطينا 
حيثيات التكليف ٠‏ أى علة الحكم فعلّة الحكم أنك آمنت بالله إِلهأ حكيياً قادراً . 
ومادمت آمنت بالله إلا حكيياً قادراً فسلم زمام الأوامر والنواهى له سبحانه ٠‏ فإن 
وقفت فى أمر بشىء أو نمى عن شىء فراجع إيمانك بالله . 


إذن فقوله : ٠‏ لا إكراه في الدين ه أى أنك حر على أن تدخل ف الإيمان بالله أو لا 

تدخل . لكن إذا ما دخلت فإياك أن تكسر حكياً من أحكام الله الذى آمنت به 

. وإن كسرت حكياً من أحكام الله تدخل معنا فى إشكال ارتكاب السيثات أو 
الذنوب . 


والأحكام التى سبقت للذين آمنوا هى أحكام تعلقت بالأعراض وبإنشاء الأسرة 
على نظام طاهر نقى كى يأق التكاثر تكائراً نقياً طاهراً , وتكلمت الآيات عن 
المحرمات من النساء وكذتلك المحللات ؟ وهاهو ذا سبحاته يتكلم عن المال ٠»‏ وهو 
الذى يقيم الحياة » والمال كا نعرف ثمرة الجهد والمشقة ٠‏ وكل ما يتمول يعتبر مالا . 
إلا أن المال ينقسم قسمين : مال يمكن أن تنتفع به مباشرة ء» فهناك من يملك 





كن 
305222240-<-151-0-094-02-0000-0 1ه 


الطعام ٠‏ وآخر يملك الشراب 3 وثالث يملك أثوابا. وهذا نوع من إلمال مه به 
مباشرة . وهناك نوع آخر من المال . وهو ه النقد » ولا ينتفع به مباشرة ٠.‏ بل ينتفع 
به بإيجاد ما ينتفع به مباشرة . 

وهكذا ينقسم المال إلى رزق مباشر ورزق غير مباشر . والحق سبحانه وتعالى يريد 
أن يحمى حركة الحياة . لأنه بحاية حركة الحياة يغرى المتحرك بأن يتحرك ويزداد 
حركة . ولو لم يحم الحق حركة الحياة . وثمرة حركة إلحياة فهاذا بقع ؟ تتعطل ححركة 
الحياة , 


وإننا نلاحظ أن كل مجتمع لا يؤمن فيه على الغاية والثمرة من عمل الإنسان تقل 
حركة العمل فيه . ويعمل كل واحد على قدر قوته . ويقول لنفسه : لماذا أعمل ؟ 
لأنه غير آمن . لكن إذا كان آمنا على ثمرة حركته يغريه الأمن عل ماله على أن يزيد 
في حركة العمل وحين تزيد حركة العمل فالمجتمع ينتفع وإن لم يقصد المتحرك . فليس 
ضرورياً أن يقصد الإنسان بكل حركته أن ينفع المجتمع . لا؛ اجعله يعمل لنفع نفسه , 


لقد ضربنا هذا المثل سابقا : إنسان مثلا عنده آلاف الجنيهات وبعد ذلك وضعها 
فى خخزانة ثم تساءل : لماذا أضعها فى خزانة ؟ اذا لا أبنى بها بيتا آخر وأكرى منه 
شقتين . فسيأتينى منه عائد ؟ هل كان المجتمع فى بال مثل هذا الإنسان ؟ لا » إن 
اله مشغول بمصلحته ؛ لذلك فلنجعل مصلحة كل إنسان فى باله . وهنا سيستفيد 
المجتمع بحركته قصد أو لم يقصد . لأنه ساعة يأ ليحفر الاساس سيعطى آأناضاً 
أجورهم ؛ وساعة يق بالطوب يشتريه بشمن » وساعة يبنى يعطىٍ المهندس والعمال 
أجورهم , لذلك أفول : اعمل لنفسك فى ضوء شرع الله ٠‏ وسيتتفع فع المجتمع قهراً 
عنتك , 


ومن العجيب أنك تريد أن تنفع نفسك فين لك رينا مم 
تنتفع بعائد المنزل الذى بنيته » ولا نظن أن أحداً سياخذ رزق ربنا ولن يجريه على 
الخلق. لا. إن المجتمع سينتفع بالرغم منك . 





0-9-0-0 22230222211 


إذن فمن حظ المجتمع أن نصون حركة الحياة ٠‏ ونؤمن كل متحرك فى الحياة عل 
ماله . لكن إن كنا حاكمين يجب أن تكون أعيننا مبصرة : أيكسب من حل أم لا ؟ 
فإذا كان الكسب حلالاً نشكره , أما إذا كان يكسب من حرام » فنحن نسائله . 
وإن عمل على غير هذا توقفت حركة الحياة . وإن توقفت حركة الحياة فهذا أمر ضار 
بالذين لايقدرون على الحركة , لماذا ؟ لآن الله قسم المواهب على الناس ٠‏ فليس كل 
واحد من الناس يملك الطموح الحركى . ولا يملك كل إنسان فكراً يخطط به ٠‏ فقد 
لايكون فى فى المجتمع إلا قلة تخطط . والباقون هم جوارح تنفعل للفكر المخطط . 
والفكر يعمل لجوارح كثيرة ع فكذلك يكون هناك مفكر واحد هو الذى يضع خطة 
ينتفع بها الكثير من الناس . 


إذن فلا بد أن نرعى حركة المتحرك وننميها ؛ لأن المجتمع ينتفع منها . وإن لم 
يقصد المتحرك إلا مصلحة نفسه . صحيح أن الذى ليس فى باله إلا نفسه إنما يحبط 
ثواب عمله . وصحيح أن من يضع الناس فى باله إنما يُعطى ثمرة عمله ويأخذ ثواباً 
أيضا من الله , 


والحق سبحانه وتعالى يأى فى مسائل امال ويوضحها توضيحا تامًا ليحمى حركة. 
الحياة ويُغرى الناس بالحركة ‏ وبذلك يتعدد المتحركون وتتعدد الحركات . ويستفيد 
المجتمع . فقال : و يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ٠ ٠‏ وساعة نجد 
أمراً لجماعة فى جمع مأمور بيه فقسم الأفراد على الأفراد . 


مئال ذلك : عندما نقول لجاعة : اركبوا سياراتكم أى : ليركب كل واحد منكم 
سيارته » والمدرس يدخل الفصل ويقول للتلاميذ اخرسر فتكم ٠‏ أي أن كل 
تلميذ عليه أن يخرج كتابه . فمقابلة الجمع بالجمع تقتفى القسمة آحادا » وقول 
الحى : ٠لا‏ تأكلوا : فهذا أمر الجمع . وه أموالكم » ١‏ جمع . ٠‏ قيكون معناء : 
لا يأكل كل واحد ماله . وكيف لا ياكل كل واحد منكم ماله ؟ - يوضح الحق : 
« بالباطل » دوعا يه ومر حر د . والانسان 
يأكل الى لحن 1 والحق يوصيك ويأمرك : إياك أن تصرف قرشاً من مالك 
وتضيعه إلا فى ححق . هذا إذا كنا سنقابل المفرد . فلا يأكل واحد منكم ماله 


شل اذا 
صمصحصمصص محص محص وحص ص مص ورره 


بالباطل . بل يوجهه إلى الأمر النافع . الذى ليس فيه حرمة . والذى لا يأق يعذاب 
فى الآخرة . 


وإذا كان المراد أن لا أحد يأكل مال الوب لسريس الال الآتى : لنفترض أن 
تلميذاً قال لمدرسه : يا أستاذ قلمى كان هنا وضاع . فيقول الأستاذ للتلاميذ : 
لا تسرقوا افلامكم ٠‏ فهل , معنى ذلك أن الاستاذ يقول : لا يسرق كل واحد قلمه أو 
لا يسرق كل واحد قلم أخخيه . إذن فيكون المعنى الثانى « لا تأكلوا امؤالكم » . أى 
لايأكل كل واحد منك مال أخيه بالباطل . 


وكيف يقول  :‏ أموالكم ؛؟ ومادام ماهم فليس عليهم حرج ؟لا ؛ لأن معناها 
المقصود : لاياكل كل واحد متكم مال أخحيه.. ‏ ولاذا 1 يقل , ذلك وقال : 
أموالكم »؟ لأن عادة الأوامر من إالحق ليست موجهة إلى طائفة حلفت كل إن 
تكون آكلة . وطائفة لقت عل أن تكون مأكولة ٠‏ بل كل واحد عرضة فى مرة أن 
يكون آكلا لمال غيره ؛ ومرة أخرى يكون ماله مأكول . فأنا إذا أكلت مال غيرى 
فسوف يأكل غيرى مالى . لعزن قد ملت ل أحوك نوكل مال يهنا + فكأنه 
سبحانه عندما يقول لك : لا تأكل مالك إنما ليحمى لك مالك . 


إن الح سبحانه وتعالى يريد أن يصنع من المجتمع الإيمنى مجتمعاً واحداً . ويقول 
إن المال الذى عند كل واحد هو للكل . وأنك إن حافظت عل مال غيرك حافظ 
غيرك على مالك . وأنت إن اجترأت على مال غيرك فسيجترىء المجموع 0 
وأنت ساعة تأكل مال واحذ تمرئه آلاف الناس عل أن يأكلوا مالك . 
لاتاكل مال غيرك كأنك لم تاكل مالك . 


ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ٠‏ وكلمة « أكل ٠‏ معناها : الاخذ ؛ لأنْ الاكل 
هر أهم ظاهرة من ظواهر الحياة , لأا الظاهرة المتكررة ٠‏ فقد تسكن فى بيت واحد 
طوال عمرك . وتلبس جلياباً كل ستة أشهر . لكن أنت تتناول الأكل كل يوم ٠‏ وحيتما 
نزلت الآية قال المسلمون : نحن لا ناكل أموالنا بالباطل . وتحرجوا أن يأكلوا عند 
إخوانهم . وبعد ذلك رفع الأمر إلى رسول الله صلل الله عليه وسلم . قأوضح أن 





لتك 


صن صمحص محص مح خمصح مح صمصه 


أكل التكارم ليس بالاطل - أنزل الله قوله : 


”7 مس عم 


د لبْس عل الأنى حَرَحٌ َلاعل الأغرج حرج ولا عل لمر يض حرج ولا عج 
٠‏ 4 موآدهه م فى 6ع رم .24نم 21 المر4اءزر 


و2 و 
ال أن نا كلوأ من بيونك أوبيوت تابابكم أو بيوت امهاتكر أو بيوت 
0 226 انس كس ارم اوس الى كس زر >2 اإ*ء قورع آءم فى 
إخوانكرا وبيوت اخواتكر أو بيوت اعمامكر او بسوت جمنتكر او بيوت أخولكر 
م2 اشع ا ع دما وبي مر عار عو سم 2 8 0 لي 7 
أو يوت حَلدتكز أو املك مفاتحه أو صديقك_ ليس ليك جنا اح أن نا كلو 
> * اءاوس يو 
بميعا أو أُشتانا » 
( من الآية "١‏ سورة النور) 
غ هذه رفعت عندهم الحرج . إغا ساعة سمعوا أكل الباطل قالوا : لا آخذ حاجة 
من أحد إلا بمقابل . 


وما هو : الباطل »؟ . . الباطل هو أن تأخذ الشىء بغير حقه . مثال ذلك الربا» 
لآن معنى « ربا» أن واحدا عنده فائض وآخر يحتاج » والمحتاج ليس عنده الأصل 
أنطلب مله أن يرد الاصل وزيادة » ويعطى الزيادة من عنده ؟ 


كيف يتأ هذا ؟ هذا هو الآخد بالربا » أو الأخذ بالسرقة . بالاختلاس أو 
بالرشوة أو بالغش فى السلع . كل ذلك هو أكل مال بالباطل؛ وساعة تريد أن تأكل 
مالا بالباطل + كأنك تريد أن تتمتع بثمرة عمل غيرك . وأنت بذلك نتعود على 
التمتع بشمرة عمل غيرك . وتضمحل عندك قدرة العمل ويصير أخذك من غيرك . 
خذاً ماله ره وبغير وجه حق وبذلك تتعطل حركة متحرك فى الحياة وهو ذلك العاطل' 
« البلطجى » . ويخاف المتحرك فى الحياة وهو من تُفرض عليه الإتاوة فيقل ويضعف 
نشاطه فى الحياة » كيف يكون شكل هذا المجتمع ؟ إن المجتمع فى هذه الحالة سيعاق 
من كرب وصعوبات فى الحياة . 


فقوله سبحانه : ه لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ٠‏ هو أمر لكل مسلم : 
لا تراب ٠‏ ولا تسرق ٠‏ ولا تغش » ولاتدئسن > ولا تلعب ميسرا » ولا نختلس . 





و ةالكنة 
حصصوحج ججح :جح :11140-20922522 


ولا ترتش ؟ لأن كل هذه الأمور هى أكل أموال بالباطل . وعندما ندقق فى مساألة 
لعب الميسر نجد أمرأ عجيباً ؛ ؛ فالذين يلعبون الميسر يدعون أمبم أصدقاء . :وينتظر 
بعضهم بعضاً ويأكلون معا. وكل دا غنيم الس أناد الاجر أزقى يقتي أن 
يأخذ مافى جيبه . فأى صداقة هذه ؟. 


إذن فساعة يقول الح : ٠لا‏ تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ٠‏ . وساعة يأمرك الحق : 
إياك أن يصعب عليك التكليف ؛ لأنه شاق عليك . ولكن قدر ما يأخذه منك 
التكليف من تضييق حركة تصرفك . ومايعطيك التكليف من تضييق حركة 
الآخرين . الحق قال لك : لا تأخذ مال غبرك لكى لا يأخذ غيرك مالك . وبذلك 
تكسب أنت ويكب كل المجتمع ٠‏ فحين يصدر أمر لإنسان أن يكف يده عن 
عود روا ميقن عد بالد رايم ساس جو 
أى حكم عن الله لا تنظر إلى ما أخذه الحكم من حريتك . ولكن انظر إلى ما أعطاء 
الحكم لصالحك من حرية الأخرين . 


ل ذلك : حين يوضح الحق وينهبى عن النظر إلى المرأة الأجنبية فإياك أن تمد 
٠ 2‏ هو آمر لا يخصك وحدك . ولكته أمر ملايين الناس ألا يمدوا 
عيونهم |1 ارفك رعندما تزارن الأمر إفالت اللى تكرن ]كر هيا 


إننى لذلك أقول دائيأ : لا تنظر إلى مافى التكليف من مشقة أو إلى ما أخذ منك » 
ولكن انظر فيه إلى ما يعطى لك ؛ فإن نظرت هذه النظرة وجدت كل تكليف من 
الحق هو ربح لك أنت . وإلا لو أننا أطلقنا يدك فى الناس جميعاً لا بد أن تقدر أننا 
تطلق اتدى الناس جميعاً فيك . وأنت إذا أطلقت يدك فى الناس فلن تؤثر فيهم مثلما 
يؤثرون فيك لو أطلقوا أيدمهم فيك وفيها يخصك » فمن مصلحتك ألا تطلق يدك فى 
الام . 


« يا أبها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن 
تراض منكم » وكلمة ١‏ إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم 0 
المتبادلة تبادل الأعراض؛ فشىء عوضص شىء 1 وجاءت التجارة 1 لأن التجارة هى 





١:‏ اصمحصعحمح +0 جح مح وسمححهيمه 


الخلقة الجامعة لأعمال الحياة ؛ فالتاجر هو وسيط بين من ينتج سلعة ومن 
يستهلكها . والسلع فى حركتها إنتاج واستهلاك . والإنتاج قد يكون زراعيا او 
صناعياً أو 00 إذن فالتجارة 5 لذلك كله . 


وكلمة « عن تراض » تدل على أن رضا النفس البشرية فى الأعراض مشروط . 
حتى ما أخذ بسيف الحياء يكون حراما ؛ لذلك أقول : على كل واحد أن يغربل 
إيمانه , وينظر هل حياته ل أعواض الأموال وأعواض التجارة وأعواض المبادللات 


مستوية أو غير مستوية ؟. فإن. لم تكن مستوية + فعليه أن يفكر فيها قليلا حتى يُعطى 
كل ذى حق حقه . وحتى لا يدخل فى دائرة حديث رسول لله صلى الله عليه وسلم : 


د إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلى . فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من 
بعض فاقضى له على نحوما أسمع . فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هى قطعة من 
النار فليأخذها أو ليتركها ,200 . 


ويتابع الحق : « ولا تقتلوا أنفسكم » وهنا أيضاً مقابلة جمع بجمع . ويعنى : 
لايقئل كل واحد منكم نفسه . وهذا ما يفعله المنتحر ‏ ولا يقتل نفسه إلا إنسان 
وجد نفسه فى ظرف لا يستطيع فى حدود أسبابه أن يخرج منه . ونقول له : أنت 
نظرت لنفسك كإنسان معزول عن خالق أعلى . لكن المؤمن لا يعزل نفسه عن 
خالقه ؛ فساعة يأتيه ظرف فوق أسبابه ولا يقوى عليه فعليه أن يفكر وهل أنا فى 
الكون وحدى ؟ لا . إن لى ربًا . ومادام لى رب فأنا لا أقدر وهو سبحانه ‏ يقدر ٠»‏ 
وهنا يطرد فكرة الانتحار ؛ لأن المنتحر هو إنسان تضيق أسبابه عن مواجهة ظروفه 


وإن فائدة الإيمان أنه ساعة يأق ظرف عليك وتتتهى أسبابك تقول : إن الله لن 
يخذلنى وهو يرزقق من حيث لا أحتسب ٠‏ ويفتح لى أبواباً ليست فى بالى » وضرينا 
مثلا كى نقرب المعنى . وقلنا :ف إن اانا ني ىن الل ل ومعة د حيو لطا 





)١(‏ رواء مالك فى الموطأ ورواء أخد فى مسنده ورواه البخارى ومسلم وأبوداود والثرمذى والنائى وابن ماجه عن 
أم ملمة 
لبايي سس _إبإبسبسبيبييييس سي لب ب يليح ط جك 


2 


ا لكا 
صمححصمح ٠ح‏ وص حوصن وحص صوص أاأاقا 


فى جببه » ثم ضاع الجنيه . وليس فى بيته إلا هو ؛ لذلك يحزن جدأ على ذلك 
الجنيه . لكن من يضيع منه « جنيه » وعنده فى البيت خسة « جنيهات » فالمصيبة 
تكون خفيفة , كذلك من فقد أسبابه فعليه أن يخفف الأمر على نفسه فلا يبأس » 
فَلِم يقتل نفسه ؟ الله يقول فى الحديث القدسى : 


( باتزنى عبدى بنفسه حرمت عليه جتتى )20 , 


وهل أنت من وهبت الحياة لنفسك ؟ لا. ولذلك فواهب الحياة هو الذى 
يأخذها . ومن ينتحر لا يدخل الجنة » لأنه لم يتذكر أن له إها . ولنذكر هنا موقف 
قوم موسى عليه السلام عندما خرجوا. وطاردهم قوم فرعون . فياذا قال قوم 
موسبى ؟ قالوا : 
2 ملع مرق م 
إنا لمد ركرن 4 
(من الآية 31١‏ سورة الشعراء) 
وهذا كلام صحيح فأمامهم البحر ومن ورائهم فرعوت ٠‏ وهم قد قالوا ذلك 
بأسبابيم ويشريتهم . لكن ماذا قال سيدنا موبى ؟ 


« نَل كلا »4 
رمن الآية 37 سورة الشعراء ) 
وه كلا ؛ هذه نفى . وكيف يقول مومى : د كلا ه وما رصيدها ؟ إنه لم يقل : 
د كلا » ببشريته » ولكن قالها برصيده من الويمان بالإله العظيم فقال : 
عد 
ول تق ٠‏ 
(من الآية 77 سورة الشعراء ) 


إذن فقوله : « ولا تقتلوا أنفسكم » أى ولا يقتل كل واحد منكم نفسه ؛ لانك 
لا تقتل نفسك إلا إذا ضافت أسبابك عن هواجهة ما تعانيه » وهذا يدل على أنك 





. رواء البخارى فى الجنائز‎ )١( 


ا أ سس يبيب يبي باب 


لقا 


حورلا 
ثم 2+١‏ 22وج حمحصححميصه 


عزلت نفسك عن ربك . ولو ظللت عل الإيمان بأن لك' خالقاً لانفرجت عنك 
الكروب . وأى مسألة تأق نقول: إن معى ربى سيهدين»*. 


إن الإمان يعطيك صلابة استقبال الصعاب . وقد تأخذ « ولا تقتلوا أنفسكمء 
معنى أخر أى ١‏ ولا تؤدوا بأنفسكم لأن تقتلوا ٠‏ أى لا تلق بنفسك إلى التهلكة ٠‏ أو 
دولا تقتلوا أنفسكم » على أن المؤمنين هلم وحدة إيمانية ٠‏ أو أن المشرع هذه الوحدة 
قال : الذى يقتل يُقتل فإياك أن تقتل نفسك . أى لا تقتل غيرك حتى لا يصير الأمر 
إلى أنك تفتل نفسك لأنه سيقتص منك . 


فقوله : ٠‏ ولا تقتلوا أنفسكم ٠‏ يعنى : لا تفعلوا ما يؤدى بكم إلى القتل . ويحنن 
الحق الإنسان على نفسه 'وليس على النامن فحسب . فلا يقول لك : لا تقتّل حتى 
لاتقل . لانه سبق أن قال : 

ع 2 م «اامماة ورادم مععلة عيرم ل 
« ولكر فى القصاص حيؤة يتاولى الأنّب لَعَلكز تون 39 # 

( سورة البقرة )© 

وعندما يعرف القاتل أنه إن قَثْلَ يُقْنْل . فهو يتجنب ذلك . ونلحظ أن الحق قال 

فى آية أخرى : 
0 


ص باس مور زر / م خاو ,٠._‏ 
فإذا دخلتم بيونا فسلموأ عل انك أ 


1 ( من الأية 8١‏ سورة النور) 

وهل أنا سأسلم على نفسى أو على الناس الداخل عليهم ؟ إن الإنسان يسلم على 
هؤلاء الناس . وعندما تقول : « السلام عليكم ؛ . يعنى الأمان لكم . فسيقولون 
لك: « وعليكم السلام » فكانك قد سلمت على نفسك . أو أن الحق قد جعل 
المؤمنين وحدة واحدة . ومعنى « وحدة ه يعنى أن ما يحدث لواحد يكون للكل . 


إذن فقوله : ١‏ ولا تقتلوا أنفسكم » أى ولا يفتل واحد منكم نفسه . فتصلح 

:ولا تقتلوا أنفسكم » بمعنى : ولا يقتل واحد منكم نفسه بأن ينتحر. هذه واحدة . 

ولا يقتل واحدٌ منكم نفسه بأن يلقى بها إلى التهلكة . أو لا يقتل واحد منكم نفسه 

بأن يقتل غيره فيقتل قصاصاً , أو لا تقتلوا أنفسكم يعنى : لا يقتل أحد منكم نفس 
لا 0 


سيمسسييت سي حت جم قد 


غيره لانكم وحدة إيمائية وليس واحداً بعينه هو المأمور بل الكل مأمور . فلا يقتل 
وال مك للين ره 


ويذيل الحق الآية : د إن الله كان بكم رحييا » . وبالله » ساعة يتبانى الحق عن 
أن أقتل نفسبى أو أقتل غيرى . أليست هذه منتهى رحمة الصانع بصنعته ؟ إنها منتهى 
الرحة , 


رعول مبكاله بع ذلك 


عد بسءم 


' 052004 مر« صل # 0 اوس سس كر - 
2 ا د عدوانا وظلما فسوف 


ل لت عَلَّأنّهِ ضرا © © 


د ذلك »:« ذاه وحدهاً للاشارة . و« الكاف ٠‏ للخطاب » والخطاب إذا أفرد » 
فالمراد به خطاب الله لرسوله , والمؤمنون فى طى ذلك الخطاب . ومرة يقول : 
«ذلكم ه أى أنه يخاطبنا نحن . مثل : 

فاه وني مرغ 
ذل از لكر » 
ومن الآبة 579 سورة البفرة ) 
وذلك إشارة لما تقدم مباشرة فى الآية الخاصة بقتل النفس . وكذلك ما قبلها رهو 
أكل الأموال . والبعض ياخذها لكل ما تقدم من أول قوله : وولا تكحوا ما نكح 
آباؤكم من النساء إلا ماقد سلف ٠.٠‏ والبعض الآخر يأخذها من أول الأوامر والنواهى من 
أول السورة إلى هنا. وكلها تصح . 


د ومن يفعل ذلك , عدواناً وظلا , 3 والعدوان هر التعدى ١‏ والتعدى قد يكون 
طل ود كرن نان . ومن يتعدى بالظلم يكون عارفاً ويأخذ حق غيره ء أما 


الات ابا 


الكت 


ج١٠١١‏ حموححمصص وححمححبوححيميصه 


التعدى بالنسيان فيقتضى أن يراجع الإنسان سلوكه , لماذا ؟ لأن العاقبة مريرة . 


وقوله تعالى : ٠‏ ومن يفعل ذلك عدواناً وظلياً فسوف نصليه نارأ » والفعل إذا 
أسند لفاعله أخذ قوته من فاعله . فعندما يقول لك أحد : إن عملت هذه فابنى 
الصغير سيصفعك صفعة ٠‏ وهو قول يختلف عن التهديد بأن يضربك شاب قوى . 
لماذا ؟ لأن قوة الحدث نأخذها من فاعل الحدث . من الذى يُصّل المعتدى النار ؟ إنه 
الله ؛ وسبحانه سيجعله يصطل بها . 


ويقول الحق : « وكان ذلك على الله يسيرا » لان فعل الله ليس عن معالحة بل 
يتفذ فور . ونعلم أن فعل المعالجة هو كل فعل يحتاج لوقت . فهناك عمل يحتاج 
لساعة وكل دقيقة من هذه الساعة تأخذ جزئية من العمل . وعندما تقسم العمل 
لستين جرئية » ينتهى العمل فى ساعة . وإن كان العمل ينتهى فى عشرة أيام تقول 
له : أسقط أوفات الراحة وعدم مزاولة العمل . وقسم العمل على الباقى من 
الوقت . هذا هو ما يسمى علاجا ؛ لآن ذلك من عمل الإنسان . لكن عمل الله 
يختلف . فالحق يقول للشىء : « كن فيكون » إذن فكل فعل على الله يسير مادامت 
المسألة : وكن فيكون » قال سبحانه : 
« مالك وَلا بك إلا كفس واحدة # 

( من 'الأية 58 سورة لقهان ) 

وسبحانه يوضح : أنا لا أوجد كل وإحد مثليا خلقت آدم وأشكله وأخلقه ثم 
أبعثه . لا. بل كل الخلق كنفس واحدة . 

ويقول الحق من بعد ذلك : 


الي ا 1 
+48 إن يتنبو ا ا ا 
3 5 اعره 


- بغر 5 سه جدء دعر 
عَنحكم سَيدَإِتحكمْ وَدعِلْصكُم مدخلا 





صحمص ص صصح وص ح وح ح محص مصه ا ولاه 


هذه الآية هى إحدى ثإنى آيات قال عنها ابن عباس رضى الله عنه ‏ : فى هذه 
السورة - سورة النساء - ثيائى آيات خير هذه الأمة ما طلعت عليه الشمس أو 
غريت . وقلنا : إن هذه الآيات تبدأ بقوله سبحانه : « يريد الله ليبين لكم٠ء‏ 
« والله يريد أن يتوب عليكم » . ٠‏ يريد الله أن يخفف علكم » . ثم جاءت : د إن 
تجتنبوا كبائر ما تنبون عنه » . و « الاجتناب » ليس معناه عدم مزاولة الحدث أو 
الفعل . ولكن عدم الاقتراب من مظان الحدث أو الفعل حتى يسدّ المؤمن على نفسه 
مخايلة شهوة المعصية له وتصوره لا وترائيها له . 


هذه الآيات الكريمات كانت خخيراً هذه الامة مما طلعت عليه الشمس أو غريت ١‏ 
لأنها تحمى من حم الاختيار الذى وجد فى الإنسان حين لا يلتَرم بمنيج الله . ولو أن 
الإنسان كان مسرأ وَمْْرَها على الفعل لارتاح من هذا الاختيار . وتعب الإنسان جاء 
من ناحية أن اغترٌ بميزته على سائر خخلق الله . والميزة التى ميز الله بها الإنسان هى 
الغقل الذى يختار به بين البديلات . بينها سائر الأجناس كلها رضيت من الله أن 
تكون مسخرة مقهورة على ما جعلها له بدون اختيار. ونعرف أن الحق قال : 


6ص عع مر ماعو 4 موومرر 


هِ إن عطس لماه ِل السملوات و و رض وبل فابين ان جملنها وَأمْمَفيَمنَْا 


لان لَه ,كان طَلُومًا ولا جه 4 
(سورة الاحزاب ) 
فالإنسان قد ظلم نفسه . لأنه أرجح نفه عند اختيار الشهوة أو اختيار مرادات 
منهج الله بينيا المقهورون أو المسخرون ليست عندهم هذه المسألة . وكل كائن منهم 
يقوم بعمله آليا وارتاح من حمق الاختيار - فهذه الآيات طمانت الإنسان على أنه إن 
حمق اختياره فى شىء فالله يريد أن يبصره ء والله يريد أن يتوب عليه . والله يريد أن 
بخفف عنه . والله يريد إن اجتئب الكبائر أن يرفع عنه السيئات ويكفرها . كل هذه 
ميات اين لخي سبق * الها ععالة الأبر من عبى الأختيار لوقي 
أنا خالقك وأعرف أنك ضعيف لأنْ عندك مسلكين : كل مسلك يغريك . تكليف 
الله بما فيه من الخير لك وما تنتظره من ثواب الله فى الآخرة يُغرى . وشهوة النفس 
العاجلة تُغرى . 
ومادامت المسألة قد تخلخلت بين اختيار واختيار فالضعف ينها ؛ لذلك بوضح 





لتكت 
ص ١و ١‏ ؟ حهت 20:2 40 حص ولح مح حمحجهه 


سبحانه : أنا أحترم هذا فيك لأنه وليد الاختيار . وأنا الذى وهبت لك هذا 
الاختيار . 


والحق حين وهب الاختيار هذا لجنس الذي هو سيد الأجناس كلها أن 
يأق لربه راغبا حبًا : لآن هناك فارقاً بين أن يسخخر المسحُر ولا يستطيع أن ينفلت عها 
قدر له أن يعمله ٠‏ وتلك تؤديها صفة الدرة لله ٠‏ لكن لم تعط لله صفة المحبوبية ؛ 
لان المحبوبية أن تكون مختاراً أن تطيع ومختاراً أن تعصى ثم تطيع » هذه صفة 
المحبوبية. والله يريد من الإنسان أن يثبت بطاعته صنة المحبوبية له سبحانه . 
فالانسان المحب لولاه برغم أنه متار أن 7 الطاعة أولا يفعلها ينحاز بالإيمان إلى 


جانب الطاعة . 


« إن تجتنبوا كبائر ما تنبون عنه ٠‏ كأن الله بعد تكليفانه فى أمور الأعراض والأموال 
تكليفاته فى الدماء من قتل النفس وغيرها . أوضح ؛ إياكم أن تستقبلوا الاشياء 
استقبالا يجعلكم تيأسون من أنكم قد تعجزون عن التكليف لبعض الامور . فأنا 
سارضى باجتناب الكبائر من المسأوى : فالصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينبها » والجمعة 
للجمعة كفارة : ومن رمضان لرمضان كفارة . لكن بشرط ألا يكون عندكم إصر 
على الصغائر لماذا ؟ لانك إن قدرت ذلك فقدر أنك لا تقدر على استبقاء حياتك إلى 
أن تستغفر . فلا تقل : سأفعل الذنب ثم أستغفر , هذه لا نضمنهأ . وأيضا نكون كالمستهزىء 
بربه . 


« إن تجتنبوا كبائر ما تبون عله نكفر عنكم سيئاتكم -٠‏ فى السيئات يقول : 
٠‏ نكفر علكم سيئاتكم » وقلنا : إن ه الكفر » هوه الستره أى يسثرها ومعنى نسترها 
يعنى لا نعاقب عليها . فالتكفير إماطة للعقاب . والإحباط إماطة للثواب . فإن 
ارتكب دان حص بادا وقد اجتنب الكبائر يكفر عنه الله أى يضع 
ويستر عنه العقاب . أما من عمل حسنة ول يقبلها الله . فهو يحبطها » إذن فالتكفير 
كا قلنا- إماطة للعقاب . وه الإحباط » إماطة للثواب كيا فى قوله : 

7010 


« نولك حبطت الهم » 


( من الآية /1١1؟‏ سورة البقرة ) 





حبجيوج +000002229922 أ 


أى ليس هم على تلك الأعمال ثواب ؛ لأنهم فعلوها وليس فى باهم الذى يعطى 
الثواب وهو الله . بل كان فى بالهم الخلق . ولذلك يقول النبى صل الله عليه 
وسلم : 


أنت فعلت ليقال وقد قيل ء وقالوا عنك إنك ممسن كبير. قالوا : إنك بنيت 
المسجد . وقرأوا اللافتة التى وضعتها على المسجد وسط احتفال كبير. ويقول 
الحق : 
١‏ تقدضآ بق ماين ميته ب مها جه » 
( سورة الفرقان ) 
أنت فعلت ليقال وقد قيل ولذلك فالدين عملوا مثل هذه ووضعوا لافتات من 
رخام عليهم أن يفطنوا لهذا الأمر . وإن كان الواحد مهم حريصاً على أنه يأخذ 
الثواب من يد الله فليرفع هذه اللافتة ويسترها وتنتهى المسألة . فالله سبحانه وتعالى 
يحب ممن يتصدق أن يكون كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شأن السبعة 
الذين يظلهم الله فى ظله يوم لاظل إلا ظله منهم : 


( ورجل تصدق يصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شياله ما تنفق يمينه )200 , 


فأنت حين تتصدق لاذا تفضح من يتقبل الصدقة . والحق يقول : إن 
تمتنبوا ؛ . و ١‏ الاجتناب » هو إعطاء الشىء جانبا . ولذلك يقولون : فلان ازورٌ 
جانبه عنى » أى أنه عندما قابلنى أعطاق جانبه . والمراد فى قوله : « إن تجتنبوا » هو 
تجتنبه . فهذا يدل على أن الاجتناب أبلغ , لآن الاجتناب معناه ألا تكون مع المنهى 
عله فى مكان واحد فعندما يقول الحق : 
١‏ تبلس بن الأذك » 


(من الآية ٠‏ سورة الحج ) 





- . .ملم واحمد والنائى والترمقى . 





5 +222402224222 ححبوح‎ ١١ ١ 2ج‎ 


وعتدما يقول : 
0 وأجتنبوأ قول ألزور 4 
(من الآية "٠‏ سورة الحج ) 
فاجتنبوه أى : ابتعدوا عنه . لاذا ؟ لأن حمى الله محارمه . 


وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الخلال بين والحرام بين وبينهها أمور 
مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى المشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ومن وقع 
فى المشبهات وقع فى الحرام كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك 
حمى ألا وإن حمى الله تعالى فى أرضه محارمه . .2300 , 


والحق يقول : 

عع م ومدلة» 24010 وس 7 العامة رم 
© إنعما ا حمر وَالْميسر وَالأنصَاب وَالْأزْكم رجس مَنْعَلٍ النَيِطن فاجتنوه لَمَلَكْ 

5 2 


تفلحون »# 

(من الآية 4٠‏ سورة المائدة) 
واجتنابه يكون بألا توجد معه فى مكان واحد يخايلك ويشاغلك ويتمثل لك » 
فعندما تكون مثلا فى منطقة الذين يشربون الخمر يقول لك الحق : اجننيها . أى 
لا تذهب إليها ؛ لأن الخمر عندما توجذ أمامك وترى من يشربون وهم مستريحون 
مسرورون . . فقد تشربها . لكن عندما تجتنب الخمر ومجالسها فأنت لا تقع فى براثها 
وإغرائها . ولذلك قلنا : إن الاجتناب أبلغ من التحريم . وهناك أناس يبررون 
الخمر لأنفسهم ويقولون : إن الخمر لم يرد فيها تحريم بالنص !! نقول لكل واحد 

منهم : : سبك أن شرب لثمن رن بالرجس من الأوثان » فالحق يقول : 


8 واجتنبوأ الطلقُوتٌ 4 
(من الآبة 55 سورة النحل ) 
فاجتناب الطاغوت ليس معناه ألا تعبده . بل إياك أن تراه ء إذن فاجتئاب الخمر 
ليس بألا تشربياء بل إياك أن تكون فى محضرها. 


. رواء البخارى ومسلم وأبوداود والترمذى واللسائى وابن ماجة‎ )١( 





الكل 
0+22+2<-+2224+40221+29524 قوااله 


« والكبائر :» جميع ١‏ كبيرة ٠‏ . ومادام فيه ١‏ كبيرة » يكون هناك مقابل ها وهى 
« صغيرة » و« أصغر ؛ . فالأقل من ٠‏ الكبيرة » . ليس « صغيرة » فقط , لأن فيه 
وصغيرة 6ه وفيه ١أصغرهة‏ من « الصغيرة ٠»‏ وهر « اللمم ٠‏ . 


والحق يقول : «إن تجتنبوا كبائر ماتهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم » 
و« السيئات »؛ منوطة بالأمر الصغير وبالأصغر ٠‏ لكن هذه المسألة وقف فيها العلياء » 
قالوا : معنى ذلك أننا سنغرى الناس يفعل السيكات ماداموا قد اجتنبوا الكبائر فقد 
. يفعلون الصغائر . تقول : لا . فالاصرار على الصغيرة كبيرة من الكبائر ؛ لذلك 
لا تمز الصغائر لنفسك ؛ فالحق يُكفر مافلت منك فقط ؛ ولذلك يقول الحق : 
كم و قوعلا مه وه 2 ص موسف عم 4س صم م بخ بر اي 5 
« إما أشوبة عل الله للذين يحملون السو يجهللة م يتوبون من كرب » 

( من الآية 117 سورة الناء ) 
يفعلون الأمر السبىء بدون ترتيب وتقدير سابق وهو سبحانه قال بعد ذلك : 

١‏ تبت اتومؤَ مؤن يات حق ا حطر أعدمٌ اث كل إن ين 

ألعنن » ( من الآية 18 سورة النساء ) 


إذن فمعنى أنك تصر على صغيرة وتكررها إنها بذلك تكون كبيرة » وإن لم نجتنب 
الكبائر ووقعنا فيها فماذا يكون ؟. يقول العلماء الذين جعلهم الله هبات لطف ورحمة 
على الخلق : لا كبيرة مع الاستغفار » ولا صغيرة مع الإصرار . فإن أخذت هذه 
فخذ تلك , خخذ الاثنتين » فلا كبيرة مع الاستغفار ٠‏ ومقابلها لا صغيرة مع 
الإصرار . 

وحينها أراد العلياء أن يعرفوا الكبيرة قالوا : الكبيرة هى ما جاء فيها وعيد من الله 


بعذاب الآخرة . أو جاء فيها عقوبة كالحد مثلا فهذه كبيرة ٠‏ والتى لم يأت فيها حد 
فقد دخلت فى عداد السيئة المغفورة باجتناب الكبيرة أو الصغيرة أو الأصغر. 


وأن سيدنا عمرو بن عبيد عالم من علياء البصرة وزاهد من زهادها . وهو الذى 
قال فيه أحد الخلفاء : كلهم طالب صيد غير عمروين عبيد . أى أن كل العلياء 





وه ١٠١‏ جوج 90003255----09---9 2-0-0 


يذهبون إلى هناك لياخذوا عبات وهدايا إلا عمرو بن عبيذ ٠‏ إذن فقد شهد له. هذا العالم 
عندما أراد أن يعرف مدلول الكبيرة » وأصر ألا يعرف مدلوها بكلام علماء ٠‏ بل 
قال : إريد أن أعرفها من نص القرآن . الذى يقول لى على الكبيرة يأنينى بنص من 
القرآن . ودخل ابن عبيد البصرى على سيدنا أبى عبدالله جعفر بن محمد الصادق ؛ 
ونعرف سيدنا جعفر الصادق وهو أولى الناس بأن يُسأل ؛ لأنّه عالم أهل البيت ؛ 
ولاته قد بحث فى كنوز القرآن وأخترج منها الأسرار وعاش فى رحاب الفيض . فقال 
ابن عبيد: هذا عو من أسألهء فليا "ملم وجلس قرأ قول الله سبحاله : 
١‏ اجون كبتوالإغ والتويق إلااقم » 
: زمن الأية ”8 سورة التنجم ) 
ثم سكت !! فقال له سيدنا أبو عبدالله جعفر الصادق : ما أسكتك يا بن عبيد ؟ 
قال : أحب أن أعرف الكبائر من كتان الله . 


وانظروا إلى الثقة تمعرفة كنوز القرآن . شاعة قال له : « أحب أن أعرف الكبائر 
من كتاب الله . قال أبوعبدالله : نعم » أى على خبير بها سقطت . أى جئت لمن 
يعرفها . ثم قال : « الشرك بالله . قال تعالى : 
عمس عه 05 عع ام م م 2 “مي 
« إِنَ الله لا يغفر أن شرك بدء ويَغفر ما دون ذلك لمن ينآ # 
(من الآية 44 سورة النساء ) 
وقال تعالى : 
32 مج لع رج ممع عمسم و لسرم و جمقي 
إنهر من شرك بألله فمّد حرم آلله عليه الحنة # 


5 


(من الآية لا سورة المائدة ) 
وأضاف : واليأس من رحمة الله فإن الحق قال : 
قن اكير 4 
(من الآية 0م سورة يوسف ) 
وهكذا جاء سيدنا أبو عبدالله جعفر الصادق بالحكم وجاء بدليله » وأضاف : 
ومن أمن مكر الله ؛ لأنه سبحانه قال : 


- 


» يَأ مرا إلاالقم ايرود‎ ١ 


م سووس بير 


0 ِنَم لا يبس من روج آله لاا 


(من الآية 45 سورة الأعراف ) 





سسسس سي بوص ص سنك 
والكبيرة الرابعة : عقوق الوالدين ؛ لآن الله وصف صاحبها بأنه جبار شقى . 
قال تعالى : 
« دما وق ولَيِعَي جَبرا سق وج 4 
وقتل النفس . قال تعالى : 
8 موز. 3ه فى ؤءد. لا عتعموه مول م بي 
ِ ومن يقتل مؤمنا متعمدا زا هر جهام خلادا فنا # 


(من الآية 97 سورة المشساء) 


وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات . قال تعالى ؛ 


( سورة عريم ) 


وة مس 


١‏ إن لذبن رمو ت ألْمْخْصَنّت الْعفلت] المؤمئات لعَنوا أفى الانيا والأعرة 


دمر . عد 3 


وَُمْعَدَاي عر » 
وأكل الربا . قال تعالى : 


عم وي مع عع مدع 4 
« الْدينَ يأحكلونَ ليوأ لا يو عُومُونَ لدج ِعُوم الْذى بتَصبطه النبطدن من ]ذل لمس » 
(من الآبة هلا سورة البقرة ) 
والفرار يوم الزحف . أى إن هوجم المسلمون من أعدائهم وزحف المسلمون فرٌ 
واحد من الزحف . فقد قال تعالى فى 
عم فم م وموم لقسعة إى لممءمان لسعدم له واد 


ومن بوهم يومد د بره إلا متحرفا لال او متحيزأ إلى ف ففد بأء بغضي من 


8 7 


( سورة النور) 


+ 2 عع قم ل ملعن م وم 
ألله وماويله بحه'م تس امسر لد 
(سورة الأتفال ) 
وأكل مال اليتيم . قال تعالى : 
سم لمة زم لوم م 7 ا مة دم عرس عا عو 2 
م إِنَالْبنَ يا كلون امول لبتم نا تا بأ كلون فى بوني ئ وسيصلون 
سييراً 4 
والزنا . قال تعالى : 
تصس7سسللل لل ل ل سي 


حج عه 22-09-60-929996211 1090009214220٠‏ 


مس عربوسع م لمر ع سام م مروله 


© ومن يَفْعلّدَ'لكَ يلق ناما يضَعَفْ 4 ألْعذّاب د ينوم م القيلمة ويحلد فيه 
مُهَانًا و »4 
وكتيان الشهادة . قال تعالى : 
عد معع ىع ال لا 0004 مط 
ولا لكتبرااك0 ندة ا قإنهب ءام قلبه » 
زمن إلآية 8ه؟ سورة البقرة) 
واليمين ين الغموس وهو أن يحلف إنسان على شىء فَعَله وهو لم يفعله أو أقسم أنه لم 
يفعله » مالك ملس الى الس الى لاسلل كر مكل قال تعالى : 
3 مومه م مء عر ع وس ع ف عرب 2 تن 
0 إن لين دسترون بعهد أله ونيم تمنا ليلا أولتبك لاخلا لم فى الأخرة 
رزاع م م289 ممما ع لخلا 2ع «عوموم ماس مص لمعو ع بلاس دي 5 5 


ولا يحكلمهم الله ولا ينظرإلييم ينوم القيلمة ولا كيم وهم عذاب لم © »4 


(سورة آل عمران ) 


(جزء من الأية 254 والآية 19 سورة الفرقان ) 


والغلول أى أن يخون فى الغنيمة . قال تعالى : 
عم | سوام م م مرج صمم 


ف ومن يفل باتيما عَل يوم القيلمة #4 
(من الآية 1١١١‏ سورة آل عمران ) 


وشرب الخمر ؛ لأن الله قرنه بالوثنية . قال تعالى : 
0 ا شمر ا مرو 0 ]فت وَالأزكم رجْس مَْعمْلٍ تبط َأجَتَبوه لَعلَكرٌ 
تُفْلحُونَ 4 
وترك الصلاة ؛ لأن الله قال : 


00 


« ماسَلكَك ف سَفَرَضِي انك مِنَ الْمصَلِينَ © » 


رمن الآية 4٠‏ سورة الائدة ) 


سر 
ونقض العهد . وقطيعة الرحم وهو هما أمر الله به أن يوصل . قال تعالى : 


9" ميجيلاد مو م #ا م مسامم 


« ادن بنقُصُونٌ هد اله من بد ميدقه ء وَيقَطعُونَ مآ أم اله بدة أن يوصَلٌ 





لوكا 
حوححصموحصص وص ص مححوح حميح حون ربه 


عفه « ا ما رهام 000 د 47 
يدو الارض لتك م اللتيرُودَ ع » 
( سورة البقرة ) 

إذن فكل هذه . هى الكبائر بنص القرآن . وكل كبيرة معها حكمة ٠‏ عرضها لئا 
سيدنا ابن عبيد لانه خخاطب عالاً » فإذا ما نظرنا إلى الاستنباط الذى جاء به سيدنا 
ا ناسهدنا واججعة. العتاري و سوم ساله 1 ذم عه :3 اردب وتقتهاعة هن يقول 
لابن عبيد . . « نعم » أى إن جوابك عندى . ثم يذكرها رتيبة بدون تفكير. وهذا 
1 مسو و مس شيم روي عي و 
متتابعة ! بل هى آيات يختارها من هنا ومن هناك . مما يدل على أنه يعليك أسران 
القرآن . 


لقد نشأ هذا الرجل فى بيت سيدنا جعفر الصادق وهو الذى وضع للمؤمن منهجاً 
بحيث لا يصيبه شىء فى نفسه إلا وجد له علاجاً ودواء فى كتاب الله . إنه وجد أن 
الزوايا التى تعكر على الإنسان أنه يخاف من شىء ء والذى يخاف من شىء يكون هذا 
الشىء غالبا - محدودا معروفاً . 


أنا أخاف من الشىء الفلانى . ولكنٌ واحداً يصييبه غم وهم الامدرق رسف 
فيقول لك : أنا مغتم دون أن أعرف السبب . إذن ففيه القباض لا يعرف سبيه » 
وهناك مثلا إنسان يكيد له أناس كثيرون ويمكرون له ويأتمرون به » وهناك ثالث يحب 
الدنيا ويريد أن تكون الدنيا عنده : كل هذه هى مشاغل النفس البشرية : أن تاف 
من شىء . أن تغْمّ من شىء . أن تشفق من مكر بك وكيد لك . أن تتطلب أمرأ من 
أمور الدنيا . وسيدنا جعفر هو الذى قال : عجبت لمن خخاف ول يفزع إلى قول الله 


سبحاته : 
نوكيل 4 
وص الآية #/ا1 سورة آل عمرانت) 


دون الدليل . الذى يقوله سيدنا جعفر : فإنى سمعت الله بعقبها 


مءلعوودمء 


0 حينا أله 


5 سر ناجوه 


(من الأية ١/4‏ سورة آل عمرانع) 





---09-<2+222221:9. 2:2 حورو‎ ٠١٠١ 


انظر دقة الأداء . يقول : سمعت الله , ولم يقل:قرأت . كأن الإنسان ساعة يقرأ 
قرآنا لابد أن يتأكد أن الله هو الذى يتكلم . وجلال القديم يغطى على جدية 
الحادث . فالذى يقرأ أمامك حادث . لكنه يقرأ كلام الله , إذن فجلال القديم 
يغطى على جدية الحادث . ويضيف سيدنا جعفر : وعجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى 
قول الله سبحانه : ' 
عيءدء عويلاء الاوء عاء د هي فر ها دوين - 
« لآ إل لات سبْحَدتَكَ فى كنت من الظاليين 2 » 
رمن الأية لالم سورة الأنبياء ) 
ثم يقول : فإنى سمعت الله بعقبها يقول : ١‏ 
3 
2 عد وو سويد عدوم دض عات ل > وراد 
«< كاتجبتلة, وتجيته نالف وكَدلكَ م المؤمِينَ هج 4 
(سورة الاأنبياء )» 
ويضيف سيدنا جعفر : وعجبت ل مُكرَ به ولم يفزع إلى قول الله سبحانه : 
عاء. م ع 5 5 سس رع 2 مي 
وافوض امرى إِلَ آلله إن ألله بصير بالعباد © 
(من الأية 44 سورة غافر) 
فإنى سمعت الله بعقبها يقول : 
فرئله لَه سات مَامَكروأ )ا 
0 (من الآية 45 سررة غافر) 
وعجبت لمن طلب الدذثيا كيف لا يفزع إلى قول الله سبحاته : 
« ماما الله لاقُوة ابت » 
(من الآية 74 سورة الكهف ) 
فإ سمعت الله بعقبها يقول : 
سل الأعة 4س د ع و ع 2 عمس 6 انواب سور . امه مس 
إن رن آنا كَل منكمالا وولد! ويم فعسيى رب أن يونين خيرا من جنيك » 
زمن الآية 4" وجزء من الآية 4+٠‏ سورة الكهف) 
هله هى الاستتياطات الإيمانية » والاستنباطات هنا كالاستنباطات هناك » وإذا 
مانظرت إلى الاستنباطات التى قاها سيدنا جعفر تجدها تغطى زوايا النفس 
الاجترائية ؟ لأن التكليف حينها يأنى يحدٌ حركة الإنسان عن الشهوات . فالآيات 





جاءت النحد من الاجتراء ء. وتهدها تاخل بالقمة من كول الاجتراء عل الوحدانية فى 
الألوهية إلى قطيعة الرحم . وقد غطت الآيات كل جواتب الاجتراءات فى النفس 
البشرية » أول اجتراء : هو الشرك . . لانه قال : « إن الشرك لظلم عظيم » والظلم 
الذى نعرفه : أنك تحكم بشىء للغير وليس من حقه . فبالله عندما تحكم أن ربنا له 
شريك . أليس هذا أعظم الظلم . وهو ظلم لنفسك . فإياك أن تظن أنك تظلم 
الله ؛ لآن ربنا أغنى الشركاء عن الشرك ؛ ولذلك يقول فى الحديث القدسى : 


(أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى تركته 
وشركة )0 , 


إن هذا ظلم لنفسك ؛ لأنك حين تعتقد أنْ لله شركاء فقد أتعبت نفسك تعب 
الأغبياء . واقرأ قول الله : 
اع م يي ملؤم مر ع زور 0ه زر ممم ولا م مل وير مج سوس م صم 
« ضرب ألله مثلا رجلا فيه شرك ؛ متشدكسونورَجلا سلما لهل سيان متلا 
1 سورة الزمر) 
فعبد مملوك لعشرة أسياد . وياليت العشرة الأسياد متفقون . بل هذا يقول له : 
اذهب . وهذا يقول له : تعال . إذن فقد أتعب نفسه وأرهقها . إذن فقد ظلمها . 
قال تعالى : 
00 1 سمو دس مام 
8 وللكن الناس أنفسهم + يظدون » 
(من الآبة 44 ممورة يونس ) 


إن الإيمان بإله واحد يجبعلك غير خاضع إلا لوجهة واحدة » ولا أوامر من جهة 
أخرى آبذا ٠‏ دن فقد ارحت نفسك ٠‏ وهذه قضية يثبتها الواقع ؛ لأن الله قد أنزل 
فى قرآنه المحفوظ المتلو المقروء : 
لاركة إلااتا» 
ومن الآية 14 سورة طفع 
فالمؤمن يقول : هذه كلمة صدق . والكافر يقول ‏ والعياذ بالله ‏ : هذه الكلمة 
غير صدق » والمسألة على أى تقدير منتهية » واحد جاء وأخذ الكون وقال : لا يوجد 


. رواه مسلم وابن ماجه عن أبى هريرة‎ )١( 





سايكا 
وين +2 20+02 


إله إلا أناء والذى أخذ منه الكون إله ولكن أَعَلِمْ أن الكون أخذ منه أم لم يعلم 
بذلك ؟ إن لم يكن فد درى تكون مصيبة فى هذا الإله » وإن كان قد درى فيا الذى 
أسكته ؟ فالمسألة ‏ إذن - محلولة » هذه مسألة الشرك . 


إن الإيمان بوحدانية إله جاءت لتريح النفس البشرية من كثرة تلفتاتها إلى آلهة 
متعددين . إنه هو الحق . وهو الذى ينفع ويضر . إنكم حين تكونون لإله واحد 
كمثل العبد يكون لمالك واحد . أما عندما تعبدون المة متعددين تكونون كمثل العبد 
الذى له شركاء وياليتهم متفقون ؛ بل هم مختلفون . 


بعد ذلك يأ ف المرحلة الثانية وهى : اليأس من رَوْحِ الله » وه الرَوْح » من 
« الرائحة » وهى النسيم . فساعة تكون فى ضيق والجو حار تلتفت لتجد واحة فتأوى 
إلى ظلها وهوائها وتلجأ إلى حضنبا . هذه الراحة يعطيها الله لمن لا بيأس من روح 
الله فتغطيه صلابة إيمانية لاستقبال أحداث الحياة ؛ لأن الحياة أغيار» وأحداثها 
متعددة » وللعالم وللكون الظاهر سنن فى الأسياب والمسببات . 


هَبْ أن أسبابك ضاقت بشىء وم يعد عندك أسباب له أبدأ . فالذى لا يؤمن بإله 
قرى يخرق الأسباب . ماذا يفعل ؟ ينتحر كبا قلنا . 


إذن فالياس من روح الله هو من جعل قوة الله العليا التى خلقت النواميس 
متساوية مع النواميس بحيث إذا ضاقت وعزت أسبابها البشرية فى شىء يثس منبا . 
أما المؤمن فقول له : أنت لا تياس ؛ لأنك مؤمن بإله قادر فوق النواميس ؛ فالذى 
ييأس من روح الله كأنه يعطل طلاقة القدرة الإلهية على النواميس الكونية , إن الله » 
هو خالق هذه النواميس . فعندما ييأس إنسان من روح الله » يكون قد سوّى الله 
بطلاقة قدرته ‏ بالنواميس . إِنْ الذى تأباه النواميس فسبحانه قادر أن بيسره . 


: وبعد ذلك جاء ب ١‏ عقرق الوالدين » وها الخلية: الأولى التى يواجهها الإنسان 3 
وهما السبب المباشر فى إيجادك ؛ لأنك حين تعق وثعصى من كان سبيا مباشرا لوجودك 
تكون قد عققت وعصيت من كان سببا أوليا لوجودك » وهو الله الذى لم ثره » إذن 





2+2 002924022402522 ادك 


فاحترامهم| والبرٌ ببها ليس فقط ‏ لانما سبب فى وجودك وإنما ‏ أيضا - لأخما ريباك 
صغيراً فعليك بالبر بهم| » وهذا بمئك ويدفعك إلى أن تحفظ الجميل لمن كان سبباً فى 
إيجادك . وتربيتك؛وعندما ترقيها وتتساءل : من أوجد أباك ؟ جدّك . ومن أوجد 
جدّك ؟ تصل إلى أين ؟ لا يمكن أن تكون ها نهاية إلا أن تتصل بمن لا نهاية له » وهو 
أن الله قد خلق آدم . 


ثم قال : قتل النفس . والقتل هو نقض بنية الكائن » وهو يختلف عن الموت . 
فالموت أن يموت الإنسان وبئيته سليمة » لكن إن تلقى ضربة عل رأسه فهو يموت 
منها ٠.‏ هذا هو نقض البنية سواء أكان الضرب بحجر أم برصاصة أم بأى شىء . 
ولنقرأ القرآن بإمعان » إن الحق يقول : 

عرس تر ٍ 
وَمَاححَد لْارَسُولُ قَد حَلَتْ من قَبَلِه اسل قاين مات أَوكُلَ سملم عل ص 
أغقيكز 4 
(من الآية غ48١‏ سورة آل عمران) 
فال موت هو سلب الحياة بدون نقضى بنية . وهذا لا يجريه إلا الله . إنما القتل بهدم 
البنية » » فأى إنسان يستطيع أن يفعله . فتخرج الروح بإذن الله , وليس معنى ذلك أن 
أحدا عجّل بأجل القتيل ء لا ولكنه تدخل فى بنيان آقامه الله فهدمه . ولو لم 
يتدخل أحد فى بنيان الله ليهدمه لكان أجله قد جاء . إذن فالقاتل يُعاقب لانه تدحل 
فى هدم البئية وهو يعرف أن هذه الروح لا تحل إلا فى بنيان له مواصفات خاصة 
تقتضى أن يكون المخ سليياً » وكذلك القلب ٠‏ وبقية أجزاء الجسم . لكن حين يجىء 
الاجل يموت الإنسان ولو لم ينقض أحد البنية . 


وضربنا مثلاً لنقرّب هذا الأمر لله المثل الاعلى : 


إِنَّ هذه الروح نشبهها بالكهرياء 0 فانت لا تعرف الروح ولم ترها ولم تسمعها ولم 
تشمها وم تذقها » إذن فبأى وسيلة من وسائل الإدراك أنت لا تعرفها . لكنك تعرف 
أنها تدير حياة جسمك كله » بدليل أن الروح عندما تُسحب من الجسم يصير رمّة . 
وقد جعلها الله كدليل ذا فى النفس البشرية على وجود إله لا تدذركه الأبصار وهو 


04-029-60029440 -09--249-0--0-----210-3 


يدرك الأبصارء تقول : لانرى الله . نقول لك : نعم . فهو سبحانه يقول : 
ودش ملا نبَصِرُونَ 4 
( سوزة الذاريات ) 
إن الحق لا يطالبك بأن تبصر مافى الكون فقط من آيات . بل إن الأدلة لاتتعداك 
أنت أولا: فروحك: الق. تدير جمك آين هى + ماشكلها؟ غالونا؟ 
ما رائحتها ؟ أتعرف ؟ لا . ولكنها موجودة فيك وأنت لا تراها ٠‏ فكيف تطلب أن 
ترى إهأ وقد خخلق شيئاً لم تقو على أن تراه ؟ أمغلوق لا تقدر أن تراه . وبعد ذلك 
تريد أن ترى خالقه . إذن فمن عظمته أنه لا يُدْرَكَ » ويقول الح سبحانه وتعالى 
عن لحظة تنزل الروح فى الجسم : 
١‏ دا وب ونَشَطْتْ فيه ين روح فَفَعوأه سين 4 
(سورة ص) 
لأنه سيكون إنسانؤً سويا . فإن شبهنا تلك الروح بالكهرياء ‏ ولله المثل الأعلى - 
هل تعرف ماهى هل رأيتها ؟ . لم ترها. هل أحد عرفها ؟ الذين اكتشفوها . 
أعرفوا ماهى ؟ لم يعرفوا » إنما نعرفها بآثارها » فساعة نرى المصباح مثيراً نقول : 
جاءت الكهرباء . وساعة تدور المروحة تقول : الكهرباء جاءت . إذن فأنت تعرفها 
بآثارها » كذلك تعرف الشخص أنه مات عندما لاتجد له حركة . وعندما مخف 
الحركة وََخْقْتَ يقولون : خذ الحركة من شىء إن وقف يكون الموت , .وليس من 
اليد ,» لأن اليد قد لاتتحرك لاصابتها بالشلل ٠‏ بينها الإنسان مازال حيا ؛ ولذلك 
هات المرآة وضعها أمام غرج النفس ٠‏ فإن وجدت بخاراً على المرآة فهذا يعتى أن 
هذا الإنسان مازال حيا . وفيه روح » وكذلك عندما ينكسر المصباح الكهربائى فالكهرباء 
لاتعمل عملها ؛ لأن الكهرباء لاتظهر إلا فى قالب من هذا النوع . زجاجة مفرغة 
الحمواء مصنوعة بشكل خاص إن انكسرث أو تلفت يذهب النور. 


إذن فعندذما نيدم الجسم لاتجد الروح الوعاء الذى تظهر فيه . فكذلك المصباح 
الكهربائثى إن انكسر تكون الكهرباء موجودة قَّ الأسلاك إنما لايوجد نور , وعندما 
تأق بمصباح جديد يأى النور . كذلك الروح لاتظهر إلا فى الجسد الذى له مواصفات 
خاصة . هذا وإن القنل هو دليل عجز القاتل , لآن القائل حين يقتل خصمه فهذه شهادة 





25105 222220400-4-0-04----04-<222+345: 


منه أنه أعجز من خصمه . صحيح أنه قد قدر عليه وضربه وأماته وهذا مظهر قدرة 
بشرية حمقاء . لكن فى الواقع .أن هذا عجز. 


إن معنى الفتل ونقض الحياة أن القاتل يعلن أمام الملا أنه لا يستطيع أن يواجه 
حركة حياة خحصمه ء ولايرتاح إلا اذا مات هذ! الانسان . إذن فقد شهد القاتل حين' 
يقتل بعجزه . فلو علم القائل أن قتله لنفس أخرى ليس دليل قدرة وقوة له ولكنها 
شهادة عجز . وأنه لايمكن أن يواجه حياة هذا الحى إلا بأن بميته لما قتله ؛ والحق 
يحمى النفس البشرية من القتل حتى لايكون أى انسان مهددا. وحتى لاتتعطل 
الخلافة التى أرادها الله فى الكون . 


ثم تأق كبيرة أخرى وهى : قذف المحصنات الحرائر . ونعرف أن ركنا من أركان 
المجتمع السليم أن تظل الحرائر مصونات كى لايعانى النشء والنسل الذى ينسل 
منهم من ظن الريبة والعار. وحين لاتظن النفس البشرية بريبة فهى تواجه الحياة 
بمنتهى طلاقتها وبمنتهى قدرتها ؛ لذلك فالذى يحب أن تشيع الفاحشة ويقذف 
المحصنات والحرائر بغير ما اكتسبن فهو يحدث زلزلة فى المجتمع , زلزلة فى نسب 
أفراد المجتمع 5 ويضار مها من ليس له ذنب » يضار مها الأولاد الصغار . وما دنهم 
كل( قال تفال 
2م > ماود 
دلا رافازدة وزْر أخْرَئ » 
(من الآبة ١8‏ سور فاطر)» 
وبعد ذلك قال : أكل الربا ؛ لأن الربا يصنع خللاً إقتصادياً فهو يحمل غير 
الواجد أن يزيد ثروة الواجد . 


والزنا كبيرة س الكبائر والحق يقول : 
7 َلامفروأازق دَق إنمر 6ن نهآ سبي © 4 
(سورة الاسراء 2 
فالزنا يهمل العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة أستمتاع فقط , والعلافه الأونى اننى 
أرادها الله حينا أوجد حواء لآدم هى أن تكون المرأة سكنا وليست أداة استمتاع 





الك 
0 خمحص صوصخم حم حيحصت 
فقط . والاستمتاع إنما جاء لحفظ النوع وأطلقه فى النفس البشرية ؛ لأآن آثار هذا 
الاستمتاع تبعتها طويلة من تربية للأطفال الذين تطول طفولتهم ويحتاجون لرعاية » 
ولو لم يربطها بهذا الاستمتاع لكان كثير من الناس يزهد فى الأولاد . 


وكذلك الفرار يوم الزحف كبيرة من الكبائر . لآن الفرار يصنع خللاً فى المجتمع 
الإيمانى ؛ لآن معنى الزحف أن أعداء الاسلام أغار وا علينا.ء وماداموا قد أغاروا 
علينا فكل مسلم يقفا على ثغرة ة من ثغور الاسلام ٠‏ حتى لايمكن أعداء الإسلام من 
ديار الإسلام . ولتظل كلمة الله هى العليا , ففرار المسلم يعطى أسوة على ضعف 
الإيمان ف النفس » ولذلك لاتغتروا بان هذا صار مؤمناً وذاك صار مؤمناً 1 فلو كان 
عؤسا عقا وين بالغاية فهو لايهاب القتال ؟ ؛ لأنه إن قتل صانش هيدا ومبشرأ من : الله 
بكذا وكذا , لذلك فالفرار فى يوم الزحف يعطى أسوة سيئة ليس فى الحرب فقط . 
بل سيعطى شيوع خلخلة إيمانية فى النفس البشرية . والحق سبحانه وتعالى أوضح أن 
المؤمن عندما يدخل الحرب يرغب فى أحد أمرين كلاهما حسن : النصر أو الشهادة » 
فقال سبحانه : 
0 قل هل يونا إل إحدى الحسنين » 
(من الآية 1ه سورة التوبة © 
والمؤمن يتريص بالكافر ليحقق ماقاله الله : 
« وَعَنْنرَصإكم أن -3غز لل ينان زر سو لافطا 
(من الآية ؟5 سورة التوبة ) 
فإذا كان الحق سبحانه وتعالى يريد من المؤمن أن يثبت يقين إيمانه بأن يفقد الحياة 
ال هي سبب التدسك بمظاهر الحياة لأنه ذاهب لحياة أحسن . ولكن الحق سبحانه 
وتعالى لايحب للمؤمنين أن يقدموا على عمليات انتحارية إلا حين تكون هناك مظنة 


للتعر يتليل قولة ذبن > 
ذه فمموصوه ا عأ عله 0 
ف ومن يرهم يوميذ د بره إلا مَحَرِفَا مَل أو متعوًا إكقة فقدباء ؟ يغضب 
من لَه 


(من الآية ١١‏ سورة الأنفال » 





حوت :6293222252265 رادلالهة 


فالإنسان لايدخل فى معركة وهو غير مستعد لها . أو ليس لديه مظنة النصر ١‏ إنه 
إن فعل ذلك فإغا ينقص المسلمين واحداً , فياذا أفادنا ؟ إن على المؤمن أن يقبل على 
الاستشهاد بثمن يخصه وهو الجنة » وبثمن يبقى للجباعة الأمان أو النصر . 


وبعد ذلك قال : واليمين الغموس . واليمين الغموس تمثل قضية من قضايا خلل 

المجتمع ؛ لأن اليمين الغموس هى السبب الذى يغمس صاحبه فى النار ؛ لأنه 

حلف عل شىء أنه كان وهو لم د يكن , أو على شىء لم يكن وهو قد كان . وبهذا 

يتسلل الكذب إلى الصدق . ولايعرف القاضى التمييز حين يفصل فى الحقوق » 

هناك إنسان يكذب ويشهد ويجلف اليمين أن هذا حدث ويؤدى ذلك إلى ضرر 

بالغير. فمن يريد أن يظلم لن يعدم شاهدين على باب المحكمة يحلفان له , عندئذ 
يصبح الإنسان غير مطمئن إلى حركة حياته ولا إلى مصالحه . 


وتاق كبيرة أخرى وهى الغلول ٠‏ وتعنى أن المسلمين حين يلتحمون بأعداثئهم 
ويأخذون منهم الغنائم وهى مانسميها و السُلْب ٠‏ . . وهى أسلحة الأععداء وماعندهم 
من أشياة .. . فبالله من يدخل معركة بهذا الشكل ويد غنيمة ويأخذها ٠‏ أيكون قد 
نقض عملية الحرب فى سبيل الله أم لا ؟ إنه ينقض عملية الحرب فى سبيل الله » إن 
الحرب فى سبيل الله شرعت لتكون كلمة الله هى العليا » ولذلك يفول :اسن 

ل 2 مع موم 
( ومن يلل يأت صا عَلَ يوم اليس » 

(من الآية 1١0١‏ سورة آل عمران) 
لقد قلنا : إن كان قد غلّ بقرة . . فسيحملها يوم القيامة . وسيكون ها خوار . . 


وإن غل فى أسمنت فسياق حامله يوم القيامة » ومن غلّ فى حديد أو استورد 
لحوما فاسدة أو سمكا نتنا فإنه سياق وهو يحمله يوم القيامة , 


٠‏ ثم نأق كبيرة وهى شهادة الزور . فشهادة الزور أيضا ركن من أركان فساد المجتمعات 
كلها ؛ لأنها لاتجمل المؤمن مطمئنا على حقه . 


أما السحر فهو كبيرة تهدد المجتمع بما يفزع كيانه , لأنه ينتهى إلى قوة خفية » إذ 





141 90-2239309 حمحص صمح 


ليس أمام الذى يتعرض للاإصابةبه عدو مباشر يواجهه . حتى يرتب لنفسه الحاية 
منه . ولذلك يقول الحق سيحاله : 

سميج ع فر بعري ال عع ع برل ا طلا 
( وقد طو ألم أخترنه ماله الزن حلت 4 

(من الآية ٠١5‏ سورة البقرة ) 

أى ليس له نصيب ف الآخرة . وربما يقول قائل : إذا كانت هذه مضرة السحر فى 
هدم كيان المجتمع وتفزيعه » فلماذا وجد ؟ نقول له : إن الكائنات محلوقة لله » وكل 
كائن له قانون . وقد يكون قانون كائن أخف وأسرع من قانون آخخر ء فأفراد الجنس 
الواحد محكومون بقانون واحد . وحين يوجد لأفراد الجنس الواحد قانون يحكم 
حركته يكون قد وجد فى ذلك الجنس تكافؤ الفرص . بمعنى أن لك فرصة هى 
لغبرك . أما أن توجد لك فرصةولا توجدلغيرك . فهذا يمثل خللاً فى تكافؤ الفوص 
فى الجنس الواحد . 


إن تكافؤ الفرص هو الأمر الذى يحمى المجتمع . بأن تكون فرصك أنت وفرصى أنا 
متساوية . فيكون صاحب الحركة فى مادة الكون هو الذى يتغلب . وبذلك'لا آخذ 
أنا فرصة غير موجودة عندك . فتكافؤ الفرص هو الذى يرحم البشرية . 


وإذا كانت قوة الشرق تتمثل فى الشيوعية فى روسيا قد سقطت وبقيت قوة فى 
الغرب تتمثل فى أمريكا. فهناك قوى جديدة تحاول أن تعدل الميزان » اليابان » 
ألمانيا الموحدة . وأوروبا التى تبحث عن الوحدة . وكل ذلك من أجل أن تتوازن 
القرى فى الفرص الادية الموجودة . وهذا هو مايحمى الكون من الدمار ؛ لان أى 
واحد يفكر فى أى شر جارف يخاف من رد الفعل . ويخاف أن يردواعليه بشر أشد » 
ولو تيقنوا أن واحدة أقوى من الأخرى لحاء الخراب ٠‏ إذن فحماية الجنس البشرى إنما 
تنشأ من تكافؤ الفرص بين أفراده » ولكن الإنسان جنس . والجن جنس آخر ٠‏ 
والإنس والجن مكلفان من الله . فعنصر الاختيار موجود فيهما . ولذلك حكى 
القرآن : 

4ه سعمام 5 


2 
الرشد فَعَامنا بده ول ْنَا أعداي »4 ( سورة الجن ) 


3 





وعندما قسموا قال القرآن : 
عد 
26 2 ل اح بر ل ا هن و2 ععيام ا بير 
* وأنامنا ‏ لصدلحون ومنا دون ذلك دكنا طراب ققددا ج 4 
( سورة الجن ) 
إذن فهم مثلنا.. لكنهم هم قانون ولنا قانون : 
+" مره اللددبت 9 الى سور ص عمودط . 
إنه, يرنكر هو وقبيله, من حيث لاترونهم »# ٍ 
( من الآية /ا سورة الاعراف » 
إذن فقاتون الجن أنه يرى الإنسان . والإنسان لايراه » وقانونه أخحف من قانون 
الإنسان ؛ لأن كل جنس يستمد قانونه من جرثومة تكوينه الأول . فنحن البشر 
مخلوقرن من طين .. أى أن لنا هادية محسة وكثيفة . والحن محلوق من النار. 
والمخلوق من مادة الطين مثلنا . النبات والحيوان . تفاحة مثلا مخلوقة من مادة الطين 
لانها أخذت عناصر غذائها وتكوينها من تربة الأرض وخصوبتها . هب أنها خلف 
جدار وأنت جالس . أيتعدى طعمها لك ؟ أتتعدّى رائحتها لك ؟ ايتعدّى لونها 
لك ؟ لاء إذن فالجرمية المحيزة لاتجعلك تنتفع به . 


لكن هب أن انار موضوعة وراءالندار » وبقد مضى مده ستشعر بالحزازة ء أى 
أن الحرارة قد نفدت : والجن له شفافية وله حفة فى قانونه وف انتقاله ولاتوجد مثل 
هذه الشفافية والخفة للانسان . ولذلك لاحظوا أن الحق سبحانه وتعالى حينا أراد أن 
له الجن : 
عه م ل ١١‏ عر ريس ١‏ عر عن ع صمي خم ري 0 م 
«[ يعملون له, مارسآءٌ من محاريب وتملثيل وجفان كالحواب وقدور راسيلت » 
رمن الآية 17 سورة سبأا) 
وحينا اجتمع قََ جنوده ومن حوله من الناس قال : 
ا اع ب 2ت ١م‏ 
( من الآية ٠١‏ سورة النمل ) 
وعد ذلك جاءه المدهد وقال 1 


عع ريق 'زواوااة 


الجاع ع وام ١‏ راوع ١‏ اعفد مف ع دم 4ك 1 
« أحطت يما نحط بوء وجكنك من سبل ينبا بَينٍ () إلى وجدث أمرأة تملكهم 





ا 


٠٠‏ اصوححمحصت محص صمص صم حصحميحصه 


ع4 مه فو اي مضم روه ع در 
يت ينكل و اعرش عطي © »4 
(جزء من الآية ؟5؟ والآبية 7 سورة النمل ) 
وهذا كله ليبس يتمهم . إنما المهم هو قول ادهل : 
عم طم مموءم مرو ل راس 5ه و2 - 
3 وجدتها وقومها نسجدون للشمس من دون أل 6 
(من الآية 4؟ سورة الثمل ) 
وهذا ما يهم سيدنا سليهان كرسول . فسيدنا سليهان يتميز بأنه رسول وملك » 
فجاء بالملكية أولا : « إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء وها عرش 
عظيم » هذه مقومات الملك . أما المسألة التى مهم سيدنا سليهان : « وجدتها وقومها 
يسجدون للشمس من دون الله » . والسجود للشمس من دون الله ضايق الهدهد 
وهو الطائر » كان الهدهد عارف لقضية التوحيد وقضية الإيمان بدليل أنه غضب » 
ثم يقول : 
]2802 رج وك “ع 7وممء رن مخ سر سيواء 
الَاِسَجدو أل الذى يحرج أنحَبٌء فى السَمنوات وَالأرض »م 
(من الآية 10 سورة النمل ) 
إذن فهو يعرف من الذى يستحق السجود , ولاحظ أنه جاء ب إِلحْبْء » لآن طعامه 
دائياً من تحت الأرضء ينقر ويخرج رزقه . 


واستمرت القصة حتى قال سلييان لمن يجلس معه: 

الشء د | مم مهم 4 م]م. بم 7 
« ابعر يايينى يعركا تل أن يائوني مُسلِيِينَ 4 

( من الآية 78 سورة النمل ) 

وهذا يدل على أن سلييان عليه السلام كان على علم بأن بلقيس - ملكة سبا - فى 
الطريق إليه » ومعنى أن يقول : « أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتون مسلمين » . 
معناها أن الذى يتصدّى هذا الأمر عليه أن.يذهب من عند بيت المقدس إلى اليمن 
ويحل ويحمل العرش ويأق به قبل أن تاق بلقيس . 


بالله هل من قانون بشرى يأ به ؟ وكيف ذلك ؟. ولذلك 1 يتكلم إنسىْ عادى . 
فالانس العادى يعرف أن قانونه البشرى لا يقدر على تلك المهمة . لان سليمان قال : 





2212:2225 تحفمحة ابادله 


«قبل أن يأتوق » ومادام قال ذلك فقد علم أنهم فى الطريق . فهل يذهب إنسان 
عادى ويحلٌ العرش ويحمله ويأنى به قبل أن يأنوا ؟ لا . ولذلك عرفنا من هذه قول 
الحق : : 
و سلف لض لبو علم 4 
( من الآية 85 سورة الإسراء ) 
وهنا يتصدّى أحد الأذكياء من الجن قائلا : 


2 


مض اء. لااع م وج سه 6مة - مء م © سيرد سم 2 
« قال عفريت من أبلحن أناءاتيك يوء قل أن تقوم من مقامك وإلى عليه لْقَوى 


1 م 
أبين 9© » 
(سورة التمل ) 


ومن يقول ذلك ليس بجن عادى , فالجن أيضاً فيهم عفاريت أذكياء وفيهم من 
هو عاجز قليل الذكاء . مثل الإنسان . ومن قال ذلك أكد أنه قادر على أن يأق 
يعرش بلقيس قبل أن يقوم سلران من مقامه ٠‏ فكم يمكث من الوقت ؟ لا نعرف + 
ترى هل مجلس سليهان مع القوم ساعتين أو ثلاث ساعات لا نعرف ؛ إذن فتأخل 
هذه العملية زمن مقامه . لكن ها هو ذلك الإنْسىّ الذى أعطاه الله فتحاً من الكتاب 
وعلياً يقول : 
د َلَ اذى عندم ,عنم من كسب أنأءاتيك يدء قَبلَأن ا لَك مث » 
(من الآبة ٠غ‏ سورة النمل ) 
الإنسىّ العادى لم يتكلم ٠‏ والعفريت من الجن قال : « أنا آتيك به قبل أن تقرء 
من مقامك » أما الإنمبىّ الذى أعطاه الله الفتح من الكتاب فقد قال : « أنا آنيك به 
قبل أن يرتد إليك طرفك ٠‏ ولذلك انظر إلى الأداء العاجل فى القرآن أداء الحركة : 
« تسا ركاه مسقرا عندم, 4 
(من الآية +4٠‏ سورة النمل » 
فالمسألة حدثت على الفور . 
والمهم لنا هنا أن نعرف أن الجن قال : « أنا أنيك به قبل أن تقوم من مقامك ‏ » 
ومنها نعرف أن له قانوناً فى الحركة والسرعة . والإنسان الذى وهبه الله علماً بالكتاب 
له قدرة وحركة . إذن فكل جنس من الأجئاس له القانون المناسيب 0 





الك 
هج ١١! ١‏ 220 22+29 :24222422 


وقد يقف بعض الناس كيا وقف كثير من سطححبى المفكرين قائلين : ما الجن 
والملائكة والعالم الحفىٍ الذى نحدثوننا به ؟ نقول : ألا تؤمن إلا بالمحسٌ بالنسبة لك ؟ 
فيا رأيك و فى الميكروباتٌ التى ظهرت الآن بعدما اخترع المجهر ؟ لقد كانت موجودة ٠‏ 
أكنت تعرفها ؟ لقد كانت غيباً عنك ٠»‏ فنا لاط من أن شين م يكن مرجرد 
تحت حسك وغير مُدرك بإدراكك . كان وو وكنت لا تملك آلة إدراكه . لاذا 
لا تأخذ من ذلك دليلاً على وجو أجناس غير مُدركة ٠‏ وعندما يحدئك القرآن عن 
هذه الاجناس غير المدركة تتساءل عنها ؟ فيا المشكلة فى هذا ؟. 


وبعد ذلك عندما يقول سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم فى الحديث 
الشريف:: ل 


( وإن الشيطان يجرى من ابن آدم 'بجرى الدم )0 
قد تتساءل : وهل الشيطان يجرى مجرى الدم . أهو سائل أم ماذا؟ 


نقول : هو خلق لطيف خفى له قانونه الخاص . فربنا فضح الفكر الملحد وفضح 
التشكيك فى الغيبيات التى يذكرها الله . واكتشفنا أن هناك لمحلوفات هى 
الميكرويات ٠‏ وهى من الحس المادى من الطين . لَكنَا مكل وا وملذا يفعل 
الميكروب ؟ إنه ينفذ فى الجسم ولا تدرى أنت به وهو داخل فى جسمك . وبعد ذلك 
ماذا يفعل فى حرارتك ؟ وماذا يفعل فى جسمك ؟- فعندما يقول لك الرسول المبلغ 
عن الله : إن الشيطان سيجرى منك مجرى الدم فها التنافقض فى هذا ؟ إذا كان هناك 
ع وسوس ييزم لاوسو امريين به وهو داخل . ثم يقلب 
ميزانك فى الحرارة ويمارس العبث بكل جسمك ٠‏ فتهيج الكرات البيضاء لتقاومه 
وتخرج الصديد . أى تناقض إذن ؟ 


إن ربنا ترك من غيبيات كونه المادى ما ثٍ يثبت صدته فى التحدث بغيبيات أخرى : 
« قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك , به قبل أن يرتد إليك طرفك ؛ . لقد جاء 


. رواه أحبذ والببخلرى ومسلم- وأبوداود وابن عاجه‎ )١( 





+22+22-20-<-+0-<--+2 2222222213 ساراس 


الحق بواحد من الإنس حتى لا يظنن الجن أنه أخذ خفة قانونه وشفافيته وسرعته من 
عنصر تكوينه بل إنه أخذها بإرادة المكون ‏ سبحانه ‏ إِذن فالمسألة ليست عنصرية بل 
هى إرادة الله إنه - جلت قدرته - أوضح: أنا أستطيع أن أجعل من الجنس القوى 
بقانونه وهو الجن محكوماً لوأحد من الإنس . ويجعله يعمل ما يريده . ولم يطلقها الله 
كطاقة ممنوحة لكل البشر حتى لا تحدث فتنة عند من يعرفها ؛ لأنها ستعطيه فرصة 
ليست موجودة عند غيره . وقد يطغى ببا وهذا هو السحر . وأوضحنا ذلك عند قوله 


0 
ا 2 1 . 0 2 لوم و مم 0 2 
# وأتبعوأ ما لشلوا لشيلطين على ملك سايمئن وما كمر سليمئن ولذكن الشينطين 


3 
22 ع اعم 2 ب« كر ل 6 


ل 2ه اوه اودعةد 4 وامم ع م 
كفروا يعلمون ألناأس السحر وما أنزل على الملكينٍ يبايل هثروت ومثروت وما 


(عن الآية ٠١‏ أسورة البقرة) 
فتئة . لماذا ؟. لأنك تأخذ فرصة ليست موجودة لغيرك . وعندما توجد عندك 
فرصة ليست موجودة لغيرك فأنت لا تضمن نفسك أن تستعملها فى الضار فقد 
تستعملها فى ذلك ؛ فستذهب بك إلى النار. والحق يقول : 
١‏ تتتوذين يدي لويد . تام يطازو. بعد 
٠.‏ ى اميربيوي دع فا اعاهه نيت رارع 
يان أل نارهم ولايقهُ» 
( من الآية ٠١”‏ سورة البقرة) 
إذن فالحق سبحانه وتعالى من طلاقة قدرته يعطى للجنس الضعيف وهو الإنسان 
شيئا يستطيع به أن يسخْرٌ الأقوى وهو الجن ٠‏ والجن يعرف هذه الحكاية . ولذلك 
يستقر على صورته التى يتمثل فيها ٠‏ فلو تمثل بإنسان أو بحيوان مثلا لحكمته 
الصورة . وإن حكمته الصورة . واستطاع من يراه أن يطلق عليه رصاصة من 


دهمسدسهه لقتله ! 


ولذلك فالجن يأ لمحة مثل ومضة البرق ويختفى . إنها طلاقة قدرة الحق التى 





22940004-29-2299 


يمكن أن تعطى للجنس الأقل ‏ الإنسان ‏ قوة القدرة على أن يُسحُر الجنس الأقوى 
لحن - » لكن هذه ليست فى مصلحة الإنسان . ولذلك فالمؤمن من الجن يقول : 
أنا أكتفى فى جنى بقانونى , فربما يجعلنى عدم تكافؤ القُرص طاغياً , لان من 
بملكون هذه القُدرة يطغون فى الناس . والذى يقوم بعمل تكره به المرأة زوجها ويكره 
به الزوج امرأته هو نفسه من يحل مثل هذا العمل . ومن مصلحته أن تستمر هذه 
الحكاية . 


ولذلك لا أحد يتغلب عل تلك المسألة إلا إذا استحضر قول الحق : « وما هم 
بضارين به من أحد إلا بإذن الله » فالسحر وارد بنص القرآن » لكن يجب أن تعلم 
أن هذه ليست طبيعية فى السحرة ولا ذاتية فيهم . وإذا أراد الله ألا يضار الإنسان 
بالسحر فلن ينفع السحر ء وإن اتسعت المعرفة ببذا الأمر تكون فتنة للناس ء والذى 
جم اقؤلاء السحرة ويذهب لهم ليفكُوا له السحرء ٠‏ ويذهب لهم ليسحروا 'له 
الخصوم 2 وينفتن فيهم يعيش وا عمره مُرهقاً 0 3 الحق : 
0 وَأ كان رِجَالٌ من لانن يَعَودُونبرِجَالٍ من ألْمن ,3 فَرَادوهمْ هه تي4 
('أسورة الجن ؛ 
صحيح أنهم يقدرون أن يسحرواء» لكن ذلك السحر يزيد المتسبب فيه رهقا 
وتعبا . : ٠‏ 


وعلى المؤمن أن يحمى نفسه بهذا الدعاء : « اللهم قد أقدرت بعض خلقك عل 
ار 0 تفظت لذاتك بإذن الضر ء فأعوذ مما أقدرت عليه بما احتفظت به » . 


عندئد لن يخافهم ولن يجدوا سبيلاً لهم إليه . فهم ب تغلون الضعيف فقط » 
والسحر يوجد عدم تكافؤ فرص ء ويفتن الناس فى الناس 2 ويؤدى إلى إخلال توازن 
المجتمع . 
وبعد ذلك تجىء كبيرة منع الزكاة » والحق سبحانه وتعالى حين يطلب منا أن 


نزكى , إنما يلفتنا إلى أننا لم نأت بشىء من عندنا ؛ فالعقل الذى بخطط للعمل محلوق 
لله والجوارح التى تعمل تخلوقة لله . والأرض التى تعمل فيها أو الصنعة التى 


لالكقة 
صمحصح مص حو تحت 092252 دادضال 


نصنعها محلوقة لله . إذن فكل حاجة لله » لكنه أوضح لك : سأحترم عملك » 
' وعليك أن تعطى أخاك الفقير بعضاً مما رزقتك به . 


ويقول قائل : مادام هوربٌ الكل . فلماذا يترك واحداً فقيراً ؟ نقول : لكى يُثبت 
الأغيار فى الكون . ويعرف الغ أن الفقر قد يلحقه » ويعرف القوى أن الضعف 
إقد يلحقهء إذن فالمسألة جاءت لنظام الكون . فيحٌنن الخالق قلب الواجد عل 
المعدم ليعطي ليعطيه » فيوم تمنع الزكاة يظهر أثر ذلك فى الكون لانها مسألة محسوية بحساب 
دقيق . ولذلك فإذا رأيت واحدا جوعان بحق فاعرف أن ؛ واحدا ضيع زكانه فلم يؤدها . 
وإن رأيت عورة و فى المجتمع فاعرف أن فيه حدأً مضيّعاً لله . لأن ربنا جعل المجتمع 
متساوياً والنقص هنا يكمّله من هناك » فإن رأيت نقصاً عاماً فاعرف أن فيه حقا لله 
مضيعاً . 
وبعد ذلك حدثنا سيدنا جعفر الصادق عن كبيرة ترك الصلاة » ونعرف أن 
الصلاة ة عى إعلانٍ دوام الولاء للإله الواحد » فانت تشهد أن لا إله إلا الله وأن 
محمداً رسولٍ الله 0 عر .و كن إن كنت واجداً وقادراً مرّة واحدة فى 
السنة » ونحج مرّة ة واحدة فى العمرء» وتصوم شهراً وعدا فى السلة » وإن كنت 
ليحن حيسي الركن إذا كان هناك مرض لايرجى شفاؤه أو 
صبح الشخص لايقوى على الصوم لكير سله » وإذا كنت فقيراً لاتزكى » فقد 
٠ 0‏ وإن كنث غير مستطيع فلا تحج ويسقط عنك الحج . 


هاهى ذى ثلاثة أركان لك عذر إن لم تفعلها ٠‏ وبقى ركنان اثنان من أركان 
الإسلام : شهادة أن 4 إلا الله وأن محمداً رسول الله » والصلاة ؛ وشهادة أن 
لا إله إلا الله يكفى أن تقوها فى العمر مرة . فياذا بقى من أركان الإسلام ؟ بقيت 
الصلاة » ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : 


« الصلاة عمود الدين غ220 . 


١(‏ )رواء أبونعيم الفضل بن دكين فى الصلاة عن عمر وهو حديث حسن ١‏ ورواء البيهقى فى شعب الإيمان بلفظ 
(الصلاة عاد الدين) عن عمر ولكنه ضعيف . 





29-22262962922. حو‎ ١١2 


إذن فترك الصلاة معناء : أنه تمرد على إعلان العبودية والولاء للحق . وقد طلبها 

الله فى اليوم حمس مرات . وحتم م الجماعة فيها فى يوم الجمعة فى الأسبوع ٠‏ لماذا ؟ 
حتىريرانا كل العبيد لله عبيدا لله . فلا يعبد واحد ربنا سراً وبعد ذلك لايرى أحد منا 
أحداً فكلنا نسجد لله ولا بد من إعلان الولاء لله » ٠‏ فيوم ترك الصلاة ينعدم إعلان 
الولاء له صيحاته ‏ . 


ومن العجيب أن الصلاة فرضها الله عليك بأنك تذهب له خمس مرات فى اليوم ٠‏ 
هذا بالأمر والتكليف . وإن لم تذهب تأثم إنه ما أغلق الباب اذهب له فى أى وقت 
تجده فى استقبالك فى أى مكان تقف وتقول : الله أكبر تكون فى حضرة ربنا . وقلنا 
سابقاً : إن من له السيادة فى الدنيا حين تطلب لقاءه تقدم طلباً حتى تلقأه . ويجدد 
.كلك الميعاد » وبعد ذلك يسألك أحد رجاله : ستتكلم فى ماذا . وقد يقف المسئول أو 
السيد فى الدنيا وينهى المحادثة . لكن ربنا ليس كذلك . أنت تذهب له فى أى وقت 
وفى أى زمان وتطيل كا تحب ولن ينهى المقابلة إلا إذا أبيتها أنت . ولذلك يقولون : 

نفس ىا وا وفيا رب 
هو فى قدسه الاأعرٌ ولكن 4 ١‏ 
صحيح هو يأمرنى أن ألقاه حمس مرات فى اليوم عالق اليالب نققرج القالةال آي 
وقت ٠‏ وأوضحنا سابقاً ‏ ولله المثل الأعل هب أن صنعة تعرض على صانعها حمس 
مرات كل يوم - أيوجد فيها عطب؟ لا ا ا 1 
يوم خغس مرات . والصنعة العادية يُصلحها صانعها بسلك أو بمسهار أو بوصلة. 
يضعها . أما أنت المخلوق لله وريّك غيب وهو يُصلح جهازك بما يراه مناسباً . 


ويعد ذلك بقى من الكبائر نقض العهد وقطيعة الرحم . ونقض العهد لايجعل 
إنساناً يثق فى وعد إنسان آخر . فينتشر التشكك فى نفوس الجباعة الإيمانية بعضها من 
بعض . والوعد قد يحل مشاكل للناس /المعسرين » فعندما يقول قادر لغير قادر : 
أعدك بكذا . ويعطيه ماوعده به . فإن وعده المدين بسداد الدين وأخلفه مرة فلن 





نوصح وحصت +5252 02+20 اده 


يصدقه بعد ذلك . وإن وعده وصدق ثم وعده وصدق ثم وعده وصدق . يصبح 
صادقاً ؛ وكل ماعند الناس يصبح عنده . ولذلك يقولون : من يأخذ ويعطى يكون ٠‏ 
إلمال ماله . 


وبعد ذلك نأق كبيرة قطيعة الرحم : لأن الحق سبحانه وتعا الى اشتق للرحم اسيا من 
أسمه فهو القائل فى الحديث القدسى : 


( أنا الرحمن خلقت الرجم وشققت ها اسمأ من اسمى فمن وصلها وصلته ومن 
قطعها قطعته )200 , 


ونعلم جميعاً حكاية سيدنا معاوية عندما دخل عليه الحاجب وقال له : يا أمير 
المؤمنين هناك واحد بالباب يقول : إنه أخوك ٠‏ فيقول معاوية للحاجب 8 أى إخوق 
هو؟ ألا تعرف إخوق ؟ فال الحاجب : إنه يقول : إنه أخحوك . فلما دخل الرجل ٠‏ 
سأله معاوية : أأنت أخى ؟ قال : نعم فقال معاوية : وأى إخوق أنت ؟ . فقال : 
أنا أخوك من آدم ! فقال معاوية : رَجِمْ مقطوعة . لأكونن أول من وصلها . 


تلك هى الكبائر التى ذكرها سيدنا جعفر الصادق وهى تمثل مايمكن أن يكون 
نقضاً للمجتمع كله من أساسه ٠.‏ فكل كبيرة تنقض ناحية من نواحى المجتمع ٠‏ 
وهذا يخالف الإيمان , لأن الإيمان هو منيج إن اتبعناه جميعاً عشنا فى أمن . والإسلام 
أيضاً منبج إن اتبعناه جميعاً عشنا فى سلام ٠ ١‏ فيوم تأق - أيها المسلم - كبيرة من هذه 
الكبائر فأنت تزلزل بها ركنا من الأركان . وحينئذ لايكون هناك أمان ولاسلام . 
ولذلك يقول الحق سبحانه : « إن تجتنبوا كبائر ماتنبون عنه) وعندما ندقق فى كلمة 
وتبرت عنف تلفت إل إن اصل_الفضائل : آن سلب نقيصة وآن ترجب كنال ) 
فقبلما توجب الكيال بالأوامر اسلب النقائص بالنواهي ؛ ولذلك يقولون : التخلية 
قبل التحلية . 


« إن تجتنبوا كبائر ماتنبون عنه نكفر عنكم سيئاتكم» .ود نكفر» أى نستر. لان 


. رواه أحند والبخارى فى الأدب المفرد . وأبودواد والترمنى والحاكم عن عبدالرحمن بن عوف‎ )١( 





الكفر هو السترء وقلنا : إن التكفير للذنوب إماطة للعقاب . والإحباط إماطة 
للثواب . «وندخلكم مدخلا كرياً» فلن نسقط عنكم العذاب فقط بل نعطيكم 
المدخل الكريم - يقول الحق : 

> 5ع س0 وى ولمور ير د 4 


ف( للذين احسنوأ الحسى وزيادة 
(من الآية 75 سورة يونس) 


وقد كان يكفى ألا تعاقب . لكنك حين) تتجنب الكبائر لايسقط عنك العقاب 
فقط , بل يدخلك الله مدخلا كرما . والمدخل الكريم يتناسب مع من يدخلك فى 
مدخله » فانظر . إلى المدخل الكريم من الله وما شكله ؟ يقول رسول الله صلى الله 
عليه وسلم : قال الله تعالى : 


( أعددت لعبادى الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب | 
بشر واقرأوا إن شتتم : «فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين »)20 , 


وبذلك تنتقل الصورة إلى اشيء جديد . وهو : التوازن بين أفراد الجنس 

الإنسان . كل هذا الكلام كى يحفظ الجنس الإنساى مع بعضه . وبعد ذلك يريد * 
الله أن يقيم توازناً ومصالحة إيمانية بين نوعى اللحنس الإنسانى . والجنس الإنساق فيه 

ذكورة وفيه أنوثة . ونعرف أن كل جنس من الاجناس لاينقسم إلى نوعين إلا إذا كان 

فيه قدر مشترك يجمع النوعين من الجنس . وفيه شىء مفترق يجعل هذا نوعاً وهذا 

نوعا ولو لم يكن فيه شىء مفترق لما كان نوعين . إذن فيا دام الجنس الواحد نوعين 
فلا بد أن يجمعهها فى شىء مشترك ٠‏ ومادام لجنس الواحد قد انقسم لتوعين فكل 
نوع له مهمة . والذكورة والانوثة هما نوعان لجنس البشر . فالذكر والأنثى يشتركان 

فى مطلوبات الجنس . وبعد ذلك ينفردان فى مطلوبات النوع ٠‏ وبعد ذلك كل نوع 

ينقسم إلى أفراد . والأفراد أيضأ ليسوا مكررين ٠‏ بل فيه قدر مشترك يجمع كل 
الأفراد ؛ وبعد ذلك كل واحد له موهبة وله ريادة وله شطارة فى ممال كذا أو كذا . 

وبذلك يتكامل أفراد الجنس البشرى . 


ومادام الجنس البشرى قد اتقسم لنوعين » فيكون للرجال خصوصية وللنساء 


. رواه البخارى ومسلم‎ )١( 





مكنا 
حوح ج:و :9229555 1104اتتت 


خصوصية . وربنا سبحاله وتعالى لاياق حتى فى البنية العامة ليجعل الجنسين 
مستويين فى خخصائص البنية » صحيح البنية واحدة : رأس وجذع وأرجل»إنا يأق 
ويميز بنية كل نوع بشىء ء الرجل له شكل مميز. والمرأة للها شكل مميز . ولذلك 
فالذين يقولون : نسوى الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل نقول لهم : المرأة لها تكوين 
الرجل . وبقيت مجالاتها التى لايمكن للرجل أن يشاركها فيها . معطلة لايقوم بها 
أحد.إذن فأنت حملتها فوق ماتطيق وأنت مخطىء ؛ لأنك تأنيها بمتاعب أخرى ‏ 


إن الحق سبحانه وتعالى ساعة يخلق جنساً . وساعة يقسم الجنس إلى نوعين » 
يوضح : تنبهوا أن كل نوع له مهمة وفيه شىء مشترك . المشترك بين الأنوثة 
والذكورة . ماهو ؟ إن هذا إنسان وذلك إنسان . وإن هذا من ناحية الإيمان مُطالب 
منه أن يكون له عقيدة إيمانية ولا أحد يسيطر على الآخر فى عقيدته الإيمانية . الاثنان 
عتساوبان فيها : ولا يفرضها واخد عل الآخرء وضرب الله سببحانه وتعالى لنا مثل 
على تشخص الذكورة وتشخص الأنوثة فى الأمر الأولى للإيمان . وإن اختلفت فى 
الأمر الثانوى للأحكام ٠‏ فيقرل : 

ع 

« صرب الله ملا للدي كرو مات نوج وَآمأتَ لوط كَنَاتحَتَ عبن مِنْ عبَادنا 

صضاصء ا ورءم وج بمسولوم بوؤم ميري وكرام ميو لام ص صاواة 5 
صالحين خانتاها فل يغنيا عنهسما م ناه شيعا وقي لأ دخلا ألنار مع ألداخلين ج40 
( سورة التحريم ) 
وهذان رسولان , ومع ذلك لم يستطيعا إقناع زوجتيهما بالتوحيد إذن فكل إنسان 
له حرية العقيدة والتعقل . ولا أحد تابع لآخر فى هذه المسألة أبدا . ويقول الحق : 
وصَرَبَ اهملا للد اموأ آم أت فرعو إِذ كَل رت أبن لي عند لبا ف بحن 


وى من فرعو وعم وتجى من لوم ألطدليينَ © » 


و 5 


( سورة التحريم ») 


فرعون الذى ادعى الألوهية لم يقدر أن يرغم إمرأته على أن تكفر والحق سبحانه 
وتعالى قال فيها : 





لكا 
1 حصحمحص صوص جحو صمح حمصصمصهة 


ممم مهبم ع مععار م وم موه 0ك 
إذ قالت رب أبن لى عندك بيشافى الحنة ونجنى من فرعو وتملهء ب 


(من الآية ١١‏ سورة التحريم ) 
إذن ففى مسألة العقيدة الكل فيها سواء . الذكورة والأنوثة » فيها عقل وفيها 
تفكير . ولعل المرأة تشير برأى قد يعزّ على كثير من الرجال . ولنا المثل من زوج 
رسول الله ( أم سلمة) وموقفها فى صلح الحديبية فعندما يأق الرسول صل الله عليه 
وسلم ليعقد المعاهدة ‏ ويحرن أطحابه ومنهم عمر رضى الله عنه الذى قال : أنقبل 
الدنية فى ديننا فيقول له سيدنا أبوبكر : الزم غرزك ياعمر إنه رسول الله . فدخل 
رسول الله مغضباً , طبعاً من حمية عمر وحزن الصحاية . لأنها مسألةتعز على النفس 
البشرية .» لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب فيجد أم سلمة فيقول لها : 
هلك المسلمون ‏ ألا ترين إلى الناس آمهم بالأمر فلا يفعلونه وهم يسمعون كلامى 
وينظرون وجهى ؟ فقالت يارسول الله : لاتلمهم فإنهم قد داخلهم أمر عظيم ما 
أدخلت على نفسك من المشقة فى أمر المللح ورجوعهم بغير فتح يا نبى الله اخرج 
إليهم ولا تكلم أحدا كلمة حتى تنحر ,بدك وتدعو حالقك فيحلقك » , 


لقد وقع رسول الله صلح الحديبية وانتهت المسألة . ولكن رحمة الله بالمؤمنين الذين 
وقفوا أمام رسول.الله فى هذه المسألة » ورحمة الله لهم يأم سلمة أوضح لهم الرسول : 
سأبين لكم : أنتم لو دخلتم مكة وفيها أناس مسلمون لاتعرفونهم إنهم يكتمون 
إيمانهم وإسلامهم . والبيت الكافر قد يكون فيه واحد مسلم . وقد تقتلون أناسأً 
مسلمين لا تعرفونهم فتصيبكم معرة أى ما تكرهونه ويشق عليكم مصداقا لقول الحق 
تعالى : 
ممءص مهم هم 7 م م مسي حو م « دورول زر. و ممج بوسر سيش مم مسجم 
( ولولا وجل مؤينون ونساء مؤمنكت ل تَعلُوهم أن تطعرهم تتصيبح مهم معز 
-. 0 ام ويساك 00424 مس ا وعم ووم اي 
غَعللَمدْْل ف تمعد من ]+ لو لذبن لين كفر وأ من 
عب مع م 
عذابا اليما (من الآية 6 سورة الفتح ) 
لوتزيلوا أى لوتميز المؤمنون فى منطفة لعاقبنا الكافرين عقابا شديدًا . إذن لقد 
أوضح لهم العلة .. فرضى الكل ٠‏ ولنا أن نلتفت إلى أن المسألة جاءت من سيدتنا 





كلا 


0992290905:0»5095-<-11122099229ا2 


أم سلمة » وهذا دليل على أن الله لايمنع أن يكون لامراة عفل عفل وتفكير ناضج . 
ولذلك نجد القرآن يؤكد ذلك فى قصة بلقيس . تقد فكرت بلقيس فى الرجل الآق 
ليزلزل ملكها : يا ترى هل هو طالب ملك . فجاء على لسانها فى القرآن الكريم : 


ومدقو بو لصوم صاصم عه 
( َك ييا الملوًا إن الى إل كتنب كر © إن من سلَسمئنَ و نينم 
لَه رجن الحم جيه الاتتزا روميت قلت يتانا الْملوأ 
فون بف أمرى ما كنت تاطعة أمما سه َنْبَدون وه » 
( سورة النمل ) 
فياذا قال القادة ؟ قالوا : لاء هذه ليست مسالتنا.» وجاء القرآن بقولهم : 
مويسم أمروعة ممم ومة وي م 5 ضع السمكم م 
0 الوأ حن أولوأ قوة واولراً باس شد يد والامس إليك فأنظرى ماذا تاميرن © » 
( سورة النمل ) 
كان رجل الحرب يُوْتمر فقط . يحارب أو لا يارب . لكن الذى يقدر هذا هم 
الساسة الذين ليس عندهم حمية وحركية القتال . نقول لقائد الجند : أنت تنتظر 
الأمرء وتجمل الساسة المادئين يفكرون فى عواقب الأمور ؛ تلذئك قال قادة الجند 
لبلقيس : « نحن أولوا قوة ا بأس شديد والأمر إليك » لقد وضعوا الأمر فى 
رقبتها وهى امرأة . ففكرت : ساجرب وأختبره وأنظر أهو طالب مُلك أم صاحب 
دين فأرسلت هدية له . فلا جاذته الحدية جاء القرآن بما قاله سيدنا سلييان عندما 
تلقى الهدية : 
« أمُدُون مَل فَآءاتلية ]ءدبل نم . بدك تَفرَحُونَ » 
(من الآية 56 سورة النمل ) 
فعرفت بلقيس أن الْلْكَ ليس هدفه . وبعد ذلك عرفت أنه صاحب رسالة ع 
فقالت : أذهب له وأسلم . انظر أداء العبارة الفرآنية عندما تصور إيمان ملكة 
قالت : 
0 098 2 ع ع م وءم م 
«َاتلِتُ سلِمَن هرب الْعَثلِينَ 4 
( من الآية 44 سورة النمل ) 





واكك 
١١١‏ ح محص ص حت 02١‏ و2 5ت مح حم 


يعنى : أنا وهو أصبحنا عبيداً لله , هذه رفعة الإيمان ؛ فلا غضاضة مادامت هى 
وهو عيدا لإله واحد . وبلقيس امرأة ولم يحرمها ربنا من' الرأى الحسن أيضاً ومن 
الاداء الجميل . وهى عندما ذهبت ووجدت عرشها وقد جاء به من عنده علم من 
الكتاب وأقامه . لقد تركث العرش فى بلدها وجاءت إلى سلييان فوجدت عرشها . 
رقو لايد أن يلتبس عليها الأمر. وقالوا لها: أهكذا عرشك ؟: 
١‏ تنا جاعث ل أكاكنا ركم د 
(من الآية 47 سورة النمل » 
فأجابت إجابة دبلوماسية وكياسة : 
غ26 422 
( من الآية 47 سورة النمل ) 
هى امرأة ولم يحرمها الله من تميز الفكر ؛ لذلك لا يصح أن نحرم المرأة من أن 
يكون لها فكر . لكن المهم أن تعلم أن لحا حدوداً فى إطار نوعيتها »؛ ولا تعتبر النقص 
فى شىء للرجل أنه نقص فيها . فإذا ما كان عندها كيال لا يوجد عند الرجل فلتعلم 
أنه حتى فى البنية يختلف الرجل عن المرأة ؛ الرجل فيه خشونة وفيه صلابة. وفيه 
قوةء والمرأة فيها رقة وفيها ليونة ومستميلة » وها عاطفة فياضة . وفيض حنان » 
والرجل فيه صلابة حزم وعزم » إذن فكل واحد معد لمهمة . فلا يقولن أحد أنا 
ناقص فى هذه , لكن انظر غيرك إنه ناقص فى ماذا وهو عندك أيضاً كا 


وياق الدين ليوضح : يا مؤمنون .. الحرير حرام على الذكور وحلال للإناث 
الذهب حرام على الذكور وحلال للإناث . أى تدليل أكثرمن هذا ؟. لقد حرم على 
الرجال التمتع بالحرير والذهب وأعطاهما للنساء ء والدين يطلب أن تكون المرأة 
سكا للرجل . فالمفروض أن الرجل هو الذى يتحرك حركة الحياة خخارجاً » وعندما 
يعود لمنزله فهو يسكن لزوجه , والذى يصقل السيف ويحده . مثل الشجاع الذى 
يغرب به تماماءكل له عمل يكمل عمل الآخر » وكذلك الرجل عندما يدخل منزله 
ويجد حياته مرتبة بفضل جهد زوجته فهو يرتاح ويشكر لها ما شاركته من أعباء 
الحياة . 


ويقول الحق من بعد ذلك : 








ا 
ممت مانت 
1 دب هد ولأ سدةه ددهو سوسا سظ رلا 
. لاتثْمنُوا مافضل الله به عن 
آي 0 


6 م سم هخ 5 2 03 
تَصِدِبيمًا كنسيْن وَسَكَلُوا أله مِن فض له إن 


أن كات بكُل نو عليكا © 4 


الحق سبحانه وتعالى خلق الكون وفيه أجناسٍ ع وكل جنس يشمل أنواعاً أو 
نوعين . وتحت كل نوع أفراد . فإذا ما رأيت جنسا من الاجناس انقسم إلى نوعين » 
فاعلم أنبما نشتركان فى مطلوب الجنس . ثم يختلفان فى مطلوب النوع . ولو كانا 
متحدين لا انقسما إلى نوعين . كذلك ف الأفراد . وإذا نظرنا إلى الجياد وجدنا اماد 
جنسا عاما ولكنه انقسم إلى عناصر مختلفة . ٠‏ لكل عنصر من هذه العناصر مهمة 
غتلفة . فمثلا إذا أردنا إقامة بناء . فهذا البناء يتطلب رملا . ويتطلب أسمتاً » 
يلجا نبوا'ء..وريطلي عديدان 5 فجنس فجنس اماد كله مشخرا ك فى إقامة البناء » ولكن 
للأسمنت مهمة . وللجبس مهمة . وللرمل مهمة . وللمرو ‏ وهو الزلط ‏ مهمة » 
فلا تاخذ شيئا فى مهمة شىء آخر . وكذلك انقسم الإنسان إلى نوعين . إلى ذكورة 
تتمثل فى الرجال ٠‏ وإلى أنوثة تتمثل فى النساء ء وبينها قدر مشترك يجمعهها 
كجنس . ثم بيئهي| اختلاف باختلاف نوعيهما . فلو أردت أن تضع نوعاً مكان نوع لما 
استطعت . 


إذن فمن العبث أن يخلق الله من جنس نوعين » ثم تأق لتقول : إن هذا النوع 
' يجب أن يكون مثل هذا النوع اكت عن الزمن ء» فالزمن ظرف 
ماد ا امو أ وروا ا رمدت يه 
فالزمن وهو النبار ظرف للحدث ف زمنه . والليل أيضا ظرف للحدث فى زمنئه . 
ولكن الليل حدثه السكون والراحة . والتهار حدثه الحركة والنشاط . فإن أردت أن 
تعكس هذا مكان هذا أحلت وجمعت بين المتناقضين , 

لقد أوضخنا أن الله يلفتنا إلى شىء قد نختلف فيه بثىء قد اتفقنا عليه » فيبين 





١‏ حووت. ح+جت 5 9و 22+22 بت 


لك : هذا الذى تختلف فيه ردّه إلى المنفق عليه . فالزمن لا خلاف فى انك تمعل 
الليل سكناً ولياساً وراحة وهدوعاً 5 والنهار للحركة . وكل الناس يصنعون ذلك . 
فا حق سبحانه وتعالى يوضح : كما جعل الزمن ظرفاً لحركة إلا أن حركة هذا تختلف 
عن حركة هذا . وهل معنى ذلك أن الليل والنهار نقيضان أو ضدان أو متكاملان ؟ 


إنبما متكاملان ؛ لآن راحة الليل إنما ملت لتصح حركة النهار . فانت تنام 
وترتاح لتستأنف نشاطاً جديداً . إذن فالليل هو الذى يعين النهار على مهمته .. ولو 
دار اي اس الام . إذن فيا الذى أعان 
حركة النهار ؟ . . إنه سكون الليل . .فالحق سبحانه وتعالى بين : أن ذلك أمر متفق 
عليه بين الناس حيعا متديئين وغير متديئين . . فإذا اختلفتم فى أن الذكورة والأنوثة 
يجب أن يتحدا فى العمل والحركة والنوع نقول لكم : لاء هذا أمر هتفق عليه فى 
الزمن ٠‏ فخلوا ما اتفقتم عليه دليلا. على صحةاما اختلفتم فيه . ولذلك ضرب الله 


الكل فقال : 
ٍدَالْبلٍ إذا يَتَى يج > 
( سورة الليل ) 
فعندما يغثى الليل يأق السكون . وقال الحق بعد ذلك ؛ 
« وَآنْمارإِدَا نجل د »4 
ر سورة الليل ) 
وعندما تبزخ الشمس تدب الحركة » ثم جاء بالشىء المختلف فيه . فأتبع سبحانه 
ذلك بقوله : 
« وََاحَقَ الأو وَالأنع دي إِنسَشبَع لتق بج » 
( سورة الليل ) 


أى أن_.لكل جنس مهمة.. 
وهكدًا نعرف أن الإنسان ينقسم إلى نوعين : الذكورة والأنوثة وفيهها عمل مشترك 
. وخاصية مشتركة . وأن كلا متهها إنسان له كرامة الإنسان وله حرية العقيدة فلا يوجد 
رجل يرغم امرأة على عقيدة.. وضربنا المثل بامرأة نوح وامرأة لوط 'ؤامرأة فرعون . 


راجع :أصله وخيرّج أحاديثه الدكتور أحمد عمر هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر 





وحج:25ت 200011920292032 


إذن فالقدر المشترك هو حرية الاعتقاد » فلا سلطان لنوع على نوع . وكذلك 
حرية التعقل فى المههات . وعرفنا كيف أن أم سلمة ‏ رضى الله عنها ‏ أشارت عل 
رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة الحديبية إشارة أنقذت المسلمين من انقسام 
فظيع أمام حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وعرفنا قصة بلقيس ‏ ملكة سبا- 
التى استطاعت أن تبرم أمرأ تخلى عنه الرجال . إذن فمن الممكن أن ,يكون للمرأة 
تعقل وأن يكون للمرأة فكر . وحتى قبل أن يوجد الإسلام كانت هناك نساء لحن 
أصالة الرأى » وحكمة المشورة فى نوع مهمتها . 


فمثلاً يحدثنا التاريخ أن ملك « كندة ه سمع عن جمال امرأة اسمها ‏ أم إياس » 
بنت عوف بن محل الشيبانى . فأراد أن يتزوجها . فدعا امرأة من « كندة » يقال لها : 
« عصام » وكانت ذات أدب وبيان وعقل ولسان . وقال لما : اذهبى حتى تعلمى لى 
علم ابنة عوف . أى أرسلها خخاطبة . فلما ذهبت إلى والدة «أم إياس ؛ واسمها 
« أمامة بنت الحارث »,أعلمتها بما جاءت له . وأرسلت الأم تستدعى الابنة من 
خيمتها » وقالت لها : هذه خالتك جاءت لتنظر إلى بعض شأنك فلا تسترى عنها 
شيئاً أرادت النظر إليه من وجه وخلق وِنَاطِقِيها فيها استنطقتك به : فلا اختلت 
« عصام ٠‏ بالبنت فعلت مثل ما أمرتها أمها . وكشفت للخاطبة « عصام » عن كل 
القناع » » وصار هذا القول مثلا . أى أن القناع عندما يزول يرى الإنسان الحقيقة ع 
وعادت الخاطبة « عصام » إلى الملك فسأها : ما وراءك يا و عصام » إنه يسأل : أى 
خبر جئت به من عند « أم إياس » ؟. فقالت : أبدى المخض عن الزبد . والمخض 
هو: هرّ الحليب فى القربة ليفصل الزبد عن اللبن . وذلك يعنى أن رحلتها قد 


جاءت بنتيجة . 
قالت : أخبرك حقاً وصدقاً . ووصفتها من شعرها, إلى قدمها وصفاً أغرى 
الملك . فارسل إلى أبيها وخطبها وزفت إليه . 


وى ليلة الزفاف نرى الأم العاقلة توصى ابنتها فى ميداك عملهاء فى هيدان 





202922339141 ص وجح صم 


أمومتها , فى ميدان أنوثتها . فالت الأم لابنتها : « أى بنية » إن النصيحة لوتركت 
لفضل أدب 'لتركت لذلك منك أى أنها كأم تثق فى أدب ابنتها ولا تحتاج فى هذا 
الأمر لنصيحة - ولكنها معونة للغافل وتذكرة للعاقل . إنك غداً ستذهبين إلى بيت لم 
امرسيت د بين . افكوى له أمة يكن,.لكةعبداً ال ا 
تكن لك ذخراً» 


وانظروا إلى الخصال التى استنبطتها المرأة من ميدان رسالتها . تستمر كليات 
الأم : م أما الأولى والثانية : فالمعاشرة له بالسمع والطاعة والرضا بالقناعة . وأما 
الثالثة والرابعة : فالتعهد لموقع عينه وموضع أنفه فلا تقم عينه منك على قبيح ٠‏ 
ولا يشم منك إلا أطيب ريح . والخامسة والسادسة : التفقد لوفت طعامه والهدوء 
عندا منامه فإن تنغيص النوم مغضبة » وحرارة المجوع ملهبة . أما السابعة والثامنة : 
فالتدبير ماله والإرعاء على حشمه وعلى عياله . وأما التاسعة والعاشرة : فألا تفشى له 
سر ولا تعصى له أمرً ؛ فإنك إن أفشيت سيره لم تأمني غدره . وإن عصيت أمره 
أوغرت صدره » وإباك بعد ذلك والغفرح إن كان ترحاً والحزن إن كان فرحا : . 


فذهبت أم إياس ببذه النصائح إلى زوجها وأنجبت له البنين والبنات وسعدت معه 
وسعد معها. 


تلك نصيحة من أم تدل على متتهى التعقل » ولكن فى أى شىء ؟ . فى ميدان 
مهمتها . إذن فالمرأة يمنحها الله ويعطيها أن تتعقل وها ميدان ولا يأق هذا التعقل 
غالبا إلا فى ميدانها اوتقة كرجل امجرعة الل لاز طبه اح 
والمرأة حركتها تتطلب العطف والحنان ؛ والأمثال فى حياتنا اليومية تَؤْ؟ كد ذلك . إِنْ 
الرجل عندما يدخل بيته ويحب أن ينام ٠‏ فد يأق له طفله صارخا بكيا ٠‏ فيثور الاب 
على زوجته ويسب الولد ويسب ب أمه » وقد يقول ألفاظاً مثل : « اكتمى أنفاسه إن 
أريد أن أستريح » وتأخذ الآم طفلها وتذهب تربث عل كظه وتنكته ٠‏ ويسنتجيب 
ها الطفل » فهذه مهمة الأ ولذلك نجد أن الأحداث التاريخية العصيبة تبوز 
الرجل ق مكانه والمرأة ق مكانها . 

فمثلا : سيدنا إبراهيم عليه السلام أسكن هاجر وابنها إسماعيل بوادٍ غير ذى 





صمح حبص حص محص ص مجو وصحموص و لزاه 


زرعء قالت له : أتتركنا فى مكان ليس فيه حتى الماء » أهذا نزلته برأيك أم الله 
أنزلك فيه ؟. قال لها : أنزلنى الله هذا المكان . فقالت له : اذهب كبا شثت فإنه 
لا يضيعنا . هذه المهمة للمرأة . هاجر مع طفل فى مكان ليس فيه مقوم ال حياة الأول 
وهو الماء . فانظروا عطفها وحنائها . ماذا فعلت ؟ لقد سعت بين الصفا والمروة » 
صعدت الجبل إلى أن أنمكت قواها . 


إن الذى يذهب إلى الحج أو العمرة ويجرب الأشواط السبعة هذه يعرف أقصى 
ما يمكن أن تتحمله المرأة فى سبيل ابنها ؛ لأن هذا موقف عطف وحنان . ابتها يريد 
أن يشرب . وكأن الله قال لها : إنك قد سعيت ولكنى ساجعل رزقك من حيث 
لا تحتسبين . أنت سعيت بين الصبفا والمروة » ولماء ينبع تحت قدمي ولدك . إذن 
فصدقت فى قوها : إنه لا يضيعنا » ولو أن سعيها جاء بالماء لظننا جميعا أن السعى هو 
الذى يأق بلماء » ولكن اسع ولا تعتقد فى السعى . بل اعتقد فى الرزّاق الاعلى ع 
تلك مسألة ظاهرة فى أمنا هاجر. 


وحينها جاء موقف الابتلاء بالذبح . اختفت هاجر من المسرح . وجاء دور سيدنا 
إبراهيم بحزمه وعزمه ونبوته . ورأى فى الرؤيا أنه يذبح ابنه » أين أمه فى هذا ؟ 
اختفت من المسرح ؛ لأن هذا موقف لا يتفق مع عواطفها وحنانها . إذن فكل واحد 
منها له مهمة . والنجاح يكون عل قدر هذه المهمة . ولذلك: يقول الحق : 
« ولا تتمنوا ما فضل الله به بععضكم عل بعض » فساعة ترى جنساً أخذ شيئاً وجناً . 
آخر أخذ شيئاً » إياك أن تشغل بالك وتتمنى وتقول : «أريد هذه » . ولكن اسأل 
الله من فضله , لأن كلمة « ولا تتمنوا ه هى نبى عن أن تتمنى ما فضل الله به بعضا 
على بعض . ولذلك يقول : ١‏ واسألوا الله من فضله » . ومادمت تسأل الله من 
فضله ؛ فهنا أمل أن يعطيك . 


وقد يرى البعض هنا مشكلة فيتساءل : كيف يغبانا الله عن أن نتمنى ما فضل الله 
به بعضنا على بعض فقال : « ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم عل بعض » مع أن 
فضل الله من شأنه أن يفضل بعضنا عل بعض بدليل قوله:( ورفعنا بعضكم فوق 
بعض درجات ) فضلا على أنتى أطمع فى أن أسأل الله ليعطينى ؛ لأنه ‏ سبحانه - 





ما أمرنا بالسؤال إلا ليعطينا . 


ونقول : لا . التمنى عادة أن تطلب شيئاً يستحيل أو لم تجر به العادة . إنما السؤال 
والدعاء هو مجال أن تاق إلى شىء تستليع الحصول عليه » فأوضح : لاتذهب إلى 
منطقة التمنى . ولذلك ضربوا المثل للتمنى ببيت الشاعر : 


ل 22 . الكباك: قلف يبونما 
فأحيره بما فعل المشيب 


تمق الشاعر أن يعود الشباب يوماً فهل هذا يتأ ؟ إنه لا يتاق . أو أن يقول 
قائل : ليت الكواكب تدنو لى فأنظمها . هل يمكن أن يحدث ذلك ؟ لا . ولكن هذا 
القول يدل على أن هذا الشثىء محبوب وإن كان لم تبر به العادة » أو هو مستحيل » 
إذن فالسؤال يجب أن يكون فى حدود الممكن بالنسبة لك . والحق يوضح : لا تنظروا 
إلى مافضل الله به بعضكم على بعض . ومادام الله قد فضل بعضا على بعض 
فليسأل الإنسان لا فى منطقة ما فضل الله غيره عليه ويطلبه لنفسه ويسلبه من سواه ٠‏ 
ولكن فى منطقة أن توفق فى إبراز ما فضلك الله به ؛ ولذلك نجد الحق فى آيات 
التفضيل يقول : 
د وله مَصْل بعضك عل بض فى أرِزْقٍ 4 
(من الآية 7١‏ سورة النحل ) 
وما هو الرزق ؟ هل هو تقود فقط ؟ لا . بل الرزق هو كل ما ينتفع به . فالحلم 
رزق » والعلم رزق » والشجاعة رزق ء كل هذا رزق ٠‏ وقوله الحق : « ما فضل 
الله به بعضكم على بعض » يجعلنا نتساءل : من هو المفضل ومن هو المفضل عليه ؟ 
لأنه قال : « بعضكم ه . لم يبينها لناء إذن فبعض مفضل وبعض مفضل عليه . 


وسؤال آخر : وأى بعض مفضل وأى بعض مفضل عليه ؟ إن كل إنسان هو 
فاضل فى شىء ومفضول عليه فى شىء آخر . فإنسان يأخذ درجة الكيال فى ناحية » 
وإنسان يفتقد أدن درجة فى تلك الناحية . لكنه يملك موهبة أخرى قد تكون كامنة 





لننتبه إلى التروس » نحن نجد الترس الزائد يدخل فى الترس الأقل » فتدور 
الحركة . لكن إذا وضعنا ترسا زائدا مقابل نرس زائد مثله فلن تحدث الحركة . إذن 
فلابد أن يكون متميزا فى شىء والآخر متميزًا في شىء آخر فيحدث العكامل بيتبياء 
ومثل ذلك قلنا:الليل والنبار . الليل يعيننى على حركة النهار . وقلنا : إن السيف فى 
يد الفارس.يضرب به ويقتل ٠‏ ولولم يسنه خبير فى الحدادة ويشحذه ويصقله لما أدى 
السيف مهمته . وقد لا يستطيع هذا الخبير فى صقل السيوف الذهاب للمعركة . وقد 
بخاف أن يضرب بالسيف . لكن له فضل مثل فضل المحارب بالسيف . 


إن كل واحد له مهمة يؤديها » والأقدار تعطى الناس مواهبهم المتكاملة وليست 
المتكررة المتعاندة , ومادامت المواهب متكاملة فلا أحسد من تفوق عل فى مجال ما + 
لأننى أحتاج إليه » وهولا يحسدنى إن تفوقت عليه فى موهبة أو عمل لأنه يحتاج إلى » 
إذن فأنا أريده أن يتفوق . وهو يريدنى أن أتفوق . وذلك مما يجحبب الناس فى نعم 
ومواهب الناس . فأنا أحب النعمة التى وهبها الله للآخر. وهو يحب النعمة والموهبة 
التى عندى . 


مثال ذلك عندما نجد رجلا موهوبا فى تفصيل الملابس ويحيك أجود الجلابيب 
فالكل يفرح يه . وهذا الرجل يحتاج إلى نجار موهوب ليصنع له باب جيدا لدكانه » 
ومن مصلحة الاثنين أن تكون كل نعمة عند واحد محمودة » ولذلك سيانا الله 
« بعضا » وه يعضا» ويتكون الكل من بعض وبعض . فأنت موهوب فى بعض 
الأمور ولا تؤدى كل الأمور أبدا . ولكن بضميمة البعض الآخر تملك جميعاً مواهبب 


ويتابع الحق : « للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن » فمهمة 
النجاح للرجل أو المرأة هو أن يكون كل منبها صالحاً ومؤديا للمهمة التى خخلق من 
أجلها . بعد ذلك يكون حساب الثواب والعقاب وكل واحد على قدر تكليفه . 





ملكتلا 
.2111 +002060-0-090 


فالثواب والعقاب يأق على مقدار مايقوم كل محلوق مما كلف به . 


ولق فل بعص هعة ارجل بع يهم اياده يتجلى فى أننا نجد الرجل عندما 

تغضب امرأته أو تمرض . ويكون عنده ولد رضيع ٠»‏ فهل يستطيع هو أن يرضع 
سايية لأن لكل واحد مهمة ؛ فالعاقل هو من يحرم قدر الله فى خلقه » 
ويحترم مواهب الله حين أعطاها . وهو يسأل الله من فضله . أى مما فضله به ليعطى 
له البركة فى مقامه . وحين يقول الحق : « ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على 
بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسين » نلحظ أن هذه تساوى 
تلك ماما . 


٠‏ واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شىء عليهما ه ومن واسع علمه سبحانه أنه 
وزع المواهب فى خخبلقه حتى يتكامل المجتمع ولا يتكرر ؛ لأن تكرار المجتمع هو الذى 
يولد الشقاق , أما تكامله فيولد الوفاق . وسبب نزول الآية « ولا تتمنوا ما فضل الله 
به بعضكم على بعض » أن النساء قلن : إننا لم يكتب علينا الجهاد وأعطانا ربنا 
نصف الرجل من الميراث . وقد أوضح الحق من قبل للمرأة أنها أخذت نصف 
الرجل لأنها محسوبة على غيرها ولن تصرف وتنفق من دخلها على نفسهاء» بل 
سيصرف الرجل وينفق عليهاء والمسألة بذلك تكون عادلة. وكذلك قال الرجال: مادام 
الله قد فضلنا ف ا عر ضعف تصيب المرأة فلعله ينضلنا ف أبن 

وانظر لذكاء المرأة » حينما قالت : مادام ربنا أعطانا نصف ميرائكم فلياذا 
لا يعطيئا نصف العقوبة إذن ؟ فأوضح م الله : اهدأوا « ولا تتمنوا ما فضل الله به 
بعضكم عل بعض » أى أن على كل واحد أن يرضى بما قسمه الله له . 


وبعد ذلك يقول الحق : 





ايه علدت تلخ تان 
5ع كلش وقيبت 0 :هه 


وساعة ترى لفظة و لكل » وتجدها منونة » فاعرف أن هناك حاجة مقدرة . وأصلها 
«لكل إنسان»ء» وحذف الاسم وجاء بدلا منه التنوين » مثل قوله : 
( ادبت الحافم ج وام حبذ نطرود و 4 
( سورة الواقعة ) 
ونجد التنوين فى « حينئذٍ » أى حين بلغت الروح الحلقوم » فحذف حين بلغت 
الروح الحلقوم وعوض عنها التنوين فى « حينئلٍ » إذن فالتنوين جاء بدلا من 
المحنوف . 


وقول الحق : « ولكل جعلنا موالى » . ود الموالى » جمع « مُولى ٠‏ . وقبل أن تنزل 
آيات الميراث ء آخى النبى بين الانصار والمهاجرين » فكانوا يتوارثون بهذه المؤاخاة » 
وكان هناك شىء اسمه ١‏ مولى المناصرة » وهو أن يستريح اثنان لبعضهه! ويقول كل 
منبما للآخر : أنا أخوك وأنت أخى . حربى حربك . وسلمى لمك ٠‏ ولامى 
دمك . وترث منى وأرث منك . وتعقل عنى وأعقل عنك . أى أن فعلتٌ جناية تدفع 
عنى . وإن فعلت أنت جئلية أدفع عنك . مؤاخاة . 

هؤلاء كان لهم نصيب فى مال المتوق ٠+‏ فالحق يبينٌ : لكل إنسان من الرجال 
والتساء جعلنا ورئة يرثون مما ترك الوالدان » والأقربون . . أى لهم نصيب من ذلك 
ولاولياء المناصرة بعض من الميراث كذلك. ٠فإياكم‏ أن ناوا أنتم وتقولوا: لاء لابد أن 
تعطوهم نصيبهم الذى كان مشروطاً هم وهو السدس . ١‏ 


لكن أظل ذلك الحكم ؟ لا.لقد نسخ وأنزل الله قوله : 
001 --2 8 2 


9 َو السام به مضه أذ بض نكتل الله إن أم رصحل 5 نه عَليم 2 4 


(من الآية 16 سورة الأنفال ) 








2290206552 حصمح حووت‎ ١١١ 


فيادام الله قد قال : « ولكل جعلنا موالى ما ترك الوالدان والأقربون » . أى 2 
إنسان من الموالى شىء من آثار ما ترك الوالدان والأقربون . فإياكم أن تقولوا : 

ذهبوا فلا نعطيهم شيئا » » لا.ما كانوا متفقين فيه وعقدوا 157 بعاد 
مصداقاً لقوله الحق : « فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شىء شهيدا» فالله 
شهيد على هذه. وشهيد عل أنكم تنقذون أو لاتنفذون . 


وبعد ذلك جاء ليتكلم فى قضية متصلة بقول إالحق سبحانه : « ولا تتمنوا ما فضل 
الله به يعضكم على بعض » فقال : 


0 ب 5 ع ا ار 2 2 يه 
ص 7-2 له 


َّ ِ 


0 جَرُوهُنَ في الْمَصَاجِع امرش 7 


2 بر دمعو عع أ --50 


للست دتما أعَلَوِنَسبيلاً إنَلمّهكَاقَ 
عََاكَبِرا © 


«الرجال قرامون عل النساءة» أول ما نلتفت إليه أن بعضهم لم يفسروا الآية إل 

على الرجل وزوجته عل الرغم من أن الآية تكلمت عن مطلق رجال ومطلق نساء » فليست 
الآية متصورة على الرجل وزوجه . فالآب قوام على البئات »والاخ على أخواته . 
ولنفهم أولاً ٠‏ الرجال قوامون » وماذا تعنى ؟ وننظر أهذه تعطى النساء .التفوق والمر كز 





02223٠92022+‏ مصصيصس باربره 


أم تعطيهن التعب . والحق سبحانه وتعالى يطلب منا أن نحترم قضية كونية » فهو 
الخالق الذى أحسن كل شىء خلقه وأوضح القضية الإيمانية « الرجال قوامون على 
النساء » والذى يخالف فيها عليه أن يوضح ‏ إن وجد ‏ ما يؤدى إلى المخالفة » والمرأة 
التى تخاف من هذه الآية . نجد أنها لو لم ترزق بولد ذكر لغضبت ٠‏ وإذا سألناها : 
ماذاإذن ؟ تقول : أريد ابنا ليحمينا . كيف وأنت تعارضين فى هذا الأمر؟. 


ولنفهم ما معنى « قَوَامٍ .٠‏ القوام هو المبالغ فى القيام . وجاء الحق هنا بالقيام 
الذى فيه تعب ء وعندما تقول : فلان يقوم على القوم ؟ أى لا يرتاح أبدا . إذن 
فلماذا تأخذ ه قوامون على النساء » على أنه كتم أنفاص ؟ لماذا لا تأخذها على أنه سعى 
فى مصالحهن ؟ فالرجل مكلف بمهمة القيام على النساء » أى أن يقوم بأداء ما يصلح 
الأمر . ونجد أن الحق جاء بكلمة ٠‏ الرجال » على عمومها . وكلمة و الناء » على 
عمومها , وشىء واحد تكلم فيه بعد ذلك فى قوله : « مما فضل الله بعضهم على 
بعض » فا وجه التفضيل ؟. 


إن وجه التنفضيل أن الرجل له الكدح وله الضرب فى الأرض وله السعى على 
المعاش . وذلك حتى يكفل للمرأة سبل الحياة اللائقة عندما يقوم برعايتها . وى 
قصة آدم عليه السلام لنا المثل . حين حذر الحق سبحانه آدم وزوجته من الشيطان . 
إبليس الذى ذعى إلى السجود عم الملائكة لآدم فأبى . وبذلك عرفنا العداوة المسبقة 
من إبليس لآدم » وحيثيتها : 
٠‏ َال #أجمد لِمَنْ 10 تّ طيمً 4 

(من الآية 1 سورة الاسراء ) 

وأوضح الحق لآدم : إذا هبطت إلى الأرض فاذكر هذه العداوة . وأعلم أنه لن 
يتركك » وسيظل يغويك ويغريك ؛ لأنه لا يريد أن يكون عاصياً بمفرده » بل يريد 
أن يضم إليه آخرين من الجنس الذى أبى أن يسجد هو لأبيهم آدم يريد أن يغويهم » 
كيا حاول إغواء آدم : 
١‏ إْمدَاعدُوَ ود جناي بق » 


( من الآية 111 سورة الله ) 








حت ١‏ احصصمححجهحه5 90009020002412 


وهل قال الحق بعدها : ختشقيا أو فتشقى ؟ قال صبحانه : 


ونشق»ع 
(من الآية 197 سورة طله) 


فساعة جاء الشقاء فى الأرض والكفاح ستر المرأة وكان الخطاب للرجل . وهذا 
يدل عل أن القوامة تحناج إلى تعب . وإلى جهد . وإلى سعى . وهذه المهمة تكون 
للرجل . 


6 أنه ساعة التفضيل قال : و الرجال قوامونت عل النساء يما فضل الله 
: بعضهم على بعض » لقد جاء ب ه بعضهم » لأنه ساعة فضل الرجل لانه وام فضل المرأة 
أبضا 7 لشىء آخر وهو كونها السكن حين يستريح عندها الرجل وتقوم بمهمتها . 


ثم تاق حيثية القوامة : « وبما أنفقوا من أموالهم » . والمال يأق نتيجة الحركة 
ونتيجة التعب . فالذى يتعب تقول له : أنت قوام ٠‏ إذن فالمرأة يجب أن تفرح 
بذلك ؛ لأنه سبحانه أعطلى المشقة وأعطى التعب للجنس المؤهل لذلك . ولكن 
مهدجها وإن كانت مهمه عظيمة إلا أنها تتناسب والتصلة المطلوية أولا فيا : الرقة 
والحنان والعطف والوداعة . فلم يأت بمثل هذا ناحية الرجل ؛ لأن الكسب لا يريد 
هذه الامورء بل يحتاج إلى القوة والعزم والشدة 2 فقول الله :د فوامون ؛ يعنى مبالغين 
فى القيام على أمور النساء . 


ويوضح للنساء : لا تذكرن فقط أنها حكاية زوج وزوجة . قدرن أن القيام يكون 
على أمر البنات والآأخوات والأمهات ٠‏ فلا يصح أن تاخذ «دقوام » على انها 
السيطرة ؛ لأن مهمة القيام جاءت للرجل بمشقة » يت 
فى القيام على أمر من يتولى شتونهن . 


دويما أنفقوا من أمواهم » فإذا كان الزواج متعة للانثى وللذكر . والاثنان 
.ستمتعان ويريدان استبقاء النوع فى الذرية » فا دامت المتعة مشتركة وطلب الذرية 
أيضا مشتركا فالتبعات ال, تترتب على ذلك لم نقع عِلى كل منها ‏ ولكنها جاءت عل 





+22022232249 0 مخض واذرا 


الرجل فقط , . . صداقاً ونفقة حتى ولو كانت المرأة غنية لا يفرض عليها الشرع حتى 
أن تفرض زوجها . 


إذن فقوامة الرجال جاءت للنساء براحة ومنعت عنهن المتاعب . فلماذا تحزن المرأة 
منها ؟ ف « الرجال قوامون على النساء » أى قائمون إقامة دائمة » لأنه لا يقال قَوّام 
لمطلق قائم . فالقائم يؤدى مهمة لمرة واحدة » لكن « قوام » تعنى أنه مستمر فى 
القوامة . 


« الرجال قوامون عل النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من 
أمواهم » وما دمنا نكدح ونتعب للمرأة فلابد أن تكون للمرأة مهمة توازى ذلك وهى 
أن تكون سكنا له » وهذه فيها تفضيل أيضاً . 


لقد قدم الحق سبحانه وتعالى فى صدر الآية مقدمة بحكم يجب أن يُلنزم بهكلانه 
حكم الخالق الذى أحسن كل شىء خلقه » فأوضح القضية الؤيمانية : « الرجال 
قوامون على النساء ‏ ثم جاء بالحيثيات فقال : « بما فضل الله بعضهم على بعض ويما 
أنفقرا من أموالحم » ويتابع الحق : « فالصالحات قانتات حافظات للغيب » والمرأة 
الصالحة هى المرأة التى استقامت على المنبج الذى وضعه لحا من خلقها فى نوعها . 
فهادامت هى صالحة تكون قانتة . والقنوت هو دوام العطاعة لله » ومنه قنوت الفجر 
الذى نقنته » وندعو ونقف مدة أطول فى الصلاة التى فيها قنوت . 


والمرأة القانتة خاضعة لله » إذن فحين تكون خاضعة لله تلتزم منيج الله وأمره فيه 
حكم به من أن الرجال قوامون على النساء . ٠‏ فالصالحات قانتات حافظات للغيب » 
وحافظات للغيب تدل على سلامة العفة . فالمرأة حين يغيب عتها الراعى لما والخامى 
لعرضها كالاب بالنسبة للبنت والابن بالنسبة للأم » والزوج بالنسبة للزوجة » فكل 
امرأة فى ولاية أحد لا بد أن تحفظ غيبته ؛ ولذلك فالرسول صل الله عليه وسلم حينها 
حدد المرأة الصالحة قال فى حديث عن الدنيا : 


و الدنيا كلها متاع ٠‏ وخخير متاع الدنيا المرأة الصالحة 2١7»‏ 
)١(‏ رواه أحبد ومسلم واللسائى عن ابن مرو . 


2-2-2005 ومح جوو2تج:5‎ ١٠١ 


لقد وضع صل الله عليه وسلم قانونة للمرأة الصالحة يقول فيه : 


و خير النساء التى تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه فى نفسها ولا ماها بما 
يكره 6(© 


وأى شىء حتاج الرجل إليه أحسن من ذلك . وكلمة « إن نظرت إليها سرّنتك » 
إياك أن توجهها ناخية الجهال فقط . جمال المبنى , لا » فساعة تراها اجمع كل صفات 
الخير فيها ولا تأخنذ صفة وتترك صفة ؛ لأن النبى صل الله عليه وسلم حذرنا من أن 
تاخذ صفة ف المرأة ونترك صفة أخرى . بل لابد أن نأخذها فى مجموع صفاتها . 
فقال : 


« تذكح المرأة لأربع : الها ولحسبها وخاها ولدينها » فاظفر بذات الدين تريت 


يداك ع0؟ , 


المطلوب آلا تنظر إلى زاوية واحدة فى الجهال » بل انظر إلى كل الزوايا » فلو 
نظرت إلى الزاوية التى تشغل الناس ء الزاوية الجمالية . لوجدتها أقل الزوايا بالنسبة 
إلى تكوين المرأة ؛ لأن عمر هذه المسألة « شهر عسل » - كما يقولون - وتنتهى ٠‏ ثم 
بعد ذلك تبدو المقومات الاخرى . فإن دخخلت على مقوم واحد وهى أن تكون جميلة 
فانت تخدع نفسك . وتظن أنك تريدها سيدة صالون ! ونقول لك : هذه الصفة 
أمدها بسيط فى عمر الزمن .» لكن مايبقى لك هو أن تكون أمينة » أن تنكون 
تخلصة . أن تكون مدبرة ؛ ولذلك فالفشل ينشأ فى الأسرة من أن الرجال يدخلون 
على الزواج بمقياس واحد هو مقياس جمال البنية » وهذا المقياس الواحد عمره قصير» 
يذهب بعد فترة وتهدأ شيرته . وبعد ذلك تستيقظ عيون الرجل لتطلع إلى نواحى 
الجيال الأخرى . فلا يجدها . فيحدث الفشل ؛ لذلك لابد أن تأخذ مجموعة الزوايا 
كلها . إياك أن تأخذ زاوية واحدة وير الزوايا أن يكون لها دين . وكذلك المقياس 
اكه لقبول المرأة للزوج ٠‏ أيضاً خير الزوايا أن يكون له دين ع قال رصول الله 
صل الله عليه وسلم ‏ : 
(؟) رواه البخارى ومسلم وأبو دلود والتائى وابن ماجه . 





وح:و24024222+0 2949294939 17د 


إذا أناكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إن لا تفعلوا تكن فتئة فى الارض 
وفاد عريض )١(‏ 8 


وعندما استشار رجل سيدنا الحسن بن على رضى الله عنهها ‏ قال : زُوْجِها من 
ذى الدين ء إن أحبها أكرمهاء وإن كرهها لم يظلمها . 


إذن فالدين يرشدنا : لا بد أن ننظر إلى المسألة التى سيكون لها عمر طويل فى 
الحياة الممتدة » وبعد ذلك إذا أرادت أن تكون ناجحة فعليها أن ترى إطار نوعيتها 
وتنبغ فيه » ومن الممكن إن كان عندها وقت أن توسع دائرة مهمتها فى بيتها . فإذا 
كان عندها أولاد فعليها أن تتعلم الحياكة وتقوم بتفصيل وحياكة ملابسها وملابس 
أولادها فتوفر النقود . أو تتعلم التطريز كى لا تدفع أجرة ٠‏ أو تتعلم التمريض حتى 
إذا مرض ولدها استطاعت أن تمرضه وترعاه » أن تتعلم كى تغنى عن مدرس 
خصوصى يأخذ نقوداً من دخل الأسرة » وإن بقى عندها وقت فلتتعلم السباكة لتوفر 
أجرة السباك إذا فسد صنبور ماء. أو تتعلم إصلاح الكهرباء لتصلح مفتاح 
الإضاءة . وتستطيع المرأة أن تقوم بأى عمل وهى جالسة فى بيتها وتوفر دخلا لتقابل 
به المهام التى لا تقدر أن تفعلها , والمرأة تكون من « حافظات الغيب » ليس بارتجال 
من عندها أو باختيار. بل بالمنيج الذى وضعه الله لحفظ الغيب ؟.. 


فا المنبج الذى وضعه الله لحفظ الغيب ؟ تحافظ على عرضها وعلى مال زوجها 
فى غيبته » فتنظر المنافذ التى تاق منها الفتنة وتمتنع عنها ء لا تخرج إلى الشوارع إلا 
لحاجة ماسة أو ضرورة كى لا ترى أحدا يفتنها أو يفتن بها , لآن هذه هى مقدمات 
الحفظء ولا تذهب فى زحمة الحياة » وبعد ذلك نقول لما:ة حافظى على الغيب » بل 
عليها أن تنظر ما بينه الله فى ذلك . فإن اضطررت أن تخرجى فلتغفى البصر ؛ 
ولذلك قال سيحاته : 

2 سوا ع ام و سار الإسالايب ٠‏ اوم ع معوضء م وم اراي عرس ترج عللاع 0 
« وقل للمؤمئات يغضضن من أبصرر هن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتّين إلا 

مَاظهر مها © 

(من الآية 5١‏ سورة النور) 

. دواء الترمذى وابن ماجه والحاكم عن ألى عريرة‎ )١( 





نر امح حو حم مح صمح حمحه 


فالمرأة إن لم تغض النظر يدث التفات عاطفى ؛ لان كل شعور فى الإنسان له 
ثلاث مراحل : مرّحلة أن يدرك . ومرحلة أن يجد فى نفسه , ومرحلة أن يتزع ٠‏ أى 
يحول الأمر إلى سلوك 0 ونضرب ذائياً المثل بالوردة . وأنت تسير نرى وردة فى بسثان 
وبمجرد رؤيتك لها فهذا إدراك » وإذا أعجبتك الوردة وعشقتها وأحببتها فهذا اسمه 
وجدان . وإذا اتجهت لتقطفها فهذء عملية نزوعية ء فكم مرحلة ؟ ثلاث مراحل : 
إدراك » فوجدان . فتروع . 


ومتى يتدخل الشرع ؟ الشرع يتدخخل فى عملية التزوع داقاً . يقول لك : أنت 
4 .7 ,0 ليسي سي مر يدون 
ساعة جئت لتمدٌ يدك لتأخذها قلنا لك : لاء الوردة ليست لك . 


إذن فأنت حر فى أن تدرك . وحرٌ فى أن تجد فى نفسك . إنما ساعة تنزع نقول 
ا هى ليست لك . وإن أعجبتك فازرع لك وردة فى البيت » أو استأذن 
صاحبها مثلا . 


إذن فالتشريع يتدخل فى منطقة النزوع ٠‏ إلا فى أمر المرأة فالتشريع يتدخل من 
أول الإدراك ؛ لآن الذى خلقنا علم أننا إن أدركنا جمالاً » ع الال وراد ةا 
مواجيد بالنسبة للاشياء التى نراها ونشتهيها » وساعة يوجد إدراك واشتهاء/ ٠‏ لا يمكن 
عي سير ب لأنك ‏ كرجل مركب تركيباً كيميائيا بحيث إذ أدركت جملا 
ثم حدث لك وجدان واشتهاء » فالاشتهاء ادا إلا بنروع ء فييين لك الشرع : 
أنا رحمتك من أول الأمرء وتدخلت من أول المسألة . وكل شىء أتدخل فيه عند 
2 إلا المرأة فقد تدخلت فيها من أول الإدراك ؛ لذلك أمر الحق الرجل أن 

يغض البصر . وكذلك أمر ام 


لماذا ؟ لانك إن أدركت فستجد ء وإن وجدت فستحاول أن تنزع ونزوعك 
سيكون عربدة فى أعراض الناس ء وإن لم تنزع فسيبفى عندك كبت ؛ لذلك حسم 
الحق المسألة من أوها وقال : 

سردم لدم سب ” 5. 
« قل للْمؤمسي يغضوأ من نرم عنقا روجهم ذلك أذكى م إن لله 





لالكية 


حجموح 252+2:5 211144000900324 


2 0 مم سويفرس م س. 2# .مس 1 2 معومم م 
٠. .‏ 9 5000-7 ان بن 5 . طلء٠‏ 
خيير يما يصنعون 70 وقل للمؤمنات بغضضن من أبصر هن ويحفظن 
ور 7 2 

فروجهن » 


(الآية ٠‏ وجزء من الآية ١‏ سورة النور) 


فامنعوا المسألة من أول مراحلها لماذا ؟ لأننى عندما أرى وردة ٠‏ ثم قالوا لى : هى 
ليست لك فلا تقطفها ‏ فلا يحدث عندى ارتباك فى مادق ٠‏ لكن عندما يرى الرجل 
امرأة جميلة وتدخل فى وجدانه فسيحدث عنده النزوع ؛ لأن له أجهزة مخصوصة 
تنفعل هذا الجمال » ولذلك يوضح لك الحق : أنا خخالقاك وسأتدخل ف المسألة من 
أول الأمرء فقوله : و بما حفظ الله » أى بالمنيج: الذى وضعه الله للحفظ : آلا 
أعرض نفسى إلى إدراك » فينش) عنه وجدان . وبعد ذلك أفكر فى النزوع .. فإن 
نزعت أفسدت ء وإن لم تتزع تعقدت » فياق شر من ذلك . هذا معنى « بما حفظ 
الله » » يعنى انظروا إلى المنيج الذى وضعه الله لأن تحفظ المرأة غيبة زوجها » وى 
تحفظه ليس بممتبج من عندها . بل بالمتبج الذى وضعه خالقها وخالقه . 


وها هو ذا الحق سبحانه وتعالى حيلها يري فى عبده حاسة اليقظة قال : « واللاق 
تخافون نشوزهن » فالنشوز لم يحدث بل مخافة أن يحدث , فاليقظة تقتضى الترقب من 
أول الأمرء لا نترك المسألة حتى يحدث النشوز » وه النشوز ه من « نشز » أى ارتفع 
فى المكان . ومنه « النشز» وهو المكان المرتفع . ومادام الحق قد قال : « الرجال 
قوامون على النساء » فالمعنى هنا : من تريد أن تتعالى وتوضع فى مكانة عالية ؟؛ 
ولذلك فالنشاز حتى فى النغم هو : صوت خارج عن قواعد النغم فيقولون : هذه 
النغمة نشاز . أى خرجت عن قاعدة النغمة التى سبقتها . وكذلك المرأة المفروض 
فيها أنها تكون متطامنة » فإن شعرت أن فى باها أن تتعالى فإياك أن تتركها إلى أن 
تصعد إلى الربوة وترتفع . بل عليك التصرف من أول ما نشعر ببوادر النشوز فتمنعه » 
ومعنى فوله : « واللاتى تخافون » يعنى أن النشوز أمر متخوف منه ومتوقع ولم يحدث 
بعك , 


وكيف يكون العلاج ؟ يقول الحق : « فعظوهن » أى ساعة تراها تنوى هذا 
فعظها. والوعظ : النصح بالرقة والرفق . قالوا فى النصح بالرقة : أن تنتهز فرصة 





عو لكلا 
١١.‏ !صمصه0مت :2٠ج ٠5‏ م2 


انسجام المرأة معك . وتنصحها فى الظرف المناسب لكى يكون الوعظ والإرشاد 
مقبولا فلا تأت لإنسان وتعظه إلا وقلبه متعلق بك . 


ولنفترض أن ابناً طلب من والده طلباً » ولم يحضره الأب . ثم جاءت الأم لتشكو 
للأب سلوك الابن ٠‏ فيحاول الاب إحضار الطلب الذى تمناء الابن » ويقول له : 


تعال هنا يا بنى ٠‏ إن الله قد وفقنى أن أحضر لك ما طلبت . 


وقى لحظة فرح الابن بالحصول على ماتمنى ٠‏ يقول له الاب : لو تذكرت ما قالته 
لى أمك من سلوكك الردىء لما أحضرته لك . 


ولو سب الأب ابنه فى هذه اللحظة فإن الابن يضحك . 


لماذا ؟ لأن الاب أعطى الابن الدرس والعظة فى وقت ارتباط قلبه وعاطفته به . 
ولكن نحن نفعل غير ذلك . فالواخد يأق للولد فى الوقت الذى يكون هناك نفور 
بينهها » ويحاول أن يعظه ؛ لذلك لا تنفع الموعظة ء وإذا أردنا أن تنفع الموعظة يجب 
أن نغير من أنفسنا » وأن ننتهز فرصة التصاق عواطف من نرغب فى وعظه فناتى 


ونعلى العظة . 


هكذا و فعظوهن » هذه معناها : برفق وبلطف ء» ومن الرفق واللطف أن مختار 
وقت العظة » وتعرف وقت العظة عندما يكون هناك انسجام , فإن لم تنفع هذه 
العظة ورأيت الأمر داخلا إلى ناحية الربوة ؟ والنشوز فانتبه . والمرأة عادة تَدِل على 
الرجل بما تعرف فيه من إقباله عليها . وقد .تصير المرأة على الرجل أكثر من صبر 
الرجل عليها ؛ لأن نكوين الرجل له جهاز لا يبدأ إلا أن يفعل . لكن المرأة تستثار 
ببطء » فعندما تنفعل أجهزة الرجل فهو لا يقدر أن يصبر. لكن المرأة لا تنفعل 
ولا تستثار بسرعة . فانت ساعة ترى هذه الحكاية » وهى تعرفك أنك رجل تحب 
نتائج العواطف والاسترسال ؛ فأعط لا دحرساً فى هذه الناحية » اهجرها فى 


الضجع . 





الك 
حجوت 5:2 0-202909-24030- .00> 


وانظر إلى الدقة . لا تهجرها فى البيت . لا تبجرها فى الحجرة » بل تنام فى جانب 
لأنك إن هجرتها وكل البيت علم أنك تنام فى حجرة مستقلة أو تركت النيت 
وهريا , فانت تثير فيها غريزة العناد » لكن عندما تهجرها فى المضجع فذلك أمرٍ 
يكون بينك وبينها فقط . وسياتيها ظرف عاطفى فتتغاضى ٠‏ وسيأتيك أنت أيضاً 
ظرف عاطفى فتتخاضى . وقد يتمتى كل منكيا أن يصالح الآخر . 


إذن فقوله : « واهجروهن فى المضاجع » كأنك تقول لها : إن كنت سَتَدِلينَ بهذه 
فأنا أقدر على نفسى ٠‏ ويتساءل بعضهم : وماذا يعنى بأن بهجرها فى المضاجع ؟. 
نقول : مادام المضجع واحداً فليعطها ظهره وبشرط آلا يفضح المسألة » ٠‏ بل ينام على 
السرير وتغلق الجرة عليهيا ولا يعرف أحد شيئاً ؛ لأن أى خلاف بين الرجل والمرأة 
إن ظل بينهيا فهو ينتهى إلى أقرب وقت . وساعة يخرج الرجل وعواطفه تلتهب 
قليلاً » يرجع ويتلمسها » وهى أيضاً تتلمسه . والذى يفسبد البيوت أن عناصر من 
الخارج اعدكء وهذه العناصر تورث فى المرأة عناداً وفى الرجل عناداً ؛ لذلك 
لايصح ١‏ ن يفضح الرجل ما بينه وبينه المرأة عند الأم والاب والاخ . ولنجعل 
الخلاف دائها محصوراً بين الرجل والمرأة فقط ‏ فهناك أمر بينهها سيلجتهها إلى أن 
يتسائحا معاً . 


« فعظوهن واهجروهن ف 6 واضربوهن » وقالوا : إن الضرب بشرط 
ألا يسيل دما ولا يكر عظياً . . أى يكون ضرباً خفيفاً يدل على عدم الرضا ؛ 
ولذلك فبعض العلاء قالوا : يضربها بالسواك . 


. وعلمنا ربنا هذا الأمر فى قصة سيدنا أيوب عندما حلف أن يضرب امرأته ماثة 
جلدة ٠‏ قال له 3 

(من الآبة 44 سورة صن ) 

والضغث هو الحزمة من الحشيش يكون فيها ماثئة عود » ويضربها ضربة واحدة 

فكأنه ضربها ماثة ضربة وانتهت . فامرأة عندما تجد الضرب مشوباً بحنان الضارب 





2-2-4-2 


فهى تطيع من نفسها » وعلل كل حال فإياكم أن تفهموا أن الذى خلقنا يشرع حكراً 
تأباه العواطف ٠‏ إنما يأباه كبرياء العواطف » فالذى شرع وقال هذا لابد أن يكون 
هكذا . 


«واللاق تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن » أى 
ضرباً في ميح * ومعنى : غير مبرح أى ألا يسيل دما أو يكسر عظأا ويتابع 
الحق : وفإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاء . 


فالمسألة ليست استذلالاً : بل [ضَلاحا وتقويما , وأنت لك الظاهر من أمرهاء 
إياك أن تقول : إنها تطيعنى لكن قلبها ليس معى ؛ وتدخل فى دوامة الغيب ٠‏ نقول 
لك : ليس لك شأن لأن المحكوم عليه فى كل التصرفات هو ظاهرالاحداث . أما 
باطن الأحداث فليس لك به شأن مادام الحق قال : « أطعنكم ؛ ؛ فظاهر الحدث 
إذن أن المسألة انتهت ولا نشوز تخافه » وأنت إن بغيت عليها 7 بعد أن 
أطاعتك ٠‏ كنت قوياً عليها فيجب أن تتنبه إلى أن الذى أحلها لك بكلمة هو أقوى 
عليك منك عليها وهذا تهديد من الله . 


ومعنى التهديد من الله لنا أنه أوضح : هذه صنعتى . وأنا الذى جعلتك تاخذها 
بكلمتى « زوجى .. زوجتك ».. ومادمت قد ملكتها بكلمة منى فلا تتعال عليها ؛ 
لأننى كيا حميت حقك أحمى حقها . فلا أحد منكما أولى بى من الآخر » لأنكيا صنعتى 
وأنا أريد أن تستقر الأمور . وبعد هذا الخطاب للأزواج يأق خطاب جديد فى قول 
الحق من بعد ذلك : 


وَإِدُْحِفْسرَسْفَافَ يَنْهِمَاَابسَوْأحَكَنَا 
نهم وَحَكمَامن كان بي دآإضكدمًا 


فق سينا حَبيا 9 #ه 





مجو و :2ح :2720292-20 


وقوله : «وإن خفتم شقاق بينهما » يعنى أن الشقاق لم يقع بعد . إنما تخافون أن 
يقع الشقاق ؛ وما هو ١‏ الشقاق » » ؟ الشقاق مادنه من الشق . وشق : أى أبعد شيئاً 
عن شىء ٠‏ شققت اللوح : أى أبعدت نصفيه عن بعضهها » إذن فكلمة « شقاق 
واما» نل عل لها لصي دواع وسذ) كي واجدا ‏ الأو كن» مدا ين انين 
يكون ه شقاقاً » إذ بإلزواج والمعاشر: ة يكون الرجل قد التحم بزوجه هذا ما قاله الله : 


« وقد أفضى ضكر إل بعض وَأَْذْنَ مك ميندا يا © 


(من الآية ١؟‏ سورة النساء) 
ويتأكد هذا المعنى فى آية أخرى : 
لمع مب علس ما غم لكر 041 


هن لباس لكر وانتم لباس هن © 
(من الآبة /141 سورة البقرة ) 


وهذا يعنى أن المرأة مظروفة فى الرجل والرجل مظروف فيها . فالرجل سائر عليها 
وهى ساترة عليه » فإذا تعدّاما الأمرء يقول الحق : دوإن خفتم شقاق بينهها» 
مَن الذين يمخافون ؟ . . أهو ول الأمر أم القرابة القريبة من أولياء أمورها وأموره ؟ أى 
الناس الذين بيمهم هذه المسألة . 


د وإن خفتم شقاق بينها فابعثوا حكياً من أهله وحكبا من أهلها» إنهم البيئة 
والمجال العائلى . إذن فلا ندع المسائل إلى أن يحدث الشقاق , كأن الإسلام والقرآن 
ينبهنا إلى أن كل أناس فى محيط الأسرة يجب أن يكونوا ا يقظين إلى الحالات النفسية 
الى تعترض هله الأسرة » سواه أكان با أم أخاً ام قرياً عليه أن يكوث منبهاً لأحوال 
الآسرة ولا يترك الأمور حى يحدث الشقاق بدليل أنه قال : «وإن خفتم شقاق 
بينها » . . فالشقاق لم يحدث . ويجب ألا تثرا يك المسألة إلى أن يحدث الشقاق ء « وإن 
خفتم شقاق بينههما فابعثوا » وهذا القول هو لول الأمر العام أيضا إذا كانت عيونه 
يقظة إلى أنه يشرف على علاقات كل البيوت . ولكن هذا أمر غير وارد فى ضوء 
مسئوليات ولى الأمر فى العصر الحديث . إذن فلا بد أن الذى سيتيسر له تطبيق هذا 
الأمر هم البارزون من الأهل هنا وهناك ء وعلى كل من هم وجاهة فى الاسرة أن 
يلاحظوا الخط البيان للأسرة . يقولون : نرى كذا وكذا . 


وناخذ حَكَياً من هنا وحكياً من هناك وننظر المسألة التى ستؤدى إلى عاصفة قبل أن 


الكت 


ى ١١‏ مص مص محص محص مصححصمسصه 


تمدث العاصفة ؛ فالمصلحة انتقلت من الزوجين إلى واحد من أهل الزوج وواجد 
من أهل الزوجة ٠‏ فهؤلاء ليس بينهبا مسألة ظاهرة بأدلتها » ول تتبلور المشكلة بعد » 
وئيس فى صدر أى منهها حكم مسبق . ويجوز أن يكون بين الزوجين أشياء ٠‏ إنها 
الحكّم من أهل الزوج والمخكم من أهل الزوجة ليس فى صدر أى منهها ىه . ومادام 
الاثنان ستوكل إليهها مهمة الحكم . فلا بد أن يتفقا على ما يحدث بحيث إذا راى 
الاثنان أنه لااصلج إلا بأن تطلق ء فهيا يمكان بالطلاق . والناس قد تفهم أن 
الحكم هم أناس يصَلِحُون بين الزوجين فإن لم يعجبهم الحكم بقى الزوجان على 
الشقاق . لا. فنحن نختار حكياً من هنا وحكياً من هناك . 


إن ما يقوئه الحكيان لابد أن ننفذه » فقد حصرت هذه المسألة فى الحكمين فقال : 
« إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهيا » . . فكأن المهمة الأساسية هى الإصلاح وعل 
الحكمين أن يدخلا بنية الإصلاح . فإن لم يوفق الله بينهما فكأن الحكمين قد دخلا 


إن على كل حكم أن يخاف على نفسه ويحاول أن يخلص فى سبيل الوصول إلى 
الإصلاح ؛ لانه إن لم يخلص فستنتقل المسألة إلى فضيحة له.. فالذى نلق الجميع : 
الزوج والزوجة والحكم من أهل الزوج والحكم من أهل الزوجة قال : « إن يريدا 
إصلاحا يوفق الله بينبيا » فليذهب الائنان نحت هذه القضية » ويصرًا بإخلاص على 
التوفيق بينهها ؛ لأن الله حين يطلق قضية كونية » فكل واحد يسوس نفسه وحركته فى 
دائرة هذه القضية . وحين يطلق الله قضية عامة فهو العليم الخبير» ومثال ذلك 


قوله : 
( مسا لقي » 


( سورة الصافات ) 

إنه سبحانه قال ذلك . فليحرص كل جندى عل أن يكون جندياً لله ؛ لانه إن 
انهزم فسنقول له : أنت لم تكن جنديا لله » فيخاف من هذه . إذن فوضع القضية 
الكونية فى إطار عقدى كي يجند الإنسان كل ملكاته فى إنجاح المهمة ء وعندما يقول 
الله : « إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما »ء فإياك أن تغتر بحزم الحكمين . ويذكاة 
الحكمين . فهذه أسباب . ونؤكد دائما : [باك أن تغتر بالأسباب , لأن كل شيء من 





مالك 
ا م م م امت ام ال لاسي 


المسبب الأعلى . ولنلحظ دقة القول الحكيم : « يوفق الله بينهها » . فسبحانه لم 
يقل : إن يريدا إصلاحا يوفقا بينهها . بل احتفظ سبحانه لنفسه بغضل التوفيق بين 
الزوجين . 


ويذيل سبحانه الآية : « إن الله كان علي| خبيرا» أى بأخوال الزوج ٠‏ وباحوال 

الروجة » وبأحوال الحكم من أهله , ويأحوال الحكم من أهلهاء » فهم محوطون 

ال يووا مبكاول لبحو ا ب 
الحركات التى تكتنف هذه القضية ؛ فربنا عليم وخبير. 


وما الفرق بين « عليم » وه خبير ؟. . فالعلم قد تأخذه من علم غيرك إنما الخبرة 
فهى لذاتك , 


وبعد أن تكلم الحق على ما سبق من الأحكام فى الزواج وفى المحرمات . وأخذنا 
من مقابلها المحللات . وتكلم عمن لا يستطيع طولاً وتكلم عن المال . . وحنزنا ان 
نأكله بالباطل . وتكلم عن الخال بين الرجل والمرأة » وبعد ذلك لفتنا الحق ووجهنا 
وتبهنا إلى المنيج الأعلى وهو قوله سبحانه : 


وَأَعْبدُوأ اه وَلَاد رايد كينا هودن 
إحَسدنا وَبِذى الْعرْق وَالسَدئ والمسكين 
وَكبجَارٍ ذِىالْمُرْتَ وَأَجْجَارا ا لصََاحِبٍ 
0 5 آ#آسه 1 ا 
الْجَني 0 م 1 6م 
أنه لكايب كان عورا © 4# 





وعندما يقول لنا الحق : « واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا » أى : إياكم أن 
تدخلوا فى قضية من هذه القضايا على غير طاعة الله فى منبجه . . والعبادة هى : 
طاعة العابد للمعبود . فلا تأخذها على أنبا العبادات التى نفعلها فقط من : الصلاة 
والصوم والزكاة والحج ؛ لأن هذه أركان الإسلام » ومادامت هذه هى الأركان 
والاسس التى بنى عليها الإسلام » إذن فالوسلام لايتكون من الأركان فقط بل 
الاركان هى الأسس التى بنى عليها الإسلام , والاسس التى بنى عليها البيت ليست 
هى كل البيت ؛ لذلك فالإسلام بنيان متعدد . فالذين يحاولون أن يأخذوا من 
المصطلح التصنئيفى . أو المصطلح الفنى فى العلوم ويقولون : إن العبادات هى : 
الصلاة وما يتعلق بها .. والزكاة والصوم والحج ؛ لإنها تسمى فى كتب الفقه 
العبادات » فلقد قلنا : إن هذا هو الاسم الاصطلاحى . لكن كل أمر من الله 
هو عبادة . 


ولذلك فبعض الناس يقول : نعبد الله ولا نعمل . نقول لحم : العبادة هى طاعة 
عابد لأمر معبود . ولا تفهموا العبارة على أساس أنبها الشعائر فقط . فالشعائر هى 
إعلان استدامة الولاء لله . وتعطى شحنة لنستقبل أحداث الحياة » ولكن الشعائر 
وحدها ليست كل العبادة » فالمعاملات عبادة . والمفهوم الحقيقى للعبادة أنها تشمل 
عيارة الأرض . فالحق سبحانه: وتعالى قال : 
( ايهال شرا امود لمكو ين يوم ابحم قاشعو ل اله ودرا الع © 
( من الأية 4 سورة الجمعة ) 
كأنه أخرجهم من البيع إلى الصلاة » ولم يخرجهم من فراغ بل أخرجهم من حركة 
البيع » وجاء به البيع » لأنه العملية التى يق ربحها مباشرة ؛ لأنك عندما تزرع 
زرعا ستنتظر مدة تطول أو تقصر لتخرج الثيار» لكن البيع تأق ثمرته هباشرة » 
تبيع فتاخط الربح فى الحال . والبيع ‏ كبا نعلم ‏ ينظم كل حركات الحياة » لأن معنى 
البيع : أنه وسيط بين منتج ومستهلك , فعندما تبيع سلعة . هذه السلعة جاءت من 
نتحا. والمنتج يبحث عن وسيط يبيعها لمستهلك . وهذا المستهلك تجده منتجا 
أيضا . والمنتج تجده أيضا مستهلكا . فالإنتاج والاستهلاك تبادل وحركة الحياة كلها 
ف البيع وفي الشراء » ومادام هناك بيع ففيه شراء . فهذا استمرار لتركة الحياة . 
والبائع دائها يحب أن يبيع » لكن المشترى قد ليجب أن يشترى ؛ لان المشترى 





لجللمحخححصوص +62 ك2 


سيدفع مالا والبائع يكسب مالآ » فيوضح الله : أتركوا هذه العملية التى يأق ربحها 
مباشرة . ولبّوا النداء لصلاة الجمعة . لكن ماذا بعد الصلاة؟ يقول الحق : 


« فَذَاقْضيت الصبلزة نتروا ىالأرض وآبتغوامن قضْ لاله وَذْ بؤو الل كيرا لُعلُود 
2 يم م 
تفيحون ري 4 
( سورة الجمعة ) 


إذن فهذا أمر أيضاً . فإن أطعنا الآمر الآول : « فاسعوا إلى ذكر الله » فالامر فى 
« فانتشروا فى الأرض » يستوجب الطاعة كذلك . إذن فكل هذه عبادة » وتكون 
حركة الحياة كلها عبادة : إن كانت صلاة فهى عبادة » والصوم عبادة » وبعد ذلك.. 
ألا تحتاج الصلاة لقوام حياة ؟ لا بد أن تتوافر لك مقومات حياة حتى تصلى . 
وما هى مقومات حياتك ؟ إنها طعام وشراب ومسكن ومليس » وما لا يتم الواجب 
إلا به فهر واجب . إذن فجماع حركة الحياة كلها سلسلة عبادة » ولذلك فالحق 
سبحانه وثعالى يقول : 

( اكوا مك بن كه َيه هركا مين الأرض واشتسر ينا » 

(من الآية 5١‏ سورة هود) 

إذن فكل عمل يؤدى إلى عمارة الكون واستنباط أسرار الله فى الوجود يعتبر عبادة 
لله ؛ لانك تخرج من كنوز الله التى أودعها فى الأرض ما يلفت الناس إلى الحقيقة 
الكونية التى جاء بها الإيمان . 

وإياك أن تظن أن العبادة هى فقط العبادة التصنيفية التى فى الفقه « قسم 
العبادات » و2 قسم المعاملات » .. لاء فكله عبادة .» لكن الحركات الحياتية 
الأخرى لا تظهر فيها العبادة مباشرة ؛ لأنك تعمل لنفعك » أما فى الصلاة فأنت تقنطع من 
وقتك . فسميناها العبادة الصحيحة ؛ لآن العمليات الأخرى يعمل مثلها من لم 
يؤمن بإله » فهر أيضا يخرج للحياة ويزرع ويصنع ٠‏ 

ولماذا سموها العبادات ؟ لأن مثلها لا يأق من غير متدين . إنما الأعمال الأخرى 
من عبارة الكون والمصلحة الدنيوية فغير المندين يفعلها ولكن كل أمر لله نطيعه فيه اسمه 
عبادة . هذا مفهوم العبادة الذى يجب أن يتأكد لنا أن نخلص العمل بالعقول التى 





الك 
سس ٠١‏ الصحم 20220522202 ج بجحت 


خبلقها الله لنا بالطاقات المخلوقة لنا . فى المادة المخلوقة وهى الارض وعناصرها 
لنرقى بالوجود إلى مستوى يسعدنا ويرضى الله عنه . 


« واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا » . بعدما قال كل هذا الكلام السابق ء لفتنا 
ربنا إلى قضية يجب أن نلحظها دائيا فى كل تصرفاتنا هى أن نأتمر بأمر الله فى منبجه : 
والا نشرك به شيئأ ؛ لأن الشرك يضر قضية الإنسان فى الوجود » فإن كنت فى عمل 
إياك أن تبعل الأسباب فى ذهئك أمام المسبب الأعلى . . بل اقصد فى كل عمل وجه 
الله . 


. ويضرب الحق المثل لراحة الموحد ولتعب المشرك فقال : 
ع سن الى برلل 5 
١‏ عرب متكا راي مر تسود وكا سَلَا ربل هل وان من 
: 3 7 2 20 - 5 72 
الحمد لله بَلْ أكْرّهْ لَايَعْلونَ ‏ 4 
( سورة الزمر) 

فهذا عبد مملوك لجماعة . والجراعة ممتلفة ومتشاكسة . وهو لا يعرف كيف يوفق 
بين أوامر كل منهم التى تتضارب . فإن أرضى هذا » أغضب ذاك . إذن فهو عبد 
مبدد الطاقة موزع الجهد ‏ مقسع الالتفانات . ولكن العبد المملوك تواحد » 
لا يتلقى أمرأ إلا من سيد واحد ونهيا من السيد نفسه . والحق يشرع القضية لعباده 
بصيغة الاستفهام , وهو العليم بكل شىء ليجعل المؤمن به يشاركه فى الجواب حتقى 
إذا ماقال الحق : وهل يستويان » ؟ هنا يعرضها الإنسان على عقله ويريد أن 
يجيباء فياذا يقول ؟ سيجيب بطبيعة الفطرة وطبيعة منطق الحق قائلا : لا يارب 
لايستويان . 


إذن فأنت أبها العبد المؤمن قد قلتها . ولم يفرضها الله عليك . وقد طرحها الحق 
سبحانه سؤالا منه إليك ؛ حتى يكون جوابك الذى لن تبد جوابا سواه . فإذا 
ما كنت كذلك أبها العبد المؤمن قد ارتحت فى الوجود وتوافرت لك طاقتك لأمر واحد 
ونبى واحد . هنا تصبح سيداً فى الكون . فلا تجد فى الكون من يأخذ منك عبوديتك 
للمكون . وتلك هى راحتنا فى تنفيذ قول الله : ٠‏ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيثا » 
كا 00 


+2220 22ت 2022000000002 


لآن الإشراك بالله ‏ والعياذ بالله ‏ يرهق صاحبه . وياليت المشركين حين يشركون 
يأخذون عون الله , ولا يأخذون عون الشركاء . لكن الله يتخلى عن العبد المشرك » 
لانه سبحائه يقول : 


(أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى تركته 
وشركه )290 , ١‏ 


الحق إذن يتخلى عن العبد المشرك . وليت العبد المشرك يأخذ خظه من الله 
كشريك . . وإنما ينعدم عنه حظ الله ؛ لأن الله غنى أن يشرك معه أحدا آخر. 
وهكذا يكون المشرك بلا رصيد إيمان . ويحيا فى كد وتعب . ويردف الحق سبحانه 
وتعالى عبادته بالإحسان إلى الوالدين فياق قوله ‏ جل شأنه :« وبالوالدين إحسانا» 
والوالدان عما الأب والام , لأنهما السبب اللمباشر فى وجودك أيبا المؤمن . ومادامت 
عبادنك لله هى فرع ورجودك . إذن فإيجادك من أب وأم كسبيين يجب أن يلفتك إلى 
السبب الأول ؛ إن ذلك يلفتك إلى من أوجد السلسلة إلى أن تصل إلى الإنسان 
الأول وهو آدم عليه السلام . 


« وبالوالدين إحسانا ؛ . . انظر إلى المنزلة التى أعطاها الله للوالدين . وهما الاب 
والأم . والخطاب لك أبها المسلم لتعبد الله . والتكليف لك وأنت فرع الوجود ؛ لأن 
الخطاب مكلف ء والتكليف فرع الوجود . والوالدان هما السبب المباشر لوجودك » 
0 صعدت السبب فالوالدان من آين جاءا ؟. . من والدين » وهكذا حتى تصل 

» إذن فاتتهت المسألة إلى الواحد ؛ لأن التكليف من المكلّف إلى المكلف فرع 
0 . والوجود له سبب ظاهرى هما ١‏ الوالدان » » وعندما تسلسلها تصل لله إنه 
سصبحانه - أمر : اعبدق ولاتشرك بى شيئاء وبعد ذلك .. «دوبالوالدين 
إحسانا ٠‏ . . كلمة و الإحسان » تدل على الجبالغة فى العطاء الزائد . . الذى نسميه 

مقام الإحسان 


« وبالوالدين إحسانا » . . الحق سبحانه وتعالى حينها قرن الوالدين بعيادته4لانه إله 
واحد ولا نشرك به شيثا ء لم ينكر أو يتعرض لإيمانهما أو كفرهما ؛ لأن هناك آية أخرى 
)١(‏ رواه ملم وابن ماجه علن أب هريرة . 





09-004-09043092: 


يقول فيها 
عدا حيو سيمت ع 1 04 ع موب عرصم ء# عم ير 5 ا 

ف وإن جَهدَاكَ عق أن مُدْرلة بى مالي لَك علم قا نطعهما وَصَاحِهما فىالدئيا 
0 
معروفا 4 


(من الآية ١5‏ سورة لقبان ) 
صحيح لا تطعهم| ولكن احترمهيا ؛ لأنهما الثسبب المباشر فى الوجود وإن كان هذا 
السبب مالفا لمن أنشاه وأوجده وهو الله جلت قدرته ‏ . « وصاحبهها فى الدنيا 
معروفا » والمعروف يصنعه الإنسان فيمن يحبه وفيمن لا يحبه . إياك أن يكون قلبك . 
متعلقاً بها إن كانا مشركين . لكن صاحبها فى الدنيا معروفا ؛ ولذلك قال: 
« وصاحبهما فى الدنيا » أى انظر مصلحتها فى أمور الدنيا معروفا منك . والمعروف 


والحق يقول : « وبالوالدين إحانا » . . ويكررها فى آيات متعددة . . فقد سبق 
فى سورة البقرة أن قال لنا : 
َإِذْ أحَذْنا مق بيَ إشرتويل لَاتْصدُودَ إلالطه وبالولدينٍ اناه 
(من الآية ثم سورة البقرة ) 
وبعد ذلك تاق هذه الآية التى نحن بصددها . . « واعبدوا الله ولا تشركوا به شيا 
وبالوالدين إحسانا » . 


وبعد ذلك يأق أيضاً قوله مسبحانه : 
ا ل ا ل ال ا اك 
« قل تعالوأ ائل ماحرم ربك علبكرٌ ألا تش ركوأبهء سَيعًا وَبَأنودينٍ إحسننا 4 
(من الآية 15١‏ سورة الأنعام ) 
وبعد ذلك ياق الحق سبحانه ٠‏ وتعالى فيقول : 
ةعم مممء زر عع ع و بد و 
0 نك الإن يولس حملته امه كرهاووضعته كرها و خمله, وفصللكر 
020000 
تلنثون شبرا » 


رمن الآية ١6‏ سورة الاحقاف ) 





اك 
حعوح حص وح و ووزتح. حو 1١1:‏ 


ويا أيضا فى سورة المتكبوت فيقول : 
١‏ وَوَسينا الإنسن يولئيه خسنا » 
(من الآية 4 سورة العنكبوت ) 
لكن إن جاهداك على أن تشرك بى ماليس لك به علم فلا تطعمها . فإن كان 
الوالدان مشركين فلا بد أن نعطف عليهها معروفا . . والمعروف كما أوضحنا يكون 
لمن تحب ومن لا تحبا. ولكن الممنوع هو: الودادة القلبية ؛ ولذلك قال : 
« لاتجد قوم مون بآ والبَوم الآ موآدون من حا اله ورسوةة, ‏ 
(من الآية 77 سورة المجادلة ) 
ولا يوجد تناقض أو شبه تنافض بين الآية التى نحن بصددها وبين آية سورة 
المجادلة . وهناك آيات تكلم فيها الح وقرن عبادته بالإحان إلى الوالدين » وهناك 
آيتان جاء الأمر فيههما بالتوصية بالوالدين استقلالا . 


وذلك فى قوله تعالىي : 
( سنك الإسن يود بسنا » 
(من الآية ٠١‏ سورة الأحقاف ) 
وق قوله سبحانه : 
عم قوم عام صامس اع 
١‏ سنا ان يول خسنا م 
( الآية م سورة العتكبوت ) 
ففيه « إحسان » . وفيه و حسن » ء « الإحسان » : هو أن تفعل فوق ما كلفك 
الله مستشعراً أنه يراك . فإن لم تكن تراه فإنه يراك » وه الإحسان » من « أحسن » » 
فيكون معناها أنه ارتفى التكليف وزاد على ما كلفه . وعندما يزيد الإنسان عل 
ما كلفه الله أن يصلى الخمس المطلوبة ثم يجعلها عشرة » ويصوم شهر رمضان ٠‏ ثم 
يصوم يومى الاثنين والخميس أو كذا من الشهور . ويزكى حسب ما قرر الشرع 
باثنين ونصف فى الماثة وقد يزيد الزكاة إلى عشرة فى الماثة » ويحج ثم يزيد الحج 
مرتين . إذن فالمسألة أن تزيد على ما افترض الله ء فيكون قد أدخلك الله فى مقام 
الاحسان ؛ لأنك ححين جربت أداء الفرائض ذقت حلاوتها . وعلمت مما أفاضه الله 
عليك من معين التقوى ومن رصيد قوله : 





22---4<22+>2111١2‏ حم حمصه 


0 ل م ومءز زوع 


القُوأاله ويملمك الله 4 
( من الآبة 787 سورة البقرة) 
علمت أن الله يستحق منك أكثر ئما كلفك به ؛ ولذلك فبعض الصالحين فى أحد 
سبحاته قال : « اللهم إنى أخشى ألا تثيينى على الطاعة لأننى أصبحت أشتهيها » . 
أى صارت شهوة نفس ٠‏ فهو خائف أن يفقد حلاوة التكليف والمشقة فيقول : بارب 
إننى أصبحت أحبها » ومفروض منا أننا تمنع شهوات أنفسنا لكنها أصبحت شهرة 
فياذا أفمل ؟ 


إذن فهذا الرجل قد دخل فى مقام الإحسان واطمانث نفسه ورضيت وأصبح هواه 
تبعا لا أمر به الله ورضيه . 


ولذلك يجب أن نلحظ أن الخ رسيساقة وتمال: سيها لم عن الفطرن 16ل 
2 سم 0 5 00 


2 إن ألْممقِينٌ في بست وعبون ري #احذبين مآ اتلهم رهم إثيم كانوأ نبل 


َلك نين © » : 
( سورة الذاريات ) 
لماذا هم محسنون يارب ؟.. 
يقول الحق : 
« كنوأ ملا من الْسلمَايبْجَعُونَ جه » 
( سورة الذاريات) 


وهل كلف الله . ألا أهجم إلا قليلك من الليل ؟ إن الإنسان يصل العشاء من 
اك الاددوحال سدق الفتور :يا عو لكايب ٠‏ لكن أن تملو للمؤمن العادة ». 
ويزداد الإيمان فى القلب والجوارح ٠‏ ويانس العبد بالقرب من الله . فالحق لا يَردُ مثل 
هذ! العبد بل إنه يستقيله ويدخخله ف مقام الإحسان . 


« إِنمْ كاووا قَبْلَ ذلك محسنينَ كانوأ قَليلا من الْسلماينسعُونَ جج 





+393939 +02022502292 1غخ-غع 


العام تتَففرونَ و » 
(جزء من الآية 18 . والآيتان ١8 » ١!‏ سورة الذاريات) 
وربنا لم يكلفهم بذلك . » إنما كلفهم فقط بخمسة فروض . ونعرف قصة الأعراى 
الذى قال للرسول صل الله عليه وسلم : هل عل غيرها ؟ قال له : لاء إلا أن 
َطوْعَ ٠‏ وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة » فقال : عل عل غيرها ؟ 
فال : لاء إلا أن تطوع قال : فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا 
ولا أنقص منه . فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( أفلح إن صدق)0© . 


وبذلك دخل هذا الاعراب فى نطاق المفلحين . إذن فالذى يزيد على هذا يدخله 
الله فى نطاق المحسنين : 
رت + 2 ” سمودء سسم رم سر - ظء مسوم 
هٍِ كانوا قليلا من اليل ما يبجعون 2 وبالأعارم سَفْفرونَ 2 وف أمواهم 
م5 ءدب عيوءء« 
َسبلَالسخروء جع » 
( سورة الذاريات ) 
ولنلحظ دقة الأداء » إن الحق لم يذكر أن للمحرومين فى أموال المحسيين حقاً 
معلوماً . لماذا ؟ ؛ لآن الحق سبحانه ‏ ترك للمحسن الحرية فى أن يزيد على نسبة 
الزكاة التى يمنحها للسائل والمحروم ٠‏ وحينها يتكلم سبحانه عن مطلوب الإيمان 
يقول : 
وا سنو حَنَ مجع سابل والمحروم رج 4 
( سورة الممارج ) 
إذن فالذى يزيد على ذلك ينتقل من مقام الإيمان ليدخل فى مقام الإحسان . كأنه 
يقول لك فى الآية التى نحن بصددها : إياك أن تعمل مع والديك القدر المفروض 
فقط , ٠‏ بل ادخل فى برّهما والإنعام عليهها والتلطف بها والرحمة لما وذلّة الانكسار 
فوق ما يطلب منك » ادخل في مقام الإحسان 0 ثم يأق فى آية أخرى ليرشدنا بعد أن 
أدخلنا فى مقام الإحسان ٠‏ إنه يصف ذلك الإحسان بشىء آخر وهو « الحسن » : 


ال ا د ا 1 لات 1 
)١(‏ رواء مسلم فى كتاب الإيمان . 


غالعكا 


ه١١١‏ أحمص وو :25> 222:5 2+2 2 


_ سن‎ ١ 
) (من الآية 4 سورة العنكبوث‎ 
وما هو المقابل « للحسن » ؟ إنه د القبح ». إذن فالحق أدخلنا فى مقام الجمال‎ 
مرة . وفى مقام الإحسان مرة أخرى , وهنا أكثر من ملحظ يجب ألا يغيب عن بال‎ 
. أول : نجد أن المفروض فى الشائع الغالب أن الوالدين يربيان أبناءهما‎ ٠ المسلم‎ 
ومن النادر أن يصبح الولد بتي ويربيه غير والديه . فقال : الحظ سبب التربية بعد‎ 
الوجود » فسبب الوجود : يوجب عليك أن تعطيهما حقوقهها وفوق حقوقهها وتدخل‎ 
: فى مقام الإحسان ء ولكنه جاء فى آية وعلل ذلك فقال‎ 


م2 تسم وءص ولس رودم مقوم 


#4 وقل رب أرحمهمًا كما ربيان صغيرا‎ ١ 
) (من الأية 74 سورة الإسراء‎ 


لقد جاء الحق بالتربية حيثية فى الدعاء لما وفى البر التوصية بههاء لكن لو أن 
إنساناً أخذ فيك منزلة التربية ولم يأخذ فيك سببية الإيجاد . أله حق عليك أن يكون 
كوالديك ؟ 

إن الحق يقول : « كيا ربيان ». فإذا كان والدى لما هذا الحق » فكذلك من قام 
بتربيق من غير الوالدين له هذا الحق أيضا! مادام جاء الحق بالوالدين في علة 
الإحسان : « وقل رب ارحمهها كا ربينى صغيرا » . . فمرة نلحظ أنه لا يجىء بمسالة 
التربية كى نعلم أن الوالدين هما سبب الوجود » ومرة يلفتنا إلى أن من يتولى التربية 
يأخذ حظ الوالدين .» وشىء آخر : وهو أن الحق سبحانه وتعالى حينما وصى بالوالدين 
إحسانا » جاء فى الحيثيات بما يتعلق بالأم ولم يأت بما يتعلق بالاب : 


ممة وم ماسم مس عه دغودررءء دء معوو ءا عور ل سس قير 


ل ووصيتا الإنسلن بولديه إحسلنا حلئه امهر كرها ووضعته كرها وخملهر وفصللهر 


لس بر ص مه # 


انلنئون شرا » َ 
(من الأية ١١‏ سورة الأحقاف ) 
هنا جاء الحق بالحيثيات للأم وترك الأب بدون حيثية » وهذا كلام رب ؛ لأن 
إحسان الوائدة لولدها وجد وقت أن صار جنيئاً. . فهى قد حافظت على نفسها وسارت 
بحساب وحرص فانشغلت به وهو مازال جنيثا. . وحاولت أن توفر كل المطالب قبلا 
يتكون له عفل وفكر . بينها. والده قد يكون بعيداً لا يعرفه إلا عندما يكبر ويصير غلامًا 
ليربيه لكفاح الحياة 3 أما 54 فترة الحمل والمهد فكل الخدمات تؤدمها الأم وم يكن 





الاك 
حمح مجح مص وحمت صمو حاأره 


للطفل عقل حتى يدرك هذا , إنما بمجرد أن وجد العقل وجد أباه يعايشه ويعاشرء » 
وكلما احتاج إلى شىء قالت له الأم : أبوك يحققه لك . وكل حاجة يحتاج إليها الملفل 
ب انان ين يا ردي للتلتل سكا كله وعلها له قطنا وان أرشفئه 
وسهرت عليه ؛ لأنه لم يكن عنده إدراك ساعة فعلت كل ذلك . فمن الذى ‏ إذن - 
يحتاج إلى الحيثية ؟ إنها الأم , أما حيئية [كرام الأب فموجودة للإنسان منذ بدء وعيه 
لانه رأى كل حاجته معه ؛ لذلك قال الحق : 

.م هلهم 00 طعا مسد فر ا فق د ف 


و سينا الامتؤوق تمر سه و حمله, وفصللهر 


رع ار ع عري كك 


ثلنثون شبرا # 
زمن الآية ١5‏ سورة الأحقاف ) 


والطفل لا يعرف حكاية الحمل هذه ٠‏ وعندما يتنبه يجد أن والده هو الذى يأق 
بكل حاجة 2« ومادام أبوه هو الذى فى الصورة 0 فتكون الحيثية عنه هوجودة 2 والأم 
حيثيتها مغفولة ومستورة » فكان لابد من أن يذكرنا الله بالحيثية المتروكة عند الإنسان 
مكتفياً بالحيثية لاب الموجودة والواضحة عند الابن » ولذلك تجد النبى صلى الله 
عليه وسلم حينها يوصى قال : أمك ثم آمك ثم أمك . وبعد ذلك قال : ثم أبوك . 
كيا جاء فى الحديث ا و ا : وجاء رجل إلى رسول الله 
صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتى ؟قال: 
أمك.قال : ثم من ؟ قال : أمك قال ثم من ؟ قال:أمك.قال:ثم من ؟ قال : 
أبوك 2076 . 


ولو حسبتها تجدها واضحة ١‏ وأيضا فالأبوة رجولة » والرجولة كفاح وسعى . 
والأسرنة جات وتم فى خمبل ا لتر لببزاك لابين لفيا مصالحها . أبوك إن 
خخرج ليعمل فعمله شرف له . إنما خروج الام للسعى للرزق فامر صعب على 
0 » فالحق سبحانه وتعالى يقول : « وبالوالدين إحسانا » .. أو «٠‏ بوالديه 
حسنا » إنها : . مقرونة فى ثلاث آيات بعبادة الله وعدم الإشراك به » ثم أفردهما 
بالاحسان فى آيتين » ويلاحظ هنا أن الحق سبحانه وتعالى حينا تكلم قال : 


. رراه البخارى ومسلم‎ )١( 








لالتلا 
222:11 جم 5ج حمص مج115 
ف و إن جَهدَاكَ عل أن مرك بى مالس كيه ء عم فلا نطعهمًا ‏ 
( من الأبة ١6‏ سورة لقيان ): 
لكن هذا لا يمنع أن تعطيهما المعروف وما يجتاجان إليه » ونلحظ أن الحق لم يأت 
لما بطلب الرحمة وهما على الشرك والكفر ى] طلبها لما فى قوله : 
( وفل رب أرحمهمًا كما رييَانٍ صغيرا » 
(من الآية 4؟ سورة الإسراء ) 
لأجما وإن ربيا جسد الولد فلم يربيا قلبه وإيمانه . فلا يستحقان أن يقول : ارحمهما ؛ لأن 
الحق أراد أن يسع الولد والديه فى الدنيا وإن كانا على الكفر. 


والحق سبحانه وتعالى حينها يريد أن يشيع الإحسان-ق الكون كله » يبتدىء 
بالأقرب فالقريب فالجار » فقال : « وبالوالدين إحسانا وبذى القري » . إذن ففيه 
دوائر . ولو أن كل واحد أحسن إلى أبويه . فلن نجد واحداً ى شيخوخته مهيناً 
أبداً لذلك يوسع سبحانه دوائر اهمّة الإيمانية فجاء بالوالدين ثم قال بعدها : 

: وبذى القربى » .أى صاحب القربى » وما القربى ؟ إن كل من له علاقة لعبية 
بالإنسان يكون قريباً . هذه هى الداث ثرة الثانية » ولو أن كل إنسان موسعاً عليه وقادرا 
أخل دائرة الوالدين ثم أخذ دائرة القربى فستتداخل ألوان البر من أقرباء متعددين على 
القريب الواحد . ومادامت الدواثر ستتداخل , فالواحد القريب سيجد له كثيرين يقومون على 
شأنه فلا يكون أحد ممتاجا . 


وبعد ذلك يتكلم سبحانه عن اليتامى ٠‏ واليتيم كيا نعلم دعو : من فقد أباه ولم 

مبلغ الرجال . إنه يمتاج إلى حتان أولى . لكن بعد أن يبلغ مبلغ الرجال فهو 
لا بعتبر تير ٠‏ فقد أصبح له ذاتية مستقلة + ولذلك يتخل عنه الوصف باليتم » 
والذى تموت أمه لا نسميه « يتيياً» ؛ لكن اليتيم فى الحيوانات ليس من فقد أباه بل 
من فقد أمه ٠‏ وإن كانت طفولة الحيوانات تتتهى بسرعة ؛ لأن والدة الحيوان هى التى 
ترعاه فى طفولته القصيرة نسبياً . إذن فيتم الحيوان من جهة الأم اناق مدخو 
ققد الاب ؛ لان الإنسان أطول الحيوانات طفولة ‏ لأنه مْرِيُ لمهمة أسمى من 
الحيوانية » وعرفنا من قبل أنك عندما تأق لتزرع مغل فلا . لؤد نا عر 
يوماً تأكل منه , لكنك جينها تزرع نخلة أو تزرع شجرة ‏ مانجو؛ تمكث كذا سنة » 





خق لتكلا 
جحو 22:2 22-21111022292 


حتى تثمر .. إذن فطول مدة الطفولة وعدم النسل للمثل يتوقف على المهمة 
الموكولة للشىءء فإن كانت مهمته كبيرة » تكن مدة طفولته أطول . 


والله سبحانه وتعالى يريد أن يوسع دائرة الإحسان . فإياك أن تقتصر على الوالدين 

فقط أو أصحاب القرى فقط . خذ فى الدائرة أيضاً ه « اليتيم » , لان اليتيم فقد أباه » 
ثم يرى كثيراً من زملائه وأقربائه لهم آباء . ولو لم يوصٌ الحق سبحانه وتعالى بهذا 
اليتيم لنشأ هذا الولد وفى فلبه جذوة من الحقد على المجتمع ٠‏ وقد يتمرد على الله » 
ويتساءل : لماذا لا يكون لي أب وكل واحد من أقرانى له أب يأنيه بحاجته » لكن 
حين يرى أنه فقد أباً واحداً ثم وجد فى الحو الإيمنى آباء متعددين فهو لا يسخط على 
أن الله أمات أبام . 


إن الذين يخافون أن يموتوا ويتركوا من بعدهم ذرية ضعافا ‏ » عليهم بالإحسان إلى 
اليتيم . فلو رأى الواحد منا يتما يُكُرم فى بيئة إبوة إمانية لما شغل نفسه ولما حاف أن 
يموت ويترك ولداً صغيراً بل يقول الإنسان لنفه : إن المجتمع فيه خير كثير. 
وبذلك يستقبل الإنسان قدر الله بنفس راضية . ولا يؤرق نفسه . وهذه مسألة 
0 : إذا كنت فى بيئة إيمانية . واليتيم جد رعاية من 


آباء إيمانيين متعددين فسينشاً اليتيم وليس فيه حقد ؛ نالك تقول اشق.: 

« وَلْخْسَ تفل الاين خَلْمهِم دَرِيَة عقا علي لبوأ له ولوأ 
مي ج» 

( سورة النساء ) 


ا سن 
أيتامك ء فإن جاء الموت أو لم يأت فلا تشغل نفسك به . لككن إذا رأى الإنسان يتيها 
مضيعاً ٠‏ فهو يعض عل أسباب الحياة وبريد أن يأق بالدنيا كلها لولده ٠‏ وثقول لمثل 
هذاالآاب : اعمل لابنك بأن تضع ما تريد أن تدخره له فى يد الله ؛ لأن الذى خلق 
آمن من المخلوق ؛ ولذلكقلنا من قبل : إن سيدنا معاوية وسيدنا عمرو بن العاص 
كانا بجلسان فى أخعريات حياتهها - يتكلمان معأ » فيقول عمرو بن العاص لممعاوية : 
يا أمير المؤمنين : ماذا بقى لك من متع الدنيا ؟ قال معاوية : أما الطعام فقد سئمت 








ل التمئلا 
١١١‏ اأحمص ح وح صن وص مص حص مص صمح 


أطيبه » وأما اللباس فقد مللت ألينه » وحظى الآن فى شربة ماء بارد فى يوم صائف 


وهلبه كلمة تعطى الإنسان طموحات إيانية فى الكون ؛ فبعدما صار معاوية 
خليفة وأميرا للمؤمنين والكل مقبل عليه قال : حففى فى شربة ماء بارد فى ظل شجرة 
فى يوم صائف . وهذه توجد عند ناس كثيرين . كأن الطموح انتهى إلى ما يوجد عند 
كل أحد : شربة ماء باردء ثم قال معاوية لعمرو : وأنت يا عمرو . ماذا بقى لك 
من متع الدنيا ؟ قال عمرو بن العاص : بقى لى أرض خوارة ‏ يعنى فيها حيوانات 
تخور مثل البقر- فيها عين خخرارة . . أى تعطى ماءٌ وفيرا لتروى الأرض ٠‏ وتكون لى 
فى حياق ولولدى بعد مماق . وكان هناك نخادم يخدمهها اسمه « وردان » . أراد أمير 
المؤمنين أن يلاطفه فقال له : وأنت يا وردان » ماذا بقى لك من متاع الدنيا ؟ انظروا 
إلى جواب العبد كى تعرفوا أن الإيمان ليس فيه سيد ومسود . فقال له : حظى يا أمير 
المؤمنين : « صنيعة معروف أضعه فى أعناق قوم كرام لا يؤدونه إلى فى حياق » أى 
لايرون هذا الجميل لى . حتى تبقى لعقبى فى عقبهم . إذن فحظه صنيعة معروف 
يضعه فى أعناق قوم كرام لا يؤدونه إليه فى حياته حتى تكون لعقبه أى لمن سيترك من 
أولادء . 


كأنه يفهمنا أنه لا ثىء يضيع . فكا تمد يدك يمد غيرك يده لك ء والرسول صلل 
الله عليه وسلم يعطينا هذه المنزلة فيقول : أنا وكافل اليتيم فى اللبنة هكذا « وأشار 
بإصبعيه متجاورين » » أى منزلة هذه ء فبالله بعد ذلك ألا يبحث كل واحد منا عن 
يتيم يكفله لكى يكون مع النبى صل الله عليه وسلم فى الجنة . وهذه المنزلة كانت 
أمنية كل صحابى . 


فقد جاء رجل من الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محزون فقال له 
النبى صل الله عليه وسلم:« يا فلان مالى أراك محزونا؟» فقال: يا نبت الله شىء فكرت 
فيه فقال : ( ما هو ؟) قال:نحن نغدو عليك ونروح ننظر إلى وجهك ونجالسك وغدا 
ترفع مع النبيين فلا نصل إليك : فلم يرد عليه النبى صلى الله عليه وسلم ونزل عليه جبريل 
بيذه الآية : 





ان 


صمصحوحو:و2 14024905552952 6 


١‏ ومن بع ابلس الي أنع لطم ينين وذ 
دآ فسن َحَمنَ تبك رَفبكا ‏ » 
(سورة النساء )” 


فبعث النبى صل الله عليه وسلم فبشره ,200 , 


فالحق يقول ليؤلاء : لا تحزنوا , قلدمتم تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم 
وتفرحون فى الدنيا لأنكم معه فلا تخشوا مسألة وجودكم معه بالجنة فسوف أبعثكم معه 
فى الجنة» فالمرء مع من أحب » ولذلك أقول لكل مسلم : ابحث عن يتيم تكفله 
كى تأخذ المنزلة الإيمانية » المنزلة العلية فى الآخرة . 


فقد قال عليه الصلاة والسلام : « أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا وأشار بالسباية 
والوسطى وفرج بيتهيا 29 , 


فقل لى:إذا عاملنا اليتيم فى ضوء هذه التعاليم فاذا يحدث ؟ سيتثر التكافل فى 
المجتمع 1 


ويقول الحق بعد ذلك : «ولمساكين ه .. ونعرف أن المساكين .. كبا قال 
الفقهاء عنهم وعن الفقراء : إن كلهم فى حاجة ء فهل المسكين هو من لا يملك 
حاجة . أو الفقير هو الذى لا يملك حاجة أو يملك دون حاجته . كأن يكون إيراده 
مثلا عشرة بينها حاجتةُ تحتاج إلى عشرين ؟ »المهم أنه يكون ممتاجاً . وكلمة ١‏ فقير» 
مأخوذة من فقار الظهر أى مصاب بما يقصم الوسط والظهر . وهو اسم معبر. 


وه مسكين ٠‏ أيضاً اسم معبر من المسكنة والسكن أى ليس له استعلاء فى شى» . 
مغلوب ومقهور .. فاللفظ نفسه جاء معبراء وو الجار» كلمة وجار» تعتى : 
عدل . كقولنا : جار عن الطريق أى عدل عنه » فكيف أسمى من فى جانبى 
« جاراً » ؟ لأن مَن فى جانبك حدد مكاناً له من دنيا واسعة » فيكون قد ترك الكثير 





. من تفسير الفرآن العظيم للإمام ابن مكثير‎ )١( 
, (؟) رواء البخارى‎ 





22: 222026 2220/5: 


وجاء' للقليل » وأصبح جارك . أى أنه عدل عن دنياواسعة وجاء جانبك . فسموا 
الجار لمن جارء أى عدل عن كل الامكنة الواسعة وجاء إلى مكان بجانبك . 


وهذا الجار يوصى به الله سبحانه وتعالى كبا أوصى بالقريب ء وباليتيم 
وبالمسكين » » للجار حقوق كثيرة ؟ لذلك قال النبى صل الله عليه وسلم كيا جاء فى 
الحديث : « الجيران ثلاثة : فجار له حق واحد . وهو أدنى الجيران حا . وجار له 
حقان . وجار له ثلائة حقوق : فأما الذى له خحق واحد فجار مشرك لا رحم له . له 
حق الجوار ء وأما الذى له حقان فجار مسلم له حق الإسلام وحق الجوار» وأما 
الذى له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الإسلام وحق الجوار وحق 
الرحم 2006 


ويقول صل الله عليه وسلم فى حق الجار: 
«مازال جبريل يوصيق بالجار حتى ظننت أنه سيورثه اليف ” 


أى سيجعل له من الميراث » وماهى حدود الجار؟. حدوده : الأقرب بابا 
إليك . إلى أربعين ذراعاً . وقالوا 1ل أريعين هارا ٠:‏ هنا يقول الحق : « والجار ذى 
القربي » . فأعطاه حق القربى و<ة الخوارء وقال ؛ « والجار الجنب ». لأن فيه 
جارا قريباً وجاراً بعيداً وقوله : « الجتب ه أى اليعيدء» و والصاحب بالحنب» 
و الصاحب » هو المراقق . وه بالجنب » أى بجانبه.قالوا : هو الزوجة أو رفيق 
السفر » لأن الرفقاء فى فى السفر مع بعضهم دائياً . أو التابع الذى يتبعك طمعا فيا 
عندك من الرزق سواء كان الرزق مالا أوعلياً أوحرفة بريد أن يتعلمها منك ؛ فوو 
سوساج يواد ع ل ا 
حسبت هذه الدوائر لوجدتها كلها متداخلة . 


وها هو ذا النبى عليه الصلاة والسلام يقول لأبى ذْرٍ رضى الله عنه : 
)١(‏ رواء البزار وأبوالشبخ فى الثواب . وأبونعيم فى الحليه عن جابرء وهو حديث ضعيف . 
(؟) رواه أسيد والبخارى وسلم وأبو داود والترمذى عن ابن عمر . 





ح2)010-0-0662622999499223052+4ظ2 


ديا أباذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك )١(‏ 


والمهم أن تتواصل مع جارك . أو الجار ذى القرى : أى الذى قربته المعرفة , 
وكثير من الجبران يكون بينهم ود » وهناك جار لا تعرف حتى اسمه ٠‏ فهذا هوه الجار 
الجنب » .» وه الصاحب بالجنب وابن السبيل » وابن السبيل» فقد تقول مثلا : 
فلان بن فلان كأنك لا تعرف أباه 3 أو تقرل:فلان ابن البلد الفلانية أى لا تعرف 
عنه شيئاً سوى أنه منسوب لبلد معين .. وعندما تقول:ابن سبيل تعنى أنه غريب 
انقطعت به كل الأسباب حتى الأسباب التى يمكن أن تعرفه بها » فساعة تراه تقول 
«ابن سبيل » أى ابن طريق . ولا تجد مكانا ينسب إليه إلا الطريق . لا يجد أيا 


« وما ملكت إيمانكم »-.وسبق أن تكلمنا عن ملك اليمين وقلنا : إن الإسلام إنما 
جاء لا ليشرع رقا . . ولكن جاء لينبى رقا » ويسد منابعه التى كانت موجودة قبل 
الإسلام 3 ولا يبقى إلا منيع واحد.هذا المنبع الواحد هو الحرب المشروعة 2 ولاذا ل 
يطلقهم ؟. لأن الحرب المشروعة عرضة أن يأخذ الخصوم من أبنائى وأنا آخذ من 
أبنائهم ٠‏ فلا أطلق أبناءهم إن جاءوا فى يدى حتى يطلقوا أبنائى الذين فى أيدهم » 
ويصير الامر إلى المعاملة بمثل » التى انتهى إليها العام الحديث وهى تبادل الأسرى . 


وقد نهانا الإسلام فى ملك اليمين عن أن يقال : «عبدى» بل بقال : فتاى . ولايقال: 
« أمتى » بل يقال:فتاق . حتى التسمية أراد الشرع أن يهذبها ٠‏ كى لا تنصرف 
العيودية إلا لله . 


الحق سبحانه وتعالى جاء بالإسلام والرق كان موجوداً . وله ينابيع متعنددة فوق 
العشرين ٠‏ وليس له إلا مصرف واحد هو إرادة السيد » فجاء الإسلام ليصفى 
الرق » وأول تصفية لشىء هو أن تسد منابعه . وبدل أن يكون مجزد مصرف واحد. 
وهى رغبة السيد » جعل له الإسلام مصارف متعددة » إذن فنكون قد حددنا المنابع 
فى نبع واحد . وعددنا المصارف . . فالذنب بينك وبين الله تكفره بأن تعتق رقبة » 


)١(‏ رواه ملم. 





العكلة 


جثت 22222222-24-2229 


أو أحدثت ظهاراً مثلا تُعتق رقبة » وهذه رغبة من يريد أن يصفى الرق ٠‏ فإذا لم 
توجد عند أى مالك أسباب لتصفية الرق وظل الفتى أو الفتاة تحت يمينه » فالاسلام 
يرشدك ويهديك : مادمث لم تؤثر أن تعتقه واستبقيته فاحسن معاملته » أطعمه نما 
تطعم وألبسه مما تلبس ع » ولا تكلفه ما لا يطيق فإن كلفته فيدك معه . وهات لى 
واحداً يلبس من ملابس سيده وياكل مثله وعندما يعمل عملا فوق طاقته تَدٌ يد 
السيد بيده . . أليست هذه هى المعاملة الطيبة ! قال الله : « وما ملكت أيمانكم » . 


وبعد ذلك بجهىء الحق سبحانه وتعالى فى ختام الآية بما يدك كبرياء ذى الإحسان » 
فإياك أن تكون النعمة أو البذل الذى ستبذله يعطيك فى نفسك غرور الاستعلاء ؛ 
لان غرور الاستعلاء هذا يكون استعلاء كاذباً . وأنت إذا استعليت عل غيرك 
“بأعراض الحياة . فهذه الاعراض نتغير » ومعنى « أعراض » أنبا تأى وتزول . فالذى 
بريد أن يستعل ويستكبر فعليه أن يستعلى ويستكبر بحاجة ذاتية في ؛ ولذلك 
لايوجد كيرياء إلا نه إنما الأغيار من البشر. فنحن نري من كان قوياً يصير إلى 
ضعف » ومن كان أغنياً: يصين إل افقر ومن كان عالاً يصبح كمن لا يعلم : 


» لِكَيكا بعلن بعد َك‎ ١ 


(من الآية 5 سورة الح )2 


فلا كبرياء إذن لمخلوق . ومن يريد أن يستعلى ويتكبر على غيره فليتكبر ‏ كما قلنا - 
بحاجة ذاتية فيه » أى بشىء لا يسلب منه . والخلق كلهم فى أغيار » والوجود 
الإنسانى تطرأ عليه الأغيار » إذن فاجعل الكبرياء لصاحبه . وإياك أن تظن أنه عندما 
قلنا لك : اعمل كذا وأحسن لذى القربى واليتامى والمساكين . إياك أن تحبط هذه 
الاعيال بأن تستعللى بها » لأنها موهوبة لك من الله » ومادامت موهوية لك من الله 
فاستح ؛ لأن الذى يتكبر هو الذى لا بجد أمام عينه من هو أكبر منه . 


هات واحداً يتكبر لان عنده مليوناً من الجنيهات ثم دخل عليه واحد آخر عنده 
أكثر منه ماذا يفعل ؟ إنه يستحى ويتضاءل ٠‏ ولا يتكير الإؤنسان إلا إذا وجد كل 
الموجودين أقل منهء لكنه لو ظل ناظراً إلى الله لعلم أن الكبرياء لله وحذه . 





اكت 
حصمح هصح صمح ج١٠ 02+١2‏ قله 


إذن فعندها يتكبر المتكبر . إنما يفعل ذلك لأن الله ليس فى باله 1 لكن لو كان الحق 
المتكبر بذاته فى باله لاستحى ٠.‏ فإذا كان فى بالك من يعطيك لاستحييت . 


إذن فمعنى المتكبر أن ربنا غائب عن باله ب لذلك يقول الحق فى تام الآية : « إن 
الله لا يحب من كان مختالاا فخورا » وما ه الاختيال »وما و الفخرء ؟ 


إن المادة كلها تدال عل ازهو الحركةاء. ولذلك نسم ١التضا‏ و .خخيلا» 4لانها 
تتخايل فى حركتها . وعندما يركبها أحد تتبختر به ؛ ولذلك نسمى الخيلاء من 
هذه . إذن «١‏ الاختيال » : حركة مرثية ء و والفخر » حركة مسموعة . فالحق ينهى 
الإنسان عن أن يمشى بعنجهية . كما نهاه عن أن يسير مائلا بجانبه ولا أن يعتبر نفسه مصدراً 
للنعمة حت لا ينطبق عليه قوله. سبحانه : 
5 عد 
عروم دسح اق ها قد الي عع مطلعم «٠‏ عع ف م معسة مس من 
لغ نان عطفهء ليضل عن سييل الله له, فى الانيب] نعزى ونذيقه يوم القيلمة 
و عياس اماس كاضء مضا ملعم ومموم برة سوم 
عَزَابَ أرق 2 ذلك يما قدمت يداك وأن ألله ليس بظلم اليد رك » 
( سورة الحج ) 
أما الفخر فهو أن يتشدق الإنسان بالكلام فيحكى عيا فعل وكأنه مصدر كل عطاء 
للبشرء والخيلاء والفخر ممنوعان . وعلى المسلم أن يمتنع عن الحركة المرئية وعن كلام 
الفخر . واذا جاء الحق بهذا هنا ؟ إنه جاء به حتى لا يظن عبد أنه يحسن إلى غيره 
من ذاتيته . إنه يحسن مما وهبه الله . 


ولا يصح| أن تستخدم من أحسنت إليهم وتتخذهم عبيداً ؛ لأنك تحسن عليهم . 
وعندما تنظر إلى سيادتك على هؤلاء لأنك تعطيهم . فلاذا لا ننظر إلى سيادة من 
أعطاك ؟ إنك عندما تفعل ذلك وتنظر إلى سيادة نعالقك فإِنك قد التزمت الأدب معه 
وبعدت عن الاختيال والفخر مما قدمت لغيرك . يقول الحق : 

9 إِذَّأس لابحبٌ من كان مسالا هَْورًا » ٍ 
( من الآية 75 سورة النساء ) 


وبعدما قال االحق : « وبالوالدين إحسانا » قال : «وبذى القرى واليتامى » . 





ذهالكذنا 


اح اروف 





ونحدث عن البذل والأريحية والجود والسماح وبسط اليد . أق سبحانه بالحديث عن 
المقابل وهو : 


+ ادن سْحَلُونَ يمون ألنَاسَبالْجُمَلٍ 
و وإسكتركها مَآدَاتَْهُم الله من فَصَلو 
تكد إاسكيزيا ةب © 34 


وما معنى البخل ؟ إنه مشقة الإعطاء . فعندما يقطع حاجة من خاصة ماله ليعطيها 
لغيرةهد فى ذلك مشفة ولا يقبل غليهاة لكن الكريم عنده بسط يد ء وأريجية . 
ويرتاح للمعروف . إذن فالببخل معناه مشقة الإعطاء . وقد يتعدى البخل ويتجاوز 
الحد بضن الشخص بالثىء » الذى لا يضر بذله ولا ينفع منعه ؛ لأنه لا يريد أن 
يعطلى . وهذا البخل والشح يكون فى نفس البخيل ؛ لأنه أولاً قد بخل على نفسه , 
فإذا كان قد بخل عل نفسه. أتريد أن يود عل الناس ؟. 


والشاعر يصور بخيلً اسمه «عيسى ٠‏ ويريد أن يذمه؛لأنه بخيل جداً ؛ ويظهر 
صورة البخل بأنه ليس على الناس فقط بل على نفسه أيضاً ٠‏ فيا لايضر بذله 
ولا ينقعه منعه ٠‏ ومادام يقتر عل نفسه فسيكون تقتيره على غيره أمراً متوقعاً : 


يقثر عيبى علق نفسه وليس بباق ولاخالد 
فلو يستطيع . لتقتشيره تنفس مسن متحخر واحد 


إنه بخيلٌ لدرجة أنه يفكر لو استطاع أن يتنفس من فتحة أنف واحدة لقعل ؛ 
حتى لا يتنفس بفتحق أنفه . 


والشاعر الآخر يأق بصورة أيضاً توضح كيف يمنع البخيل نفسه من الازيمية. 





الك ' 
صمحص توح ص وص ص وص صمت حوصن و١‏ انه 


والإنسانية فيقول : 


لو أن بيتك يابن عم محمد إسر يضيق بها فضاء المنزل 
وأتاك يوسبفا يستعيرك إبرة يخيط فد قيمصه لم تفمل 


فالشاعر يصور أن سيدنا يوسف لوجاء إلى هذا البخيل وقال له : أعطنى إبرة لكى 
أخيط قد القميص الذى مزقته زليخاء . وهذا البخيل عنده بيت يمنلىء فناؤه بالإبر » لضن 
البخيل ورفض . 


إذن فالبخيل : هو من يضيق بالإعطاء » حتى أنه يضيق بإعطاء شىء لا يضر أن 
يبذله ولا ينفعه أن يمنعه . ويقول الحق عن البخلاء : 

مي مومع مع م مو لفام 7 اسع عع عه غارى ور وو 
0 ولايحسبن الذي يبِحَلونَ ]انهم امن فطل هويا لحم بل هوش لهم 

ماكر ا ال ميات اللْمعوت وَالأرْض وَاهيمَا 

سومج مام « 

تعملون خبير 22 4 

(سورة آل عمران ) 

فالحق يجعل للبخيل مما بخل به به طوفاً حول عنقه » ولو أن البخيل قد بذل قلي » 
لكان الطوق حتفا حول رقي بم اقدة . لكن البخيل كلما منع نفسه من العطاء 
إزداد الطوق ثقلا 


ولقد قال الحق أيضاً عن الذين يكنزون الذهب والفضة ؛ 
٠‏ َآلنَمَكُنَ اذهب وَالْفضَةٌ ولا نري ف سبي لٍاللَه و فَبتَرَهُمِبِمَذَاب ا 


2 

عوفدم عم 2 لمم ومءم علوم مه وف يروو وري رار 

ويس ماق و هل كو يمايا ومع ولاو ظهورهم هنذا 
اح /أ. مس دوو م 7 نرُودَ ج 4 


جزء مره الآية 74 والآية سورة التوبة ) 
فإن كان اكتنازهم لكميات كبيرة فيا سيحمى عل التار. منها يكون كثيراء ويكوون 
ةطققققطقااااطاطا+_ طحنت اا اااا 55510000 


العثلا 
١٠١‏ ج 099929929029059 


به ل 0 ا 
الخسيسة الخلقية فى نفوسهم بل جحبُون أيضاً أن تتعدى إلى سواهم كأنهم 

البخل » ويؤلهم أن يروا إنساناً جواداً ؛ يقول لك البخيل اس 
يرى إنساناً جواداً . ويريد أن يكون الناس كلهم بخلاء ؛ كى لا يكون أحد أحسن 


مله , 


إنه يعرف أن الكرم أحسن » بدليل أنه يريد أن يكون الناس كلهم بخلاء » 
والبخل : نمن بما أوتيته على من لم يت . وهل البخل يكون فى المال فقط ؟. لاعبل 
يكون فى كل موهبة أوتيتها وتنقص عند غيرك ويفتقر إليها » إن ضننت بها فانت 
داخل فى البخل . 


إن الذى يبخل بقدرته على معونة العاجز عن القدرة ء والذى يبخل بما عنده من 
علم على من لا يعلم » هذا بخل . والذى يبخل عل السفيه حتى بالحلم هذا بخل 
أيضا » فإن كانت عندك طاقة حلم فابذنها . إذن فالبخل معناه : أنك تمنع شيئا وهبه 
الله لك عن محتاجه * معلم ‏ مثلاب عنده عشرة تلاميذ يتعلمون الصنعة ء ويحاول أن 
يستر عنهم أسرار الصنعة ؛ يكون قد بخل . 


« الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل » والآية معناها يسم لكل أمر مادى أو 
قيمى . ونحن تأخذها أيضاً فى المعانى العالية » فالذين أوتوا الكتاب كانوا يعرفون 
صفته صل الله عليه وسلم . ويعرفونه كيا يعرفون أبناءهم ٠‏ فلما جاءهم مصدقاً لما 
معهم كفروا برسالته صلى الله عليه وسلم وكتموا معرفتهم به عن الناس ٠‏ وكتموا , 
معرفتهم بما جاء به من علم وهو الصادق المصدوق . وهذا بخل فى القمة » وبعد 
ذلك استمروا يأمرون الناس بالبخل . 


.. وأنتم تعرفون أن الأنصار كانت عندهم الأريحية الأنصارية » وساعة ذحب لير 
المهاجرون 2 قاسموهم المال » حتى النعمة التي غرس الله فى قلب المؤمن الغيرة عليها 
من أن يئاها أحد:* حتى ولوكان كارهاً ها..وهى نعمة ة المرأة ؛ لأن الرجل حتى وإن 
كره امرأته فهو يغار أن يأخذها أحد » ولكن الأنصار اقتسموا الزوجات » فكم من 





زاك 
22ج :2 222+5 شقنت 


رجل كان متزوجاً من أكثر من واحدة » طلق زوجة ليزوجها لمهاجر . فالحق سبحانه 
وتعالى يصعد أريحية الأنصار حتى أن الأنصارى يأ بالمهاجر ويقول له : انظر إلى 
إحدى زوجتي أو إحدى زوجاق فاختر ما يروقك فأطلقها وتنزوجها . 


أية أريحية سامية هذه ؟ فإذا كنت ذا نعمة وأنت مؤمن فأنت تحب أن تعدى أثر 
نعمتك إلى غيرك » فإذا كان عندك سيارة فاخرة قد تحب أن تتصدق مها » لكن 
المرأة ٠‏ لا . لكن هذه الإريحية جاءت من الأنصار وقالوا : هؤلاء مهاجرون وتاركون 
أهلهم . وكان هذا ارتقاءٌ إجانياً فى ذات الأنصار ‏ 


لقد جاء إليهم المهاجرون وفيهم شباب يمتلئون فتوة » وكانت قفريش قد منعت 
أهليهم عنهم . ليس معهم زوجات . فيقول الأنصارى : لاذا لا أطلق إحدى 
زوجاق » وليتزوجها أخى المهاجر لانفس عن عواطفه 4 وأقل ما فيها أن أمنع نظره 
أن يتحول حراماً . لكنّ اليهود والمشركين والمنافقين يقولون لهم : لا تنفقوا على من 
عند رسول الله . وبقول القرآن الكريم فى هذ1 الموقف : 
عم هض سيم( مج مم 2 صم ف وعم عع 
« هم لذن يَقُولُونَ لا تنفقوأ عل من عدة رسول الله حو بَنقَضواً وله وان 
آلسْموات والأرض وَلككن المتتفقينَ لَايَمْفَهُونَ دج 4 
( سورة المنافقون » 
لقد أخطاوا الظن بمن آمنوا برسول الله . ظلنوا أنبم إن لم ينفقوا عليهم فسيرتدون 
عن إيمانهم . ونسوا أن المؤمنين المهاجرين قد تركوا أموالهم وتركوا بلادهم » فمن 
ترك أمواله للهجرة فى سبيل الله أيكفر به عندما لا يجد شيئاً ؟ لا ؛ لانه ترك كل شىء 
فى سبيل الله . وها هوذا سيدنا مصعب بن عمير المدلل فى قريش . وكانت أمه تغدق 
عليه النعية يعو لحي المطون: بوبعد .كلل بلخم ذل للدي : اقرايض تلد 
شاة . فينظر له النبى صل الله عليه وسلم ويقول لأصحابه : انظروا كيف صنع 
الإيمان بصاحبكم ؛ فعندما يقول المنافقون كعبدالله بن أن للانصار : لا تنفقوا على 
من عند رسول الله حتى ينفضوا » يظنون أن المؤمنين بمكن أن بريعوا إمانهم بلقمة 
وكام نشوا أن الذى ببيع كانه باللقعة.هو من تحمل على .ميدأ باطل » لكن من 
يعتنق ويعتقد مبدأ حق يجد حلاوته فى النفس .» وأجره مدخر عند ريه . إنه 





ان 


900900220322429 جح ج22‎ ١١١ ١ 
: لا يتحول عنه .قال على بن أى طالب رضى الله عنه‎ 


« فجتت المسجد . فطلع علينا مصعب.بن عمير فى بردة له مرقوعة بفروة » وكان 
أنعم غلام بمكة وارفة . فلا رآه رسول الله صل الله عليه وسلم ذكر ما كان فيه من 
النعيم » ورأى حاله التى هو عليها فذرفت عيناه عليه » ثم قال : أنتم اليوم خير أم 
إذا غدى على أحدكم يجفنة من خبز وحم ؟ فقلنا : نحن يومثذ خير نكفى المؤنة 
ونتفرغ للعيادة » فقال : «بل أنتم اليوم خخير منكم يومئذ :20 , ٠.‏ 


وقلنا : يجب أن تذكروا جيداً أن من حلاوة اليقين وحلاوة الإيمان أن المؤمن 
يضكحى بكل شىء فى سبيل رفعة الإيمان . لكن أصحاب المبادىء الباطلة لا يدخملون 
غيرهم فيها إلا إن دفعوا الثمن مقدماً , أى أنهم يشترونهم . فإذا رأيت مبدا من ' 
المبادىء يشترى البشر فاعرف أنه مبدأ باطل . . ولو كان مبدأ حق لدفع الإنسان من 
أجل أن يدخل فيه نفيس ماله ؛ بل ويضحى فى سبيله بنفسه أيضا . 


ومن عجائب مبادىء الإسلام أن رسول الله صل الله عليه وسلم حينيا أخذ العهد 
لنفسه فى بيعة العقبة , قال له الأنصار : فإن نحن وفينا بهذا فإذا يكون لنا ؟ كأنهم 
يقولون : أنت أخذت مالك فاذا يبقى لنا ؟.. 


انظروا إلى سمو الإيمان ء ويقين المصطفى بأن الإيمان نفسه جائزة . فهل بشرهم 
بأنهم سيملكون الأرض ؟ هل بشرهم بأن هؤلاء المستضعفين هم الذين سيمكنون 
فيها؟ لا » بل قال لهم : لكم الجنة . فلو قال لحم : لكم سيادة الدنيا » لكان فى 
ذلك نظر » صحيح أن الدنيا دانت وخضعت لهم . لكن منهم من مات قبل أن تدنو 
له الدنيا وتذل » فأين صدق النبوءة ؟ 


إذن فقد قال لهم عن الشىء المضمون . الشىء الذى جد المؤمن فيه نفسه من فور 
أن يموت : قال لهم : لكم الجنة . فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ وحوله 





١‏ ) رواه الترمذى فى صفة القيامة باب حال مصعب بن عمير بعد الاسلام وأخرجه الحاكم » وأورده ابن سعد فى 
طلقاته وابن الأثير فى دأسد الغاية » . 





حعمحت ١ 12+22: 0:0٠‏ 1اأاه 


عصابة من أصحابه ‏ : « تعالوا بايعوى على ألا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا 
ولا تزنوه ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم 
ولا تعصونى فى معروف . فمن وَفى منكم فأجره على الله » ومن أصاب من ذلك شيئا 
فعوقب به فى الدنيا فهو كفارة له ؛ ومن أصاب من ذلك شيثا فستره الله فأمره إلى الله 
إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه ,20 , 


م يغرهم بأنهم سيكونون أصحاب سلطان . وم يقل هم : انتم ستجلسون على 
البسُّط والدنيا ستدين لكم » إنما قال هم فى أول البيعة : لكم الجنة ٠‏ فإياكم أن 
يطمع أحد منكم فى شىء إلا فى الجنة ؛ ولذلك فالأنصار محبوبون لرسول الله صلى 
الله عليه وسلم » ولما كانت غزوة حنين وأعطى المهاجرين بعضا من الغنائم ولم يكن 
للأنصار منها شىء . وجد الآنصار فى نفوسهم . فلفتهم رسول الله لفتة إيمانية وقال 


هم : 


« ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله 
إلى رحالكم ؟- فوالذى نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنثت امرأ من الأنصار ء» ولو 
سلك الناس شِعباً وسلكت الانصار شعبا آخر لسلكت شعب الانصار . اللهم ارحم 
الانصار وأبناء الانصار وآبناء أبناء الانصارع0© , 


فبكى القوم حتى أخضلرا لجاهم وقالوا : رضينا برسول الله قبن 0 

أى سمو إهانى هذا ؟ لكن المنافقون قالوا للأنصار : لا تنفقوا أموالكم على من 
عند رسول الله ححتى ينفضوا . 

لكنّ المؤمنين لم ينفضوا . إنهم قد تركوا النعيم والأموال فى: مكة وجاءوا إلى 
الحجرة . فهم لم يأنوا ليأخذوا نعييا مظنوناً محدوداً قليلا » وحسبهم ما وعدوا به من 
نعيم متيقن عريض باق . لقد عرفوا بالإيمان أن نعيم الدنيا إما أن تفوته بالموت وإمًا 
أن يفوتك بالتقلب . لكن. نعيم الآخرة ليس له حدٌ يتتهى عنده ء ولا يفوتك 
ولا تفوته . 
)١(‏ رواه البخارى , 
(؟) رراء البخارى فى كتاب المغازى وروله مسلم فى كتاب الزكاة باب إعطاء للؤلقة قلوبهم . 





ه١٠١١‏ حوجو222+22ت+222 20-10454242222 


ثم سبحانه يقول : « ويكتمون ما آتاهم الله من فضله » ء وساعة ترى شيئا يكتم 
شيعا » لابد أن تفهم منها أن هذا الكتم معناه : منع شىء يريد أن يحرج بطبيعته » 
وكا يقولون : اكتم الدم فلو لم تكتمه يستطرق . كأن المال أو العلم يريد أن يخرج 
للناس ولكنٍ أصحابه يكتمونه . وكأن الفطرة الطبيعية فى كل رزق سواءً أكان رزقا 
مادياً أم رزقا معنوياً أنه يستطرق ؛ لآن كل شىء مخلوق لخدمة الإنسان » فعندما يأآق 
إنسان ويحوز شيئاً مما هو مخلوق لخدمة الإنسان ويحجبه فهو بذلك يمنع الشثىء المكتوم 
من رسالته ؛ لأن كل شىء محلوق لخدمة بنى آدم ٠‏ فعندما تعوقه عن هذه الخدمة 
فالثىء يحزن» وليتسع ظنكم إلى أن الجمادات تحزن أيضاً . 


مب ميجءاء 


« فَابَكتَ طلم الماك وَالْأرَضُ » 
(من الآية 154 سورة الدخان ) 

فالسباء والأرض | يكاء ‏ ليس بكاء دموع إا بكاء يعلم الله كنهه وحقيقته ‏ 
إذن فقوله : « ويكتمون ما آتاهم الله من فضله » . كأنه يقول : ما آتاء لك الله من 
فضله ليس ملكك » وليس ذاتية فيك » فانت لم تأت به من عندك ٠‏ وانظر إل 
الكون حولك تجده كله أغيارا » ألم ئر فى حياتك قادراً أصبح عاجزا ؟ ألم تر غنياً 
ها السحييي ا الو الات اب ل ار 

يثق بكلامه أنه و كان » هناك غنى' ثم صار فقيراً ٠‏ فلياذا لا تعتبر بالاغيار التى قد تمر 
اق وي أن لطالمدميك أوططل وسرت ف سلويلاب اخ بديسائة من 
غيرك أن يعطيك . ادخر لنفسك الآن ‏ بالخير تبذله ‏ حتى إذا جاءتك الأغيار تجد 
لك ما ينتظرك . 


« الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم لله من فضضله وأعتدنا 
للكافرين عذاباً مهينا » انظر ماذا فعل فيه البخل إنه جعل صاحبه كافراً ؛ لآن 
البخيل ستر نعمة كان من الممكن أن تتسع له ولغيره : فجاء له بالثىء الذى يخيف : 
و رلعا الكارين عفاي ميذا ؛.. أففنا عن اننا حزان . فالمسألة موجودة وقد 
اعدت . والنبى صل الله عليه وسلم حينما يتكلم عن الجنة يقول : 


(عُرضت عل الجنة لو مددثٌ يدى لتناولت من قطوفها)0). 
)١(‏ رواء النسائى وأحد. وأورده المتقى المندى فى كنز العيال . 





ماعنا 

حوحح جو ح+2 222:22 ج1111 
هذه ثقة اليقين فى أنها مسألة جاهزة وليست تحت الإعداد . ومن الذى أعد ؟ إنه 

الله » قوى القوى. قدرة القدر هى التى تعد وهو يعدها على كدر سعة قدرنه, عذاب 
مهين , لأنه قد يتطاول أحد ويقول : أنا أتحمل العذاب . كما قال الشاعر : 


وتجلدى للشامتين أرمهمو أن لريب الدهر لا أتضعضع 


فسبحانه يوضح : لن يلقى البخيل العذاب فقط . بل سيلقى عذابا مهينا . ثم 
يأق الحق سبحانه بالمقابل » يأق بغير البخيل ٠‏ فيقول : 


5 0 06 آ 
خْرٍ ومنيْحن 


إن هذه الآية الكريمة تتحدث عن الذى ينفق . لكن الغاية غير واضحة علده . 
الغاية ضعيفة لأنه ينفق رثاء الناس ٠‏ إنه يريد بالإنفاق مراءاة الناس ‏ ولذلك يقول 
العارفون بفضل الله : اختر من يثمن عطاءك . فأنت عندما تعطى شيئاً لإنسان 
فهو يثمن هذا الشىء بإمكاناته وقدراته » سواء بكلمة ثناء يقوفا مثلا أو بغير ذلك » 
لكن العطاء لله كيف يُتْمُنه سبحانه ؟ لابد أن يكون الثمن غاليا . 


إذن فالعاقل ينظر لمن سيعطى النعمة . ولنا الأسوة فى سيدنا عثيان رضى الله عنه 
عندما علم التجار أن هناك تجارة آتية له جاء كل التجار ليشتروا منه البضاعة ثم 
يبيعوها ليربحوا وقال لهم : جاءنى أكثر من تمنكم » وف النباية قال لهم : أنا بعتها 
لله إذن فقد تاجر سيدنا عثيان مع الله ٠‏ فرفع من ثمن بضاعته . فالذى يعطى لرثاء 
الناس نقول له : أنت خائب ؛ لأنك ماثمنت نعمتك ء بل ألقيتها تافهة الثمن ‏ 
ماذا سيقعل لك الناس ؟ هم قد يحسدونك على نعمتك ويتمنون أن يأخذوها منك » 





١١١‏ صحمححبوص و مص صمح حص مصحصحمصحه 


فلياذا ترائيهم ؟ إذن فهذه صفقة فاشلة خاسرة ؛ ولذلك قال الحق : 


000 


و نمه أشترَئ من الْمؤْمنِينَ اليم وموم أن هم اَن 4 
( من الآية ١١١‏ من سورة التوبة ) 
ومادام سبحانه هو الذى اشترى فلابد أن الثمن كبير ب لأنه يعطى يعطى النعيم الذى 
ليس فيه أغيار » ففى الجئة لا تفوت النعمة مؤمئاً . ولا هو يفوحاً . فالذى يرائى 
الناس خاسرء ولا يعرف أصول التجارة ؛ لأنه لم يعرف طعم التجارة مع الله ؛ 
ولذلك شبه عمله فى آية أخرى بقوله : 
« تل صَفْوَان عليه راب فَاصَابهر وبل فررَحكه صِلدا 4 
(من الأية 774 سورة البقرة ) 
و « الصفوان » هو المروة وجمعه مرو وهى حججارة بيض براقة » والمروة ناعمة 
وليست خشنة . لكنّ بها بعض من الثنايا يدخل فيها الثراب ؛ ولأن المروة ناعمة 
جداً فقليل من الماء ولو كان رذاذً يتعب بالتزاب . والبى ينفق ماله رئاه الناس هو من 
تتضح له قضية الإيمان ولكن لم يثبت يثبت الإيمان فى قلبه بعد . فلو كنت تعلم أنك تريد 
أن تبيع سلعة وهناك ناجر يعطيك فيها ثمنا أغل فلياذا تعطيها للاقل ثمنا؟ إنك إن 
فعلت فقد خخبت وسرت فأوضح لك الحق : مادمت تريد رثاء الناس إذن فأنت 
.ليس عندك إيمان بالذى يشترى بأغللى . فتكون فى عالم الاقتصاد تاجرا فاشلا . 
ولذلك قلنا : : ليحذر كل واحد حين يعطى أن يخاف من العطاء » فالعطاء يستقبله 3 
الله بحسن الأجر . ولكن عليه ألا يعطى بضجيج ودعاية نفضح عطاءه ؛ ولذلك 
قال النبى صل الله عليه وسلم - ضمن السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل 
إلا ظله : 


( رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شاله ما تنفق يمينه 2١0)‏ 
إن العبد الصالح حين يعطى فهو يعلم أن يدء هى العليا ويده خير من اليد 
السفل . فليستر عل الناس المحتاجين سفلية أيديهم . ولا يجعلها واضحة . 
ولكن الحق سيحانه وتعالى لا يريد أن يضيق مجال الإعطاء فقال : 
(7) رواه أحد والبخاري ومسلم والنسائى عن أن هريرة . 





قمع 2002 4 5 1ج ع سلرس7 م يمل رسب عللم |7 ٠.2‏ مقعم 
( إن توا سدكت ماي ون ُو ووو القت هولول ويُكزٌ 
- لثراه ممه و مف ممه 
.2 من سيعاتكر وال بها تعملون خبير (© 4 
( سورة البقرة ) 
سجا سحا اي اسيايت لق اح امسا ليه ع ا 
أن يرج الرياء من القلب لحظة إعطاء الصدقة » فالحق يوضح كباله أن ى: تنفق وفيك 
رثاء » أما من يخرج الصدقة وفى قلبه رياء فالله لا يحرم لمان عن قاد و.ة 
لالاسبحانة يزيد : خذوا منه وهو الخاسر ؛ لانة لن. ينهذ توانا »> ٠‏ لكن المجتمع 


إن الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس هم من الذين ٠‏ لا يؤمنون بالله » لأنه سبععانه 
هو المعطى . وهو يحب أن يضع المسلم عطاءه فى يده و ولا يؤمنون بالله ولا باليوم 
الآخر» فلو كانوا يؤمئون باليوم الآخخر لرأوا الجزاء الباقى » فأنت إذا كنت تحب 
نعمتك فخل النعمة وحاول أن تجعلها مثمرة . . أى كثيرة الثمار » فإلذى لم يتصدق 
من ماله ولم ينفقه حتى علل نفسه يكون قد أنبى مسألة المال وعمر ماله معه عند هذا 
الحدّ . أما الذى أنفقه فى سبيل الله فسيجده فى الآخرة » فيكون قد أطال عمر ماله . 


فالبخيل هو عدو ماله ؛ لأنه لم يستطع أن يثمره . ولذلك يقول رسؤل الله صلى 
الل عليه :,وسلم. .فى 'اللنديث الشريف 2 


د إن الله تعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضى بيهم وكق أمةٍ جائية » 
فاول من يدعو به رجل ٠‏ جمع القرآن » ورجل قتل فى سبيل الله » ورجل كثير امال . 

٠‏ قاك :بل هلوب قل :.قياذا عملت فيا عذمت 4 قال : كنت فوم ج اناد الليلل 
وآناء النبار. فيقول الله له : كذبت وتقول الملائكة : كذبت » ويقول “لله له : بل 
أردت أن يُقال : فلان قارىء فقد قيلّ ذلك ». ويؤق بصاحب المال 000 

لكن هل قال لك الدين : لا تفعل.؟ لا . افعل لينتفع الناس بالرغم منك . 


. رواه الترمذى فى الزهد . واخرجه ابن خزيمة ومسلم‎ )١( 





الكل 


2000-0) 11١1. 


والبخيل عندما يُكَثْر ماله يكون قد حرّم على نفسه هذا امال ثم يأق ابن له يريد أن 
يستمتع با مال ولذلك يقال فى الريف : مال الكُنزى للنرُّهى » ولا أحد بقادر أن 
مخدع خالقه أبدا !! فسبحانه يوضح : أنا أعطيتك نعمة نعمة أنت لم تعطها لاحد » لكنى 
ان م سخ سيت رسيس اسن جد ونا عع 
. إذن فانت قد ضيقت رزقك بالبخل ولو أنفقت لأعطاك الله خيرا كثيرا 

١‏ لف مي شوء فر ند كن رك لورنتك 1 م 


وبي ل يا ا 
أمل فيه . وبعد ذلك لم يغبض دخله بتبعاته » فإن كان عنده « فدانان » فهو يبيع 
فداناً ليفرج به على المحتاجين » وعندما يبيع الفدان سيشتريه من يكتنز . ٠‏ فيكون 
المكتنر قد يشّر سبيلا للكريم ٠‏ فإباك أن تظن أنك قادر على خداع من خلقك وخلق 
الكون وأعطاك هذه النعمة . وهذا يشبه صاحب السيئة الذى من الله عليه بالتوبة 
والرجوع إلى الله ٠‏ إننا نقول له : إياك أن تعتقد أنك اختلست شهوة من ع الله أبدا , 
أنث اختلست شهوة ستلهبك أخيراً : وتجعلك تفعل حستات مثلها عشرين مرة » 
لأنه سبحانه قد قال : 
ؤإِنْالَتت بدمقَانتات » 

(من إلآبة ١١4‏ سورة هود ) 

فأنت لن تضحك عل خخالقك لأنه سيجعلها وراءك ؛ فتعمل خيراً كثيراً ؛ كذلك 
البخيل نقول له : ستيسر سبيلاً لكريم بذّال » والحق سبحانه وتعالى بين فى آخخر 
الآية السبب الذى حمله على ذلك . إن الأسباب متعددة . لكن تجمعها كلمة 
« شيطان »» فكل من يمنعك من مبيل الهدى هر شيطان ٠‏ ابتذاءٌ من شهوات 
نفسك وغفلة عقلك عن المنهج . إنها قرين سوء يزين لك الفحشاء . ويزين لك 
الإثئم » إن وراء كل هذه الأمور شيطانا يوسوس إليك . وكل هؤلاء نسميهم 
« شيطاناً » لان الشيطان هو من يبعدك عن المنبج وهناك شياطين من الجن » 
وشياطين من الإنس . فالنفس حين تحدث الإنسان أل يلتزء م بالمنيج لان التزامه 
بالمنيج سيفوت عليه فرصة شهوة ‏ هى شيطان ع 
وتضيع منها شهوة آجلة لا حدود لها هى شيطان.فالشيطان إذن هو الذى جعلهم 


2117 52222402202202929-0-02002220029- 


يبخلون ويامرون الناس بالبخل .. وهذا الشيطانوساعة يكون قري ينا للإنسان 0 
فمعنى ذلك أنه مقترن به والقِرن بكسر القاف هو من تنازله . 


وكلمة « قَرْنَ » تطلق أيضاً على فترة من الزمن هى ماثة عام . لأنها تقرن الأجيال 
ببعضها . فالشيطان قرين أى ملازم لصاحبه ومقترن به » فيقول الحق : د ومن يكن 
الشيطان له قربنا فساء قريناه» أى بئس هنك القرين لأنه القرين الذى لا ينفعنى ولا 
يصدنى عن يمال ضار . 


ولذلك فالناس قد يحب بعضهم بعضا فى الدنيا لأنهم يجتمعون على معصية . أما 
فى الآخرة فاذا يفعلون ؟ يقول ب 
« الأحلاء يول بَعضْهم لِبَعْضِ عد إلا آلْمْقِينَ © 
( سورة الزخرف ) 
لآن المتقين يعين بعضهم بعضا على الطاعة » فالواحد منهم يقول لصاحبه : كنت 
تعيئنى عل الطاعة . كنت توجهنى وتذكرى إن غفلت . فيزداد الحب بينهها . لكن 
الإنسان يلعن من أغواه وأول من تلعن يوم القيامة نلعن الشيطان ٠‏ وكذلك الشيطان 
اساي الس ا يقول لمن أغواهم 


560:9 عت تن لي بلا مز ينال 4 
(من الأية 7 سورة إبراهيم ) 
والسلطان هو : القوة العالية التى تجبر مْنْ دونها » فالإنسان تُجبر مادته وبنيته 
بسلطان القهر المادى ٠‏ ويُقهر فى اعتقاداته بالدليل والحجة ٠‏ والإكرا اه فى المادة إنما 
' يتحكم فى القالب ء لكنه لا يتحكم فى القلب » فقد تكون ضعيفًا أمام واحد قوى 
ولكنك تمسك له سوطا وتقول له : اسجد لى . اخضع . فيسجد لك ويخضع ..وأنث 
بذلك تقهر القالب . لكنك لم تقهر القلب . هذا هو السلطان المادى الذى يقهر 
القالب . لكن إذا جاء لك إنسان بالحجج وأقنعك . فهذا قهر إقناع . وقدرة قهر 
العقول بالإقناع نوع من السلطان أيضا . 





لكف 
2+2-224217-+2+2-294-000 222:9 


إذن فالسلطان يأتى من ناحيتين : سلطان يقهر القالب . وسلطان يقهر فقه 
القلب ٠»‏ فسلطان القالب جعلك لضع تهرا عنك . وسلطان الحجة واليرهان 
يجعلك تفعل برضى منك . والشيطان يقول لمن اتبعوه : يا من جعلتمونى قرينا لكم 
لا تفارقونى ؛ أنتم أغبياء ؛ فليس ل عليكم سلطان . وما كان لىّ من القوة بحيث 
أستطيع أن أرغمكم على أن ترتكبوا المعاصى » وما كان عندى منطق ولا حجة لكى 
أقنعكم أن تفعلوا المعاصى . لكنكم كنتم غافلين ٠‏ أنا أشرت لكم فقط فلست أملك 
قوة أقهر مادتكم بها. ولا برهان عندى لأسيطر عل عقولكم : 

مء رص م اعاددة لوه عاج لاتبع م لف جز عع 37 لس صر تر 0 ع لأسو 
« وما كن لى ليم من سلْطن إلا أن دعوتكز فَاستَجيم لى فلا تلوموفى ولوموأ 

نش 4 

إذن فالخيبة منكم أنتم , ولذلك يقول الحق : 
( :تاشت رسنال نري 

«4 


(من الآية 77 سورة إبراهيم ) 


(من الآية 17 سورة إبراهيم ) 
ماذايعنى و مصرخكم ,؟ إنها استغاثة واحد فى أزمة لا يقدر عليها وضاقت به 
الأسباب ». عندئذ يستنصر بغيره » فيصرخ على غيره . أى ينادييم لإنقاذه 
ولنجدته . فالذى يستجيب له وياق لإنقاذه يقال له : أزال صراخهء إذن 
فأصرخه يعنى سارع وأجاب صرخته . والشيطان يقول : إن استنجدتم بى فلن 
أنجدكم وأنتم لن تنجدون . فكل واحد منا عرف مسئوليته وقدرته . وبالنسبة 
للإنسان فقد قال الحق : 
عرلا 52 :0 و2 
« وَكُلّ شين الرمنه طتبوم فى عثقهء» 
(من الآية ١‏ سورة الإسراء ) 
فمن يتخذ الشيطان قريناً » « فساء قرينا» وكلمة و ساء» مثل كلمة ٠‏ بئس » 
كلتاهما تستعمل لذم وتقبيح الشىء أى . فبعس أن يكون الشيطان قريناً لك ؛ لآن 
الشيطان أخخذ عل نفه العهد أمام الله ألا يغوى من يطيعه سبحانه ويغوى مُن 
سواهم من الناس أجمعين . 





حمحصهنص مص صمحو مص نت مححمصن بره 


وعندما نتأمل الأية » نجد أن الحق يقول : ١‏ والذين ينفقون أمواهم رثاء الناس 
ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا » . فالآية 
إِذن تتناول لونا من الإنفاق يحبط الله ثوابه . فنفقة المرائى تتعدى إلى نفع غيره لكن 
لا ينتفع المرائى منها ء بل تكون قد أنقصت من هاله ولم تثمر عند ربه . 


والحق يلفتنا إلى أن ذلك كله راجع إلى معوقات الإيمان الذى يتطلب من الإنسان 
أن يكون فى كل حركات حياته على منهاج ره » هذه المعوقات تظهر فى النفس 
البشرية وى شهواتها التى تزين الإقبال على المعصية للسهوة العاجلة » وتزين الراحة 
فى ترك الأوامر ء والشيطان أيضاً يتمثل فى المعوقات , 'والشيطان كما نعلم : اسم 
للعاصى من الجنس الثاتى من المكلفين وهم الجن ويتمثل فى إبليس وقى جنوده ب 
ويطلق على كل متمرد من الإنس أيضا يقول تعالى : « وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا 
شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا » وأنت حين 
تريد أن تعرف المعوق أهو من نفسك أم من الشيطان ؟. فانظر إلى نفسك حيال 
المحصية . أهى معصية تدفعك نفسك أن تأتيها وحدها . أم معصية إن عر عليك أن 
تفعلها فأنت تنتقل إلى معصية سواها ؟ هل هى معصية ملازمة أو معصية تنتقل منها 
إلى غيرها ؟. 


فهب أن إنساناً كانت معصية نفسه فى أن يشتهى مَاحُرّم عليه » أو أن يسرق مال 
غيره » نقول له : أوقفت فى المعصية عند هذه بحيث لا تتعداها إلى غيرها ؟ يقول 
نعم . فبقية المعاصى لا ألتفت إليها . نقول : تلك شهوة نفس ٠‏ فإن كانت المعصية 
حين تمتنع عليك من سرقة مثلا فأنت تلتفت إلى معصية أخرى . فهذا لون من 
المعاصى ليس من حظ النفس » وإثما هو حظ الشيطان منك ؟ لان الشيطان يريد 
العاصى عاصياً على أى لون من المعصية . إن عزّ عليه أن يلوى زمامه إلى لون من 
المعصية . انتغل إلى معصية أخرى لعله يصادف ناحية الضعف فيه . 


لكن النفس حين تشتهى فإنها تشتهى شيئاً بعينه » فانت إذن تستطيع أن تعرف 

المعوق من قبل نفسك أم من قبل الشيطان » فإن وقفت عند . معصية واحدة 

لا تنعداها وتلح عليك هذه المعصية ٠‏ وكلما عزّ عليك باب من أبوابها تجد باب آخر 
ل متتحح ا ا مرا وخر ارو راو ارد لم ا 


صتىم١‏ صمح حمصومصووح صوح حم 


لتصل إليها . فتلك شهوة نفسك . وإن عزّْت عليك معصية تنتقل إلى معصية أخرى 
فهذا من عمل الشيطان ؛ لأن الشيطان لا يريد عاصيا من لون واحد » وإنما يريدك 
عاصيا على إطلاقك . 


وعداوة الشيطان ‏ كا تعلم - هى عداوة مسيقة ؟؛ فقد امتنع الشيطان عن السجود 
لآدم بحجة أنه خير من آدم . وحذر الله آدم . ولابد أن آدم عليه السلام قد نقل 
هذا التحذير لذريته واعْلّمُهُم أن الشيطان عدو . ولكن الغفلة حين تسيطر على 
النفوس تفسح مجالا للشيظان لينفذ إلى نفس الإنسان . والشيطان -كيا نعرف- 
لياق للعاصى الذى تغويه نفسه ؛ لأن العاصى تكفيه نفسه ؛ لذلك يأق الشيطان 
١‏ لانندزئ مرطد امتهم » 
(من الآية ١5‏ صورة الاعراف ) 
إذن فمقعد الشيطان ليس ف الخارة أو فى مكان فسادء إثما يجلس على باب 
المسجد : لكى يفسد على كل ذاهب إلى الطاعة طاعته . وهذا معتى : « لأقعدن لهم 
صراطك المستقيم » ؛ ولذلك كانوا يقولون : إن الطوائف الأقلية غير المسلمة فى أي 
بلد إسلامى لا تحدث بيتهم الشحناء . ولا البغضاء » ولا حرق الزروع ولااسم 
الموانى , ولا القتل . وتاق هذه المعاصى فى جمهرة المسلمين . نقول : نعم ؛ لان 
الشيطان ضمن أن هؤلاء وصلوا إلى قمة المعصية فابتعد عن إغوائهم . أما المسلمون 
فهم أهل الطريق المستقيم , لذلك يركز الشيطان فى عمله معهم , إذن فيادام عمل 
الشيطان على الطريق المستقيم فهو يأق لأصحاب منيج الحداية » أما الفاسق 
بطبيعته . والذى عَفْرَ فر القمة فالشيطان ليس له عمل معه ؛ لأنه فعل أكثر ما 
يطلب الشيطان من النفس البشرية . 


والحق سبحانه وتعالى يقول : « والذين ينفقون أموالهم رثاء الناس » أى : 
أنفقوا وأنقصوا ماهم فلماذا المراءاة إذن ؟ لأن الشيطان قرينهم » وعندما ينفقون فهذا 
عمل طاعة » ولماذا يترك هم هذا العمل ليسلم الثواب لحم ؟ فلا بد أن يفسد لحم 
هذا العمل الذى عملوه » وهو يقول : « ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا» 
مثل هذا القرين أبمدح أم ينم ؟ إنه يذم بطبيعة الحال ؛ ولذلك قال الله : « فساء 





قالطلا 
صمصصمصت صصح ٠‏ ص0 ٠ص‏ حص وحصت اندرله 


قرينا » أى بئس ذلك القرين ء فالقرين الذى يلفتك عن فعل الخير هو الذى بعد أن 
أنقص مالك بالنفقة أفسد عليك الثواب بالرياء . 


| لمر 


؛وَمَاذَاعَلموملوْءَامَنُو أيه وَاليو الح وََنمعُوأ 
1-10 دوك نَ بهد عَلِيعَ © 4ه 


وقوله سيحانه : ٠‏ وماذا عليهم » وأى تبعة ومشقة وضرر عليهم من الإيمان 
والإنفاق فى سبيل الله ؟ إنه سبحانه لم يستفهم منهم عيا يصيبهم من ذلك ولكنه - جل 
شأنه - يلمي ويوبخهم ويصفهم ويصمهم بالجهل والغفلة عا ينفعهم . 


فالتلميذ الذى يلعب . فيرسب تقول له : وماذا عليك لو أنك ذاكرت ؟! يعنى 
أى ضرر عليك فى هذا . إذن فمعتى ذلك أنها لا تقال إلا لإنسان فى قدرته أن يفعل 
الفعل ‏ فمثل هذا التلميذ يقدر أن يذاكر . لكننا لا نأق لإنسان فيه صفة لا دخل له 
فيها كالقصر فى القامة مثلآ ثم نقول لك : ماذا عليك لو كنت طويلاً ؟! هذا قول 
لا ينفع ولا يصح . 


إذن فاذا عليك . لا تقال إلا لمن فى قدرته الاختيارية أن يكون كذلك ء أما 
من لا يكون فى قدرته ألا يكون كذلك فلا تقال له . ونقول ذلك لآن طائفة الجبرية 
قالت : إن الذى كفر لا يقدر أن يؤمن فالكافر يظل كافراً . لكنبهم لم يلتفتوا إلى قول 
ربا : دوماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر» فمعنى هذا القرل أن الباب 
مفتوح . وإلا لو كانوا ملزمين بالكفر لما قال ربنا : و وماذ! عليهم 6 . وعلة الآية 
لا ترد فقط على مذهب الجحبريّة . بل تهدم مذهب الجحبريّة كله فالإنساك لسن عبرا 
على فعل وتنتهى المسألة » وكما يقولون : كالريشة فى مهب الريح . ومثلما قال 
الشاعر : 





الكت 
١1.62‏ صمحو مجح 0+٠‏ ص مصص موحصميصه 


القاه: فى اليه 'مكتوفاً وقال الله 
إمد"ينهة أن مل بالك 


نقول لهم : أنتم نسبتم لله والعياذ بالله - الظلم » فالله سبحانه وتعالى لم يطلب 
من الإنسان أن يؤمن به إلا وقد أودع فيه قوة اخختيارية تختار بين البديلات . وأنتم لم 
تفطنوا إلى حقيقة كتابة كل شىء أزلاً فأخذتم منها الشىء الذى لا بد للناس أن 
تنفذه » ولم تلتفتوا إلى أن هناك فرقا بين أن يكون قد كتب ليلزم » وأن يكون قد 
كتب لانه علم . 


هو سبحانه كتب لاذا ؟ لأنه علم أزلاً أن عبده سيختار كذا ويختار كذا . إذن 
فالكتابة ليست للإلزام ولكن لسبق العلم . والعلم صفة انكشاف لا صفة تأثير . 


وحتى نوضح ذلك نقول : إن الصفات نوعان : صفة تكشف الأشياء على ما هى 
عليه بصرف النظر عن أن تقهر أو لا تقهر. والقدرة صفة إبراز وليست صفة 
انكشاف . ومثال ذلك عميد الكلية الذى يأنى فيقول لأستاذ مادة من المواد : جاءت 
لى مكافأة للطالب النابغ فى مادة كذا , فاصنع اختباراً للطلاب حتى تعطى هذه 
الجائزة لمن يستحقها . فيقول أستاذ المادة : لا ضرورة للاختبار لأننى أعلمهم وأعرف 
مواقعهم من الْحدٌ ومواقعهم من الاجتهاد ومواقعهم من فقه العلم . فلان هو الأول 
وأعطه الجائزة . فلا يقتنع عميد الكلية ٠‏ ويضع هو اختباراً أو يأق بأسائذة آخرين 
يضعون الاختبار دون هذا الأستاذ . وبعد ذلك يفوز الطالب الذى حدده الأستاذ 
مسبقاً بالدرجة الأولى . 


أساعة أجاب الطالب عن الأسثلة التى وضعت له . أكان مع الطالب الذى فاز 
بالمركز الأول من يرغمه على أن يكتب المادة العلمية التى جعلته يحصل على الجائزة ؟ 
0 فلاذا قال الأستاذ عنم ذلك ؟ لأنه علم يمن عنده قدرة من العلم . لقد حكم 
الاستاذ أولا لآنه يعلم 5 


ولله المثل الآعل من قبل ومن بعد ٠‏ فالحق سبحانه وتعالى أععلى للناس الاخختيار 





ماك 
وحجبجوح52+<2 +92295242929 4ك 


بين البديلات . لكنه أوضح : أنا أعلم أن عبدى سيختار كذا وكذا . إذن فهذه 
سبق علم لا قهر قدرة . فالقدرة ها تأثير والعلم لا تآثير له ولا قهر . وقول الله هنا : 
« وماذا عليهم لو آمنوا بالله » فقوله : د وماذا عليهم » تعنى أى ضرر يلحقهم . 
كلمة ٠‏ عليهم : دائياً تكشف للإنسان ما عليه ؛ و لذلك لا يقول وهم » بل يقول : 
أى ضرر كان يلحقهم لو أنهم آمنوا بالله ؛ ولذلك يقول الحق : 

« ادن يطنون انهم ملنشوا ريم 4 

( من الآية 47 سورة البقرة ) 

لم يقل سبحانه : الذين يتيقنون سود سو ا 
الأعيال الصالحة . فيا بالك إذا كان العبد متيقناً ؟ إن المتيقن يقوم بالعمل الصالح من 
باب أولى . ولذلك فهذه المسالة أخرجت « المعررى » عما اتهموه به من أنه ينكر 
البعث . صحيح أنه ف أول حياته قال : 

« 


نطمتا الأيام عت قاأتتتنا زجاج ولكن لايعاد لما سَئِكُ 


فقالوا : إن قوله : لا يعاد له سبك » معناه أنه ينفى قدرةالحق على أن يبعثنا مرة 
ثانية » مع أنه من الممكن أن يتأول فيها . » أى لا يعاد لنا سبك فى حياتنا هذه » ونحن 
بس ا وس نا . ونقول كذلك:إن هذه قاها فى أول حياته . ولكنه 


زعم المنجم والطبيب كلاهضا لا حشر الأجساد قلت إليكما 
إن صح قولكا فلست بخاسر ‏ أو صح قولى فالخسار عليكما 


فهر يطلب من الطبيب والمنجم أن يكفا عن إفساد العقول بالشك . وهب أنه 
اعتقد. ألا بعك . وواحد آخر اعتقد أن فيه بعثاً» نقول له : إها أن يجىء بعث 
فيكذب من قال : لا بعث . وإما ألا يجىء بعث . فإذا لم يجىء البعث . ما الذى 
ضر من آمن بالبعث ؟ وإذا جاء البعث فمن الذى خسر ؟ سيخسر من أنكره » إذن 
فالذى ينكر البعث يخسر ولا يكسب ء لكن من قال : إن هناك بعثاً لا يخسرء» 
وهكذا . 


242222022251142 تح مصصمومحه 


وقول الحق : « وماذا عليهم » إنه تساؤل عن أى ضرر كان يلحقهمءلو أنهم آمنوا 
بالله واليوم الآخر وأنفقوا ما رزقهم الله » إن من يعطى الصدقة ويضعها فى يد 
الله يستثمرها عند المعطى . لكن عندما يقوم بذلك رئاء الناس فهو يثمر عند من 
لا يعطى . وبذلك يكونون قد خسروا أموالهم وخسروا تثمير الأموال فى يد الله 
بالثواب فى الآخرة . 


« وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا ما رزقهم الله وكان الله بهم 
عليها » . وعلم الله متغلخل وسبحانه يعلم الخفايا . وسبحانه محيط بكل*شىء عليا ؛ 
لذلك يقول الحق بعد ذلك : 


ا سم عض رد قد ممما 
+80 إِنَالنَه لايظلِم مِمَقَالَ دَرَوْوَإِنْنَكَ حَسسَةٌ 
ناريت يناليك ) 44 


والظلم : الأصل فيه محبة الانتفاع بجهد غيره . فعندما.تظلم واحداً فهذا يعنى 
أنك تأخذ حقه , وحقه ماجاء به بجهنه وعرقه , وتاخذه أنت بدون جهد 
ولاعرق . ويتبع هذا أن يكون الظالم قوياً . لكن ماذا عن الذى يظلم إنساناً 
لحساب إنسان آخخر ؟ إنه لم ينتفع بظلمه ولكن غيره هو الذى انتفع . وهذا شر من 
الأول : عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : 
( بادروا بالأعهال ستكون فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسى كافراً أو 
يمسى مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا)0"© , 

لأنه ظلم إنسانا لتفع عبد آخر وم ياخذ هو شيئا لنفسه . : 
إذن فالظلم إما أن يكون الانتفاع بثمرة جهد غيرك من غير كد ء وإما أن تنفع 
شخصا بجهد غيره , والله سبحانه وتعالى إذا نظرنا إليه ‏ وهو قوة القوئ ‏ إذا أراد أن 
يظلم ‏ وحاشا لله أن يظلم ‏ فاذا يكون شكل ظلمه ؟ إن الظلم بتناسب مع قوة 





حمح ح صوح ت:و:2:59 000114-29 


الظالمء إذن فقوة القوى عندما تظلم فظلمها لا يُطاق . ثم لماذا يظلم ؟ وماذا يريد 
اناه وعرسن روحب ؟ إل نيسقة منتد ٠‏ فأ يد حز .هذا ينان لغ 
فكلهم بالنسبة له سواء ؛ لأنه سبحانه لم يتخذٌ صاحبةٌ ولا ولداً » كلهم متساوون » 


فلباذا يظلم ؟ 


إن الظلم بالنسبة لله محال عقلياً ومحال منطقياً , فلا يمكن لله أن يضيع عمل حسنة 
ولا أن يضاعف سيئة . فهذه لا تتاق , وتلك لا تتاق . والله واهب كل النعم للناس 
الحق سبحانه وتعالى ينفى عن نفسه الظلم فى قوله : 

« مَمَاربْكَ بطل ليد ج » 

(من الأية 48 سورة فصلت ) 

فكلمة « ظلام » مثل قولنا : فلان « أكال » وفلان « نوّام ٠‏ . وهى َهيتلف عن 
قولنا : فلان نائمء يعنى نام مرة» ولكن «نوام» فهذا يعنى عداومته على النوم كثيراء 
أى أنه إما أن يكون مبالغاً فى الحدث ٠‏ وإما أن يكون مكرراً للحدث ٠‏ فالمبالغة ا 
نعرف - تأق مرة لأن الحدث واحد لكنه قوى . ذمرة يكون الحدث عاديا لكته 
مكرر.ء هذه هى المبالغة » فقوله سبحانه وتعالى : «وماربك بظلام ه نفى 
للمبالغة » وهذا لا يقتضى نفى غير المبالغة . ونقول : الله لو ظلم لكان ظلمه مناسبا 
فدرته فيكون كبيراً كثيرً ٠‏ ولو كان ظائا لشمل ظلمه وعم الخلق جميعا فيكون كذلك 
كبيراً كثيراً ولكن الله سبحانه ‏ يقول : « إن الله لا يظلم مثقال ذرة ٠‏ . وسبحانه 
يحسب السيئة سيئة واحدة . أما الحسنة فيضاعفهاء « إن الله لا يظلم مثقال ذرة » 
« مثقال » : يعنى ثقلووزن ٠‏ والثقل هو : مقدار جاذبية الأرض للثىء . فعتدما 
يكون وزن الشىء ء قليلاً وتلقيه من أعل . فهو ينزل ببطء ء أما الشىء الثقيل فعندما 
تلقيه من أعلى فهو ينزل بسرعة ؛ لأن قوة الجاذبية له تكون أقوى . والإنسان منا حين 
ينظر إلى كلمة «مثقال» ؛ ويعير عنها بأنها وزن » فمعيار الميزان هنا « الذرة » . 
وما« الذرة » ؟- 


قال العلماء فيها : هى رأس النملة الصغيرة التى لا تكاد ثرى بالعين المجردة ‏ أو 
النملة نفسها . هذه مقولة » أو الذرة كا قال ابن عباس حين سُثل عنها : أخذ شيئاً 





<-11 22+92 وص جص مص صمح حصحمحه 


من تراب الأرض ثم نفخه. فلما نفخ تطاير الْراب فى الهواء. فقال هم كل 
واحدة من هذه اسمها ٠‏ ذرة » وهو ما نسميه « الباء » . ونحن الآن الموجودين فى 
مكان واحد لا نرى شيئاً فى الجو. ٠‏ لكن انظر إلى حزمة ضوئية - أى ثقب تدخل منه 
أشعة الشمس - فساعة ترى ثقياً يُدخل أشعة الشمس ترى غباراً كثيرأ يسبح 

وللهم أنك لا تراه جاربا إلا فى شعاع الشمس فقط . فهو كان موجودً ونستنشقه ؛ 
فيا الذى جعلنى لا أراء ؟. لانه بلغ من الصغر واللطف مبلغاً فوق طوق العين أن 
تراه ء» فالذرة واحدة من هذا الغبار »واسمه ١‏ اطباء » وواحدة المباء هى الذرة . 


إن الحق سبحانه وتعالى يوضح لنا : أن كل شىء موزون إلى أقل درجات الوزن 
وهو الذرة . وهى الطباء » ونحن لا نراها إلا فى نور محجوز . لاننا فى النور القوى 
لانرى تلك الذرات 0 بل نراها فقط فى نور له مصدر واحد ونافل 0 والحق سبحائه 
وتعالى لا يظلم مثقال ذره . وهذا تمثيل فقط ؛ لأن الذرة يمكن أن تكبر . فالذى يكبر 
يمكن أن يصغر . وقال الحق ذلك ولم يكن عند الإنسانالمقياس الذى يفنت به الذرة . 
وقد حدث أن استطاع الإنسان ذلك . فبعدر الحرب العالمية الأولى صنعت آلمانيا 
اسطوانات تحطيم الجوهر الفرد » أو الجزء الذنى لا يتجزأ كيا كان ب يصفه الفلاسفة 
قدياً ٠‏ ومعنى جزء لا يتجزأ أى لا يمكن أن يأق أقل منه 0 وي 
له مادة إن كان يقبل التكبير فهو أيضاً يقبل التصغير . والمهم أن توجد عند الإنسان 
الآلة التى تدرك السغر. 


ومثال ذلك عندما صعدت الأقيار الصناعية وأخذوا من الجو صورة لمدينة 
نيويورك ؛ خرجت الصورة صغيرة لمديئة نيويورك . بعد ذلك كبروا الصورة ؛ 
فاخرجوا أرقام السيارات التى كانت تسير !. كيف حدث هذا ؟ لقد كانت الصورة 
الصغيرة تحتوى تفاصيل أكثر دقة لا تراها العين المجردة » وعندما يتم تكبيرها ينضح 
كل شىء حتى أرقام السيارات وضحت بعد أن كانت غير ظاهرة . وإن كنت موجودا 
فى نيويورك فى هذه الساعة أكنت تظهر با ؟ لا يمكن أن تظهر . . لاذا ؟. . لأنْ 
صورتك صغرت إلى الحد والقدر الذى لا يمكنك أن تراها وهى بهذا الحجم 
وهكذا 0 فالنور عندما يكون محزوماً 3 فاحزمة الضوئية التى تدخل إلى مكان ما ها 

من القوة التى تظطهر ذرة اطباء الذى م تكن أتراها , 





مالك 
02299-20203222 00 202ظ2 


إذن فتور من الله محلوق ظهرت فيه الذرة ء أيخفى على نور الخالق ذرة ؟ لا يمكن 
أن تخفى عليه سبحانه ذرة ؛ لآن النور الذى خلقه أظهر الذرة والحباء الذى كان 


موجوداً ولا نراه » فلن يخفى على نور النور ذرة فى الأرض 


وهكذا نعرف أن المسألة بالنسبة لله عملية قطعية . وعندما اخترعوا اسطوانة 
تحطيم الجوهر الفرد كانت مثل عصارة القصب . ونحن نعرف أن عود القصب 
يوضع بين عمودين من الحديد . والعمود الواحد اسمه ه اسطوانة » وعندما يضيقون 
الاسطوانتين ثم يمررون عود القصب بينهما . فلا بد أن تكون المسافة بينهها ضيقة حتى 
إذا نفذ عود القمب يُعصر إذن فكلا ضيقت بين الاسطوائتين يزداد العصرٍ » 
ومادامت|الاسطوانتان تجرىكل واحدة مني| عل الاخرى فهنا فراغ ضئيل دان 
وحاول 8 عن تضييق 0 تَقَسِناً يفتت لنا هذه الذرة » وتنجحوا » 


وظن السطحيون الذين يتربصون بالإسلام وبكتاب الله الدواثر » ويريدون أن 
يجدوا فيه منفذاً . قالوا : إن الله قال : « فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره » . على أنها 
أقل شىء وظهر أن هناك أقل من مثقال ذرة لأن الذرة تخطمت . وقلنا فؤلاء و 
أنتم أخذتم آية ونسيتم ‏ آيات » فالقرآن قد جاء معجزة ة ليواجه جتمعات شتى من 
لدن رسول الله إلى أن تقو م الساعة . فلا بد أن يكون فيه ما يشبع العقول من لدن 
رسول الله صل الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة ١‏ ولوات عله لعا تش نجه 
واحدة فى عصر الرسالة الحاءت القرون التالية لسن للقرآن عطاء . فاراد ربنا أن 
يكون القرآن هو المعجزة والمنبج المتضمن للأحكام والكليات , وهذه أمون مفهومة 
بالنسبة لعهد رسول الله صلى لله عليه وسلم وإلى أن تقوم الساعة . لكن لا يزاله 
هناك كونيات ونواميس للحق فى الوجود لم تظهر بعد . فسبحانه يعطى كل عصر على 
قدر اتساع فهمه . 


وعندما نعرف أسرار قضية كونية لا يزيد علينا حكم ٠‏ فعندما نعرف قضية مثل 
كقضية الذرة وتفتيتها ووجود إشارات فا فى. القرآن الكريم لا يزيد ذلك علينا أى 
حكم . بل ظلت الأحكام كا ههى . فالأحكام واضحة كل الوضوح ؛ لأن من 





9940929-0-090 --+---+ 5:21 


يفعلها يثاب . ومن لا يفعلها يعاقب . والناس الذين سبتقوم عليهم الساعة مثل 3 
الناس الذين عاصروا حضرة النبى عليه الصلاة والسلام ؛ لذلك لابد أن 38 
الأحكام واحدة . فمن ناحية أن القرآن كتاب أحكام فهذا أمر واضح وضوحاً 
لا زيادة فيه 0 ول يفهم المعاصر لرسول ابله حكياً ثم جاء الإنسان فى زماننا ليفهم 
حكياً ‏ آخر. بل كل الأحكام سواء . 


والقرآن كمعجزة هو أيضاً معجزة للجميع . ولابد أن تكون هناك معجزة لكل 
جيل . ولكل عصر , ويأق الإعجاز فى الآيات الكونية التى لولم نعرفها فلن يحدث 
شىء بالنسية للأحكام . مثال ذلك : لو لم نعرف أن الأرض تدور أكان انتفاعنا 
بالأآرض يقل ؟ لا . .يتن تفع بالأرض نواه العلينا كرويتها ام .لم ايملع ؛ لكن 
الحق سبحانه وتعالى يواجه العقول بما يمكن أن تطيقه . فإذا ما ارتقت العقول 
وتنورت واستنارت بمقتضى طموحاتها العلمية فى الكون . فالقرآن إن لم يؤيدها فهو 
لا يعارضها . 


وعندما فتتوا الذرة قال المشككون : إن ربنا يضرب بالذرة الكل لأصغر شىء 
٠‏ ومن يعمل مثقال ذرة شرا بره » لكن هناك ما هو أقل من الذرة . ونرد عليهم : 
أنتم نظرتم إلى آية ونسيتم آيات . أنتم لم تنتبهوا ‏ كما قلنا - إلى أن من فتنوا الذرة إلى 
الكرونات وأيزنات وموبجت وسالت ارلا بعد ذلك أن رفحرا ها كيت . والآية التى 
نحن بصددها الآن : « إن الله لا يظلم مثقال ذرة » أرضت العقول الْتى تعرف الذرة 
الأصلية هذه واحدةء ولماذا لا نسمع قول الله : 


0 وما نَكونَ فى سن أن وما فونه من إن ولا تَعْمَونَ من حل لا كنا ليك 


ع م ء را و 


شهووًا ذم نفِيصُونٌ فيه وما يحب عن رَيْك من تقال ذَرَةِ في الأرض وَلَا في 
التَمَآولَآأْسَْرٌ من ذَِكَ وَأ كلاف كت مِينٍ © »4 

( سورة يونس ) 

إذن فهناك ذرة وهناك أصغر من الذرة ؛ ولم تأخذوا فى بالكم أن « أصغر» هذه 

أفعل تفضيل , ولا يوجد أصغر إلا إن وجد صغير . إذن فهناك ذرة » وهناك صغير 


حمححمتح 2:5 22٠ص‏ بوجت 147ل 


عن الذرة » وهناك أصغر من الصغير ء فهناك إذن ثلاث مراحل ؛ فإن فتتوها فلنا 
رصيد فى القرآن يقول بالصغر , فإن فتتتم المفتت , فلنا رصيد فى القرآن بأصغر ؛ » 
لان كل أصغر لا بد أن يسبقه صغير » وإن كنت ستفتت المفتت فيا زال عندنا رصيد 
من القرآن يسبق عفولكم فى الابتكار . فإن قلت تفتيت جازء وإن قلت تجميع 
جاز ب لأنها أصغر وأكبر ٠‏ تفتيت أو تجميع , والمعقول أنك تقول : لا يغيب الأصغر 
اليف ذالئنا 4105" تعبااكظ ويل جز نحطل 
وواضح ؟ 

5 : إن المتكلم هو ربنا  ٠»‏ فالشىء ء لا يدرك إما لأنه لطيف فى غاية الدقة 
بحيث لا تعلق به الباصرة فلا يُرى ‏ وأيضاً لا يُدرك لأنه كبير بصورة أكبر من أن 
تحيط به الباصرة . فحين ترى جبلاً كبيراً على بعد اثنين من الكيلو مترات أو ثلاثة 
فانت لا تدركه ؛ لانه أكبر من أن يحيط به إشعاع بصرك . ولكن الأمر بالنسبة لله 
يختلف فلا يوجد: صخَير يدق لآ يراه + .ولا كبير يكبر لا يراه .: إذن فلا بد.أن تاق 
دولا أصغر من ذلك ولا أكبر»ء. وق آية أخرى يقول سبحانه : 
« يَعْلَْ مَايَلج فى الأرض وَما ترج منها وما يِل مِنَ السمَآه وما يعرج فيا وهو 


ال عدر م 


لحم الْمَفُور دي 4 
رسورة سبا) 


وانظروا إلى دقة الحق فى الرد على الإنكار للساعة وهى قضية كونية تنسحب على 
كل العصور . . فيقرل سبحانه : 


05000 3 0 00 م ملعررير 


« وَمَلَ لذن كمروأ ايت يأل عدم لقي 1 يعزب 
ف فوج 

(سورة سبا) 

كان يكفى أن يقول : إن الساعة آتية » لكنه أوضح : اعرفوا أن الساعة آتية » 

وكل ما فعلتموه معروف , ولماذا يقولون : لا تق الساعة ؟ إن هذا تون من تكذيب 

النفس لأنهم لم يعملوا على مقتضى ما يتطلبه قيام الساعة ‏ فالذى لم يعمل لذلك يود 





اذكه 


29+91 ل سصسص48ِيلح[حلح يصحيبيحه 


لأن من مصلحته ذلك أن تكون مسألة الساعة كذب ؛ لآنه قد عمل أشياء يخاف أن يحاسب 
عليها . فجاء سبحانه بالآية لكى تردٌ على المقولة وعل الدافع للمقولة . وكل مقولة 
ها دافع . لقد كان الدافع لمقولتهم هو إسرافهم على أنفسهم فلم يقدموا عملا صالخا 
فمن مصلحتهم الأمالية ألا تأق الساعة » كى لا يعاقبوا . وسبحاته يعلم أزلا 
ما فعلوا ورد على على المقولة ورد على الدافع الذهنى للمقولة ٠‏ فأوضح سبحانه : أنا عالم 
كل أمر ولن يغيب عنى عمل من أعيالكم . 


وقول الحق فى الآية التى نحن بصدد خواطرنا عنها : « وإن تك حسنة » يعنى : 
وإن يكن الوزن لحسنة يضاعفها الله » وعندما يحدثنا سبحانه عن الحسنة وأنها 
تضاعف ثم لا يتكلم عن السيئة فهذا يدل على أن السيثة بمثلها . والحق قد تكلم 
ععن المضاعفة للحسنة فى كثير من الآيات « والله يضاعف لمن يشاء » . 


وى آية أخرى يقول الحق : 
عر 2 ]امم مده م2 طاامميى عزوم رمد مر 


«١‏ مَل ان نوكم ف سل أمّ تل َب أبن سبع سَايلَ ف سحل 


وعلم وغ م 
ل مأل حبة © 
ا 
( من الآية 71١‏ سورة البقرة ) 
وبعد ذلك يقول : 
ام مه 


د وش يصَعِفُ لمن 411 
( من الآية ١51؟‏ سورة البقرة » 


ففيه فرق بين نظام حساب الحسنات ونظام حساب السيئات . فالحسئنة تضاعف 
لعشر أمثاها نلسبعياثة ضعف . هذا هو نظام الحساب . وإرادة خالق هذا النظام 
تعطى كبا تريد + إذا كنا نحن كبشر عندما توظف واحداً نقول : أنت تدخل 
ادلم الوظيفى , وتبدأ السلم الوظيفى من أول درجاته ثم تترقى درجة بعد درجة » 
ثم يأق رئيس الدولة ليعينك فى درجة أعلى من ذلك بكثير » فا بالنا بحساب الرب 
الاعلى ؟ إنه يعطى بعملية حسابية فيها زيادة فضل ؛ ولذلك قال بعد هذه الآية : 
« وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظييا » أى إنه سبحانه يعطى من 
عنده ذلك الأجر العظيم » ؛ وهذا اسمه و محض الفضل ٠‏ وكيف يسميه الله أجرأ مع 





مالك 
حمححمحص صوص ص محص و ٠وص‏ حصوص0 نأزضاقأله 


أنه زائد ؟ لأن هذا الفضل جاء تابعا للأجر . فإذا لم يعمل الإنسان هذا العمل فإنه 
لا يستحق أجرا. وبالتالى فلا ينال فضلا وحين يضرب الله الأمثال للناس فذلك 
لتقريب المعان .؛ لان الله قاله والله صادق فيها يقول .» فيعطى الحق سبحانه وتعالى 
مُثلا إيناسية فى الكون » حتى لا تستبعد أن الحسنة تذهب هذه الأضعاف المضاعفة . 
فيوضح لك : هذه الأرض أمامك هات حبة واحدة وضعها فى الأرض تخرج لك 
سبع سنابل وكل مسئبلة فيها مائة حبة فإذا كانت الأرض - وهى مخلوقة لله أعطت 
سبعاثة ضعف . فكم يعطى من خلق الأرض ؟ إنه يعطى بغير حساب . 


إذن فكلمة «من لدنه » هذه تعطيك الباب الواسع الذى يتناسب مع الله . 
فالأرض تعطيك على قدر جهدها , وعلى قدر العناصر الغذائية الموجودة فيها . . 
والذى عنده وبيده الخير وخلق كل الكون يوضح : إذا كان خلق من خلقى يعطى 
حتى الكافر . سبعيائة ضعف قفالذدى خلق هذا يعطى للمؤمن أجرا للحسنة 
بلا حدود ؛ ولذلك فالإيناسات التمثيلية فى الكون يتركها الله لتقرب للعقل المعنى 
البعيد الذى فد يقف فيه. فالإنسان منا مادة: هى البدن وتحل فيه الروح. وعندما تسحب 
الروح من البدن . ماذا يصير ؟ يصير الجسد رمة . ويتحلل لعوامله الأولى وتنتهى 
منه مظاهر الحياة . 


إذن فالروح هى السبب فى الحركة . وق أن كل جهاز يقوم بعمله . وفى النمو. 
وعندما تسحب الروح ينتهى الأمر إن الروح هى التى تدير كل هذا الجسم . 
والروح لا لون لهاء. ولا أحد يراهاء ولا يشمها كاثئن .» فكيف ندركها إذن ؟ 

نقول : إن الجوهر الذى يدخل فى جسدك ويعطيه الحركة فيديره . أنت لا تراه 
ولا تحسّه. وهو غيب بالسبة لك . فإذا خدّئت أن ربك غيب فلا تتعجب » 
فروحك التى بين جنبيك لا تعرف كنبها . وعليك إذن أن تصدق عندما يقال لك : 
ربك ليس بمحدود بمكان وعدنما يقول سبحانه : 

4 
1 (من الآية ٠١‏ سورة الانعام ) 


فكلنا نقول : نعم هذا كلام صحيح , لأنه إذا كان هناك تلوق لله وهو الروح لم 





الكل 


ه١٠١‏ وح حوصصوححموحصصوكخصمصعه 


تدركه الأبصارء أفتريد أن يُدرّك من خُلّقٌ ؟ لا يمكن.وهو سبحانه من عظمته أنه 
لابدرك . 


وسبحانه يقول : « ويؤت من لدئه أجراً عظياً » ونقف عند كلمة « من لدنه » . 
ونعرف أن فيه فرقا بين الإتيان بالناموس ‏ وهو النظام الموضوع -والمطاء المباشر ؛ 
وعندما يقول الحق : « من لدنه » فهذا يعنى أن الوسائط تمتنع . ونعلم قصة سيدنا 
موسى عندما ذهب ليقابل العبد الصالح قال تعالى فى وصف العبد الصالح : 
« وَعَلْته من لَدنَ 4 

( من الآية 78 سورة الكهف ) 

وهذا يعنى أن العبد الصالح قد تعلم ليس بوساطة أحد . بل من الله مباشرة ١‏ 
بدليل أن الذى جاء ليتعلم منه وتعلم منه ثم وقف معه فى أمور جاءت على خلاف 
ما تجرى به الئواميس والعادات.فكلمة و من لدنا » تعنى تجاوز الحجب , والوسائط » 
والانظمة . 


والحق سبحانه يحترم أصل عملك ويسمى عطاءه لك « أجرا » ؛ لانه أعطى من 
لدنه بعدما أعطى له النصيب المقدر كأجرء وهذا الأجر موصوف بأنه عظيم ؛لأنه 


ثم يقول الح : 
سه سر ام 05 02000 2<- 

+9 مَكْنكَإِدَاحعْنَامنَكلأَمَم هيار 

وَحِعْتَاِكَ عَلَ مَنؤْلكهِ سيدا (© 67 


وساعة تسمع كلمة « كيف » فاعرف أن هناك شيئا عجيبا » تقول مثلً : أنت 
سببت السلطان فكيف إذا واجهوك ووجدته أمامك ماذا تفعل ؟ كأن مواجهة 





>+ 222+ ذو سوه 


السلطان ذاتها مسألة فوق التصور . . فكل شىء يتعجب منه يؤق فيه ب« كيف » » 
ومثال ذلك قوله الحق : 


) كك كار ةبق‎ ١ 
) (من الآية 14 سورة البقرة‎ 


وهذا يعنى تعجيبا من مصيبة وكارثة هى الكفر بالله » فقولوا لنا : كيف جاءت 
هذه ؟ إنها مسألة عجيبة » ونقول : فكيف يكون حال هؤلاء الكافرين » كيف يكون 
حال هؤلاء العغصاة . فى يوم العرض ١!‏ لأخير . « فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد : 
و والشهيد » هو: الذى يشهد ليقرر حقيقة , ونحن تعلم أن الحق أخبرنا : 

2 و إنامن أمّة : إلا خلا فيا تذير »# 
( من الأية 4" سورة فاطر) 


وهذا النذير شهيد على تلك الأمة أنه بلغها المنبج » ورسول الله صلى الله عليه 
وسلم شهيد على أمته أنه بلغ . فقوله : « وجتئنا بك عل هؤلاء » من هم ؟ ننظر 
قوله : « فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد » وهو رسوها الذى بلغ عن الله منبجه . 
وكيف يكون الموقف إذا جاء وقال : أنا أبلغتهم الموقف ولا عذر لهم لأنتى أعلمتهم 
به. « وجئنا بك » يا محمد صلى الله عليك وسلم د على هؤلاء » فهل المعني 
بو هؤلاء » هم الشهداء الذين هم الرسل أوعلى هؤلاء المكذبين لك ؟ وتكون أيضاً 
نويد عل مزه بكلا اك جود ول جك 5ن لين انان بق 0101 


لأن الله جاء بكتابه المعجزة وفيه مايثبت أن الرسل قد بلغوا امهم ء» فكآن 
الرسول حين سّجل فى كتابه المعجزة وكتابه المنبج أن الرسل قد بلغوا أنمهم فهو 
سيشهد أيضاً : هم بلغوكم بدليل أن ربنا قال لى فى كتاب المعجزة وفى المنبج . 
ويكون رسولنا شهيداً على هؤلاء المكذبين الذين أرسل إليهم وهم أمة الدعوة.فالمعنى 
هذا يصلح . وكذلك يصلح المعنى الآخر . ولايوجد معنى صحيح يطرد معنى صحيحا فى 
كتاب الله . وهذه هى عظمة القرآن . إن عظمة القرآن هى فى أنه يعطى إشعاعات 
كثيرة مثل فص اماس . فالماس غال ونفيض , لانه قاس ويكسر به وكل ذرة فيه لها 
شعاع . المعادن الأخرى لا إشعاع واحد. لكن كل 4 الماس ها إشعاع ؛ 
ولذلك يقولون إنه يضوى ويبتلالا » فكل ذراته تعطى إشعاعا . 





ملكا 
١١ ١١‏ إجوويت :9214.5 1-2290 


والحق سبحانه وتعالى يوضح : أن حال هؤلاء سيكون فظيعاً حينا يأق يوم 
العرض يوم القيامة » ويقولون : إننا بلغناكم 3 أو الحق سبحانه وتعالى عرض هذه 
المسألة بالنسبة للرسل وأنمهم ٠»‏ وبالنسبة لسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم وآمته 
أو للأمم كلها ٠»‏ فنحن أيضاً سنكون شهداء : 


« لتكونوا لآ عل ألناس و يكون سول رفيا 9 
(من الأية 1١57“‏ سورة البقرة » 
حل رساي اس د سيوس الأمة الوحيدة التى 
أمنها الله على أن يحملوا المنبج إلى أن تقوم الساعة : فلن يان اليا أبن بعد رول 


الله . فيقول : « لتكونوا شهداء على ا ويكون الرسول عليكم شهيدا » إذن 
فنحن بنص هله الآية أخذنا امتداد الرسالة . 


عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : 
5 
اقرأ على القرآن فقلت يارسول الله : أقرا عليك وعليك أنزل ؟. 


قال : نعم إنى أحب أن أسمعه من غيرى » فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى 
هذه الآية ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجثنا به عى هؤلاء شهيدا ) فقال: 
حسبك . فإذا عيناه تذرفان الدموع 0 


فإذا كان الشهيد بكى من وقم الآية فكيف يككون حال المشهود عليه ؟ الشهيد 
الذى سيشهد بكى من الآية . نعم؟لانك تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم 
ملء قلبه رحمة بأمته , ولذلك قلنا:إن حرص رسول الله صل الله عليه وسلم على أمته 
جعل ربه يعرض عليه أن يتولى أمر أمته . بعد أن علم سبحانه مدى عنايته صلى الله عليه وسلم 
بيده الأآمة : 


ىال ا ف ل له 
© لعلك بدخع نفسك ألا يكونوأ مؤمنين #2 
( سورة الشعراء ) 





. رواء البخارى ومسلم واحمد‎ )١( 





22+29 ص مص حيصت نوراه 


فأمر أمته صل الله عليه وسلم كان يقلقه جداً على الرغم من أن الحق سبحانه قد 
أوضح له : أنت عليك البلاغ وليس عليك أن تهدى بالفعل . وهو صل الله عليه 
وسلم يعرف هذا 5 إئما حرصه ورحمته بأمته جعله يحب أن يؤمنوا » وعليه الصلاة 
والسلام خاف على أمته من موقف يشهد فيه عليهم ضمن من سيشهد عليهم يوم 
الحشر . فلما رأى الحق سبحانه وتعالى أن رسوله مشغول بأمر أمته قال له : لو 


وانظر إلى العظمة المحمدية والفهم عن الله . والفطنة . فقال له : لا يارب . 


ؤكأنه صلى الله عليه وسلم يقول للخالق : ٠‏ أتنقل مالتهم فى يدى وأنا 
أخوهم . إنما أنت ربى وربهم . فهل أكون أنا أرحم بهم منك ؟ لقد كان من المتصور 
أن يقول رسول الله : نعم أعطنى أمر أمتى لكنه صلى الله عليه وسلم قال : يارب 
أانت أرحم بهم منى . فكيف يكون رد ألرب عليه ؟. قال سبحانه : فلا أخزيك 
فيهم أبدا, وسبحانه يعلم رحمة سيد البشر محمد صل الله عليه وسلم بأمته . 


عن عبدالله بن عمرو بن العاص ‏ رضى الله عنها ‏ أن النبى صلى الله عليه وسلم 
ثلا قول الله عز وجل فى إبراهيم : « رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى 
فإنه منى . . »وقول عيسى عليه السلام : « إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم 
فإنك أنت العزيز الحكيم ٠‏ فرفع يديه وقال : « اللهم أمتى أمتى وبكى . فقال الله 
عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك :؟ فاتاه جبريل 
عليه الصلاة والسلام فسأله فأخيره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو 
أعلم . فقال الله : «ياجيريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك فى أمتك 
ولا نسوؤك 2206 . 

« فكيف إذا جئنا ؛ أى كيف يكون حال هؤلاء العصاة المكذبين . . « إذا جثنا من 
كل أمة بشهيد » أنه أدّى وبلغ عن الله مراده من خلقه . و وجئنا بك على هؤلاء 
شهيدا » ؟ 
97 روه سبلم 








8 
5 


ى::١‏ اسمس سمس محص مص حص دصه 


ويقول الحق من بعد ذلك : 


يوم ف لين قتا تطعا سول 
50-6 لايكمون أسَّحَدِينا 0 


وساعة ترى « يومئذ » وتجد فيها هذا التنوين فاعلم أنه عوضص عن شىء محذوف 
ا ا 0 : يوم إِذْ نجىء من كل أمة بشهيد وتكون 

نت عليهم شهيدا . فى هذا اليوم ه يودٌ الذين كفروا وعصو الرسول ٠‏ لأنهم فوجئوا 
بعملية كانوا يكذبوتها ء فلم يكونوا معتقدين أن الحكاية جادة . كانوا يحسبون أن 
كلام الرسول مجرد كلام ينتهى ٠ ١‏ فعندما يفاجئهم يوم القيامة ماذا يكون موقفهم ؟ 
« يود الذين كفروا وَعَصَوًا الرسول لو تُسوّى بهم الأرض » وما معنى « تُسوى بهم 
الأرض » ؟ كيا تقول : سأسوّى بفلان الأرض ؛ أى تدوسه دوسة بحيث يكون فى 
مستوى الأرض . 


«ولا يكتمون الله حديثا » . فكيف لا يكتمون الله حديثا ؟ وهو قد قال فى آية 
أخرى : 
( قل اخسغوا فنا امون و » 

( سورة المؤمنون ) 

قال الحق ذلك عنهم لان الأمر له مراحل : فمرة يتكلمون . ويكذبون . فهم يكذبون عندما 
يقولون : 
« وال رَبنَاماكُنا مف كين 9 » 

وسيقولون عن الأصنام التى عبدوها : 
والح رع 


(من الآية 75 سورة الأنعام » 


رمن الآية 8 سورة الزمر) 





لتكلا 


وو 25 09009-0-9-22222--00110-0 


إذن فقوله : دولا يكتمون الله حديثا» دليل عل أن الحديث مندفع ولا يقدر 
صاحبه أن يكتمه . فالكتم : أن تعوق شيئا يخرج بطبيعته من شىء آخر فتكتمه . 
والواحد منهم ىق الأخخرة : لا يقدر أن يكتم حديثا ا لأن ذاتية النطق ليست فى أداة 
النطق كا كان الأمر فى الدنيا فقط . بل سيجدون أنفسهم وقد قدموا إقرارات 
بخطاياهم . وبألسنتهم وبجوارحهم ؛ لأن النطق ليس باللسان فقط . فاللسان 
سيشهد . والجلود تشهدء واليدان تشهدان » بل كل الجوارح تشهد . 


إذن فالمسالة ليست تحت سيطرة أحد . لاذا ؟ ؛ لأن هناك ما نسميه « ولاية 
الاقتدار » ء» ومعناها أن : هناك قادراً . وهناك مقدور عليه . ولكى نقرب 
الصورة ء عندما توجد كتيبة من الجيش وعليها فائد . وبعد ذلك قامت الكتيبة فى 
مهمة . والقانون العام فى هذه المهمة : أن يجعل هذا القائد قادرية الأوامر وعل 
الجنود طاعته ؛ وألا يخالفوا الأوامر العسكرية . فإذا أصدر هذا القائد أمراً تسبب فى 
فشل معركة ما وذهب الجنود للقائد الأعلى منه . ويسمونه الضابط الأعلى من 
الضابط الصغيرء فيكون للجنود معه كلام آخخر. إنهم يقدرون أن يقولوا : هو 
الذى قال لنا ونفذنا أوامره 5 


أقول ذلك لتقريب المعنى لحظة الوقوف أمام الحق سبحانه وتعالى . فحينما خلق 
سبحانه الإنسان خلق جوارحه منفعلة لإرادته . وإرادته مكيفة حسب اختياره . 
فإرادة الطائع إطاعة أمر واجتناب خبى ٠‏ وإرادة العاصى على العكس ؛ لا يطيع الأمر 
ولا يتجنب المنبى عنه.قواحد أراد أن يشرب الخمر ٠‏ فرجله مشت . ولسانه نطق 
لجل الذى يعطيه الكاس . ويده امتدت وأخذت الكأس وشرب . والجوارح الى 
تقوم ببذه العملية هى خاضعة لقادرية إرادته » فقد خلقها ربنا هكذا . وبعد ذلك » 
حين تذهب إلى من دبر هذا الأمر فى الآخرة تقول له : يارب هو عمل بى كذا وكذا ٠‏ 
ماذا ؟ لآن قادرية الإرادة امتنعت : 


م يوثء 2 0 2 مع 2 
لق لمن الك الوم لاود الور جه » 
رهن الآية ١‏ سورة غافر) 


وليس لى ولا لأحد إرادة فى الآخرة . ومادام ليس لى إرادة فاليد تتكلم وتعترف : 
عمل ب كذا كذا وكنت يارب مقهورة لقادرية إرادته التى أعطيتها له فبمجرد ما يريك 





ايك 
2222244-2-432 


فأنا أنفذ . عندما أراد أن أضرب واحداً لم أمتنع . ويعترف النسان بسبّه لفلان . أو 
مدحه لآخر . إذن فكل هذه ولاية القادرية من الإرادة على المقدورات من الجوارح . 
لكن إذا ما ذهبت إلى من وهب القادرية للإرادة ؛ فلا يوجد أحد له إرادة . فكان 
الجوارح حين تصنع غير مرادات الله بحكم أنها خاضعة للمريد وهو غير طائع تكون 
كارهة؛لذلك تفعل أوامر صاحبها وهى كارهة . فإذا ما انحلت إرادته وجدت 
الفرصة فتقول ماحدث : 


: وكالواً وده لم يدنم 0 َالو أنطفنا الله اذى انط كل و4 


(من الآية 17١‏ سورة فصلت)» 


« يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض » . لآن الكافر 


سيقول : 
( يلتىكت ربا ج »4 


( من الآية 4٠‏ سورة النبا) 
ويقول الحق بعد ذلك : 


عار رع ناته 1 
سه أؤجسآ مه وكين الفط أ 
20 ا كك 
بأ تسخ رأ يروخ ربدي | 00 


عَهُوَا عَهُورًا موري د 





433542+-0900242-0-<--2209620229 د له 


هنا ينقلنا الحق من الأوامر » من العبادات وعدم الإشراك بالله . من التحذير من 
النفقة رثاء الناس وأنه سبحائه لا يظلم أحداً وأننا كنا ستجتمع أمامه يوم لا ظل إل 
ظله, بعد ذلك أراد أن يصلنا به وصل العبادية التى تجعلك تعلن ولاءك لله فى كل 
يوم » خمس مرات ٠‏ وسبحانه يريدك أن تقبل عليه بجماع عقلك وفكرك وروحك 
بحيث لايغيب منك شىء . 


هو سبحانه يقول : « لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ٠‏ ولم يقل : لا تصلوا وأنتم 
سكارى ؟ أى لا تقاربوا الصلاة ولا تقوموا إليها واجتنبوها . وفيه إشارة إلى ترك 
المسكرات . فا معنى «لا تقريوا الصلاة وانتم سكارى »؟ معنى ذلك أنهم إذا كانوا 
لا يقربون الصلاة إذا ما شربوا الخمر . » فيكون تحريم المسكرات لم يأت به التشريع 
بعد . فقد مرّ هذا الأمر على مراحل ؛ لآن الدين حينم) جاء ليواجه أمة كانت عل 
من الرسل أي بعدت صلتها بالرسل ؛ فيجىء إلى أمر العقائد فيتكلم فيها كلاماً 
م سن ع إضداء الشرك بالله هذه أمور ليس فيها 
مراحل . ولا هوادة فيها . لكن المسائل التى تتعلق بإلف العادة ء فقد جاءت الأوامر 
فيها مرحلية . فلا نقسر ولا نكره العادة على غير معتادها بل نحاول أن نتدرج فى 
المسائل الخاضعة للعادة مادام هناك شىيء يقود إلى التعود . 


إن الحق سبحانه وتعالى من رحمته يمن يشرع هم جعل فى مسائل العادة والرتابة 
مرحليات » فهذه مرحلة من المراخل : ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ٠ ٠‏ 
والصلاة هى : الأقوال والافعال المعروقة المبدوءة بالتكبير والمنتهية بالتسليم بخزالطها 
الخاصة . هذه هى الصلاة » اصطلاحياً الإسلام وإن كانت, الصلاة فى المعنى 
اللغرى العام هى : مطلق الدعاء , 


وه سكارى » جمع د سكران ٠»‏ وهو من شرب مايستر عقله , واصل المسالة 
ماخونة من القكر ما ساديم لبر ؟ تاماء حين ينساب يضعون سدك ٠‏ هذا السد يمنع ندفق 
الماء : كذلك الخمر ساعة يشربها تمنع تدفق الفكر والعقل ».فاخ .من هذا المي + 
« لا تقربوا الصلاة وأند نتم سكارى » المفهوم أن الصلاة تأخذكم خسة أوقات للقاء 
الله » والسّكر والثمار اما 0 المسكر فى النفس . ومادام لن يقرب 
الصلاة وهو سكران فيمتنع فى الأوقات المتقاربة بالغهار . إذن فقد حملهم على أن 





نل [اكنا' 


حصو بره ١١‏ إوح040234292404-224205590-ك-ك 


يخرقوا العادة بأؤقات يطول فيها أمد الابتعاد عن السّكر . وماداموا قد اعتادوا أن 
يتركوها طواك النبار وحتى العشاء . فسيصلى الواحد منهم العشاء ثم يشرب وينام . 
إذث فقد مكث طوال النهار ' يشرب ء هذه مرحلة من المراحل » وأوجد الحق 
سبحانه وتعالى فى هذه المألة مرحليات تتقبلها النفس البشرية . فأول ما جاء ليتكلم 
عن الخمر قال : 
دين قت اق لأغتب ونه صخرا رذق حت 
9 (من الأية 11 سورة النحل ) 
ويلاحظ هنا أن « السّكَر » مقدم . على الرزق الموصوف بالحسن . ففيه سكر وفيه 
رزق . كأنهم عندما كانوا يأكلون العنب أو البلح فهذا رزق » ووصف الله الرزق 
بأنه حسن . لكتهم كانوا أيضا يأخذون العنب ويصنعون منه. خمرا . فقدم ربنا 
« الشّكَرَ» لأنهم يفعلون ذلك فيههولكنه لم يصفه بال حسن . بل قال : ١‏ تتخذون منه 
سكراً ٠:‏ . لكن كلمة دزف وُصفت بالحسن . 3 
بالله عندما نسمع د سكرا ورزقا حسنا » ألا نفهم أن كونه سكرا يعنى غير حسن . 
لأن مقابل الحسن : قبيح . وكأنه قال : ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه 
سكرا أى شرابا قبيحا ورزقاً حسناء ولاهتيامكم أنتم بالسكر . قدمه . وبعد ذلك 
ماذا حدث ؟ عندما يريد الحق سبحانه وتعالى أن يأق بحكم تكون المقدمة له مثل 
النصيحة ؛ فالنصيحة ليست حكما شرعيا . والنصيحة أن يبين لك وأنت تختار. 


يقول الحق : : 
0000 ا 5 ا ا ل ان عقوعد 0 
و ينوك عي اشير امير فل فيم مكبر وفع لذي وإه1أ قم 
من تَفْعَهمًا 4 


(من الأآية 7١9‏ سورة البقرة ) 

هو سبحانه شرح القضية فقط وأنت حر فى أن تختار فقال : دقل فيهما إثم كبير 

ومنافع للناس » ولكن الإئم أكبر من النفع . فهل قال ثنا ماذا نفعل ؟ لا ؛ لأنه يريد 

أن يستأنس العقول لترجح من نفسها الحكم . وأن يصل الإنسان إلى الحكم بنفسه . 

فسبحانه قال : « وإثمهها أكبر من نفعهيا» فيادام الإثم أكبر من النفع فيا 

مرجحات البدائل ؟ مرجحات البدائل تظهر لك حين تقارن بين بديلين ثم تعرف 
أقل البديلين شرا وأكثر البديلين خيرا . 





02222222-22-2424 أواله 


فحين يقول الحق : « فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهها ٠‏ إذن 
فهذه نصيحة . ومادامت نصيحة فالخير أن يتبعها الانسان ويستأمن الله على 
نصيحته . لكن لا حكم هناء فظل هناك ناس يشربون وناس لا يشربون » وبعد 
- حدثت قصة من جاء يصلى وقرأ سورة الكافرونء ولآن عقله قد سدّ 
: قل يأأيها الكافرون أعبد ما تعبدون فوصلت المسألة ذروتها وهنا جاء الحكم 
بالواس ا ات حر » لكن سكرك لا يصح أن يؤدى بك أن 
تكفر فى الصلاة . فلا تقرب الصلاة وأنت محمور هذا نجى ٠‏ ا وتكليف . 
دلا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى » ومادام لا نقرب الصلاة ونحن سكارى 
فسناخذ وقتأ ممتنع فيه . إذن ففيه إلف بالترك . ويعد ذلك حدثت الحكاية التى طلبوا 
فنا ألاائقق الرسوئه انلق الانغلية ولوق لبر القمر»كقالوة لين 3 بين نا 
الخمر بيانا شافياً » فنزل قوله الحق : 
« إنا حمر وَالْميسر والأنصاب والأزلدم رجس مَنْعحل الشبطئن فاجتديره 4 
رمن الآية +4 سورة المائدة ) 
إذن فقوله : « ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى » . مرحلة من 
مراحل التلطف فى تحريم الخمر . : عرتها رسا هذا رم عر انوت ننج زلا 
الإنسان فيه ربه . إنّه أوضح لك انط ذا لوديا حي لك لعا 
بجياع فكرك وجماع عقلك , «حتى تعلموا ما تقولون » فكأن هذه أعطتنا حكياً : ] 
الذى يسكر لا يعرف ماذا يقول , اي 00 
فى المسائل العادية فليقل ما يقول . إنما فى العبادة وى القرآن فلا يصح أن يصل إلى 
هذا الحدٌ . وعندما تصل إلى هذا الْحدٌ يتدخل ربنا فيقول : ١‏ لا تقربوا الصلاة وأنتم 
سكارى حتى تعلموا ما تقولون ». 


جاء ببحكم آخر . ٠‏ ولا جتباً إلا عابرى سبيل حتى تختسلوا ؛ ومعروف ما عى 
عد : إنها الأثر الناتج من التقاء الرجل بالمرأة . ويقال : إنها اللذة التى يغيب فيها 
كياد ا ا « جماع اللذات » ؛ لآنها تعمل فى البدن تلك 
الرعشة المخصوصة التى تأخذ خلاصات الجسم , ولذلك قيل : إنه نور عينيك ومخ 
ساك فأكثر منه أو أقلل.يعنى أنا أعطيك هذه للقدرة وأنت حر ونحن نغتسل لتعيد 
النشاط إلى النفس البشرية » وليس لأحد شأن مبذه المسائل مادامت تتم فى ضوء 





التكيا 


تا صمح حمست وح مح مح حو جه 


ع 


شريعة الله وشأننا فى ذلك أن تأتمر بأمر ربنا ونغتسل من الجنابة سواء فهمنا 
الحكمة من ورآء ذلك اف ل نفهم : 


:ولا جنباً إلا عابرى سبيل ٠‏ إذا كان المراد بالصلاة . فلا تقربوا الصلاة » 
بالسكر أو بالجنابة ولم يقل : ولا تصلوا : . والصلاة مكانها النسجد » فقول : رلا 
تقربوا الصلاة وأنء نتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً» . أى لا تقربوا 
السام «القاب قر قا نيك انا الصسكلة » فكانه يقول : لا تذهب إلا إذا 
كان سيد لا طرى للاء إلا متهم 


« وإن كنتم مرضى أو على سفره أى كان عندكم عذر بنع من الماء . « أو جاء أحد منكم 

من الغائط » . و ١‏ الغائط » هو : الأرض الوطيثة . المشابطة قليلا ٠»‏ وكانوا يقضون 
ليها حيتت راصي .خلا عل شاد الكاجة. .وك وان فا يكل تنبا بأشراء 
كثيرة فيقول واحد : انا أريد أن أذهب إلى « بيت الماء » ويتساءل آخر أين « دورة 
المياه ؟ » وفى هذا تلطف فى الإخبار عن عملية تستقذرها النفس ؛ ولذلك نقول فى 
العبارات الشائعة : أنا ذاعب - أعمل زى الناس - يعنى أنا لست بدعاً أن أفضى 
حاجتى . فكل الناس تعمل هذا. 


فربنا سبحانه وتعالى يقول : «أو جاء أحد منكم من الغائط أو لا مستم النساء 
فلم تجدوا ماءٌ فتيمموا صعيداً طيبا ؛ ومن رحمة الله بأمة محمد صل الله عليه وسلم » 
و لاا يا أن اندرو جه ليجل عله للزلا بتري لاتقل 
مثلا : أنا انوضاً لكى أنظف نضى ولكننا نقول لك : هل تتوضأ لتنظف نفسك وعندما 
تفقد اللماء تأى بئراب لتضعه على وجهك ؟ فلا تقل لى النظافة أو كذاء نه استباحة 
الصلاة بالثىء الذى فرضه الله . فقال لى : توضا فإن لم تجد ماءٌ فتيمم . أينقلنى من 
الماء الذى ينظف إلي أن أمسح فى بالتراب ثم ابم نعم م لأن 
المسألة أمر من الله فهمت علته أو لم تُفهم ؛ ولذلك فالنبى عليه الصلاة والسلام 
يقول : د أعطيتٌ خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبل : نصرت بالرعب مسيرة شهر 
وجعلت لى الأرض مسجداً طهورا فأما رجل من أمتى أدركته الصلاة فليصل وأحلت 
لى الغنائم ولم تحل لأحد قبل وأعطيت الشفاعة وكان كل نبى يبعث إلى قومه خاصة 





290222026 0 ادع 


وبعئت إلى الناس عامة 206 


فتيمموا صعيداً طيباً ٠.»‏ أى أن تكون وائقا أنه ليس عليه تجاسة ء و« فامسسحوا 
بوجوهكم وأيديكم » . المسألة فيها و جنب ٠‏ وفيها كذا وكذا ١وتيمموء‏ إذن 
فكلمة و فامسحوا بوجوهكم وأيديكم ٠‏ ليس ذلك معناه أن التيمم حَلّف وبديل عن 
الوضوء فحسب ء؟ م ففى الوضوء كنت أقضمض ٠‏ وكنت أستنشق اابة أغسل 
الوجه » وكنت ا اليدين 0 وأمسح الرأس والاذنين 6 ٠‏ معلل ع وأنا أتكلم عن 
الأركان والسئن . وفى هذه الو الحق : مادامت المسألة بصعيد طيب وتراب 
فذلك يصح سواء أكانت للحدث لأسخر أم للجنابة , إذن فيكفى أن تمسح بالو. لوجه 
واليدين . 


« فامسحوا بوجوهكم وأيذيكم » وتساءل بعضهم : أهى ضربة واحدة نلمس بها 

الأرض أم ضربتان ؟ نقرل : سبحانه قال : و فامسحوا بوجوهكم وأيديكم » . 
وبعض العلياء قال : ضربة واحدة . وبعضهم قال : ضربتان وكلها تيسير . وهذآ 
التخفيف مناسب لكلمة العفوء. فيقول الحق : « إن الله كان عفواً غفوراً » ولكن 
ماذا حدث هنا ليذكر المغفرة ؟ لأله غفر وستر علينا المشقة فى ضرورة البحث عن الماء ويسر 
ورخص لنا فى التيمم 


ويقول الحق بعد ذلك : 


حم + أَلْْمرَ 1 ألْذينَ ا أ نصِيبَاسَ الكت 


مه مع م2 لمر 


سرون الصَلرْدٌ يدود أن تَضِلْوابيلَ 4 


حين يريد الحق سبحانه وتعالى أن يؤكد قضية من قضايا الكون ليمهد لقضية من 
قضايا العقائد التى تحرس نظام الكون فهو يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلمْ 
0 الماك ومسلم والنسائى عن جابر . 





١١‏ احصوحصحموص حصحموحص حم حمصحصيميصه 


بقوله : « ألم تر . والرؤية عمل العين ‏ وعمل العين متعلق بانكشاف الاحداث 
التى تتعرض ها العين ‏ والشىء المرئى دليله معه , لان الثىء المسموع دليله يؤخذ 
من صدق قائله » وصدق قائله أمر مظنون . أيكذب أم يصدق ؟ أما المرئى فدليله 
معه ؛ ولذلك قالوا : ليس مع العين أين . أى أنك إذا رأيت شيئا فلا تقل:أين هو 
وليس الخير كالعيان . فالخير الذى تسمعه ليس كالمشاهدة . إذن فالمشاهدة دليلها 
معها. فلا يقال:دلل على أن فلاناً يلبس جلباباً ابيض وأنت تراه . 


إذن فحين يريّد الحق أن يؤكد قضية يقول : أرأيت . ولذلك فأنت إذا 
حدثت إنسانا عن انحراف إنسان آخر . قد يصدقك وقد لا يصدقك . لكن إذا مارأيت 
الإنسان يلعب ميسراً أو يشرب حرأ ثم تقول لمن حدثته من قبل : إرأيت من قلت 
لك عليه ء كأن الرؤية دليل . والحق سبحانه وتعالى حين يخاطب رسوله صلى الله 
عليه وسلم بقوله : « أرأيت ٠‏ ننظر إلى الأمرء فإذا كان مشهوداً لرسول الله صلى الله 
عليه وسلم وهو يراه بذلك تكون «٠‏ أرأيت » على حقيقتها » كبا يقول له : 


« أرعيتَ الذىينئ © عبد إذْاضقٌ بج.» 
(سورة العلل ) 
اس لاسن ار رآه ٠‏ قتكون ه أرأيت » على حقيقتها أم ليست على 
حقيقتها ؟ وماذا يق بهمزة الاستفام « أرأيت ٠‏ ؛ على الرغم من أنه صلى الله عليه 
وسلم قد رأى من ينهى إنساناً عن الصلاة وناذا م يقل : ٠‏ رأيت الذى ينهى عبداً إذا 
ضل 6 لا ؛ لآن الحق يريد أن يؤكد الخخين مراحل.. هَمَرة يكون اتير خبرا تسمّعة 
الأذن . ومرة يكون رؤية تراه » ومرة لا يقول له : أن رايت١.‏ ولكن يستفهم منه 
ب« أرأيت » لكى ينتظر منه الجواب . وبذلك يأتى الجواب من المخاطب نفسه وليس 
من المتكلم » وهذه آكد أنواع البيان وآكد ألوان التحقيق ٠.‏ فحين يخاطب الحق 
سبحانه وتعالى بقوله : ٠‏ ارأيت ه ثقول : أكان ذلك مشهداً لرسول الله رآه ٠‏ فتكون 
الرؤية على حقيقتها . فإذا كان الأمر لم يكن معاصراً لزسول الله ثم يخاطب الله رسوله 
بقوله : ١‏ 


ا« عع ري ع م لمم ع4 م 


« أل رين َعلَ يكحب الفيل وي » 
( سورة الفيل » 
0 ال اأسيماب التق غانوا: عام عقاف سبل قاد اعليد وطلم + لهو حن 





الوكلا 


جوج :4-09-0-04-22<5222- 


يخاطب رسوله لم يكن المشهد أمامه ء فو ألم ترء هنا بمعنى أعلمت ٠‏ ولماذا عدل 
هنا عن أعلمت إلى قوله : ألم تره؟. لان الحق سبحانه وتعالىي حين يخاطب 
رسوله بأمر منه فهو يوضح له : إن أخيرتك بشىء فاعلم أنى أصدق من عينك » فإذا 
قال سبحانه : و ألم ترء فهذا يعنى أنك علمت من الحق سبحانه وتعالى » وإخبار 
الحق ليس كإخبار الخلق ؛ لآن إخبار الخلق يحتمل الصدق والكذب . لكن إخبار 
الحق لا يعنى إلا الصدق . إذن فرؤية عينك فد تخونك ؛ ؛ لأنك قد تكون غافلا 
فلا ترى كل الحقيقة , لكن إذا أخبرك الحق سبحانه وتعالى فسيخيرك بكل زوايا 
الحقيقة . إذن فإخبار الحق أوثق وآكد من رؤية العين وسبحانه عندما قال : 


ف انث متئج عبد إذاسق ه» 


( سورة العلق ) 
هذه مثلت الأولى » وحين قال سبحانه : 
ع 0 2 
و ألرَتَكلَي دمب اليج » 
( سورة الفيل ) 


كأنك تراهم الآنء فدالم ترء تعنى كأن المشهد أمامك . 


إذن فوسائل تأكيد الأشياء : خبر من خلق يحتمل الصدق ويحتمل الكذب . هذه 
واحدة . ورؤية من خلق تحتمل أنها استوعبت كل المرئى أو أحاطت ببعضه , أو خبر من خالق 
أحاط بكل شىء. فيجب أن يكون الخبر من الخالق أوثق الأخبار فى تصديقهم . 


« ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب » جاءت هذه الآية ورسول الله يعاصره قوم 
من اليهود . ورأى منهم بالفعل أغهم أوتوا نصيباً من الكتاب ؛ لأنهم أهل كتاب » 
ومع ذلك يشترون الضلالة ؛ ولا يقولون الحق ٠»‏ فيكون هذا أمرا شهدي بالنسبة 
ارصرك له سيق 1ل عاج وا . وحينما أرسل الله محمداً جعله ختاماً للأنبياء وختم 
به ركب النبوة . وهذا يعنى : أن الثبوة كان لها ركب . وقى كل عصر من العصور 
يأق نبى على مقدار اتساع و » وعل مقدار التقاء الكائنين في الحياة » وعلى مقدار 
الداءات. والأمراض التى تأق فى المجتمع ٠ ٠‏ ولكن الله علم أزلاً أن رسول الله صلى 
الله عليه وسلم سيأق فى فثرة ورسالته ومنبجه ينتظم ويضم كل قضايا الزمن إلى أن 





خالككلا 
174 +225 0 2+0 02+42 جوج 
تقوم الساعة . وهو زمن يعلم الله أن فوارق المواصلات فيه ستنتهى ٠‏ وفوارق 
الحواجز فيه ستنتهى , فيحدث الخير فى أدى الشرق وأعلاه فتسمعه فى أدنى الغرب 
وأعلاه » والخير فى الغرب تسمعه فى الشرق . والداء يوجد مرة فى أمريكا وبعد يوم 
أو يومين يوجد فى أى بلد من البلاد . 


إذن فالمسافات انتهت . وجعلت المواصلات العالم اكقطعة و احدة ١‏ إذن فالداءات 
فى المجتمع القديم لعسر الاتصال كانت تنعزل انعزالا إقليمياً وكل داء فى جماعة قد 
لايصل إلى الجماعة الأخرى . فهؤلاء لهم داء لا يصل إلى الجماعة الأخرى ؛ لذلك 
كان الحق يرسل رسولا لكل جماعة ليعالج داءاتهاء لكنٍ إذا التحم العالم هذا 
الالتحام + فلا بد أن يأى رسول واحد جامع للناس جميعا ؛ لأن قضايا الداءات 
ستكون واحدة . ونحن نرى الآن كل يوم عجبا . كلما تحدث حادثة هناك نجدها 
عندنا . 


إذن فلا بد أن تتوحد الرسالة . وحين تتوحد الرسالة فلا يأق رسول ليستدرك بعد 
ذلك . فرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء خخاتما ؛ ولذلك أخذ الله العهد على كل 
رسول أن يبشر قومه بأنه سيأ رسول خاتم ليكون عند أهل كل ديانة حَلْفية تطمئنهم 
على أنه إذا جاء رصول » فقد عرفوا خبر مقدمه ويقولون : لقد قالت لنا رسلنا ؛ 
ولذلك قال الحق : 

2م22 عل م م تاس عمس معزي . 32 5 3ج لسارلره سير # 
2 و إذ أخذ الله ميئاق النبيكن لمآ *اتينم من كتلب وحكة ثم جاء ف رسول 

غم سس« مس مد وريس ره عدم "جر 

سَيَق مويو لتر » 

(من الآية 1م سورة آل عمران) 

ثم قال : 1 

عام أءوسوالء ما سو للء ده 2 2  .‏ 0 4 ممه م2 و ملاس ة دم رك 
د قال +افررتم وأخذم على ذلحكم إصرى قالوا أقررنا فَالَ فأشهدواً وانا معمم 

مي م - 

من ألشهدين © » 

(من الآية ١م‏ سورة آل عمران) 


راجع أصله وخرّج أحاديئه ففسيلة الدكتور / أحمد عمر هاشم نالب رئيس جامعة الأزهر . 
زاجع / 





الكملا 
02+94--92 2-2-2-2 1-210 


إذن فرسول الله مشهود له من كل الرسل ؛ ولذلك أكد صل الله عليه وسلم 
ديانات كل الرسل . وجاء دينه بديانات كل الرسل ؛ لأنهم معه على منبجه الذى 
نزل به . والذين يلتحمون بالإيمان بالسهاء بواسطة الرسل السابقين ؛ إذا ما جاءهم 
خبر رسالة محمد صل الله عليه وسلم فقد يجعلهم د تعصبهم لدينهم ينصرفون عنه » 
فأعطاهم الحق الخميرة الإيمانية وأوضح لهم ع رول خاتم فتنبهوا يا كل 
الأقوام إذا ماجاء الرسول الخاتم فلا بد أن تؤمنوا به . وكان عندهم فى كتبهم 
الدلالات والإخبارات . إذن فالله أعطاهم نصيبا من الكتاب . وانظروا إلى دقة 
الأداء القرآنى : د ألم تر » يا محمد « إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب ٠‏ جاء هذا 
القول وهو يحمل لهم عذرهم إن فاتهم شىء من الكتاب ؛ لأنه سيقول فى آية 
أخرى ؛ 
« ووأ حَظافمَا د كؤوأيهء 0 

وماداموا قد نسوا فهم معذورون . لكن من عندهم كفاية فى العلم من الذين 
١‏ أوتوا نضا من الكتاب » . كان المفروض فيهم أن تكون آذانهم مستشرفة إلى 
صوت داعية الحق الخاتم » وهذا كان معروفا لهم من قبل ؛ لذلك يقول لنا ربنا : 


عور صروعي # ص رس 


٠‏ و كان وأمن قبل حون عل الذي كمروأ ه. 


( من الآية ١#‏ سورة المائدة ) 


(من الآية 4م سورة البقرة ) 
فهم كانوا يقولون لعبدة الأوثان من العرب : نحن فى انتظار النبى الخاتم الذى 
سيرسله الله لنسبقكم إلى الإيمان به . فإذا ماسبقناكم إلى الإيمان به وظللتم على 
كفركم . سنقتلكم به قتل عاد وإرم . إذن فهم معتصمون بالإيمان بالسماء » فقل 
لى : إذا قالوا هذا القول . وهم معروفون أنبم أهل كتاب فلماذا كفروا بالرسول صل 
الله عليه وسلم ؟ إن كفار قريش لم يقولوا : إننا أهل كتاب , بل كانوا عل فترة من 
الرسل . فكان المفروض أنه إذا ما جاء الرسول تسابق أهل الكتاب إلى الإيمان به 
لأنه سبق لهم أن توعدوا به العرب ,هللادم مدرلا جانية كنيع بن لدع 
ينتفعوا بها ؛ فيقول الحق : 


( وَيَعُولُ اين التق توق لخو كينا شي سل 
عل الكتب © 4 


( سورة الرعد ) 





2 حوات .220032595 200200-09 


لقد جعلكم الحق شهوداً على صدق الدعوة , هو شاهد وأنتم شهود » وهذه 
منزلة كبيرة » لكنهم لم يلتفتوا إلى تلك المزلة وركبوا سفينة العناد الغارقة : 
+ع 7 رمم 


« فَلَاجةَهم ما عقوأ كفروأيدء 4 
( من الآية 8م سورة البقرة ) 


ولكن يجب أن نفطن إلى أن الحق سبحانه وتعالى حينم يرسل قضية عقدية فى 
الكون فيخالفها تالف يظن أنه يضار الله ٠‏ نقول له : لا.أنت تفعل ذلك لشهوة فى 
نفسك . لكن الحق سيجعلها لنصرة الدين الخاتم » وتكون أنت مغفلا فى هذا 
الموقف . فإياك أن نظن أنك قادر أن تصادر مرادات الله حين كذبت بمحمد وجعلك 
ربنا تقول هذه الكلمة للمشركين من قريش ٠‏ فانظر ماذا ستفعل هذه الكلمة ؟ . 
ولكى تعرف أنت بإنكارك ماذا قدمت للإيمان . أنت فهمت أنك صادمت الإيمان . 
لا. أنت أيدت ونصرت الإيمان لكن بتغفيل ! وعليك وزر. 


فليا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأعلن دعوته من ربه . قال 
العرب المشركون الوثنيون : إن هذا النبى هو الذى توعدتنا به اليهود » فهيا نسبق 
إلى الإيمان به قبل أن يسبقونا . 

إذن أخدموا الإيمان أم لا ؟. . لقد خخدموا الإيمان . إذن فلا يظئن عاص أنه 
يقدر أن يطفىء نور الله ؛ لأن الله يتم نوره ولو كره الكافرون . ومثال لذلك عندما 
غَيْر ربنا القبلة ويوضح : يا محمد أنا أعرف أنك مستشرف ومتشوق إلى أن تتوجه إلى 
الكعبة » وأنا قد وجهتك أولاً لبيت المقدس لعنى . ولكن أنا سأوجهك للكعبة 
وعليك أن تلاحظ أننى ححين أوجهك إلى الكعبة سيقول السفهاء وهم اليهود » : 
و وهم عن بكم الى كوا ليا 4 

(من الآية ١47‏ سورة البقرة ) 

فهم يتساءلون : ما الذى جعلهم يتركون القبلة التى كانوا عليها ؟ فإن كانت قبلة 
إبراهيم هى الكعبة فلياذا لم يتجه إليها من أول الأمر؟ هم سيقولون هذا الكلام . 
ونزل به قرآن يتل ويسجل . ومن تغفيلهم ساعة تغيره اما 0 
أيشاء ول يلتفتوا إلى أن الحق قال من قبل : 


201/00292999522 9293+ 


سملا # الى سمس عمة ذل 2 اءدب 


« سيقولٌ ألسفهآ من ألناس ماولهم عن بكوم 4 
(من الآية ١47‏ سورة البقرة ) 

فعلى الرغم من ذكائهم إلا أنهم قالوا هذا الكلام . مما يدل على أن الكفر مظلم 
والكافر فى ظلام فلا يعرف كيف ينصر نفسه . وجعل الله الكفر وسيلة للإيمان . فلو 
أنهم كانوا أذكياء بحق وأصحاب بصيرة لكانوا بمجرد أن قال القرآن : «سيقول 
السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها » » لجمعوا بعضهم 
وقالوا : القرآن قال : إننا سنقول كذا وكذا. فهيًا لا نقول كى يكون مح يتنا 
صادق . لكنهم لم يقدروا على ذلك . إذن فالكافر مغفل كر يكرد أنهي لتقيف 
يطمسون الإيمان بالله . لا ؛ لأن الله جعل الكفر وسيلة للايمان . والحديث الشريف 
يقول : 

( إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)2©0 . 


فالحق سبحانه وتعالى بين : هؤلاء أوتوا نصيباً من الكتاب » وكان المفروض لمن 
أوتوا نصيباً من الكتاب أن يكونوا أول من آمن . لكنهم لم يؤمنوا » هذه أول مرتية , 
لجع شوح م بد سواية وويسويود سس و 0 

يشترون الضلالة » ليس فقط فى نفوسهم بل يريدون أن يُضلوا غيرهم , وهذه هى 
المرحلة الثانية . فهناك من يقل فى ذاته وهوحرٌ » لكن أن بحاول إضلال غيره فهذا 
كفر مركب .. انك قلت وانتهيت . فلاذا تريدن أن أضل ؟ لان الضال أو 
المنحرف أو الذى ليس عل طريق مستقيم إنما يعرف ,الطريق المستقيم جيدا . ولكن 
الصعوبة فى أنه لا يستطيع أن يحمل نفسه عليه فإذا ما وجد إنساناً مؤمناً .فهو 
يستصغر نفسه. «لاذا آمن هو وأنا م أؤمن ,» ؟ 


إذن فلا أقل من أن يحاول جذبه فى صفغه حتى لا يكون هو المنحرف الوحيد » فإذا 
رأيت مثلا فى. بلد من البلاد بعض المتحرفين » ويرون واحداً مستقيياً فهم يتضاءلون 
أمامه. وينظرون إليه نظرة حقد . ويقولون : لماذا هو مستقيم ؟ لبد أن نسحبه 
للانحراف . 


, رواه البخارى‎ )١( 





الكت 
22222226224171١‏ وج 


'ولذلك يجب عل المستقيمين أن يتتبهوا جيداً إلى أن شياطين الإنس لن تتركهم فى 
طاعتهم . بل إنهم سيحاولون أن يستميلوهم . لأنه يعر عليهم أنهم لا يقدرون على 
أنفسهم ويحزٌ فى نفوسهم أكثر أن يجدوا بشرا مثلهم قد قدر على نفسه واستقام . 
ولذلك يقولون : هيا نكون كلنا معا ف المعصية حتى لا يرفع أحد رأسه على الآخر. فلدكن 
كلنا كذابين حتى لا يوجد فينا واحد صادق يذلنا . والكذاب كلما رأى الصادق يشعر 
أن هناك حربة تنغرز فى قلبه !! والخائن ساعة يرى الأمين تكون الرؤية حربة تنزل فى 
قلبه ؛ فيريد أن يكون الكل مثله » هذه معنى «يشترون الضلالة » . 


والحق يقول هم 2 أنتم أحرار بشرائكم الضلالة وستجدون الجزاء فى النار. 
فلهاذا تريدون أن تضلوا الناس ؟ إذن فيجب أن ينتبه أهل الطاعة إلى هذا الأمرء 
جد وتيت كرك اكلم لذ ردنا إلى زلا المورسيملة 
« إِنَ نموا نوأ منَالْدينَ اموأ يَضْسَكُونَ © ودام أب يتَخَام5ُونَ 


ب وَإِذَ اليا إلا : أهلهم آنمَلبوأ فَكهينَ »م 
1 ( سورة المطففين ) 

وهذا ما يحدث إذا رأى بعض المتحرفين واحداً يذهب إلى المسجد أو يصل . 
يقولون له : و خذنا على جناحك » ويسخرون منه ويستهزثون » لانهم ساعة يرونه 
مقبلا على الطاعة وهم غير قادرين على أن يكونوا طائعين يتضاءلون أمام أنفسهم 
لذلك يريدون أن يكون الكل غير طائع 5 وهذه هى الصورة الى ثراها الآن» 
وعندما يقابل هؤلاء أهاليهم يتضاحكون بسرور من أنهم ضايقوا مؤمناً » ويقولون : 
قابلنا مؤمناً واستهزأنا به» ويتابع الحق : 


غ رَإِذا وهم لوأ إن ولاه لصَآنُونَ وي ومَآ رسلا عَيْمْ حنفظي © » 
( سورة المطففين ) 
فالله سبحانه وتعالى يوضح لنا : أن هؤلاء المستهزثين بالدين يتهمون المتدينين 
بأنهم على ضلال . فإياكم أن تيأسوا أمام هؤلاء 5 إياكم أن تهزموا أمام هؤلاء لاننى 
سأنتقم عياناً من هؤلاء » وذلك ياق يوم الآخرة ويقول الله بعد أن ينزل بهم التكال 
والعذاب : 
ع2 وعءمم 


2 هَلْ ُوَبَ الْكُفَارَما انوأ يفعلوكت 4 ( سورة المطغفين » 





حوجج حو :114225292259953 ل2 


فالحق يتساءل لياق الجواب على ألسئتنا » والسؤال هو: هل قدرنا أن نجازيهم 
على ما فعلوه فيكم ؟ فاسخروا أنتم منهم » واضحكوا عليهم كما سخروا منكم فى 
الدنيا . 


وفى الآية التى نحن بصدد خواطرنا عتها يقول الحق : « ألم تر إلى الذين أوتوا 
نصيباً من الكتاب » وهم اليهود . و أوتوا نصيباً من الكتاب » أى أنهم لم يأخذوا 
بكل الكتاب بدليل أنهم نسوا حظأ مما ذكروا به » « ويشترون الضلالة » » وساعة 

كلمة « يشترى » اعرف أن هناك معاوضة ومبادلة » سلعة وثمنا ؛ فيشترون 
الضلالة بماذا ؟ ماذا سيدفعون؟ الحق يقول فى آيه أخرى 
«١‏ أشرروااضْلة هذى » 
(من الآية ١١‏ سورة البقرة ) 

أى أنهم دفعوا الهدى ثمناً وأخذوا الضلالة سلعة » وعادة ما ندفعه يضيع من 
يدنا ٠‏ وما لشتريه نأخذه لنا . فحين تشترى سلعة بجليه . فالجنيه يضيع . بعد أن 
كان معك أولاً » فحين يقول : « اشتروا الضلالة بالمدى : فهل كان معهم هدى 
وقدموه وأخذوا الضلالة ؟! نعم . كان معهم هدى الفطرة . فكل واحد عنده هدى 
الفطرة . 

إياك أن تظن أن العقل الواعى ينتظر رسولاً ليدله على الله » إنما هو ينتظر رسولا 
ليبلغه مرادات الله منه . ذلك أن الإيمان بالله أمر من أمور الفطرة . فالإنسان عندما 
يتفتح وعيه جد أشياء فى. الكون تخدمه » خدمة مستقيمة رتيبة » ولا تتخلف عن 
خدمته أبدأ . هناك شمس تطلع كل يوم . وهواء يمر. أرض عندما تزرعها تعطيك 
خيراً كثيرا . ألك قدرة على شىء من هذا ؟ هل ادعى إنسان مثلك أن له قدرة 
عليه ؟ كل هذه الكائنات أنت تطرأ عليها . ولم تأت بها 


وعندما يولد الإنسان ويرى كل هذه النعم موجودة . ألا يؤمن بأنها من عطاء خالق ؟ 
الإنسان فوجىء عندما ولد بوجود النعم 55007 آدم عندما خلق فوجىء بالتعم 
موجودة. إذن فهو قد طرأ عليهاء بالله مادام هو قد طرا عليها ألا يفكر من الذى أقام 
هذه النعم له ؟ كان لابد أن يفكر من الذى صعع له كل هذه النعم . وضربنا من 





اكد 


ه١٠٠‏ وج 2209 422222092290000 


قبل مثلاً بمن انقطعت به الوسائل وهو فى الصحراء ول يجد ماءٌ ول يجد طعاماً. ثم 
يئس فنام » ثم استيقظ فوجد مائدة عليها أطايب الطعام , بالله قبلما يأكل ألا ينظر 
ويفكر ويقول فى نفسه : من الذى أعدّ وأقام تلك المائدة ؟ أنت ‏ إذن ‏ وارد على 
. الكون بخيره كله . ولا أحد قال لك : أنا الذى فعلته » لا أبوك ولا جدك ولا جد 
جدك قال هذا. فلا بد أن تنتبه إلى أن له خالقاً . 


إذن فالذين اشتروا الضلالة بالهدى . أكان معهم ري هدى فقدموه وأخذوا 


الضلائة ؟ ! نعم كان معهم هدى الفطرة . ولذلك حين سكل الإمام على - كم الله 
وجهه-: أعرفت ربك بمحمد أم عرفت محمداً بربك ؟ 


قال : لوعرفت محمداً بربى ما احتجت إلى رسول , إذن فلايصلح أيضا أن يقال 
لاحد «وعرفت ربك بمحمد »؛لذلك قال على كرم الله وجهه : ولكنى عرفت رى 
بربى . وجاء محمد فبلغنى مراد ري منى . إذن فقوله : ١‏ الذين اشتروا الضلالة 
بالحدى » ماذا فعلوا ؟ باعوا هدى الفطرة واشتروا الضلالة . وهنا يقول الحق : « ألم 
تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يشترون الضلالة ». 


ول يأت بو الهدى » هنا وهذا يدل على أن الفطرة انطمست عندهم انطياسا. 
بحيث ' يقدموا كمثاً للضلالة من الهدى . 


«ويريدون أن تضلوا السبيل هو الإرادة هى : أن يرجح الشخص المختارٌ حكياً 
على حكم » ومثال ذلك سباع تيه فلك أن تختار واحداً منهها 2 
لكن لو كان أمامك جورب واحد فإرادتك . إن الإرادة ترجح اختيارا على 
اخختيار » وما معنى « تضلوا »؟ ميسوسا الجيورسو ص 
هناك أمرأ من الحق ليس عل بالك » فهل يدث ذلك لأنك نسيته أو عرفته وتعمدت 
أن تتركه ؟ فالذى نسى هذا الأمر معذور.لكن هناك إنسان آخر يعرف هلا الأمر 
لصي كدي لد والئر واو جرال ليا 1 لوالياركاه 

رس مر م ارم 092 

« أن مَضِل حدما كد حدما الأترن » 


( من الآية 787 سورة البقرة » 


و1البكعلة 
احوحج جح :211012953925252 
فالضلال هنا نسيان لكن هناك من يضل لأنه يفتقد المنبج الحق ويتشوف ويتطلع 
إليه ليتبعه » كيا فى قوله : 
١‏ مَرَعَدََ صَآلْانهَدَى ي 4 
(سورة الضحى ) 
أى أن المسائل متشعبة على الإنسان فيرى هذا وذاك » فأوضح الحق لك : 
لاتتعب نفسك لأنى سأعطيك السبيل المستقيم . إذن فالضلالة لما معان متعددة » 
وفحواها جميعا أنها لاتوصلك إلى الغاية » والحق سبحانه وتعالى حينها يعرض قضية 
إيمانية عقدية معنوية يستعمل فيها الألفاظ التى يستعملها الناس فى الكونيات » 
ولذلك فيا هو السبيل؟. السبيل ‏ عندئا ‏ هو الطريق ٠‏ وكلنا حتى غير المؤمنين 
يعرفون أن الطريق يُصنع ليوصل إلى غاية » ولكن لابد أن نعرف الحدف أولا وبعد 
ذلك نرصف الطريق ونعبّده ء» ففيه فرق بين السيب الدافع والواقع . 


نحن قبلما نرصف الطريق نرى إلى أين يذهب؟ إذن فالغاية أولاً وبعد ذلك نلتمس 

أقصر طريق يوصلنا إلى المطلوب . وعندما نكتشف أقصر طريق يوصلنا للمطلوب 

غمهده ونعبّده لكيلا نتعب الناس ٠‏ إذن فالسبيل هو : الطريق الموصل إلى الغاية . 

١‏ ونذلك أوضح لنا الحق أن الطريق إلى الإيمان مستقيم كى لا يأخذ مسافات , فالخط 
المستقيم .هو أقصر الخطوط . 


إننا لا بد أن نعرف الغاية قبل أن نعرف السببل إلى الغاية . وآفة الدنيا وأهلها 
أنهم يعيشون فيها ولايعرفون غاياتهم النبائية » إنما يعرفون غاياتهم الحرئية » 
فالطالب يريد أن يتعلم كى يكون موظفا . لكى يتزوج ويقيم أسرة » والتاجر يتاجر 
لكى يعمل كذا , هذه هى الغايات الجزئية » والذكى هو من لايذهب للغايات 
الفريبة المنتهية » بل ينظر إلى الغايات الأخيرة ؛ لأن الئاس تختلف فى الغايات 
المتهية » فواحد: يعيش سين سنة .. وآخغر يعيش ستين عام + وثالث يعيش لمدة 
سنة » إذن قلابد أن تنظر إلى الغاية التى سيذهب لا الكل . وآفة الناس أنها تعمل 
للدنيا . يعنى للغايات القريبة » برغم أن ١‏ الدنيا » تعنى الأقل والأتفه . ولذلك 
اسمها « الذنيا ع ء» ومادامت «دنيا» إذن فهناك «دعليا» . 





1007١ 2‏ محص محصحمص صمح حمححصحممه 

إن تعب الناس يأى من أنها تعمل للغايات الدنيا ؛ لذلك نقول لكل إنسان : 
انظر الغاية العليا التى سيكون الكل شركاء فيها . والكل لابد أن يصل لا . فإذا 
ما عرفنا الغاية العليا نجونا من إرهاق قصر النظر والغرق فى الغايات المحدودة » 
مثلا : أنت تبعث ابنك ليتعلم من سن الحضانة ثم إلى الروضة ثم الابتدائى ثم 
الإعدادى ثم الثانوى ثم التعليم العالى ثم يتخصص فى مجال معين فى التعليم 
العالى ٠‏ وتصل سنوات عمره إلى العشرين سنة ليتخرج ويتوظف ويقدر أن يعيش 
بكده وعرقه»والاب يعمل لهذه الغاية . وقد لا يصل الابن إلى الوظيفة ٠‏ وقد يُتعب 
الابن والده ولا يكمل تعليمه وبذلك تفلت منه الغاية . لكن نحن نريد الغاية التى 
لا تفلت . فأنت الآن تعيش فى أسباب خخلقها لك الحق » فاجعل غابتك أن تعيش 
مع الحق . 


إنك فى الدنيا تعيش مع الأسباب التى خلقها لك الحق . لكنك فى الآخرة 
ستكون مع الحق نفسه . أنت فى الدنيا تعيش بالأسباب . ولكنك تعيش فى الآخرة 
بالمسبب . ومهها ارتقت أسبابك .. فانت لن تستطيع أن تصل إلى مستوى رفاهة 
الآخرة . صحيح أنه إذا ارتقت حياتك فى الدنيا فقد تضغط عل زر فى الحجرة 
ويانيك فنجان قهوة . أو تضغط على زر فياتيك الأكل » ولكن قل لى مهما ارتقت 
الحياة أيوجد ارتقاء بحيث إذا خطر الشىء على بالك يأتيك ؟ لا يمكن . وهذا ما 
سيكون.لنا فى الآخرة » إذن فهذه هى الغاية الحسنة . ونحن نعيش فى الدنيا مع 
أسباب الله الممدودة لنا. أما فى الآخرة فسوف نعيش مع الله ولذلك أوضنح 
سبحانه : سأعطى المؤمن والكافر الأسباب فى الدنيا » فالكافر عندما يزرع يجد 
نتاجا ٠‏ وعندما يبحث فى الكون وينظر أسراره فالأسرار تتكشف له , لان الأسباب 
خلقها الله لمن يأخف بها سواء أكان مؤمناً أم كافراً . لكن المسبب لا يذهب له إلا من 
آمن به ء أما الكافر فقد آمن بالأسباب فأخذ الأسبابا. ولم بمنعها الله منه: 


> مس وسمير 


اه 2 جما يوي ع ع ا عض ره 
١‏ كال ريد ررك الاحرة رد لهر فى حرثهء ومن كان بريد حَرْتَ الدنيا تُؤْتوء 
ما وَمَاله, فى الآخرة من نصيب 62 » 
و ١‏ (سورة الشورى ) 
إذن فهل غايتك أن تبقى مع الأسباب أو تذهب إلى المسبب ؟ انظر إلى غايات 
ابت س ص ببببب يبيب ب سكسس 


ممص ح وح جوج و2922 21177 
الدنيا القريبة » ستجد أنها قد تنتهى قبل أن تصل إليها ويكون تعبك قد ذهب 
هباء . ولذلك أخفى الله الموت وأسبابه وزمنه كى يحتبر الإنسان . فهناك من يحقق 
كل ما رغب فيه وفى آخر الأمر تنتهى المسألة بالموت . وهو قد أخذ اطهباء لآنه لم يؤمن 
بالمسبب . هب أنه أخذ الدنيا كلها عنده . نقول له : سيأتيك الموت . يعنى إما أن 
تفارق أنت النعمة وإما أن تفارقك النعمة ء ولكن فى الحياة الآخرة أنت لا تفارق 
النعمة ولا النعمة تفارقك.فهذه ‏ إذن ‏ هى الغاية الحقة . غاية العقلاء . ومتعتنك فى 
دنياك كا قلنا على قدر أسبابك-أما متعتك فى الآخرة فهى على قدر المسبب ٠‏ وسبحائه 
لا يقادر قدره ولا أحد يمائله فى فعله . والعاقل هو من ينظر إلى الغاية البعيدة . 


إذن فالسبيل لا يمكن أن يكون طريقاً إلا إذا علمت الغاية , والذى يجعل الناس 
تتعب فى الدنيا. أنهم لا يعرفون إلا الغايات القريبة » ولذلك سماها « الدنيا » 
ولا يوجد اسم أدن من ذلك لها . وكان يجب أن يوحى هذا الاسم بأنها فانية وهناك 
باقية . إذن فقبليا ترسم السبيل لابد أن تحدد الغاية . وبعدما تحدد الغاية تختار 
السبيل الذى يوصلك للغاية » وهكذا نعرف أن هناك فرقا بين واقع ودافع . الشىء 
الدافع هو أن تنصب الغاية أولاً وتحددها , فالتلميذ بجنهد كى ينجح . وينجح لكى 
يأخذ حظه فى الحياة . وهذه الغاية لابد أن توجد فى ذهنه قبل] يتعلم » وعندما 
يتصور النجاح ولذته فى ذهنه فهو يبدأ فى المذاكرة » وعندما يذاكر يصل إلى الغاية 
وهى النجاح ء فالغاية نوعان : غاية دافعة » وغاية واقعة . فالغاية الدافعة تسبق 
الطريق ٠‏ والغاية الواقعة تتأخر عن الطريق » ومن الذى يمحدد الغاية ؟ . 


إن الذى يحدد غاية كل شىء هو من صنعه .» وغايتك أنت من الذى يجددها ؟ 
أنت محدد الغايات الدنيا . أما الغايات العليا فعليك أن تتركها للأعلى ليحددها وهو 
الله . ومادام هو سبحانه الذى يحددها لأنك صنعته وتخلقه ؛ لذلك تسأله : أنت 
سبحانك الذى تعلم موقعها فهبىء لنا الطريق الذى يوصلنا لها . لابد إذن من الإيمان 
إذا ما كانت الغاية هى أن تعيش مع الحق . والسبيل هو المنهج : 

0 وَأنَّ هندًا ذا صراطى مستقيما نيعو ولاك بعوأ السبلٌ فتَقرَقَ بكرن سَديلهِ 4 
( من الآية 1617 سورة الأنعام ) 


أى أن سبلكم أنتم لا ترصلكم إل ؛ لأنكم حددتموها بغايانكم ٠‏ أمّا أنا فقد 





12 صوصن بوصحصموص حمحص حص وحص حص مح 


حددت السبيل بغايتى فمن أراد أن يصل إلىّ فلينظر إلى طريقى . وكلمة 
« السبيل » ء و« الطريق ؛ كلها أمور حسية . والحق يستعملها لنا ليدلنا على المعانن 
العقدية والمعانى المعنوية يوضحها ‏ سبحانه - بأمور حسية أمامئا » وعندما توجد فى 
مفترق طرق وتريد أن تصل إلى المنطقة الفلانية . فانحرافك بمقدار ملليمتر واحد فى 
بداية الطريق . يبعدك عن المهدف . وكلرما امتد بك السير اتسع المشوار وتبعد 
المسافة » فأنت تتوه » وثمثل هذا بشوء: يسيط تدا : كلنا ركب القطارات ٠‏ 
والقطارات تسير على قضبان مستقيمة . فإذا أردنا أن نحول القطار فحن لا نرفعه 
ونضعه على قضيب آخخر ء بل نأ بتحويلة لا تنجاوز اثنين من الملليمتر ونقريها إلى 
حد الالتصاق فى القضيب الأصلى . وهذا ما يفعله « المحولجى ٠‏ . فينحرف القطار 
لينتظم انط وليصل إلى المحطة المطلوبة . 

ولفتئا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بما رواه سيدنا حذيفة ‏ رضى الله 
عنه . حينا قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما » 
وأنا أنتظر الآخر . حدئنا : أن الأمانة نزلت فى جذر قلوب الرجال ‏ أى أن الإيمان 
فطرى ‏ ثم نزل القرآن » فعلموا من القرآن وعلموا من السنة , 


ثم حدثنا رسول الله عن رفع الأمانة قال : 


وينام الرجل النومة فتغيض الامانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت وهو اللسعة 
التى توجد أثراً على الجلد ‏ ثم ينام الرجل النومة فتغيض الأمانة من قلبه فيظل أثرها 
مثل أثر المجل , ( والمجل هو أثر المرة التى تظل مدة طويلة على جلد الإنسان 
فتسبب ورماً فيه مياه كجمر دخرجته عل رجلك. فتفط - أى انتفخ - فتراه منتبراً 
وليس به شىء ) فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد يوجد أحد منهم يؤدى الأمانة حتى 
يقال:ه إن فى بنى فلان رجلا أميناً ,20 . 


ولقد مر علٍّ زمان وما كنت أبالى أيكم بايعت لثن كان مسلا ليردنه عل دينه » 


. رواه البخارى ومسلم والترمذى وابن ماجه واحد‎ )١( 





لاعفا 
7صممححمص صصح حص محص مح حموحت 1/١‏ 1ا2 
ولثن كان نصرانياً ليردنه علّ ساعيه ‏ أى المحتسب - وأما الآن فيا كنت أبايع منكم 
إلا فلانا وفلانا . 


إن الإيمان فطرى . إِنَّ قصارى ما يعطيك هذا الإيمان الفطرى أن وراء هذا 
الكون الدقيق قوة عظمى ؛ فالكون المنظم . الرتيب ٠‏ الذى لا يدخل نحت طاقتك 
ولا تحت قدرتك . هذا الكون يسير على أحسن نظام . والقوة العظمى القادرة التى 
وراء ذلك الكون تتصف بالقدرة » وبالعلم ء» وبالحكمة . وبكل صفات الكيال . 


لكن أيعطيك فكرك وعقلك اسم هذه القوة ؟ لا يمكن أن يعطى العقل اسم هذه 
القوة . أيعطيك فكرك وعقلك مرادات هذه القوة؟ إنك لا تستطيع أن تعرف 
مرادات هذه القوة إلا برسول ترسله ليبلغ عنها . والرسول عندما يأق يقول : إن 
القوة التى تبحثون عنبها » والتى آمنتم بها إيمانا تجملا اسمها الله ه . فلا بد أن 
نصدق الرسول . فالعقل لا يقول لنا اسم القوة الخالقة . ولكن الذى يقول لنا اسم 
هذه القوة هو البلاغ » ويعطينا الحق هذا البلاغ من خلال الرسول بكل مراداته من 
وجودنا . 

وهذا هو أقصر طريق للوصول إلى الحق بعيداً عن تعقيدات الفلسفة أو تعقيدات 
المنطق » وسفطة الجدل . هذا الطريق الذى يثبت أن من يعبد أى قوة. غير الله 
لاح له فى مثل هذه العبادة . فالذى يعبد الشمس مثلاً هل يستطيع أن يقول لنا 
ما هو منيج الشمس الذى تطلبه من الإنسان ؟ وماذا قالت لمن يعبدها جزاءٌ للفعل 
الحسن أو عقابا على الفعل السبىء 5 ماذا تستطيع هذه الشمس أن تفعل لمن 
لا يعبدها ؟. إنها لا تملك ثواباً ولا عقاباً : ولا منيج لها . وإله بلا منج لا يصلح أن 
يكون إِغاً . فالإله لا بد له من منبج يدل الناس عل صواب الفعل وينهبى عن سوء 
الفعل ويملك سلطان الثواب والعقاب . والشمس لا تملك منبجا تعطيهءوكذلك 
الكسر الو الفجقء 


إذن فهذه الأشياء محلوقة بدورها من قبل خالق ولا تصلح أن تكون آهة . ووجود 

الرسل المبلغين عن الله دليل على صدق الدعوة. فالحق سبحانه وتعالى يعطينا إيمانا 

بوجوده من خلال المنبج . . ونحن قبل البلاغ نعرف أن هناك قوة خالقة لا نعرف 
البفن الع ...ااا انا .ل ا 0 


مالكل 
٠١‏ محص صوص ص مص مح محصبصه 
اسمها ولا مرادها ؛ ولذلك فعندما يأق الرسول بالبلاغ فهذه رحمة من الله بالخلق . 
أما من يحاول أن يخطط بعقله لحياته بدون الرسول فنقول له : أنت تصيب نفسك 
وروحك بالتعب ولن تصل إلى شىء . ونضرب هذا الثل دائيا ‏ ولله المثل الأعلى - 
هب أننا نجلس فى غرفة والباب مغلق ثم طرق الباب طارق . هنا نتفق نحن 
الجلوس فى الغرفة فى أن وراء الباب طارقا . 


ولكن إذا أردنا تحديد هذا الطارق وتعيينه فسنختلف . فيقول قائل : إنه 
رجل . . ويقول آخير : لا:إنه امرأة . ويقول ثالث : لا.إنه طفل . ويقول رابع : 
هذا بشير. ويقول خامس : هذا نذير. ويقول سادس : إنه القادم لنا بالقهوة . 
ويقول سابع : إنه رجل مكلف بالقبض علينا . 


هكذا نتفق عل أن طارقاً بالباب ونختلف فى تحديد « من الطارق ٠‏ . وهكذا 
الكون . الكون وراءه قوة هائلة وعددما يحاول الإنسان أن يقول اسم هذه القوة بعقله 
أو مرادات هذه القوة فهذا يسبب الخلاف . ولكن حين) ترسل القوة عن نفسها 
ل ليقول : إن القوة الخالقة اسمها الله ومرادات الله كذا . ففى ذلك حسم 
للخلاف . 


إن الذى أرهق الفلاسفة ووصل ببعضهم إلى دهاليز التيه . هو أن بعضهم لم 
يكتف بتعقل القوة التى خلقت الكون . بل إنهم أرادوا أن يتصوروا القوة وما هياتها 
ومراداتها . ونقول : إن نظرة الفلاسفة إلى الخالق لا تصلح ؛ لأهم بتلك النظرة 
يظلون فى التيه » ولكن البلاغ عن طريق رسول هو الذى يحسم هذه المسالة . 
والحديث الذى رواه لنا سيدنا حذيفة عن الأمانة يصرر لنا مهمة الإيمان وكيف يتعلم 
المؤمن من القرآن والسنة . وعندما همل هذا العلم . فا الذى يحدث ؟ 


إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمثل لنا مراحل فقدان الأمانة . وينبهنا : 
احذروا من أن تتسلل الانحرافات بنومة قليلة » ثم إلى أخرى أكير منباء ثم إلى 
ثالئة أكير وأوسع . وشرحنا ذلك. بمثل الانحراف المقصود لقطارات السكك 
الجحديدية . 

000110011111222 


حمحص حهموو هت جح جو 01117/25292552 
إن قوله الحق سبحانه : «يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل » كى 
لا ينفردوا - وحدهم - بالضلال ء والحق سبحانه يعطينا مناعة ضد كلامهم » فهم 
انم حل تن لع اإكتابة وهنا فد يملا نتن: اللان بأن. لت مييلة بابسياء الاجم 
أتباع رسل . فسبحانه يوضح لنا : هؤلاء يريدون أن تضلوا السبيل ويتخذوا من 
نصيب الكتاب الذى عندهم وسيلة كى يضلوكم . 


وى عصرنا نجد أن أعدى أعداء أى عقيدة ليسوا أعداءها الظاهرين وإنما 
أعداؤها من أنفسهم . لان عدوّى الظاهر الكافر يجابنى وأنا واثق أنه يريد أن يدس 
لدينى ويدلس ويحرف فيه » لكن عندما يكون هناك مسلم مثلى يأتى ليكلمنى فربما 
آخذ كلامه على أنه مسلم ؛ ولذلك فخصوم الإسلام يتسوا أن يواجهوا الوسلام 
مواجهة صريحة ؛ ولذلك نجد الغرب قد توقف الآن عن مسألة الاستشراق » 
وما بقى من الاستشراق فهذا هو القديم . وكان المستشرق من هؤلاء يؤلف كتاباً ؛ 
ساعة يقرأه المسلم قد يقول : إنه رجل يعمل على خدمة العلم وعلى خدمة الثقافة » 
وخدمة سنة رسول الله . وقد يكتفى هذا المؤلف بأن يدس فى الكتاب الواحد فكرة 
واحدة بعد أن يجعل القارىء يثق فيه . 


وعندما علموا أننا فطنا لهذا دخلوا عليئا بالمستغربين . وهم أناس منا ذهبوا إلى 
الغرب فأخذوا الداءات من هناك وجاءوا فبثوها فى مناهج تعليمنا » وفى براججنا » 
وفى وسائل الإعلام » وفى الصحافة . والواحد من هؤلاء المستغربين يفعل ذلك وهو 
مسلم ء ٠‏ فيكون محل ثقة » ووجد الغرب أن أيسر طريق هم الآن أن يدخلوا إلينا عن 
طريق بعض المسلمين الذين أوتوا نصيباً من الكتاب + لأن الإنسان سيكون 
مطمئناً إلى أن هؤلاء مسلمون ؛ فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يبين لنا : أن 
خصومك الظاهرين أهون عليك من خصومك المنسوبين إلى دينك ؛ لان هؤلاء 
يدخلون عليك بالثقة الأولى : ثقة انتسابهم للإسلام ؛ ولذلك يوضح لنا ربنا هذا 
الأمر لأنه قد يتعب ويصيب اللمؤمئين بالعنت لذلك يقول : «١‏ أوتوا هذا هن 
الكتاب » وهم يعيشون على هذه. 


ويقول الحق بعد ذلك : 





178 








و ع كباله وَلِيَاوكق 
فقد يكون عندكم علم بالأعداء فيقال : أنتم عالمون بأعدائكم . لكن الله أعلم 
بالأعداء جميعا؛ لأنه قد تكون لك عداوة 4 وبين نفسك » أو عدارة من زوجتك » أو 
عداوة من أولادك أو كل هذه العدوات جميعها أو بعضها . وهؤلاء فى ظاهر الأمر 
لا يمكن للإنسان أن يتبين عداوتهم جميعا . لكن الله أعلم مهم وبما يخفون ؛ لذلك 
يقول : «ولله أعلم بأعدائكم » . 


وجاء بها بعد قوله : « ويريدون أن تضلوا السبيل : أى محافة أن نقول : إن عؤلاء 
أهل كتاب أو مسلمون مثلنا وكذا وكذا . ومادام الله هو الأعلم بالأعداء . فهو لن 
يخدعنا ولن يغشنا . فيجب أن ننتبه إلى ما يقوله الحق من أنهم أعداؤنا , ويقول 
بعدها : ووكفى بالله وليّاء وحين يقول هذا فالقول يعنى أنك لا تريد وليا بعد ذلك» 
كيا يقولون : كفان فلانْ ؛ أى أنك قد تمحتاج إلى هذا وهذا ثم تقول : لك فلاناً 
عرفته فكفان عن كل ذلك . أى لا يحوجنى إلى أحد سواه ؛ لأننى أجد عنده الكفاية 
التى تكفيق فى كل حركة حياق . 


«وكفى بالله ولي » . . نعم كفى به وليًاً لآن غيره من البشر إنما يملكون الأسباب » 
والحق سبحانه وتعالى هو الذى خلق الأسباب . فيملك ماهو فوق الأسباب . 
ولذلك يقول مطمئنا لنا : 

م.م م بوم 11 0 رمن 7و7 مخ جوم 2 
« ومن بِعْقٍ ألله يجعل له ترجا حي و رزْفه مِنْ حَيْتُ لابعَبُ » 
: ( سورة الطلاق) 

وه الولى » دائها هو من يليك مباشرة أى أنه قريب منك . « وكفى بالله نصيرا » 
إإذن فهناك قريب » وهناك أيضا نصير . فقد يكون هناك من هو قريب منك 
ولا ينصرك. لكن الله ول ونصير. فادامت المسألة مسألة معركة ١‏ والله أعلم بأعد الكم 
وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً » . كأن الحق ينبهنا : إياكم أن تقولوا إننا نلتمس 


© 





والكنا 
حصمحصحمص تن موص صمح صمح حمصند نرورره 


النصرة عند أحد. اصنعوا مافى استطاعتكم أن تصنعوه ثم اتركوا مافوق 
الاستطاعة إلى الله . ولذلك فالحق سبحانه وتعالى أوضح لنا : إياكم أن نتخذوا من 
أعدائكم أولياء » وإياكم أن تقولوا ؛ ماذا نفعل ونحن ضعفاء » ونريد أن نكون فى 
حمى أحد . وماذا نفعل فى أعدائنا ؟ لا تقولوا ذلك4لان الله أعلمنا : أنا أنصركم 
بالرعب بآن ألْقِنَ فى قلوب أعدائكم الخوف فينبزموا من غير سبب ؤفيهم قوة 
وغلبة . فإن لم يكن عندكم أسلحة فسأنصركم بالرعب . ومادام سينصرنا بالرعب 
فهذه كافية 0 لأنه ساعة ينصرنى بالرعب ؛ يلقى عدوى سلاحه وأنا آخذه ؟ ولذلك 
قال : اعملوا مافى استطاعتكم , ول يقل : أعدوا لخصومكم ما تحققون به النصر ء 
فهر سبحانه قادر على أن ينصرنا بالرعب : 
( سقف كب افين كوا المآ زكرا ياد » 
: ( من الآية 9 سورة آل عمران ) 

ومادام ألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب فوسائلهم كلها تكون للمؤمنين وتنتهى 

المسألة , 


وبقول الحق بعد ذلك : 


+9 يَنَالَدبنَ هَادوأيحرَفوْنَالْكَلمْعَن مَوَاضْيِهء 
بعصأ رمسم وين 
التي وَطْعنًا فى أدبن وَلوْأمَهم وَالُوا سَقِعْنًا 
لعا وم وأ لكان حلمم يكن 
مكُح لتؤزيو5 إلَاقِيد © أله 





را اعت 
تت اا حمحصمح مح حمص مم صمحه 


تكلم الحق فى سورة النساء عن الخلق الاول وأوضح أو لاقع سن تنيع 
واحدة وهى ١‏ آدم » وبعد ذلك خخلقت منها زوجها » ٠‏ ثم بثنت بنشت منهها رجالا كثيراً 
ونساء » والبث الكثير للرجال والنساء لتستاديم الخلافة للإنسان » لكن كيف يأق 
ذلك ؟ أوضح سبحانه ا 0 . وبعد ذلك 
مادمت أريد استدامة هذا الاستخلاف فليأخذ الايتام نصيباً » وتكلم ‏ سبحانه - عن 
التركة , ثم تكلم عن السفهاء غير المؤتمنين على مالهم . وبعد ذلك تكلم عن كيفية 
الزواج . 


إذن فكل هذه العملية ليبنى لنا نظام حياة متكاملا ؛ لأن الخلافة فى الارض 
تقتضى دوام هذه الخلافة بالتكاثر . والتكاثر لا يؤدى مراده إلا إذا كان تكاثر أقوياء 3 
أما تكائر الضعاف فهو لا ينفع . فإن كان فيكم يتيم لا بد أن تلاحظوه ء وإن كان 
فيكم سفيه لا يستطيع أن يدبر ماله فدبروا أنتم له ماله » واجتهدوا لتتركوا من حركة 
حياتكم للناس الذين سيأتون بعدكم إلى أن تقوى نفوسهم على الحركة . وأوضح 
سبحانه منهاج الميراث 0 وأمر سبحانه : أن تزاوجوا » لكن للتزاوج شروطه وقد 
أوضحها ٠‏ ثم أعطانا المتبج العام : « واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين 
إحسانا » » ووضح هذه الأحكام كلها , 


وبعد ذلك ما الحكمة فى أنه سبحانه ‏ يرجع ينا مرة ثانية لليهود ؟ الحق سبحاته 

وتعالى يوفى الأحكام . وإلقاء الأحكام شىء وحمل النفس على مراد الله فى الأحكام 
شىء آخخر » فيوضح لنا : أن هناك ناساً ستعلم الحكم لكنها لا تقدر أن تحمل نفسها 
عليه . فإياكم أن تكونوا كذلك . واعلموا أن هناك أناساً عندهم نصيب من الكتاب 
| أيضاً . ويعلمون مثلكم تماما . إنما اشتروا الضلالة . إذن فهو شرّح لنا ؛ إنه الواقع 
الملموس ولا يأتينا ب سبيحائه بكلام خرى أو إنشائى ٠‏ قد تفول : حدث 5 
لا يحدث . إنّه يأئيك بأحداث من واقع الكون . وينبهنا : إياكم أن تكونوا مثلهم , 
فقال : ومن الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه » والتحريف : أنك تأق 
باللفظ الذى يمتمل معنيين : معنى خيراء ومعنى شرا ولكنك تريد منه الشرّ ٠‏ مثل 
الذى يقول : السام عليكم والعياذ بالله » هى فى ظاهرها أنه يقول : السلام 
عليكم . لكنه يقول : السام . يعنى « الموت » . إذن ففى اللفظ ما يُلحظ مُلحظ 
الخير. ولكن العدو بميله إلى الشرّ . 


ْ الفلا 

حجح 2+٠‏ +2 2+2 +2 ج224 إزااله 
ومثل هذا ماقالوه للنبى : قالوا راعنا » وهى من المراعاة . 906 كانوا 
يأخذونها من الرعونة ٠‏ فيأتق الأمر : اترك الكلمة التى تحتمل المعنيين . واقطع 
الطريق على الكلمة التى تحتمل التوجهين ؛ لان المتكلم . الايرووايا جيرا وفك :يزيد 
هاعر ٠‏ فمعنى تحريف الكلام أى أن الكلام يحتمل كذا ويحتمل كذا . والمثال على 
ذلك : الرجل الذي ذهب لخياط ليخيط له قباء »'0‏ وكان الخياط كريم العين - أى له 
. عين واحدة ‏ فلم يعجب الرجل بخياطة القباء فال : والله مآدمت أفتضح بهذا 
الثوب الذى خاطه لى أمام الناس فلا بد أن نول افيه شهرا يقصهه فى الناس ء 

فقال : 


يدق يود قباء ابت و سواء 
فقوله : ليت عينيه سواء يظهر ماذا ؟ . هل يا ترى يثمنى له أن تكون عينه المريضة 
مثل السليمة ؟ أو يتمنى أن تكون العين السليمة مثل المريضة ؟ إذن فالكلام يحتمل 
الخير والشر . ومثلم| حكوا لنا أن واحداً من الولاة طلب من الخطيب أن يسب سيدنا 
عليًا -كرم الله وجهه وآله ‏ وأن يلعنهم على المثبر . 


فقال الوالى : لا. عزمت عليك إل فعلت . 


فقال له الخطيب : إن كنت عزمت على إل فعلت . فساصعد المنبر وأقول : طلب 
منى فلان أن أسب عليًا فقولوا معى يلعنه الله , 


فقال له : لاتقل شيئاً . فقد فهم الوالى مقصد الخطيب وقدرته على استعيال 
الكلام على معنيين . 1 


والحق يقول : « من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه » . وأريد أن تنتبهوا 
إلى أن أسلوب القرآن يأق فى بعض المواقع بألفاظ واحدة ,» ولكنه يعدل عن عبارة 
)١(‏ القباء : ثوب لبس فرق الثباب ويتمنطق عليه .. أى يشد عليه حزام » ولعله مايسمى بالققطان . 


292992222029549 2211١١ «ه‎ 


إلى عبارة » فيخيل لاصحاب النظرة السطحية أن الأمر تكرار . ولكنه ليس كذلك » 
مثلما يقول مرة : « يشترون الضلالة بالهدى » ومرة لا يأن بالهدى كثمن للضلالة 
ويقول : « يشترون الضلالة » » دل يلطنا إل أن هدق الفطرة:تطعوض عنقم 
هنا ومثال آخر هو قول الحق : 


و رلك ينيد راسي » 
( من الآية 4١‏ سورة المائدة) 

وفى الآية التى نحن بصدد خواطرنا عنها يقول سبحانته : « يحرفون الكلم عن 
مواضعه ٠‏ » فكان المسالة لما أصل عندهم 5 فالكلام المنزل من الله وضع ع ولاك 
وضعه الحقيقى ثم أزالوه وبدّلوه ووضعوا مكانه كلاما غيره مثل تحريفهم الرجم 
بوصعوم الحد 233 5 

أما قوله : « من بعد مواضعه » فتفيد أنهم رفعوا الكلام المقدس من موضعه الحق 
ووضعوه موضع الباطل . بالتأويل والتحريف حسب أهوائهم بما اقتضته شهواتهم » 
فكأنه كانت له مواضم . وهو جدير بها » فحين حرفوه تركوه كالغريب المنقطع الذى 
لا موضع له . فمرة يبدلون كلام الله بكلام من عندهم » ومرة أخرى يحرفون كلام 
الله بتأويله حسب أهوائهم : 


« ويقولون سمعنا وعصينا » . فهم يقولون قولاً مسموعاً « سمعنا » ثم يقولون فى 
أنفسهم : إِنا عصينا» . فقوهم:٠‏ سمعنا وعصينا» ففى نيتهم «عصيناء ٠‏ إذن 
فقولحم «سمعنا؛ يعنى 'سماع أذن فقط . إنثما وعصينا» فهى تعنى : عضيان 
التكليف . وهم قالوا بالفعل سمعنا جهرا وقالوا عصينا سيرًا أو هم قالوا : سمعنا » 
وهم يضمرون المعصية ‏ « واسمع غير مسمع » ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو 
الذى يُسْمِعْكم . بدليل أنكم قلتم : سمعنا » فياذا تريدون بقولكم : اسمع ؟ هل 
تطلبون أن يسمع منكم لأنه يقول كلاماً لا يعجبكم وستردون عليه » أو أنتم تريدون 
استخدام كلمة تحتمل وجوهاً أخرى فتقلبونها إلى معانٍ لا تليق ٠»‏ مثل قولكم:ه غير 
مُشمع » ما يسرك , أو «غير مسمع » أى لا سمعت ؛ لأنهم يتمنون له معاذ الله - 
الصمم . ٠‏ وقد تكون سباباً من قولحم : أسمع فلان فلانا إذا سبّه وشتمه » فالكلام 
تمل . 





2222226 2+2222222+92ج جح الم 


« واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم » لم يقولوا:ه راعنا » من الرعاية بل من 
الرعونة » فقال : لا . اتركوا هذا اللفظ4لانهم سيأخذون منه كلمة يريدون منها 
الإساءة إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وه اللى ؛ : هو فتل الثثىء ء والفتل : 
توجيه شقى الحبل الذى تفتله عن الاستقامة » وهذا الفتل يعطيه القرة. وهم 
يعملون هذه العمليات لاذا ؟ لأنهم يفهمون أنها تعطى قوة لهم . 


دك بالستتهم وطعناً فى الدين »» وماداموا يلوون الكلام عن الاستقامة فهم 
يريدون شرا ؛ لأن الدين جاء استقامة . فساعة يلويه أحد فياذا يريد ؟. إنه يريد 
دطعناً فى الدين » ؛ « ولو اد خم قالوا سمعنا » » وبدلاً من إضيار المعصية يقولون : 
ووأطتا ولسمع وتقلرنا + يدلاً بن و واعتاء ع فداتظرياة » لا تحتمل معنى سيثاً . 


إذن فمعنى ذلك أن الله سبحائه وتعالى يريد أن يخبر أحباب رسول الله صل الله 
عليه وسلم أن ختصومه يأتون بالألفاظ محتملة لذم رسول الله صل الله عليه وسلم ؛ 
لذلك يوضح : احذروا أن تقولوا الألفاظ التى يقولونها ؛ لأنهم يريدون فيها جانب 
الشر وعليكم أن تبتعدوا عن الألفاظ التى يمكن أن تحول إلى شر . فلو قالوا سمعنا 
وأطعنا و واسمع وانظرنا لكان خيراً لحم وأقوم ولكن » . وساعة تسمع كلمة ٠‏ لكن » 
فلتعلم أن الأمر جاء على خلاف ما يريده المشرع , لأنه يقول : « ولو أنهم قالوا » . 
لكنهم لم يقولوا . إذن فالامر جاء على خلاف مراد المشرع . 

« ولكن لعنهم الله بكفرهم » ود اللعن » هو : الطرد والإبعاد . فهل تَمْيَ الله 
عليهم فى لعنهم وطردهم ؟ لا + بعر لجيم |8 يعيب عرهم إن للايتران 
أححد : لماذا لعتهم الله وطردهم وماذنبهم ؟ نقول : لا . هو سبحانه لعنهم 
بسبب كفرهم . إذن فالذى سبق هو كفرهم . وجاء اللعن والطرد نتيجة للكفر . 


٠‏ ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا » . وساعة تسمع نفى حدث 
ولايؤمون » ثم يأق استثناء وإلاى»ى فهو يثبت بعضن الحدث ء تقول مغل : 
لاياكل إلا قليلا . كلمة ٠‏ لايأكل ٠‏ نفت الأكل ء « ولا قليلاً » أثبتت بعض 
الأكل ٠‏ فهر سبحانه يقول : دفلا يؤمنون إلا قليلاً » . والإيمان حدث يقتضى محدثا 





مزالكةة 
١١ ١١‏ حجك :214-02429022 

هو :من آفن إن : بم يي امل اقبي » بام عسي اتاد اي 
هذا الاستكناء صالح أ أن يكون للحدث . وصالح أن يكون لفاعل الحدث . كلمة 
وفلا يؤمنون إلا قليلاً » تعنى : فلا يؤمنون إلا إعاناً تيلا ؛ لأنهم يؤمنون قليلا 
بالصلاة . وبأهم لا يعملون يوم السبت ٠‏ أما بقية مطلوبات الإيمان فليست فى بالهم 
ولا بويوجا .أذ قلا يوميون لا كليل فقد يكون بع متهم هو النى يؤمن + وهلا 
صحيح عندما نقوله ؛ لآن بعضاً منهم آمن بالفعل . ونجد أيضاً أنهم يؤمنون ببعض 
الكتاب ويكقرون. يسفن إفكوة إيَاهم كليلزا بالحدنتة ا ننه 


وهناك أناس منهم بعدما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ وتلق القرآن ورأوا 
صورته فوجدوه مثليا وُصف عندهم تماماً فآمنوا . ولكن هل آمن كل يبود » أو آمن 
قليل. منهم ؟ آمن قليل. هنهم مثل : عبدالل بن سلام » وكعب الأحبار . إغا 
عبدالله بن صَوريًا , وكعب بن أسد . وكعب بن الأشرف وغيرهم من اليهود فلم 
يؤمنوا . 


إذن فإن أردت أن بعضاً ٠‏ قليلاً منهم » هو الذى آمن فهذا صحيح . ويصح أيضاً 
أن الكافرين منهم كانوا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض . وى ذلك تعبير من 
الحق سبحانه وتعالى نسميه « صيانة الاحتهال ؛ ؛ لأن القرآن ساعة ينزل بمثل هذا 
القول فمن الحائز وهذا ما حدث ‏ أن هناك أناساً من اليهود يفكرون فى أنهم 
يعلئون الإيمان برسول الله ء فلو قال: ل ينرق » افقتظااكان من 'الصحب غليهم أن 
يعلنوا الإيمان ‏ لكن عندما يقول:« إلا قليلا » فالذى عنده فكرة عن الإيمان يعرف أن 
الذى مخبر هذا الإخبار عالم بدخائل النفوس . فصان بالاحتمال إعلان هؤلاء القلة 
للإيمان . 


ويقول.الحق بعد ذلك : 


6 يدايا الَذنَ أوثُوأ الكتنب ءَامسوامَائرلن 





| سو الرماة 





بالوتف بعس 


ونا ما مك 00-1 وُجُوهًا 
ها عل انبره رتفت كنا لمن أن 
ألتنت مان أَمْرٌ لله مَعَم ل بصعي 


تقلع 'أثذ قل التشريفات. القي جخافتت خلخ, الما » لا يوجد فيها تضارب ؛ فالمشرع 
واحد . ولن يشرع اليوم شريعة د ثم يأق رسول آخر يشرع شريعة أخرى جديدة . 
فأصول الأديان كلها التى جاء بها ركب الرسالات واحدة . ولا تختلف إلا فى بعض 
الأحكام التى تتطلبها ظروف العصور.ء وق وى التشريع الواحجد تتطور الأحكام 
وخصوصاً ما يتعلق بالعادات . وما كان الله سبحانه وتعالى الرحيم بعباده يأتى لمسألة 
من المسائا ل تجضن اللنقي انها اناق تلات نتم لله اأعادة + وأضيمحت #وكهم 
أن يفعلوها ثم يأتى لينهيها بكلمة . لم تأت الكلمة الفصل إلا فى العقيدة . لكن 
لمسائل الى تمماج إلى التعود فالحق يتلطف فى أن يخرجها خروجاً ميسوراً . بمعنى أنه 
يجعلها مرحليات كى لا توجد فجوة الانتقال . 


ويمكننا أن نشبه فجوة الانتقال : مثلما يكون سكت 16 السجائر » ويصل 
معدل تدخينه فى اليوم ماثئة سيجارة » فإذا قلنا له : اجعله خمسين سيجارة » ثم 
ثلاثين » وهكذا . وبذلك نكون قد وزعنا عادته على بعض الزمن 3 وبدلاً من أن 
تكون المسافة بين السيجارة والسيجارة عشر دقائق أو نصف ساعة فلنجعلها ساعة 
فنكون قد كسرنا جزءاً من الاعتياد » وكذلك مرحليات الأمور الاجتماعية التى تنش 
من رتابة التعود . 


إن الحق سبحانه وتعالى يقول : « يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نَزْنا مصدقاً 
ما معكم » . فالحق يوضح : لم نات بحاجة جديدة , بل كلها ما عندكم, . قد يقول 
قائل : مادامت ما عندهم فيا الداعى لها ؟. نقول : لأن هناك جديداً فى أقضية 
العصر التى لم تكن موجودة عندهم » والذى زاد هو معالجة تلك الأقضية الجديدة » 





ج١٠١‏ احصومحصص صوص صوص حوص وص صفبحصه 
ولكن أصل الإيمان موجود بالقرآن المعجز الذى ينزل من السماء ؛ بالمعجزة » 
بالتوحيد ء والقضايا العقدية » كل هذه لا يوجد فيها خلاف . 


ديا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا » » وكلمة « أوتوا الكتاب » إلزام هم بالحجة ع 
وتعنى : نحن لا تكلمكم بكلام لا تعرفونه ؛ لأنه يقول : و مصدقاً لما معكم » إثهم 
مسا ا ا ار 17 
على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم بما عندهم ‏ » فإن وجدوه مصدقا لما عندهم فقد انتهت 
المسألة . : 


ثم انظر إلى التهديد و من قبل أن نطمس وجوهاً فتردها عللى أدبارها أو نلعنهم كما 
كا أسبب نبت » وكان أمر الله مفعولا » » سبحانه يناديهم : بادروا ٠‏ كيا 
تقول مثلا : «الحق نفسك وآمن » ويقول الحق : ومن قبل أن نطمس وجوهاً 
فنردها على أدبارها » . والطمس هو : المحو . فالشىء الذى طمس هو الذى ممى 
بعدما كان شيئاً مميزاً » وكلمة « وجوه » وردت فى القرآن بمعانٍ متعددة » فتطلق مرة 
فى البدن عل مايواجه وهو «الوجه» كيا فى قوله : 

وم صو 2 رع م 
« يوم تديض وجوة 4 

(من الآية ٠١5‏ مورة آل عمران)» 

ونطلق الكلمة مرة على القصد والنية والوجهة » قال تعالى : 
( تزيم ة» 


( من الآبة 1١7‏ سورة البقرة ) 


ود أسلم وجهه » تعنى قصده ووجهته ونيته . 


إذن فمرة يطلق الوجه على الوجه الذى به المواجهة . ومرة يطلق على القصد . 
وما العلاقة بين القصد . والنية » والوجه ؟. لأن الإنسان إذا قصد شيئا اتجه إليه 
بوجهه ء وسار له . إذن فالوجه يطلق على هذه الجارحة « الوجه » . ويطلق عل 
القصد والنية . ومادام يطلق بإطلاقين فيطلق على الوجه المعروف فينا » ويطلق على 
القصد والنية التى توجهنا فالائنان يصحان . 





]| 4 
0 سمغ 


صمحح محص مصح محص مح ممصو بره 


وقوله:و نطمس وجوهاً » لأنه سبحانه أوضح : أنا مكرمكم وجعلت لكم سهات 
تميزكم . بشكلها : حواجب . وعينين » وأنفا جميلاا . وفياء بحيث إنك لو 
أردت أن تخلق هذه الخلقة , لما استطعت . وسبحانه يعلن : أنا أقدر أن أطمس 
هذه الوجوه التى تميزكم . بحيث أردها على الادبارء فيكون الوجه مثل القفا ء 
وتصبح كقطعة اللحم ٠‏ هذا إن أردنا بقوله:د وجوهاً » ٠‏ الوجه الذى فى البدن . 


وإن أردنا بالوجه « القصد » نقول ؛ الذين يشترون الضلالة . والذين يريدون أن 
تضلوا السبيل 9 والذين يحرفون الكلام عن مواضعه 3 والذين يقولون : «راعناء » 
والذين يقولون : « اسمع غير مسمع ؛ . اليس لمم وجهة ؟ وما وجهتهم فى هذا 
الموقف وما قصدهم ؟ 


إن قصدهم هو صرف أنفسهم وصرف الناس عن اتباع محمد.. فكأنه يقول 
لهم : بادروا وآمنوا قبل أن نطمس ونمحو قصدكم فلا يصل إلى منتهاه مِنْ صدكم 
عن الإيمان برسول الله » الحقوا أنفسكم قبل أن يحدث ذلك وتلعتكم ونطردكم من 
رحتنا » ولذلك نجد سيدنا عبدالله بن سلام عندما سمع الآية أ ذهب إلى رسول 
الله ويده على وجهه وقال : والله لقد خفت قبل أن أسلم أن يُطمس وجهى . 


وهذا دليل على أنه آمن بأن الذى قال هذا الكلام قادر على الإنفاذ . وى عهد 
سيدنا عمر ‏ رضى الله عنه نجد كعب الأحبار يذهب له ء ولم تكن الآية قد بلغته » 
فلما بلغته ذهب إلى سيدنا عمر وهو واضع يده على وجهه خائفا أن يُطمس وجهه قبل 
أن يعلن إسلامه . وذلك دليل على يقينه من أن الذى قال هذا الكلام قادر عل 
الإنفاذ . 

وقد يقول قائل : ولكن منهم أناس لم يؤمنوا وم يحدث لحم هذا الطمس . نقول : 
أهو قال سنطمس الوجوه فقط ؟ لا » بل قال أيضاً : « أو نلعنهم كا لعنا أصحاب 
السبث » ويكفى أن هناك أناساً اعتقدوا أن الطمس قد يجىء وهم من وجوه أهل 
الكتاب ومن أحبارهم . فالذين آمنوا برسول الله من هؤلاء كانوا يعلمون كيد 
اليهود » فسيدنا عبدالله بن سلام قبل أن يسلم قال لرسول الله صل الله عليه وسلم : 





شوو الكئلا. 
١١١‏ حمححمص ص وحصوم ص صمح وصمحه 


آنا احت أن أسلم ء. ولكى فى إن |سلمت أن يقول اللهود:ق شرا فقبل:آت أبللم,” 

أسألهم عنى » فسأل رسول الله صل الله عليه وسلم أحبار اليهود : ماذا تقولون فى 

عبدالله بن سلام ؟ قالوا : سيدنا وابن سيدنا وعالمنا وحبرنا ومجدوه : فلها سصمع 

ابن سلام منهم هذا الكلام قال : أشهد أن لا إله إلا الله . وأن محمداً رسول الله 

: هو ابن كذا وابن كذا وسبوه » فقال ابن سلام : يارسول الله ألم أقل 
: إنهم قوم بهبت20© , 


فقد روى أن عبدالله بن سلام لما سمع بمقدم رسول الله صل الله عليه وسبلم أناه فنظر إلى 
وجهه الكريم فعلم أنه ليس بوجه كذاب . وتأمله فتحقق أنه النى المنتظرء فقال 
له : إى سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبى : ما أول شرائط الساعة ؟ وما اول 
طعام يأكله أهل الجنة ؟ والولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟ فقال عليه السلام : « أما 
أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب . وأما أول طعام أهل الجنة 
فزيادة كبد الحوت 5 وأما الولد فإن سبق ماء الرجل نزعه » وإن سبق ماء المرأة 
نزعته » فقال : أشهد أنك رسول الله حقا فقام ثم قال : يارسول الله ء إن اليهود 
قوم بيت فإن علموا بإسلامى قبل أن تساهم عنى ببتون عندك ء فجاءت اليهود فقال 
هم النبى صل الله عليه وسلم : أىّ رجل عبدالله فيكم ؟ فقالوا : خيرنا وابن شخيرنا 
وسيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا . قال : أرأيتم إن أسلم عبد الله 5 قالوا 
أعاذه الله من ذلك » فخرج إليهم عبدالله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا 
رسول الله . فقالوا:شرنا وابن شرنا وانتقصوه . قال : هذا ما كنت أخاف يا رسول 
الله وأحذر٠‏ قال سعد بن أبيى وقاص - رفى الله عنه :ما سمعت رسول الله صلى الله 
عليه وسلم يقول لأحد يمثى على الأرض : إنه من أهل الجنة إلا لعبدالله بن سلام » 
وفيه نزل : « قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى إسرائيل 
عل مثله ,29 , 


« من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها » فإن أردنا طمس الوجه حقيقة » 
)١(‏ قولهم ببت فلان فلاتاً . قذفه بالباطل وافترى عليه الكذب ء واسم الفاعل بهوت والجمع بيت مثل : رسول 
(7) رواه البخارى ومسلم والنسائى . 


الك 
+02 وحص صمح 2ه 0حوصصمجتن ارده 
وذاك ذهب إلى عمر . وكل منهها كان يمسك وجهه خشية أن يطمس . إذن فقوله : 
٠‏ نطمس وجرهاً » أى نجعلها مثل « القفا ؛ مجرد قطعة لحم من غيرتمييز » أو نحول بينهم وبين قصدهم 
أى لانمكنهم من الوصول إلى ما يريدون من صدهم الناس عن الإمان برسول الله . . من قبل أن 
نطمس وجوها فتردها على أدبارها أو نلعنهم » أو أن نطردهم من رحمتنا ومن ساحة إيماننا » فيقول 
الحق : 


0 


خم أله عل قلوييم » 
( من الآية 0٠‏ سورة البقرة ) 


ماداموا هم قد كفروا نقول لكل منهم : ألم تكن تريد أن تكفر؟ والله سيزيد 
لك الختم على قلبك وسنعينك على هذه الحكاية أيضاٌ قال تعالى : 

2 م2 > 9 مع مومه 0 
فى قلوييم مرض فزادم ألله مرضا # 

( من الآية ٠١‏ سورةالبقرة » 

فإذا كنت أنت تريد هذه فسنعطيك مافى نفسك « فتردها على أدبارها أو نلعنهم 
كيا لعنا أصحاب السبت » وسبحانه يخاطب اليهود . واليهود يعرفون قصة السبت 
ويعرفون أنها واقعة حدثت .» وطردهم الله وأهلكهم ولعتهم وأعدٌ لهم عذابا عظيما . 
إذن فهو لا يأتيهم بمسألة وعيد بدون رصيد , لا ء فهذا وعيد يسبقه رصيد . . أنتم 
يا معشر بهود - تؤمنون به وتذكرونه وله تاريخ عندكم . دكا لعنا أصحاب 
السبث » . وقصة أصحاب السبت معروفة وإن كانت ستاق فى سورة أخرى ء وه الست » وهو 
السكون والراحة » ومنه السّيات أى النوم ٠‏ فسبت يسبت يعنى سكن واستقر وارتاج . 


: أو نلعنهم كيا لعنا أصحاب السبت » . واللعن قالوا فيه : إنه الطرد والإهانة » 
وقالوا فى معناه : إنه الإهلاك . والذين يحاولون أن يشككوا فى مفهومات آيات 
القرآن يقولون : أنتم لا تقفون عند معنى واحد للكلمة . إما أن يراد كذا . وإما أن 
يراد كذا . نقول هم : أنتم ليست لكم ملكة فى اللغة حتى وإن تعلمتم اللغة 
فتعلمكم للغة تعلم صنعة لا تعلم ملكة . وتعلم الصنعة يعطيك القاعدة ولكن 
لا يعطيك قدرة وضع اللفظ فى معناه الحقيقى ولا بيان المراد منه ‏ واللعن ‏ إذا كان 


سسب سس يبيب بسلاب 


ل كنت" 
هب 1١١١ ١‏ إحعجوه :59> 2-00-0902 


معناه الطرد ‏ كان يجب أن تفهموا أن الطرد يقتضى طارداً 2 ويقتضى مطروداً ويقتضى 
مطرودا منه . 


ومن الذى يُطرد ؟. 
ومن الذى يطرد ؟ . 
وعن أى شىء يطرد 9. 


حين تأخذون المعنى عل هذاالوضع لا تجدون غضاضة فى أن تتعدد معانى الطرد . 
فهب انك تجلس للأكل ثم جاءك كلبك الذى تعتز به للحراسة ليحوم حول 
مائدتك , ماذا تصنع له ؟. تطرده عن المائدة » ذلك طرد . وهب أنّ ابنك مثلا 
صنع شيئا وعندك ضيوف فأردت أن تخرجه من المجلس وقلت له : اذهب عند 
أمك . هذا طرد . 


وإذا كان ذنب الابن كبيراً ولك سيطرة فأنت قد تخرجه من البيت فلا يجلس فيه » 
وهذا طرد . وإذا كان ذنب الابن لا يجتمل فانت وتيت 1 ٠‏ وهذا طرد . 
فإذا كان هناك إنسان قد أذنب ذنباً كبيراً وكنت صاحب قرة نافذة فانت تخرجه من 
الحياة كلها فتكون قد أبعدته من الحياة كلها . إذن فكل ذلك طرد . 0 الخزرى 
والهوان يتأق اللعن . وإن أردنا الإهلاك فقد هلك منهم الكثير فى المعارك وثالوا 
الخزى والحوان ؛ لأننا سبينا نساءهم وبناتهم م وقهرئاهم ٠‏ وأهلكناهم » 
وأخرجناهم من ديارهم إلى بلاد الشام وإلى أذرعات . وأهلكهم الله بالموت . إذن 
فكل معانى الطرد تتأق . فقد جاء يمس كل الذى حدث لحم . ولكنه. بختلف 
باختلاف الطارد » وباختلاف المطرود » وباجتلاف المطرود مله .ل 

وحين يقول الح : « كبا لعا أصحاب السبت » فهذا يدل على أن اللعن له أشياء 
مختلفة ؛ أنا سآخذ منها لعن أصحاب السبت- والسبت يوم من أيام الأسبوع 3 أى 
وحدة زمئية فى الأسبوع » ونلحظ أن بغية أيام الأسبوع السبعة فيها إشارات إلى 
العدد. يوم الأحد يعنى واحداً ويم الاثنين تعنى اثنين.وهكذا فى الثلاثاء والأربعاء والخميس» 
ففيه حمسة أيام بأعداد موجودة إلا يومين اثنين لم يؤثر فيهما العدد : يوم « الجمعة ». 





29200202 ص مص جح هححمبربره 
ويوم « السبت ». وهذان اللفظان أخذا معاي غير العددية » ولكته) يأخذان معنى 
العددية بالبعدية أو القبلية . 


يعنى عندما نقول مثلاً « الخميس » فيكون يوم الجمعة يعنى « ستة » . إنما لم يقل 
« ستة » وقال « الجمعة » ويوم « السبت » يكون سبعة ء إذن فأنت تستطيع أن تضع 
العدد البعدى بعد الأعداد : واحد اثتبن . ثلاثة » أربعة» حمسة ع ستة » 
سبعة . لكئنا نجد أن هيا اسمين تلفين ؛ لأن فى كل واحد منبها حدثاً غلب 
العددية . فوالجمعة» للاجتماع ‏ فتركنا كلمة وستةع وأخذنا بدلا منها 
«الجمعة » . وه البت » للسكون ؛ لأن مادتها فى اللغة : سبيت يسبت . أى سكن 

وهدا ونم يتحرك . مثل قول الحق : 
( لاتغا مبكا ج » 
( سورة الباه 


أى سكونا وهدوءا 6 


والحق سبحانه وتعالى حين يريد ابتلاء بعض | خلقه ليعْلّم منازهم من الإيمان 
واليقين والانصياع لأوامر الحق . يأى فيحرم حدثا فى زمن وهو مباح فى غير ذلك 
الزمن . فقد يحرم الصيد فى أحد الأيام وكان مسموحاً بان يصطادوا فى كل يوم . 
وكانوا يأتون بالسمك كرزق من البحر » ٠‏ فجاء فى هذا اليوم خصوصاً وقال لهم : 
لاتصطادوا فى هذا اليوم » أى أن يسكنوا عن الحركة.» هذا هو : السبت» بمعنى 
السكون . و« أصحاب السبت » هم الجماعة الذين اجتمعوا على حادثة تتعلق 
بالسبت أو تتعلق بالسكون .» أى تتعلق بعدم العمل وبعدم الحركة » وقضية 
أصحاب السبت شرحها الحق وتكلم عنها إجمالياً فى سورة البقرة : 


وَلَقَدَ علمم الْدَينَ أعتَدَوَا م: لتك 
ا طم 8 وأيتكزفي 1 1 زمن الآية 56 سورة البقرة ) 


وقوله هنا:ه كنا لعا أصحاب السبت » . لكن القصة بالتفصيل ذكرها الحق 
سبحانه وتعالى وقال تخاطباً رسول الله صلى الله عليه وسلم ء فائله الآمرء والرسول 
هو الذى سأله الله أن يسأل » والمسئولون هم أصحاب الحكاية وهم اليهود » وحين 





252222+52+ ححصموص و :وت‎ 1١١١ 


يطلب الحق خبراً مؤكداً من الأخبارء قد يلقيه خبراً فيصدقه أهل اليقين الذين 
اليم به 4 بل يأتى به فى صيغة الاستفهام ؛ لانه 
ثق أن المستفهم منه لايجد جواباً إلا الحق الذى يريده سبحانه وتعالى » وعندما 

م ربنا لنبية : 
وعىخع ا ب 01 


0 وَسعَذْهمعن]لعرية لكا بار ليخ ] إذ يِعدونَ فى ألسَيت 8 إدنَأنِِمْ حيًا يتانهم 
ل ل 0 2د 
ا كدَلك تباوهم ما كانوا يَعُسقون 4 

(+17 سورة الآعراف ) 
ذلك حدث 5 إنكاره » وكان من الممكن أن يقص الله الحدث من 

عنده ء ولكته يريد أن يوثق الحدث توثيقاً لامجتمل إنكار منكر ولا مكابرة مكابر م 

فأاوضح : أنا لاأقول عن الحدث .» ولكن ياحمد اسأهم أنت عن هذه الحادثة 

فسيكون جوامهم جواباً مطابقاً لل حدث , لأنما مسألة واضحة لا تنكر . 


د واسأهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر» وكلمة « قرية » نأخذها من 
الى والزرى مو أن تكرم ولسناً مقبلا خلياك اكطليت,منل . ولكن ليس 
عندك مايعطيه « قرى كاملا » أى مايقيم حياته لأيام أو شهور » 0 
واحدة » » أى أكلة واحدة تكفيه لوجبة واحدة ء فادام قد مر عليك فأنت تعطيه 
قرية. واحدة ‏ وجبة واحدة ‏ فإن كانت البلد دأم القرع: :كوت لها سابسات 
كثيرة ؛ أو لأنها أعظم القرى شاناً .والقرية التى جاء ذكرها فى سورة الأعراف يتم 
تعريفها بأنها : وحاضرة البحر » والحاضر هو القريب . فيقال : حشر فلان ىا 
اصع عل :مقربة من :+ و و الحاضرة» أيضبا من : التى إن طلبت فيها شيثاً وجدته » 
كا قال شوقى ‏ رحمة الله عليه : 


ليل بجانبى كل شىء إذن حضر 
فكذلك ١‏ الحضر » معناه : أن كل حاجة فيها موجودة ء» أما البادية فحاجاتها 


تكون على قدر أهلها فقط . ولذلك ف هو حضر» ضد «١‏ بادية» وأخذوا منها 
« الحواضر » مثل العواصم الآن . إذن فقوله : « حاضرة البحر » تأخذها بمعنى قريبة 





سايكا 
حصحبمحخحصبوحص صحومجوحه ونح وحوح نصح 'ذاااهه 


من البحر ء أو أنها هى البلد المتحضر على البحر . أو الجامعة لأنواع الخير على 
البحرء» وهى التى كانت بين «مدين » وه الطور» واسمها « أيلة » . 


وقصتهم : أن الله أراد أن يبتليهم بشىء وهو : تحريم الصيد فى ذلك اليوم » 
ومادامت وحاضرة البحر » ؛ فرزقهم على الصيد . فقال : لاتصطادوا فى هذا 
اليوم ء ولكن الله حين يريد أن يحكم الابتلاء ليعلمٌ علم إبراز لخلقه مدى تنفيذهم 
للابتلاء » وإلا فهو عالم ماذا سيفعلون . فقال : لاتصطادوا فى هذا اليوم 8 قد يقول 
قائل : لاذا حرم هذا الحدث فى ذلك الزمن ؟ . نقول له : أنت تريد أن تعلم من 
الله أن كل تحريم له مضارة » نقول لك : لا ء فقد يكون تحريم ابتلاء واختبار , 
ولذلك قال تعالى : 

« لمن اين ادو ناعم عبت لك لم 4 : 
(من الآية ١٠‏ سورة النساء ) 
« الطيبات ه هى الجلال » لكنهم هم فعلوا مايستحقون عليه العقاب . فقلنا 
لهم : مادمتم تجاوزتم حدودكم وأخذتم ماليس حلا ء فجعلتموه حلا فلابد أن 
أجعل من الحل الذى هو لكم حراماً عليكم . هذه مقابل تلك » ٠‏ فلماذا اجترات على 
حرم فاحللته ؟وما دمت قد فعلت ذلك وم ترتض تحليل وتحريمى فأنا سآخذ شيئاً من 
التى كان :حل لك :وأحرمك عنه . 


لقاعلا طالب :ني كل ويه از نس ...زا انق ةزم اين 
أن يكون الزيمان له أصول ثابتة » واانه يقول : 


ددم مو 4ص مدير وم 


2 01 
د وم ون اتن من لذ ل عن قاذ أصابه خم اطتليومة قافنا 


مد م مه ُّ ل الى ولوم 97 


(سورة الحج ) 

إذن فالحق لايريد من الناس أن يعبدوه على حرف . ..أى على طرف من الدين 
بل فى وسطه وقلبه . . أى أنهم على قلق واضطراب فى ديهم لاعل سكون وطمانينة » 
كالذى على طرف العسكر والجيش .. فإن أحس بظفر ونصر وغنيمة سكن 
واطمان » وال فر وطار عل وجهه . هو يريد منك إيماناً حقاً » ولذلك فبعض الناس 





22209069071 حم حصحمحه 


يقول : سأزكى لأزيد من مالى . نقول له : اخرج من بالك ظنك أن مالك سيزيد » 
بل أنت تزكى لأن الله طلب منك أن تزكى . أما أن يزيد مالك فهذا شىء آخرء 
فلعل الله يبتلى إيمانك ويريد أن يرى ى : أأنت مقبلٍ على الحكم لأن الله قاله » أم لأنه 
سيعطيك ربحاً زائداً ؟ وسبحانه حين يعطى ربحا زائداً ستزكيه أيضاً » لكن هو يريد 
من يقبل على الحكم لأنه سبحانه قد قاله . 


وقد حرم الحق سبحائه وتعالى عليهم الصيد يوم السبت بظلم م م وتان بن 
الجائز جداً 3 يكون هناك مغريات عل اللخالفة ٠‏ ولكثه أراد أن ييلرهم بلاءٌ حقا 
فيأق فى اليوم المحرم فيه الصيد ويُكثر من السمك » ترى السمكة ظاهرة مثل شراع 
المركب , وهذا معناه إغراء بالمخالفة » فلو لم يظهر السمك فى هذا اليوم لكانت. 
المسألة عادية ». لكنهم حين ينظروت السك وقذ ٠‏ شرع » مثل المزاكب سابحاً فى 
الماء ٠‏ :إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرّعا ويوم لايسبتون لاتاتيهم » . 


إذن فالابتلاء جاء من أكثر من زاوية : يوم سبتهم تاق الحيتان شررعاً » وفى غير 
يوم السبت لاتأق . وهذا الأمر يجعلهم فى حالة قلق . فلو كانوا على اليقين والإيمان 
لالتزموا بالأمر . 

والله سبحانه وتعالى يريد أن يمحصهم التمحيص الدقيق . فإذا هم فاعلون ؟ 
هم يريدون أن ينفذوا الأمرء إغا طمعهم المادى يصعب عليهم ألا ان هذا 
السمك الذى يأتيهم يوم اليك ولو أنهم وثقوا بعطاء الله فى المنع لنجحوا فى 
الاختبار . ذلك أن الحق قد يجعل فى المنع عطاء ء لكن مُن الذى يتنبه لذلك ؟ 


م انقولوا : ماعند الله خيرمن هذا السمك الشرع الذى يأتينا ويلفتنا . 
لكنهم احتالوا حيلا » مثلاً : صنعوا من الأسلاك والحبال « مصايد » ود جبتى 6.. 
بن درو سي جلا الح ني ل ا لبذ 0 
محبوساً » وظنوا أنهم بذلك احتالوا على الله ولم يتفهموا معنى الصيد . فالصيد هو 
جيل لساك ىر زقاتانارقافد دل لل تدق انا سريف اكز تن راع البكالي 
' أى وقت تكون قد اصطدت . إذن فهم يحتالون على الله ؛ ولذلك قال سبحانه : 





الككلا 
جوت جروج :022242029222445 واحن 
وو ا عامج 2 ختسووضة. الواهة 2 اعد #40 راةر . ع رلرى 
« وَسْعلْهمْعَنالْمريةالَْكاتْ حاضرة البحر إذ يعدود فى ألسبت إد نازيم حيتانهم 
موه عو ا 0 ع ص ماعوة ف روط وصء8 ةبج 
لوم سدثيم شرعا ويوم لاسيئون لاناييم حكذالك نبلوهم يما كانوا إيفسفوك 4 
(*17 سورة الأعراف ) 
ومادام الواحد منهم يفسق ويحل لنفسه شيئاً حرمه ربئا عليه » فيوضح له ربنا : 
مادمت قد فعلت ذلك فسوف أحرم عليك شيئاً أحللته لك ؛ لانكِ أعطيت لنقسك 
حرية فى أن تمل ماحرمتء فأنا سأحرم ما أحللت لك . 
ل ل ل 0 مره رعل لس لكر )ىم لمبول” ع مي 


ا 00 2 ريه 
9 وَإِذْ فك أمْهمم لم تعظون وما الله مهلكهم أو معذبهم عذَابا شديدا قالوا 


5 لم ملاعم ل معمرا. 12ل س 
معذرة إل بكر ولعلهم يتفون 39 © ( سورة الأعراف ) 
وهذا. دليل على وجود عناصر خير فيم| بينهم » وقالت عناصر الخير : اتقوا الله . 
فقال لهم آخرون : لم تعظون قوما الله مهلكهم . إذن فهناك ثلاث جماعات : جماعة 
خالفوا » وجماعة أرادوا أن يعظوهم كى لايقعوا فى المخالفة » وجماعة لاموا من 
يعظونهم وقالوا : دعوهم ليهلكهم الله أو يعذبهم . . « الله مهلكهم أو معذبيم 
عذابا شديدا » . فقالت الجباعة التى تعظ : نحن نريد بالوعظ أن يكون لنا عذر أمام 
الله بأننا 4 نسكت على المنكر ونحن نعمل لأنفسنا . « قالوا معذرة إلى ربكم » وأيضا 
فلعلهم يتقون ربّهم بترك ماهم فيه من المعصية والفسق . فياذا حدث ؟.. يقول 
الحق : 
( نا نوما مسرو بد مان ودح الوه ناويدب 
تيس انوأ يَفسْفُودَ وه » 
( سورة الاعراف ) 
ومادام قد قال : « أنجينا و فهناك مقابلها وهو « أهلكنا » . إذن فجاء هنا 
« اللعن ؛ بمعنى اشلاك . 


ويختم الحق الآية التى نحن بصدد خواطرنا عنها : « وكان أمر الله مفعولاً » نعم 
لان الحق سبحانه وتعالى بقدرته الشاملة وصفات جلاله الكاملة » لا يتخلف شىء فى 





وجوده عن أمره » فإذا وعد بشىء فلابد أن يحدث , فأمر الله غير أوامر البشر ء 
فأوامر البشر هى التى تنخلف أحياناً سواء أكانت وعدا أم غلك لأنك قد تعد 
إنساناً بخير » ولكنك ساعة آداء الخير لا تستطيعه » ٠‏ فتكون قدرتك هى التى تحتاج 
إلى أداء الخير . أو توعد إنساناً وتهدده بشرّ » وستعمل فيه كذا غدا ء وقد يأتيك غدا 
مرض يقعدك فلا تستطيع إنفاذ وعيدك . 

إذن فأنت قد لا تستطيع إنفاذ شىء من وعدك ولا شىء من وعيدك ؛ لأن قدرتك 
من الأغيار » ومادامت قدرتك من الأغيار فقد توجد أو لا توجد . لكن الحق سبحانه 
وتعالى إذا قال بوعد أو قال بوعيد أيوجد شىء يغير هذا ؟ لا . إذن فساعة يقول ربنا 
بوعد أو وعيد فاعرف أن هذا سيحدث فى الوعد ء أما فى الوعيد فإن الله قد 
يتجاوز عنه كرما وفضلا ماعدا الشرك بالله . 

وثعرف أن الحق سبحانه وتعالى يوزع الأحداث على الزمن . فلا زمن يقيده ؛' 
لأنه يملك كل الزمن , أما أنت كواحد من البشر فتتكلم عن الحدث حسب زمانه.فإن 
كان هناك حدث قد حصل قبل أن تتكلم أنت عنه . فتقول : فعل « ماض » . أى 
أن الحدث قد وقع فى زمن قبل زمن تكلمك . وإن كان الحدث يقع فى وقت 
تكلمك . كان الفعل «(مضارعا»؛ 6 والمضارع صالح للحال وللاستقبال » تقول : 
فلان يأكل . وذلك يعنى أنه يأكل الآن . وإن قلت : « سيأكل  »‏ أى أنه سياكل 
بعد قليل . فإذا قلت عن أمر مستقبل إن هذا الآمر سيحدث . أتملك أنت أن 
يحدث ؟ لا . إذن فالكلام منك على الاستقبال قد يكذب وقد يصدق . لكن إذا قال 
الحق وأخبر عن أمر مستقبل وعبر عنه بالفعل المافى فمعنى ذلك أنه حادث لا محالة ؛ 
ولذلك فالزمن عند ربنا ملغى . 

وعندما نقرأ قول الحق سبحانه وتعالى : 
١‏ كأ الفلا كتيل » 

( من الآبة ١‏ سورة التحل ) 

«وأق » هذه فعل ماض . وقوله : « أ » يدل على أنه أمر قد حدث قبل أن 
يتكلم . وقوله : :فلا تستعجلوه » دلّ على أنه لم يحدث ٠‏ فالذى, يشكك فى القرآن 
يقول : ماهذا الذى يقوله القرآن . ؟ يفول : «أق» وهولم يأت ؟ . . نقول له : 
هذا الكلام عندك أنت . لكن إذا قال الله : إنه « أى » فهو أت لا عحالة » فاحكم 





حوص تجوت 2ت جو 2+ ج توج جح اإفاله 
على الحدث المستقبل من الله على أنه أمر كائن كيا يكون كائناً ماضياً . مادام قال فلا 
رادٌ لأمره . « أن أمر الله » فهى تعنى سيأق . ولا توجد قدرة فى خلقه تصرف مراده 
أو تعجزه عن أن يفعل . 
وقوله سبحانه : « وكان أمر الله مفعولا » جاء لأنه قال من قبل « أو نلعتهم » هذه 
مستقبل وقد يقول قائل : أن « نلعنهم » تعنى أن اللعنة لم تأت وقد لا تحدث . 
ونقول: لا؛ لان أمر الله كان مفعولاء فإياك أن تأخذ « نلعن » هذه التى للمستقبل كى 
تطبقها عند رينا . » لأن الحق سبحانه وتعالى يوضح لك “انك اللى -عيك 
المستقبل ٠‏ والمستقبل قد يقع منك أو لايقع ؛ لأنك لا تملك أسباب نفسك . 
تقول : سأعمل الشىء ء الفلا غدا . وقد يأق غدا وتكون أنت غير موجود هذه 
واحدة.: أو تقول: سأفابل فلانا. وفلان هذا قد لا يكون موجوداً فقد يموت. أو قد يتغير 
رأيك ويأتيك الشىء ء الذى كنت تطلبه قبل أن تتكلم مع ذلك الإنسان . أو قد 
تقول : أنا سأنتقم من فلان. وعندما يأق وقث الانتقام بيدا قلبك . 


إذن فأنت لا تملك شيئاً من هذا » فلا يصح أن تجادل ؛ ولذلك يعلمنا الله الأدب 
مع الأحداث ومع الكون ومع المكون » ويخرجنا عن أن نكون كذابين فيقول 
لرسوله : 
« ولا تون لاه إفى عل دَلكَ عدا 0 لدان اانه / 

(الآية 5 وجزء من 74 سورة الكهف) 

يعلمك الخق ذلك حتى لا تكون كذابا ٠‏ فإن قلت : أنا فاعل ذلك غداً ثم 
لا تفعله . ومادمت لا تفعله فتكون كذاباً يحترئا ؛ لأنك افترضت فى نفسك القدرة 

على الوجود . 

وكل حدث من الأحداث مثلما قلنا : يحتاج إلى « فاعل » » ويحتاج إلى « مفعول » 
بقع عليه » ويجتاج إلى « زمن » ويحتاج إلى « سبب » ٠‏ ويحتاج إلى « قدرة » تبرزه فى 
المستقبل . قل لى بالله عليك : ماذا تملكه من عناصر الفعل ؟ 


أنت لا تملك وجود نفسك ولا تملك وجود المفعول ولا تملك السبب » ولا تملك 





نالك 
29002249+22202032 +0522 


القدرة : ولا تملك شيئا . فأدباً منك عليك أن تقول : « إن شاء الله » فإن لم يحدث 
تقول : أنا قلت إن شاء الله وهو لم يشأ مح كيو ٠‏ ولم تكن 
كذاباً . إذن فقول الحق : «وكان أمر الله مفعولاً » لأنه. قال :دأو تلعتهم ٠:‏ 
ود نلعن » هذا فعل مضارع ويأق من بعد ذلك . فواحد قد يقول : إنه سبحانه قال : 
سيلعن » فهل ستتحقق اللعنة ؟ نقول له : نعم ؛ لأنه قال : «دوكان أمر الله 
مفعولاً » . وكذلك ساعة تقرأ أو تقول : « وكان الله غفوراً رحيياً » . فعليك أن 
تضيف : ولابزال غفوراً رحا » لآن صفة الرحمة لم توجد له ساعة وجد المرحوم ٠‏ 
395 . بل معنى و رحيم » أنه سبحانه يرحم غيره والذى جد ليتلقى رحمته سبحانه إنما 
جاء بعد أزليّة رحمة الله ومغفرته. فسبحانه أزلىّ قديم . والصفة أزلية وقديمة بقدمه - 
سبحانه قبل أن يوجد من يرحمه . وهو لا تأتيه أغيار . ومادام سبحانه رحيياً قبل أن 
يوْجَدَ مرحوماً له فإذا أوجد مرحوماً له » أننحلٌ الصفة أم تبقى ؟ إنها باقية دائها فكان 
الله ولا يزال غفوراً رحيياً » ٠‏ وكان أمر الله مفعولاً » نعم » لأنه قد يفعله بأسبابه وقد 
يفعله بدون أسباب فالأمر متروك لمشيئته فإما أن يوجد الشىء من غير سبب أو يوجده 
بسببء والثىء الموجود بالسبب مخلوق بالمسبب _فسيحانه خلق الاسباب . 


وبعد ذلك ينتقل الحق سبحانه إلى قضية عقدية أساسية فى صلة الإنسان بالحق 
سبكاته وتعالى 58 يقول : 


9 دنه اَي روماو كل 


م وس 5 
عَظِيمًا © # 


هذه من أرجى الآيات فى كتاب الله ولذلك فحيننا سئل رسول الله صلى الله 
عليه وسلم : ما موجبات الإيمان ؟ أى ما الذى يعطينا الإيمان ؟ فقال صلى الله عليه 


وسلم : 





©0414 220263092<439229 22222 


دمن قال لا إله إلا الله دخل الجنة و . 


وعن عثيان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم دمن مات 
وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة 230 


ونحن نقول إن من يشرك بالله فهو يرتكب الخيانة العقدية العظمى . وقد أخذنا 
هذا المصطلح من القوانين الوضعية . وإن كانت القوانين الوضعية ليس غرضها أن 
تؤكد قضايا دينية » لكن غفلتهم تجعلنا نلتقط منها أنها تؤكد القضايا الدينية أيضها'. 
هب أن جماعة قاموا بحركة » وبعد ذلك استغل واحد منهم الحركة فى نفع خاص 
له » وواحد آخخر استغل الحركة فى أن تكون له لا للآخر . أى ينقلب عليه , فالأول 
القائم على النظام يسميها خيانة عظمى . أما من لا يقاوم بغرض خلع الحاكم ولكنه 
يظلم الناس فقد يعاقبه الحاكم على ما حدث منه وليس على الخيانة العظمى. إذن ففى 
. قانون البشر أيضاً خيانة عظمى . وفيه انحراف وهو الذى لا يتعرض للسيادة » لكن 
أى حركة تتعرض للسيادة يكون فيها قطع رقاب . وكل أمر آخر إنما يؤخذ بدرجة من 
العقوبة تناسب ذنبه , 


فالحق سبحانه وتعالى يوضح : أصل القضية الإيمانية أن الله سبحانه وتعالى يريد 
منكم أن تعترفوا بأنه الإله الواحد الذى لا شريك له . وحين تعترف بأنه الإله 
الواحد الذى لا شريك له . فأنت تدخل حصن الأمان » ولذلك يقول رسول الله صلى الله 
عليه وسلم فى الحديث الشريف : 


الجنة ع299 , 


قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة » قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ 
قال وإن زنى وإن سرق ء قلت وإن زنى وإن سرق ؟ قال وإن زنى وإن سرق ( ثلاثا ) 
)١(‏ رواه ملم,. 
5) رياه مسلع . 


يو الوماة 
.و ١٠٠٠٠١‏ ربوج 22229224242 5+0 «(حجومرجت2 


ثم قال فى الرابعة : على رغم أنف أبى فر" . 


لقد كان أبوذر غيوراً على حدود الله » فهل ساعة قال رسول الله : على رغم أنف 
أبى ذر؛ هل هذه أحزنت أباذر؟ لاء لم تحزنهء ولذلك عندما كان يحكيها 
ويقوها : من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن رغم أنف أبى ذر وهو مسرور , لاذا ؟ 
لأنها فتحت باب رحمة الحق ؛ لانه إذا لم يكن هذا فيا الفارق بين من اعتقدها وقاها 
وبين من ل يقلها ؟ فلا بد أن يكون ها تيز . وكل جرية موجودة فى الإسلام.والحق 
سبحانه :قد جرمها- فهذا د يعني أنها فد تحدث . مثال ذلك ... يقول الحق تبارك 
وتعالى : ج ردس عل سي ع م ل سيوع عورم 

« والسارق وآلسارئه فأقطعوا أيدييما » 

( من الآية 58 سورة المائدة » 

وهذا يعنى أنه من الجائز أن يسرق المؤمن . وكذلك قد يزى فى غفلة من 
الغفلات . وفى أسس الاستغفار يأ البيان الواضح : من الصلاة للصلاة كفارة 
مابيها : الجمعة للجمعة كفارة . الحج كفارة » الصوم كفارة . 

عن لى اخزيرة قي اله عن أنه وول الله سيل اله علي وسلم قال : « الصلوات الخمس 
والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بيتبن مالم تغش الكبائر و29 . 


أى أن ربنا قد جعل أبواباً متعددة للمخفرة وللرحمة » وهو سبحانه يقول : « إن 
الله لا يغفر أن يشرك به » وهذه المسألة ليست لصالحه إنما لصالحكم أنتم حتى 
لا تتعدد آهة البشر فى البشر ويرهق الانسان ويشقى من كثرة الخضوع لكل من كان 
قويا عته , فأعفاك الله من هذا وأوضح لك : لا اخضع لواحد فقط يكفك كل 
الخضوع لغيره » واعمل لوجه واحد يكفك كل الأوجه » وق ذلك راحة للمؤمن . 


إن الإيمان إذن يعلمنا العزة والكرامة » وبدلاً من أن تنحنى لكل مملوق اسجد 
للذى خلق الكون كله بصفات قدرته وكياله ٠‏ فلم تنشأ له صفة لم تكن موجودة » 
هل أنتم زدتم له صفة ؟ لا . فهو بصفات الكيال أوجدكم وبصفات الكيال كان 
قيوماً عليكم » ٠»‏ فأنتم لم تضيفوا له شيئاً. فكونك تشهد أن لا إله إلا الله , 


. رواء مسلم‎ )١( 
. (؟) رواء ملم والترمذى‎ 


جمالك 
5+6 22+99 +4222 حمصه اأره 
. ما مصلحتها بالنسبة لله ؟ إن مصلحتها تكون للعبد فحسب . 
ولذلك قلنا:إن الحق سبحانه وتعالمى يريد من عباده أن يجتمعوا كل أسبوع مرة ؛ 
لأنك قد تصلى فرضاً فرضاً فى مصنعك أو فى مزرعتك أو فى أى مكان ٠‏ إنما يؤم 
الجمعة لا بد أن تجتمع مع غيرك » لماذا ؟ لأنه من الجائز أنك تذل لله بينك وبيئه » 
تخضع وتسجد وتبكى بينك وبين الله » لكنه يريد هذه الحكاية أمام الناس . لترئ 
كل من له سيادة وجاه يسجد ويخشع معك لله.وفى احج ترى كل من له جاه ورئاسة 
يؤدى المناسك مثلك . فتقول. بينك وبين نفسك أو تقول له : لقد استوينا فى 
العبودية . فلا يرتفع أحد على أحد ولا يذل له بل كلنا عبيد لله ونخضع له وحده . 
إذن فالمسألة فى مصلحة العبد , « إن الله لا يغفر أن يشرك به » » لأنه لو غفر أن 
يشرك به لتعدد الشركاء فى الأرض » وحين تتعدد الشركاء فى الأرض يكون لكل 
واحد إله .وإذا صار لكل واحد إله تفسد المسألة » لكن الخضوع لإله واحد نأتمر 
جميعاً بأوامره يعزنا جميعاً . . فلا سيادة لأحد ولا عبودية لأحد عند أحد . فقوله : 
5ك ال يشر كرف بده .. هذا لمصلحتنا , 
«ويغفر مادون ذلك لمن يشاء» . 
وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال أتى وحشىئ وهو قاتل سيدنا حمزة 
فى غزوة أحد . أتى على النبى صل الله عليه. وسلم ‏ فقال بااععد اياك يجنا 
فأجرى حتى أسمع كلام الله.فقال رسول الله : و قد كنت أحب أن أراك على غير 
جوار فأما إذ أتيتنى مستجيرا فأنت فى جوارى حتى تسمع كلام الله قال : فلن 
أشركت بالله وقتلت النفس التى حرم الله وزنيت هل يقبل الله منى توبة ؟ فصمت 
رسول ا حور ا 
«١‏ ودين لايدعونَ مم لَه لها ءاخر ولا يفون النفْسَ الت رُم اله إلا بالحَيٍ 


مر و عم صومء اين مامه جليوءعء 3 موديوءة ماد مسولء 
ولا يزنون - يعلد لك يلق أنَاماجج ل يوم القيامة ويحلد 
ةا © امنب وان ِل مَل َم كبك يبَدَلُ َه 
2 عد مع ا #5 


سَيكائهم سنت وَكَانَ ألله غفورا رحيمًا جه 
( سورة النريان ) 





00290-20920222 ججح‎ ١١١ 


كلام الله فتزلت : 


+ إن لله لا يثفرأن اتقو اها ومن برل بال نقد 


فرعا إنما عا 4 م 


فدعا به فتلا عليه قال : فلعلٌ بمن لا يشاء . أنا فى جوارك حتى أسمع كلام الله 
فنزلت : 
اس مالو مض عبر واس سومكر ه 3 20 لك" مه 
ٍِ ل ينبادى الْذَِ رف عل نم لَانفتعوا 0000-0 ألله يغفر الذنوب 
ف ا 4 
جميعا إنهر هو الْعَمُور الحم وي 4 
فقال نعم : الآن لاأرى شرطا فاسلم . (سورة الزمر) 
إذن فالمالة كلها تلطف من الفالق بخلقه ٠‏ واعتبار عمليات الغفلة عمليات 
طارئةة على البشر . ومادام الحق يقئن تقنينات فمن الجائز أنها تحدث . لكن إذا 
حدثت معصية من واحد ثم استغفر عنها , إياك أن تأق بسيرتها عنده مرة أخرى 
وتذكره با وافرض أن واحدا شنهد زوزاً ‏ افرض أن واحداً ارتكب ذنباً . ثم استغفر 
١‏ الله منه وتاب . إياك أن ت تقول له : يا شاهد الزور , لأنه استغفر من يملك المغفرة » 
قلا تجعله مَذائلا عندك ؛ ٠‏ لأن الذى يملكها انتهت عنده المسالة . 


اذا ؟ لكيلا 45 الناس بمعصية فعلت » 50 العكس ؟؛ إن أصحاب المعاصى 
الذين أسرفوا على انفسهم يكونون فى نظر بعض الناس هينين محقرين. ولذلك نقول: إن 
الواحد منهم كلما لذعته التوبة وندم على ما فعل كُتبت له حسنة » فعى رغم أنه ذاق 
المعصية لكنه مع ذلك تاب عنها. وهذا هو السبب فى أن اله يدل ينيم 


حسئات . وعندما نعلم أن ربنا يبدل سيئاتهم حسنات فليس لنا أن : نحتفر المسرفين 
على أنفسهم . بل علينا أن نفرح بأنهم ثابوا » ولانجعل لهم أثرا رجعيا فى الزلة 
والمعصية . 


« ومن يشرك بالله فقد افترى أ عظيرأ » و ١‏ الافتراء » هو الكذب المتعمد . لأن 





ل" 


كدان 
صمححووت :022-42242522 
هناك من يقول لك قضية على حسب اعتقاده » وتكون هذه القضية كاذبة » كآن 
يقول لك : فلان زار فلانا بالأمس . 


هو قال ذلك حسب اعتقاده بأن قالوا له أو رأى أثرا للزيارة » على الرغم من أن 
مثل هذه الزيارة لم تحدث فيكون كذبا فقط . أما الشرك فهو تعمد الكذب على الله 
وهذا يطلق عليه : « افترى إثيأ عظيراً » لأنه تالف لوجدانية الفطرة » كأن وجدانية 
الفطرة تقول : لا تقل إلا ما تعرفه فعلاً وأنت متأكد بل عليك الآ تخالف فطرتك 
متعمدا وتجعل لله شريكا . 


والحق سبحانه وتعالى عندما يقول : لا إله إلا الله وحده لاا شريك له . إما أن 
تكون هذه الكلمة صادقة فتنتهى » وإما ألا تكون صادقة ‏ والعياذ بالله ‏ أى أن 
هناك أحداً آخر معه . وهذا الآخر سمع أن هناك واحداً يقول : لا إله إلا أنا . 
أسكت أم لم يسمع ؟ إن لم يكن قد سمع فيكون إلا غافلا » وإن كان قد سمع فلماذا 
م يعارض ويقول : لاء لا إله إلا أناء ويأق بمعجزة أشد من معجزة الآخر ول 
يحدث من ذلك شىء إذن فهذه لا تنفع وتلك لا تنفع . ف ولا إله إلا الله : حين 
يطلقها الله وياق بها رسول الله ويقول الله : أنا وحدى فى الكون ولا شريك لى ١‏ ولم 
ينازعه فى ذلك أحد فالمسالة صادقة لله بالبداهة ولا جدال . 


« ومن يشرك بالله فقد افترى إثياً عظياً » والافتراء كما يكون فى الفعل وفى الكلام 
ويكون فى الاعتقاد أيضا . « إثم عظيم » . وهذا يعنى أن هناك إثها غير عظيم » 
د الوثم العظيم » هو الذى يخل قضية عقدية واحدة فى الكون تشمل الوجود كله هى 
أنه لا إله إل الله , 


م تقول انمق سبحانه..وتعاق عوداً عل..هؤلاء اليهوة: 





4 مص ص موحصح وه تح5220»عموت حصحمحه 
وتقدم أن أشرنا إلى قول الحق : ٠‏ ألم تر ٠»‏ فإن كانت الصورة التى يخاطب عنبا 
رسول الله صلى الله عليه وسلم مرئية أمامه تكن الرؤية على حقيقتها . وإن لم تكن 
مرئية أمامه وكان مراد الحق سبحانه أن يعُلمه بها وهى غير معاصرة لرؤياه فالحق 
يقول : « ألم تره يعتى : ألم تعلم . وكأن العلم بالنسبة لخير الله يجب أن يكون 
أصدق نما تراه العين ؛ لأن العين قد تكذبه والبصر قد يخدعه . « ألم تر إلى الذين 
يزكرن أنفسهم » و ١‏ التركية » هى أولا : التطهير من المعايب وهذا يعنى سلب 
النقيصة . وبعد ذلك إيجاب كالات زائدة فيها غاء » والتزكية التى زكوا بها أنفسهم 
أغهم قالوا : 
١‏ تحن أبنتؤااف لوم » 
وجاء الرد عليهم فى هذه القضية بقوله الحق : 
2 212 لي 22 3 م.ج 6 م عع ”اعة . 5 
(العل كلس تريح رام كرضي عاق » 
(من الآية ١1‏ سوررة المائدة ») 
يعنى : إن كنتم أحباءه وأبناءه فلماذا يعذبكم ؟ إذن فهذه قضية باطلة . ثم 
ما فائدة أن تقولوها لنا ؟ أغملك لكم شيئا ؟ إذا كنتم تكذبونها على مّن يملك لكم كل 
ثىء وهو الله سبحانه ‏ فيا لنا نحن بككم ؟ والتزكية التى فعلوها أنهم مدحوا أنفسهم 
بالباطل وبرأوا أنفسهم من العيوب وادعوا أنهم أبناء الله وهم ليسوا أبناء الله وليسوا 
أحياءة, وقالوا أيضا : 


ف أن يْدخْلَ ابخَنة إلا كاد 


( من الآية م١‏ سورة المائدة ) 


+ #» 5 صس م 
هودا أو نصترل © 
( من الآية ١11‏ سورة البقرة ) 
وتلك أيضاً قضية باطلة . وهنا نسأل : هل إذا زكى الإنسان نفسه بحق تكون 
تلك التزكية مقبولة ؟ . نقول : علينا أن نسأل : ما المراد منها ؟ إن كان المراد منها 
الفخر تكن باطلة » لكن تكون التركية للنفس واجبة فى أمر يحتم ذلك . مثاله : عندما 
تركب جماعة زورقاً ويكون القائد أو من يجدف أو يمسك الشراع متوسط الموهبة » ثم 
قامت عاصفة ولا يقوى متوسط الموهبة على قيادتها.هنا يتقدم إنسان يفهم فى قيادة 
الزوارق أثناء العواصف ويقول لمتوسط الموهبة : ابتعد عن القيّادة فأنا أكثر فهياً 
وكفاءة وقدرة منك على هذا الأمر ويزحزحه ويمسك القيادة بدلا منه » هذه تزكية 
اا تبر رش 


احج ويج 170520-04-04 


للنفس . وهى مطلوبة ؛ لأن الوفت ليس وقت تجربة » وهو يزكى نفسه بحق . إذن 
فهناك فرق بين التزكية بالباطل وبين التركية بالحق . 


ونحن نعلم قصة سيدنا يوسف . ونعلم قصة رؤيا الملك حيث رأى سبع بقرات 
سان يأكلهن سبع عجاف !! وكان المفروض العكس . انظر إلى الملحظية ؛ لأن 
سنين الجدب ستأكل سنين الخصب . لكن من الذى يتنبه إلى رموز الرؤيا . فتعبير 
الرؤيا ليس علما . بل هبة من الله يمنحها لأناس ويجعلهم خيراء فى فك رموز ‏ شفرة - 
الرؤيا » ودليل ذلك أن الملك قال هذه الرؤيا للناس فقالوا له : « أضغاث 
أحلام ٠‏ . و و أضغاث » مفردها و ضغث » وهو الحشيش المخلوط والمختلف , 
لكنيم أنصفوا فقالوا : 


زمن الآية غ+4 سورة يوسففا) 


لقد أنصفوا فى قوهم . لأن الذى يقول لك : لا أعلم فقد أفتى . فادام قد قال : 
لا أدرى فسيضطرك إلى أن تسأل سواه . لكن إن قال لك أى جواب فستكتفى به 
وتتورط . إذن فمن قال : لا أدرى فقد أجاب . فهم عندما قالوا : أضغاث أحلام 
فقد احتالوا واحتاطوا لأنفسهم أيضا وقالوا : ٠‏ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ٠‏ . 
وكان الحق سبحانه وتعالى قد صنع التمهيد ليوسف وهوفى السجن عندما دخل عليه 
الفتيان : 


عر مل 3 .ا وم مم 77 3-4 2000 


و م غَالَ أحَدَهمَآ أن بل أعصر مرا وهال الآخر 


عء2 8 مت 


معع مس1 دعي م1 م 5 
إن أ نتن أحمل قوق رأبى خخيزا تأحكل الطير َيَعْمَا سويد #4 
5 الآية “7 سورة يوسفا) 
ما الذى جعل الفتيين يعرفان أن يوسف المسجون هذا يعرف تأويل الأحلام ؟ لقد قالا 
وأوضحا العلة ؛ 
جع مم م وما . - 
« إنا نزنك من المحنين 4 


( من الآية 0 سورة يوسفا) 





ه١٠‏ صمح صوص وحص محص حم ص مصه 
ومعنى ذلك أنهها شهدا سمته وسلوكه » وعرفا أنه إنسان مالم . فلا حَرّمهها 
واشتد عليهها أمرّ يتعلق بذاتها قالا: لا يوجد أحسن من هذا الإنسان نساله. وقلت 
ولا أزال أكررها : إن القيم هى القيم ٠.‏ والصادق محترم حتّى عند الكذاب » والذى 
لا يشرب الخمر محترم عند من يشرب بدليل أنبهها عندما حَرْبهما أمر قالا : « إنا نراك 
من المحسنان , . 


وهل يحكم واحد على آخر أنه محسن إلا إذا كان عنده مقياس يعرف به الحسن 
ويميزه عن القبح ؟ وعندما قالا ذلك الأمر لسيدنا يوسف . كان من الممكن أن يجيبهيا 
. إلى تأويل رؤياهما » ولكن هذه ليست مهمته . بل فكر : لاذا لا يستغل هو حاجتهما 
إليه لأمر يتعلق بشخصيهما . وبعد ذلك ينفذ إلى مراده هو منها قبل أن ينفذا إلى 
مرادهما منه . فهو نبى ومن سلالة أتبياء فأوضح لما : وماذا رأيتيا من إحسانى ؟ إن 
عندى أشياء كثيرة : 
١‏ عَالٌ لَايَأتكُمَا طعا تررَقَانة إلاتبا م بتأوبله- قَبْلَ أن يسما 4 
( عن الآبة 79 سورة يوسف ) 
فقد زكى نفسه . لكن انظروا لماذا زكى نفسه ؟ هو يريد أن يأخذ بيدهما إلى ربه 
هوء بدليل أنه قال : 
جٍ دَلَم مالي رق 
( من الآأية 90 سورة بوسف) 
إذن فالتزكية هنا مطلوبة » وقد ردّها لله . وأعلن أن تلك ليست خصوصية لى » 
بل كل واحد من خلق الله يستطيع أن يكون مثل : 
١‏ نيك ملقو لايور » 
( من الآية 807 سورة يوسف ) 
وبعد ذلك قال : 
وَاتبَعت مله ءاباو إبراهم 


وَْحَنَ وَيَعْقُوبَ 4 


(من الأية م7 سورة يوسفا) 





مبحح وحص ص محص صبوح. +0 صوصو أانرسه 
إذن فمن الممكن أن تكونوا مث إذا مااتبعتم هذا الطريق . بعد ذلك قال 
لهم : 
الع م« وعدمه م معلاة موتورعس #سعدة ,7 
« اباب متفرقون خير أم الله الود المَهار » 
(من الآية 77 سورة النجم )» 
أى أإله واحد أحسن أم آة متعددة ؟ فأنتم يا أصحاب الآلحة المتعددة جئتم 
لصاحب الله الواحد مع أن التعدد ‏ فى الظاهر ‏ يعطى القوة . لكن هذا التعدد 
أعطى الضعف . لأنكم يا أصحاب الآلهة المتعددة لتأتم إلى صاحب الإله الواحد : 
١‏ اذب رفو جد الوه الققار» 
زمن الآية 4 سورة يوسف ) 
إذن فهو زكى نفسه أمامهما لكى يأخذهما إلى جانب من رَكّى » وهو الحق سبحانه 
وتعالى » وبعد ذلك عندما علم الملك قال : اثتوى به أستخلصه لنفسى » ويكون 
مقرباً منى . ثم بعد ذلك جاءت سنون الجدب التى تنبا بها أولآً فى تفسير الرؤيا » 
وأشار عليهم بضرورة الادخار من سنين الخصب لسنين الجدب » لقد كانت التجربة 
إخباراً لأشياء ستحدث » فلما وقعت علم أن المسألة ليست تجارب بل هى مسألة 
دقيقة. . فقال للملك : 
وعم امس مامت +4 
9 اجمتى على حزائي الآرض » 
إذن فقد زكى نفسهء وجاء بالحيثية : 
0 2 #تعتن؟ 
( إن حفيظ علم » 


رمن الآية 0ه سورة يوسف) 


(من الآية 06 اسورة يوسف) 
واحد فيخيب » ويجرب آخر فيخيب ء لا . إنها تحتاج لحفظ وعلم . ومثال ذلك 
أيضاً عندما كان النبى صل الله عليه وسلم يقسم الغنائم . قال له المنافقون : اعدل 
ياتحمد ! فيقول لهم : والله إنى لأمين فى السماء أمين فى الأرض ٠‏ فهو يزكى نفسه » 
إذن فمتى تكون التزكية مطلوبة ؟ أولا : أن تكون بحق . وأن يكون ها هدف عند 





ا لوكا 
٠2‏ جتخرص »و سوححص صوص حص محصححصوحصيميصه 
من يعلم التركية وإلى من يعطيك التركية ويثنى عليك بما فيك وما أنت أهل له فتكون 
هذه تزكية صحيحة ؛ ولذلك يقول الحق : 


و 

عم اسميئسءع 2م (ء (لمعوء رم يىي#م 
« فلار كوأ نفك هرمن أنْقي »> 
: زعن الآية 507 سورة النجم ) 

لأنك تزكى نفسك عند الذى سيعطى الجزاء وهو يعلم . إذن فمن الحمق أن 
يزكى الإنسان نفسه فى غير المواقف التى يحتاج فيها الأمر إلى تزكية تكون لفائدة 
المسلمين لا لفائدته الخاصة ء والحق يقول : 

ا 1 ل ل يو عد سيت حو ند دج اس 
« ال إل نيرون أنمسهم بل ظهاب من مه ولا لسرن قبلا جج » 

( سورة النساء ) 

إن الحق سبحانه وتعالى لاتخفى عليه خافية . فمن الممكن أن واحداً بتصنع 
ويتكلف فى نفسه مدّة من الزمن أمامك » لكن هناك أشياء أنت لا تدركها . لكن 
ربنا عندما يزكى تكون تزكيته عن علم وعن خيرة » ومع ذلك أحين يزكون 
أنفسهم . أهذه محت حسناتهم ؟ لا . فعلى الرغم من أنهم زكوا أنفسهم فالحق لن 
يأخذهم هكذا . ويضيع حسناتهم ولكنهم « لايظلمون فتيلا » وهذه مطلق العدالة . 


ونعرف أن القرآن نزل بلسان عربى على نبى عربى , والذين باشروه أولاً عرب » 
ونعرف أن أغلب إيجحاءانه كانت متوافقة مع البيئة » وكان عندهم ٠‏ النخل » وهى 
الشجرة المفضلةولانها شجرة لابسقط ورقها » وكل ما فيها له فائدة » فلا يوجد شىء 
فى النخلة إلا وفيه فائدة . 


عن عبدالله بن عمر ‏ رضى الله عتهها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم 
فال + « إن من الشجر شجرة لايسقط ورقها وهى مثل المسلم . حدثون ماهى ؟ 


فوقع الناس فى شجر البادية ووقع ق نفسى أنها النخلة » قال ععيد الله 
فاستحييت ء. فقالوا : يارسول الله أخيرنا بها » فقال رسول الله صلى الله عليه 


وسلم : 





0 


4 


يليعدا 


© 420099-0-09-0--04-+---<+2222 


وعى النخلةء » قال عبدالله : فحدَّنْتُ أبى بما وقع فى نفبى . فقال : لأن تكون 
قلتها أحبٌ إل من أن يكون لى كذا وكذاع»), 


وللنخلة فوائد كثيرة . فكل ماتأخذه منها نجد له فائدة حتى الليف حوها يحمل 
الجريد نأخذه ونصنع منه مكانس وليفاً وه مقاطف » ود كرامى » . وحيننا يطلب 
سبحانه وتعالى مثالاً على شىء معنوى فهو يأق بالشىء ء المحس فى البيئة العربية . 


دولا يظلمون فتيلاء وه الفتيل ٠‏ من « الفتلة » . ومن معناها : الشبىء بين 
الأصابع » فأنت حين تدلك أصابعك مهما كانت نظيفة يخرج بعض ٠‏ الوساخات 
مثل الفتلة »» أو «١‏ الفتيل » هو : الخيط فى شق نواة البلحة ونواة التمرة » جاء 
سبحانه وتعالى فى القرآن بثلائة أشياء متصلة بالنواة . 


ب « الفتيل » هنا . وجاء ب « النقير؛ : وهو النقرة الصغيرة فى ظهر النواة ومأخوذة 
من المنقار . كأنها منقورة . وجاء ب « قطمير» : وهى القشرة التى تلف النواة ٠‏ مثل 
قشرة البيض الداخلية وهى قشرة ناعمة . إذن ففى النواة ثلاثة أشياء استسخدمها 
الله . الفتيل و « النقير» . وه القطمير». 
والحق يقول : 

#د تي شويض ءعىة عم م # 
« فإذا لا يؤتون الناس تقيرا # 

(من الآية 7ه سورة النساء » 

إذن فالحق سبحانه وتعالى أخذ من النواة ثلاثة أشياء ويعطينا من الشىء المحس 

أمامنا أمثالاً يراها العربى فى كل وقت أمامه ويآخذ الحق أيضا أمثالا من السماء فياتينا 
بمثل : «الغهلال». يقول فى الغلال وهو صغير: 


عع ءام 


هِ كالعرجون الْمَدم 4 (من- الآية: 4 :سورة :ين 
فسباطة البلح فيها شماريخ . وفيها يد محمل الشماريخ » » فهذا أسمه 
و العرجون ». والعرجون عندما يكون حنيدا يكون مستقييا » لكنه كلما 


. رواه الخارى‎ )١( 





26922-1١044223 22+23 92٠١ه:‎ 


قَدُمْ ينثنى وينحنى ٠.‏ فجاء فم من الهلال فى السماء وأعطاهم مثالا له فى الأرض 
« كالعرجون القديم ). والعرب قد أخذوا أمغال 2 5 لكن هناك حاجات قد 
لايتنبه إليها مثل قول العربى : 


زقانة ضر افق كدت أزقة مدل القَلامّه فد. كدت :من الظفر 


فساعة تقص أظافرك تجدها مقوسة . لكن هذه المسألة لايتنبه لها كل واحد . فهو 
جاء بشىء واضح وقال : « كالعرجون القديم » إذن فالحق سبحانه وتعالى حين 
على 12 ار وى لوويان بن الأين السبين انك رديه للق انق ؛ وعندما 
تأكل التمرة: لاتلتفت إلى الفتيلة مما يدل على أنها شىء تافه » والنقير والقطمير 
كذلك . إذن فربنا أخذ من النواة أمثلة » وأخذ من النخلة أمثلة كى يقرب لنا 
المعانى . « ولايظلمون قتيلا» . 


ويقول الحق بعد ذلك : 


ج12 أنظ رك نيَنمون ع لبالب وَكد 
ِتْمَاميئا © + 


وقول الحق « انظر» هى أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكل خطاب 
لرسول الله هو خطاب لأمته » وعرفنا من قبل أن ١‏ الافتراء » : كذب متعمد 


«يفترون على الله الكذب » فى قوهم عتدما أرادوا أن يزكوا أنفسهم: 
١‏ تن أبتتؤااف وأسْتم » 


وقرهم : 


0 ونوا لن دحل لمم امن صكَانّ هودا أو نَصَدرَئ # (من_الآية 111 -سورة البقرة) 


( من الآية م١‏ سورة الائدة ) 





ليذ 
صمحص ص صوص حص ممصت مححوحص مح هامر 


« انظر كيف يفترون عل الله الكذب وكفى به إثيا مبيئا » . لماذا ؟ لانك إن تكذب 
على مثلك من قد يصدقك فهذا معقول . لكن إن تكذب على إله فهذه قحة ؛ لذلك 
قال الحق : «وكفى به إثيا مبينا» . 


إذن فالكذب مطلقاً هوإثم و الكذب البين : هو الكذب على الله » والمهم أنه ل 


ثم يقول الحق بعد ذلك : 


قوله : « أوتوا نصيباً من الكتاب » يعنى عندهم صلة وعلاقة بالسماء وبالرسل ع 
وبالكتب المنزلة من السماء على الرسل التى تحمل مناهج الله :ولو كانوا اناسا ليش 
هم مثل هذا الحظ لكان كلامهم هذا معقولا لانقطاع أسباب السماء عنيم . إنما 
ما ندمل تعيب سن لقاب ».لز مولت الكنب لكرج ارق 
بالخالق . وربط المخلوق بالخالق هو تربيب لقدرات المخلوق وتنميتها ؛ لأن أسباب 
الله فى الكون قد تعزّ عليك . وقد تقفر يدك منها . فإذا لم يكن لك إله تلجأ إليه عند 
عزوف الأسباب امبرت . ورمما فارقت حياتك منتحرا » لككن المؤمن بالله ساعة تمتنع 
عنه أسبابه يقول : لاتهمنى الأسباب . لأن عندى المسبب . 


إذن فالإيمان بالله يعطيك قوة . والايمان بالله يقف المؤمنين على أرض صلبة » 
فمهما عرّت أسبابك وانتهت فاذكر المسبب . وحين تذكر المسبب تبد آفاق حياتك 





عو التكاة 
١١١‏ صمحص محص وحم حوحصححموته 
رحبة . فالذين ينتحرون إنما يفعلون ذلك لأن الأسباب ضاقت عليهم » وعلموا أنه 
لامناص من أنهم فى عذاب . لكن المؤمن يقول : يارب . ومجرد أنه يقول : يارب » 
فهذا قول يريحه حتى قبل أن يجاب ؛ لأنه التفت إلى مسبب الأسباب حين عزّت عليه 
الأسباب . 5 


وساعة يلتفت إلى مسبب الأسباب عند امتناع الأسباب فهو يأخذ قوة الإيمان من 
حيث لايحتسب . إنك بمجرد أنك قلت : يارب تجهد نفسك قد ارتاحت ؛ لانك 
وصلت كل كيانك بالخالق . وكيانك منه ما هو مقهور لك . ومنه ماهو غير مقهور 
لك . والكيان نفسه سيأق فى الآخرة ويشهد على الإنسان . 


ستشهد الأرجل والجلود وغيرها من الأبعاض . لأنبها فى الدنيا كانت مقهورة 
لإرادق ٠‏ أنا أقول ليدى : افعل كذا . ولرجلى : اسعى لكذا . وللسانى : سب 
فلاتاًء فالله سخر الجوارح وأمرها : ياجوارح أنت خاضعة لإرادة صاحبك فى 
الدنيا . لكن فى يوم القيامة أيكون لى إرادة على جوارحى ؟ لا. ستتمرد عل 


جوارحى : 
تدقع ع ع وام . مي 2 معفءمة _1 
( ولوأ جأودهم لم يدم ينا الوأ أنطفنا آله اد أنطق كل تئو » 


( من الآية 7١‏ سورة فصلت) 
وتقول الجوارح لنا : أنتم استخدمتمونا فى الدنيا وحملتمونا أن نفعل أشياء نحن 
نكرهها. فدعونا اليوم لنشهد . إنها تخرج أسرارها ؛ لأن الملك الآن للواحد 
القهار : 
سم ارو”س ير اي 2 مم ع2 
0 لمن الملك آليوم لله الواحد مهار # 
(من الآية ١١‏ سورة غافر) 
انتهت سيطرة الإنسان وليس لاحد غير الله إرادة على الأبعاض . 


إذن فالنصيب من الكتاب هو أول شىء. يربط المخلوق بالخالق . فإذا ارتبط 





2222242 229242520902294 1ر22 
المخلوق بالخالق قويت أسبايه 5 ويستقبل الأحداث يشات 7 ويأتيه فرج ربنا ٠.‏ 
وعندما نقرأ القرآن يجب أن نلتفت إلى اللقطات العقدية فيه . فقد عرفنا مثلا : أن 
سيدنا موسى عندما أراد أن يأخذ بنى إسرائيل من فرعون ويخرج مهم . وقبل أن يصل 

هم إلى البحر تنبه لهم قوم فرعون وجاءوا بجيوشهم » وكان قوم فرعون من ورائهم 
0 3 أمامهم فقال قوم موسىو إيماناً بالأسياب : 


ع عقء مط هه 
ْإَِالمدَركونَ 4 ( من الآية 3١‏ سورة الشعراء ) 


بالله أأحد يكذَّبٍ هذه المقولة ؟! لا. فياذا قال موسى عليه السلام ؟ لم يقل مثلم 


علس ممء 
ما م 


علا نم رب ميدن ب 
( من الآية 517 سورة الشعراء ) 

وهل تُكذَّب مفولته ؟ لا.لا تُكذب ؛ لانه لم يقل : « كَل » اعتهاداً على أسبابه . 
فليس من محيط أسبابه أن يخرج من مثل هذا الموقف . بل قال : « إن معمى ري 
سيهدين ه . هذه ثمرة الإيمان . فلا قال : « إن مععى ربى سيهدين » . ماذا قال له 
الله ؟ 

قال له : 
© أضرب بِمَصَال 1 


بحر # 
( من الآية 77 سورة الشعراء ) 


لم يقل له : اهجم عليهم واغلبهم ؛ لا.بل قال : « اضرب بعصاك البحر» ؟ 
كى يعطى الشىء ونقيضه ء ولتعرف أن مرادات الحق سبحانه وتعالى تعطى الشىء 
ونقيضه » ولا أحد من البشر يقدر أن يصنع مثل ذلك + فلا قال له : اضرب 
بعصاك البحر . ضرب موسى الجر بالقطبا». وكان قيضي عفان قالوت لمانا لمنطرانا 
وسيولة . لكن هاهى ذى المعجزة تتحقق 


رت #عشة ل “2 


0 فَكَانَ كل ف فرق كالطود الْمظيم » 


( من الآية 71 سورة الشعراء ) 





1 
اسه 


29-224-92340242 -942111: 


ود الطود ه هو الجبل . والجبل فيه صلابة » ولماء فيه رخاوة . فكيف انتقلت 
الرخاوة إلى صلابة ؟ إن الماء مهمته الاستطراق . أى لا يمكن أن توجد منطفة 
منخفضة والماء أعلاها . بل لابد أن ينفذ منها . وعندما أطاع موسى أمر الله أراد أن 
يطمثن بأسباب البشر مسن يون د وق ا ف : 
0 7 فرعو وراءه فقال بنا 


ومن الآية 74 سورة الدخخان ) 
ف اتركه كا هو على هيثته قارًا ساكنا ؛ لأننى أريد أن بغريهم ما برون من 
اليبس فى البحر فينزلوا » فأعيد الماء إلى استطراقه وأطبقهُ عليهم . فأكون قد أنجيت 
وأهلكت بالشىء الواحد . 


يقول الحق ١‏ الذين أوتوا نَصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت 2« وكيف 
ذلك ؟ 


بعد موقعة أحد جاء حُبَنَ بن أخطب وكعب بن الأشرف وابن ن أبى الحقيق » وأبو 
رافع . هؤلاء هم صناديد اليهرد » وأخذوا 000 من أليهود معهم ونزلوا على 
أهل مكة . ونقضوا العهد الذى بينهم وبين رسول الله . وبعد ذلك نزل كعب 
ابن الأشرف ‏ زعيمهم ‏ على أبى سفيان وقال له : نريد أن نتعاهد على أننا نقف أمام 
محمد . فقال أبوسفيان : أنت صاحب كتاب . وعندك توراة » وعندك إيمان 
بالسماء ٠»‏ وعندك رسول » ونحن ليس عندنا هذا ود محمد » يقول : إنه صاحب 
عن وراك إن لي م اتنا امراب كا الي وري ار ع 
علينا فى هذه الحكاية ؟ إننا لا نأمن مكرك .ولن نصدق كلامك هذا إلا إذا جئت 
لآختنا وأقمت مراسم العبادة عندها فسجدت طا. 


وه الجبت والطاغوت » هما صنان لقريش ٠‏ وذهب إليهما اليهود أصحاب التوراة 
الذين عندهم نصيب من الكتاب وخضعوا لهما ٠‏ أو د الجبت » هو كل من يدعو لغير 
الله سواء أكان شيطاناً أم كاهناً أم ساحراء فإذا كان هذا هو «الجبت؛٠.‏ 


ف ه الطاغوت » من « طغى » وهو اسم مبالغة وليس « طاغيًا » . . بل « طاغوت » 


ل اليكناة 
222202002000066 واضكاسمة 


وهو الذى كلما أطعته فى ظلم الى حو . وسواء أكان الجبت والطاغوت 
صلمين أم إغين من الآهة الْتى يتبعو. 5 المهم أن وفد اليهود ختضعوا هم وسجدوا 4 
لكى تصدق قريش عداء لبور و3 رسول الله صلى الله عليه وسلم . 


وبعد ذلك سأل كعب بن الاشرف أبأ سفيان : ماذا فعل محمد معكم ؟ قال له : 
قارق دين أبائداء قط رح وتركهم وفر إل المماينة 6 ونحناعل غير ذلك . نحن 
نسقى الحجيج ٠‏ ونقرى الضيف ونفك العان + الأسين- ونصل الرحم . ونعمر 
البيت ونطوف به . وعظم أبو سفيان فى أفعال قريش !ء فقال الذين أوتوا الكتاب 
لعداوتهم احوندات قالوا لأبى سفيان وقومه : أنتم أهدى من محمد سبيلا ! 


ويوضح ربنا : يا محمد انظر لعجائبهم ؛ إنهم أوتوا نصيبا من الكتاب . ومع 
ذلك فعداوتهم لك ووقوفهم أمام دينك وأمام النور الذى جثت به . جعلهم ينسون 
نصيبهم من الكتاب . ويؤمئون بالحبث والطاغوت ؛ وهم , القوم أنفسهم الذين كانوا 
يقولون للعرب قدعا إنه حال لمتكم تعد وتلناحن به قتل عاد وإرم . لكن 
هاهم أولاء يذهبون ويؤمئون بالطاغوت والحبت . فهل عند مثل هؤلاء شىء من 
الذين ؟ 


إن الحق سبحاتئه يريد أن يطمئن رسول الله بأن هؤلاء انعزلوا عن مدد السماء 5 
فإن نشب بينك وبينهم حرب أو خلاف فاعلم أن الله قد تخل عنهم لأخم تركوا 
النصيب من الكتاب الذى أوتوه : وإياك أن يأق فى بالك أن هؤلاء أصحاب كتاب . 


إن الحق يطمئن رسوله أنه سبحانه قد تخل عنهم وأن الله ناصرك -يا محمد 
فلا يغرنك أنهم م أصحاب مال أو أصحاب علم أو أصحاب ثروات . فكل هذا إلى 
زوال ؛ لأن حظهم من السماء قد انقطع ؛ ولأن الشرك قد حازهم وملكهم وضمهم 
إليه وقد جعلوا العداوة لك والانضهام إلى الكفار الذين كانوا يستفتحون عليهم » 
ببعثتك ورسالتك » ثمناً لأن يتركوا الإيمان . 


ويقول الحق بعد ذلك : 





35 7 "يه 7 2 2 1 ار 
:32 أؤليك الْذِينَ لعنهم أنه وَمنْيلع ناه فلن تحد 
42 كم 


وقوله ؛ : أولكك » هى اسم إشارة مكون من «أولاء» التى للجمع ٠»‏ ومن 
«الكاف» التى هى لخطاب رسول الله . ونحن ‏ المسلمين ‏ فى طى خطابه صلى الله عليه 
وسلم ء» « أولئك » هى للذين أوتوا نصيبا من الكتاب ويؤمنون بالجبت والطاغوت 
ويقولون للذين كفروا : هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا » أو ه أولئك » لكل من 
ليهود والمشركين ٠‏ ولناخذها إشارة لهم جميعاً » فى قوله تعالى : « أولثك الذين لعنهم 
او الع » إم آذ يكو » لطر » ٠‏ وإنا أن يكرت « الخزى » واا أن يكو 
الإهلاك .. 


وكيف يلحق الله الخزى بالكافرين ؟ لأنك تجد المد الإسلامى كل يوم يزداد » 
وهم تتناقص باو : 


> مع معو و 


( من إلآية 4١‏ سورة الرعد) 
« أولئك الذين لعنهم الله » . . إذن فالطارد هو الله . فحين يكون الطارد مساوياً 
للمطرود. ربا صادف من يعينه. لكن إذا كان الطارد هو الله فلا معين للمطرود ٠ ٠‏ ومن 
يلعن الله » أى من يطرده ربنا « فلن تجد له نصيراً » + لأن الحق سبحانه وتعالى مادام 
قد طرده . . فسبحانه يُدخل فى زوع الناس كلهم أن يتخلوا عنه لأى سبب من 
الأسباب فلا ينصره أحد ١‏ أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له 
نصيرا ». ويقول الحق بعد ذلك : 





شةالنكقاة 
حوك 5٠22٠0‏ 2٠ت‏ ج٠2‏ وص وج الكت 


وما ههى حكاية قوله : : «أم لهم نصيب من الملك فإذاً لا يؤتون الناس نقيرا ؟ 


إنه سبحانه - يصفهم بفرط البخل وشدة الشح . ٠‏ أى أغهم -فى واقع الأمر- 
يصن تملك الوا وايش :لم لبقا - ملك ال ؟ قاللك له وحده جل شأله- 
يما فى أيديهم . كيا جاء فى قوله سبحانه : 


« ل لزانم كود عون ةو نا لأنسكم عذية الإنقق ركان 
الإنسن قرا © » 


( سورة الإمراء ) 
أى إنكم تخشون الإنفاق حتى لا تقل الأموال عندكم . فلو أخذتم خزائن ربنا 
فستقولون لو أخذنا منها وأعطيئا الثاس لقلك ! ونحوئ العبارة - أن كل هؤلاء سواء 
أكانوا كفار قريش أم كبراء اليهود . كانوا يحافظون على مكانتهم وأموالهم ؛ لأن 
رسول الله صل الله عليه وسلم -جاء ليسوى بين الناس . فمن الذى يحزن ؟ الذى 
يحزن هم الذين كانت هم السيادة الأغهم لايريدون ان تتساوى الرءوس ٠‏ وياليتهم 
عندما أخذوا السيادة جعلوها خيراً للناس . لكنبم لم يفعلوا . فلوكان لم الملك 
والأموال لن يُعطوا للناس انقيرأ ؛ لآن الانسان بطيعته لا ينزل عن جبروته ؛ لأن 
هذا الجروت يعظيه سلطاناً ٠‏ ومادام الجبروت أعطاه سلطاناً فلا يلعفت إلى حقيقة 
الإيمان . فإن خير الخير أن يدوم الخير. فليس فقط أن تكون فى خير وسلطة لكن 
اضمن أنه يدوم ء. وهذا الدوام ستأخذه بعمر الدنيا وأمدها قليل وعمرك فيها غير 
مضمون . إذن فدوام الخير هناك فى الآخرة : 
0 لامقطوعة ولا منوعَة كي #4 
سورة الواقعة ) 
فانتم إن كنتم تحرصون على هذا الجاه . وتريدون أن يكون لكم هذا الملك والجاه 
والعظمة فهل أنتم تعطون الناس من خيركم هذا حتى يكون هناك عذر لكم فى 
الحرص عل المال بأن الناس تستفيد منكم ؟ 
ا 7ت را 2225225 221 


وج محم ٠ه‏ ص وت حم صمح 


فلياذا تريدون أن يديم ربنا عليكم هذه وأنتم فى قمة البخل والشح ؟ لا يمكن أن 
يديمها عليكم ٠‏ , 


ولذلك فالحق سبحانه وتعالى يقول ف سورة الفجر يوضح هله العملية : 
مأ 7 2 ع مولع ظ هع ء رودم رسخ عار جر هر ا موجه 2105 
فَأما الإسسيُ إذ ما ابتلله ريم فأ كرمه, نَم هَفُولُ رن كرس جيه 
لاعس رج سروس الاصم م ممم المي # مم 00-0 
َأْمإِذًا مَاجَلَهُ فَمَدَرَ طبه رَرْمَه, فَيَقُولُ رن أُمَِ ‏ © 
(سورة الفجر) 
إذن فالذى عنده نعمة يقول : ( رب أكرمن ) . والذى ليس عنده نعمة يقول : 
( رى أهانن ) . فيقول الحق تعقيبا على القضيتين (كلا) . 


ومادام سبحانه يقول تعقيباً على القضيتين : ( كلا ) فمعنى هذا أن كلا الطرفين 
كاذب ؟؛ فأنت تكذب يا من قلت : إن النعمة التى أخذتها دليل الإكرام » وأنت 
كذاب أيضاً يا من قلت : عدم المال دليل الإهانة » فلا إعطاء المال دليل الإكرام » 
ولا سلب المال دليل الإهانة . وهمى قضية غير صادقة وخاطئة من أساسها . وقال 
الحق فى حيثيات ذلك : 


« كلا بل لَا رن لبتم 4 
( سورة الفجر) 


أى عندكم المال ولا تكرمون اليتيم » إذن فهذا المال هو حجة عليكم » فهو ليس 
إكراما لكم بل سيعذبكم به . ويضيف سبحاته : 


« لاتحتمود عل مام بسكن © » 
( سورة الفجر) 


فكيف يكون المال ‏ إذن - إكراماً وهو سيأتيك بمصيبة ؟ فعدمه أفضل ؛ قالمال 
الذى يوجد عند إنسان ولا يرعى حق الضعفاء فيه هو وبال وشرّ ؛ لأن الحق يقول : 





40200294-02-0292 +3< 29+ 


«9 سَبَطوْنَمَايخْلوأيوء يوم افيد # 
( من الآية ١8*‏ سورة آل عمران) 
فإن بخلت كثيرأً فستطوّق بعل أشد ؛ ولذلك عندما يشتد عليه العُلّ يقول : 
يا ليتنى خففت هذا الغل . والحق يتساءل فى الآية التى نحن بصدد خواطرنا عنها لماذا 
يتفقون مع معسكر الشرك 5 وبتركون النصيب الذى أعطوه من الكتاب 5 ويذهبون 
ليقولوا للذين كفروا : أنتم أهدى من محمد سبيلا مع أنهم يعلمون بحكم ما عندهم 
من نصيب الكتاب أن محمدا على حق ؟. 
لقد كانوا يحافظون على سيادتهم » ومعسكر الشرك يحافظ على سيادته » ونعلم أن 
اليهود كانوا فى المدينة من أصحاب الثروات ء وكانوا يعيشون على الرباء وهم 
أصحاب الحصون . وأصحاب الزراعات وأصحاب العلم . إذن فقد أخذوا كل 
عناصر السيادة . وعندما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم تزلزلت كل هذه 
المسائل من تحت أقدامهم ء وحزنوا . وكذلك كفار قريش : كانت لهم السيادة على 
كل الجزيرة » فلا يستطيع أحد من أى قبيلة فى الجزيرة أن يتعرض لقافلة قريش ؛ 
لآن القبائل تخاف من التعرض لهم . ففى موسم الحج تذهب كل القبائل فى حضن 
قريش . والمهابة المأخوذة لهم جاءت لهم من البيت الحرام الذى حفظه الله ورعاه 
وهزم من أراده بسوء ورد كيده ودمره تدميرا تاما . كيا جاء فى قول الحق سبحانه 
وتعالى : 
4سء مدع م عاص س4 2 1 ٠‏ عاعء مودء دده ل . غم مم 
أل تر كيف فعل ربك باصعلب ألفيل (2 ل يجع ل كيدهم فى نضليلٍ (5) وارسل 
علييم طيرا أباييل © ترميوم بحجارة من جيل 2 فجعلهم كعصف 
اوه » 
( سورة الفيل ) 
وعلّة هذه العملية تاق فى السورة التالية ا. وهى قوله سبحانه : 
51 5 .ا ءا عو و عب دي هه 
« لإإيكدت فرش دي إءللفهم رخلة النتاء والصيف © » 


( سورة قريش ) 





.فلولا أنه سبحانه جعل هذا البيت لعادته لانتهى وانتهت منهم السيادة 
فلا يقدرون أن يذهبوا إلى رحلة الشتاء ولا إلى رحلة الصيف ؛ ولذلك يقول 
سببحانه : 


« تَنمْدُوارَبٌبمَدَا أب ي » 


( سورة قريش ) 
فسبحانه الذى جعل طم السيادة والعرٌ. و 
عمر_ سه سج 
« الذئ الطعمهم من جوع وةامنهم من خوب بي » 
( سورة قريش ) 
وجاء لهم بثمرات كل شىء » وآمنهم من خوف حين تسير قوافلهم فى الشمال وق 


الجنوب : 


دأم لهم نصيب من الملك » فإذا كان هم هذا النصيب . فلا يأتون الناس نقيرا 
أى لا يعطونهم الشىء التافه . 


ويقول الحق بعد ذلك : 


الاين 6 م يَحْسَدُونَالنَاسَعَلَ 2ه ا 
٠‏ فَضَلِهِ ا د 5 
00 46 
ائنهم مُلكَاعَظِيمًا 0 ###ه 
والحسد هنا لرسول أئله صل الله عليه وسلم ؛ لآن ربنا قد اصطفاه واختاره 
للرمالة + 
وتلذلك قال بعض منهم : 


02:٠5‏ ومحص حو حمحه ألارره 
مءس الم ماس يوقيو «#انس عه سرصم يوسوممي ‏ ا سم 
© لولا نل هذا القرءان عل جل من المَريَينٍ عَم © # 
( سورة الزخرف ) 
إذن فالقرآن مقبول فى نظرهم . لكن الذى يحزنهم أنه نزل على محمد . وهذا من 
تغفيلهم » وهو مثل تغفيل من قالوا : 
ٍُ لهم إن كان علدا هوَأَخَنَّ مِنّْ عندك فَأمطر طَينَاجارة من أسماء # 
( من الآية #7 سورة الانفال) 
لقد تمنوا الموت والقتل رميا بالحجارة من السماء وم يتمئوا اتباع الحق . وهذا قمة 
التغفيل الدال على أنها عصبية مجنونة » ولذلك يقول الحق : 
ا ( م عومم 0 ءاه مدوم ار 3 واي 
لهم يَفسمُون نمت ويك نحن كسمن يم مِسَتَهُم ب 
( من الآية 77 سورة الزخرف) 
وسبحانه يؤكد لنا أنه يختص برحمته من يشاء . فلاذا الحسد إذن ؟ نهم يحسدون 
الناس أن جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم ء ولو أنهم استقبلوا ما جاء به محمد صلى 
الله عليه وسلم استقبالا عادلاً بعين الإنصاف لوجدوا أن كل ماجاء به هو كلام 
جميل . من يتبعه تتجمل به حياته . وكان مقتضى من آتاهم الله من فضله علما من 
الكتاب أن يبشروا برسول الله صلى الله عليه وسلم كيا دعاهم إلى ذلك ما نزل عليهم 
فى كتابهم وأن يكونوا أول المصدقين به ع ولكنهم لم يفعلوا ذلك . بل كذبوا وصدوا 
عن سبيله وفضلوا عليه الكافرين الوثنيين , فقالوا إنهم أهدى من محمد سبيلا . 
والحق سبحانه وتعالى حين يتفضل على بعض خلقه بخصوصيات يحب سبحانه أن 
تتعدى المخصوصيات إلى نخلق الله ؛ لأننا نعرف أن فى كل خلق من خلق الله 
خصوصية مواهب . فإذا ما تفضل المتفضل بموهبته على الخلق تفضل بقية الخلق عليه 
بمواهبهم . إذن فقد أخذ مواهب الجميع حين يعطى الجميع . 


وهؤلاء قوم آتاهم الله نصيباً فبخلوا وضنوا ع وليتهم ضنوا على أمر يتعلق بهم 0 
. بل على الأمر الذى وصلهم بالإله 2 وهو أنهم أصحاب كتاب عرفوا عن الله منهجه , 


حهب؟: ؟؛؟؟ جحجبوو 5 10040-09200902 


وعرفوا عن الله ترتيب مواكب رسله , فبريد الحق سبحانه أن يقول لهم : انتم أوتيتم 
نصيبا من الكتاب فلم تؤدوا حقه » وأيضا أنكم لو ملكتم الملك فإنكم لن تؤدوا 
حقه . ولن تعطوا أحدا مقدار نقير وهو النقرة على ظهر النواة . ولذلك قال : 
« أ كم تبن الك فا لاون لذ تراج » 
( سورة النساء ) 
إذن فلا هم فى المعنويات والقيم معطون ٠‏ ولا هم فى الماديات معطون . فإذا 


كانوا قد بخلوا بما عندهم من القيم فهم أولى أن يبخلوا بما عندهم من المادة » 
وبذلك صاروا قوما لا خير فيهم أبدا . 


ثم يوضح الحق : إذا كان هؤلاء قد أوتوا نصيباً من الكتاب يعرّفهم سيات 
الرسول المقبل الخاتم فيا الذى منعهم أن يؤمنوا به أولا ويؤيدوه ؟ . لاشك أنه 
الحسد . على الرغم من أنه صل الله عليه وسلم جاء مصدقا لما معهم . إنهم لاشك 
حسدوا الرسول صل الله عليه وسلم . والحسد لا يتاق إلا عن قلب حاقد » قلب 
متمرد على قسمة الله فى خلقه ؛ لأآن الحسد كما قالوا : هو أن نتمنى زوال نعمة 
غيرك » ويقابله « الغبطة » وهى أن تتمنى مثل ما لغيرك » فغيرك يظل بنعمة الله 
عليه » ولكنك تريد مثلها . وأنت إن أردت مثلها من الله فلا بد أن تغيطه . والحق 
يقول : 
20 

9# ماعند ف يقد ومَاعند اهبا # 
ف : ند ( من الأية 45 سورة النحل ) 
ولذلك يجب أن يكون الناس فى عطاء الله غير حاسدين وغير حاقدين . لكن 
بعض الناس ربما حسدوا غيرهم من الذين يعطيهم الاغنياء رغبة فى أن يكون ذلك لهم وحدهم 
فإنك إن كان عندك كم من المال ثم اتصل بك قوم فى حاجة فأعطيتهم منه » ربما قال 
الآخرون ممن. يرغبون فى عطائك وياملون فى خيرك : إنك ستنقص مما عندك بقدر 
ما تُعطى هؤلاء ؛ لأن ماعندك محدود . ولكن هنا العطاء عمن لا ينفد ماعنده ٠‏ 
إذن فيعطيك ويعطى الآخرين ولا ينقص مما عنده شىء» . 


إذن فالغبطة أمر بديهى عند المؤمن ؛ لأنه يعلم أن عطاء الله لواحد لا يمنع أن 


+202+09254100--2222240022093209 طلرت 


يعطى الآخر » ولو أعطى سبحانه كل واحد مساآلته ما نقص ذلك مما عنده إلا كيا 
ينقص المخيط إذا غمس فى البحرء وذلك كيا جاء فى الحديث القدسى : « يا عبادى 
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألون فأعطيت كل 
إنسان مسالته ما نقص ذلك مما عندى إلا كا ينقص المخيط إذا أدخل البحر :20 , 


« أم يحسدون الناس على ما آتاهم » . فالحسد ‏ كها عرفنا ‏ هو : أن يتمنى إنسان 
زوال نعمة غيره » هذا التمنى معناه أنك تكره أن تكون عند غيرك نعمة ٠‏ ولا تكره أن 
يكون عند غيرك نعمة إلا إذا كنت متمرداً على من يعطى النعم . 

خا ا : رده لقدر الله في خلق الله » وثانى ما يصيبه أنه 
قبل أن ينال المحسود بشي منه ؛ فقلبه يحترق حقداً . ولذلك قالوا : الحسد هو 
الت آد لقروة إلى ابيذا عفرديا: أأن كل حيري حامس سدرعها عيا. 7 
الحسد . فقبل أن يرتكب الحاسد الحسد تناله العقوبة ؛ لأن الحقد يحرق قلبه وربما 
قال قائل : وما ذنب المحسود ؟. . ونقول : إن الله جعل فى بعض خلقه داء يصيب 
الناس . والحسد يصيبهم فى نعمهم وفى عافيتهم . وماذنب المقتول ححين يوجه 
القاتل مسدسه ليقتله به ؟ هذه مثل تلك . فالمسدس نعمة من نعم الله عند إنسان 
ليحمى ,نفسه به. وليس له أن يستعمله فى باطل . 


وهب أن الله سبحانه وتعالى خلق فى الإنسان شيئاً يكره النعمة عندغيره » فلماذا 
لا يتذكر الإنسان حين يستقبل نعمة عند غيرك أن يقرنها بقوله: (ماشاء الله لا قوة 
إلا الله). فلوقارنت كل نعمة عند غيرك بما شاء الله الذى لا قوة إلا به لرددت عن 
قلبك سم حقدك . إنك ساعة ترى نعمة عند غيرك وتقول : ما شاء الله لا قوة إلا 
بالله ٠‏ فأنت تتذكر أن الإنسان لم يعط نفسه أى نعمة . إنما ربنا هو الذى أعطاه ء 
وسبحانه قادر على كل عطاء ء ومن الممكن أن يحسد الإنسان . لكن الذى يجد 
الحسد فى نفسه ويريد أن يطفئه » عليه أن يرد كل شىء إلى الله » ومادام قد رد كل 
شىء إلى الله فقد عمل وقاية لنفسه من أن يكون حاسداً. ووقاية للنعمة عند غيره 
من أن تكون محسودة , والحق سبحانه وتعالى يبين لنا ذلك فى قوله سبحانه : 





, ورواء أحد‎ ٠ رواء مسلم فى باب تحريم الظلم‎ )١( 





22992422490952٠ حجحوجيوتت‎ ١١١ه:‎ 


#» ومن شر حَاسد إذَا حَسَد وى‎ ٠ 
) سورة الفلق‎ ( 
إذن فمن الممكن أن يمتلىء قلب أى واحد منا بالحقد على نعمة وبعد ذلك يحدث‎ 
منها حسد . وعلى كل واحد منا أن يمنع نفسه من أن يدخل تيار الحقد على قلبه ؛‎ 
لأن تيار الحقد يحدث تغييراً كيهاوياً فى تكوين الإنسان . وهذا التغير الكيياوى هو‎ 
الذى يسبب التعب للإنسان ء وما يدرينا أن هذا التوتر الكيياوى من النعمة عند‎ 
غيره تجعل فى نفس الانسان وفى مادته تفاعلات . وهذه التفاعلات يخرج منها‎ 
: إشعاع يذهب للمحسود فيقتله ؟ لأن الحق سبحانه وتعالى يقول‎ 
#» ومن شر حاسد إِذَا حمد وي‎ ١ 
») سورة الفلق‎ ( 
وعندما تستعيذ بالله من شر الحاسد ألا يصيبك . قد يصيبك . ولكن استعاذتك‎ 
من شره تعنى أنه إن أصابك فعليك أن تسترجع . فتقول : «إنا لله وإنا اليه راجعون»‎ 
وتعلم أن ذلك خخير لك ؛ فإن أصابك فى تعمة فاعلم أن هذه المصيبة فيها خيرء‎ 
فالحاسد إذا أصابك فى شىء من نعم الله عليك . فالشر هو أن تحرم الثواب‎ 
01 عليها !! . . فالمصاب هو من حرم الثواب , فإذا جاءت مصيبة لأى واحد وقال‎ 
لله وإنا إليه راجعون . اليد إنك رن وإنك لا تحب لى إلا الخير لأنى صلعتك وم‎ 
تجر عل إل الخير.. لكننى قد لا أستطيع أن أفهم ذلك الخير.‎ 


دوج عا مامد سد ب 
قإن أصابه فى ولده وقال : من يدرينى لعل وتدى الذى أماته الله كان سيفتننى فأكفر 
أو أسرق له وآخذ رشوة من أجله . لكن الله أخذه مني ومنع عنى ذلك الشرّ . أو أن 
النعمة قد تطغينى . وقد تعلنى أتجبر على الداس , وقد تجعلنى أتطاول وأعتدى على 
الخلق . فيقول لى ربنا : امرض قليلا واهدأ . وهكذا نرى أن المصاب لا بد أن 
يتوقع الخير وأن يسترجع وأن يقول ؛ لا بد أنه سيأتينى من الابتلاء خير ٠‏ وقد يقول 
قائل : نحن نقول : 


6م مر صضص روس 200 


« قُلْ أعودُ رب الْقَاقٍ دي من من عَرَمَاحَلقَ دي ومن شر عست إذَا وَقَبَ'ني) 





لا 
72209699592452 ححص بره 
( سورة الفلق ) 
نقرأ ونكرر هذه السورة وم يعذنا الله من شر الحاسدين . ويحسدنا الحاسدون 
أيضاً ! 


قي هر سرام ب : ومن شر حاسد إذا حسد » . إنك تفهمه 
على أساس ألا يصيبك حسده ؛ لا . إن حسده قد يصيبك . لكن عليك أن تعرف 
قدر الله فى تلك الإصابة وتقول ؛ ياوب إنك أجريتها ع نير تدك لى . فإن فعلتَ 
ذلك قل كفيية شرا 

ونحن نعيش فى عالم نرى فيه أنه كلما ارتقت الدنيا فى العلم بيّن لنا ربنا آيات فى 
كونه وى أسرار الوجود تقرب لنا كثيراً من المعانى ؛ فالذين يصنعون الآن أسلحة 
الفتك والتدمير ‏ » كلما يلطف اليسلاح ويدق ولا يكون داخخلاً تحت مرائى البصر . 
كان عنيفاً ويختلف عن أسلحة الأزمنة القديمة حيث كان الإنسان يرمى آخر 
بحجر . ثم آخر يرمى بمسدس . ثم صار فى قدرة دولة أن تصنع قنبلة ذرية لا ينوب 
أى فرد منها إلا قدر رأس مسيار لكنها تقتل . إذن فأسلحة الفتك كلما لطفت -أى 
دقت ‏ عنفت . ونرى الآن الأسلحة كلها بالإشعاع . والإشعاع ليس جِرّماً » وعمل 
الإشعاع نافذ لكن لايوجد له جرم » وكا يقول الأطباء : نجرى العملية من غير أن 
نسيل دما بوساطة الأشعة » ومثال ذلك أشعة شعة الليزر ‏ إذن فكلما دق السلاح كان 
عنيفاً وفتاكاً . 


وهذا مثال يوضح ذلك : لنفرض أنك أردت أن تبني لك قصراً فى خلاء . ثم مرٌ 
عليك صديق فقال : لماذا لم تضع لنوافذ الدور الأول حديداً ؟ تقول له : لماذا ؟ . 


فيقول لك : هنا سباع وذئاب . فتضع الحديد ليمنع الذئاب . وآخر يمرٌ على قصرك 
فيقول : إن فتحات الحديد واسعة وهنا توجد ثعابين كثيرة » فتضيق الحديد . وثالك 


يقول : هناك بعوض يلسع ويحمل الميكروبات . قتضع كلكا على النوافذ . 


إذن فكلما دق العدو كان عنيفاً فيحتاج احتياطاً أكبر . ونحن نعلم أن الميكروب 


ه١١‏ أحمصحوصصمص صوحص و وجوت 
الذى لا يرى يأتى فيفتك بالناس . فالآفة التى تصيب الناس كلما لطفت  .‏ أى دقت 
وصغرت د عنفت”© .فلوكانتك ضصخمة'فمن الممكن أن يدفعها الإنسان قليلاً قليلاً ٠‏ 
لكن عندما تصل إلى مرتبة من الدقة والصغر , هنا لا يستطيع الإنسان أن يدفعها . 
وافتك اميكروبات هى التى تق لدرجة أن الأطباء يقولون عن بعض الأمراض : 
لا نعرف لما فيروسا ؛ بمعنى أن هذا الفيروس المسبب للمرض صار دقيقا جدا حتى عن 
معايير المجاهر . 
إذن فها الذى يجعلنا نضيق ذرعاً بأن نقدر أن هناك شرارة من ميكروب تخرج من 
كيياوية الإتسان الحاقد الحاسد الذى تشقيه النعمة عند غيرهء وششسرارة 
الميكروب هذه مثل أشعة الليزر تتجه لشىء فتفتك به !! ما المانع من هذا ؟! إننا 
نفعل ذلك الآن ونسلط الاشعة على أى شىء ٠‏ والاشعة هى من أفتك الأسلحة فى 
زماننا » ولاذا لانصدق أن كبهاوية الحاسد عندما تبيج يتكون منها إشعاع يذهب إلى 
المحسود فيفتك به ؟ ومثلها مثل أى نعمة ينعمها ربنا عليك . وبعد ذلك تستعملها 
فى الضرر . ومثال ذلك الرجل الذى عنده بعض من المال ؛ ومع ذلك يغلى حقداً 
على خصومه . فيشترى مسدسا أو بندقية ليقتلهم ؛ إنه يأخذ النعمة ويجعلها وسائل 
انتقام » وهذا يأق من هيجان الغريزة الداخلية المدبرة لانفعالات الانان . 


إذن فهؤلاء القوم عندما جاء رسول الله مصدقاً بما عندهم . ماالذى منعهم أن 
يصدقره ؟. لااشك أنهم حسدوه فى أن يأخذ هذه النعمة ٠‏ ونظروا إلى نعمة الرسالة 
على أنها مزية للرسل . وهل كان ذلك صحيحا ؟ حقا إنها مزية للرسل ولكنها مع ذلك 
عملية شافة عليهم . والناس فى كل الأمم ‏ ماعدا الأنبياء - يورثون أولادهم مالحم . أما 
الأنبياء فلا يورثون أولادهم 3 


إنهم لم يأنوا لياخذوا جاهاًء أو ليستعلوا على الناس ٠‏ بل كلّفوا ممتاعب جمة . إذن 
نانتم تنظرون إلى السلطة التى أعطاكم الله إياها فى مسألة علم الدين . وتجعلونها أداة 
للترف والرفاهية وللعنجهية وللعظمة . وحين يجىء رسول لكى ينفض عنكم 
ويخلصكم من هذه السيطرة ء ماذا تفعلون ؟ أنتم تحزنون ؛ لانكم أقمتم لأنفسكم 
سلطة زمنية ولم تجعلوا أنفسكم فى خدمة القيم . وأخذتم عظمة السيطرة فقط . فلما 
جاء رسول يريد أن يزيل عنكم هذه السيطرة قلتم : لا. لن نتبعه . فإذا كنتم 
الوا كذ عد عظ ٠ ٠. ١‏ عاد ٠-٠...‏ انمد ١‏ لعفاف تاستفة.- ووه : الما عسات خش اسح" سد 0 


مححصعص ومح تج صوصو بوحصم مره 
تحسدون النى عليه الصلاة والسلام على الرسالة وجعلتموها مسألة يُدَلّله الله بها أو أنها 
تعطيه سيطرة » فلياذا الحسد على سيدنا محمد وقد أعطى الله سيدنا إبراهيم الملك » 
وأعطى لداود الملك . وأعطى لسليمان الملك . وأعطى ليوسف الملك . فلياذا الحسد 
إذن عندما أراد الله سبحائه وتعالى أن يكرم الفرع الثانى من إبراهيم وهو إسماعيل 
عليه السلام 5 


لقد كرم الله سبحانه الفرع الأول فى إسحاق وجاء من إسحاق يعقوب . ومن 
يعقوب يوسفاء ثم جاء موسبى وهارون ثم داود وسليهات ء كل هؤلاء قدكرموا » 
وعندما يكرم سبخانه الفرع الثانى لإبراهيم وهو ذرية إسماعيل ويرسل منهم رسولا . 
تحزنون وتقفون هذا الموقف ؟ 

لماذا لا تنظرون إلى أن إسماعيل وفرعه أي من ذرية إبراهيم » ولماذا اعتبرتم 
الرسالة والنبوة نعمة مدللة ٠‏ ول تنتبهوا إلى أنها عملية قاسية على الرسول ؟ لآن عليه 
أن يكون النموذج التطبيقى على نفسه وعلى آله . ولا أحد من أهله يتمتع بذلك بل 
العكس ؛ فالنبى صل الله عليه وسلم يقول : ( إنا معشر الأنبياء لا نورث )20 , 


يحرم صل الله عليه وسلم آل بيته من الزكاة . ويقول صل الله عليه وسلم 
أيضا : ( إن الصدقة لاتنبغى لآل محمد إنما هى أوساخ الناس)9© . 


وهكذا تر آنه : يكن يعمل لنفسه ولا لأولاده . 


ويتابع الحق : ٠‏ فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيا » 
وه الكتاب » هو المنيج الذى ينزل من السهاء . وه الحكمة » هى الكلام الذى يقوله 
الرسول مفسرا به منهج الله . ومع ذلك آتاهم الله الملك أيضاً . فسيدنا يوسف صار 
أمينا على خزائن الأرض . وأصبح عزيز مصر . وسيدنا داود » وسيدنا سليان آتاهما 
الله الملك مع النبوة . إذن ففيه نبوة وفيه ملك . ومحمد صل الله عليه وسلم أعطاء 


١١‏ ) رياء أحمد. 


(؟) رواة ملم . 





سس ارارفر ١‏ 
ربنا النبوة ولم يعطه الملك فيا وجه الحسد منكم له ؟1. ثم ماذا كان موقفكم من 
أنبيائكم الذين أعطاهم الله النبوة والملك ؟ يجيب الحق : 





2 واء لء عدم 
+457 هم مَّنَْاسَنَووَهم مَنْصدَعَنَه وَكدَ 
بحَهَمَ 2 7 سَعِيرًا 9 06 


وقوله سبحانه:ه فمتهم من آمن به » . والمقصود الإييان بما جاء فى منبج إبراهيم 
والرسل الذين جاءوا من بعده الذين آتاهم الله النبوة والملك . أو «مغهم» أى من أهل 
الكتاب الذين نتكلم عنهم من آمن برسول الله صل الله عليه وسلم كعبدالله بن 
سلام » وكعب الأحبار مثلا + « ومنهم من صدّ عنه » أى أن منهم من كفر بمنيج 
الله ؟ لذلك يقول سبحانه بعدها : أ وكفى: بجهتم: سيرع » فكأن نتيجة الصدّ عن 
المنيج أله لا يأ بعده إلا العذاب بجهنم ليصلوا بنارها . وتكون مسعرة عليهم جزاء 
عل -مافعازا: 


وبعد أن بين الحق سبحانه وتعالى موكب الرسل حينا أرسله الله على تتابع فى 
كزنة» مذ قي لكر الننين بالمنيج ٠‏ فالمنيج هو الاصل الأصيل فى مهمة آدم وذريته ؛ 
لأنه سبحاته وتعالى قد قال : 

2 س8 مع مع ارس عا مم اس 64 مي بهو 4 


ما نينم مت هدى ف انبح هُدَاىَ فَلَا يض وَلَا بلق 


(من الآية ١77‏ سورة طه) 


وينقل آدم إلى ذريته معلوماته عن حركة الحياة وعن الحق وعن المنهج . إلا أن الله 
قدّر الغفلة فى خلقه عن منبجه ؛ فهذه المناهجج تأن دائياً ضد شهوات النفس الحمقاء 
العاجلة » لكن لو نظرت إلى حقيقة المنيج الإلى فانت تمده يعطى النفس شهوات 
لكنها معلاة . 





مثال ذلك عندما يقول : 


« يرون عل نشم لوكلا حماس 4 
(من الآية 4 سورة الحشر) 

وكل واحد عنده أشياء ويحتاج إليها ء لكنه يجد أخاه المؤمن يحتاج إليها أكثر منه 
فيؤثره على نفسه . أهو يفضله عن نفسه ؟ لا ؛ لكنه يعطى هذا الشىء القليل فى 
الغانية كى يأخذه فى الباقية » فأخذ شهوة نفسه لكن بشهوة معلاة » والذى قلنا له : 
غض طرفك عن محارم غيرك . ظاهر هذا الأمر أننا نحجبه عن شهوة يشتهيها » 
لكننا ساعة نحجبك عن شهوة تشتهيها فى حرام الفانية ؛ نريد أن نحقق لك شهوة 
فى حلال الخالدة .. فأيهها أعشق للجَمَال ؟ الذى ينظر بتفحص للمرأة الجميلة وهى 
تسيرء أم الذى يغض عينه عنها ؟ الأعشق للجيال هو الذى غض بصره . 


إن الدين لم يات إلا ضد النفس الحمقاء التى تريد عاجل الأمر وإن كان تافهاً . 
ويوضح له : و عمد مسو ب عد حي للع ولشام ا 
تأخذها فى هذه الدنيا فإما أن تتركها وإما أن تتركك » لكن فى الآخرة لا 2 
ولا تتركك . 

لقد عرف الصالحون الورعون كيف يستفيدون . لكنٌ الآخرين هم الحمقى 
الذين ل يستفيدوا . فالحق سبحانه وتعالى يوضح لنا أن الحسرة تكون لمن أراح نفسه 
بشهوة عاجلة ثم أعقبها العذاب الآجل المقيم » فهذه هى الفيبة الحقة » فالدنيا دار 
ايد بأ لإنسان هاما يق ابره ٠‏ ليس فا هوام حا بدا لاما دي 
الأغيار » ومادامت دنيا الأغيار فيكون كل شىء فيها متغيرً . . ومادام كل شبىء فيها 
متغيرًا . إذن فالذى فى نعمة قد يصيبه شىء من الضر ء والذى فى قوة قد يصيبه ثىء 
من الضعف » والذى فى ضعف قد تاتيه قوة ‏ وإلا لو ظل الضعيف ضعيفاً وظل 
القوى قرياً لما كانت الدنيا أغياراً . 


ولذلك يقولون : احذر أن تريد من الله أن يتم عليك نعمته كلها ؛ لانها لوتمت 
لك النعمة كلها وأنت فى «ارالأغيار فانتظر الموت ؛ فتيام النعمة هو صعود لأعل 





منطقة فى الجبل وأنت فى دار الأغيار » فهل تظل على القمة ؟ لا » بل لابد أن 
تنرل ء ٠‏ فياك أن تسب عندما تبلغ المسألة فروتها ؛ لآنه سبحانه وتعالى يوضح : إنكم 
لابد أن تأخذوا هذه الدنيا على أنها معير . والذى يتعب الناس أنهم لا يحددون الغاية 
البعيدة ٠‏ بل إنهم يحددون الغايات القريية . 


إن من حمق يعض الناس أن يحزن الواحد منهم عل فراق حبيب أو قريب له ء 
وخذها بالمنطق : ما غايتنا جميعا ؟ إنها الموت ونعود إلى خالقنا . وهل عندما نعود إلى 
خالقنا نحزن ؟ لاء بل يجب أن نسر ؛ لأننا فى الدنيا مع الاسباب . أما بعد أن 
تنتقل إلى الآخرة فنكون مع المسبب . ففى الدنيا تكون مع النعمة وستصبح بعد 
ذلك مع المنعم » ٠»‏ فيا يحزنك فى هذا ؟ إن هذا يحزنك ساعة أن كنت مع التعمة ولم 
تراع المنعم . ؛ لكن لو كنت مع النعمة وراعيت المنعمّ لسررت أنك ذاهب للمنعم . 


وإن كانت المسألة هى أن نصل إلى المنعم الحق ونكون فى حضانتته فلياذا الحزن 
إذن ؟ ومن الحمق أن بعض الناس لا تعامل الحق سبحانه وتعالى كا يعاملون 
أنفسهم . 

هب أن إنساناً من غايته أن يخرج من أسوان إلى القاهرة . إذن فالقاهرة هى 
الغاية . ثم جاء واحد وقال له : سنذهب سيراً على الأقدام ؛ وقال الآخر : أنا سآتىق 
بمطايا حسنة تركبها . وقال ثالث : سآ بعربة » وقال رابع : سنسافر بطائرة وقال 
خامس : سستسافر بصاروخ . إذن فكل وسيلة تقرب من الغاية تكون محمودة » 
ومادامت غايتنا أن نعود إلى الحق فلاذا تحزن عندما يموت واحد منا ؟ أنث - إذن - 
تحزن على نفسك ولا تحزن على من مات . إن الذى يموت بعد أن يرعى حق الله فى 
الدنيا يكون مسرورا لأنه فى حضانة الحق ومع المنعم ؛ وانت مم النعمة الموقوئة 
إله يسخر منك لانك حزنت .» ويقول : انظر إلى الساذج الغافل . كان يريدنى أن أبقى 
مع الأسباب وأترك المسيب ! 


إننا نجد الذين يحزنون على أحبائهم لا يرونهم فى المنام أبدأ ؛ لآن الميت لا تاق 
روحه لزيارة من حزن لأنه ذهب إلى المنعم » وعلى الناس أن تدرك الغاية من الوجود 





ملكتلا 
0092+35::23+2-- 222-22922029 21 


بان تكون مع أسباب الحق فى الدنيا ثم تصير مع الحق . والموت هو النقلة التى تنقلك 
من الأسباب إلى المسبب . فما الذى يحزنك فى هذا ؟ 


نحن نقصر عليك المسافة . . فبدلاً من أن تقابلك عقبات الطريق . وقد تنجح 
أولا تنجح . وبعضهم يقول : مات وهو صغير ول ير الدنيا . نقول لهم : وهل هذه 
تكون خيرًا له أو لا ؟ أنت مثلا كبرت وقد تكون ن مقترقاً للمعاصى ؛ ؛ فلعل الله أذ 
الصغير حتى لاا يعرضه للتجربة . هم ضع المسألة أمامك واجعلها حقيقة . 


عن الحارث بن مالك الانصارى أنه مر برسول الله صل الله عليه وسلم رققال له : 
حش عو م ميس : أصبحت مؤمنا حقا . قال ل : « انظر ما تقول ؛ 
فإن لكل شىء حقيقة فيا حقيقة إيمانك ؟ فقال : عزفت نفسى عن الدنيا فاسهرت 
ليل » وأظمات نمارى وكان أنظر إلى عرش رب بارزا » وكأى انظر إلى أهل الحنة 
يتزاورون فيها . وكأى أنظر إلى أهل النار يتضاغون(!2 فيها فقال : ٠‏ يا حارث عرفت 
فالزم . ثلاثاع299 , 


ولنا العبرة فى سيدنا حذيفة ‏ رضى الله عنه ‏ حينها سأله رسول الله صل الله عليه 
وسلم قال له : كيف أصبحت ؟ أى كيف حالك الإيمان ؟ قال حذيفة : يا رسول 
الله ٠‏ عزفت نفسى عن الدنيا فاستوى عندى ذهبها ومدرها ‏ أى أن الذهب تساوى 
مع الحصى . هذه هى مسألة الدنيا ‏ وأضاف حذيفة : وكأ أنظر أهل الجنة فى الجنة 
ينعمون ؛ وإلى أهل النار فى النار يعذبون 


وساعة لا تغيب عن بال سيدنا الحارث صورة الآخرة . فهو يسير فى اللياة 
مستقيهما . . فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : «عرفت فالزم » . 


الحق سبحانه وتعالى حين يذكر لنا بعض الأحكام يذكر لنا أيضاً خبر بعض الناس 
الذين يتمردون على الأحكام . ثم يذكرنا بحكاية الجنة والنار ؛ ولذلك يقول لنا : 





)١(‏ بتضافون : يصيحون من الألم 
(؟) روراه الطبران , 





زإامتاة ؟ 


بإياب م : َايتماسَوْفَ مضي بكرا 
جَتٌ جلود هم بذهم لوا حَيرَهَا يدوا 
لْعَدَّابارح 4 


حكت اارنرن 





و« نصليهم : من الاصطلاء . قد يقول قائل : مادام يصل النار وكلنا يعرف أن 
نار الدنيا حين تحرق شيئاً ينتهى إلى عدم . وحين ينتهى إلى عدم إذن فلا يوجد أل ! 
ونقول : لتنتبه إلى أن الحق سبحانه وتعالمى يقول فى هذا الأمر د كلها نضجت جلودهم 
بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب » . . إذن فالعذاب ليس كنار الدنياء» لأن نار 
الدنيا تحرق وتنتهى المسألة . أما نار الآخرة فإنها عذاب سرمدى دائم مكرر « كلما 
نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب » . . فإذا 0 الجلود 
فإن جلوداً أخرى ستأى . أهى عين الأولى أم غيرها ؟ وحتى أوضح ذلك : أنت 
عندما يكون عندك خاتم مثلاً » ثم تقول ١‏ للاساشكمي اخام خا اع عدن 
واحذة أيضاًء ء فهل التعذيب للجلود أو للأعضاء ؟ إن العذاب دائيا للنفس 
الواعية ٠‏ بذلِيل :أن الإنسان قد يصيبه ورم فيه عضن الصديد واكُمَل »يتمبه ولا يقدر 
على المه . . وبعد ذلك يغفل فينام » بمجرد أن ينام فلا ألم . لكن عندما يستيقظ يتالم 
من جديد . 


إذن فالألم ليس للعضو بل للنفس الواعية » بدليل أننا عندما ارتقيئا فى الطب ء 
تقس باعي تنصيي ان طاريق مس101 1 شعن 0 وا 
« الدّمل ٠‏ بالمشرط ولا يحس صاحبه بأى ألم . وهكذا تهد أن الجلود والأعضاء ليس 
ها شأن بالعذاب . إنا حمى تزمل تشلب عدب هى النفس الواعية . 
بدليل أنها ستشهد علينا يوم القيامة . . تشهد الجلود والجوارج + وستكون آلة 
لتوصيل العذاب .. وهمسرورة لأنها توصل هم العذاب . 


إنه نظام إلهى فلا تتعجبوا من القرآن . فإن العلم كلما تقدم هدانا إلى ثىء من 
آيات الله فى الكون . أنتم ‏ الآن تخدرون النفس الواعية وتشقون صو ب 





و2ح22422--4-0-+22900004 اأررت 
كيا يحلو لكم فلا يحدث له ألم ١‏ وعرفتم أن الألم ليس للعضو. إما الألم للنفس 
الواعية . إذن فكل الجوارح هى آلات توصل الألم للنفس الواعية » وتكون 
مسرورة ؛ لان النفس الواعية تعذب , وهذه يشبهونها ‏ مثلا ‏ بواحد عنده و حكة » 
فى جلده. فيهرش . والهرش يسيل دمه فيكون مستلذا . 
إذن فقوله : « كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب » أى 
أن الجلود تبدل وتنشا جلود أخرى من نفس مادتها توصل العذاب للنفس الواعية » 
وهكذا . 
و«إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا 
غيرها ليذوقوا العذاب ؛ . نحن نعلم أن الحق سبحانه وتعالى أنزل كتابا هو القرآن . 
وجعله معجزة ومنهجا ؛ وهذه هى الميزة التى امتاز بها الإسلام . فمنيج الإسلام هو 
عين المعجزة . وكل رسول من الرسل كان منهجه شيئا ومعجزته كانت شيئا آخر . 
إن سيدنا موسى منبجه التوراة ومعجزته : العصاء وسيدنا عيسى منهجه : 
الإنجيل ٠.‏ ومعجزته : إبراء الأكمه والأبرص بإذن الله . لكن معجزة رسول الله 
صل الله عليه وسلم كانت القرآن ؛ لأن دينه سيكون الامتداد النبائى لآخر الدنيا . 
ولذلك جعل الله منبجه هو عين معجزته . لتكون المعجزة دليلاً على صدق المنبج فى 
أى وقت ء» ولا يستطيع واحد من أتباع أى نبى سابق على رسول الله أن يقول : إن 
معجزة الرسول الذى أتبعه هى منبجه ؛ لأن معجزات الرسل السابقين على رسول 
الله كانت عمليات كونية انتهت مثل عود كبريت احترق . فمن رآه رآه وانتهى . 
لكن المسلم يستطيع أن يقف ويعلن بملء فيه : إن محمداً رسول الله وصادق . وتلك 
معجزته . فمعجزة محمد صلى الله عليه وسلم باقية بقاءٌ أبدياً . ومتصلة به أبداً . آما 
معجزة كل رسول سبق رسول الله فقد أدت مهمتها لمن رآها وانتهت . وانفصلت 
معجزة كل رسول سابق على رسول الله عن منهجه . 


والمنبج القرآنى فيه أحكام » والأحكام معناها ؛ افعل كذا . ولا تفعل كذا . 
وهى واضحة كل الوضوح منذ أن أنزل الله القرآن على رسوله وحتى تقوم الساعة . 
ومن فعل مطلوب الأحكام يثاب . ومن لم يفعله يعاقب . وكل الناس سواسية فى 
مطلوب الأحكام إلى أن تقوم الساعة . 





+١‏ حبححصح و وص ص محص ص محوحمص 

أما آيات الله الكونية التى لا تتأثر . . فأى فائدة للإنسان إن عرفها أو لم يعرفها : 
فقد طمرها الله وسترها فى القرآن مع إشارة إليها . لأن العقل المعاصر لنزول الكتاب 
لم يكن قادرا على استيعابها فى زمن الرسالة . ولو أن القرآن جاء بآبة واضحة تقول : 
إن الأرض كروية وتدورء بالله ماذا كان المعاصرون لرسول الله يقولون ؟ إن بعضاً 
من البشر الآن يكذبون ذلك . فيا بالئا بالبشر المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه 
وسلم الذين لوقال هم رسول الله ذلك لانصرفوا عن اتباع ماجاء به . 

لقد كانوا يستفيدون من كروية الأرض . مثلما يستفيد منها الفلاح أو البدوى . 
ومثلما يستفيد الناس الآن الذين لم يدرسوا الكهرباء برؤية التليفزيون وضوء المصباح 
الكهربائى وغير ذلك من الاستخدامات, دون معرفة علمية بتفاصيل ذلك . إِنَّ الشمس 
تسطع على الدنيا فيتبخر الماء من الأخهار والمحيطات والبحار ليصير سحابا » ثم ينزل 
المطر من السحاب . وكل هذه الآيات الكونية لم يعط الله أسرارها إلا بقدر ما تتسع 
العقول ٠‏ وترك فى كتابه ما يدل على ما يمكن أن تننهى إليه العقول الطموحة بالبحث 
العلمى . 

وعندما نتعرف نحن - المسلمين ‏ على اكتشاف علمى جديد فى الكون . نقول : 
إن القرآن قد أشاز له » لكن قبل ذلك لا يصح أن نغول ذلك حتى لا يكذب الناس 
هذا الكتاب المعجز. فسبحانه القائل : 


ظٍِ َل كدبأ َال يجيعلوأ بعليه ء ولما يلتم تَأو, تَأويله 
9 الآية 8 سورة يونس ) 


لو ان القرآن قال : إن كل شىء فى الوجود يتكاثر » وفيه موجب وفيه سالب » 
ذكر وأنثى . أكانوا يصدقون ذلك ؟. لا ؛ لأنهم كانوا لا يعرفون الذكر والانثى إلا 
فى الرجل والمرأة » ويعرفون ذلك فى الحيوانات ؛ وأيضاً فى بعض النباتات مثل 
الدخل » لكن هناك نباتات كثيرة لا يعرفون حكاية التكاثر فيها » ومثال ذلك القمح 
الذى نزرعه وناكله » وكذلك الذرة , لم يكونوا عارفين بأن عنصر الذكورة يوجد فى 
: الشواشى » العليا فى كوز الذرة وأن الهواء يضرب تلك الشواشى فتنزل منها حبوب اللفاح 
فيخرج الحب + ولذلك نجد الزَارع الذكى هو الذى يفتح «كوز الذرة» من أعلاه قليلا حتى . 
يتيح لحبوب اللقاح أن تصل إلى موقعها . وقد يفتح الفلاح أحد « كيزان الذرة » فيجد حبة 
ميئة وسط الحبوب المتراصة ويكتشف أنها حبة ليس لها خيط أى لم تتصل يحبوب اللقاح وهو 
ما بقولون عنه فى الريف وسنة عجوزه . 


ايكذ 


صمححمص محص مح صمت حصمحن واره 


إذن فكل تكاثر له ذكورة وأنوثة » ولذلك يقول ربنا : 


3 - حَلَق الأزوج لها ما تنبت الأرضٌ ومن نسم وما 
يعون يج 4 
(رسورة يس ) 


وكنا نعرف الأزواج فى الأنفس . ثم عرفناها فى النبات ء وجاء الحق ب« مما 
لا يعلمون » لتدخل كل شىء ٠‏ وتكشف الموجب والسالب فى الكهرباء » وصرنا 
نعرف أن كل كائن فيه ذكر وأنثى . وكلا تقدم العلم فهو يشرح الآيات الكونية . 


ومن رحمة الحق سبحاتة بعقول الأمة المكلّفة برسالة محمد لم يشا أن يجعل نواميسه 
فى الكون واضحة صريحة حتى لا تقف العقول فيها وتعجز عن فهمها » وخاصة أن 
الكتاب واجه أمّة أمَيّةَ + ليست ها ثقافة . وهب أنه واجه العالم المعاصر . إن هناك 
قضايا فى الكون لا يعلمها العالم المعاصر . فلو أن القرآن تعرض ها بصراحة لكانت 
ع من الأسباب التى تصرف الناس عن الكتاب . والقرآن جاء كتاب منهج . 
والمعجزة أمر جاء لتأييد المنيج . فلم يشأ أن يجعل من المعجزة ما يعوق عن المنيج + 
لكنه ترك فى الكون طموحات للعقل المخلوق لله والمادة الكونية المخلوقة لله ٠‏ وكل 
يوم يكتشف العفل البشرى أشياء » وهذا الاكتشاف لايأق من فراغ ٠‏ بل يأق من أشياء 
موجودة . 

إذن فلو رددت أدق أقضية العلم التى يصل إليها العقل المعاصر . ونسبتها فى 
الكون لرجعت إلى الأمر البديبى . فلا يوجد صاحب عقل ابتكر أو جاء بحاجة 
جديدة » إنا هو أعمل عقله فى موجود فاستنبط من مقدمات الموجود قضية معدومة » 

ثم أصبحت القضية المعدومة مقدمة معلومة ليتنبط منها من يجىء بعد ذلك . 
ولذلك فالعلياء عادة قوم يغلبهم طابع التهذيب عندما يقولون : اكتشفنا الأمر 
الفلانى ؛ يعنى كانه كان مرتعود ا 


إن الحق سبحانه وتعالى يعطى لنا فكرة تقرب ب نا الفهم . فنحن عندما كنا نتعلم 
الهندسة مثل ؛ عرفنا أن الحندسة مكونة من نظريات ٠‏ تبدأ من نظرية « واحد » » 





الك 
6002525٠02909‏ حمصصمحه 
وتنتهى 5 ما لا نباية » وحين جاء لنا مدرس ليبرهن لنا على نظرية وماثة و 
استخدم فى البرهان على ذلك النظرية التسع والتسعين . وعندما كان يبرهن على النظرية « التسع 
والتسعين » استعمل ما قبلها . 


إذن فكل برهان على نظرية يستند إلى ما قبلها . والعقل الواعى المفكر المستنبط 
هو الذى يرتب المقدمات ويستتخلص منها النتائج ع و ساح سي 
كل الناس . لكن العقل الذى يرتب ويستنبط يخيل إليه و! إلى الناس أنه جاء بجديد . 
وهو لم يأت بيجديد . بل ولّد من الموجود جديداً ٠‏ مئال ذلك الطفل عندها يولد من 
أبويه . هل هما جاءا به من عدم ؟ لا ٠»‏ با لجان ابو رياط اسل 
الأمر نصل إلى آدم » فمن الذى جاء بآدم ؟. إنه الله . 


إذن فالبديهيات التى فى الكون هى خيرة كل علم تقدمى وهى من صنع الله الذى 
أتقن كل شىء صنعاً » وكل نظرية مهما كانت معقدة فى الكون منشؤها من الأمر 
البديبى . مثال ذلك البخار ؛ عندما اكتشفوه وقبل أن يسيروا به الآلات ماذا 
حدث ؟. كان هناك من بجلس فالتفت فوجد الإناء الذى به الماء يغل ثم وجد غطاء 
الإناء يرتفع وينخفض » وعندما تعرف على السرّ . اكتشف أن كل بخار يستطيع أن 
يعطى. قوة دافعة ء وبذلك بدأ عصر البخار . إذن فهو ذكى . وقد أخذ اكتشافه من 
بديهية موجودة فى الكون . فإياك أن تغتر وتقول : إن العقل هو الذى 0 ٠»‏ ولكن' 
العقل عمل بالجهد فى مطمورات الله فى د ٠‏ ورتب ورتب ثم أخرج 
الاكتشاف . 


لذلك فعندما يبتكر العقل البشرى شيئاً جديداً نقول له : أنت ل تبتكرء بل 
اكتشفت فقط . والحق سيحانه وتعالى يترك هذه العملية فى الوجود . ويقول : 
( تزيم تان الات وك ليح بت انان » 
( من الآبة ا سورة فصلت» 
والبشرية عندما تكتشف شيئاً جديداً , نقول لهم : القرآن مسها وجاء بها ء 
فيقولون : عجباً هل فعل القرآن ذلك منذ أربعة عشر قرناً ؛ على الرغم من أنه نزل 





و مححموح وح مصص مح صم حوحص0 بوره 


ليخاطب أمة أمية » وجاء على لسان رسول أمّى . ونقول : نعم . 


والآبة التى نحن بصددها فيها هذا : 


(همن الآبة 51 سورة النساء » 


والجلود والأحاسيس شرحناها من قبل . ونظرية « الحسٌ ٠‏ كا نعرف ‏ شغلت 
العلياء الملديين ‏ وأرادوا أن يعرفوا كيف نحسٌ ؟ منهم من قال : نحن نحسٌ بالمخ . 
نقول لهم : لكن هناك مسائل لا نصل للمخ ونحس بها ٠‏ بدليل أنه عندما يأتى واحد 
أمام عينى ويوجه أصبعه ليفتحها ويثقبها فقبلما يصل أصبعه أغلق عينى أى أن شيئاً ل 
يصل للمخ حتى أحسٌ . وبعض العلماء قال : إن الإحساس يتم عن طريق النخاع 
الشوكى والحركة العكسية . ثم انتهوا إلى أن الإحساس إنما ينشأ بشعيرات حسية 
منبطحة مع الجلد ؛ بدليل أنك عندما تأخذ حقنة فى العضل . فالحقنة فيها إبرة » 
ويكون الألم مثل لدغة البرغوث يحدث بمجرد ما تنفذ الإبرة من الجلد ء وبعد ذلك 
لسن 


إن فمركز الإحساس ف الإنسان هو الشعيرات الحسية المنبطحة على الجلد . 
بدليل أن ربنا أوضح : أنه عندما يحترق الجخلد يمتنع الإحساس » فأنا أبدل لهم الجلد 
ليستمر الإحساس : د كلما نضجت جلودهم » أى صارت محترقة احتراقا تاما 
وتعطلت عن الإحساس بالآلم » آتيهم يجلد آخر لأديم عليهم العذاب؟ لأنه هو الذى 
سيوصل للنفس الواعية فتتألم . إذن فالآية منّت قضية علمية معملية . لو أن القرآن 
تعرض ها يصراحة وجاء بصورة فى الإحساس تقول : يا بنى آدم حل الإحساس 
عندكم الجلد . لا فهموا شيئا. لكنه تركها لتنضج فى العقول على مهل . 


ه كلما نضجت جلودهم بدلتاهم جلوذا غيرها ليذوقوا العذاب » . فتكون علّة 
التبديل للجلود التى أحرقت بجلود جديدة كى يدوم العذاب .ويذيل الحق الآية : 
« إن الله كان عزيزا حكيما » والعزيز : هو الذى لا يُغلب ولا تُقدر أن تحتاط من أنه 
هزمك أبدأ » فقد يقول كافر : لقد تلذذنا بالمعصية مرة لمدة خمس دقائق » ومرة لمدةّ 





ه١١‏ صمح محص صمح حمحصحموصححوصه 
ساعتين فيا يضيرى أن يحترق جلدى وتنتهى المسألة !! نقول له : لا.إن الذى يعذبك 
لا يُغلب فسوف يديم عليك العذاب بأن يبدل لك الجلد بجلد آخر. وسبحانه 
حكيم .فالمسألة ليست مسألة جبروت يستعمله . لا . هو يستعمل جبروته بعدالة . 


وبعد أن جاء بالعذاب أو بالجزاء المناسب لمن رفضوا الإيمان . لم يتنس المقابل ؛ 
لكى يكون البيان للغايتين : غاية الملتزم وغاية المنحرف . ولذلك يقول الحق بعد 
ذلك : 


19# وَالدَامَنووَحِدو صرحت سد له 
اي د ذه ع امه كور م 2 أو 
نت وى ين ححا الأْنمرحَِنَفهاأبدا لمم 
فبها زواج مُطهَرَةوَْد حلم يلاطيا © (قه 


وفى هذه الآية يصف اميق ثواب الفثة المقابلة للفئة السابقة وهم الذين آمنوا ء 
ونعلم أن آخر موكب من مواكب الرسالة هو رسالة محمد صلى الله عليه وسلم . إذن 
فأمة سيدنا محمد هى أقرب الأمم إلى لقاء الله . فالأمم من أيام آدم اخذت زمناً 
طويلا » لكننا نحن المسلمين قريبون » ولذلك يقول النبى صل الله عليه وسلم : 


.همه 
و بعت أنا والساعة كهاتين )6ع ٠‏ 


ولذلك لم يقل الحق فى هذه الآية : سوف ندخلهم ٠‏ بل قال : « سندخلهم » » 
أما مع الآخرين فاستخدم سبحانه و سوف » لأنها بعيدة » أو أن هذا كناية وإشارة 
من الله لإمهال الكفار ليتوبوا » وعندما يقرب لنا سبحانه المسافة فإنه يغرينا 
بالطاعة . المسألة ليست بعيدة ء بل قريبة ؛ لذلك يعبر عنها : « سندخخلهم جنات 
تجرى من تحتها الأنجاره . 


)١ (‏ رواه أحمد والبخارى ومسلم والترملى عمن أنس . 








إن كلمة « الجنة » مأخوذة من « الجن » . والستر . وه الجّئة » هى البستان الذى 
به شجر إذا سار فيه الإنسان يستره ء وهو غير البساتين الزهرية التى تخرج زهراً قريباً من 
الأرض تمثل ترفا للعيون فقط . أما الجنة ففيها أشجار عالية كثيفة بحيث لو سار فيها 
أحد يسئر . ففيها الاقنيات وفيها كل: شىء ٠‏ فهى تسثرك عن أن تلتفت إلى غيرها لأن 
فيها ما يكفيك . فالذى عنده حاجة لا تكفيه يتطلع. إلى ما يكفيه . لكن من عنده حاجة 
تكفيه فقد انستر عن بقية الوجود . والحق سبحانه وتعالى يعطينا صورة عن شىء هو الآن 
عنا غيب » وسيصير بإذن الله وبمشيثته مشهداً . ونحن نعرف أن الجنة بها كل ما تثمناه 
النفس . ورسول الله صل الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل : 


وأعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب 
بشر 1" مصداق ذلك فى كتاب الله و فلاتعلم نفس ما أَْفِىَ لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا بعملون » . 
كانوا يعملون » 

ونعلم أن الكائنات الوجودية يعرفها الإنسان بما يناسب إدراكه .. فقال ؛ 
« ما لاعين رأت ولا أذن سمعت » . والعين حين ترى تكون محدودة » لكن السمع 
داثرته أوسع من الرؤية » لانه سيسمع تمن رأى ٠‏ إنه سمع فوق ما رأى ٠‏ إذن فدائرة 
الادراكات تاق أول : بأن يرى الإنسان ؛ ثم بأن يسمع . وهو يسمع أكثر مما يرى » 
وعلى سبيل المثال قد أرى أسوان لكننى أسمع عن أمريكا » فدائرة السماع أوسع . 


وبعد ذلك قوله صل الله عليه وسلم : و ولا خطر على قلب بشر ؛ أى أن مافى 
الجنة أكبر من التخيلات ء إذن فكم صفة هنا للجنة ؟ الأولى قوله : ما لاعين رأت٠‏ 
والعين مهما رأت فدائرتها محدودة . والثانية : قوله : ولا أذن سمعت.والاذن إن سمعت 
فدائرتها أوسع قليلاً . والثالثه : قوله : ولاخطر على قلب بشرء وهذا أوسع من 
التخيلات . فإذا كنت يا حق سبحانك ستعطينا فى الجنة : مالاعين رأث ولا أذن 
سمعت ولا خطر على قلب بشرءفبأى الألفاظ يا رى تؤدى لنا هذه الأشياء ء وألفاظ اللغة 
إثما وضعت لعانٍ معروفة » رباصيت تبان بحاجة لم ترها عين ء وم تسمعها إذن ولم 
تخطر على قلب بشرء فأى الألفاظ ستؤدى هذه المعانى ؟ 


. رواه ملم فى صفة الحنة‎ )١( 





28212 22+22 صوص صيمصه 


لقد أوضح صل الله عليه وسلم : أنه لا توجد ألفاظ ؛ لآن المعنى يُعرف أولاً ثم 
يوضع له اللفظ . فكل لفظ وضع فى اللغة معروف أن له معنى . لكن ما دامت الجحنة 
هذه لم ترها عين , ونم نسمعها أذن' , ولم تخطر على قلب بشر , فلا توجد كليات تعبر 
عنها » لذلك لم يقل صل الله عليه وسلم : إن الجنة هكذا بل قال : 
« مثل الجنة » أما الجنة نفسها . فليس فى لغتنا ألفاظ تؤدى هذه المعاق . وحيث إن 
هذه المعانى لا رأتها عين ولا سمعتها أذن ولا خطرت على قلب بشر ؛ لذلك فليس فى 
لغة البشر ما يعطينا صورة عن الجنة » وأوضح الحق سبحانه : سأختار أمرأ هو 


أحسن ما عندكم وأعطيكم به مثلا فقال : 


1 0 ك3 م 22 مساو #««س عع مء. امن ملس دم د 
لا مل بخن الى وعد امون فيا نينر من مُآو يران ورين فب 


٠ءقمع‎ م١‎ 


َم فيا من 


سس موس مم لي س)غوس 8« سم 


ِ 0 مع امه م ملم للم 
يتغير طعمه, وأنمثر من شمر لد للشثر بين وأنمثر من عسل مص و 


الشرات ونين نيم 4 
(من الأية ١6‏ سورة محمد) 

ونحن نرى الأنهار . والحق يطمئننا تهنا بأن أتبار الجنة ستختلف فهو سيحانه 
سينزع منها الصفة التى قد تعكر نهريتها ؛ فقد تقف مياه الغبر وتصبح آسنة متغيرة » 
فيقول : ٠‏ أنهار من ماء غير آسن » . إذن فهو يعطينى اسياً موجودا وهو النبرء وكلنا 
نعرفه . لكنه يوضح : أنا سأنزع منه الأكدار التى تراها فى الغبر الحادث فى الحياة 
الدنياء وأيضاً فأنهار الدنيا نسير وتجرى فى شق بين شاطثين.لكن أنهار الجنة سترى” الماء 
فيها وليس ها شطوط تحجز الماء لأنها محجوزة بالقدرة . . وستجد أيضاً أنهاراً من لبن 
ل يتغير طمتعها.. 


إن العربى كان يأخذ اللبن من الإبل ويخزنه فى القرّب . وبعد ذلك ترحل الإبل 
بعيدا إلى المراعى وإلى حيث تسافر . وعندما كان الأعرابى يحتاج إلى اللبن فلم يكن 
أمامه غير اللبن المخزن فى القرب . ويجده متغير الطعم لكنْ لا يجد غيره ؛ لذلك 
يوضح الحق : سأعطيكم أنهارأ من لبن فى الجنة لم يتغير طعمه » ثم يقول : ٠‏ وأخهار 
من حمره وهم يعرفون الخمر ولنفهم أنها ليست كخمر الدنيا ؛ لأنه يقول : 
الل ل لس سس سح 


2220006-9-030 أن 


« مثل ».. وم يقل الحقيقة فقال : أنهار من خمر لكنها خمر « لذة للشاريين » . وخر 
الدنيا لا يشربها الناس بلذة » بدليل أنك عندما ترى من يشرب كأس حمر . فهو 
يتكةق اقمة:عزة: وااحدة ؟ ليبن أكيا يَعَرَض أنت كوبا من مانجووتللة يون إنه 
يأخذه دفعة واحدة ليقلل سرعة مروره على مذاقاته لأنه لاذع ومحمض ؛ وتغتال 
العقول وتفسدها. لكن حمر الآخرة لا اغتيال فيها للعقول . 


إذن فحين يعطينى الحق مثلاً للجنة . . فهو ينفى عن المثل الشوائب ٠‏ ولذلك 
نجد الأمثال تتنوع فى هذا المجال ؛ فالعرى عندما كان يمشى فى الماجرة » ويجد 
شجرة « نبق » ويقال لها : «سدر » كان يعتبرها واحة يستريح عندها . ويجد عليها 
النبق الجميل» فهو يمد يده ليأكل منبا لكنّه قد بهد شوكاً فيتفادى الشوك. وفى بعض 
الأحيان تشكه شوكة . وعندما لا يجد فى هذا الشجر شوكا يقول : هنا «سدر 
تحضوض » أى شجرة نبق لاشوك فيها. والحق يأق بكل الآفات التى فى الدنيا 
وينفيها عن جنة الآخرة . 

« وأنهار من عسل مصفى » وكان العرب يأخذون العسل من الجبال فالنحل يصنع 
خلاياء داخل شقوق الجخبال 2 وعندما كانوا يخرجون العسل من الحبال مو فيه 
رملا وحصى . فأوضح ادق : مايعكر عليك العسل هنا فى الدنيا أنا أصفيه لك 
هناك . ومع أنه مثل لكنه يصفيه أيضاً » وماذا مثل ؟. . لأنه مادام نعيم الجنة 
«لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر » . . فتكون لغة البشر كلها 
لا تؤدى مافيها .. لكنه ‏ سبحانه ‏ يعطينا صورة مقربة » ويضرب الله المثل 
بالصورة المقربة للأشياء التى تتعالى عن الفهم ليقربها من العقل . ومثال ذلك عندما 
أراد سبحانه أن يعطينا صورة لتنوير الله للكون . وليس لنور الله الذاتى ٠‏ بل لتنوير 
الله للكون » فيقول : 


نيم واوا 22218 
مثل نورءء كشكرة ة فيا مصباح المضباح فى رْجَاجَة © 
(من الآية د سورة النور) 
إنه يعطينا مثلاً مقرباً لآن لغتك ليس فيها الألفاظ التى تؤدى الحقيقة » ولذلك 
يقول : 





غلالكقاة 


114 2+222+2930 جح ودح باصحصمصه 


معلج عقء مع ٍ 000 3 

« واد مجنت تخرى كن الأنذ 4 
( من الآية ٠١١‏ سورة التوبة ) 

ومادامت جنات ففيها شجر ملتف وعال » ونحن نعرف أن الشجر لا بد أن 

يكون فى منطقة فيها مياه ؛ لذلك قال : « تجرى من تحتها الأنبار» . ومرة يقول : 

« تجرى تحتها الأنهار » لآأن ما يجرى تحتها قد يكون آتيا من مكان آخرء ويكون 

منبعها من مكان بعيد وتجرى الأنمار تحت جنتك . وقد تظن أن بإمكان صاحب النبع 
أن يسدّها على جنتك » فيشرح الحق : لا.هى جاءت من تحتها مباشرة . 


ويقول الحق عن أهل الجنة : « خالدين فيها » وهو سبحانه وتعالى يخاطب قوماً 
شهدوا بعض النعيم فى دنياهم من آثار نعمه عليهم . لكتهم شهدوا أيضاً أن النعمة 
تزول عن الناس . أو شهدوا أناسا يزولون عن النعمة . فقال سبحانه عن جنة 
الآخرة : « خالدين فيها أبداً» فلا هى تزول عنهم ولاهم يزحزحون عنها . 


ويعطينا سبحانه أيضاً صورة من النعيم الذى يوجد غندنا فى الدنيا لكنه يزول 
أيضا أو نزول نحن عنه : « وهم فيها أزواج مطهرة » وأزواج جمع : زوج : . وعندما 
يصف الحق سبحانه وتعالى جمعا فهو يأق فى الصفة بجمع أيضاً مثل قوله : 


# وكدور واب 
وفدور راتت 4 


لآن « قدورء جمع ؛ قدرء . وم يقل هنا : وأزواج مطهرات وجاء يبا مفردة لآن 
الرجل فى الدنيا قد يتزوج بأكثر من واحدة فينشأ بين الزوجات المتعددات ظلال 
الشقاق فكأجن متنافرات . فقال : إنهن كلهن سيكنٌ أزواجاً على صورة واحدة من 
الطهر » وليس فى أى منبن هايعكر صفو الأزواج كا يكون الأمر فى الدنياء 
ولا يقولن واحد : « كيف تقبل المرأة أن يكون لها ضرة فى الآخرة ؟ » لأآن الحق 
سبحانه نزع من الصدور كل ماكان يكدر صفو التفوس فى الدنيا فقال : 


( تنو سرمي 


( من الآية 17 سورة سبأ) 


(من الآية 57 صورة الاعراف) 








اركاذ 
صمحم حوس وحوح صمصت0 وبرت 


.9 
ع 


إذن فكأنهن ‏ وإن تعددن ‏ فى سياق واحد من الطهر مما لا يعكر صفو الزوج » 
نه يعجبك شكلها ء* ستعجبك . أخلاقها ليس فيها عيب ولا نقص مما كان يوجد فى 
الدنيا إنبا مطهرة من ذلك كله . إذن فهو يعطينى خلاصة ما يمكن أن يتصور من 
النعيم الأزواج . 


ويكمل الحق : « وندخلهم ظلا ظليلا ؛ . ولغة العرب إذا أرادت أن تؤكد معنى 

فهى تأ بالتوكيد من اللفظ نفسه . فيقول العربى مغلا : «هذا ليل أليل» أى ليل 
ع وس م ل الال مقرل ظليل » . وما هوه الظل » ؟. « الظل » 
هو : انحسار الشمس عن مكان كانت فيه أو لم تدخله الشمس أصلاً كأن يكون 
الإنسان داخل كهف أو غار مثلا 

إن كلمة ظل ظليل يعرفها الذين يعيشون فى الصحراء » فساعة يرى الإنسان 
هناك شجرة فهو يجلس تمتها ويتمتع بظلها » والظل نفسه قد يكون ظليلاً » ٠‏ مثال 
ذلك « اخيام المكيفة » التى يصنعونها الآن » وتكون من طبقتين : الطبقة الأولى 
تتعرض للشمس فتتحمل السئونة » والطبقة الثانية تحجر السخونة » ويسمون هذا 
السقف « السقف المزدوج » . ويوجد خاصة فى الأماكن العالية ؛ لأن الشقة على 
سبيل المثال التى تعلوها أدوار تكون محمية . لكن الشقق الموجودة فى آخر دور 
خصوصاً فى البلاد الحارة تكون السخونة فيها صعبة وشديدة ؛ لذلك يصئعون سقفاً 
فوق السقف . وبذلك يكون الظل نفسه فى ظل . 


ولاذا الإنسان يسعد بالظل نحت شجرة أكثر من سعادته بالظل فى جدار ؟ لأن 
الظل فى جدار مكون من طبقة واحدة » صحيح أنه يمنع عنا الشمسن لكنه أيضاً 
يحجب اغواء . لكن الجلوس فى ظل الشجرة بسي ا سود ود 
فوقها ورقة » وأوراقها بعضها فوق بعض . وكل ورقة فى ظل الورقة الأعلى . ولأن 
كل ورقة خحقيفة لذلك يداعبها الهواء » فتحجب عن الجالس تحت الشجرة حرارة 
الشمس . وتعطيه هواء الفا هذا هو معنى قوله : وظل ظليلاً » . 


ولذلك فعندما أراد الشاعر أن يصف الروضة قال : 





1144 +2 +2092 وحص م ح ممصت 


وفانا لفحة الرمضاءٍ واد سقاه مضاعف الغيث العميم 
مزلكا اموس فسا عليين ‏ على الرضنات مل اليا 
وأرشفتا عل ظلما زلالا لد من المدامة للنديم 
يصد الشمس أ واجهتنا فيحجبها وياذن للنسيم 


والشاعر هنا يصف الموقف حين يسير الإنسان فى صحراء ثم ينزل فى واد به دوح 
وهذا الدوح يحنو على الإنسان حنو الأم على طفلها فى سن الفطام . وأنه قد سقاهم 
من مائه ما يلذ . وتصد الشمس عتهم الأشجار الكثيفة ولكن النسيم يمر بين أوراق 
الشجر. وهكذا نفهم أن كلمة «ظل ظليل » . أى أن الظل فى ذاته مظلل . 


وبعد أن تكلم الحق عن الغايات التى تنتظر الصنفين من خلقه : الصنف الذى 
يتأى على منيج الله » والصئف الذى يتطامن لمنبج الله : الصنف الأول أعد له الله 
النار التى تشوى جلوده ويبدله جلودا غيرها ليذوق العذاب . والصنف المؤمن الذى 
أعد الله له الجنة ذات المواصفات المذكورة . وبعدما يجبعل الغاية واضحة فى ذهننا من 
الكلام عن النار والكلام عن الجنة يلفتنا إلى حكم جديد ؛ لأن النفس تكون كارهة 
للنار ومحبة للجنة » وعندما يأآق حكم جديد تتعلق النفس به وتنفذه ؛ لأنها قريبة 
العهد , بالترهيب من النار والترغيب فى الجنة؛فيجعل الحق هذا الأمر مرة تذييلاً لما 
تقدم » ومرة أخرى يجعله تمهيداً لا يأق ؛ كى تستقبل الأحكام الجديدة فى ذهنك 
وتتضح لك الغاية التى تنتظر من التزم » والغاية التى تنتظر من انحرف . 

وعندما يأق الحكم والغاية متضحة فى الذهن ومهيئة للإنسان فالتكليف يوضع فى 
بؤرة الشعور ؛ لآأن هناك حاجات كثيرة تعلمها النفس البشرية . ورحمة الله بالخلق 
أن هذا الرأس الذى فيه حافظة . وفيه ذاكرة ‏ وفيه مميلة . لا يقدر أن يستوعب 
كل المعلومات فى بؤرة الشعور مرة واحدة » ولا يمكن أن يجىء لك معنى جديد إلا إذا 
تزحزح المعنى الذى كنت مشغولا به فى ذهنك قليلاً عن بؤرة الشعور وذهب إلى 
حاشية الشعور. فإن بقى المعنى فى مكانه فلن يأق لك خاطر جديد . 





راجع أصله وخرج أحاديثه د. أحمد عمر هاشم تائب رئيس جامعة الأزهر . 


بمسلمم مب بيب يبيب _ ل ببنسين ‏ سس ببح سس 


عرصي" 


ول البيئاة 
صمحنح ينيص صمح صمح صمت حصحمص و وؤثأله 


إذن فبؤرة الشعور هى التى فيها ما أنت الآن بصدده فلا يمكن أن تتداخل الأفكار 
فى البؤرة الشعورية . ولذلك عندما تريد أن تستدعى حاجة فى بؤرة الشعور . 
فالمعنى تنداعئ كى تأق بما فى حاشية الشعور إلى بؤرة الشعور . وساعة يأق ما تريده 
فى بؤرة الشعور يذهب الخاطر الأول . 


إياك أن تظن أن العقل البشرى يستطيع أن يواجه فى بؤزة الشعور كل 
المعلومات . لا . فمن رحة الله أنه وضع لشعورك نظاما تخزن فيه معلوماتك » 
ولذلك فأنت قد تتذكر حاجة من عشر سنوات . فإذا كانت قد ذهبت من فكرك 
فكيف تذكرتها ؟. إذن فهى موجودة لكتنها موجودة فى الحواشى: البعيدة للشعور . . 
وعندما تداعت المعانى خرجت الخاطرة أو الحادثة إلى بؤرة الشعور ؛ ثم تؤدى مهمتها 
وتذهب ؛ وتاق أخرى فى بؤرة الشعور . 


إن هذا الذهن البشرى فيه قوة وطاقة يختزن فيها الأحداث . وعلى الرغم من ذلك 
تختلف قدرات الئاس ء فهناك من يحفظ قصيدة من عشر مرات . وهناك ذهن يحفظ 
من مرتين ء» وهناك من يحفظ من ثلاث مرات . إن الذهن. كآلة التصوير 
« الفوتوجرافى » يلتقط من مرة واحدة » والمهم فقط أن تكون بؤرة شعورك خخحالية 
ساعة الالتقاط . فإن كانت بؤرة شعورك خخالية من غيرها تلتقطها . 


أنت تكيرر القصيدة أو الآية أو الكلمة كى تحفظها ؛ لأنك لو قدرت أن.تجعل بؤرة 
شعورك مم النص لحفظت النص مباشرة . لكنك لا تحفظ النص ؛ لأن هناك خواطر 
تأتيك فتخطف التركيز » وتكون بؤرة الشعور مشغولة بسواها فلا تستطيع أن تحفظ 
المعلومة الجديدة . فتكرر الحفظ إلى أن تصادف كل جزئية من جزئيات الشعر أو 
القصيدة أو الآية خلو بؤرة الشعور ؛ لذلك يقولون :هناك طالب يحفظ بباء » وآخر 
يحفظ بسرعة ء إن الذى يقدر أن يركز ذاكرته لما هو بصدده ٠‏ فذهنه يلتقط ما يقرأ 
من مرة واحدة أما الذى لا يركز فإن حفظه يكون بطيئا . 


وأضرب هذا المثل » وقد يكون أغلبنا مر يه » وخصوصاً من تعرض للعلم 
وللامتحانات : هب أنك طالب فى امتحان . وبعد ذلك دق الجرس لتدخل مكان 





-545 +2002 ح مو حمصحههه 


الأمتحان . ثم جاء زميل لك وقال لك : القطعة الفلائية سياق منها سؤال . وأنث ل 
تكن قد ذاكرتها » هنا تخطف أى كتاب وتقرؤها بإمعان ٠‏ فهل وأنت فى هذه الحالة 
تفكر فى ماذا ستأكل على الغداء ؟ أو نفكر فى من كان معك بالأمس ؟ لا ؛ لآن 
الوقفت ضيق ولن يتركز فكرك إلا فى هذه القطعة التى تقرؤها ثم تدخل الامتحان 
فتجد سؤالا فى القطعة التى ذاكرتها من دقائق ولمدة قصيرة فتضع الإجابة الصحيحة . 
وقد لا يعرفها مُن ذاكرها لمدة شهر ؛ لأنه ذاكرها وباله مشغول . أما أنت فتضع 
إجابة السؤال كا يجب لأنك ذاكرتها وليس فى ذهنك غيرها ؛ لأن الوفت ضيق 
وكانت بؤرة شعورك محصورة فيها . 


ومثال آخر : نجد تلميذاً من التلاميذ يشكو من عدم فهمه من أستاذه لكن هناك 
تلميذ آخر يفهم . والتلميذ الذى لا يفهم هو من انصرف ذهنه عنه فى أثناء الشرح 
فى مسألة بعيدة عن العلم الذى يدرسه . وعندما يجىء درس جديد . فهو يفاجأ 
بمعلومات لا بد أن تستقر وتبنى على معلومات سابقة كان ذهنه مشغولاً عنها » فليا 
شرح المدرش الدرس الجديدء قال التلميذ الذى لايفهم : ماذا يقول هذا 
المدرس ؟. لكن التلميذ المنتبه له والذى يربط المعلومات بعضها ببعض ؛ يفهم 
ما يقوله المدرس . ولذلك فالاستاذ الجيد لا بد أن يثيرالانتباهات دائا لطلابه ٠‏ بمعنى 
أن يفاجئهم . يقول مثلاً كم جملة ثم يقول للتلميذ : قم ء ماذا قلت الآن ؟. 
فيجلس كل تلميذ وهو عرضة أن يُسأل . فيخاف أن يُحرجه الأستاذ » فينتبه للدرس 
ويجعل بؤرة شعوره مع المدرس دائهما . 


فالحق سبحانه وتعالى بعدما تكلم عن النار وعن الجنة وجعل هذا الأمر مستقراً فى 
بؤرة شعورهم ينزل الأحكام بعد ذلك . ولذلك تجد دائيا بعد أن يذكر سبحانه الجنة 
والنار يأق بعدها بأمهات الأحكام التى إذا نقذوها نالوا الجنة وابتعدوا عن النار . 
فبعدما شحنت بؤرة الشعور بالجنة والنار بالغاية المنفرة والغاية المرغبة » هنا يأق 
الحكم ٠‏ فيقول الله تعإلى : 


+ إن مهيمر أن تودُوا الاصكب إلع اميه 





2 


وقوله سبحانه : « أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها » ؛ أوجز الله فيها كل تكاليف 
السياء لأهل الأرض . لآن الأمانات هى : الأمانة العليا وهى الإيمان بالله ٠‏ والأمانة 
التى تتعلق ببنى الجنس . والأمانة التى على النفس لكل الأجناس . 


ومع الأماثة'آخو + ما يكون لغيرك غندك 'من حقوق.وأنت آمين عليها إن شعت 
فعلتها * وإن شت لم تفعلها . أنت تقول : أ أودعت مسد فلات اما ؛اهاء لاما 
لوكانت بإيصال لا كانت أمانة ؛ لأن هناك دليلاً » ولو كان ما أودعته عند ذلك 
الإنسان عليه شهود لا تكون أمانة . فالآمانة : أن تودع قله كات ادرو ل 
الحكم . إن شاء أقر ما عنده لك حين تطلبه » وإن شاء لم يقر به » قال الحق : 
مان عا ع 4 سي ص ]ا سي سس ص اح عع عر 


© إِنَاعَرَضْنًاآ َعلَ اسْمَوات والأرزض واب كاين لفن 
و اس عع م 12 رس سس ؤز بي مور 
اولان نهر كان طَلوما مهولا وج 4 
( سورة الاحزاب ) 
فيا هى الأمانة التى عرضت على السماوات والارضٍ والجبال فأبت أن تحملها ثم 
حملها الإنسان ء وعلة تحمله ها أنه كان ظلوماً جهولاً ؟ إن الكون كا نعلم فيه 
أجناس . أدناها الجراد ‏ وأوسطها النبات . وأعلى من الأوسط الحيوان ثم الإنسان » 
والإنسان هو سيد هذه الأجناسملانها تخدمه جميعها . لكن الجياد ا والحيوان 
لا اختيار لأى منها فى أن يفعل أو لا يفعل . وإنما كل جنس منها قد جلق لشىء 
ليؤديه » ولا اختيار له ىق أن يمتنع عن الأداء . 


الأرض والسماوات والجبال لم تقبل أن تكون تختارة أو أن تحمل أمانة وتكون 
المسألة فيها راجعة إلى اختيارها إن شاءت فعلت وإن شاءت لم تفعل . وأشفقت 
الأرض والسياوات والجبال من حمل الأمانة لعدم الثقة بحالة: النفس وقت أداء 





23:12ج353422+202220 +2222 نجه 


الأمانة . فيجوز أن يعقد الكائن العزم عند تحمل الأمانة أن يؤديها » ولكن عند 
أدائها لا يملك نفسه . فربما خانته نفسه وجعلته لا يقر بها . لقد احتاطت السياوات 
والأرض والجبال وقالوا : لا نريد هذه الامانة ولا نريد أن نكون متارين بين أن نفعل 
أو نترك . نطيع أو نعصى . وإنما يارب نريد أن نكون مسخرين لما تحب دون اختيار 
لنا . فسلمت الأرضى والسيلوات والجبال ». لكن الإنسان بما فيه من فكر يجح 
الاختيار بين البديلات قال : أنا أقبلها وإن فكرى سيخطط لأدائها . ول يلتغت 
الإنسان ساعة تحمله الأمانة إلى حالة آدائه لها . 


ومثال ذلك : من الجائز أن يعرض عليك إنسان مبلغاً من المال كأمانة عندك , 
فأخذته وأنت واثق أنك ستؤديه حين يطلبه منك ء ولكنك ساعة الأداء قد لا تملك 
نفسك ١‏ فقد تمر بك ظروف فتصرف شِيئاً من المال , أو أن تكون ‏ والعياذ بالله ‏ قد 
خربت ذمتك . 


إذن فالإنان لا يملك نفسه وقت الأداء وإن ملك نفسه وقت الأخذ . فالذين 
يحتاطون يقولون : أبعد عنا تحمل الأمانة » فلا نريد أن نحمل لك شيئا ولكن 
الإنسان قبل تحمل الأمانة ؛ لأنه ه كان ظلوما جهولا » ظلم نفسه وجهل بحالته وقت 
الأداء ؛ إذن فالأمانة التى عرضت عل السباوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها 
وحملها الإنسان هى أمانة الاختيار التى يترتب عليها التكليف من الله . 


إن التكليف محصور فى « افعل » وه لا تفعل » . فإن شئت فعلت فى « افعل » » 
وإن شئت لم تفعل فى « لا تفعل » . وإن شتت العكس . ومعنى ذلك أن الأمانة فى 
هذا المعنى مقصورة على ما طلبه الله من الإنسان وقت العرض . لكنها لم تتعرض 
للأمانات التى توجد بينناء والأمانة كذلك هى ما يتعلق بذمنك بحق غيرك ؛ لذلك 
فحين يعطى إنسان إنناناً شيئاً يصير الآخذ مؤتناً فإن شاء أدى وإن شاء لم يؤد . 

لكن هناك أمانات أخرى لم يعطها إنسان لإنسان ء وإنما أعطاها رب الإنسانٍ لكل 
إنسان ء فالعلم الذى أعطاه الله للناس أمانة . فهل الذى علمك عليا وأعطاه لك 
وبعد ذلك قال لك : .أده لى » كمثل من يكون ماموناً على مال ؟ 

سسلل سسسسس سبيبيببِ بحب سسب 


انقول للعالم : العلم ليس من عندك حتى تعطيه لغيرك وبعد ذلك يرده لك ولكن 
الله يجازيك عليه ثوابا وكذلك فى الحلم والشجاعة . ولا تتضح هذه المسائل بين 
خالقك , وقد أمنك ربنا على هذه الأشياء كى تؤديها إلى من لا يعلم » فأمنك على 
قدرةٍ وأمرك : أعطها لمن لا يقدر . وأمنك على علم وأوضح لك : أعطه لمن لا علم 
له 4 


إذن فمن الذى أعطاك هذه الأمانة ؟ الله . فليس ضرورياً أن تكون الأمانة من 

مساوم بسي امل ٠‏ فالأمانة : ما تصير ماموناً عليه بمن حُلَقَ أو 
من محلوق » ٠‏ والآمانة بهذا المعنى أمرها وأسع فاستحقاق الله للتوحيد أمانة 
بح لشيس جو عي لات مي ل د 0 
المختلفة أمانة عندك ٠‏ فكل إنسان عنده موهية هو أمين عليها ولابد أن يؤدها وينقل 
آثارها لمن لا توجد عنده هذه الموهية . فربنا أعطى هذا اللإنسان قوة + عضل . وأعطى 
ذلك قوة فكر , وأعطى ثالثاً قوة حلم . وأعطى رابعاً علا . كل هذه الأشياء أمانات 
أودعها الله فى خلقه ليتكامل الخلق . فحين يؤدى كل إنسان أمانته لكل إنسان يصبح 
كل إنسان عنده مواهب كل الآخرين 


والحق سبحانه وتعالى حينما يقول : « إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها » 
نتذكر على الفور قمة الأمانة أن تعبده ولا تشرك به أحدًا » والأمانة فى التكاليف التى 
كلفك الله بها ؛ لأنها أمانة لغيرك عندك . وأمانة عندك لغيرك . فحين يكلفك الله 

إن كل أمانة عند غيرك تقابلها أمانة عندك . فإن أديت مطلوبات الأمانة عندك 
أدى المجتمع الذى يحيط بك الأمانة التى عنده ء وهكذا تكون الأمانة هى : أداء حق 
فى ذمتك لغيرك . 


وقوله تعالى : « إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها » قيل نزلت فى عثهان 
ابن طلحة ابن أبي طلحة وكان سادن خخادم ‏ الكعبة وحين دخل رسول الله صل الله 





2ج ٠١‏ ؟الحصجص صمح ح مص ص وح حم صمصحه 
عليه وسلم مكة يوم الفتح أغلق عثيان باب الكعبة وصعد السطح . وأبى أن يدقع 
المفتاح إليه وقال لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه فلوى عل بن أبى طالب رضى الله 
عنه ‏ يده وأخذه منه وفتح ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ وصل ركعتين » 
فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ويجمع له السقاية والسّدانة فنزلت هذه الآية 
فأمر أن يرده إلى عثيان ‏ رضى الله عنه - ويعتذر له فقال عثمان لعلى : أكرهت وآذيت 
ثم جئت ترفق . فقال لقد أنزل الله فيك قرآنا وقرأ عليه الآية فأسلم عثيان وهبط 
جبريل وأخبر رسول الله صل الله عليه وسلم أن السّدانة فى أولاد عثان أبدًا . 


وهذا ويقابل الأمانة شىء بعد ذلك اسمه العدل . فلو أدى كل واحد مالغيره عنده 
من حق لما احتجنا إلى عدل ء فالعدل إنا ينشا من خصومة وتقاضٍ . والتقاضى 
معناه : أن واحدا انكر حق غيره . فلو أدى كل واحد منا مافى ذمته من حىّ لغيره لما 
وجد تقاض » ولا وجدت خصومة فلا ضرورة إلى العدل حينئك . 


ولكن الحق الذى خلق الخلق وعلم الأغيار فيهم قدر أن بعض الناس يغفل عن 
هذه القضية وينشأ منها أن الإنسان قد لا يعطى الحق الذى فى ذمته لغيره » فقضى 
سبحانه بشىء آخر اسمه ١‏ العدل ه . ولو أن المسألة الاولى انتهت لا احتجنا 
للعدل . 


إذن فالعدل هو علاج للغفلة التى تصيب البشر من الأغيار التى. تطرأ عل 
نفوسهم , فشاء الله أن يقول : « وإذا حكمتم بين الناس أن نمحكموا بالعدل » . فى 
الأولى لم يقل : إذا أثتمنتم فأدوا ء لا . بل قال : « إن الله يأمركم أن تؤدوا » . فإذا 
حدثت منكم غفلة عن هذه فيا الذى يحمى هذه المسألة ؟ هنا يأق العدل وهو أن 
تقضى بحق فى ذمة غيرك لغيره . أى ليس فى ذمتك أنت ؛ لآنك نحكم كى ترجح 
مسألة وتضع الأمر فى نصابه . 


وبذلك تعرف أن مطلوبات أداء الأمانة تكون فى شىء عتدك تؤديه لغيرك 5 لكن 
مطلوبات العدل : تكون فى أشياء فى ذمة غيرك لغيرك . ولذلك قال الحق : 
« وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل »ء وكيا أن آية أداء الأمانة عامة .» كان 
لابد 'أن تكون آية العدل عامة أيضا . 





022262293992026 اوره 


إن قوله تعالى : «تإذا حكمتم بين الناسن أن محكموا بالعدل » ليسث خاصة 
للحاكم فقط . بل إن كل إنسان مطالب بالعدل . فلو كنت مُحَكْ) من طرف قوم 
ورضوا بك أن تحكم فاحكم بالعدل حتى ولوكان الحكم فى الأمور التى يتعلق بها 
التكريم والشرف والمؤهبة ؛ فليس ضروريا أن يكون الحكم بالعدل فى أمر له قيمة 
مادية » مثلا : سيدنا. الإمام على رضوان الله عليه وكرم الله وجهه ‏ يرى غلامين 
يتحاكيان إلى ابنه الحسن ؛ ليحكم بينهيا أى الخطين أجمل من الآخرء وهذه مسألة 
قد ينظر لها الناس عل.ى أنها مشألة تافهة لكنها مادامت شغلت الطفلين وأراد كل واحد 
منهها أن يكون خطه أجمل . فلابد أن يكون الحكم بالعدل . فقال الإمام على لابنه 
الحسن : يا بنى انظر كيف تقضى ‏ فإن هذا حكم والله سائلك عنه يوم القيامة . 


إن هذا يعطينا صورة فى دقة العدل حتى ولوكان الأمر صغيراً . وفى مباريات كرة 
القدم تمد الحكم الذى يقول هذه اللعبة تحتسب هدفاً أو لا تحتسب ء هذا الحكم 
يحتاج إلى مهارة لأنه سيترتب عليها فوز فرلق أو هزيمته . بدليل أنك حتى وانت 
تراقب الكرة ثم وجدت الحكم لم يحتسب خطأ تثور عليه . 


وهنا آتساءل : لماذا طبقتم قانون الجد فى اللعب . ثم تركتم المد بدون 
قانون ؟ وهذا رما يحدث . نحن ننقل قوانين الجد إلى اللعب . ونترك الجد فى بعض 
الأحيان بلون قانون 0 ولو اعتنينا مهذه كا اعتنينا بتلك ٠.‏ لتساوت الأمور , فالعدل 
' إذن هو حق فى ذمة غير لغير حتى ولو كانت مباراة فى اللعب » ومادام الأمر قد 
شغل طرفين ء» وجعل بينها نزاعا وخلافا وتسابقًا فعليك أن تنبى هذا الخلاف 
بالعدل . 


ويتابع الحق : « إن الله نعم يعظكم به » ود نعما » يعنى نعم ما يعظكم به.الله » 
أى لا يوجد أفضل من هذه العظة التى هى : أداء الأمانة والحكم بالعدل . فبهذا 
تستقيم حركة الحياة . فإذا أدى الناس الأمانة فلا نزاع ولا خلاف . وإذا أدوا عدالة 
الحكم فإن كان هناك خلاف ينتهى . وقال العلماء : إذا علم المجتمع أن عدلا حرس 
حقوق الناس عند الناس فلن يجرىء ذلك ظالاً على أن يظلم بعد ذلك » فيقول 
الظالم : فلان ظلم ولم يحاكم . فيغرى ذلك الظالم أن يزيد فى ظلمه » لكن ساعة 





0002942-0-090 


فرى الناس أحداً يأخذ حق غيرة ثم جاء الحاكم فردعه . ورد الحق لصاحيه فلن 


يظلم لمن اخذا. 


وسبحانه فى أمره هذا لا حاجة له فى أن تفعلوا أو لا تفعلوا » فهى أشياء لا تؤثر 
الأمر هو مالا يعود عل الآمر بفائدة . لأن الأمر إذا ما كان فيه عود بالفائدة على الآمر 
قد يشكك فى الأمر . لكن أن تأمر بأمر ليس لك فيه فائدة فهذا قمة العدل . وقد 
يوجد إنسان يأمر بما لا فائدة له فيه . لكنه قد لا يكون واسع العلم ولا واسع 
الحكمة , والأمر هنا يختلف لأن الله سبحانه وتعالى ليس له مصلحة فى الأمرء هذه 
واحدة . وأيضاً فهو سبححانه - وأ سع العلم والحكمة ؛ ذلك كانت هذه العظة 
مقيرلة جداً : وهى نعمة من الله وأدا ما عداها دست المظة ‏ لأن الله لا يتفع 
بآمره هذا وهو مأمون على العباد جميعاً . والثانية : أنه قد يوجد غير لا ينتفع بالأمر 
ولكنه قاصر العلم وقاصر الحكمة فلا نعمت العظة منه ء» فقوله : «إن الله نعما » 
يعنى : نعم ما يعظكم به الله أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها. . وأن تحكموا بالعدل . 


ونلحظ الأداء البيانى ى القرآن فى قوله : « تؤدوا » هذه للجياعة . وهذا يعنى أن 
كل واحد مطالب بهذا الحكم أولا , «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا 
بالعدل ٠»‏ » فيكون كل واحد مطالبًا بالحكم أيضاً » كان مهمتكم الأمانية ليست 
مقصورة على أن تصونوا حقوقكم بينكم وبين أنفسكم . لاء فأنتم مكلفون بأن 
تصونوا الحقوق بين الناس والناس ولو لم يكونوا مؤمنين . 


إن قوله : «وإذا حكمتم بين الناس » . يُفهم منها أيضاً حماية حقوق من آمن 
بالإسلام ومن ل يؤمن بدين الإسلام ؛ لأن الحق جل وعلا يريد منا أن نؤدى الأمانة 
إلى دأملها» . وم يقل د أهلها ؛ المؤمنين أو الكافرين . 


إن كلمة « الناس ٠‏ هذه تدل على عدالة الأمر من إله هو رب للجميع » ؛ فسيحاته 
هو الذى استدعى الإنسان للدنيا ٠‏ والإنسان منه مؤمن ومنه كافر لعن أحداً 
لا يخرج عن نطاق الربوبية لله » فربنا يرب ويرعى كل إنسان . مؤمناً كان أو كافراً - 
هو يرزق الجميع ولذلك أمر الكون : يا كون أعط من فَعَلٌ الأسبات الغاية من 





وح 2)>2+0322+3ت١‏ و02 حوصصصن رةه 


المسببات إن كان مؤمنا أو كافراً . وهذا هو عطاء الربوبية » إنه ‏ سبحانه ‏ رزق 
الإنسان وسخر الأشياء له , فهو لم يسخر الكون للمؤمن فقط وإنما سخره للمؤمن 
وللكافر » فكذلك طلب منا أن نؤدى الآمانة للمؤمن والكافر . وطلب منا أن نعدل 
بين المؤمن والكافر . 


إولنا فى الرسول صلى الله عليه وسلم الاسوة الحسنة . فقد حدث أن « طعمة 
ابن أبيرق » أحد بنى ظفر سرق درعا؛'» من جارٍ له اسمه « قتادة بن النعيان » » فق 
ججراب دقيق والاثنان مسليان » إلا أن منافذ الحق لمرتكب الجريمة ضيقة مهما طن 
اتساعها . مثليا نقول : « الجريمة لا تفيد» . فوضع الدرع المسروقة فى جراب كان فيه 
دقيق ٠‏ فجعل الدقيق ينتثر من خرق فى الحراب وهو يسير من بيت قتادة بن النعمان 
وخبا الدرع عند يهودى اسمه « زيد بن السمين ٠ ٠‏ فليا فطن قتادة بن النعمان لضياع 
الدرع قال : سرق الدرع . مسرق الدرع . فتتبعوا الأثر فوجدوه إلى بيت طعمة 
ابن أبيرق » فحلف ما أخذها وماله بها علم فتركوه . فتنبعوا الأثر ثانية فوجدوا 
الدرع عند اليهودى « زيد بن السمين » فقال اليهودى دفعها إلى طعمة وشهد له ناس 
من اليهود . ورفع الأآمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسبلم » وجاء بنو ظفر إلى 
رسول الله صل الله عليه وسلم فسألوه أن يجادل عن صاحبهم وقالوا : إن لم تفعل 
هلك صاحبنا وافتضح وبرىء اليهودى فهم رسول الله صل الله عليه وسلم أن يفعل 
وأن يعاقب اليهودى فانزل الله عليه حكمه الفصل : 


32 3 
١‏ ٍارآيدنكبٍلن يوبن لذي امد اولان 


ص وط ومسي ماءع جع 5 
للخامنين خصيا ويه واستغفر لله إن الله كان غفورا رحبا زي رلا 


0 الحاو 00 > ون مم 4 سد ره ضامجهم 

تجادل عن الذين يحتانون انفسيم إن الله لاحب من كن وان 

أنيمًا » » ( سورة النساء ) 

أى لا تكن يا محمد مدافعاً عن الخائنين واستغفر الله إن كان هذا الخاطر قد جال 
برأسك بأن ترفع رأس مسلم عل يبودى ؛ لأن الحق أولى من المسلم ؛ فيادام هو قبل 
ملستب تختييب 


. الدرع : هر القميص من حلقات من الحديد متشابكة تلبس وقاية من الطمن بالسلاح‎ )١( 


هح؟ ١١‏ حعوص و2 وحص ص وح مص توه 


أن يمون فلا تجادل عنه . ولماذا طلب بنو ظفر التغاضى عن جريمة مسلم وإلصاقها 
بيهودى ؟ أيستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ؟ وافرض أن هذه برأتهم عند 
الناس . أتبرئهم عند الله ؟ ويقول فى آية أخرى : 
« عتم تله بَدَلمٌ عنم في البؤة انا قن يدل اط عنهم و التلة 4 
( من الآية ٠١4‏ سورة النساء)» 

إذن فقول الحق سبحانه وتعالى : « وإذا حكمتم بين الناس أن تحكمو! بالعدل » 
لابد أن ناخذه على أنه مطلب تكليفى من الله للمسلمين حتى يشيع فى كل الناس 
ولا مخص الؤمنين يتعاملون به فيا بينبم ٠.‏ وإنما يشمل أيضا مابين المؤمنين 
والكافرين » وما بين الكافرين بعضهم مع بعض إن ارتضوا حكم رسول الله . 


د إن الله نعها يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً » وحين ترون تذييل آية بصفتين 
عباتا لخن أن ,اسمم عن أسراء انلق » فلا بد أن تعلموا أن بين الصفتين أو 
بين الاسمين وبين متعلق الآية علاقة » وهنا يعلمنا الح أنه سميع وبصير . بعد 
أداء الأمانة » والحكم بالعدل بين الناس . لأن الرسول شرح ذلك حيين أمر من 
فى ين الناس أن يسوى بين الفصنمين فى أمظ وأفثله أى لا يتن لواحد هن 
الثائن , ولا يكرمٍ واحداً دون الآخرء فيسوى بين الاثنين ومادام سيسوى بين 
الاثنين .6 فلا بد ” أن تكون النظرة واحدة » والألفاظ واحدة ., 


زوى أن بهوديا خاصم سيدنا عليا بن أبى طالب كرم الله وجهه إلى أمير المؤمنين 
عمر بن الخطاب رضى الله عنه. فنادى أمير المؤمنين عليا فقال : «قف ياأبا 
الحسن » فيدا الغضب على عل رفى الله عنه » فقال له عمر : و 
بينك وبين خصمك فى مجلس القضاء ؟ فقال عل رضى الله عنه : دلا. ولكنى 


كرهتٌ منك أن عظمتنى فى الطاب فناديتنى بكنيق ولم تصنع مع خصمى اليهودى 
ما صئعت معى » 


إذن فحين يقول عمر رضى الله عنه لأى مونى الأشعرى : « آس بين الناس فى 
مجلسك ووجهك 230 , 


. من كتاب سيدنا عمر رضي الله عنه لأى موسى الأشعرى بعد تكليفه بالقضاء‎ )١( 


حموته 4422922042245 صصص نومره 


فلا بد أن يقوم بتلك التسوية كل حاكم أو محكم بين خصمين فلا يمبز ولا يرفع 


ود اللحظ » عمل العين . وهذا يحتاج إلى بصير » واللفظ يحتاج إلى أذن تسمع ٠‏ 
أى إلى سميع ٠‏ فقال : « إن الله كان سميعاً بصيراً » . لماذا قدم سبحاته هنا سميعاً 
على بصير؟ لأن ما يُسمع فيه تعبير واضح . أما النظرة فلا يعرفها إلا من يلاحظ أنه 
بنظر بحنان وإكبار » وهل وجدت له سبحاته صفة السمع بعد أن وجد ما يسمعه » 
وهل وجدت له صفة البصر بعد أن وجد ما يبصره ؟ أو أن صفة السمع أزلية قديمة 
قبل أن يخلق خلقاً يسمع منه . وأن صفة البصر أزلية قديمة قبل أن يخلق خلقاً لييصر 
أفعالهم ؟ إنه سبحانه قديم أزلاً ٠‏ موجود قبل كل موجود . وصفاته قديمة بقدمه , 


إذن ففيه فرق بين أن تقول : سميع وبصير » وسامع ومبصر » فأنت تكون سامعاً 
إذا وجد بالفعل من يُسْمع » إذن فيا معنى كلمة « سميع » ؟ أن يكون المدرك على 
عنقا جب أدبيل السوة إن .بانسو ون روب الصو اوراص انها 
فقط , إغا عر حدم + وكذلك بفصير . 


واضرب المثل ولله المثل الأعلى . وهو منزه عن كل تشبيه ‏ الشاعر الذى يقول 
القصيدة ء إنه قبلم| يقول القصيدة كان شاعراً فى ذاته وقال القصيدة بوجود ملكة 
الشعر فى ذاته . والحق سبحانه وتعالى ‏ «غفْار» قبل أن يخلق الخلق . أى أنه عل 
صفة تدرك الأمر إن وجد . . وهوغفار قبل أن يوجد الخلق ويرتكبوا ما يغفره » وهو 
«سميع بصير» أزلاً . أى قبل أن يخلق الخلق الذين سينشأ منهم ما ينْصر وينشأ منهم 
ما يشمع . 

ويقول الحق بعد ذلك : 


<ينة رايبا لذ اممو أوليشو ا أله ماروأ 314 
ملكي مم لم ع ممم ع يى بجو 1 
وول اتوت َن مرحم فيس ردوة! شِ 





زح ارزارف ا 


وروي 6 


2 212 رء ذه 2 مرونره 5-2 
والرسول إِنَكُم ُوْمِنُونَ هاليو الآز دَلِكَ 
0 1 . 7 
َيََْحسَنُ تيا © :4 


هذه الآية كثر كلامنا فيها » » وى كل مناسبة من المناسبات جاء الكلام عنها » 
ولكن علينا أيضاً أن نعيد يشىء من الإيجاز ما سبق أن قلناه فيها ء الله سبحانه وتعالى 
يقول : « أطيعوا الله وأطيعوا الرسول 4 ' ولماذا أطيع الله وأطيع الرسول ؟ لأن' فيه 
الحيئيات المقدمة » فأنت عندما ترى حكما من القاضى تجهد أن هناك حيثيات الحكم 
أى التبرير القانوق للعقوبة أو للبراءة ؛ فيقول القاى : بما أنه حدث كذا فقانونه 
كذا حسب الادة كذا . هذه هى الحيثيات . وه الحيثيات » مأخوذة من : حيث إنه 
حدث كذا فحكمنا بكذا . أو حيث إنه لم يحدث كذا فحكمنا بكذا . إذن فحيثيات 
الحكم معناها : التبريرات التى تدل على سند الحكم لمن حكم . 


هنا يقول سبحانه : « أطيعوا الله وأطيعوا الرسول » . وهل الحق سبحانه وتعالى 
قال : يا أمها الناس أطيعوا الله وأطبعوا الرسول ؟ لا . لم يقل ذلك , لقد قال : 
دياأمها الذين آمنواء . إذن فيا دمث قد آمنت بالله إا حكيراً خالقاً عائاً مكلفاً 
فاسمع ما يريد أن يقوله لك ؛ فلم يكلف الله مطلق أناس بأن يطيعوه . إنما دعا 
مطلق الئاس أن يؤمنوا به . ومن يؤمن يقول له : أطعنى مادمت قد آمنت بى . 


إذن فحيئية الطاعة لله وللرسول صل الله عليه وسلم نشبات من الإيمان بالله 
وبالرسول . وهذه عدالة كاملة ؛ لأنه سبحائه لا يكلف واحداً أن يفعل فعلا إلا إذا 
كان قد آمن به سيحانه - مكلفاً ؛ آمن به آمراً » أما الذى لا يؤمن به فهو لا يقول له : 
افعل كذا ولا تفعل كذا. إنه سبحانه يطاليه أن يؤمن به أول » فإذا ما آمن به يقول 
له : استمع إلى » ولذلك تجد كل تكليف يصدر بقوله سبحانه : «ياأيها الذين 
آمنوا » 

إن حيثية إطاعة الله وإطاعة الرسول هى : الإيمان به . هذه هى الحيثية الإيمانية 
الأولى » أما إن جال ذهنك لتدرك سر الطاعة ء فهذا موضوع آخرء. ولذلك ٠‏ 
أوضح : إياكم أن تقبلوا على أحكام الله بالبحث فيها أولا فإن اقتنعتم بها أخذتموها 








شَوةالبكئاة 
عه ٠ج 2+٠‏ 2222112 :22وج ١ه‏ حصت 
وإن لم تقتنعوا بها تركتموها . لا . إن مثل هذا التصرف معناه أنك شككت فى الحكم . 
بل عليك أن تقبل على تنفيذ أحكامه ؛ لأنه سبحانه قاها وأنت مؤمن بأنه إله 
حكيم . لكن هل ذلك يمنع عقلك من أن يجول ليفهم الحكمة ؟ 


نقول لك : أنت قد تفهم بعض الحكمة » ولكن ليست كل الحكمة ؛ لآن 
كالات حكمة الله لا تتناهى ٠.‏ فقد تعرف جزءًا من الحكمة وغيرك يعرف جزءًا 
آخر. ولذلك قالوا : إن الفرق بين أمر البشر للبشر . وأمر الله للمؤمنين به شىء 
يسير جداً هو : أمر الله للبشر تسبقه العلة وهى أنك آمنت بهء أما أمر البشر للبشر 
فأنت تقول لمن يأمرك : أقنعنى لماذا أفعل هذه ؟؛ لأن عقلك ليس أرقى من عقل . 
فأنت لا تصنع شيئا إلا إذا اقتنعت به . وتكون التجارب قد أثبتت لك أصالة رأى 


وهكذا نرى أن طاعتنا لله تختلف عن طاعتنا للمخلوق ؛ فنحن نطيع الله لأننا آمنا 
به وحينا يطلب سبحانه منا أن نطيعه ٠‏ ننظر هل هذه الطاعة لصا حنا أو لصالحه ؟ 
فإذا وثقنا أنه بكل صفات الكيال الموجودة له خلقنا ؛ إذن فسبحانه لا يريد صفة 
جديدة تكون له ؛ لأنه لم يخلقنا إلا بصفات الكال فيه . وسبحانه قد خلقك دون أن 
يكون لك حق الخلق عنده » خلقك بقدرته ٠.‏ وأمدك لاستبقاء حياتك بقيوميته » 
فحين يطلب منك الإله الذى يتصف بتلك الكالات شيئا فهو يطلبه لصالحك » كا 
ترى أى إنسان من البشر ‏ ولله المثل الأعلى ‏ يعنى بصنعته ويجب أن تكون صنعته 
متميزة » فكذلك الحق سبحانه وتعالى يريد أن يباهى بهذا الخلق . ويباهى بهذا 
الخلق ليس بالإكراه على أن يفعلوا ما يأمر به بالتسخير لا . بل بالمحبوبية لأمر الله 
وأن نعلن بسلوكنا : نخن نحبك يا ربنا . وإلا فأنت - أبها الإنسان ‏ قد تختار أن 
تكون عاصيا . ومادمت يرا أن تكون عاصياً ثم أطعت . فهذه تثبت لله صفة 
المحبوبية لأنه ؛ ‏ كيا نعرف ‏ هناك فرق بين من يقهر بقدرته وطن يعظيك الاختيار 
حتى تأنيه وأنت محمب . عل الرغم من أنه قادر على أن يقهرك , 


فساعة قال الحق : « أطيعوا الله ؛ معناها : أنه لم يطلب منا شططاً » وكيف نطيع 
الله ؟. أن نطيعه فى كل أمر . وهل آمَرَ الله حَلْقه منفردين ؟. لا . بل أمرهم كأفراد 








ج. ١‏ ه 022٠21‏ صم صبصحصحيميصه 
وكجياعة . وأعطاهم الإيمان الفطرى الذى يثبت أن وراء الكون قوة أخرى خلقته . 
وهذه القوة لا يعرف أحد اسمها , ولا مطلوياتها . أو ماذا ستعطى لمن يطيعها ؛ إذن 
فلا بد أن يوجد مُبلغ . ولذلك فأنا أرى أن بعض الفلاسفة قد جانبوا الصواب 
عندما قالوا : إن العقل كاف فى إدراك الدين . وأفول هم : لا . العقل كاف فى 
إدراك من ندين له ولكن العقل لايأق لنا بكيفية الدين ومنيجه . 


لذلك لا بد من بلاغ عنه يقول : افعلوا كذا وكذا وكذاء نقول لمؤلاء 
الفلاسفة : إن العقل كافٍ فى استنياط وجود قوة وراء هذا الكون » أما شكل هذه 
القوة » واسمها وماذا تريد ؛ فلا أحد يعرف ذلك إلا أن يوجد مبلغ عن هذه القوة » 
ولا بد أن تكون القوة التى آمنت با بفطرتك قد أرسلت من يقول : اسمه كذا ». 
ومطلوبه كذا. إذن فقوله : وأطيعوا الله » يلزم منها إطاعة الرسول . 


وبعد ذلك قال : ٠‏ وأولى الأمره . و«وأولى الأمره هنا لم يتكرر لهم الفعل . فلم 
يقل : وأطيعوا أولى الأمر لنفهم أن أولى الأمر لاطاعة هم إلا من باطن 
الطاعتين : طاعة الله وطاعة الرسول . ونعلم أن الطاعة تأنى فى أساليب القرآن 
بثلائة أساليب : « أطيعوا الله والرسول » وه أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ؛ . وأطيعوا 
الرسول فقط . إذن فثلاثة أساليب فى الطاعة : 


الأسلوب الأول : أطيعوا الله والرسول ؛ فأمر الطاعة واحد والطاع هو الله 
والرسول . 


والأسلوب الثانى : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول . 


والاسلوب الثالث : أطيعوا الرسول , نعم . فالتكليفات يأمر بها الحق. سبحانه 
وتتاكد بحديث من قول رسول الله صل الله عليه وسلم » أو فعله أو تقريره » وهنا 
تكون الطاعة فى الأمر لله وللرسول . أو أن الحق قد أمر إجمالاً والرسول عين 
تفصيلا ؛ فقد أطعنا الله فى الإجمال وأطعنا الرسول فى التفصيل فتكون الطاعة لله » 
وتكون الطاعة للرسول ٠‏ أو إن كان هناك أمر لم يتكلم فيه الله وتكلم الرسول فقطٍ . 
ويثبت ذلك بقول الحق : 





اخحوبج 1222290-22 


' © من بطع الرسول هَقَد أطَاَ أله # 
(من الآية ١م‏ سورة النساء) 


وقوله تعالى ع 


0 جام و اي سس عرس را مم 

« وما ءاتك السو فخدوء وَمَائكوْعَنْه نوا © 
( من الآية /ا سورة الحشر) 

إذن فهذه تثبت أن لرسول الله.صل الله عليه وسلم ثلاثة ملاحظ فى التشريع : 
ملحظ يشرع فيه ما شرع الله تأكيداً له أو أن الله قد شرع إجمالا » والرسول عينٌ 
تفصيلا . والأمثلة على ذلك : أن الله فرض علينا خمس صلوات » وفرض علينا 
الزكاة » وهذه تكليفات قاها ربا ؟؛ والرسول يوضحها : النصاب كذا .» والمسهم 
كذا » إذن فنحن نطيع ربنا فى الأمر إجمالا » ونطيع الرسول فى الأمر التفصيل ٠‏ أو 
أن الأمر لم يتكلم فيه الله حكيأ » وإما جاء من الرسول بتفويض من الله . ولذلك 
فد قال لك أى إنسان عن أى حكم من الأحكام : هات دليله من القرآن ولم تهد 
دليلاً من القرآن فقل له : دليل أى أمر قال به الرسول من القرآن هو قول الحق : 
وَماءتر ُو مُه ونه نوا # 

(من الآية /ا سورة الحشر) 

هذا دليل كل أمر تكليفى صدر عن الرسول ‏ صل الله عليه وسلم ‏ وقد يقول 
قائل : هناك فارق بين الأمر الثابت بالسنة والفرض . تقول : لا تخلط بين السنة 
وهى الأمر الذى إن فعلته تثاب وإن لم تفعله لا تعاقب . والفرض الذى يجب على 
المكلف أن يفعله . فإن تركه أثم وعوقب على الترك . وهذا الفرض جاء به الحق 
وأثبته بالدليل كالصلوات الخمس وعدد الركعات فى كل صلاة ٠‏ فالدليل فى الفرض 
هنا نبت بالسنة وهذا ما يسمى سنية الدليل ؛ وهتاك فرق بين سنية الحكم كان يصلى 
المسلم قبل الظهر ركعتين وقبل الصبح ركعتين وفرضية الحكم كصلاة الصبح 
والظهر . . إذن ففيه فرق بين الشيء الذى إن فعلته تثاب عليه وإن لم تفعله لا تعاقب 
عليه والشىء الذى يفرض عليك أداؤه ٠‏ فإن تركته ألمت وعوقبت ٠‏ وأما سنية 
الدليل فهى شرح ماجاءت به الفروض شرحا تطبيقيا ليتبعه المسلمون . 





حمحح محص مص ح وحص مصححميصهى 


أما الأمر بطاعة أولى الأمر فقد جاءت بالعطف على المطاع دون أمر بالطاعة . ما 
يدل على أن طاعة ولىّ الأمر ملزمة إن كانت من باطن طاعة الله وطاعة رسوله » وفى 
ذلك عصمة للمجتمع الإيماى من الحكام المتسلطين الذين يحاولون أن يستذلوا الناس 
بقول الله : « وأولى الأمر» ويدعون أن طاعتهم واجبة . يقول الواحد منهم : ألست 
ولى أمر ؟. فبرد العلماء : نعم أنت ولى أمر ولكنك معطوف علٍ المطاع ولم يتكرر لك 
أمر العلاعة ٠‏ فدل ذلك على أن طاعتك واجبة إن كانت من باطن الطاعتين . فإن لم 
تكن من باطن الطاعتين فلا طاعة لك . لأن القاعدة هى ١‏ لا طاعة لمخلوق فى 
معصية الخالق » ء هكذا قال أبوحازم لمسلمة بن عبدالملك حينما قال له : ألسنا ولاة 
الأمر وقد قال الله : « وأولى الأمر» . قال : ويخب أن نفطن أيضا إلى أنها نزعت فى 
قوله سبحانه : « فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول » . إذن فإلحاكم المسلم 
مطالب أولا بأداء الأمانة » ومطالب بالعدل . ومطالب أيضاً أن تكون طاعته من 
باطن طاعة أله وطاعة رسوله . فإن لم تكن فيه هذه الشروط » فهو حاكم متسلط . 


« فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول » إذن فالتنازع لابد من أن يكون فى 
قضية داخلة فى نطاق مأمورات الطاعة . ويجب أن يكون لها مردٌ ينبى هذا التنازع 
«وفردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمئون بالله واليوم الآخره . 


والذين يعرفون هذه الأحكام هم العلياء ٠‏ فإن تنازع المحكوم مع الحاكم تنذهب 
إلى العلياء ليبينوا لنا حكم الله فى هذه المسألة . إذن فإن أريد ب« أولى الأمر» 
الحاكم . نقول له : « فردوه إلى الله والرسول + أى على الحاكم أن يتبع ما ثبت عن 
الله والرسول . والحجة فى ذلك هم العلماء المشتغلون بهذا الأمرء وهم الملاحظون 
لتنفيذ حكم الله بما يعرفونه عن الدين . والحق سبحانه وتعالى حين يطلب منا ذلك » 
يريد أن ينبى مسألة التنازع ء لآن التنازع يجعل حركات الحياة متضاربة ء هذا يقول 
بكذا وذلك يقول بكذا. فلا بد أن نرده إلى مردٌ أعلى . والحق يقول : 


معوعة ام روه | ماي إاء للدم مع سوس وايو علء 
© ولو ردده إلَ سول و إل أؤلى المي متهم لعلمه اْينَ مستنطوة, منْهم © 
(من الآية 1م سورة النساء ) 


إذن نقد يكون المراد بأول الأمر « العلياء ؛ 35 





حبحصححص وح 22+22 52> 029222225 أكثعلهه 
نقول : إن الآية الأولى عامة وهى التى جاءت ببا طاعة ولى الأمر ضمن طاعة الله 
والرسول 03 والثانية التى تخص الاستنياط يكون المقصود بأولى الأمر هم العلماء 5 


و أولوا الأمر فى القضية الأولى التى عندما نتنازع معهم فى أمر نرده إلى الله 
والرسول هم الذين يشرفون على تنفيذ أحكام الله . وهذه سلطة تنفيذية » أما سلطة 
العلياء فهى تشريعية إيانية . 


« فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر » إذن فالذى لا يفعل 
ذلك يجازف بأن يدل فى دائرة من لا يؤمن بالله واليوم الآخر . ونقول لكل متهم : 
راجع إيمانك بالله واليوم الآخر ‏ ابتداءٌ فى تلقى الحكم . وإيمانا باليوم الآخر ‏ لتلقى 
الجزاء على مخالفة الحكم . فالحق لم يجعل الدنيا دار الجزاء , 


وينبهنا الحتق فى ختام الآية : « ذلك خير وأحبسن تأويلاً » أى فى ذلك خير للحكام 
0 لان الخير هو أن يقدر الإنسان ما ينفعه فى الدنيا والآخرة » وكل 
من الشهوات إن قدّرت نفعها فلن تنفعك سوى لحظة ثم تى منها الشر . 


والتأويل هو : أن ترْجع الأمر إلى حكمه الحقيقى . من « آل » يثول إذا رجع . 
«وأحسن تأويلا» تمق أحنن مرجعا وألعد معد وال عاقة :و الاك إن تعرصت ا 
تريد على مصالح دنياك . فيا ترجع إليه سيكون فيه شر لك . إذن فالاحسن لك أن 
تفعل ما يجعلك من أهل الجنة » أو «واحسن تأويلا» فى الاستنباط . لأن العلياء 
سيأخذونه من منطلق مفهوم قرل الله وقول الرسول » وأنت ستاخذها ببواك ٠‏ 
وفهمك عن الله يمنعمك من الشطط ومن الخطا . 


فإن كنتم تريدون الخير فلاحظوا الخير فى كل أحيانه وأوقاته » ولا ينظر الإنسان 
إلى الخير ساعة يؤدى له مافى هواه . ولكن لينظر إلى الخير الذى لا يق بعده شر . 
وإذا ما نظرنا تاريخ الكثير من الحكام ووجدناهم قد أمنوا على انتقادهم فى حياتهم بما 
فرضوه من القهر والبطش . فلا ماتوا ظهرت العيوب . وظهرت الحملات . إن 
الواجب على من يحكم أن يعتبر بما سمع عمن حكم قبله . فالذى حكم قبله كمم 
الأفواه وكسر الأقلام . وبعدما انتهى . طالت الالسنة وكتبت الأقلام . فيجب أن 





خو و البيكاة 
ح. ١‏ حصمح نح مح تح مص ١-0‏ 


نحسن التأويل وأن ننظر إلى المرجع النبائى . فمن استطاع أن يمحمى نفسه فى حياته 
بسطوته وجبروته لا يستطيع أن يحمى تاريخه وسمعته . إنه بعد أن انتهت السطوة 
والجبروت قيل فيه ما قيل : ونحن مازلنا فى الدنيا وم نذهب إلى الآخرة بعد ؛ فإذا 
كان هذا هو جزاء الخلق . فيا شكل جزاء الحق إذن ؟! 


دوذلك خير وأحسن. تأويلا » أى مرججعاً وعاقبة . 


ويقوق الحق بعد ذلك : 


< لتر يلدت نشئرة أت مرا 
َلك دمر قنك وُيكوة بتعا ل 

ِلَألطَدمُوتِ ا أن يكوا ِدوَسْرِيدٌ 
كحم أن يِضِل َكل 0 بيدا 2 له 


نعرف أن « ألم تره تعني : ألم تعلم » إن كان المعلوم قد سبق الحديث عنه » أو 
إن كان المعلوم ظاهرا حادثاً بحيث تراه ٠‏ ونعرف أن الحق عبر ب « ألم تر » فى كثير من 
القضايا التى لم يدركها المخاطب وهو سيدنا رسول. الله صلى الله عليه وسلم . 0 
على أن ما يقوله الله - وإن كان خبرأ عا مضى يجب أن تؤمن به إيمانك بالمرثى لك 
الآن . لأن الله أوثق فى الصدق من عينك ؛ فعينك قد تمخدعك . لكن حاشا أن 
يخدعنا الله , 


«ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا يما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ٠‏ والمراد 
هم المنافقون وبعض من أهل الكتاب الذين زعموا الإيمان برسالة محمد صلى الله ١‏ 
عليه وسلم . ود الزعم » : مطية الكذب . فهم « يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك ٠‏ 





وهو القرآن ؛ « وما أنزل من قبلك » . وهو التوراة والإنجيل وه يريدون ٠‏ بعد ادعاء 
الإيمان ؛ « أن يتحاكموا إلى الطاغوت ؛ . والتحاكم إلى شىء هو : الاستغاثة أو 
اللجوء إلى ذلك الشىء لينيى قضية الخلاف . فعندما نقول:« تحاكمنا إلى فلان » » 
فمعنى قولنا هذا : أننا سكثمنا من آثار الخلاف من شحناء وبغضاء . ونريد أن نتفق 
إلى أن نتحاكم . ولا يتفق الخصمان أن يتحاكما إلى شىء إلا إذا كان الطرفان قد 
أجهدهما الخصام ٠‏ فهها مختلفان على قضية. وأصاب التعب كلا منها . 


«يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت » . وه الطاغرت » كا عرفنا ‏ هو 
الكت ا تزيدء الطاعة طغياناً ا تت أى ظالم 0 وما رأى الناس تخافه 


عام 8م 


مم2 ييه 
+ فاستخف قومه, فاطاغوه * 
زمن الآية 4ه سورة الزخرف ) 


وهذا أسمه « طاغوت ؛ مبالغة فى الطغيان . والطاغوت يطلق على المعتدى الكثير 
العلغيان سواء أكان أناساً يُعبدون من دون الله وهم انشر شريعات ويأمرون وينبون ّ أم 
كان الشيطان الذى يُغرى الناس ٠‏ أم كان حاكيا جبّارا يخاف الناس شيّه » وأى 
مظهر من تلك المظاهر يعتبر طاغوتاً . وقانوا : لفظ الطاغوت يستوى فيه الواحد 
والمثنى والجمع فنقرل : رجل طاغوت»ورجلان طاغوت ء ورجال طاغوت 2 يأق 


2 سم ث برع عار سمي 4نم ع رع مالسا اج ممالا ور 
ط أو اين يرهم من الطنت إل أثور لين كفروأ اقم 
عع 04 
لفوت 17 
رمن الآية 101 سورة البقرة ) 
ويأق للمفرد كقوله الحق : 


. مه لم‎ 24 ٠ 
« وقد امرواان يَكفروأبدء‎ 0 


( من الأية ”١‏ سورة النساء) 


إذن فمرة يأق للجمع ومرة يأق للمفرد . وفى كل حكم قرآنى قد نجد سبباً 





و كيدا 
٠222+‏ 9202-294292 02+22 


حل وي الس ب ايني السلء . : إن حكياً نزل لقضية معينة 
ولا يُعدّى إلى غيرها . هو يُعدّى إلى غيرها إذا اشترك معها فى الأسباب والظروف » 
فالعبرة بعموم الموضوع لا بخصوص السبب . 


لقد نزلت هذه الآية فى قضية منافق اسمه «بشرع. حدّث نخلاف بينه وبين 
يهودى . وأراد اليهودى أن يتحاكم إلى رسول الله . وأراد المنافق أن يتحاكم إلى 
« كعب بن الأشرف ٠‏ . وكان اليهودى واثقاً أن الحق له ولم يطلب التحاكم إلى النبى 
حباً فيه . بل حباً فى عدله . ولذلك آثر من يعدل فطلب حكم رسول الله » أما 
المنافق الذى يعلن إسلامه ويبطن ويخفى كفره فهو الذى قال : نذهب إلى كعب بن 
الأشرف الطاغوت . وهذه تعطينا حيثية لصدق رسول الله فى البلاغ عن الله فى 
قوله : «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل » . 


وكون اليهودى يريد أن يتحاكم إلى رسول الله » فهذه تدل على ثقته فى أن رسول 
الله لن يضيع عنده الحق . ولم يطلب التحاكم إلى كبير من كبراء اليهود مثل 
« كعب بن الأشرف » لأنه يعرف أنه يرتثى . 


ويختم الحق الآية : « ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً» فهها حين 
يتحاكان إلى الطاغوت وهو ١‏ كعب بن الأشرف » ؛ وبعد ذلك يقضى لمن ليس له 
حق . سيغرى مثل هذا الحكم كل من له رغبة فى الظلم أن يظلم » ويذهب له 
ليتحاكم إليه ! فالضلال البعيد جاء هنا لأن الظلم سيتسلسل » فيكون على القاضى 
غير العادل وزر كل قضية يحكم فيها بالباطل . هذا هو معنى « الضلال البعيد » » 
وليت الضلال يقتصر عليهم » ولكن الضلال سيكون عدا 1 


ويقول الحق بعد ذلك : 





الرسول: وَأيتَ 0 تفِقِينَ يصِد 0 0 ون -5 نلف 
صُدُودًا © 4ه 


وعندما نسمع قول الحق : « تعالوا ه. فهذا يعنى نداء ممعنى : اقبلواء ولكن 
كلمة « أقبلوا » تعنى الإقبال على المساوى لك . أما كلمة ٠‏ تعاثوا » فهى تعنى الإقبال 
على الأعلى . فكآن لقضايا البشر تشريعاً هابطا ؛ لأنه من صناعة العقل البشرى » 
وصناعة العقل البشرى فى قوانين صيانة المجتمعات ‏ على فرض أننا أثبتنا حسن 
نياتهم وإخلاصهم نكون على قدر مستوياتهم فى الاستنباط واستقراء الأحداث . 


يمايم أن ابعر لصفم ٠.2‏ 2-4 و ينا بيت ببائسي 
مهيا صَغرتة) لكن التقنين البشرى يوضع لخالة راغتة ونا أحداث بعدها تستر 
تعديله 3 وتعديل القانون معناه أن الأحداث قد أثبتت ثبتت قصور القانون وأنه قانون غير غير 
مستوعب للجديد ٠‏ وهذا ناشىء من أن أحداثاً جدّت لم تكن فى بال من قن لصيائة 
المجتمع . وكان ذهن مشرع القانون الوضعى قاصراً عنبا . كها أن تعديل أى قانون 
لا ييحدث إلا بعد أن يرى المشرع الآثار الضارة فى المجتمع ٠‏ » تلك الآثار التى نشات 
من قاتونه الأول » وضغطت أحداث الخحياة 1 كنيو ليعذلوا ف الاحكام 
والقوانين . 


تشريع الله فهو يحمى المجتمع من أن تقع هذه الأحداث من البداية , هذا هو 
اد ايديم عبد م2 ع دريس ع , 
يقينا من تلك الأحداث . فالتشريع البشرى كمثل العلب العلاجى . أما التشريع 
السياوى فهو كالطب الوقائى والوقاية خير من العلاج 5 


لذلك جاء االحق سبحانه وتعالى بالتشريعات التى قينا وتحمينا من شر الأحداث 2 
أى أنه يمنع عن الإنسان الضرر قبل أن يوجد ؛ وبذلك تتحقق رحمته سبحانه لطائفة 

من البشر عن أن تعضهم الأحداث ٠‏ بينما نجد للقانون الوضعى ضحاياء» فيرق 
قلب المشرعين بعد رؤية هؤلاء الضحايا ليضعوا التعديل لاحكام وضعوها من قبل » 





ا وسررء 


شور اليا 
حم حمحصح محص مححصمحصمصححمصه 
ففى القانون الوضعى نجد بشراً يقع عليهم عبء الظلم لأنه قانون لا يستوعب 
صيانة الإنسان صيانة شاملة » وبعد حين من الزمن يتدخل المشرعون لتعديل 
قوانينهم ٠‏ وإلى أن يتم التقنين يقع البشر فى دائر ة الغبن وعدم الحصول على العدل . 
أما الخالق سبحانه فقد برأ وخلق صنعته وهو أعلم بها ؛ لذلك لم يغبن أحداً على 
حساب أحول ِ فوضع تشريعاته السهاوية » ولذلك يقول الحق : 
« ومن الفرةان ماهو شفة ورخ آلمُؤرينَ 4 
( من الآية م سورة الإسراء ) 

« شفاء ؛ إذا وجد الداء من غفلة تطرأ عليئا » و ورحمة » وذلك حتى لا يأق 
الداء . الحق سبحانه وتعالى يقول : ١‏ وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى 
الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا » . إنه ‏ سبحانه - يضع من الأاحداث 
ما يفضحهم فيتصرفون بما يكشف نفاقهم » وبعد ذلك يخطرهم الرسول ويعرف 


عنهم المجتمع أنهم منافقون . 


وهم « يصدون عنك صدوداً » أى يُعرضون عنك يا رسول الله لأنهم منافقون » وكل 
منافق عنده قضيتان : قضية لسانية وقضية قلبية ؛ فهو باللسان يعلن إيمانه بالله وبرسول 
الله » وق القلب تتعارض ملكاته عكس المؤمن أو الكافر . فالمؤمن ملكاته متساندة ؛ 
لأن قلبه انعقد على الإيمان ويقود انسجام الملكات إلى الهدى . والكاقر أيضاً ملكاته 
متساندة ؛ لأنه قال : إنه لم يؤمن ويقوده انسجام ملكاته إلى الضلال . لكن المنافق يبعثر 
ملكاته !! ملكة هنا وملكة هناك . ولذلك سيكونون فى الدرك الأسفل من الثار » 
الكافر منطقى مع نفسه . فلم يعلن الإيمان ؛ لأن قلبه لم يقتنع .' وكان من الممكن أن 
يقول كلمة الإئمان لكن لسانه لا برضى أن ينطق عكس مافى القلب . وعداوته للإسلام 
واضحة , أما المنافق فيقول : يا لسانى . . أعلن كلمة الإيمان ظاهراً ؛ كى أنفذ من هذا 
الإعلان إلى أغراضى وأن تطبّق على أحكام الإسلام فأنتفع بأحكام الإسلام . وأنا من 
صميم نفسى إن وجدت فرصة ضحد الإسلام فانتهزها . ولذلك يقول الحق': 


+ فَكيِفَ إذ1 آم صَبَتهُم مُصسيبَة يك 








اح لاضن سكت 


5 31 2 4م‎ ٠ 57 6 


دست ع جآءوك َلِمُونَ ب سه ! 
ديكا © 4 


والمنافقون يواجهون تسازلاً : لماذا ذهبتم للطاغوت ليحكم بينكم وتركتم رسول 
الله ؟ . فقالوا : نحن ردنا إحساناً ٠‏ وأن نرفق بك فلا تتعب نفسك بمشكلاتنا » 
أن لف انيما ل ا ولم نرد مخالفة لك 
ولا تسخطا على حكمك ؛ وهم يقولون هذا بعد أن انفضحوا أمام النامسن . 


٠‏ فكيف إذا أصايتهم مصيبة » والمصيبة هئ الأمر يظرأ على الإنسان بما يضره فى 
غرفه ؛ ولأغهم منافقون فهم يريدون أن يكون هذا النفاق عكتوماً فإذا جاءت حادثة 
لتفضحهم صارت مصيبة . على الرغم من أنْ الحادثة فى واقعها ليست مصيبة . 
فعندما تعرف المنافقين ونظلهرهم أمام أنفسهم وأمام الناس فنحن نكفى أنفسنا 
شرّهم . وهم يريدون بالنفاق أمورا لأنفسهم 


وهكذا يكون الكشف لتفاقهم مصيبة بالنسبة لهم , هم يرون النفاق نفعاً لحم ؛ 
فبه يستفيدون من أحكام الإسلام وإجرائها وتطبيقها عليهم , وعندما ينفضح نفاقهم 
يشعرون بالمصيبة » مثلهم كمثل الذى ذهب ليسرق ٠‏ ثم فوجىء وهو داخل المكان 
ليسرق أن الشرطة موجودة لتقبض عليه » وهذا فى الواقع نعمة لأنها تضرب على 
الى البرم العايق :150 بالتسبة ل حصي : 


وعندما تحدث لطؤلاء المنافقين مصيبة فهم يحلفون بالله كذباً لأنهم يريدون استدامة 
نفاقهم . . ويجحاولون أن يعتذروا عما حدث . يحلفون بالله إنهم بالذهاب إلى 


الطاغوت وأرادوا الإحسان والتوفيق بينهم وبين خصومهم . لكن الحق يعلم ما يخفون 
وما يعلنون . 


فيقول سبيحاته : 





ص1١‏ احموحص صوص صمح صمت حمصححوحه 


5 00 عه م3 01 
2# وليك لد يَمَلَمأَهَمَاف مُلُوبِهِمٌَ 
ع بعر 


فأخرض عم ولي ول الوستل فت 
أنمْسِوح مَوَلَايِكًا © 4# 


وناهيك بعلم الله ٠,‏ ولذلك يقول ربئا : 
ف وتزئئه لاربتتكه عَم يسم مرف كن القل 4 
(من الآية ٠‏ سورة محمد) 
لوبي : نحن لو شنا أن نقول لك من هم لقلنا لك ودللناك عليهم حتى تعرفهم 
بأعياهم ٠‏ ولكن الله ستر عليهم إبقاء عليهم لعلهم يتوبون » ولتعرفنهم من فحوى 
كلامهم ‏ وأسلوييم . 


« أولتك الذين يعلم الله مافى قلوبهم » لقد ذهبوا ليتحاكموا إلى الطاغوت . وقد 
ذهبوا إلى هناك لعلمهم أنهم ليسوا على حق ٠‏ أ ولأنهم إن ذهبوا إلى رسول الله صل 
الله عليه وسلم فسيحكم بالحق . والحق يضارهم ويضايقهم ٠‏ فهل كانوا بالفعل 
يريدون إحسانا وتوفيقا » أو كانوا لا يريدون الحق ؟. لقد أرادوا الحكم المزور. 


لذلك يأق الأمر من الحق لرسوله : « فأعرض عنهم » ؛ لأنك إن عاقبتهم فقد 
أخذت .منهم حقك . والله يريد أن يبقى حقك ليقتص سبحائه لك منهم » 
وأعرض أيضاً عتهم لأنا نريد أن بُظهر منهم فى كل فترة شيثاً لنمّم المجتمع الإجان 
اليقظة إلى أن هناك أناساً مدسوسين بينهم , لذلك لا بد من الحذر والتدبر . كيا أنك 
إذا أعرضت عنهم أسقطتهم من حساب دعوتك . 


« وعظهم » أى قلي لهم : استحوا من أفعالكم الصا ل سني وك 
بليغا » » أى قل لحم قول يبل الغلية من النفس البشرية وييلغ الغا من الوعظ » ألى 





اليك 
صمخحخمصص محص وحص حص مص حمح و اله 


يوعدهم الوعيد الذى يخيفهم كى يبلغ من انفسهم ميلغاً . أو « قل لهم فى أنفسهم » 
أى افضح لهم ما يسترون ؛ كى يعرفوا أن الله مطلعك على مافى أنفسهم فيستحوا 
من فعلهم ولا يفعلوه . قل لهم ذلك بدون أن تفضحهم أمام الناس ؛ لأن عدم 
فضحهم أمام الناس يجعل فيهم شيئا من الحياء . وأيضاً لآن العظة تكون ذات أثر 
ليب إذا كان الواعظ فى خلوة مع الموعوظ فيناجيه ولا يفضحه » ففضح الموعوظ أمام 
اناس رما أثار فيه غويزة العناد . لكن عندما تعظه ى السب يعرف أنك لا تزال به 
رحياً ٠‏ ولاتزال تعامله بالرفق والحسنى . 


« وعظهم وقل لحم فى أنفسهم » وإنك لو فعلت ذلك علناً فستعطى الآسوة لغيرك أن 
يفعل . والله قد أطلعك على ماف قلوبت هؤلاء من الكفر أما غبرك فلا يطلعه الله على 
غيب ولو رمى أحدًا بذنب أو كفر فلعله لا يصادف الحق والواقع وتشريعنا يقول لنا : 
وادرأوا الحدود بالشبهات » . 


والتطبيق لهذا التشريع نجده عندما يتم القبض عل سارق . لكن هناك شبهة فى 

الاعهام ء هذه الشبهة يجب أن تفسر فى صالح المتهم . وندرأ الحد لوجود شبهة ؛ 
فليس من مصلحة المسلمين أن نقول كل يوم : إننا قطعنا يد سارق أو رحمنا زانية . 
لكن إذا افتضحت الجرائم وليس فى ارتكابها شبهة والمسألة واضحة فلا بد أن نضرب 
على أيدى المجرمين . فنحن ندرأ الحد بالشيهة حتى لا نلحق ضرراً أو ننال من 
سل سم ١‏ رس سس - عع 0 
الأمر المحرم . وعندما يقام الحد 9 أي بيئة + فإنه 8 يقام إلا لفترة 3 قليلة وتتراجع 
بعدها الجرائم » ولايري أحد ماركا أو ا 


إذن فقول الله : « وعظهم وقل هم فى أنفسهم قولاً بليغاً » يعنى : قل لهم 
ما بهددهم تهديداً يصل إلى أعياق نفوسهم , أو دوقل لهم فى أنفسهم» بأن تكشف 
مستورات عيوبهم أو قل هم فى أنفسهم بينك وبينهم ؛ لآن هذا أدعى إلى أن يتقبلوه 
منك ولا يوغر صدورهم ويثير فيهم غريزة العناد , 


ويقول الحق بعد ذلك : 





سَوَيْ لماه 





حص لبر 


8 + وَمَآْسَلنَا رَسُولٍ إلا يماع بإِذنٍ 
لله وَلَوَ أن ل ا 
وتلتقتروا أنه وات توس السو 


الغرض من إرسال الحق للرسول هو أن يعلم الناس شرع الله المتمثل فى المنبج » 
وأن بهديهم إلى دين الحق . والمنيج يحمل قراعد هى : افعل. ولا تفعل . 
ومالا يرد فيه ه افعل ولا تفعل » من أمور الحياة فالإنسان حر فى اختيار ما يلائمه . 
وأى رسول لا يأق بتكليفات من ذاته . بل إن التكليفات تجىء بإذن الله . وهو 
لا يطاع إلا بإذن من الله . فالرسول صل الله عليه وسلم جاء بطاعة الله إلا أن 
يفوؤض من الله فى أمور أخرى » وقد فوض الحق سبحانه رسوله صل الله عليه وسلم 
بقوله الحق : 

« مال سول مَحْدُوء وَمَاكَْنه قَآنُوأ # 
( من الآية ٠4‏ صسورة الحشر )> 


فالمؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ‏ إذن ‏ عليهم طاعة الرسول فى إطار 
مافوضه الله والله أذن له أن يشرع . 


ويتابع الحق : « ولو أعهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم 
الرسول لوجدوا الله تواباً رحيياً » . وظلم النفس : أن تحقق ها شهوة عاجلة لتورثها 
شقاء دائياً . وظلم النفس أشقى أنواع الظلم ٠‏ فمن المعقولٍ أن يظلم الإنسان 
0 0 لو 1 . وأى عاص يترك واجباً تكليفياً ويقيل عل 
أمر منهى عنه » قد يظن فى ظاهر الآمر أنه يحقق لنفسّه متعة . بينم! هو يظلم نفسه 
ظلّاً فاسياً ؟ فالذى يترك الصلاة ويتكاسل أو يشرب النمر أو يرتكب أى معصية 

نقول له : أنت ظلمت نفك ؛ الأنك ظانت انك محقق لنفسك متعة بيبأ أورثتها 





شقاء أعنف وأبقى وأخلد. ولست أميناً عل نفك . 


والنفس - كما نعلم داق حل تأرو وتلا رقنا ا نا ين 
النفس الإنسانية صفة الاطمئنان أو صفة الأمارة بالسوه » أو صفة النفس اللوامة 
وساعة تأق. الروح مع المادة تنشأ النفس البشرية . والروح قبلا تتصل بالمادة هى 
خيرة بطبيعتها , والمادة قبلا تتصل بالروح خيرة بطبيعتها ؛ فالمادة مقهورة لإرادة 
قاهرها وتفعل كل ما يطلبه منبا . فإياك 8 تقول : الحياة المادية والحياة الروحية » 
وهذه كذا .وكذا . ل 


إن المادة على إطلاقها خيّرة » طائعة . مُسَخخرة » عابدة . مُسبّحة . والروح على 
إطلاقها كذلك ٠‏ فمتى يأ الفساد ؟. ساعة تلتقى الروح بالمادة ويوجد هذ" التفاعل 
نقول : أنت يا مكلف ستطمئن إلى حكم الله وتنتهى المسألة أم ستبقى نفسك لوامة 
أم ستستمرىء المعصية وتكون نفسك أمارة بالسوء ؟ 


فمَن يظلم من إذن ؟ . إنه هواك فى المخالفة الذى يظلم مجموع النفس من روحها 
ومادتها » فأنت فى ظاهر الأمر نحقق شهوة لنفسك بالمخالفة » لكن فى واقع الأمر أنك 
تتعب نفسك » « ولوأنهم إذ ظلموا أنفسهم » . ولنعلم أن هناك فرقاً بين أن يأق 
الفاحشة إنسانْ ليحقق لنفسه شهوة . وأن يظلم نفسه . فالحق يقول : 
0 وَل نَ إذا فوأ قب 98 تدز طكرا اك دك وأ لله نه ُاستغفروأ لوبي 
ومن يعفر مر لوت لاله 4 
(من الآية 176 سورة آل ععمران ) 


إذن فارتكاب الفاحشة شىء وظلم النفس شىء آخر » « فعل فاحشة » قد متع 
إنسان نفسّه قليلاً » لكن من ظلم نفسه لم يفعل ذلك . فهو لم يمتعها وم يتركها على 
حالها . إذن فقد ظلم نفسه ؛ لا أعطاها شهرة فى الدنيا ؛ ولم يرحمها من عذاب 
الآخرة . فمثلاً شاهد الزور الذى يشهد ليأخذ واحدٌ حقٌّ آخر؛ هذا ظلم قاس 
للنفس . ولذلك قال الرسول : « بادروا بالاعبال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح 





-/00+232+222-029-0200200290070هو 22 


الرجل مؤمنا ويمسبى كافرا. أو يمسى مؤمنا ويصبح كافراء يبيع دينه بعرض من 
الدنيا ,290 , 


د ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله » . وظلم النفس أيضاً بأن 
يرفع الإنسان أمره إل الطاغوت مثلاء لكن عندما يرفع الإنسان أمره للحاكم 0 
لا نعرف أيحكم لنا أم لا؛ وقد عبذيه الله ساعة الحكم ‏ 


إن قوله 7 ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك ٠»‏ فالمألة أغهم امتنعوا من 
المجىء إليك يا رسول الله ؛ فأول مرتبة أن يرجعوا عما فعلوه » وبعد ذلك يستغخفرون 
الله ؛ لأن الذنب بالنسبة لعدم مجرئهم للرسول قبل أن يتعلق بالرسول تعلق بمن بعث 
الرسول » ولذلك يقولنون : إهانة الرسول تكون إهانة للمرسل ؛ فصحيح أن عدم 
ذهابهم للرسول هو أمر متعلق بالرسول ولكن إذا صعدته تجده متعلقا بمن بعث 
الرسول وهو الله . لآن الرسول لم يات بشىء من عنده » وبعد أن تطيب نفس 
الرسول فيستخفر الله لهم . إذن فاولاً : يجيئون ٠‏ وثانياً : يستغفرون الله وثالثا : 
تتغفن, لحم الوتؤل . 


وبعد ذلك يقول سبحانه : ٠‏ لوجدوا الله تواباً رحيياً : إذن فوجدان الله تواباً رحيياً 
مشروط بعودتهم للرسول بدلاً من الإعراض عنه ثم أن يُستغفروا الله ؛ لان الله 
ما أرسل من رسول إلا ليطاع بإذنه » فعندما تختلف معه لا تقل : إننى اختلفت مع 
الرسول ؛ لا . إنك إن اختلفت معه تكون قد اختلفت مع من أرسله وعليك أن 
تستغفر الله . 


ولو أنك استغفرت الله دون ترضية الرسول فلن يقبل الله ذلك منك . فلا يقدر 
أحد أبداً أن يصلح مأ بيئه وبين الله من وراء محمد عليه الصلاة والسلام . 


وحين يفعلون ذلك من المجى ء إل الرسول واستغفارهم الله واستغفار الرسول 
لهم سيجدون الله تواباً رحيياً » وكلمة « تاب » مبالغة فى التوبة فتشير إلى أن ذنبهم 
كبير - 

(1) دراه مسلم , 








ح+20--+20022000-00 029 يص حص بربمووه 


إن الحق سيحانه وتعالى خلق خخلقه ويعلم أن الأغيار تأق فى خواطرهم وى 
تفوسهم وأن شهواتهم فد تستيقظ فى بعض الأوقات فتنفلت إلى بعض الذنوب . 
لني اس وام 11 ٠‏ فإذا أذنب العبد ذنبا أرَبْهُ الرحيم 
يتركه هكذا للذنب ؟ لا . إنه سبحانه شرع له العودة إليه ؛ لأن الله يحب أن يثوب 
عبده ويرجع إليه وإن غفل بمعصيته . 


إن الحق سبحانه وتعالى يعلمنا كيف نزيق عنا آثار المعاصى . فقال : « ولو أنهم 
إذظلموا أنضهم اسوك » فالمفا من هل ان رفوك لانيم خقازة من كنك أخطن 
وتبلغ من قبل الحق في التشريع وفى الحكم , وبعد المجىء يستغفرون الله ويستغفر 
هم الرسول نايدا لاستغفارهم .2 حينئذ يجدون الله انا وهنا 


ويقول الحق بعد ذلك : 


محل سي ساس م كن فرك ابر رسج ع 
82 فلا وَرَيْكَ لا ميوت حو سكن كك فِيمًا 
يب سس رص ست ل ري ل يد لت سل سل ررئر 


د د يدوا ف فَأنَفْسهم حرجا 
نييما © 4 


إذن لا بد أن نستقبل الإيمان بالإقبال على كل ما جاء به رسول الله ٠‏ فساعة حككم 
المنافقون غيره برغم إعلانهم للوسلام جاء الحكم بخروجهم من دائرة الؤيمان 3 وعللق 
المؤمنين أن يتعظوا بذلك , 


ونلحظ فى قول الحق : « فلا وربك » وجود « لا » نافية » وأنه ‏ سبحانه ‏ أقسم 
بقوله : «فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ». ونعلم أن المنافقين قد ذهبوا 
فحكموا غير رسول الله مع أنهم شاهدون بأنه رسول الله فكيف يشهدون أنه 
رسول الله . ثم يحكمون غيره ولا يرضون بقضائه ؟ وتلك قضية يحكم الحق: فيها 





ها احخمحص ح صمحو محص حص وحوح وص صمصه 
فيقول. ل هله لا تكون آبدا إذن فولاء النافية نجاءت هنا لتنفى إيمانهم 
وشهادتهم أنه رسول الله ؛ لأنهم حكموا غيره . فإذا ثبت أغهم شهدوا أنه رسول الله 
ثم ذهبوا لغيره ليقضى بينهم إذا حدث هذا . فحكمنا فى القضية هو : لا يكون لهم 
أبدا شرف شهادة أنه رسول الله . 


وبعد ذلك أقسم الحق فقال  :‏ وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيها شجر بينهم » 
وتحن الخلق لا نقسم إلا بالله . لكنه سبحانه له أن يقسم بما شاء على مايشاء » 
0 بالمادة الحبلية ١‏ 

ويقسم بالذاريات <: 


« الريك دروا »4 


( سورة الطور) 


(سورة الذاريات ) 
والذاريات هى الرياح » ويقسم بالنبات : 
وآلثين والزيتون © »# 
( سورة النين ) 


ويقسم بالملائكة : 


« راتت مثاي 4 
( سورة الصافاتث ) 
ولكنك إن نظرت إلى الإنس فلن تجده أقسم بأحد من سيد هذا الكون وهو 
الإنسان إلا برسول الله صل لله عليه وسلم ء وأقسم بحياته فقال : 
ف لعمرلة نهم بي سكيم يمون © » 
( سورة الحجر) 





صصمحصحصصمحصح توح ١ح‏ +2 جحت د ااا 


و لعمرك » يعنى : وحياتك يا محمد إنهم فى سكرتهم يعمهون : أى هم فى 
غوايتهم وضلالهم يتحيرون فلا يبتدون إلى الحق , وأقسم الله بعد ذلك بنفسه » 
فقال : 

مما م م مسا م 2 ممم 
٠‏ فورب ألسماو وا “رض إِنم ل 8 
( من الآية 7 سورة الذاريات ) 
وساعة يقول : « فورب السياء والارض » . فلا بد أن يأق بربوبيته لخلق عظيم 
ثراة نحن ٠»‏ ولذلك قال : 2 


9 تكأق اموت والأرض | كبرمِنْ حَقٍ ألنّاس 4# 


(من الآية لات سورة غافر) 
يعنى إذا فكرت أيها الإنسان فى 52020 والارض لوجدته أكير من خخلق 
الا ” 


وفى الآية التى نحن بصدد خواطرنا عنها يقول الله تعالى : « قلا وربك لا يؤمنون 
حنى ييكموك فيرا جر بيهم وأوعذا تكرجم لرسول لثهاضلى الداخاية وسلم :8 ديل 
على أن محمداً عليه الصلاة والسلام ذو منزلة عالية » إياكم أن تظنوا أنه حين قال : 
لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس » أن محمد قد دخل.فى الئاس ٠‏ إنه 
سبحانه يوضح : 3 سأقسم به به كيا أقسمت بالسياء والأرض ٠‏ « قوريك 
طبر ع ركاذا فس يرت لديل ولاق ؛ لأن الربٌ له قدرة عظيمة هائلة » 
فهر يحلل ويرى + ويتعهد ويؤدب . 


إن خلق السياوات والأرض يكفى فيها الخلق وناموس الكون والتسخير . الكنخ 
عندما يخلق حمداً فلا يريد الخلق والإياد فقط. بل يريد تربية فيها ارتقاءات النبوة مكثملة 
فيقول له : فوربك الذى خخلقك . والذى سواك . والذى رباك . والذى ُلك لان 
تكون خير خلق الله وأن تكون خاتم الرسل ء ولان تكون رحة الله للعالمين » يقسم 
بهذا كله فيقول : دفلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بيتهم ؛ أبعد 
ما يدخل سبحانه فينا هذه المهابة بالقسم بوب وسول الله نقول : لا نحكم محمداً 
ومنبججَه فى حياتنا ؟ . 

سس ب بيبببببييييبببححيحة ‏ 


2" وجو +220 موجه مج مصحصيبيحصه 


إذن فقوله : « فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيا شجر بينهم ؛ وَحَكُم كل 
مادتها مثل « الحكم » ود التحكيم 6 وه الحكمة » وه التحكم » وكل هذا مأخوذ من 
الحكمة وهى حديدة اللجام الذى يوضع فى فم الفرس يمنعه به صاحبه أن يشرد » 
ويتحكم فيه يمينا ويسارا ء فكذلك « الحكمة » تعوق كل واحد عن شروده فى أخخذ 
حق غيره , فالتحكيم والحكم , والحكمة » كلها توحى بأن تضع الشىء فى موضعة الصحيح , 


وكلمة « شجر» مأخوذة من مادة ( الشين والجيم والراء ) وإذا رأيتها فافهم أنها 
تكبر فيلتصق بغضها ببعض فتتشابك . كبا نرى مثلاً شجراً متشايكاً فى بعضه ه 
'وتداخلت الأفرع مع بعضها بحيث لا تستطيع أبها الناظر أن تقول : إن هذه ورقة 
هذه الشجرة أو ورقة تلك الشجرة . وإذا ما أثمرتا وكانتا من نوع واحد لا تقدر أن 
تقول : إن هذه الثمرة من هذه الشجرة , ولا هذه الثمرة من تلك الشجرة » أى أن 
الأمر قد اختلط . 


د وشجر بينهم » أى قام نزاع واختلاط فى أمر » فانت تذهب لتفصل هذه الشجرة 
عن تلك . وهذه الثمرة عن تلك الثمرة » وساعة ترى أشجارا من نوع واحد» 
وتداخلت مع بعضها واختلطت , لا يعنيك إن كنت جانى الثمرة أن تكون هذه 
الثمرة التى قطفتها من هنا أو من هناك . فأنت تأخذ الثمرة حيث وجدت . لا يعنيك 
أن تكون من هذه أو من تلك . وإن كنت تستظل نحت شجر لايعنيك أن تعرف هل جاء هذا 
الظل من ورق هذه الشجرة أو من تلك الشجرة . فهذه فائدة اختلاط المتساوى » 
لكن إذا أردتٌُ ورقة شجرة من نوع معين فأنتقيها لأننى أريدها لأمر خاص . 


والخلق كلهم متساوون فكان يجب إن اختلطوا أن تكون المسألة مشاعاً يعم ء 
لكن طبيعة النفس الشمّ ء فتنازعوا . ولذلك فالقاضى الذكى يقول للْمِتحْاصِمَينْ : 
أتريدان أن أحكم بينكما بالعدل أم بما هو خير من العدل ؟. فيفزعان ويقولان : 
أهناك خير من العدل ؟. يقول : نعم إنه الفضل » فيادامت المسألة أخوة واحدة » 
والخير عندك كالخير عندى فلا نزاع ٠‏ أما إذا حدث الشجار فلا بد من الفصل . 


سمسبممابا ابس سس سي يي سس سس 


ومن الذى يفصل ؟. 2 سبلن بماك انياش جل الخزرة باتقايرنك 

لا يؤمنون حتى يحكموك فيا شجر بينهم ؛ . . فالإيمان ليس قولة تقال فحسب وإنما 
هو قولة لها وظيفة . فأن تقول : لا إله إلا الله وتشهد أن محمداً رسول الله فلا بد أن 
هذا القول وظيفة , وأن تُحَكم حركة حياتك على ضوء هذا القول ء فلا معبود إلا 
الله , ولا آمر إلا الله ولا نافع إلا الله » ولا ضار إلا الله . ولا مشرع إلا الله ء 
فهى ليست كلمة تقوها فقط ! وينتهى الأمرء ثم عندما يأنيك أمر يمتاج إلى 
تطبيقها تفرٌ مئه . « فلا وربك لا يؤمئون » بمنيج الإسلام د حتى يحكموك » » قهذا هو 
التطبيق ه «فيها شجر بينهم » ولا يصح أن يحكموك صورياً ٠‏ بل لا بد أن يحكموك 
برضا فى التحكيم » وثم لايجدوا فى أنفسهم حرجأً» » أى ضيقا و نما قضيت » . 
فعندما يحكم رسول الله لا تتوانوا عن حكمه . ولا تضيقوا به ه ويسلموا تسيا » أى 
يُذْعِنُوا إذعانا . 


إذن فالإيمان لا يتمثل فى قول يقال وإنما فى توظيف ذلك القول . بأن تلجأ إليه فى 
العمليات الحركية فى الحياة » « فلا وربك لا يؤمنون » حتى يترجم الإيمان إلى قضية 
واقعية اختار الحق لها أعنف ساعات الحرج فى النفس البشرية وهى ساعة الخصومة 
التى تولد اللدد والميل عن الحق . « فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيها شججر 
ع ل اهمال اشير عجاء 31 كن د ميا ب4انو : 


وانظروا إلى الثلاثة : الأولى لى : « ولو أنهم إذ ظلموا انفسهم جاءوك » » هذه 
واحدة » « فاستغفروا الله » هذه هى الثانية » « واستغفر لهم الرسول » هذه هى . 
الثالثة ء هذه ممحصات الذنوب . والذى يدخلك فى ححظيرة الويمان ثلاثة أيضاً : 
« فلا وربك لا يؤمنون حق يحكموك فيا شجر بينيم و هذه هى الأولى » وثم 
لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت » هذه هى الثانية » وة يسلموا تسليياً» » هذه هى 
الثالثة . إذن فالقولان في رسول الله صبل اله عليه ويد : دخول فى حظيرة 
إيمان ٠١‏ وخروج من غلّ ذنبٍ . 


وهنا وقفة لا أبالغ إذا قلت : إنها شغلتنى أكثر من غشر سنين » هذه الوقفة حوا 
قول الله ** «ولواهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله لاا 
لوجدوا الله تواباً رحييأء ذلك يارب تمحيص من عاصر رسولك صل الله عليه 
م 3# 7 225222272225252 


+2022 محص صم حميصه 


وسلم . » فيا بال الذين لم يعاصروه ؟ فاين الممحص الذى يقابل هذا لمن لم يعاصر 

حضرة النبى صل الله عليه وسلم ؛ والرسول إنما جاء للناس جميعاً ٠‏ فكيف يوجد 
محص لقوم عاصروا رسول الله لم يحرم من جاءوا بعد رمول الله من هذا 
التمحيص ؟ 


هذه مسألة ظلت فى ذهنى ولا أجد لها جواباً » إلا ان قلت : لقد ثبت عندى 
وعند بعض أهل العلم أن رسول الله صل لله عليه وسلم قال مطمئنا المؤمنين فى كافة 
العصور : 


ا( حياق خير لكم حون يدت لكم فإذا أنا مت كانت وفاق خيرا لكم تُغرض 
على أعالكم فإن كت خيرا حمدت الله وإن رأيت شرا استخفرث لكم)0"؟ . 


ار إن :مطحي افق عرقهاعتلى . مهد عله تلم + 


( تعرض عل أعمالكم فإن رأيت خيراً حمدت الله 0 وإن رأيت غير ذلك استغفرت 


لكم 1 


فاستغفار الرسول لنا موجود . إذن فيا بقى منها إلا أن نستغفر الله » وما بقى إلا 
« جاءوك » أى يجيئون لسنتك ولما تركت منها فصلى الله عليه وسلم هو القائل : 


( تركت فيكم شيثين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتى ولن يتفرقا حتى يردا عل 
الحوض )20 . 


فكب كان الأخياء يجيثونه » فنحن نجىء إلى حكمه وسنته وتشريعه ٠‏ وهو يستغفر 
لنا جميعاً . إذن فهذه منتهية » فبقى أن نستغفر الله قائلين : نستغفر الله العظيم الذى 
لاإله إلا هو الح القيوم ونتوب إليه ... نفعل ذلك إن شاء الله . 

. رواه ابن سعد عين بكر بن. غيدالله مرسلا ورمز السيوطى له بالحسن‎ )١( 

(؟) رواء ابن سعد , 

(7) رواء الحاكم عن أى عريرة . 





924+ 2020-2299-0929 40و 

وقوله سبحانه ‏ وتعالى : «ثم لاجدوا فى أنفسهم حرجأ مما قضيت ويسلموا 
00 ؛ أى لا يجدوا حرجا عندما يذعنون لأى حكم تكليفى أو حكم قضائى . 
والحكم التكليفى تعرفه فى العل و عل جلها الخو الفقاي قير عنيها تاج 
اثنان فى شىء وهذا يقتضى أن نقبل الحكم فى النزاع إذا ما صدر عبن رسول الله أوعن 
متهيجة . إذن فلا بد أن نسلم تسلياً فى الاثنين : فى الحكم التكليفى » وق الحكم 
القضائى . 


ويقول الحق بعد ذلك : 


0 ا نعلت ناسلو ال ار 
خرجوأ صو وَل 
أوأ طون هه لكان حرا ل وَأسَّدّ 


وهنا يساوى الحق بين الأمر بقتل النفس والأمر بالإخراج من الديارء فالقتل 
خخروج الروح من الجسد بقوة قسرية غير الموت الطبيعى » والإخراج من الديار 0 
الترحيل القسرى بقوة قسرية تخارج الارض الت يعيش فيها الإنسان » إذن فعملية 
القتل قرينة لعملية الإخراج من ع فساعة يُقتل الإنسان فهو يتألم » وساعة 
يخرج من وطنه فهو يتألم » وكلاهما شاق على الإنسان , ويأق الحق بهذين الحكمين 
اللذين سبقا فى فوم منت اخلوار النلاون الاق اإفولالة .. . 


جح سس ما اسيم 


وَإِذْ َال موس لقَوْمهء ب يلوم نكر لام أنفسم بأنماذ قر الصجل قنوبوا إلى 
رانس » 


(من الآية 04 سورة البقرة ) 








ملكا 
١٠١١©‏ عو 2222:2222 © 


ويقال : إن قوم موبى عندما سمعوا هذا الحكم قام سبعون ألفا منهم بقتل 
أنفسهم . ونعلم أيضاً أن قوم موسى أخرجوا من ديارهم وذهبوا فى التيه . يقول 
سبحانه وتعالى : . 

َل نا حرم لم رين سن تون في رض 

( من الآية 75 سورة المائدة ) 

أى لا يدخبلونها ولا يملكونها . والحق هنا يوضح : أن الإسلام لم يأت ممثل 
ماجاءت به الشرائع السابقة التى كانت التوبة فيها تقتضى فقتل النفس » تلك 
الشرائع التى: رأت أن النفس تغوى صاحبها بمخالفة المنبج فلا بد أن يضيعها . ومن 
عطاا :يديت ماين لس د 
ابن مسعود . وسيدنا عبار بن ياسرء وثابت بن قيس ؛ كل هؤلاء قالوا : 
لو أمت يذ قعلنا + وال سيدا عبر : وا لو نايا لقملا اهمد ف اللي ل 
يخرجوا من ديارهم كيا حدث لقوم موسى . ماذا كانوا يفعلون ؟ لكن ربنا استجاب 


لدعائهم : 
0 ربنا ولا حمل ينا ضرا با حلم لَه عل ا بنَاولَاحَمَلَْا مالا 


( من الآية 83؟ سورة البقرة » 
لقد استجاب الخق لهم . لكن ماذا كان يحدث منكم لو كتب عليكم ذلك ؟ وسبب هذه 
الحكاية أن رسول الله صل الله عليه وسلم له ابن عمة اسمه « الزبير بن العوام » وهو 
من العشرة ة المبشرين بالجنة » وهناك واحد آخخر اسمه « حاطب بن أى بلتعة ‏ كانا فى 
المدينة » ومن زار المدينة المنورة يجد هناك منطقة اسمها « الجرة » وأرضها من حجارة 
سوداء كانها» محروقة » وفيها بعضس « الحيطان » أى : اليساتين ؟ لأنهم يمون 
' البستان حاطأ فقد كانوا يخافون من طغيان السيل فيبنون حول الأارض 
المزروعة حائطاً » يرد عنها عنف السيل ويحدد الحيازة فيها ٠‏ فكان لخاطب بن أبيى 
بلتعة أرض زراعية منخفضة عن أرض الزبير بن العوام فالسيل يأق أولاً من عند 


الة 
حمحص حوصن محص ص ٠و0‏ حم حميح حمر ررره 


أرض الزبير ثم يتزل إلى أرض حاطب ٠‏ ونعلم أن الامطار تنزل متفرقة فى مكان ثم 
يتجمع الماء فى جدول صغير يسمونه « شراج » ومنه يروون بساتينهم . 


فليا جاء السيل وأرادوا أن يرووا بساتينبم حدث خلاف بين الزبير بن العوام 
وحاطب بن أبى بلتعة » فأرض الزبير تعلو أرض حاطب . وحاطب يريد أن تمر المياه 
لارضه أولاً ثم يروى الزبير أرضه بعد ذلك . فلا تحاكم) إلى رسول الله صلى الله عليه 
وسلم حكم للزبير فقد كان الحق معه . ولم يكن الرسول ليلوى الحق لمجرد القرابة » 

فمن الناس من يحكم بالظلم ليشتهر بين الناس بالعدل . فقد يتخاصم ابنه مع واحد 
آخر والحق مع ابنه . فلكيلا يقول الناس : إنه جامل ابنه . يحكم على ابنه ! وهذا 
ليس عدلاً ؛ فالعدل أن تحكم بالحن ثم تطلب من ابتك أن يتنازل عن حقه ليصبح 
عطاؤه لغيره فضلٌ . فالشجاعة هى أن تحكم بالحق . وهناك شجاعة أقوى وهى أن 
تحكم بالحق وإن كان على نفسك . لآن الحق أعز هن نفسك . 


ونص هذه الواقعة كا أوردها الإمام البخارى فى صحيحه بسنده قال : 

و حدثنا أبو اليهان أخبرنا شعيب عن الزهرى قال أخبرنى عروة بن الزبير أن الزبير كان 
يحدث أنه خماصم رجلا من الأنصار قد شهد بَذْرًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 
فى شراج من الحرة كان يسقيان به كلاهما فقال رسول الله صلل اللة عليه وسلم 
للزبير : اس يا زبير ثم أرسل إلى جارك . فغضب الأنصارى . فقال : يا رسول الله 
آنْ كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه رسول الله صل الله عليه وسلم ثم قال : اسق ثم 
احبس حتى يبلغ الجدر فاستوعى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيئذ للزبير حقه 
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أشار على الزبير برأى فيه سعة له 
وللأنصارى . فلم أحفظ الانصارى رسول الله صل الله عليه وسلم استوعى للزبير 
حقه فى صريح الحكم . قال عروة : قال الزبير : والله ما أحسب هذه الآية نزلت 
إلافى ذلك «فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيا شجر بينهم ,200 . 


فليا حكم رسول الله للزبير بأن يسقى زرعه ثم يرسل الماء إلى جاره لم يعجب ذلك 


)١(‏ رواء البخارى فى الصلح ومسلم فى الفضائل . والترمذى فى الأححكام والنسائى فى القضاة وابن ماجه 
فى المقدمة . 


5-98 الما 
0 بم صمصححصمصحوهو ‏ حمحصح حص مححمصه 


حاطب بن أبى بلتعة . فقال : لأن كان ابن حت بالبرب كرا الكلنار رياه 
لنباهة السامع أن يستنبط الباقى » وكأنه يعنى : حكمت له لأنه ابن عمتك ٠‏ ولوى 
شدقيه ٠‏ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لحظة علمه أن ابن أب بلتعة لم 
يقدر عدالة الحق والحكم .. وكان كثير من الناس ممن كانوا يتصيدون للإسلام 
يقولون : هو قد حك, أولا أن يروى الزبير ثم يطلق الماء لحاطب . فليا غضب 
حاطب بن أبى بلتعة قال له : اسق يا زبير واستوف حقك . ونخخذ من الماء ما يكفيك 
ثم أرسله لحارك . فقالوا : لماذا حكم أولا بأن يسقى ثم يرسل الماء إلى جاره ثم عدل 


فى الحكم ؟ 


الناس لم تفهم أن أرض الزبير عالية بينها أرض حاطب منخفضة . وأنتم إذا 
نظرتم إلى أى وادٍ ؛ تجدون الخضرة والخصب ف بطن الوادى وليس فى السفح ؛ لان 
الماء وإن جاء من الأرض العالية سينزل إلى الأرض المتخفضة ؛ وإذا رويت المنخفض 
أولا وأعطيته لا يصيب العالى شىء . 


إذن فالحكم الأول كان مينياً على التيسير والفضل من الزبير . والحكم الثاني جاء 
مبنيًا على العدل . ورسول الله بالمحكم الثاق - وهو آن مسعوق الذ بين حقه وياخرق من 
الماء ما يكفيه ‏ كأنه قال له : سئعدل معك بعدما كنا نجاملك . فقال الحق سبحانه 
وتعاني : « فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيها شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفنسهم 
حرجا ئما قضيت ويسلموا تسليما » . 


وإذا كان هذا هو الأمر فكيف لوفعلنا بهم مثليا فعل الرسول من الأمم السابقة؟ 
منهم وهم الثابتون فى الإيمان . وهكذا نعلم أن الحق ل يخل الأمة من ممتثلين ملتزمين 
يؤدون أمر الله كبا يجب . 


« ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به » ولوفرصنا أن الله قال : اقتلوا أنفسكم أو 
اخرجوا من دياركم ثم بعد ذلك فعلوه لوجدوا فى ذلك الخير عا كان فى باهم ؛ لان 
الئاس يجب أن تفطن إلى أن تسأل نفسها ماغاية المؤمن حين يؤمن بإله ؟ وما غاية 
هذا الإيمان ؟ ١‏ 





صمح مح حص محص صمص حبص ص مص أاررره 


أنت فى دنياك تعيش مع أسباب الله المخلوقة لك . وحين تنتقل إلى الله نعيش مع 
المسبب . فيا الذى يحزنك عندما قال لك : اقتل نفسك ؟ إنه قال لك : اقتل نفسك 
اذا ؟ لأنك تنتقل للمسبب وتحيا دون تعب . 


إن الحكم من الله هو ارتقاء بالإنسان » ونحن فى حياتنا الدنيا نجد من يدق 
الجرس فيأتيه الطعام » ويدق الجرس فيأتيه الشاى . ويدق الجرس فتأتيه الخحلوى 
لكن لا يمكن أن ترتقى الدنيا إلى أن يوجد ارتقاء بحيث إذا خطر الشىء يبال الإنسان 
وجد الشىء أمامه , فلا يدق جرسا ولا يجهد نفسه . فبالله الذى يعيش فى الأسباب. 
ثم نريد أن ننقله إلى أن يعيش مع المسبب , فهل هذه تحزنه ؟ لا ؛ لأنهم سيجدون 
خيرا أكثر. 


إنك : لو قارنت الأمر لوجدت الدنيا عمرها بالنسبة لك مظنون » ومحدود » 
ونعيمك على قدر إمكاناتك . لكنك حين تنتقل إلى لقاء الله لا تكون محدوداً , 
لا يعمرك ولا بامكاناتك بل تعيش زناً ليس اله دود > وتنعم فيه على قدر سعة 
فضل الله . 


« ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً» . . وهذا الخير أشد 
تثبيتاً لغيرهم ؛ لأن من يرونهم ينفذون حكم الله . فلا بد أنهم وثقوا أنهم سيذهبون 
إلى خير ما عندهم . إذث فهو يثبت من بعدهم . أو المعنى : لو أنهم فعلوا ما أمروا يه 
من اتباع رسول الله - صل الله عليه وسلم ‏ وطاعته والانقياد لما يراه ويحكم به لانه 
الذى لا ينطق عن الهوى لكان ذلك خيرا لهم فى دنياهم وأخراهم وأقوى وأشد تثبيتا 
واستقرارا للإيمان فى قلوبهم وأبعد عن الاضطراب فيه . 


خؤة وَإِذَا دكين لاجر عَِيهَا 07 4ه 


فهم إذا فعلوا ما يوعظون به . « وإذً لآتيناهم من لدنا أجرأً عظيم| » وساعة تسمع 





22ج به 


. « من لدنا» اعرف أنها ليست من شأن ولا فعل الخلق . بل من تفضل الخالق . 
فالحق سبحانه وتعالى يرل لنا منهجه بوساطة الرسل . لكنه يوضح أن بعضأ من 
الناس منحهم عطفاً وأعطاهم من لدته عليا» فهو القائل : ' 


ٍ ممم مو/ م ب مود ل( عور لماه م ممعوى ١7‏ ةق 


فود عبدا من عبادناء اسه رحمة منْ عندنًا وطسئده من لداعلا وج © 
(سورة الكهف) 
أى أن العلم الذى أعطاه الله لذلك العبد لم يَعْلَمْهِ موسى . وعطاء الله 
خاضع شيتت » ونعرف من قبل أن الحسنات والاعيال لها نظام ع » فمن يعمل خيرا 
يأخذ مقابله كذا حسنة , ولكنْ هناك أعيال حسناتها من غير حساب ويجازى عليها 
الحق بفضله هو . وأضرب هذا المثل ‏ وله المثل الأعلى - نحن نجد ذلك متمثل لنا 
فى كثير من تصرفاتنا » تقول لابنك مثلاً : يا بنى كم أجرك عندى من هذا العمل ؟ 
فيقول لك : مائثة جنيه . فتقول له : هذه ماثة هى أجرك . وفوقها حمسون من عندى 
أنا . ماذا تعنى ومن عندى أناء هذه ؟ إنها تعنى أنه مبلغ ليس له دخل بأجر 
الكل 


« ولو أنا كتبنا عليهم أن -اقتلوا أنفسكم ٠‏ لقد عرفنا من قبل أن هناك فرقًا بين 
القتل والموت » صحيح أن كليهما فيه إذهاب للحياة » لكن الموت : إذهاب للحياة 
مرج سي انيه للم | كن لق ؛: إذهاب للحياة بنقض البنية كأن يكسر 
إنسان رأس إنسان آخرء أو يطلق رصاصة توقف قلبه » وهذا هدم للبنية ' والروح 
لا تحل إلا فى بئية لها مواصفات . والروح لم تذهب أولاً . يل إن البنية هدمت أولا . 
فلم تعد صالحة لسك الروح » والمثل المعروف هو مصباح الكهرباء : إنك إن 
رميت عليه حبرا صغيرًا ٠‏ ينكسر وينطفىء النور برغم أن الكهرباء موجودة لكتها 
لا تعطى نوراً إلا فى وعاء له مواصفات خاصة » فإذا ذهبت هذه المواصفات الخاصة 
يذهب النور » فتأق بمصباح جديد له المواصفات الخاصة الصالحة فتجد النور قد 
جاء . 


وكذلك الروح لاتسكن إلالى جسم له مواصفات خخاصة ٠‏ فإن جتت الله 
المواصفات الخاصة وسيدها المخ . وضربته ربة قاسية » فقد نقضت البنية » وفى 
هذه الحالة تغادر الروح الجسد لأنه غير صالح ها . لكن الموت يأق من غير نقضص 





حمصصحمص ص محص حو صمح حمجحت ولثاهت 


للبنية . ومصداق ذلك هو قول الحق سبحانه وتعالى : 
6 
002000 لي ب#«دامء. ممه 2086 كسم 22 م ل 2ى ورين 
9 وما جمد يلا رسُولُ مَدْ حَلَْ من كُبله الرسل أفإن مات أو قل أنقلبم 
د كوم از 
عل عكر 4 
( من الآية 414 سورة آل عمران ) 
أى أن هناك أمرين : هناك موت . وهناك قتل . فالموت هو سلب الحياة » والقثل 
هو سلب الحياة » ولكن القتل سلب الحياة بعد نقض البنية التى تسكن فيها الروح » 
ويختلف عن الموت لان الموت هو خروج الروح دون قتل ء ولذلك يقولون : مات 
حتف أنفه , أى مات على فراشه ولم يحدث له أى شىء . 
والذى يُقتل فى الشهادة يقول فيه ربنا : 
من وو ددة وخ 5 34 2 ظَّ حبسم مص ان م م 
«ل ولَانحسينَ ألنَ كوأ في سم لَه أموانا بل أحي0 عند ري رون هع 4 
(سورة آل عمران ) 
فإذا كان من يقاتل فى سبيل الله قد امتثل لأمر الله فسوف يجد فضلا أكثر » فكيف 
يكون جزاء من يقتل نفسه امثالا لأمر ربه ؟ إن امتحان النفس يكون بالنفس » 
وليس امتحان النفس بالعدو , وما الميزة فى :سيدنا [براهيم ؟ هل قال له الحق : أنا 
سأميت ولدك ؟ أقال له إن واحداً آخر سيقتل ابنك ؟ لا بل قال له : أذيحة 
أنث . وهذه هى ارتقاء قتل النفس » فيفدى الحق إسماعيل عليه السلام بكبش 
عظيم . إذن فإذا جاء الأمر بأن يقتل الإنسان نفسهة قلا يد أن هناك مرتبة أعلى . 
« ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خمرا لهم وأشلتثبيتاً ٠‏ وإذاً لآتيناهم من لدنا 
أجرا عظييا» . ويقول الحق بعد ذلك : 


جا ليرا تنبت © ه 





تحن ججح 2265 222042224022433 


ونحن أمام أمرين : إما أن يقتلوا + 'وإما أن يخرجوا من ديارهم 4 فقوله : 
د ولهديناهم صراطاً مستقيأ » لمن ؟ للذى فقيل أم لمن حَحرّجٍ ؟ هو قول لمن أخرج من 
دياره لأنه مازال على قيد الحياة . 


ويقول الحق بعد ذلك : 


وَس يع أله وَاليمُولَ دولك معاد 7 
ع 


نعلت مين َاليَّيَحنَ وَأَلصَدِِقِنَ وَالتهدَآه 
لصحن ألَيَرَنِية © 4ه 


والفكا هذه :تيطع » وللطلة 1 الله والرسول أى أن هلا الأمر تشريع ل 
تكرير الفعل فاعلم أن المسألة واحدة . نك الكل زاح يا ادن لامر 
واحيد ». قول من الله وتطبيق من الرسول لأنه القدوة والأسوة ؛ ولذلك يقول الحق فى 


الفعل الواحد : 
لو كرو بعد لهم وتمرأء مال ياوا ومَاتَقموأ إلا أختلهم اله ورسولة, 
من فَضْلِهء قن يوب وأ يك # (من الآية +7 سورة التوبة ) 


في| أغناهم الله غن يناسبه وأغناهم الرسول غنى يناسبه فالفعل هنا واحد فالغنى 
هنا من الله 0 ؛ لأن الرسول لا يعمل إلا بإذن ريه وامتثالا لأمره ء» فتكون 


هناك قضية تعرض لا الكتاب وهى قضية قد تشغل كثيراً من الناس الذين 
ا » كان مجلسه صلى الله عليه وسلم لا يصد 





حص ووحج جح وج ح::9. 222+ 62771/22222219 


عنه قادم » يأتىق فيجلس حيث ينتهى به المجلس . فالذى يريد النبى دائما يستمر فى 
جلوسه ٠‏ والذى يريد أن يراه كل فترة يأق كلما أراد ذلك.فثوبان مولى رسول الله صلى 
الله عليه وسلم كان شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ » قليل الصبر 
عنه » فأناه يوما ووجهه متغير وقد نحل وهزل جسمه ء وحُرف الحزن فى وجهه » 
فسأله النبى قائلا : ما بك يا ثوبان ؟ فقال والله مابى مرض ولا علة » ولكنى أحبك 
وأشتاق إليك ٠‏ وقد علمت أ فى الدنيا أراك وقتها أريد , لكنك فى الآخرة ستذهب 
أنت فى عليين مع النبيين » وإن دخلث الجنة كنث فى منزل دون منزلك » ع وإث لم 
أدخل فذاك حين لا أراك أبدا . 


ونص الحديث كما رواه ابن جرير ‏ بسنده - عن سعيد بن جبير قال : و جاء 
رجل من الانصار إلى رسول الله صل الله عليه وسلم ‏ وهو محزون ‏ فقال له النبي 
صل الله عليه وسلم : يا فلان مالى أراك محزونا » ؟ فقال : يا نبى الله شىء فكرثت 
فيه فقال : « ماهو ؟ قال : نحن نغدو عليك ونروح ننظر إلى وجهك ونجالسك . 
وغدا تُرفع مع النببين فلا نصل إليك , فلم يرد عليه النى ‏ صل الله عليه وسلم - 
شيئًا فأتاه جبريل هذه الآية 3 « ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله 
عليهم من النبيين » .. فبعث النبى صلل الله عليه وسلم إليه فبشرء0'؟ » . 


وكيف تأق هذه على البال ؟! إنه إنسان مشغول بمحبته لرسول الله صلى الله عليه 
وسلم ؛ وفكر : هل ستدوم له هذه النعمة ؟ وتفكر فى الحنة ومنازنها وكيف أن منزلة 
الرسول ستعلو كل المنازل . وثوبان يريد أن يطمئن على أن نعمة مشاهدته للنبى 
صل الله عليه وسلم لن تنتهى ولن تزول منه ٠‏ إنه يراه فى الدنيا » وبعد ذلك ماذا 
يحدث فى الآخرة : فإما أن يدخخل الحنة أو لا يدخلها . إن لم يدخخل الجحنة فلن يراه 


انظر كيف يكون الحب لرسول الله صل الله عليه وسلم . فالله سبحانه وتعالى 
يلطف بمثل هذا المحب الذى شغل ذهنه بأمر قد لا يطرأ على بال الكثيرين ٠.‏ فيقول 
الحق سبحانه وتعالى تطمينا لحؤلاء : « ومن يطع الله والرسول فأولئك » أى المطيعون 


. رواه ابن جرير‎ )١( 


زاكلا 
ح+6-0-229600 22260220032 220 


لله والرسول « مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين 
وحسن أولثك رفيقا » والمسألة جاءت خاصة بثوبان » بعد أن نبه الأذهان إلى قضية 
قد تشغل بال المحبين لرسول الله ٠‏ فأنت مع من أحيبت ٠‏ ولكن الأمر لا يقتصر على 
ثوبان . لقد كان كلام ثوبان سببا فى الفتح والتطمين لكل الصديقين والشهداء 
والصالحين . وهى أصناف تستوعب كل الؤمنين . فأبوبكر الصديق صِدُيقٌ 
اذا ؟ لأنه هو : المبالغ فى تصديق كل ما يقوله سيدنا رسول الله . ولا يعرض هذا 
القول للنقاش أو للتساؤل : أى هذه تنفع أو لا ننفع ؟ فعندما قالوا لسيدنا أى بكر : 
إن صاحيك يدعى أنه أن :بيت المقدس وعاد فى ليلة ونحن نضرب إليها أكباد 
الوبل . ماذا قال أبوبكر ؟ قال : إن كان قال ذلك لقد صدق . 


لم يعلل صدقه إلا ب« إن كان قد قال ذلك ». فهذا هو الصديق الحق . فكلما 
قال محمد شيئا صدقه أبوبكر . وأبوبكر ‏ رضوان الله عليه لم ينتظر حتى ينزل 
القرآن. مصدقا للرسول ‏ صل الله عليه وسلم ‏ بل بمجرد أن قال صلى الله عليه 
وسلم : إن رسول . قال أبو بكر : نعم . إذن فهو صديق . 


لقد كانت هناك تمهيدات لأناس سَبَّقوا إلى الإسلام ؛ لأن أدلتهم على الإيمان 
سبقت بعثة الرسول . هم جربوا النبى عليه الصلاة والسلام » وعرفوه . فَلَيا تحدث 
بالرسالة » صدقوه على الفور ؛ لأن التجارب السابقة والمقدمات دلت على أنه 
رسول . ومثال ذلك : سيدتنا خديجة ‏ رضوان الله عليها ‏ ماذا قالت عندما قال لها 
التق :+ إنه يتن كذا وكذا وأخاف أن يكون هذا ريا ومسا من الجن يصب ٠‏ 


فقالت خخديجة : «كلا والله ما يزيك الله أبدا » إنك لتصل الرحم » وتحمل 
الكل . وتكسب المعدوم » وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق 20106 . وهذا أول 
استئياط فقهى فى الإسلام , 

هذا هو معنى « مع النبيين والصديقين » , « والشهداء » هم الذين قتلوا فى سبيل 
الله ء لكن على المؤمن حين يقاتل فى سبيل الله ألا يقول : أنا أريد أن أموت شهيداً . 
ويلقى بنفسه إلى التهلكة » » إياك أن تفهمها هكذا ٠‏ فانت تدافع عن رسال ولا بد أن 
تقاتل عدوك بدون أنك تمكنه من أن يقتلك ؛ لأن تمكينه من قتلك . يفقد المسلمين 


. رواء البخارى‎ )١( 


الكت 
حعوح وجو 2242222-22222:»2- 21141 


مقاتلا . فكا أن الشهداء لهم فضل ؛ فالذين بقوا بدون استشهاد لهم فضل . 
فالسلام يريد أدلة صدق على أن دعوته حق. وهذه لا يثبتها إلا الشهداء . 


لكن هل يمكن أن نصبح جميعاً شهداء ؟ ومن يحمل منيج الله إلى الباقين ؟ إذن 
فنحن نريد من يبقى ومن يذهب للحرب . فهذا له مهمة وهذا له مهمة . ولذلك 
كانت ١‏ التقية » وهى أن يظهر رغبته عن الإسلام ويوالى الكفار ظاهرا وقلبه مطمئن 
بالعداوة هم انتظارًا لزوال المانع وذلك استبقاء حياته كى يدافع ويجاهد ىق سبيل 
الله . وسببها أن الإسلام يريد من يؤكد صدق اليقين فى أن الإنسان إذا قتل فى سبيل 
الله ذهب إلى حياة أفضل وإلى عيش خير » هذا يثبته الشهيد . ولذلك فالحق سبحانه 
وتعالى عندما تأتيهم غرغرة الشهادة يرهم ماهم مقبلون عليه . فيتلفظون بألفاظ 
يسمعها من ل يقبل على الشهادة ‏ فهناك من يقول : هبى يا رياح الجنة » ويقول 
كلمة يتبين منها أنه ينظر إلى الجنة كى يسمع من خلفه . ومفرد شهداء ء إما شهيد 
وهو الذى قتل فى سبيل الله » وإمًا هى جمع شاهد . فيكون الشهداء هم الذين 
يشهدون عند الله أنهم بلغوا من بعدهم كيا شهد رسول الله أنه بلغهم . 


وا معانى كلها تدور حول معنى أن يشهد شيئاً يقول به وبذلك نعرف أننا نحتاج إلى 
الاثنين : من يقتل فى سبيل الله » ومن يبقى بدون قتل فى سبيل الله ؛ لأن الأول 
يؤكد صدق اليقين بما يصير إليه الشهيد . والثاى يُعطينا بقاء تبليغ الدعوة فهو شاهد 
أيضا : 


عع ع وق#ممي ممايء2 
( بتكرواشبناء عل انير #4 
(من الآية ١47‏ من سورة البقرة ) 


ود الصالحين » والصالح هو المؤهل لأن يتحمل مهمة الخلافة الإيمانية فى 
.الأرض . فكل شيء يؤدى نفعا يتركه على حاله ‏ وإن أراد أن يزيد فى النافع فليرق 
النفع منه ٠.‏ فمثلا : الماء ينزل من الساء » وبعد ذلك يكون جداول » ويسير فى 
الوديان » وتمتصه الارض فيخرج عيوناً . فعندما يرى عيناً للمياه فهر يتركها 
ولا يردمها فيكون قد ترك الصالح على صلاحه . وهناك آخر يرقى النفع من تلك 
النعمة فيبنى حوها كى يحافظ عليها . إذن فهذا.قد أصلح بأن زاد فى صلاحه . 





١‏ لمم 


د 


١١٠١‏ رحمححمح صمح صمص0مححصمحه 


ض 


وهناك ثالث يقول : بدلاً من أن يأى الناس من أماكنهم متعبين بدوابهم ليحملوا 
الماء فى القَرّبٍ أو على رءوس الحاملين . اذا لا استخدم العقل البشرى فى الارتقاء 
بخدمة الناس لينتقل الماء إلى الناس فى أماكنهم . وهنا يصنع الصهاريج العالية 
ويصلها بمواسير وأنابيب إلى كل من يريد ماء فيفتح الصنبور ليجد ما يريد . ومن 
فعل ذلك يسّر على الناس . فيكون مصلحا بأن جاء إلى الصالح فى ذاته فزاده 
صلاحا . 


ويختم الحق الآية بقوله : « وحسن أولئتك زفيقا » , و« أولئك » تعنى النبيين 
والصديقين والشهداء والصاحين . ولا توجد رفقة أفضل من هذهء والرفيق هو : 
المرافق لك دائها فى الإقامة وفى السفر » ولذلك يقولون : خط الرفيق قبل الطريق . 
فقد تتعرض فى الطريق لمتاعب وعراقيل ؛ لآنك خرجت عن رتابة عادتك فخذ 
الرفيق قبل الطريق . ونعرف أن الأصل فى المسائل المعنوية : كلها منقولة من 
الحسيات . وفى يد الإنسان يوجد المرفق .. يقول الحق : 


عي العا ها 20 امه عوج مودعم 

« نَافْو وبمك وَأَيْديك إل الْمرَافقٍ » 
(من الآبة 7 سورة المائدة ) 

وساعة يكون" الواحد مرهقا ورأسه متعبا يتكوع عل مرفقه ليستريح ‏ وساعة يريد 
أن ينام ولم يجد وسادة يتكئ عل مرفقه أيضا . إذن فالمادة كلها مأخوذة من الرفق » 
فالرفيق مأخوذ من الرفق ود المرافق » مأخوذة من الرفق لأنها ترفق بالجسم وتريحه » 
وفى كل بيت توجد المرافق وهى مكان إعداد الطعام وكذلك دورة المياه » وفى الريف 
تزيد المرافق ليوجد مكان لمبيت الحيوانات التى تخدم الفلاح ٠‏ وبيوت الفقراء قد 
تكون حجرة: واحدة فيها مكان للنرم . ومكان الأكل » وقد يربط الفقير حماره فى 
زاوية من الحجرة » لكن عندما يكون ميسور الحال فهو يمد بيته بالمرافق المكتملة . 
أى يكون فى المنزل مطبخ مستقل » ومحل لقضاء الحاجة » وحظيرة مستقلة 
للمواثئى ء وكذلك يكون هناك ممزن مستقل » وهذه كلها اسمها « مرافق » لانها 


إذن فقوله  :‏ وحسن أولئك رفيقا » مأخوذة من الرفق وهو : إدخال اليسرء» 
والأنس . والراحة .» ويكون هذا الإنسان الذى أطاع الله ورسوله بصحية النبيين » 





صمح ص محص0 محص حمق حمحص ص محص حر أرره 
والصديقين ٠‏ والشهداء 3 والصالخحين 5 


وقد بقول قائل : كيف يجتمع كل هؤلاء فى منزلة واحدة ؛ على الرغم من 
اختلاف أعالهم فى الدنياء أليس الله هو القائل : 
© وَأن لَيْسَ إلإنسَنٍ إلَامَاسمى يج © 

( سورة التجم ) 

ونقول ّ مادام المؤمن أطاع الله واطاع الرسول ٠‏ الوق ذلك من سعيه ؟ فهذه 
الطاعة والمحبة لله ولرسوله هى من سعى العبد ؛ وعل ذلك فلا تلاقيضص بين 
الآيتين ؛ لأن عمل الإنسان هو سعيه » ويصبح من حقه أن يكون فى معية الأنبياء 
والصديقين والشهداء والصالحين . وقد تكون الصحبة تكريما هم . جميعا ليأنسوا 
بالصحبة » وهله المسألة ستشرح لنا قوله : 


# وَرْعَنَامَاف صدُورم سنْ غل « 
(من الآبة 7 سورة الأعراف ) 
فساعة يرى واحد منزلته فى الآخرة أعلى من آخرء إياك أن تظن أنه سيقول : 
منزلتى أعلى من هذا ؛ لأنه مادام قد ترك الأسباب فى الدنيا وعاش مع مسبب 
الأسباب . فهو من حبه لله يجب كل من سمع كلام ربنا فى الدنيا فيقول لكل حب 
لله : أنت تستحق منزلتك . ويفرح من منزلته أعل منه . 


وأضرب هذا المثل ‏ ولله المثل الأعلى ‏ لنفرض أن هناك فصلا فيه تلاميذ كثيرة » 
ديم ينب أن ينج يط . زتعي ميا الدلى .اذه العلم.: وعندما يجد 
عشاق العلم تلميذا نجيباً . أيكرهونه أم يحبونه ؟ إنهم يحبونه ويسألونه ويفرحون به 
ويقولون : هذا هو الأول علينا ؛ لأنه لا يحب نفسه بل يحب الآخرين . فكذلك 
المؤمن الذى يكون فى منزلة بالجنة ويرى غيره فى منزلة أعلى ٠‏ إياك أن تقول إن نفسه 

تتحرك عليه بالغرة » لا . لأنه من حبه لربه وتقديره له يحب من كان طائعاً لله 
ويفرح له . مثله مثل التلميذ الذى ينال مرتبة عالية فيحب التفوق للآخرين من غير 
حقد . وهكذا نجد أن الآية التى نحن بصدد خواطرنا عنها لا تخدش قول الحق : 
« وأن ليس للإنسان إلا ما سعى » . 


الكل 
١١١‏ احمحصصمص ص موصت صصح وح حم حموصه 


وهناك بحث آخر ف قوله الحق : ووأن ليس للإنسان إلا ماسعى .٠‏ 
ف ١‏ اللام » تفيد الملك والحق » كقولنا : ليس لك عندى إلا كذا . أى أن هذا. 
حقك , فقوله : « وأن ليس للإنسان إلا ما سعى » أى هى حق للمؤمن وقد حددت 
العدل فى الحق ولم تحدد الفضل . ولذلك قال بعدها : 


16 9 2 217 اير “ميء م2 
2 ذلك الْمَصْرُيِري اله وَكَقَْ لَه 


عا #ه 


فالفضل من الله يستمد حيثيته من سعى الإنسان . فقوله : ٠‏ وأن ليس للإنسان 
إلا ما سعى » حددت الحق الذى لك والذى توجبه عدالة التكليف » لكن رينا ل 
يقل : إن هذا العطاء لله من الحق والعدل . بل هو من الفضل . والفضل من الله 
هو مناط فرح المؤمن ؛ لانك مهما عملت فى التكليف فلن تؤديه كيا يحب بالنسبة لله ء 
ولذلك أوضح سبحانه لنا : تنبهوا . . أنا كلفتكم وقد تعملون وتجتهدون » لكن 
لا تفرحوا نما سيجمعه هذا العمل من حسنات ٠‏ ولكن سيكون فرحكم بما يعطيكم 
0 0 2 م مهم 0 م عوعوء 2 و رم لووروت سوير م 
١‏ ف بعَطْلِ مرحت هدروأ هرح يمون وج » 
( سورة يونس ) 
وذلك الفضل من الله يرد على من يقول : كيف يمىء « ثوبان » أو من دون 
١‏ ثوبان » ويكون فى الجنة مع التبيين والصديقين والشهداء ومع الصا حين . ونقول : 
لولم تكن منزلته أمق لما كان فى ذلك تفضل . إنه.يئال الفضل بأن كانت طاعته 
لله ولرسوله فوق كل طاعة . أما حبه لله وللرسول . فهذا من سعيه وعمله بتوفيق الله 
له - وما توفيقى إلا بالله - والفضل هو مناط فرح المؤمن » « ذلك الفضل من الله 
وكفى بالله علا » . ونحن نرضى ونفرح ونكتفى يعلم الله ؛ لأنه سبحانه يرتب 
أحكامه عل علم شامل ومحيط » ويعرف صدق الحب. القلبى وصدق الودادة » 





جوج 2+5259 3112© 
وصدق تقدير المؤمن إن زاد عنه ف المنزلة . 


وبعد أن أمّن الحق لنا داخلية وطننا الإيمانى » وتجمعنا الإسلامى بالاصول التى 
ذكرهاء وهى : أن تؤدى الأمانات . وإذا أدينا الأمانات فلن نحتاج إلى أن 
نتقاضى ٠‏ فإذا غفل بعضنا ولم يؤد أمانة » وحدث نزاع فسيأق الحكم بالعدل . وبعد 
ذلك نحتكم فى كل أمورنا إلى الله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ٠‏ ولا نحتكم 
إلى الطواغيت ء وهات لى مجمتمعا إيانيا واحدا يؤدى الأمانة ولا يشعر بالاطمثنان . 


وعرفنا أن الأمانة هى : حق لغيرك فى ذمتك أنت تؤديه ء وكل ما عداك غير . 
وأنت غير بالنسبة لكل ماعداك . فتكون كلها مسالة فى الخير المستطرق للناس 
حيعا » وإذا حدثت غفلة يأق العدل . والعدل يحتاج حكيا » وعندما نأق لنحكم 
نحتكم لله وللرسول ٠‏ وإياك أن تتحاكم إلى الطاغوت . وكان ه كعب بن الأشرف » 
يمثل الطاغوت مإبقا . والآن أيضا يوجد من هم مثل كعب بن الاشرف . بل هناك 
طواغيت كثيرة . 


إنك إذا رأيت خللاً فى العالم الإسلامى فأعغلم أن هناك خللاً فى تطبيق التكليف 
الإسلامى ٠‏ فكيف نتقيم لنا الأمور ونحن بعيدون عن منيج تكاليف الإسلام 
المكتملة ؟ ولو استقامت الأمور لكانت شهادة بأن هذا المنبج لا ضرورة له . لكن إذا 
حدث شىء فهذا دليل صدق التكليف . 


وبعد أن طمأننا على المصير الأخروى مع النبيين والصديقين والشهداء أوضح 

سبحانه : لاحظوا أن كل رسالة خخير تأتى من السياء إلى الأرض ما جاءت إلا لمحاربة 
فساد وقضاء عل فساد طام فى الأرض ؛ لآن النفس البشرية إما أن يكون لها وازع 
من نفسها بحيث إنها قد مهم مرة بمعصية ثم توبخ نفسها وتعود إلى الممبج ٠‏ فتكون 
مناعتها ذاتية » وإما أن المناعة ليست ذاتية في النفس بل ذاتية فى البيئة فمثلا نجد 
ونعدا لا يقدر عل انقلة.... لكنه عي واسيدا اخعر يقول له : وهذا عيب » . وهذا 
يعنى أن البيئة مازال فيها خير. وكانت الامم السابقة قد خلث من المناعة وصارت 
على هيئة ومسلك واحد وهو مايصوره الحق بقوله : 





22452222١: 22222144‏ فصت 


« تعاض قز 4 
(من الآية 64/ا سورة المائدة ) 

إذن فقد فسدت مناعة الذات , ولا توجد مناعة فى المجتمع ١‏ فتتدخخل - إذن - 
السراء . لكن الحق فضل أمة محمد صل الله عليه وسلم وميزها على غيرها من الأمم 
لأن مناعتها دائهما فى ذوات أفرادها . فإن لم تكن فى ذوات الأفراد ففى المجموع . 
فلا يمكن أن يخلو المجتمع الإيمان من فرد يقول : لا . ولذلك لن يأق رسول بعد 
رسول الله صل الله عليه وسلم . فلو كانت ستحدث طامة وفسد بها ا مجتمع 
ولا نجد فيه من يقول : لا . . لكان ولا بد أن يأق رسول . لكن محمدا كان خاتم 
النبيين )لأن الله سبحانه وتعالى فضل أمة محمد بأن جعل وازعها دائما إما من ذاتها 
بحيث يرد كل فرد نفسه وتكون نفسه لوامة » وإمًا مناعة فى المجتمع وكل واحد فيه 
يوصى . وكل واحد يوصى . واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى : 

وَالْعَصْر ص إن لسن لني خسرٍ د إلا لين عامنوأ ملوأ 

لصحت وَنواسَوَا يترسا اشير و » 

( سورة العصر ) 

تواصوا لاذا ؟ لأن النفس البشرية أغيار » فقد عبيج نفسى لأخرج عن المنبج 
مرة ؛ فواحد آخخر ينهانى » وأنا أردها له وأهديه وأرشده إلى الصراط المستقيم » 
وواحد آخر أخطا فأنا أقول له وأنباه . إذن فقوله : « وتواصوا » يعنى : ليكن كل 
واحد منكم موصيا وموطى . فكلنا ينظر بعضنا ويلاحظه ؛ من ضعف فى شىء يجد 
من يقومه . فلا ينعدم أن يوجد فى الأمة المحمدية موص بالخير ومُوصى أيضا 
بالخير» وتوجد فى الئفس الواحدة أنه موص فى موقف ومُوصى فى موقف آخر ؛ , 
بحيث لا يتأبى إن وصاه غيره ؛ لأنه كان يوصى تالأمس . وكيا قالوا : « رحم الله 
سي إلى عيوي » . 


وبعد. أن استكمل الحق بناء البيثة الإيمانية برسالة محمد صلى الله عليه وسلم » 
وصرئم أنتم آخر الأمم . فهو سبحانه يطمئننا على أن الشر لا يطم عندنا وستبقى فينا 
مناعة إيمانية حتى وإن لم يلتزم قوم فسيلتزم آخرون . وإنا.لم يلتزم الإنسان فى كل 





لتكلا 
حعت ١ح‏ ص١٠‏ حت حصت و2 ص نوصت ثذأضل 


تصرفاته » فسيلتزم فى البعض وبترك البعض . ولولم نتدخل السماء بمنبج قويم لصار 
العالم متعبا . وكيف يتعب العالم ؟ إن العالم يتعب إذا تعطلت فيه مناهج الحق الذى 
استخلفنا فى الأرض . فتطغى مظاهر الجبروت والقوة عل مظاهر الضعف . 


[ز[ ز ز 1 10000 يها لهوى 
أفرادها + بل ينظمون الحياة بتشريعات قد تتعبهم » ووضعت الأمم غير المتدينة 
لنفسها نظاما يحجز هوى النفض . ونقول لهم : أنتم عملتم على قدر فكركم ٠‏ وعلى 
قشر تلمك فصان ار » وعلى قدر علمكم بالطبائع وأنتم تجنيتم فى هذه ؛ 
لأنكم تقنتو تقند ن لثىء " تخلقوه بشىء "0 تصنعوه . 


وأصل التقنين : أن تقئن لشىء صنعته » كيا قلنا : إن الذى يضم برنامج 
الصيانة لأى آلة هو من صنع الآلة » فالذى صَنْع التليفزيون أيترك الجزار يضع 
للتليفزيون برنامج الصيانة ؟ لا ء فمن صنع التليفزيون هو الذى بضع قانون 
صيانته . فيا بالنا بالذى خلقنا ؟ إنه .هو الذى يضع قانون صياتتى : ب د افعل 
ولا تفعل ه . فأنتم يا بشر تتحكمون فى أشياء بأهواء بعض الناس وتقولون : افعل 
هذه ولا تفعل هذه . فعلى أى أساس عرفتم شرور المخالفات ؟ هل خلقتم أنتم 
النفس وتعرفون ملكاتها ؟ لا . بدليل أنكم تعدلون قوانينكم . ويحدث التعديل ‏ كما 
قلنا ‏ لأن المشرع يتبين خطأ فيستدرك الخطأ » والمشرع البشرى يخطع لانه يقنن لالم 
يصنع ‏ فإذا كنا لا نريد أن يظهر خطا فلنترك التقنين لمن صنع وهو الله . ١‏ 


والتاريخ البشرى يؤكد أن الفساد يظطم عندما يتعطل مخ منيج السياء 1 والسياء 
تتدخل برسالة 5 وكل رسالة سجباءت كان لها خصوم وهم ده بالشر . وهؤلاء 
لن يتركوا منيج الله يسيطر ليسلبهم هذه الطيمنة والسيطرة والقهر واكبروت والانتفاع 
بالشر » بل يحاربون رسالات السياء » ويلفتنا الحق إلى أن أهل الشر والئاس المنفلتين 
من مناهج السياء وغير المتدينين » سيسببون لكم متاعب » فبعدما توطنون أنفسكم 
التوطين الإيمان انتبهوا إلى خصومكم وإلى أعدائكم فى الله لقد قال الحق سبحانه 
وتعالى ف هذه القضية : 





بات نف أجَهيء © له 


اح اولذرنفا 





لا يقال لك : خذ حذرك إلا إذا كان هناك عدو يتريص بك ؛ فكلمة : خذ 
حذرك ؛ هذه دليل على أن هذا الحذر مثل السلاح . مثلما يقولون : خخذ بندقيتك » 
خذ سيفك . خذ عصاك ٠‏ فكأن هذه آلة تستعد بها في مواجهة خصومك وتحتاط 
لمكائدهم ٠‏ ولا تنتظر إلى أن تغير عليك المكائد ‏ بل عليك أن تجهز نفسك قبل ذلك 
على احتهال أن توجد غفلة منك . هذا هومعنى أخذ الحذرء ولذلك يقول الحق : 
ف وأعذو خم بستكت يوون بي لقتل ويد عل مدل » 

(من الآية ١‏ سورة الانفال » 

وهذا يعنى : إياك أن تنتظر حتى يترجموا عداءهم لك إلى عدوان ؛ لأنهم 
سيعجلونك فلا توجد عندك فرصة زمنية كى تواجههم . فلا بد لكم أبها المؤمنون من 
أخمل الحذر لأن لكم أعداء 5 وهؤلاء الأعداء هم الذين لا يحبون شيج السياء أن 
يسيعطر على الأرض . فحين يسيطر منيج السماء على الأرض فلن يوجد أمام أهواء 
الناس فرصة للتلاعب باقدار الناس . ومن ينتفعون بسيطرتهم وبأهوائهم على البشر 
فلن يجدوا لهم فرصة سيادة . 


د فانفروا ثبات أو انفروا جميعا » أى لتكن النفرة منكم على مقدار مالديكم من 
الحذر. ود ثبات » جمع ثبَة وهى الطائفة أى انقروا سْرِيّة بعد سَرِيُة وه جيعا» أى 
اخرجوا كلكم لمواجهة العدو , وعلى ذلك يجب أن نكون عل مستوى ما هيج من 
الشر . فإن هاجمتنا فصيلة أو سرية . نفعل كا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه 
وسلم ؛ فقد كان يرسل سرية على قدر المسألة التى تهددنا ء وإن كان الأمر أكبر من ذلك 
ويحتاج لتعبئة عامة فنحن ننفر جميعا . ولاحظوا أن الحق يخاطب المؤمنين ويعلم أن لهم 
أغيارا قد تأق فى نفوسهم مع كونهم مؤمنين . فقد تخور النفس عند مواجهة الواقع عل 
الرغم من وجود الإيمان . 





ححصص ص وح ح2. 202422422 انلا 
لذلك قال الحق سبحاته وتعالى قَ سورة البقرة : 


« أل إل الملاين بن يش ويل من بعد مومه إذ هَوْلتوِهُم ابم كا 


(من الآية 745 سورة البقرة ) 
لقد كانوا هم الذين يطلبون القتال . وماداموا هم الذين قد طلبوا القتال فلا بد 
أن يفرحوا حين يأى هم الأمر من الله بذلك القتال . لكن الله أعلم بعباده لذلك قال 


ا« مَلْعَيم| نكيب لكر امال الامت درا » 
(من الآية 51؟ مورة البقرة ) 
فأوضح -لهم الحق أن فكروا جيدا فى أنكم طلبتم القتال وإياكم ألا تقاتلوا عندما 
نكتب عليكم هذا القتال لأننى لم أفرضه ابتداءً » ولكنكم أنتم الذين طلبتم » ولان 
الكلام مازال نظريا فقد قالوا متسائلين : 
وَمَالَنَاألَا نئل في مَبِيلٍ لله وقد رجا من نوكن 
( من الآبة 745 سورة البقرة ) 
لقد تعجبوا واستنكروا ألا يقاتلوا فى سبيل الله » خصوصاً أنهم يملكون السبب 
الذى يستوجب القتال وهو الإخراج من الديار وترك الأبناء » لكن ماذا حدث عندما 
كتب الحق علييم القتال ؟ : 


د اساي أله ماين 4 
(من الأية 745 سورة البقرة ) 


لقد هربت الكثرة من القتال وبقيت القلة المؤمنة . وكانت مقدمات هؤلاء 
ارين من القتال هى قوفم رداً عل نيهم عندما أخبهم أن اله قد بعث لكم 
طالوت ملكا فقالوا : 





ه١١١‏ مص مص وو حموصى ص مصححهوو ته 


6ج 2خ 2 متتيورن فر موس مور 8م4 يولج عا عسي كي عر ع ع كر ص بيهت 
د أكون له الملك طبنا وتحن أحق بالملك منه ول يوْتَ سَعَه من آلْمَالٍ 4 
( من الاية 317417 سورة البقرة ) 
كانت تلك أول ذبذبة فى استقبال الحكم 0 فأوضح هم الحق السرّ فى اصطفاء 
طالوت . فهو قوى والحرب تحتاج إلى قوة » وهو عالم . والحرب تحتاج إلى تخطيط 
١‏ إن الها ير يوادم كد هن امل وَابلنم 4 
(من الآية 3741 سورة البقرة ) 
وعندما جاعوا للقتال أراد الحق أن يمحصهم ليختبر القوى من الضعيف فقال لهم 
طالوت : 
وم لوم .#8 عم ب م عيض« عجوم مم اجو موعورس جر 3 
3 إن آله متم بت قن طب منه ليس فى ومن[ ممه َم مق إلا 


3 


عم ير ريسم م 2 نقد رمت 3م31 عرد 


من أغترفٌ غرقة سبدو قش ربوأ منه إلا قليلامهم فلا جاوزمر هو ودين 


مؤومء ( علؤوعي دميمءء ماع مسرم 


#أمنوأ ممه, قالوأ لاطاقَة نَأ أليوم يجا لوت وجنودهء #6 
( من الاية 7544 سورة البقرة ) 
والتمحيص هنا ليعرف من منهم يقدر على نفسه وليختبر قوة التحمل عند كل فرد 
مقاتل ء فليس مسموحا بالشرب من ذلك الهر إلا غرفة يد . فشربوا من الغبر إلا 
قليلا مهم » هكذا أراد الحق أن يصغيهم تصفية جديدة » وعندما رأوا جيش جالوت 
قالوا : 
© لاطاقة لَنَا آليوم يجالوت وجنودءء # 
(من الآية 144 سورة البقرة ) 
وما الضرورة فى كل هذه التصفيات ؟ لقد أراد الله أل يحْمِلَ'الدفاح عن منهجه إل 
المؤمنون حقاء وهم مُنْ قالوا : 





كنا 


« ين ةقخ تلبت مف كير يإذد آم 4 
(من الآبة 44؟ سورة البقرة ) 
وقوله تعالى : 
« هزوم يإئن ا » 


( من الآية 76١‏ سورة البفرة ) 

لماذا أعطانا ربنا هذه الصورة من التصفيات ؟ كى نفهم أن النفس البشرية حين 
تواجه بالحكم نظرياً ها موقف » وحين تواجه به تطبيقياً لها موقف ولو بالكلام . 
وحين تواجه به فعليا يكون ها موقف , وعلى كل حال فقليل من قليل من قليل هم 
الذين نصرهم الله . إذن فيريد سبحانه أن يري فى نفوسنا أنه جل وعلا هو الذى 
زم » وهو الذى يَغْلِتَ مصداقاً لقوله الحق : 

1 ارس لسسءكخ يوءف3 6س 2 
« تلتلوهم يمذبهم اله بأيديكل © 
من الآبة 1١4‏ سورة التوبة ) 

إذن فالحق سبحانه وتعالى يوضح لنا : أنا قلت لكم انفروا ثبات أو انفروا جميعاً 
واعلموا أن النفس البشرية هى بعينها النفس البشرية » وستتعرض للذبذبة حين 
تواجه الحكم للتطبيق » ولذلك يأتى هنا بقوله الحق : 


من 


00 عابت 0 و8 


فساعة ندعو إنساناً منكم للحرب قد يبطىء ويتخاذل , مثلم| قال فى آية أخرى : 





1 مص ص مص مص ص مص مح صوصه 
مه ما لَك إِذَا يل لكر أنفروأ في سم لاله ناكم ِل اررض # 


(من الآبة ” سورة التوبة ) 
ود اثافلتم » تعنى : أن هناك من يتثاقل أى ينزل إلى الارض بنفسه » وعلينا أن 
نفرق بين من ينزل بجاذبية الأرض فقط . وبين من يساعد الجاذبية فى إنزاله » فمعنى 
٠‏ أثاقل » أى تباطا » وركن ٠‏ وهذا دليل على أنه يريد أن يتخاذل . وهؤلاء لم يتباطأوا 
فحسب بل إتهم أقسموا على ذلك . ومنهم من كان يثبط وينطىء غيره عن الغزو كالمنافق 
عبدائله بن الى - 


« وإن منكم لمن ليبطئن ؛ فافهموا وخذوا هذه المناعة ضد من يعوق زحف المنبج 
قبل أن تبدأ المعركة » حتّى إذا وقعت المعركة نكون قد عرفنا قوتنا وأعددنا أنفسنا على 
أساس المقاتلين الأشداء . لا على من يتباطاون ويتثاقلون . فهناك من يفرح ببقائه 
حيا عندما يرى هزيمة المسلمين أو قتل بعضهم لأنه لم يكن معهم , فيظهر الحق أمثال 
ذلك ويقول : دفإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله على إذ لم اكن معهم 
شهيدا » . لقد تراخى وبقى » وعندما تأنيهم المصيبة من قتل . أو من هزيمة يقول 
لنفسه : الحمد لله أننى لست معهم . 


إذن تثاقله وتخلفه وتأخره عن الجهادء كان عن قصد وإصرار فى نفسه . وهذه 
قمة التبجح فهو تالف لربنا وعلى الرغم من ذلك يقول : انعم الله عل . مثله كمثل 
الذى يسرق ويقول : ستر الله عل . وهذه هجة من لم يفهم المنبج الإيمان . فيقول : ؛ قد 
أنعم الله عل إ١‏ لم أكن معهم شهيداً ٠‏ . إنه لم يكن معهم ول يكن شهيداً ويعتر هذا من 
النعمة » ولذلك قال بعض العارفين : إن من قال ذلك دخل فى الشرك . فالصيبة فى نظره 
إما قتل وإما هزيمة . ثم ماذا يكون موقف المتخاذل المثاقل المتباطىء عند الغنيمة أو 
النصر؟ يقول الحق : 


اءع> هم بعل سم رع د ددا در 
+ وَلِنْ أصبك فصوي ننه فوا كن 





حم . ح::2 1129© 


تكن يتك وَييتهَمَود يلكت نكت مَعَهُمَ 
َأَفُورَ وَرَاعَظِيمَا 07 4# 


إذن فالعلة فى قوله : يا ليتتى كنت معهم ليست رجوعاً عما كان فى نفسه أولاً ٠‏ بل 
هو تحسر أن فاتته الغنيمة » وجاء الحق سبحانه وتعالى هنا بجملة اعتراضية فى الآية 
تعطينا لقطة إيمانية ٠‏ فيقول : « ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن 
بينكم وبينه مودة ياليتنى كدت معهم فأفوز فوزا عظييا» . 


والجملة الاعتراضية هى قوله : كأن لم نكن بينكم وبينه مودة كأن المودة الإعمانية 
ليس لما ثمن عندء , فلو كان ها أدنى تقدير لكان عليه ألا يقول فى البداية : أنعم الله 
عل إذ لم أكن معهم شهيداً . ولكان مع المقاتلين المسلمين ‏ لكنه يرغب فى الفوز 
والغنيمة فقط . ويبتعد عن المسلمين إذا ما أصابتهم الحزيمة أو استشهد عدد منهم . 


ممع و بع للع يد لود .لون ١‏ : إياكم أن تتأثروا بهؤلاء 
حين تنفرون ثباتٍ أو حين تنفرون جميعا. واعلموا ن فيكم مخذلين وفيكم مبطئين 
وفيكم متثاقلين . لا همهم إلا أن يأخذوا حظاً من الغنائم . ولذلك يحمدون الله أن 
هزمتم ول يكونوا معكم .. ويحبون الغنائم ويتمنونها إن انتصرتم ولم يكونوا معكم . 

إياكم أن تتأثروا بهذا وقد أعطيتم هذه ال مناعة حتى لا تفاجأوا بموقفهم منكم وتكونوا 
على بصيرة منهم . والمناعات ماهى إلا تربية الجسم . إن كانت مناعة مادية » أو 
تربية فى المعانى » إن حدث مكروه فأنت تملك فكرة عنه لتبنى رد فعلك على أساس 
ذلك . 


رص يا رامنا مرف :ان مركروت للقي تسد عل مية عا طوبه 
المريض . وبذلك يدرك ويشعر الجسم أن فيه مناعة » فإذا ما جاء الميكروب مهاجاً 
الجسم على هيثة نشيطة » فقوى المقاومة فى الجسم تتعارك معه وتحاصر ا ميكروب 2 
فكأن إعطاء حقن المناعة دربة وتنشيط لقوى المقاومة فى الجسم ٠‏ وقد أودعها الله فى 


ام 


592202222222222: 


دمك.كى تؤدى مهمتها » ٠‏ كذلك فى المعاني يوضح اللمق لكم : سيكون منكم من 
يفعل كذا وكذا » حتى تفدرا أنفسكم لاستقبال هذه الأشياء إعداداً ولا تفاجاون 
به ؟؛ لانكم إن فوجثتم به فقد تنبارون ٠‏ فإياكم أن تتأثروا بهذا . 


ويقول الحق بعد ذلك : 


عه وم د ع 0 و 
2# فَلْبَعَدَيَلُ فى سم لِأسَواً لين يرورس 
2 0 


0 لدئسَايا كرو وََْيُقدلَ فْسَبِيلٍ 
1 2 
فقتل أَوْيعْلِبَ صوق نوه َعَم ) قله 


ومادة : وخرىء ومادة « اشترى » كلها تدل على التبادل والتفايض ٠‏ فأنت 
تقول : أنا اشتريت هذا الثوب بدرهم ؛ أى أنك أخذت الثوب ودفعت الدرهم » 
وشرى 3 أيضا بمعنى ني ص 4 تن 


عر م ء 8 مم 


( سورة يوسف ) 

فالجياعة الذين وجدوا سيدنا يوسف عليه السلام فى الجب كانوا فيه من 

الزاهدين . وبعد ذلك باعوه بثمن بخس ٠‏ إذن فاه شرى » من الأفعال التى تأقٍ 

بمعنى البيع وبمعنى الشراء ؛ لأن المبيع والمشترتى يتهائلان فى القيمة » وكان الناس قدياً 

يعتمدون .عل: المقايضة ف الغ » فلم يكن هناك نقد متداول . كان هناك من 

يعطى بعض الحب ويأخذ بعض التمرء فواحد يشترى التمر وآخخر يشترى الحب . 
والذى جعل المسألة تأخذ صورة شراء وبيع هو وجود سلع تباع بالمال . 


وما الفرق بين السلع والمال ؟. السلعة هى رزق مباشر والمال رزق غير مباشر . 





فأنت مثلا تاكل رغيف الخبز وثمنه خمسة قروش . لكن لوعندك جبل منٍ 
ذهب وتمتاج رغيفا ولا نجده ؛ أينفعك جبل الذهب ؟. لا . إذن فالرغيف رزق 
مباشر ؛ لأنك ستأكله . أما الذهب فهو رزق غير مباشر ؛ لانك تشترى به ما تنتفع 
به . وبذلك نستطيع أن نحدد المالة ؛ فالسلعة المستفاد منها مباشرة هى رزق 
مباشر . ندفع ثمنها ما لا ننتفع به مباشرة ‏ والحق سبحانه وتعالى يريد أن يعقد مع 
المؤمن به صفقة فيها بيع وشراء . وأنتم تعلمون أن البائع يعطى سلعة ويآخذ ثمنا » 
والشارى يعطى ثمنا وياخذ سلعة ٠‏ والحق يقول هنا : 

يوا عو وعة حي لاو 


4 فَلْبمَحلْ فى سبي لاله اين يرون اليو الدنيا بالآنيزة به 


- 


(من الآية 4 سورة النساء) 
فالمؤمن هنا يعطى الدنيا ليأخذ الآخرة التى تتمثل فى اللعنة والجزاء » ومنزلة 
الشهداء ؛ ولذلك يقول الحق فى آية أخرى : 
7 27عء عؤء سمه 21 عم 2 


0000 
9 إن لله أشتر من المؤمنين انفسهم وأمواطم بان همأب نه ب 


(من الآية ١١1١‏ سورة التوبة » 


وقال بعدها : 
3 
« فاستيش روا يتيك اد بام يوء » 


(من الأية 1١١١‏ سورة ,التوبة ) 
تلك هى الصفقة التى يعقدها الحق مع المؤمنين » وهو سبحانه يريد أن يعطينا 
ما نتعرف به على الصفقات المربحة ء فكل منا فى حياته يحب أن يعقد صفقة مربحة 
بأن يعطى شيثا ويأخذ شيئا أكبر منهء ولذلك يقول فى آية أخرى : 
.2 2 م2 م 
9 برجون تجثرة أن تور # 
(من الآية 74 سورة فاطر) 
هنا أيضاً تجارة » وأنت حين تريد أن تعقد صفقة عليك أن نقارن الشىء الذى 
تعطيه بالشىء الذى تأخذه ثم افرق بينهها » ما الذى يجب أن يضحى به فى سبيل 
الآخر؟. 


51ا/7اضاالكللكللللللك دعا 000000227 


22+14 240206 > )وت حم حصميصه 


والحق قد وصف الحياة بأنها و الدنيا » ولا يوجد وصف أدنى من هذا . فأوضح 
المسألة : إنك ستعطى الدنيا وتأخد الآخرة . فإذا كان الذى تأخذه فوق الذى تعطيه 
فالصفقة ‏ إذن ‏ رابحة ع فالدنيا مهيا طالت فإلى خاية » ولا تقل كم عمر الدنيا » 
لأنه لا يعنيك أن يكون عمر الدنيا ألف قرن ٠‏ وإنما عمر الدنيا بالنسبة لكل فر : 
هو مقدار حياته فيهاء وإلا فإن دامت لغيرى فيا نفعى أنا ؟.. 


إذن فقيمة الدنيا هى : مقدار عمرك فيها . ومقدار عمرك فيها مظنون » وعل 
الرغم من ارتفاع متوسطات الأعمار فى القرن العشرين ٠‏ فالبعض يقول : متوسط 
الأعمار فى أمريكا سبعون أو خمس وستون سنة » لكن ذلك لا يمنع الموت من أن يأخيق 


طفلا . أو فتى » أو رجلا ء أو اشيخا . 


إن عمر الدنيا بالنسبة لكل إنسان هو : مقدار حياته فيها . فلا تقارنها بوجودها 
مع الآخرين » إنا قارنها بوجودها معك أنت , وهب أنه متيقن ولكنه محدود بسبعين 
عاما على سبيل المثال » ستجد أن تنعمك خلالها مها كبر وعظم فهر محدود ,. 


والإنسان منا بظل يُريى إلى أن يبلخ الخُلم . فإذا ما بلغ الخُلُمْ وأصبحت له حياة 
ذاتية ٠‏ أى أن إرادته لم تعد تابعة لاب أو للأم , بينها فى طفولته كان كل اعتياده على 
أسرته » أبوه يأق له بالملبس فيلبسه ؛ وبالمطعم فيأكله . ويوجهه فيتوجه . لكن حينها 
توجد له ذاتية خاصة يقول لأبيه : هذا اللون لا يعجبنى ! والأكل هذا لا يعجبنى !! 
هذه الكلية لن أذهب إليها . ولا توجد للإنسان ذاتية إلا إذا وصل إلى مرحلة من 
العمر يستطيع أن ينسل مثله . فإذا ما أصبح كذلك نقول له : هذا هو النضج » 
وهو الذى يجعل لك قيمة ذاتية . 


إنك إذا زرعت شجيرة بطيخ . فأنت ترعاها سقياً وتنظياً وتسميداً + :وى 
مازالت صغيرة وتتعهدها كى لا تخرج مشوهة ٠‏ حتى ننضج . وساعة تنضج يكون 
الشغل الشاغل قد انتقل من الشجيرة إلى الشمرة « البطيخة ؛ ٠‏ فيقال صار لا ذاتية ؛ 
نك إن شققتها لتأكلها تجد ٠‏ اللب » قد نضج ء وإن زرعته تأق منه شجيرة 


أخعرى . 


ببس بببححم سيب ب سيبس بيبيبييس يي | يي سي 


:ججح +222252+225 645-04-2 1ك 


ولكن إذا ما قطفت الثمرة قبل قبل النضج فأنت قد تجد « اللب » أبيض لم ينضجج 
بعد , فلا تصلح تلك البذور لآن تان وتثمر مثلها » وإذا كان و اللب » نصفه أبيض 
ونصفه أسود . فهئ لم تنضج ماما ء أما إذا وجدت ١‏ لبها » » أسمر اللون داكناً فهو 
صالح للزراعة والإثمار » وتجد الحلاوة متمشية مع نضج البذرة . فل كانت الثيار 
تنضج قبل البذور لتعجل الخلق أكل الثمرة قبل أن تربى وتنضج البذور ولانْقَطَم 
النوع ؛ يك اس رت يان مر اي وكذلك 
الإنسان ء» والحق يقول : 

ب ذا َل طفق متك امحل سنوي أستعدَنَ الِْينَ من قَبِلِهم 4 

( من الآية 54 سورة التور) 

وعندما يكون الإنسان طفلا فنحن نتركه يلهو ويرتع فى البيت ويرى هذه وهذه ٠‏ 
لكن إذا كان قادراً على نسل مثله واكتملت رجولته فعليه أن يستأذن . وحين يكون 
الإنسان بهذا الشكل تصير له ذاتية ٠‏ ولنفترض أنه سيعيش عدداً من السنين تبلغ 
حوالى الخمسة والخمسين عاما بعدما صارت له ذاتية ويستطيع النسل إِنّه سيقهى 
مراهقته فى التعلم إلى أن يصبح صا حا لآن يكسب ويعيش ويتمتع » ؛ ثم لنسآال : كم 
سنة سيتمتع ؟ سنجدها عدداً قليلا من السنوات . 


إذن فالحياة محدودة » والمتعة فيها على قدر إمكاناته » فقد يسكن فى شقة شقة 
قيضل حي رجو عات عي ايلاد + 71037 
قصر . وقد يركب سيارة أو يمشى على قدميه ٠‏ باختصار على قدر إمكاناته » أما فى 
الآخرة فالموقف محتلف تماما . سيسلم نفسه إلى حياة عمرها غير محدود . فإن قارنت 
المحدود بغير المحدود ستجد الغلبة للآخرة لأنها متيقنة والنعيم فيها على قدر سعة 
فضل الله وقدرته ء فالأحسن لنا أن نبيع الدنيا وناخذ الآخرة » فتكون هذه هى 
الصفقة الرابحة التى لا تبور . 


ولاذا يدخل الله العبد فى عملية البيع هذه ؟؛ لأن الحق سبحانه وتعالى قبل أن 


يعرض عليك الصفقة لتدخل فى عملية البيع التى تجهدك إن ل تَقْثّل أو نَمل فى سبيل 
الله لابد أن يوضح لك كيفية الغاية التى تأخذ بها الفوز فى الآخرة , ولن تأخذ هذا 





222222-2-232 حص مصححمحمه 


الفوز بالكلام فقط . ولكن انظر إلى المنبج الذى ستقاتل من أجله , إنْه تأسيس 
المجتمع الذى يؤدى كل امرىء فيه الأمانة » وهذا الأمر لا يحزن منه إلا من يريد أن 
يأخذ عرق الناس ويينى جسمه من كدهم وتعبهم . وهات مجتمعاً لا يؤمن بالله 
وقل : يأبها الناس نريد أن يؤدى كل واحد منكم الأمانة التى عنده . نريد أن نحكم 
بالعدل » فسيفرح أهل هذا المجتمع . 


إذن فلكى نحمى المجتمع لابد أن نؤدى الأمانة وأن نقيم العدالة . ومن قبل 
ذلك أمرنا أن نعيد إهأ واحداً فلا نتشتت . ثم أوصانا بالوالدين والأقربين ٠‏ واليتامى 
والمساكين . 


قل لى بالله عليك : لولم يكن هذا دينا من السياء » وكان تشريعاً من أهل 
الآرض . أهناك أعدل من هذا؟. 


إن مثل هذا المعبج الذى يكفل أمان الجميع يستحق أن يدافع الإنسان عن 
تطبيقه . وقبل أن يفرض علينا القئال أوضح سبحانه : هذا هو المجتمع الذى 
ستقاتلون من أجله . واعلم أنك ساعة تذهب إلى القتال » أقمى ما فيها أن تفتل » 
فستاخذ صفقة الآخرة » وقصرت مسافة غاياتك ؛ لآن كل شىء إنما يقاس بزمن 
الغاية له . فإن قتلت فقد قصرت المدة للوصول إلى الغاية » فتصل إلى الجنة » 
والحمق هو الذى يصيب الناس عندما يموت عزيز أو حبيب فيغرقون فى الحزن . 
نقول لهم : ألسنا جميعاً سائرين إلى هذه الغاية . فلماذا الغرق فى الحزن إذن ؟ . 


والحق سبحانه وتعالى يكافقء من يقتل فى سبيل الله بحياة فى عالم الغيب وفيها 
رزق أيضا . وبعض من الناس يظنون أنهم إن فتحوا قبر الشهيد فسيجدونه حياً 
يُرزْق . ونقول لهم : إن الحق لم يقل : إن الشهداء أحياء عندكم . بل أحياء عنده 
فى عالم الغيب . والحق سبحانه يطلب من الذى اقتلع بالإسلام أن ينشرهء ٠‏ وأن 
يعدل المسلمون بين اقيم لتنصلح أمورهم . وأن يواجهوا أصحاب الشرّ الذى 
لا يعلمون إلا ظاهراً من الحياة . 


ولم تأمر السياء بقتال قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقد كان الرسول من 





ححجوح ‏ جح ججح 22+22 2229 اال 
وإن لم يؤمنوا تتدخل السياء بالعقاب . بريح صرصر . رجفة » صيحة » خسف 
الأرض بهم : إغراق » فالرسول قبل محمد صل الله عليه وسلم كان يبلغ » والسياء 

. تعاقب من لم يؤمن . وما وجد قتال إلا إذا اقترحوا هم القتال » مثل بنى إسرائيل » 


قال الحق : 
» ِل لملا من ب بن ويل لّ من بعد موسو إذ كوا وهم آبَثْ كنا 
يلين يساق 4 


(من الآية 747 سورة البقرة ) 
هم الذين اقترحوا . لكن القتال الذى يُنْبْث المبدأ وينشر المنيج لإعلاء كلمة 
الله ؛ وسيطرة الخلافة الأمنية الإيمانية على الأرض » لم يشرع إلا على يد رسول الله 
صل الله عليه وسلم . فكأن الله لم يأمن خلقاً على خلق إلا أمة محمد صلى الله عليه 
وسلم فقد جعلها أمينة . فانتم أمناء أن تتولوا عن السياء تأديب المخالف . وبذلك 
أخذئم المستوى العالى فى المتبج والمستوى العالى فى الرسالة . وأكرم الله نبيّه فقال : 
وما كن أله ليسم وَأنتَ فم ب# 
( من الآية 8 سورة الأنفال ) 
فجاء القتال وحارب المسلمون وهم ضعاف ‏ المجتمعات الفاسدة القوية . 
والشاعر يقول : 


فقوى على الضلال مقيم وقطيع من الضعاف ارق 


هذا القتال ل لولم بجع به دين » ألا تقوم به الأمم التى لا دين لها لإصلاح أمرها ؟ 
إنها تقاتل ء فلباذا يكون مباحاً منهم أن يقاتلوا كى يقرروا مبادئهم ٠‏ وعندما يأق 
الدين ليشرع القتال يقولون : لا. هذا دين سيف . 

نقول لهم : بالله لماذا إذن تحارب الشعوب ؟ أنت تجد شعوبا تتحارب وتجد ظلما 
يحارب ظلما آخر ٠‏ فإذا ما وجد عدل ليزحزح ظلما نقف فى طريقه ؟ لا . وذلك حتى 





واكك 
:299922219222222 


تعرف أن المسالة مسألة رسالة من السباء لا طغيان ذوات اجتمعوا أو بيتوا مؤامرة 
لصنع انقلاب يسيطرون به على الناس . 


لقد جاء الإسلام وآمن به الضعاف الذين لا يملكون أن يقاتلوا : فلم يكن 
باستطاعتهم أن يجموا حتى أنفسهم ؛ ذلك حتى نعرف أن الحق ساعة يأق ٠‏ يأق 
عادة لا من قوى بل يأق من ضعيف تعب كثيراً كى يثبت الإيمان » والإسلام نادى 
ودعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكة لكنه لم ينتصر كدين ولم يسطع إلا من 
المدينة . فمكة بلد محمد وفيها قبيلته قريش التى ألفت السيادة على الجزيرة كلها 
ولا أحد يستطيع أن يقرب منا بعدوان . ونم تكن هناك قوة نستطيع أن تعترض 
قوافلها بالتجارة إلى الجنوب أو إلى الشيال . 


إن أى قبيلة تخاف أن تتحرض لا فى الطريق ؛ لآن القبائل ستأتى إلى قريش ىق 
موسم الحج . وتخاف كل قبيلة من انتقام قريش » فلو أن الإسلام الذى صاح به 
رسول الله صلى الله عليه وسلم انتصر فى مكة ربما قالوا : قبيلة عشقت السيادة » 
ودانت ها أمة العرب فا المانع من أن تطمح فى أن يدين لا العالم كله ؟ 


وأراد الحق أن تكون قريش هى أول من يضطهد رسول الله ويحاريه » والضعاف 
هم الذين يتبعونه + وبعد ذلك يأى النصر لدين الله من مكان بعيد عن مكة من 
« المدينة » لتشهد الدنيا كلها أن الإيمان بمحمد هو الذى ختلق العصبية لمحمدء ولم 
تخلق العصبية لمحمد الإيمان بمحمد . وهاهوذا سيدنا عمر كان يسمع قول الله 
سيحاته : 


سبهزه لخنم يول الذي ج # 


(سورة القمر) 

فيقول : أى جمع هذا ونحن لا نقدر أن نحمى أنفسنا ؟ ويقول الحق : 
م مكار © 

, ف نا (سورة القلم ) 


فيقول عمر: كيف ونحن لا نقدر أن ندافع عن أنفسنا ؟ 


غزؤالتكطاة 
حعوصح 2:9 :102220359942299 أ 


وبعد ذلك تأى موقعة « بدر» فَندْبِت له صدق هذاء والعجيب أن الآية تنزل 
وهم لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم , فلا يمكن أن يقال:إن هناك مقدمات 
لذلك بحيث تستنتج النتيجة ؟ ؛ فالمقدمات لا توحى بأى نصر ء لكن ربنا هو الذى 
اده ودار سيديننا أن الرليد بن لخر قرب عل نقد زترعي اله بد ملا طن 
أنفه ؛ لأن الذى قال ذلك من قبل قادر على إنفاذ ما يقول بدون قوة تحول دون ذلك 
أبداً ء وهذا يدلنا على اختبار المبادىء . 


إنك تمد أن الذى يؤمن بالمبادىء هو الذى يضحى أولاً » يدفع ماله وقد يدفع 
دياره ٠‏ بأن يخرج منها . وقد يدفم نفسه فيقتل .» كل ذلك من أجل المبدأ » لكن 
الأمر يختلف مع المادىء الباطلة + فقبل أن يدخلها واحد نجده يأخذ الثمن . ومن 
يروجون للمبادىء الباطلة يقولون لمن يغررون به : خذا مالا وعش واستمتع » واشتر 
أحسن الثياب . 


أما أصحاب مبدأ الحق فهم الفقراء الذين يدفعون الثمن » ونحم الحق أن يدفعوا 
الثمن لأن المثمن غال . لكن فى الباطل لا يعرفون مثمناً . والذى ينظر لبد من 
المبادى» الحدامة » يرى كيف يعيش قادتها ٠‏ بينها الرعية نميا فى بؤس . فيقول : أنا ٠‏ 
آخيل الثمن مقدما)والامر يختلف م المؤمنين 5 فهم الذين يدفعون الثمن . لينعموا 
بالجزاء فى الآخرة 3 


والحق سبحانه وتعالى حين يشرع القتال لأمة محمد صلى الله عليه وسلم يشرعه 
أولا دفاعا . كانوا يطلبون من رسول الله . يقولون : يا رسول الله . إثذن لنا نقاتل 
على قدر جهدنا. فيقول : «اصبروا فإ لم أؤمر بالقتال ,20 : 


وبعد ذلك يؤمر بالقتال كى يدافخ عن الخلية الإيمانية بعدما ذهبوا إلى المدينة » 
ونعلم أن القتال عملية ضرورية فى الحياة . فالحق سبحانه هو القائل : 
دمع أن مومع َع لل 
وو ولا دقع أله له ألناس بعضهم يسعض لْفَسَدّتَ الْأرضٌ 
( من الآية 761 سورة البقرة ) 
)١(‏ الكاف الشاف فى ممربج أحاديث الكشاف لابن حجر 





ولي 
رحست مص ص مص ص مححصمص ص مصحصمصحه 


وهو القائل : 
لوا دع أع َس بعطهم بض دمت سرع وِسِعْ وَصلَواتٌ ومَسَنجِدٌ 
لحك ربا ألم أل كيرا 4 
زعن الآية 4٠‏ سورة الحج ) 

إذن فدفم الله بعض الخلق بالخلق أمر ضرورى واقعى . وحين يعاب عل 
الإسلام أمر القتال . نقول لهم : إن الحق سبحانه وتعالى حينها شرع هذا القتال فقد 
شرعه لأن قوى البغى هى التى تحول دون تطبيق متبج من مناهج العدالة المعروفة » 
ولا يستطيع أحد أن يجادل فيها . ولو لم يكن العدل قادماً من السياء لما كان هناك 
منج صالح يحكم الناس ٠‏ فإذا أراد الله أن يصنع العدل بمنيج أنزله هو فلماذا يأتى 
من يقف فى الطريق ويقول للرسول : أنت جثت لكى ترغم الناس أن يؤمنوا 
بمبجك ؟! 


ويوضح الحق مسيرة الرسول أنه جاء لكى يثبت تك كسان فرسيد اجنين 
التى تحيط به » فالجهاد مسخر » واللزات تر والحيوان مسخر » وليس لأى منهم 
حرية فى أن يقول : افعل ولا تفعل . فلا توجد إرادة دشي م لل ل 
إلا عند الإنان ؛ فالحق هو القائل عن أآمانة الاختيار . 

ما سوم مه 
كَابِينَ أن يمنا 
( من الآية الا سورة الاحزاب ) 

إذن فبأى شىء تميز الإنسان على هؤلاء الأجناس ؟ تميز عليهم بالعقل » ومهمة 

العقل أن يختار بين البديلات . أما إذا كان هناك أمر ليس له بديل . فليس للعقل 


ومثال ذلك : هناك مكان نريد أن نذهب إليه » فيوضح لك إنسان : لا يوجد 
إلا هذا الطريق . فهل تفكر أن تذهب عن طريق آخخر؟ طبعا لا إذن فالعقل 
لا عمل له إلا الاختيار بين البديلات » فإن لم يكن هناك بديل فلا عمل له . وإذا 
أراد العقل أن يختار بين البديلات ألا نضمن له حرية الاختيار أم نقيد حرية الاخختيار 
لديه ؟ 





695209+6 22206992252 اهم 

إنك إن قيدت حرية الاختيار بالإكيياء فقد أخذت النعمة التى أعطيتها له . 

وجعلته مقهورأ مسخراً مكرهاً 0 ولذلك فالمكره لا يكون له حكم على الأشياء بل هو 
بر ومسخر . 


ومادمت تقول : إن العقل هو الذى يختار بين البديلات , فلا بد أن يكون: حق 
الاختيار موجوداً . فإن كان فى الإنسان عطب كأن يكون مجنونا » فلا اختيار له » 
وإن كان العقل موجودا لكنه لم ينضج بعد نقول أيضا : لا اختيار. 


إذن فلا بد أن يكون العقل موجودا وناضجا للاختيار بين البديلات . ويكون 
للونسان حرية أن يختار. فإن لم يكن العقل موجودا فهو مجنون قلا تكليف أله 
والمجنون قد سلبه الله أعز ما أعطى للإنسان وهو العقل . لكن أعفاء الله أن يسأله 
أحد عن شىء ٠‏ فيفعل ما يفعل دون سؤال . فلا تكليف لمجنون » فالتكليف إذن 
لصاحب العقل الناضج » وكذلك لا تكليف من قبل البلوغ . 


إذن فالإسلام جاء ليحمى كرامة الإنسان فى حرية الاختيار. ويعرض عليك أمر 
الؤيمان . فالذى حمل السيف » لم يحمله ليجير أحداً على الإيمان » إنما ليرد كيد من 
أرادوا قهر الناس . والجزية إنما فرضت لإعفاء غير المسلمين من مسئولية القتال » 
ولو كان الإسلام يفرض الإيمان على الناس فى البلاد التى فتحها لما وجدنا أتباع أى 
دين فى البلاد التى دخلها الإسلام . وهذه شهادة للمسلفين . 


إن الإسلام لم يمن ليفرض دينا وإنما جاء ليحمى حرية اختيار الدين ؛ والّذين 
يقولون:إن الإسلام جاء بالسيف نقول لهم : افهموا جيدا . لقد كان المؤمنون الاوائل 
ضعافا وظلوا على الضعف مدة طويلة » والبلاد التى فتحت بالإسلام مازال فيها أناس 
غير المسلمين » وهذا دليل أن اللؤسلام جاء ليحمى حرية الاختيار : 
لفن شآء > مَْيِؤْمن ومن شا فلكم 34 
(من الآية 4؟ سورة الكهفا) 
ثم نأق لنقطة أخرى وهى أن الإسلام لم يأخذ الجزية إلا لآن غير المسلم سيستمتع 





شو الك 
١‏ حهو 2220203 229+ مرحت 


بكل خيرات بلاد الإسلام » والمسلم يدافع وأيضا يدفع الزكاة والخراج . إذن 
قالمسألة عذالة منيج ٠‏ وعق ذلك يجب أن نفهم أن قول الحق : 
2 ع٠‏ 2 


9# فَلبعيلٌ ل في سب الله لين يرون الحيزة لني بالآعرة و ومن يقل فَسَبيلٍ الل 


ماوع عه موا ٠‏ دء 


َل أويَْبٍ قَسَوفٌ ونه را عَظيمًا 4 


( سورة النساء ) 

فالقتال إنما جاء حتى تسيطر مناهج السراء ‏ وسبحانه حينما يقول : « فليقائل فى 

سبيل الله » فهذا يدلنا على أن هناك قتالاً فى غير سبيل الله ٠‏ كأن يقاتل الرجل حمية » 

أو ليعلم مكانه من الشجاعة , فقتال الرجل دائها حسب نيته » ولذلك تساءل بعض 

الناس : من الشهيد ؟ قال العلياء : هو من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فيكون 

شهيدا . إذن فالقتال مرة يكون فى سبيل الله » ومرة يكون فى سبيل النفس . ومرة 
يكون فى سبيل الشيطان . 


يقول الحق : و فليقائل فى سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة » أى 
يبيعون الدنيا ليأخذوا الآخرة . « ومن يقاتل فى سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف 
نؤتيه أجرا عظيا » . 


إذن فالذى يدخل القتال هو أمام أمرين اثنين : إما أن يُقّتل من الأعداء » وإما إن 
ينتصر . وهذه هى القضية الحدلية التى تنشأ بين معسكر الإيمان ومعسكر: الكفر » 
والمقائل من معسكر الزهان يقول لعسكز الكفر : أنا أقاتل لإحدى الحسنين : إما أن 
أفتل فاصبح شههيدًا آخذ حياة أفضل من هله الحياة » وإما أن أنتصر عليك . فلياذا 
تتربصون بن أيها الكفار ؟ 


إن المؤمن يثق أنه فائز بكل شىء ؛ فإن قُتل ذهب إلى الجنة وإلى حياة أفضل من 
حيانكم » وإما أن ينتصر» والحالتان على سواء من الخير. 


وهذا للاستدلال بأن هذا المتبج يراق فيه الدم » وشهادة لهذا الدين بأنه 
صحيح . وإلا فلن يذهب أحد للقتال إن لم يكن مقتنعا بالدين » فكل واحد يعمل 





2+ +2-+ 1002-60-0 بحت 


لحياته ونفسه . فكل الأمور بالنسبة للإنسان نفعية حتى فى الدين . ولذلك يقولون :. 
لا تكن أنانيا رخيصا بل عليك أن تكون أنانيا غاليا . ' والدين هو ممارسة لأنانية 
عليا . : 

ونضرب هذا المثل ‏ ولله المثل الأعلى ‏ الذى ليس معه إلا جنيه وهو يحتاج إليه ثم 
رأى واحدا فى حاجة ماسة . فيقول المؤمن لنفسه : لقد أكلت . وقد يكون هذا 
الإنسان لم يأكل بعد فلاعطه الجنيه . 


بالله اهو يحب الذى أخذ الجنيه عن نفسه ؟ لا » بل هو يحب نفسه ٠‏ لكتها أنانية 
عليا ؛ أنانية معلاة . وسبق أن قلنا : إن الذى يجلس ويرى امرأة جميلة ففض عينه 
أمره يختلف عن واحد آخر « يبحلق ؛ ويحتّق وينظر إليها بشدة ء فأبهما يحب الجمال 
أكثر؟ إن الذى غضٌ يصره هومن يحب الجيال أكثر ؛ لأنه لا يريدها لحظة فقط ء بل 
يريدها مستدية . 


فيا بالنا بالذى يبيع الدنيا ويقتل فى سبيل الله ويأخذ الآخرة التى ليس فيها قتل أو 
أى شىء مكدر ؟ إذن فهذه أنانية عليا» والحق سبحانه وتعالى يعاملنا بقانون 
النفعية . لكنها نفعية عليا وليست نفعية رخيصة أو قصيرة المدى ٠‏ فيجعلنا نبيع . 
الرخيص بالثمن الغالى , 


ولقد رأى رسول الله صل الله عليه وسلم الذين يقاتلون فى سبيل الله وعرض , 
عليه منظرهم وهو فى ليلة الإسراء والمعراج . رأى صل الله عليه وسلم جماعة 
يزرعون ويحصدون بعد البذر مباشرة ؛ لأن الذى قتثل فى سبيل الله إما فعل ذلك 
إعلاء لكلمة الله , فلا ينتهى قطفه أبدا للخير الذى بذله . وحياته:مستمرة فى ححياة 
الملايين . « ومن يقاتل فى سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما » وعرفنا 
علي جزين تلفي سبيل 5ل إلا برا سئي الويها ديه للق 0 21101 


2 مءدءمة وعب مه مغ عيءع ا عدا مور 


قل ه[ لصوي نا لآ إِحْدَى الحسليين ونعن نتربص بحكم أن يصيكر أت 


2 52 دده 


بعَذّاب من ن عند أو بايدينً فتر بصو سوأ إنا مسح مترتصوتك 259 8 
( سورة التوبة ) 





فالمؤمن يعلم أنه إما أن يُقعل ويكون شهيداً ‏ وإما أن يُغلب معسكر الكفر . وهو 
يتربص بالكافرين أن يُصيبهم الله بعذاب من عنده أو بأيدى المؤمنين , إذن فالمؤمنون 
رابحون على كل حال . والكافرون تخاسرون على كل “حال . 


ود المعرى » قبل أن عواديه انه وكان متشككاً قال : 
تحطمنا الايام حتّى كاننا زجاج ولكن لايُعاد لنا سبك 


فقالوا:إنه ينكر البعث . فادام قد جاء بمثل يقول فيه إن الإنسان كالزجاج إن 
تحطم فلن يستطيم أحد أن بعيده إلى سيرته الأولى » قال ذلك أيام تكير الفكر » 
وهذه تأق فى أيام الغرور » ؛ ثم جاءت الاحداث لتلويه وتضرب فى فكره وينتهى إلى 
الإيمان . لكن أكان ضامناً أن يعيش حتى يؤمن ؟ فلباذا لم يخلص نفسه من مرارة 
تجربة الشك ؟ ولكنه بعد أن آمن قال : « هأنذا أموت عل عفيدة عجائز أهل 
د ا م وقال : 


إن صم قولكما فلست بخاسر أو صم قولى فالخسار عليكبا 


أى إن صم قولكيا على أنه لا بعث وقمت آنا بالأعمال الطيبة فى الدنيا ء فياذا 
أكون قد خسرت ؟ إننى لن أخسر شيئاً » وإن صح قولى وفوجتم بالآخرة والبعث 
فأنا الذى يكسب والخسران والبوار والعذاب عليكما . إذن فإيماى إن لم ينفعنى فلن 
يضرنىء وكلامك) حتى لوصح - وهو غير صحيح ولا سديد- فلن يضرق . 


والحق يقول : ٠‏ ومن يقاتل فى سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه اجر عظيها » 
وفك 6 عقن أمد العطاء . انظروا دقة الأداء القرآنى؛لأن الذى يتكلم هو الله » 
ولنر كيفية ترتيب فعل على فعل . فحين أقول لك : و احضر لى أكرمك » . فيمعجرد 
الحضور يحدث الإكرام . ولكن إن قلت لك  :‏ إن حضرت إِلىّ فسأكرمك ٠ ٠‏ فهذا 

يعنى أن الزمن يمتد قليلاً . فلن تكرم من فور أن تأى بل أنت تحضر عندى وبعد 
ذلك تأخذ تحيتك . ويأتيك الإكرام بعد قليل . 





111502022020200 


وإن أردت أنا أن أطيل الزمن أكثر فإتىق أقول : «إن حضرت إِىّ فسوف 
أكرمك » . إذن فنحن أمام ثلاث مراحل لترتيب الجزاء على الفعل : جزاء ياق من 
فور حصول الشرط . وجزاء يأق بعد زمن يسير تؤديه « السين » . وجزاء يأق بعد 
زمن أطول تؤديه .« سوف » . 


ولم يقل الحق : من يقاتل فى سبيل الله نؤتيه أجراً عظياً » ولم يقل : فسنؤتيه أجراً 
عظييا » ولكنه قال : « فسوف نؤتيه أجرا عظياً ‏ وهذا القول سيبقى ليوم القيامة ؛ 
لذلك كان لابد أن تأق « سوف » هناء وهذا دئيل على أنه جزاء موصول لا مقطوع 
ولا منوع . 


وهكذا نرى إحكام الأداء القرآى ؛ والحق سبحانه وتعالى مين يتكلم عن ثفسيه 
وذاته » يأتى بأساليب كثيرة : فمرة يأق بأسلوب الجمع ٠.‏ وتحن نقول . كبا علموتا 
فى النحو : « النون للتعظيم » كا فى قوله : 
2 بعل مةقءما وب 3 عل صم 2 
«9 إِنا تحن رما ل وَإنَاله, فظن ج » 
( سورة الحجر) 
لم يقل : انا اترلت: . فكل شىء يكون نتيجة فعل من أفعال الله . تاتيه د نون 
التعظيم ؛ م لآنه سبحانه حين يصنع شيئا لخلقه من متعة أو من نعيم ٠‏ يريد صفات 
كثيرة : قدرة للإبراز » وعدا لترتيب النعمة » وتدبيرا وحكمة . وبسطاء فيقول 
هنا : « نؤتيه », لأن الصفات تتكاتف لتعمل الخير. لكنه حين يتكلم عن ذاته 
محرداً عن الفعل . فسبحانه يتكلم بالوحدانية مثل قوله الحق : 
طا انوي ني أن أن لا إل إلّاأتا مدن » 
(من الآية ١4‏ سورة عله)» 
وكذلك قوله الحق : 
و مسال س سروس اس اسار 


وَأنَا أخترتك فَاستمع لما يوق © »# 


3 (سورة طه) 





ح ٠١‏ :1ج وح 99. .220620960224222 


فساعة يتكلم سبحانه عن ذاته فهو يتكلم بالوحدانية ٠‏ ولا تقل بالإفراد تأدباً مع 
الله فليس له شريك أو مثيل . وحينيا يتكلم سبحانه عن فعله يأق بالجمع فيقول : 
« نحن » وهذه حلت لنا إشكالات كثيرة » مثليا حدث عند قراءة قول الحق سبحانه . 
وتعالى : 


ظ أن طاول مِنَ اماو مآ كأعرَجَابء تكرت تأ 27 4 
( من الآية /7 سورة فاطر ) 


لقد جاء سبحانه فى صدر الآية ب« أنزل » وكان يناسيها أن يأى بعدها 

« أخرج و. لكنه قال : « فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها» فلياذا هذه « مفردة » 
وتلك « جمع » ؟؛ لأنه ساعة قال : « أنزلنا من السماء ماءٌ » لم يكن لأحد من خخلقه 
ولو بالأسباب فعل فى إنزال المطر » لكن ساعة أن أنزل المطر » نجد واحدا قد حرث 
الأرض ء وثانياً بذر . وثالثاً روى الارض ء وكل ذلك من أسباب خلقه . فلم 
عضم الله خلقه فقال : « أنزل من السياء ماء» ثم بعد ذلك : أنا وتملقى بما 
أمددتهم ومنحتهم : فاخرجنابه ثمرات مختلفاً ألوائها » . إذن فلا بد أن نتتبه إلى دلالة 
الكلمة حين تأن بالمفرد وحين تأق بالجمع . 


وقوله سبحانه : « نؤتيه أجراً عظياً » يلفتنا إلى أن كل فعل إنما هو حدث يتناسب 
مع فاعله أثراً وقوة . فالطفل عندما يصفع آخر لا تكون صفعته فى قوة الشاب أو قوة 
الرجل ٠»‏ فإذا كان الذى يعطى الأجر مثيلا لك فسيعطيك أجراً على قدره . لكن إذا 
كان من يعطى هو ربناء فسيعطى الأجر على قدره » ولابن أن يكرن عللها:. 
والأجر هو الشىء المقابل للمنفعة . 


وهناك فرق بين الاجر والثمن ؛ فالثمن مقابل العين , أما الأجر فهو مقابل 
المنفعة . أنا اشتريت هذه . فهذا يعنى أن دفعت ثمناً , لكن إن استأجرت شيئاً فهو 
لصاحبه ولكن أخذته لانتفع به فقط . وجزاء الحق لمن يقتل فى سبيل الله أهو أجر أم 
ثمن ؟. ونلتفت هنا أن الحق قد أوضح : أنا لم أثمن من قتل » بل نظرت لعمله ٠‏ 
فأاخذت أثر عمله . وأعطيته «وأجرا عظيا» . 








ىس" 
وبعد ذلك يقول الحق : 


رو ماع عا 2 


: ع عنظ يلوج بير م .اعم 2-2 
1 وَمَالَكْلاتْفيْلُونَ في سب لاله وَالْمسسَضْعَفِينَ 
مت لجال وَالِْسَله وَل لدان لدت يفولون ربنَآ 


كَّ جا سي سل نرج سوس عرش لفو سل # 


حرجنا من هذ وا لمرية الكل لر أهلها وأجَعللنامِن 


2# 


2 ا هس 2 ص ١‏ 
َدنكَ ولَاََجَم ل لام لَدنكَ تَصِيرا © +46 


والأية تبدأ بالتعجيب . ذلك أنه بعد إيضاح لون الجزاء عل الفتال فى سبيل الله 
كان لا بد أن يصير هذا القتال متسقاً مع الفطرة الإنسانية » ونحن نقول فى حياتنا 
العادية : وما لك لا تفعل كذا ؟ كاننا نتساءل عن سبب التوقف عن فعلى يوحى به 
الطبع . والعقل . فإن لم يفعله الإنسان صار عدم الفعل مستغرباً وعجيباً . فالقتال 
فى سبيل الله بعد أن أوضح الله أنه يعطى نتائج رائعة » فالذى لا يفعله يصبح مثاراً 
للتعجب منه , ولذلك يقول التق : « ومالكم لا تقاتلون فى سبيل الله » أى لإعلاء 
كلمة الله » ومرة يأنى القتال وذلك بأن يقف الإنسان المؤمن بجانب المستضعف الذى 
أوذى بسبب دينه . ويكون ذلك أيضا لإعلاء كلمة الله . 


يقول سبحانه : « ومالكم لا تقاتلون فى سبيل الله والمستضعفين » أى أن القتال 
يكون فى سبيل الله وفى خلاص المستضعفين . وفى ذلك استثارة للهمم الإنسائية حتى 
يقف المقاتل فى سبيل رفع العذاب عن المستضعفين.. بل إذنا نقاتل ولو من باب 
الإنسانية لاجل الناس المستضعفين فى سبيل تخليصهم من العذاب ؛ لأنهم ماداموا 
صابرين على الإيمان مع هذا العذاب . فهذا دليل على قوة الإيمان . وهم أولى أن ' 
ندافم عنهم وتخلميم من العذاب 7 
ويعطينا سبحاته ذلك فى أسلوب تعجب : وما لكم لا تقاتلون فى سبيل الله 
والمستضعفين » فكآن منطق العقل والعاطفة والدين يحكم أن نقاتل » فإذا لم نقاتل , 
فهذه مسبالة تمتاج إلى بحث . 
000 


هل ١‏ ؛ ١‏ أجوو 229029942001002 


وساعة يطرح ربنا مثل هذه القضية يطرحهادهل أساس أن كل الناس يستووذ 
عند رؤيتها فى أنها تكون مثاراً للعجب لديهم + مثلها مثل قوله الحق : 


وام صو ةل بس 
كن تكفرون ب اله # 
رمن الآية 4 سورة البقرة ) 


يعنى كيف تكفرون بربنا أيها الكفار ؟ إن هذه مسألة عجيبة لا تدخل فى العقل » 
فليقولوا لنا إذن : كيف يكفرون بربنا ؟ 


«وومالكم لاتقاتلون فى سبيل الله والمستضعفين من الرجال» وكلمة 
«والمستضعفين» يأق بعدها ومن الرجال » والمفروض فى الرجل القوة . وهذا يلفتنا 
إلى الظرف الذى جعل الرجل مستضعفاً . وْنْ ياق بعده أشد ضعفاً . 

و المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية 
الظالم أهبلها واجعل لنا من لدنك وليَاً واجعل لنا من لدنك نصيرا » فقد بلغ من 
اضطهاد الكفار لهم أن يدعوا الله أن يخرجهم من هذه القرية الظالم أهلها ء والقرية 
هى رمكةع. 

وقصة هؤلاء تحكى عن أناس 'من المؤمنين كانوا بمكة وليست لهم عصبية تمكنهم 
من الحجرة بعد أن هاجر رسول الله صل الله عليه وسلم ء فهم بمنوعون من أن 
يهاجروا ٠‏ وظلوا عل دينهم ؛ قصاروا مستضعفين : رجالاً وناءٌ وولداناء 
فالاضطهاد الذى أصابيم اضطهاد شرس لم يرحم حتى الولدان » فيقول الحق 
للمؤمنين : « وما لكم لا تقاتلون فى سبيل الله والمستضعفين من الرجال والتساء 
والولدان » . 

وهؤلاء عندما استضعفوا ماذا قالوا ؟ . قالوا : « ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم 
أهلها واجعل لنا من لدنك وليَاً » وعبارة الدعاء تدل على أنهم لن يخرجوا بل سيظل 

منهم أناس وثقوا فى أنه سوف يأتيهم ول يل أمرهم من المسلمين » » فكأنبها أوحت لنا 

5 سيوجد فتح لمكة. وقد كان . 


تقد جعل الله لحم من لدنه خير ول وخير ناصر وهو محمد صل الله عليه وسلم - 
فتولاهم أحسن التولى ونصرهم أقوى النصر . 





٠09-94392435‏ 02409 وص وررره 

هذه الجياعة من المستضعفين منهم « سلمة بن هشام » لم يستطع المحجرة » ومنهم 
« الوليد بن الوليد » وه عياش بن أب ربيعة » ء وه أبوجندل بن سهيل بن عمرو» . 
وسيدنا ابن عباس رضى الله عنه ‏ قال : لقد كنت أنا وأمى من هؤلاء المستضعفين 
من النساء :زالولدان 2 وكنر يضيقون ا ار تخرج ع انال را كان 
ليقاتلوا فى سييلهم نظام الكافرين 7 تجن الأ فرق بين 1ن والنساء 
والولدان فى العذاب . 


« الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولي 
واجعل لنا من لدنك نصيرا » وكان رسول الله والمسلمون نصراء م : 


ويقول الحق بعد ذلك : 


7 4 ء. و َال 2 
+9 امد «امنوا يِقئْلون فى سَبِيلٍ الله والذ دس 
ينون سبلأ طسوت فَعَِلُوَاأوليآ)لصَبِطان 
د سور يوست مك م مر م 
كيد اصع © 47 
وعرفنا أن الطاغوت هو : المبالغ والمسرف فى الطغيان . ويطلق على المفرد وعلى 
المثنى ع وعل الجمع 1 فتقول 4 رجل طاغورت 3 رجلان طاغوت 3 رجال طاغوت 3 


والحق يقول : 
و( لطر ال اط جهمينَ لطت يل أثور واي كقروا ريام 
لوت 4 


(من الآبة /761 سورة البقرة ) 





الك 
0294-0-290094-11٠١‏ 22009409-24-2204 


إذن فالطاغوت يطلق على المفرد وعلى المثنى وعلى الجمع ٠‏ وهل الطاغوت هو 
الشيطان ؟. يصح . أهو الظالم الجبار الذى يطغيه التسليم له بالظلم ؟ يصمّ ‏ أهو 
الذى يفرض الشرّ على الناس فيتقوا شرّه ؟ يصمح ء وكل تلك الألوان اسمها 
« الطاغوت » . 


والاسلوب القرآنى يتنوع فياق مرة ليقول : 
اه 
مَدَكَانَ لكايه فى فَينٍ التقنا َه قعل في سيل ا وان ى كور 4 
( من الآية 1١‏ سورة آل عمران ) 
وانظر للمقابلة هنا : « الذين آمنوا يقاتلون فى سبيل الله والذين كفروا يقاتلون فى 
سبيل الطاغوت » . هنا « آمنوا » وه كفروا » وهنا أيضا فى « سبيل الله » ود ى سبيل 
الطاغوت ٠‏ هذه مقابل تلك . لكى نعرف العبارات التى ينثرها ربنا سبحانه وتعالى 
علينا أن ندرك فيها الخطفةالإعجازية . قال فى هذه الآية : ١‏ الذين آمنوا يقاتلون فى 
سبيل الله والذين كفروا » مقابلات ب لأن الكافر مفهوم أنه طاغوت . ولكن : إذا 
ذكرث ف الثانية مقابلا لمحذوف من الأولى . أو حذفت من الأولى مقابلا من الثانية » 
هذا يسمونة فى الأسلوب البيانى اإحتباكا كيف ؟ 


ها هوذا قوله سبحانه وتعالى : « قد كان لكم آبة فى فتتين التقتا فثة تقاتل فى سبيل 
الله وأخرى كافرة ؛ أى تقاتل فى سبيل الطاغوت . ويقابلها الفئة التى تقاتل فى سبيل 
الله ولا بد أن تكون مؤمنة ., 


إذن فالكلام كله منسجم . فقال : « قد كان لكم آية فى فتتين التفتا فتة » وترك 
صفتها كمؤمئة وقال : ٠‏ تقاتل فى سبيل الله » وسنعرف على الفور أنها مؤمنة » وربنا 
يحرك عقولنا كى لا يعطينا المسائل بوضوح مطلق بل لنعمل فكرنا » كى لا يكون 
هناك تكرار, ولكى تعرف أنه إذا قال : فى سبيل الله » يعتى مؤمناً . وإذا قال : 
دفى سبيل الطاغوت » يكون كافراً . 


ويتابع الممق : ه فقائلوا أولياء الشيطان » . أى نصراء الشيطان الذين يتفخون فى 
ميادثه , والذين ينصرون وصو مله فق تفوسهم ليوزعوها عل الناس » هؤلاء هم 





9 الشيطان ؛ لآن الشيطان ‏ كا نعرف ‏ حينها حدث الحوار بينه وبين خالقه . 


ا 4 


( من الآية الم سورة ص ) 
لكنه عرف حدوده ولزمها فقال : 
م إِلَاعبلدك منهم السخلصينَ ب 
(صورة ص ع 


أى أن من تريده أنت يارب لا أقدر أنا عليه . وهذه تدلنا على أن المعركة ليست 

بين إبليس وبين الله . فتعالى الله أن يدخل معه أحد فى معركة » بل المعركة بين 
إبليس وبين الخائبين من الخلق . فعندما قال : « فبعزتك لأغوينهم أجمعين » دل على 
أنه عرف كيف يُقسِم ويحلف ؛ لان رينا لو أراد الناس كلهم مؤمنين لما قدر الشيطان 
أن يقرب من أحد » لكن ربنا عزيز عن خلقه » فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . 
ومن هنا دخخل الشيطان . فالشيطان قد دخل من عرّتك على خلقك سبحانك لآانك 
لو كنت تريدهم كلهم مؤمنين لما استطاع الشيطان شيئاً . بدليل قوله : « إلا عبادك 
متيم الممخلصين » أى أنا لا أقدر عليهم 1 كسم الشيطان أنه دارس ومئتبه لمسألة 
فيه قل سود ع 


( من الآية ١1‏ سورة الأعراف ) 
إذن فانشيطان لن يأ على الصراط المعوج ؛ لان الذى يسير على الصراط المعوج 
بطر اخطا لزيد ديطنا: فرتعي لليطدة وين عق مقت ...يض 
وليّه . فأولياء الشيطان هم كل المخالفين للمنبج . وهم نصراء الشيطان . 


والمق يأمرنا : ل فقاتلوا أولياء الشيطان » . هؤلاء الذين بيتيم وين الشيطان 
ولاءء هذا ينصر ذاك . وذاك ينصر هذا ء ويطمثننا الحق علل ذلك فيقول : دإن 
كيد الشيطان كان ضعيفاً » ؛ لأن الشيطان عندما يكيد سيكون كيده فى مقابل كيد 





2099 60099-<-090339929504950047 


ربه » فلا بد أن يكون كيده ضعيفاً جداً بالقياس لكيد الله » وليس للشيطان سلطان 
يقهر قالب الإنسان على فعل . ولا يستطيع أن يرغمك على أن تفعل » وئيس له 
حجة يقنعك بها . 


والفرق بين من يكره "القالب ‏ قالبك ‏ : أنك تفعل الفعل وأنث كاره . كأن 
بين ومية اما مينة لدعي عزو د بيد 1 
. قهر قالبك . لكن هل يقدر أن يقهر قلبك .ليقول:« أحبنى » ؟. لا يمكن . 
عطاك احاع يا م سبع عت ااييت سحا 2د 
هو الحجة والبرهان . بذلك يقتنع أن يفعل الفعل وليس مرغياً عليه . إذن فالاول 
يكون قرة » والثانى يكون حجة . 


والحق سبحانه وتعالى يوضح لنا : اعرفوا أن هذا الشيطان ضعيف جداً » فهو 
لا يملك قوة أن يرغمك فإذا أغواك تستطيع أن تقول له : لن أفعل . . ولا يستطيع 
أن يأق لقلبك ويقول لك : لا بد أن تفعل ويحملك على الفعل قهرا عنك . فليس 
عنده حجة يقنعك بها لتفعل . فهو ضعيف . فلماذا تطيعونه إذن ؟. إنكم تطيعونه 
من غفلتكم وحيكم للشهوة . والشيطان لا يقهر قلبكم . ولا يقهر قالبكم . بل 
يكتفى أن يشير لكم !1. ولذلك سيقول الشيطان فى حجته يوم القيامة على الخلق : 

نابعلي ين ملي إلآك مَعَئع ملي 4 
(من الآية 57 سورة إبراهيم ) 


أى لم يكن لى عليكم سلطان : لا سلطان قدرة أرغمكم على فعلكم بالقالب » 
ولا سلطان حجة ارغمكم عل أن تفعلوا بالقلب ء أى أنتم المخطثون وليس لى 
شان . إذن فكيد الشيطان ضعيف . وه الكيد  »‏ كا نعرف ‏ هو : محاولة إفساد 
الحال بالاحتيال » فهناك من يفسد الحال لكن ليس بحيلة » وهناك من يريد أن 
يفسدها بحيث إذا أمسكت به يقول لك : لم أفعل شيئاً ؛ لانه يفعل الخطأ فى 
الخفاء . ويفسد الحال بالاحتيال . والكيد لا يقبل عليه إلا الضعيف . 


إن القرى هو من يواجه من يكيد له » فالذى يدس السّم لإنسان آخر فى القهوة 





حمححوححصحه وص خحوححمصص أرزله 
مثلاً - هو من يرتكب عملا لإفساد.الحال باحتيال ‏ لأنه لا يقدر أن يواجه » أما 
القوى فهو يتأبى على فعل ذلك , وحتى الذى يقتل واحدا ولو مواجهة نقول له : أنت 
خائف . أنت أثبت بجرأتك عل قتله أنك لا تطيق حياته » لكن الرجولة والشجاعة 
ثقتضى أن تقول : أبقيه وأنا أمامه لأرى ماذا يقدر أن يفعل . 
إذن فكيد الشيطان جاء ضعيفاً لانه. لا يملك قوة يقهر بها قالباً . ولا يملك حجة 
يقهر بها قلبا ليقنعك . فهر يشير لك باحتيال وأنت تأيه : ولا يحتال إلا الضعيف . 
وكلما كان ضعيفا كان كيده أكثر , ولذلك كانوا يقولون مثلا : المرأة أقوى من الرجل 
لأن ربنا يقول : 


ل( إن كيد كن عدي »# 
( من الآية 78 سورة يوسفا) 


ونقول لحم : مادام كيدهن عظيرا ؛ إذن فضعفهن أعظم ء وإلا فلاذا تكيد ؟. 
ولذلك يبرز الشاعر العربى هذا المعنى فيقول : 
وضعيفة فإذا أصابت فرصة فتلت كذلك قدرة الضعفاء 
لأن الضعيف ساعة يمسك خصمة مرة . وتمكنه الظروف منه ؛ يقول : لن أتركه 
لأننى لو تركته فسيفعل بى كذا وكذا . لكن القوى حينما يمسك بخصمه . يقول : 
اتركه وإن فعل شيثا آخر أمسكه وأضربه على رأسه . إذن فإن كان الكيد عظيمأ يكون 
الضعف أعظم . 


ويقول الحق بعد ذلك ؛: 


ا الاريك أي الشكرة 
انا ألذكذ؟ مكيب علوم الفتال ريت من 





داكا 


8 


1:١ 


سكم أهأوَسدَ َه و نيلاير 
بسي جة ايت 


0 0 1 


ديا كيل وأ خَير لمن أن ولا نُظلمونَ 
8-6 


نعرف أن الحق ساعة يقول : «ألم تر» يعنى : إن كانت مرثية فى زمنها » 
فلك أن تنامل الواقعة عل حقيقتها » وإن كانت غير مرئية فمعناها : ألم تعلم » 
ولكن العلم بإخبار الله أصدق من العين . وحين يقول الحق : « كفُوا أيديكم » 
لا بد أن تكون بوادر مد الأيدى موجودة . فلن يقال لواحد ل يمد يده : كف يدك . 
والكلام هنا فى القتال + فكون قد كفوا أيدييم عن القتال ٠‏ بدليل أن الحق سببحاته 
وتعالى جاء فى المقابل فقال : « فلما كتب عليهم القتال » إذن فقد قيل لهم : ٠‏ كفوا 
أيديكم » لان بوادر مدّ الأيدى للقتال قد ظهرت متهم إما قولاً بأن يقولوا : دعنا 
يا رسول الله نقاتل . وإما فعلا بأن تميأوا للقتال.. وعندما يقول القرآن : « فلما كُتِبَ 
عليهم القتال » دل هذا القول عل وجود زمنين يصدد هذه الآية : زمن قيل لهم : 
كثرا أينيكم ». وردق كيب قليهم القيال + ختقهم .حزن ققة ألذاعاذية غناك باقر لق 
اليد إلى القتال قبل أن يكتب عليهم القتال والذين قالوا:دعنا نقاتل هم : ابن 
عورف وأصحاب له » ولو كان الأمر بالقتال متروكا للرسول عم ون بمجرد 
أن قالوا ذلك . 

عن ابن عباس - رضي الله عتبها ‏ أن عبدال رحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبى 
صل الله عليه وسلم بمكة . فقالوا : يا نبى الله ٠‏ كنا فى عزة . ونحن مشركون » 
فليا آمنا صرنا أذلة قال ١‏ وال درت اشر ف جلو لقره فل حول انق مل 
المدينة أمره بالقتال » فكفوراء فانزل الله «ألى ت تر..لل الذين قيل طم كفوا 
أيديكم ,200 , 


. رواه ابن آى حاتم » ورواء النسائى والحاكم‎ )١( 


راجع أصله وخيرّج أحاديئه د. أحمد عمر هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر . 








حمحص حو ج٠2 11١22222222:‏ له 
وهذا دليل عل أنه منتظر أمر السماء . وبعد ذلك كتب الله عليهم القتال . فليا 
كتب عليهم القتال تملص البعض منه . . مصداقاً لقول الحق : « فلا كُِبٌ عليهم 
القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية » فلاذا هذه الخشية 
وهم مؤمنون : هل هذا يعنى أنهم خافوا الناس أو رجعوا فى الإيمان ؟. كا طلب 
بعض من بنى إسرائيل القتال : 
ع نه وير م 


ألد إل الملمن به إن ربل من بعد موسو إذ وام اب لكا مك 
ب ع 


ته سيل كل م َم إذكيب متنك الفا امقر كنا 


عد 
امس م ممع م ميو ع 


مع ده ساق في م .ا م ممم 1م مم 2 ساسع 0 
وما ]ألا ندل في سيمل الله وقد حرجنا من د يثنا باينا فلما كيب علوم 


ده حي ع3 م 


(سورة البقرة) . 
إذن فعندما تصل المسألة إلى الأمر التطبيقى . قد يدب فى نفوسهم الخُور 
والخوف . والحق سبحانه لم يمنع الأغيار أن تأى على المؤمن » فيادام الإنسان ليس 
رسولا ولا معصوما فلا تقل : فلان عمل كذا أو فلان عمل كذا ؛ لأن فلانا هذا لم 
يدع أنه معصوم ٠.‏ ولذلك يصح أن تأق منه الأخطاء . وتأتيه خواطر نفسه » وتأتيه 
هواجس فى رأسه . ويقف أحياناً موقف الضعف . ولذلك عئدما يقول لك واحد : 
فلانة عملت كذا وفلان عمل كذا . قل له : وهل قال أحد إن هؤلاء معصومون ؟ 
وماداموا غير معصومين فقد يتأق منبم هذا. 


والله يقول : « إذا فريق منهم » وهذا يعنى أنهم ليسوا سواء » ففريق منهم أصابه 
الضعف . وفريق آخر بقى على شدته وصلابته فى إيمانه لم تلن له قناة ولم يئله وهن 
ولا ضعف . ثم انظر أدب الأداء . لم يقل : فلان أو فلان . بل قال : « إذا فريق 
منهم » وهذا يستدعى أن يبحث كل إنسان فى نفسهء» وهذه عملية أراد بها الحق 
الستر للعبد ء ومادام الستر قد جاء من الرب . فلتعلم: أن ربنا أغير على عبده من 
نفسه ء ولذلك نقول دائها : ساعة يستر ربنا غيب الناس على الناس فهذا معناه : 
تكريم للناس جميعا . 





+45 ج0-0+402202-+9962020+ 062 


وهب أن الله أطلعك على غيب الناس أتحب أن يظلع الئاس على غيبك ؟! لاء 
إذن فانت عندما ترى أن ربنا قد ستر غيبك عن الناس وستر غيب الناس عنك 
فاعرف أن هذه نعمة ورحمة ؛ لآن الإنسان ابن أغيار» فيصح أن واحداً أساء إليك 
فى نفسه ولم يرغب أن تعرف ذلك » وأنت ت أيضاً تريد أن تتخلص منه وتكرهه ء فلو 
أطلعه الله عل مافى قلبك . أو أطلعك على مافى قلبه لكانت معركة يجرح فيه كل 
منكيا كرامة الآخر. لكن ربنا ستر غيب خلقه عن خلقه رحمة يخلقه . 


وانتا أيهنا آنا الخد قد تقضيه. ومنب ]5 يسن عليك > .يلمر الأتخرين 

ألا يتقصوا أخبار معصيتك له . بالله أيوجد رب مثل هذا الرب ؟ شىء عجيب ؛ 
فتد تكون_عاصياً له ويرك أن يستر عليك ٠‏ ويأمر غيرك : إياكم أن تتبعوا عورات 
الناس . فقد يكون عندهم بعض الحياء » ويكونون مستترين فى أسماهم وملابسهم 
لماذا ؟ حتى لا يفقدوا أنفسهم أو يضلوا طريق التوبة لربهم . 


إذن فالحق يرحم المجتمع ٠‏ ولكن الخيبة من الناس أنهم يلحون على أن يعلموا 
الغيب ويبحثوا عمن يكشف هم الطالع . ونقول لمن يفعل ذلك : يا رجل لقد ستر 
الله الغفيب عنك نعمة منه عليك » فاجعله مستورا كيا أراد الله . 


إن الحق سبحانه وتعالى يقول : ١‏ إذا فريق متهم يخشون الناس كخشية الله أو 
أشد خشية » والواحد من هذا الفريق يخشى القتال والقتل . ويخاف من الموت ؛ لأنه 
سيأخحذه إلى جزاء العمل الذى عمله فى الدنيا . ولذلك نجد أحد الصحابة يقول : 
أكره الحق . 

فتساءل صحابي آخخر : كيف تكره الحق ؟ قال : أكره الموت ومن منا يحبه ! 

ولماذا يخئى الناس القتال ؟ لأن الله حين يميت ؛ يميت بدون هدم بنية » ولكن 
الأعداء فى القتال قد يقطعون جسد الإنسان ويمثلون به » لكن إن استحضر العيد 
الجزاء على هذه الْدُلّةَ بون عليه المسألة . 


« إذا فريق منهم مخشون الناس كنخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا 





حصمحصص مح ص محصتن مص صحبوت صوصو 111أأله 
القتال » وكأنهم قد نسوا أنهم طلبوا القتال » كى نعرف أن النفس البشرية حين 
تكون بمنلى عن الشىء تتمناه » وعندما يأنيها تعارضه . 


« وقالوا ربنا لم كتبت علينا القنال لولا. أخخرتنا إلى أجل قريب » فهل جاء هذا 
الكلام منهم عل سبيل الاستفهام ؟ يوضح الله لنا ذلك : إنهم يقولون : يارب لماذا 
ابتليتنا هذا الايتالاء وقد لا نقدر عليه ف ساعة الخوف من لقاء المعارك ؟ لذلك 
طلبوا أن يؤجل الله ذلك وأن يجعلهم يموتون حتف أنوفهم لا بيد العدو ؛ وكلمة 
« إلى أجل قريب » توضح أن كل واحد منهم يعى تاماً أنه سيموت حتاً + لكن 
لالحد مك “كرئد إن تتحجي 7اخاية باشفشكن. 


ولماذا تطلبون التأخير ؟ أحُباً فى الدنيا ومتاعها ؟ ويأق جواب الحق : دقل متاع 
الدنيا قليل » ولا يصح أن تخرضوا عليه اننا الؤمنون خرصا يمنعكم أن تذهبوا 
لتقائلوا ٠‏ فكلكم ستموتون ٠‏ وكل منا يجازيه ربنا على عمله . أما الذى يُقتل فى 
سبيل الله فسيجازيه على عمله فوراء ويعطيه حياة أخرى مقابل الموت . لآنه سياخذ 
الشهادة » ولذلك يأمر الحق رسوله بأن يقول : « قل متاع الدنيا قليل » إن قارنته بما 
يصل إليه المرء من ثواب عظيم إن قتل فى الحرب جهادا فى سبيل الله . قال 
بعضهم : اذا كان لا مفر هن الموت ء فلاذا لا نذهب لنقاتل فى سبيل الله » فإن قتلنا 
ل ا ا ا 


الحكيم : 

ولق أن الحياة تيقى, لحن لحلذنا آضكنا التعمان 
أى أن الحياة لو كانت تبقى الى لكان أضل ناس فينا هم الشجعان الذين يقتلون 

أنفسهم فى ايرب » لكن المسألة ليست كذلك » والشاعر العربي يقرل : 

ألاأيها الزاجرى أحضر الوغى وإن أشهد اللذات هل أنت مخلدى 
والمتنبى يقول : 

أرى كلنا يبغى الحياة لنفسه حريصا عليها مستهاما بها صبا 





فحب الجبان النفس ورئه التقى وحب الشجاع النفس أورده الحريا 


ا 
١158‏ صمح محح مح ص محص صمح حمصه 


إذن فالائنان يحبان نفسيهما . لكن هناك فرق بين الحب الأحمق والحب الأعمق . 


وعندما ننظر إلى إجمالى السياق فى الآية نجد أن الحق سبحانه يربى - فى صدر 
الإسلام ‏ الفثة المؤمنة تربية إئمانية لا تخضع لعصبية الجاهلية ولا لحمية النفسء ففريق 

من المؤمنين بمكة الذين ذاقوا الاضطهاد أحبوا أن يقاتلوا » لكن الرسول صل الله 

علية وسلم يبلغهم أنه لم يؤمر بالقتال بعد . وأمرهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ٠»‏ 
وأن يصبروا على ماهم فيه حتى يأذن الله بالقتال . وتلك تربية أولى للفئة المؤمنة ؛ 
لان الإسلام جاء وى نفوس العرب حمية وعصبية وعزة وأنفة » فكلما أهيج واحد 
منهم فى ىء فزع إلى سيفه وإلى قبيلته وشنها حرباً ٠‏ فيريد الله سبحانه أن يستل من 
الفثة المؤمئة الغضب للنفس والغضب للعصبية والفضب للحمية » وأراد أن يجعل 
الغضب كله لله . 


وحينما جاء الإذن بالقتال . جاء لا ليفرض على الناس عقيدة . ولا ليكرههم على 
إسلام ٠‏ وإنما جاء ليحمى النفس الإنسانية من أن يتسلط عليها الأقوى الذى يريد 
أن يجعل الاضعف تبيعاً له ٠‏ فأراد سبحانه أن يحرر الاخختيار فى الإنسان فكان القتال 
حفاظا على كرامة الإنسان أن يكون تبيعا فى العقيدة لغيره » وبعد ذلك يعرض قضية 
الإسلام عرضاً عقلياً ؛ فمن استجاب له فمرحباً به ٠‏ ومن لم يستجب فله أن يظل 
عل دينه . وهذا يدل على أن الإسلام دين منع التسلط على عقائد الناس » وضمن 
لحم الحرية فى أن يختاروا ما يحبون من العقائد بعد أن بين هم الرشد من الغى . 


وحينها شرع الله القتال فقد شرعه دون أن يكون هناك أدنى تدخل لغضب النفس 
ولا لحميتها ولا لعزتها » ويشاء الحق سبحانه عار أن يصور العواطف الإنسانية 
التى تواجه الإسلام ويواجهها الإسلام تضويرا'طريعياً . فبين لنا أن الطبع الإنساق 
يعالج بالتربية » ولهذا نجد أن بعضاً من الذين طلبوا القتال خافوا : : إذا فريق منهم 
يخشون الناس كخشية الله أو أشد خخشية » . 


إذن فهناك فرق بين نظرية أن نقاتل » وأن نخوض القتال بالفعل ؛ لذلك 
تجد أن منهم من خاف الذهاب إلى القتال خشية أن يُقتلوا » والقتل كيا تعلمون : 
هدم بنية » ولكن الموت حتف الأنف هو الذى يسحب به الله الروح الإنسانية » دون 





يوزالكقة 
0-294-0-040-94230ه11150222200-09ا كت 


١‏ هدم بنية أو نقض فا . وأيضا فالقتال يكون مظنة القتل + والخوف من القتال مظئة 
التراخى فى الاجل » فالقتل موت مقرب أمام المقاتل مسا دب 
عند الله م لذلك قالوا : «ربنا لم كتبت علينا القتال » . 


فهل كان طلبهم للقتال لقصد الحمية . وسبحانه يريد أن يبرىء المؤمن أن يكون 
قتاله للحمية ؛ لأنه جل وعلا يريد أن تكون المعركة إيمانية ؛ لتكون كلمة الله هى 
العليا حتى ولو كان المخالف له صلة نسب أو صلة عصب أو صلة عواطف . 


والحق سبحانه وتعالى يريد أن يعلمنا ذلك ؛ لأن الآمة الإسلامية ستواجه عنفا 
شرسا فى تثبيت قاعدة الاختيار الإيمانى فى البشر » فقال الحق لرسوله صلى الله عليه 
وسلم : إن قالوا لك ذلك « قل متاع الدنيا قليل » » فالحرص على أن يستبقى المؤمن 
نفسه من القتل ليموت بعد أجل قريب يعنى أنه يريد أن يأخذ من الحياة فرصة أكبر » 
فأوضح الحق : لاء ضعوا مقياسا تقيسون به الحدوى. فبحانه قال : 

إن اله أشتر من المؤمنين انفسهم وأمواهم بأن لهم بلنْة 4 

( من الآية ١١١‏ سورة التوبة) 
إنه. شراء وبيع . وأيضاً قال سبحانه فى الصفقة الإيمانية : 


مء 426 لسعم ىم ع 

ٍ هل أَدلْكر عل يجرة تنجيمٌ من عَدذَابٍ أيس # 
( من الآية ٠١‏ سورة الصف) 
إذن فالله يعاملنا بملحظ النفعية الإنسانية . والليق . الفطن . الذكى هو الذى 
يتاجر فى الصفقة الرابحة أو المضمونة أو التى تكون جدواها والفائدة منها أكثر من 
سواها . فلو أننا قارنا الدنيا » لعلمنا أنبا مهما طالت لا نؤثر ولا تزيد فى عمر الفرد ؛ 
لأن الدنيا تطول فى الزمن ؛ لكنها بالنسبة للأفراد تكون بمقدار عمر كل واحد فيها 0 
لا بمقدار أعمار الآخرين » فإن دامت للآخرين طويلاً » فيا دخل الفرد فى ذلك ؟ 


إذن فالدنيا بالنسبة للفرد هى زمن محدد ١‏ والله ب يبشر المؤمن الذى يقتل فى سبيله 
أنه يأل من الصفقة زمناً غير محدود . وأيضاً فالبقاء فى الدنيا بدون قتل وإلى أن 





شية لقا 
١‏ +0+2242+093 همح حمعيمصح 


يموت الواحد حتف أنفه , هو بقاء مظنون وغير متيقن . ونحن نرى من يموت طفلا 
أو شاباً أو كهل . أما الآخرة فهى غير محدودة وهى متيقلة . 


إن النعيم فى الدنيا يكون على مقدار تصور الفرد للنعيم وإمكانات الفرد فى تحقيق 
النعيم . وأما النعيم فى الآخرة فيكون على المقدار الذى أعده الله لعباده بطلاقة قدرته 
وسعة رحمته . فإن قارنا صفقة الدنيا بالآخرة لوجدنا أن متاع الدنيا عل 
فرض أنه متاع هو قليل بالنسبة للآخرة . 


إذن فالحق ينمى فينا قيمة الصفقة الإيمانية » ويعلم أن كل إنسان يحب الخير 
لنفسه . فلا يظنن أحد أن الدين جاء ليسلبه الحرية . أو ليستذله ء فالدين إنما جاء 
ليربب للمؤمن النفعية وينميها له . 


لمكي ل افا ان مم ل ع 
عون ممع الواسد يجن دعل حملا سق الاعزين توعد دنع الزن ونم ماين 
أن يخطثوا فى حقه . فإذا قال الدين لواحد : لا تمد عينيك إلى محارم غيرك ٠‏ ففى 
هذا القول ما يوصى كل غير فى الدنيا : لا تمدوا أعينكم إلى محارم فلان . فالكسب 
العظيم ‏ إذن ‏ يعود عل "القرة: 


وقول الحق : وقل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن انقى » يوضح لنا عظمة 
الصفقة الويمانية ء وبعد ذلك يؤكد لنا العدل فى قوله : « ولا تظلمون فتيلا » ونعرف 
أن الفتيل هو ما قُتل من الأقذار حينها يدعك الإنسان كفيه معأ فيخرج ناتها 
كالفتلة » أو الغتيل هو الفتلة فى بطن النواة » أى لا نظلم حتى فى الشىء التافه . 
والعدالة هنا بمشروطها ؛ لأن الله أوضح أن من يصنع السيئة يجازى بسيئة مثلها » 
ومن يصنع حسنة يجهازى بعشرة أمثالها أو أكثر . 


وهكذ! لا ترهق العدالة مؤمناً لأنها تق بفضلها . فالحسنة بعشر أمثالها أو أكثرء 
وتحسب الحسنة عتد الله فى ميزان العدالة بما أخذ من الفضل . فلا يقولن واحد : إن 
هناك عدلا من الله بدون فضل . 





شزيةالعتاة 
صحمصحصح وت تج 5 59 :21141102222055 

إذن فقول الحق : «ولا تظلمون فتيلاً » هو بفسميمة الفضل إلى العدل . ولذلك 
نحن تدعو الله قائلين : اللهم عاملنا بالفضل لا بالعدل ؛ لأن مجرد العدل قد 
يتعينا . وندعو الله : وبالإحسان لا بالميزان ؛ لآنه لوعاملنا بالميزان قد نتعب , 
وندعو الله : وبالجبر لا بالحساب . والجبر هو أن يجبرنا الله » وهكذا نرى أن قوله 
الحق : « ولا تظلمون فتيلا» بلاغ من الحق لنا : أننا سئعدل معكم بالفضل فتكون 
السيئة بواحدة » وتكون الحسنة بعشر أمثاها أو أكثر. 


وقوله الحق : « ولا تظلمون فتيلا » يعنى فيا قضى به سبحانه متفضلا بالفضل مع 
العدل . وسبحانه يريد أن يطمئننا على أن قضايا الإيمان يجب أن يحافظ عليها . 
فإياك أن تظن أن عملك هو الذى سيعطيك الجزاء » إنما فضل الله هو الذى 
سيعطيك الحزاء . يقول الحق : 
إل يطل هتمه روأ هو حون ا 4 
( سورة يونس » 
فالفضل هو الذى يُفرح قلب المؤمن . ثم يأتى الحق سبحانه ليرد من بعد ذلك على 
قضية قاها المنافقون حينها خرج رسول الله صل الله عليه وسلم في أحد » ثم قتل من 
قتل من المسلمين ؛ فقال المنافقون : ٠‏ لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا » ففهموا أن 
العندية عندهم حصن فم من الموت . وأن الذهاب إلى القتال هو الذى يجلب 
الموت . ونعرف أن كل حدث من الأحداث له زمان وله مكان ونسميه الظرف . 


إن الذين درسوا « الظرف » فى النحو يقولون : ٠‏ ظرف زمان أو ظرف مكان » » 
فكل حدث من الأحداث لا بد أن يوجد له زمان ومكان . والزمان فى الموت مبهم 
والمكان فى الموت أيضاً مبهم » فظرف حدث الموت زماناً أو مكاناً مبهم ‏ وحين يبهم 
الله شيئاً ؛ فلا تظنوا أنه يريد أن يخفيه ويُغمضه علينا » إن الحق يبهم الأمر ليوضحه 
أوضح بيان ٠»‏ فال بهام من عنده أوضح بيان . كيف ؟. 1 


إنه سبحائه حين يجهلنا بزمن الموت ويخفيه علينا فمعنى ذلك أن الإنسان قد 
يستقبل الموت فى أى لحظة » وهل هناك بيان أوضح من هذا ؟. فحين جهلنا بزمن 
الموت فهو ل يمنع عنا معرفة زمنه » ولكنه أشاع زمنه فى كل زمن » فلا أحد بقادر على 


لك 


لطا 
7ب7ب02+222093525+42014)حمحص حميصه 


الاحئياط من زمن الموت . وكذلك الخال فى مكان الموت . 


وها هوذا الحق يقول : 


يتنا تكزذا زرك انمث ولك بع 
2.22 + معرءه عه لاس ل فر 
بوي و 122 عُولوأمذِوممِنَعِن لَه 


4 2 مم هل 98 رود 5 
دإ تيبهم سيدئة د فَلْملمَن. 
حارم سم و سم سء مر 


عند ذال كول الت رلا بوه مورب 
حَديكًا(2) 47 


والحق هنا يتعرض لقضية الموت مع المكان فقال : « أينا تكونوا يدرككم الموت 
ولو كنتم فى بروج مشيدة » فالعقل البشرى الذى يتوهم أن بإمكانه الاحتياط من 
الموت -مكاناً - عليه أن يعى جيداً أنه لا يسنتطيع ذلك » فوجود الشخص عند ظرفٍ 
ما لا يدفع ولا يمنع عنه الموت » فالعندية سواء فى معسكر الكفر أو فى معسكر الإيمان 
لن تمنع حدوث الموت 


والعندية ‏ كا نعلم ‏ تعطى ظرف المكان . فلطافة تغلغل الموت تخترق أى مكان 
وزمان مادام الحق قد قضى به . وأعداء الإنسان فى عافيته ونى حياته كثيرون » لكن 
إن نظرنا إليها فى العنف نجدها تتناسب مع اللطف . فكلما لطف عدو الإنسان 
ودق ؛ كان عنيفاء وكل)ا كان ضخيا كان أقل عنفا . فالذى له ضخامة قد يهول 
الإنسان ويفزعه » ولكن بإمكان الإنسان أن يدفعه . لكن متى يكون العدو صعياً ؟ . 
يكون العدو صعبا كلما صغر ولطف ولا يدخل تحت الإدراك . فيتسلل إلى الإنسان . 


ومثال ذلك * هب أن واحداً يبنى بيت فى خلاء ويمر عليه إنسان ليبارك له وضع 
075 5 ا اتح ازا ل للا ا د 11لا تاودال لابوا 


أساس البيت فيقول لصاحب البيت نان ل خط كل هذا لكان + فهو يمتىء 
بالذثئاب والثعالب ويجب أن تضع 10 على النوافذ التى ف الدور الأول » وذلك 
حتى لاتدخل إليك هذه الحيوانات المفترسة . 


ويضم صاحب البيت حديداً على نوافذ الدور الأول . ويجىء واحد ثان ويقول 
له : لقد فاتك أن هذا المكان به ثعابين كثيرة وعليك أن تضيق فتحات الحديد » 
ويفعل ذلك صاحب البيت ليرد الثعايين ٠‏ ويجيء ثالث لزيارة صاحب البيت 
فيقول : إننى أتعجب منك كيف تحترس من الذئاب والثعايين ولا تحتاط من ذباب 
هذه المنطقة ؟. إنه ذباب سام . وهنا يضع صاحب البيت سلكاً على النوافذ . 
ويجىء واحد رابع ليقول لصاحب البيت ؛ فى هذه المنطقة حشرات أقل حجياأ من 
لي أن تتسلل من فتحات السلك الذى تضعه 
على نوافذك » فيخلع صاحب البيت السلك المعلق على نوافذ البيت ويقوم بتركيب 
سلك آخر فتحاته أكثر ضيقاً بحيث لا تمر منه هذه الحشرات . إذن فعدوك كلما لطف 
ودق عن الإدراك كان عنيفاً . 

ولذلك فأخطر الميكروبات التى تتسلل إلى الإنسان . ولا يدرى الإنسان كيف 
دخلت إلى جسده ولا كيف طرقت جلده . ولا يعرف إصابته بها إلا بعد أن تمر مدة 
التفريخ الخاصة بها وتظهر بمجحسده ' آلامها ومتاعبها . إنها تدخل جسم اللإنسان دون 
أن يدرى :ولا يعرف لذلك زماناً أو كاك 


ويلفتنا سبحاذه إل أن النىء عندنا ! كلبا لطف ازداد عنفاً 3 ولا تمنعه المداخلٍ . 
فيا بالكم بالموت وهو ألطف من كل هذا . ولا أحد يستطيع أن يحتاط منه أبداً . 


وما مقابل الموت ؟ . إنه الحياة حيث توجد الروح فى الحسد . وما كنه الروح ؟ 
لا يعرف أحد كنه الروح على الرغم من أنه يحملها فى نفسه . ولا أحد يعرف أين 
تكون الروح أو ماشكلها , ولا أحد يعرف من رآها لو سبكياالى 1 


وعندما يقبضها الله فإن الحياة تنتهى . والحق هو الذى جعل للحى روحاً . 
بوعندما ينفخها فيه تأق الحياة . 





144 ومح صمح ومح ححص صمص وه 
إن الحق ‏ سبحانه ‏ يلفتنا ويتبهنا إلى ذلك فيترك فى بعض ماديتنا أشياء لا يستطيع 


العلماء بالطب ولا المجاهر أن يغرفوا كتبها وحقيقتها ٠‏ فنحن لا نعرف - مثلا - 
الفبروس المسبب لبعض الأمراض . 


فإذا كان الله قد جعل للإنسان روحاً هبه بها الحياة » فلاذا لا نتصور أن للموت 
حقيقة » فإذا ما تسلل للإنسان فإنه يسلب الروح منه » وبذلك نسبتطيع أن نفهم 
قول الحق سبحانه وتعالى فى سورة الملك : 
عط تمرك اذى بيده الملك وهو عل كل ىو مدير ١ج‏ الذى حَلقَ موت وَالحَيرة 
عء لل 16ثئلئءء اء م اديور 
لبياو قر يكز سن عملا 8# 


( الآية ١‏ وجزء هن الآية ؟ سورة المنك © 


إذن فالموت ليس عملية سلبية كا يتوهم بعض الناس . بل عملية إيجابية » وهو 
تلوق بسر دقيق للغاية يناسب دقة الصانع . ووصفف البق أمر الموت والحياة في 
سورة الملك وقدم لنا الموت على الحياة ؟ مع أننا فى ظاهر الأمر نرى أن الحياة تأ أولا 
ثم يأق الموت . لاء إن الموت يكون أولا . ومن بعده تكون الحياة . فالحياة تعطى 
للإنسان ذاتية ليستقبل بها الأسباب المخلوقة: فيحرث الأرض أو يتاجر فى الاشياء أو 
يصنع ما يلائم حياته ويمتع به السمع والبصر . فيظن أن الحياة عى المخلوقة أولا . 


ينبهنا ويوضح لنا الحق : لا تستقبل الحياة إلا إذا استقبلت قبلها ما يناقض 
الحيأة » فيقول لنا عن نفسه : « الذى خخلق الموت والحياة » وهذا ما يسهل عليئا فهم 
الحديث القدمى الشريف الذى يشرح لنا كيف يكون الحال بعد أن يوجد أهل الجنة 
فى الجنة وأهل النار فى النار ويأق الحق سبحانه بالموت فى صورة كبش ويذبحه . 


عن أبى هريرة ‏ رضى الله عنه ‏ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يؤق 
بالموت يوم القيامة » فيوقف على الصراط . فيقال : يا اهل اللخنة فيطلعون خائفين 
وجِلِين أن يخرجوا من مكانهم الذى هم فيه . فيقال : هل تعرفون هذا ؟ قالوا : 





ممح 052222429222242 1 9 


نعم رَبْنا » هذا الموث ء ثم يُقال : يا أها لى النار » فيطلعون فرحين مستبشرين » أن 
يخرجوا من مكانهم الذى هم فيه . فيُقال : هل تعرفون هذا ؟ قالوا : نعم هذا 
الموت , فيأمر به فيذبح على الصراط ء ثم يقال للفريقين « كلاهما 2006؛: خلود فيها 
تجدون لا موت فيه أبدا ه9) . 


وتجسيد الموت فى صورة كبش معناه أن للموت كيئونة . ويعلمنا الله أنه يقضى عل 
الموت ع فنحيا فى تخلود بلا موت . وينبه الناس الذين كفروا وظنوا أن الذين قتلوا فى 
سبيل الله لو كانوا عندهم لا ماتوا . نقول لهم : العندية عندكم لا تمنع الموت . ولو 
كان من دنا أجله وحان خريّنه يسكن فى بروج مشيدة لأدركه الموت . 


إن الأداء القرآنى يتنوع ؛ فهناك من الأداء ما نفهمه من الألفاظ , وهتاك ما نفهمه 
من اهْدُى الآسلوبى للقرآن ؛ لأنه خطاب الرب . عا فيها بيغهم يتخاطبون 
بملكات لغوية وملكاث عقلية » لكن عندما يخاطب الحقُ الخلق فسبحانه يخاطب كل 
ملكات النفس 1 ولذلك نجد طفلا صغيراً يحفظ القرآن ويمت بالسرور . فيساله 
واحد من الكبار : ما الذى يسرك فى حفظ القرآن ؟. فيجيب الصغير : إننى أحس 
بالانسجام وكفى . هو لا يعرف لاذا يمس بالانسجام من سماع القرآن أو حفظه » 
فالمتحدث هو الله . وسبحانه بقدرته وحمال كياله يخاطب كل الملكات النفسية . 


وسبحانه وتعالى يقول : « أينها تكونوا يدرككم الموت » أى أينها توجدوا يدرككم 
الموت . وكلمة ١‏ يدرككم : دليل على أن الإنسان عندما تدب فيه الروح ينطلق 
الموت مع الروح . إلى أن يدركها فى الزمن الذى قدره الله . وكلمة ٠‏ يدرك » توضح 
لنا أن الموت يلاحق الروح حتى إذا أدركها سلبها وكما قال الأثر الصالح عن ملاحقة 
الموت للحياة : و ححتى إذا أدركها جرت ٠‏ فلا أحد منكم إلا هو مُدُرَك » . ولذلك 
يقول أهل المعرفة والإشراق : « الموت سهم أرسل إليك وإنما عمرك هو بقدر سفره 
إليك » . 


ا 0 
)١(‏ كلمة ( كناهما) هكذا جاءت بالأصل . والممروف فى القاعدة « كثيهما » ؛ لأن الكلمة توكيد لمجرور . ولعله 


عل لغة من بازم مني الالف , 
(؟) الحديث أتخرجه الإمام أحمد فى منده ج 4" صن 3١84‏ , 





١2‏ صموج :20222 ص وتح حم صيهه 
وهكذا نعرف أن قوله الحق : « يدرككم » تدل على أن الموت يلاحق حياة 
الإنسان ويجرى وراء روعيه حتى يدركها . 


ويقول الحق : « ولو كنتم فى بروج مشيدة » . وعندما نبحث فى الحروف الأصلية 
لمادة كلمة « البروج » نستطيع أن نرى المعنى العام ها . والحروف الأصلية فى هذه 
الكلمة هى د الباء » و« الراء »> ود الجيم » وكلها تدل عل الارتفاع والظهور . 


فيقال : « هذه امرأة فيها بَرّجٍ » أى أن عيونها واسعة وتحتل قدراً كبيراً من وجهها 
وتكون واضحة ء فالبَرَجُ هو الاتساع والظهور . 


والأبراج عادة كان بناؤها مرتفاً كحصون وقلاع نبنيها نحن الآن من الأسمنت 
والحديد . والقصد من « مشيدة ٠‏ أى أنها بروج تم بناؤها بإحكام ٠‏ فالشىء قد يكون 
عاليا ولكنه قد يكون هشا . أما الشىء المشيد فهو من « الشيد ٠‏ وهو ه الحجص » . 
ومن « الشْيْد, وهو و الارتفاع » » والمقصود أن لبنات البرج تلتحم أبعاضها 
وأجزاؤها بالمص فهى مرتفعة متهاسكة . 


إنك إذا رأيت جمعاً وقوبل بجمع فمعنى ذلك أن القسمة تعطينا آحاداً . فساعة 
يدخل المدرس الفصل يقول لطلابه : أخرجوا كتبكم . فمعنى هذا القول أن يخرج 
كل تلميذ كتابه . وعلى ذلك يكون القياس . فلو بنى كل إنسان لنفسه برجا مشيدا 
لجاءه ا موت . 


والجمع مقصود أيضا : أى لو كنتم جميعا معتصمين ببرج حاط ببرج آخر وثالك 
ورابع » كانه حصن تحصن فالحصون فى بعض الأحيان يتم بناؤها وكأنها نقطة محاطة 
بدائرة صغيرة . وحول الدائرة دائرة أخرى أوسم . ويذلك تجد الحصن نقطة محاطة 
بعدد من الحصون . والموت يدرك البشر ولو كانوا فى برج حاط ببروج . وكلا المعنيين 
يوضح قدرة الحق فى إنفاذ أمره بالموت . 


وساعة يتكلم سبحانه عن الموت وعن الحياة فى الجهاد فهو يريد أن مخرج الناس 





انتانق 


صمح وصيو و جحي ووس وك و يوسيو صصوو صو روه 


من الظليات إلى النور ؛ لأن الدين هو نور طارىء على ظلمة . والذين يعيشون فى 
الظلام يكونون قد ألفوا الظلمة والفوضى وكل منهم يعربد فى الآخرين . وعندما جاء 
الدين فر بعضهم من مجىء النور ؛ لأن النور يحرمهم من لات الضلال ؛ ولأن 
النور يوضح الرؤية . 


لذلك يوضح سبحانه وتعالى أنه أى بالموت ليؤدى حاجتين : الحاجة الأولى : أن 
من يؤمن عليه أن يستحضر الموت لان جزاءه لا يكون له منفذ إلا أن يموت ويلقى 
ربه » ويعلم أن الحاجب بينه وبين جزاء الخالق هو الموت » فساعة يسمع كلمة 
الموت فهو يستشرف للقاء الله ؛ لأنه ذاهب إلى الجزاء . 


والحاجة الثانية : أن غير المؤمن يخاف الموت ويخشاه ولا يستعد له ويخاف أن يلاقى 
ربه . إذن فكلمة « الموت » تعطى الرُغَْبٍ والرّمَب . فصاحب الإيمان ساعة يسمع 
كلمة الموت يقول لنفسه : إن متاعب الدنيا لن تدوم » أريد أن ألقى ري . 


ولذلك يجب أن يستحضر المؤمنون بالله تلك القضية وحين يستحضرون هذه 
القضية يبون غليهم كل مصاب فى عزيز ؛ فالإنسان مادام مؤمناً فهو يعرف أن العزيز 
الذى راح منه إما مؤمن وإما غير مؤمن ء فإن كان مؤمناً فليفرح له المؤمن الذى 
افتقده ؛ لأن الله عجل به به ليرى خيرهء فإن حزنت لفقد قريب مؤمن فأنت تحزن عل 
نفسك قإة كان اللغ ذضبا إلى ره في نوتن.+ فا مؤمن مرتاح من شره . إذن 
الموت راحة ٠.‏ والذى عمل صا حا يستشر ف إليه » وهذا رَغْب ء. أما الكافر فهو 
خائف ؛ وهذا رهب . 


ولذلك فمن الحمق أن يحزن الإنسان على ميت . وعليه أن يلتفت إلى قول 
الحق : «د اينما تكونوا يدرككم الموت ولوكنتم فى بروج مشيدة » . 


ويتابع الحق : « وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة 
حدياً» . ومثل هذا الكلام آليق من ؟ 





كته 
جم صمح محصصحمص ص مح صمح حمحه 
الذى يقول عن الحسنة إنها من عند الله فهو يؤمن بالله وهذه الكلمة لها فى ذهنه 
تصور . والآية لا تريد هذا الصنف من الناس ولكن بعضهم. يريد أن يفرق بين محمد 
وربه . فينسب الخير والحسنة لله ؛ وينسب الشر والسيئة لمحمد » وعلى هذا فالذين 
قالوا مثل هذا الكلام إما أن يكونوا من المنافقين الذين أعلنوا إسلامهم وولاءهم 
لرسول الله وفى قلويهم الكفر . وإمًا أن يكونوا من بعض أهل الكتاب لأنهم يؤمنون 
بالله ولكنهم لا يعترفون برسول الله صل الله عليه وسلم . فهؤلاء وأولئك ينظرون إلى 
الآمر الذى فيه خخير على أساس أنه من عند الله » ويلقون اتهاماً باطلا لرسول الله أنه 
مسئول عن الشرور التى تحدث لهم . كأنهم يريدون أن يقيموا انعزالاً بين محمد 
وربه . 
لا. فسبحانه لا يتيح فظاليه فقد أنزل قرآناً يتلق إلى آبد الآبدين. ؛ 


ممه رع وسبالاء دوم ا موا« 


من بطع السو قد اع اق ومن وَل كملعلو حيطا زج )* 


( سورة النساء ) 
والحق يقول : 
#[ إن كنم تحبون الله قا عون مم كرس 4 


( من الآية #١‏ سورة آل عمران ) 

فلا أحد يملك أن يصنع مضارة بين محمد وربه ؛ لآن محمداً رسول من عند الله 
مبلغ لقول الله ومنيجه ء وسبحانه يقول : 

ف[ وما نَقمُوأ إلا أن أغتلهم الله ورسوله, 8 

(من الآبة 7/4 سورة التوبة ) 

والحق سبحانه وتعالى لا يرضى عن عبد يستغفر الله فقط » ولكن لا بد أن يذهب 

العبد ويطلب من رسول الله أن يستغفر له الله » فلا أحد يمكنه أن يقيم صلحاً مع 

الله من وراء محمد رسول الله , فلا تغرقوا بين أمر الله وأمر رسول الله . ومن يريد أن 

يصنع مضارة بين الله ورسوله بأن يقول عن الحسنة إنها من عند الله » وأن السيئة من 

عند محمداء فهذا قول نخاسر . 





حووت. 2212492+29+5 +231122422394 

ما حكاية هذا القول ؟ إنهم إن ذهبوا إلى حرب فغنموا قانوا : ٠‏ إن الله أسعدنا 
بالغنائم » . وإن هُزِموا قالوا : إن محمدا هو الذى أوقع بنا المزيمة . وكأن لمحمد 
تصرفاً دون تصرف الله . فإياك أن تمدع بمن يحاول أن يعزل رسول الله صلى الله عليه 
وسلم عن ربه . 


إن محمداً قد بعثه الله وأنزل عليه القرآن . 


بالله وهم أهل الكتاب . وكانوا أقرب إلى قلبه من القوم الذين لا يؤمنون بالله وهم 
المشركون . وكان هناك معسكران : معسكر الفرس ؛ ومعسكر الروم » وكان معسكر 
الفرس يعبد النار ‏ معاذ الله أما معسكر الروم فهو يؤمن بالله وبالكتب السابقة على رسول 
الله ولكنه كافر بمحمد 


والذى يؤمن بالله كان قريباً إلى قلب محمد ممن كفر بالله . وهذا دليل على أن 
عصبية محمد قد أنت له من الله . وقد ينضرف المعنى إلى اليهود . فحينما جاء رسول 
الله صل الله عليه وسلم إلى المدينة كان من المصادفة أن تقل ثارهم ومزارعهم ؛ 
فقالوا : مزارعنا وثمارنا فى نقص منذ قدم هذا الرجل . وهل كان ذلك الآمر مصادفة 
أو أننا نجد له تعليل مادياً ؟ 


فحينما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أنكروه بعد أن كانوا 
يستفتحون به على الذين كفروا » وسلب مجيئه منهم السلطة الزمنية التى كانت لهم ؛ 
لأخهم كانوا أهل مال . ويتعاملون بالربا ويثيرون العصبية » ويتاجرون من أجل أن 
تظل لحم السيادة » وهم أهل علم بالكتاب وحاولوا التجارة بكلمات الله . فكانت 
الحم السيادة من ثلاث جهات ال مانا 1ك 


وعندما جاء الإسلام ألف بين الأوس والخزرج فبارت أسلحتهم وضاعت منهم 
السلطة التى صنموها بالتفرقة » وضاعت منهم سيادة المال ؛ لأن الإسلام حرم 
الربا ء وضاعت منهم سيادة المنبج لان الإسلام كشف تحريفهم للكتاب وأنزل الله 
كتابا ‏ وهو القرآن ‏ غير قابل للتحريف . 





يلكا 
1-2+020>11442 22+ جص مح 


وهكذا انتهت وسائل السيطرة . لذلك وقعوا فى الحزن وانشغلوا ببذا الهم . 
وكان الواحد من اليهود لا يسارر الآخر من اليهود ولا يناجيه إلا فى أمر محمد , 
ومادامت هذه المسألة قد شغلتهم إلى هذه الدرجة فلا بد أنها قد شغلد عن الزراعة 
والاهتيام بها . 


هم انشغلوا عن الأسباب فكانت النتيجة هى ما حدث . ولكنهم حاولوا إلصاق 
ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم » وكان من :الصعب عليهم أن يفهموا الأمر 
الحادث هم ٠‏ وإمًا أن يكون تفسير ذلك هو أن السهاء ارادت لهم عقاباً لانم حاولوا 
المكر برسول الله صل الله عليه وسلم وذلك شغل وقتهم عن الأخز بالأسباب . وإمًا 
أن يكون ذلك من آفة سماوية فلياذا لم يلتفتوا إلى أن دين محمد هو المنقذ لهم ئما هم 
فيه ؟ 

لقد كانوا يستعزون به . لكنهم لم يؤمنوا به ( فلي] جاءهم ما عرفوا كفروا به ) فنزل بهم 
أكثر من عقاب . فالذين كانوا يتعاملون مع اليهود بالربا امتنعوا عن ذلك . وكذلك نقصت 
الزروع والثهار. 


إذن فالمسالة جاءتهم بنقص من الأموال ؛ فقالوا ماقاله الله نما أورده الحق عل 
ألسنتهم : « وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيثة يقولوا هذه 
من عندك قل كل من عند الله ». أى كل من الحسنة والسيئة من عند الله . 
وما الحسمنة وما السيئة ؟ 


الحسنة هى الظفر والغنيمة والسراء والرخاء والخصب . والسيئة هى الزيمة 
والقتل والضراء والبؤس والجدب. هذا مافهموه. ونحن ‏ الؤمنين- نفهم الحسنة فهياً 
دقيقاً ؛ فالحسنة فى الشرع هى ما يأمر به الله » والسيثة هى ما يذهى عنه الله ؛ بدليل 
لو ع ع ا ا 
: إن حزنى لن يرده فالأفضل أن أكسب به الجنة ٠‏ . ويزيد عل ذلك : 
تعر ل ومع لو وا ترط 
سآخذه فى صبرى عل مصيبتقى فيه ». 


إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبهنا بقوله : إياك أن تظن أن الحسنة هى 





5 222935422505 :222222922 ا 


ما تستطيبه نفسك . أو أن السيئة هى ها تشمئز منها نفسك . لا » فالمصاب فى عرف 


الشرع هو من مُرم الثواب . ولذلك جاء القول : « قل كل من عند الله » أى أن 


وهل يصنع الله سيئة ؟ ونقول : نستغفر الله ؛ فالسيثة فى نظر الإنسان والحسنة فى" 
نظر الإنسان ء وكلها من عند الله . ولكن إذا نسينا الفعل إلى الله فكل ما يصدر عنه 
حسن ء وافتقاد المقاييس الصحيحة هو الذى يتعب . وعندما نحاول أن نحسب مثل 
تلك الأمور بحساب بالكمبيوتر تستقيم لنا النتائج 5 


ومثال ذلك : تلميذ أهمل فى المذاكرة وفى حضور الدرس لذلك فهو يرسب آخر 
العام . ولكنه ينظر إلى الرسوب عل أنه سيئة » ولكنها فى عرف الحق عموما حسنة . 
فنجاح مثل ذلك الخائب ضياع لمقاييس الاجتهاد ولا ذاكر أحد ولا نطمس العلم . 
وحينيا وضع الله قانون أن من لا يستذكر يرسب . فهذا إخياء للحسنة فى آلاف 
غيره » ويكون الراسب غوذجاً واضحا ووافيا وتطبيقيا » وخاضعًا لسنة الكون . 
وكذلك الدى لم يزرع أرضه أو تكاسل عن الحرث أو أهمل الرى ٠‏ فهو يأق يوم 
الحصاد ولا يُؤّى ثهارا وهذا أمر سيوع بالنسبة له » أما بالنسبة لقضية الحق الكونية فى 
ذاتها فهى حسنة ؛ لأن ذلك يدفع كل واحد إلى عدم إهمال أى سبب من الأسباب ؛ 
فالمصاب بنتيجة عمله يفسر المصيبة على أنها سيثة ؛ لأن فيها مساءة وإضرارا به ع 
ولكن لو قاس مسها له بما فعله لوجد أن ذلك هو سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا , 


وحين يضع الحق سبحانه وتعالى سنناً فى كونه فالذى يأخف بالأسباب يعطيه » 
ويحرم سبحانه من لا يأخذ بالاسباب . 


وعندما نقيسني الأمور بهذا المقياس نرى |الناجح هو المجدّ . والمتكاسل هو 


والحق سبحانه وتعالى حينها يعرض أقوال طرف فإن كان مقراً بما فيه يتركه من غير 
تعليق عليه » وإن كانت قضية باطلة يكر عليها بالحجة ليبطلها ويدحضها . 





الككاة 
224226220290-0400220461464141 نوص 
وهذا يلفتنا إلى أن الحق سبحانه وتعالى لا يريد أن نلف قضايا الخصوم لا يميت 
لا نعرفها . ولكنه يعرض قضية الخصوم عرضاً ثم يكر عليها بالنقد ليرب كا قلنا - 
المناعة الإيمانية . حتى لا تفاجئ قضيةٌ كفرية عقيدةٌ إيمانية ؛ فسبحانه يعرض قضايا 
الكفار ويوضح لنا : سيقولون كذا فقولوا هم 56 
مثال ذلك : عندما قالوا 3 الله امحل 0 قال م 
ع جد م هر 
(من الآية ه سورة الكهفا) 
فهو سبحانه يعرض قضايا الخصوم ؛ لآن الذى يحاول أن يلف قضية الخصوم 
يكون مشققاً منهاء لكن من يعرضها ينبه عقل السامع إليها ليبطلها ويقول : 
دهاهى ذى نقاط الضعف فى هذه القضية ».. 


وحين| قالوا : « وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة 
يقولوا هذه من عندك » أرادوا بهذا القول أن يصنعوا مضارة بين الله ورسوله » 
فأوضح الحق سبحانه ؛ قل لهم يا محمد :«كل من عند الله ». وتتجلى دقة الحق 
سبحانه فى أنه جعل محمداً صل الله عليه وسلم وكيل فى البلاغ عنه » وكان من 
الممكن أن يسوق الحق القضية بدون «قل». 


لكنه سبحانه أراد فى هذه أن يوسط رسوله صل الله عليه وسلم فى أنه يقول : 
دقل كل من عند الله » . وه كل » تعنى : كلا من الحسنة ومن السسيئة . ويريد 
الحق سبحانه وتعالى أن يبين لنا أن قضايا الوجود تتسق مع فطرة الإيمان . 

ولقد وقع خلاف طويل بين العلياء فى أفعال العباد ء وتساءلوا : هل يفعل العبد 
أى فعل بنفسه ء أو أن الله هو الذى يجرى على عباده الأفعال ؟. فإذا كان العبد هو 
الذى يفعل الفعل فمن العدالة أن يتلقى الثواب أو العذاب جزاء ما قدم . وإذا كان 
الله هو الذى يجرى كل الأفعال فلاذا يعذبه الله ؟. ودخحل العلاء فى متاهة كبيرة . 

وهنا نقول : يجب أن تفهم أن الحق حينها خلق الكون جعل فيه سُنناً » ومن 


2242 11122320-02-2203 ا 


عجيب الأمر أن السّنن تنتظم وتشمل وتضم المؤمن والكافر ما يدل على أنه لا أحد فى 
كون الله أولى بربوبية الله من الآخر. فحتى الذين لا يؤمنون بالله أدخلهم الحق فى 
ربوبيته فأمر الأسباب التى خلقها استجيبى من يخدمك وأعطيه لت ولا تلتفى 
إلى أنه مؤمن أو كافر لأننى أنا الذى خلقته وأوجدته فى الكون » ومادمت أنا الذى 
أوجدته فى الكون فلا بد أن أتكفل بكل ما يقيم حياته » وأنا سأعرض مهجى » 
وأقول لعبادى : أنا أحب هذا الفعل وأنا أكره هذا الفعل فمن يؤمن بى فسيكون له 
وضمٌ آخرء سيكون عبداً لله . 


إذن فالله بالالوهيّة مناط التكليف لمن يؤمن به ء والرب بالربوبية مناط الخلق 
والرزق وقيومية الاقتيات للخلق جميعا . لكل العباد ؛ فالسئن والنواميس الكونية 
تخدم الكل . بدليل أن بعض السنن كانت تحب أن تتمرد لأنها عصبية إيانية لله . 
عندما ترى الله يعطى بعضاً من عباده وهم غير مؤمنين به . 


فالسنن والنواميس كجنودٍ لله نجدها متأبية على ابن آدم من عدم شكره لله » لكن 
الحق يوضح للخلق المسخر : هم خلقى وأنا الذى استدعيتهم للوجود . فصنع الحق 
نواميس للكون تؤدى مهمتها للمؤمن وللكافر جميعا ء ثم أنزل سبحانه تكليفاً بوساطة 
الرسل . يوضح : أنا أحب كذا وأكره كذا فالذى يحبنى يعمل بتكليفى . إذن فمناط 
الربوبية غير مناط الألوهية . 


مناط الربوبية خلق من عدم وإمداد من دم . ومناط الألوهية طاعة . والطاعة 
تقتفى أمرأ ونهيا . فكل ما كان من مدلول الآمر والنبى ‏ الذى هو التكليف ‏ فهذه 
مطلوبات الألوهية . 


وكل ما كان من مطلوبات السئن الكونية فهو من مناط الربوبية . والسئن الكونية 
لا تتخلف أبداً . فمثلا الذى يريد أن ينجح فى مادة من المواد فى مدرسة ما . . لا بد 
أن يحصل على سين بالمائة من مجموع الدرجات . ومن يريد أن ينجح فى مادة 
أخرى لا بد أن يحصل على أربعين بالمائة . وحين تنطبق هذه الشروط على طالب 
ما . فهل هذا الطالب هو الذى أنجح نفسه أو أن القانون هو الذى أعطاء النجاح ؟ 





4 ج2ج+22309222222 2202922422299 


إن القانون هو الذى أعطاه النجاح . وصحيح أن القانون لم يقل للطالب وهو 
يكتب الإجابة : إن مستوى إجابته سيحقق له درجات النجاح : إنه قد بده هد 

فى التحصيل الدراسى » وحقق له هذا الجهد النجاح فى نطاق ما تم تقديره . 
فالقانون لا ينجح أحداً » ولا يتسبب فى رصوب أحد » ولكن الطالب الذى يبذل 
جهداً ينجح , زالطالك: الل الآ مدل حهدا تزميت: . وعلى ذلك فكل شىء فى 
الوجود له قانونه . 


إن اليد المخلوقة لله ء لو نظرنا إلى حركتها . لا نعرف كيف تزاول مهمتها . 
وعئدما يرفعم أحدنا شيئاً من الارض لا أحد فينا -غالاً -: يعرف العضلات التي 
تتحرك لتحمل هذا الثىء . فالذى فعل حقيقة هو الله . واليد سواء أفعل الإنسان 
بها خيراً ؛ أم شرا » فالفاعل الحقيقى لكل قعل هو الله . وقام الإنسان فقط بتوجيه 
الطاقة الصاحة للسلام على واحد » أو لصفع واحد آخر ء فاليد صالحة للمهمتين . 
وعندما يوجه الإنسان يده للصفع فهو يأخذ عقاباً . وعندما يوجهها للسلام يأخذ 
ثواباً . 


صحيح أن الإنسان ليس له دخخل فى العمل ذاته ولكن له دخل فى توجيه الطاقة 
الساتنة للممل؛ فالثواب أو العقوبة ليست للفعل ولكن لتوجيه ' الطاقة . والسكين 
كمثال آخر- يذبح بها الإنسان الدجاجة » أو يطعن بها إنساناً وهى لا تعصى 
توجيه نت إن ذبح الدجاحة ؛ ولا تعصاء إن طعن إتسانا.. 


والحق قد تعلق قانوناً للسكين أن تذبح » والإنسان يقوم يتوجيه الآلة التى خلقها 
الله صالحة لآن تذبح إل الذبح 4 سواء أكان الذيح فيها حرم الله ٠‏ أم فيا أحل ء 
إذن فالله هو الفاعل لكل شىء . ومادام الفعل فى نطاق أوامر المكلّف صاحب السنن 
فهو الذى يقوم بكل فعل . 


وعندما تدقق النظر تبد أن كل فعل من عند الله » وليس للإنسان سوى توجيه 
الطاقة ؛ فالشاب الذى يذاكر دروسه ء لم يخلق عقله ولا خخلق عينيه اللتين يقرأ 
بهها . ولكن عقله صالح أن يفكر فى الأمر الحسن الصالح . أو أن يفكر فى الأمر 
الردىء » وعيناه صالحتان لان ينظر بها فى مجلة هزلية أو ينظر بهها فى كتاب . 





م الكطاة 
ححعقوح هص ٠ح‏ 255592 :201141522002599 


إذن فهو ساعة يفعل هذا أو يفعل ذلك هل يفعل ذلك من وراء رَبّْهِ ؟. ل ٠‏ إنه لم 
يفعل شيئا عل الإطلاق سوى توجيه الطاقة: التى خلقها الله صالحة لان تفعل هذا 
وتفعل ذاك . 


إذن فثوابك وعقابك يكونان على توجيه الطاقة الفاعلة إلى الأمر الصالح أو الآمر 
السنيىء . فعندما يقول ربنا : « كل من عند الله » نقول : هذا حق وصدق ؛ فالذى 
أهمل فى زراعة أرضه ولم يسمدها أو لم يروها وأصابه جدب فهذا نتيجة عدم توجيهه 
الطاقة المخلوقة لله فى مجاها الصحيح 7 


لكن عندما بمتنع المطر فلا عمل فى ذلك للإنسان . فالتواميس الكونية صنعها 
الله تي عل عاب لها مطل وان تيد :للق نويع ذه يق ان يتنه 
الإنسان ء لأنه م يأخذ بالأسباب , 


وما ينطبق على الفرد ينطبق أيضاً على الجماعة ؛ فالذى يلعب الميسر ويآق له 
الخراب والدمارء هذا من نفسه ؛ لأنه تلقى الأوامر من الحق بألا يمارس تلك 
الألعاب . وأى أمة اشتكت من ضيق الأرض الزراعية وضيق الرزق فهذا بسبب 
الأمة نفسها ؛ لأن القائمين بالأمر كان عليهم العمل لتثمية الموارد بالنسبة لثمو 
السكان . 


والذى يتعبنا ويرهقنا أننا نتحمل غفلة أجيال » فتجمعت المشكلات فوق رءوس 
جيل واحد ٠‏ ولو أن كل .جيل سيق قام بمستوليتة لكانت مهمة الأجيال الخالية أقل 
تعبا . فيادامت لدينا أرض صالحة لأن تنبت كان علينا أن نعدها ونستغل المياه الحوفية 
فى زراعتها . فالمسألة إذن كسل من أجيال سابقة . ومادام هناك محزون فى الياه 
الحوفية كان يجب أن نعمل العقل لنستنبط أسرار الله فى الكون . فليس من 
الضرورى أن ينزل المطر. لآن الحق يقول : 


يس ا عرسي | على 2 سا عر سس سي بر م ص ير 


أل يأ أ أل من السماء ما فلكم َتنييمَ فى الأْض *# 


( من الآية ١1؟‏ سورة الزمر) 





وجعل الله للمياه مسارب فى الأرض حتى تستطيع البلاد ذات الحرازة الشديدة 
الوصول إلى المياه الحوفية ولا تتعرض الياه المنتشرة فى مسطحات كبيرة للتبخر ٠.‏ لقد 
أخفى | الله جزءاً من المياه فى الأرض لصالح الإنسان . وفى البلاد الحارة نجد الملح 
واضحاً على سطح التربة دليل على أن الحق وضع قانون تقطير المياه العذبة لتكون 
صالحة للشرب والزراعة . 


. وكلتا يعرف قانون التبخر . ٠‏ فعندما نأق بكوب من إلمياه وننشره عل مسطح حجرة 
ضاغتها مس تروك مثا جربماً اليه تتكر سرغة . لكن لو تركنا كمية اللمياه 
نفسها فى كوب الزجاج فلن تد تنقص إلا قدراً ضثيلاً للغاية . إذن فكليا زاد المسطح . 
كان البخر أسرع . وأراد الحق أن تكون ثلاثة أرباع اليابسة من المياه ؛ لأن الماء أصل 
كل شثىء حى . وجعل بعضها من الماء المالح حتى لا تأسن ولا تتغيرء وتوجد هذه 
المياه فى مساحة متسعة حتى نتبيخر وتنزل مطرا . فيا يجرى فى الوديان يجرى ٠‏ والمتبقى 
من المياه يصنع له الحق مسارب فى الأرض لأنه ماه عذب . حتى يستخدم الإنسان 
ذكاءه الموهوب له من الله فيستخرج المياه من الأرض . فالحق خخلق لنا كل ما يمكن ‏ 
أن يحقق لنا استخراج قوت الحياة . 


وسبحانه القائل : 

2 اء » .مومه كر اي 0 00 اعد مة 
ل بنك لتكفرون بلدى حَلَق رض فى ومين وتجعلون لهم اندادا ذلك رب 

از مون لزنا برك فا كدر فيهآ لواب 

ةليسو دين )» 

(سورة فصلت) 

فإياكم أن تقولوا : إن السكان سيزيدون عن القوت الذى فى الأرض . ولكن 
اعترفوا بخمول القدرات الإبداعية للاستنباط . فبعد أن يقول الله : « وقدر فيها 
أقواتها » فلا قول يصدّق من بعد قول الله . وهب أن موظفاً ‏ ولله المثل الأعلى ‏ جاء 
فى أول الشهر بتموين الشهر كله ووضعه فى مزن البيت . وجاء ظهر ظهر اليوم ولم يجد 
زوجته قد أعدّت الغداء , فاذا يحدث ؟ إنه يغضفب . ولقد وضع ربنا أقوائنا ممرونة 





2111079-20 9220096225+99 22026 


فى الارض ؛ ونحن لا نعمل بالقدر الكافى على استنباط الخير منها . وسبحانه يوضح 
لنا : إن الإنسان إن لم يستفد بالنواميس التى خلقها الله له » ول ينفذ التكاليف أمرا 
ونيا فلسوف يتعب الإنسان نفسه ؛ فتكون معيشته نكا . فسبحانه يقول : 


ممم م وو 9عدلا بوء لارص د١٠‏ ل لاؤع ع عرس -* ءلم للعلا مه ىه 
وضرب أله مكلا قَرِيَة 266 #أمنة مطمينة يأنيها رزقها رغدا من كل 


مَكَان فَكَفرث نمم دما لهاس الموع وأطوف با 
نوا يَصنَعُوت © 4 
(سورة النحل ) 
هذه القرية كانت نتمتع بالأمن والاطمئنان لكنها كفرت بأنعم الله . والكفر فى 
المعنى العام هو : ألا تشكر النعمة لله . وعندما تمعن النظر بدقة لنرى قانون ربط 
السبب بالمسببات ٠‏ وربط السئن الكونية بالكون والمكون والمكون له نجد أشياء 
عجيبة . فهذه القرية كانت آمنة مطمئئة والرزق يأنيها رغداً من كل مكان . إذن 
فالقرية هى مكان السكن ء وليس مكان السكن فقط هو الذى فيه الرزق بل يأتيها 
رزقها رغدا من كل مكان ء فكأن كل مكين فى بقعة ؛ له بقع خالية فى مكين آخر 
تخدمه . وتلك القرية كفرت بأنعم الله . 


والكفر فى معناه الواضح هو الستر» والقرية التى كفرت بانعم الله هى التى سترت 
نعمة الله » فنعمة الله موجودة ولكن البشر الذين فى تلك القرية هم الذين ستروا هذه 
النعمة بالكسل وعدم الاستنباط للنعمة وترك استخراجها من الارض . 


أو أن سكان هذه القرية استخرجوا نعمة الله واستتبطوها وستروها عن الخلق » 
وفساد الكون إنما يأق من هذين الأمرين : 


أى أن هناك أمأ متخلفة » كسل سكانها عن توجيه طاقاتهم لاستنباط النعم من 
الأرض . أو أن هناك أمما أخرى تملك الثراء والخير وترميه فى البحر حتى لا يذهب إلى 
الامم المتخلفة . والخراب الذى تلمسه فى علاقات العالم ببعضه البعض يقول لنا : 
إن العالم هو القرية التى ضرب الله بها المثل : 


الكنة 
؛ ؟ جوجح. :22929242929 
ملام مو باعدلا مود ارم م١٠‏ لوغ عع ةرام م وذد ا مد» اه 
وَطَربَ اله ملا قَريَهُ كنْ امه مطمينة بايا ها َعَدا من كل مَكَان 


مرصدى < 6ور ممم 


فكفرتثٌ )أ ضع ير َأدَاعهن آم لباس الشوع والخوف بما كانرا 


ثت #4 
(سورة النحل ) 
ولنر دقة الأداء القرآنى , فى قوله : « فأذاقها الله لباس الجرع ٠‏ ونعلم أن الذى يُذاق 
هو الطعم . واللعم يكون باللسان وحده : أما اللباس فيعم كل الجسم . والحق هنا 
يعطى الإذاقة ولا يكون الذائق هو الفم فقط بل كل الجسم ء فالفم إنما يتناول 
ا وو ور 0 
الجوع ايقن 


والكون المخلوق لله مصنوع على نظام دقيق من أجل أن تسير السنن الكونية فى 
مجالاتها التى حددها الله » وعندما تنتظم هذه السنن فى حركتها فهى تعطى النتائج 
للإنسان ولو بعد حين ,» حتى إن بعضي المفسرين ولمتكلمين بعمق يقولون : إن 
الأمراضص الوراثية التى تنتقل من أجيال سابقة إلى أجيال لاحقة كان السبب فيها 
تقصير آباء واجتراءهم على أشياء مخالفة لمنبج السياء » فإذا شرع الله سنة كونية للفرد 
ثم خالفها تصيبه نتيجتها السيئة من بعد ذلك . وكذلك الأمة والجماعة . 


لكن المسائل التى يقف فيها العقل فقط هى المصائب التى تصيب الناس بغير 
عملهم . وكان على الفلسفة أن تبحث هذا المجال . أما الدين فهو يقول لنا أسباب 
تلك المسائل ؛ فالشىء الذى له مقدمات من أسباب تكاسل الإئسان عنها ء» ثم أصابته 
كارثئة فهذا من فعل الإنسان فى نفسه . أما الأشياء التى تأق قدرية فهذا أمر 
مختلف . فإذا كان ديننا قد وضع للإنسان أسباباً كونية وحكمة الإنسان الإيمانية قالت 
له : افعل ذلك حتى يحدث كذا. ولا تفعل ذلك حتى لا يحدث كذا فمل 
الإنسان أن يعرف أن الله لم يعطه كل ما يستطيع به استيعاب كل حكمة المكون فى 
الكون . ليلفت سبحانه الإنسان داثما على أن طلاقة القدرة هازالت موجودة » 
فيحدث شىء من الأشياء يتساءل فيه الإنسان : ما سبب ذلك ؟ وماذا ؟ ومثال ذلك 





خمةالتطاة 
حعمص ص مص وص مص مص حصوح تمصت أززره 

الزلزال أو البركان أو السيل الجارف والريح العاصف . كل هذه الأحداث لا دخل 
للإنسان فيها ؛ وهشى أحداث تقول للإنسان : 

لوأن المسائل فى الكون فيها رتابة أسباب لا ارتبطنا بقوة غيبية خفية نضرع إليها 
دائما لنسَلم . 

وجاءت بعضس مدارس الفلسغة قَ ألمانيا - مثلا - وقالت : إن وجود الشر ق 
الكون دليل على أنه لا يوجد إله . فلوكان هناك إله حكيم لما أفلتت منه هذه 
المسائل ولما خرج واحد بعين واحدة ولا خرج أعرج ولا مشوه . وقالت مدرسة 
أخرى فى العصر نفسه : لا . إن رتابة النظام فى الكون دليل على أنه لا يوجد إله » 
فلو كان هناك إله لخرق القانون والناموس ولأخرج بعض الأحداث عن هذا 
الناموس . 


وهكذا نرى أنهم يريدون الكفر من أجل الكفر بدليل أن مدرسة أخذت النظام فى 
الكون كدليل للكفر ء ومدرسة أخخرى أخذت الشواذ فى الكون كدليل على الكفر . 
وكل من أقطاب المدرستين إنما يبحث عن سيب للكفر . 


ونقول لحم : كلاكيا غبى ؛ الذى يريد منكم النظام سبيا لوجود إله حكيم » 
والذى يريد الشذوذ سببا لوجود إله قادرء» هذان الأمران موجودان فى الكون » 
وكلاهما دليل على وجود الإله الحكيم القادر لو كنتم منصفين . 


انظر إلى النظام فى الكون الأعلى ؛ فلوفسدت فيه مسألة صغيرة لانهدم الكون 
كله . انظروا إلى الشمس والمطر والكواكب والنجوم , إنها خاضعة لنظام محكم . 
فيا من تريد النظام دليلا على حكمة مكون » فالنظام موجود ٠‏ ويا من تريد الشذوذ 
دليلا على أن هناك إاّ يسيطر على ميكانيكية الكون فهذه أمور موجودة . والشذوذ إنما 
يتأق من الأفراد » فإن شذ فرد فلن يفسد القضية العامة . فالذى يولد بعين واحدة 
مبصرة سنجد مئات الملايين امتلكوا البصر كاملا . 


لكن عندما يلق الشذوذ فى نظام الكون وحركة الافلاك فالذى يحدث هو دمار للعالم . 
#ل كد وز يروو رق اوضر كاز وارلا وبلط الا 


التق 


ىج ٠١.‏ ؛ ؛ حمحو:و9و0-0902524222222+225- 


فمن أراد أن يرى النظام السائد يدل على الحكمة نقول له : انظر إلى الفلك الأعل . 
ومن يريد الشذوذ دليلا على أن هناك قوة تتحكم فى ميكانيكية العالم نقول له : هذا 
موجود . ولكن الشذوذ موجود فى الأفراد . فإن شذ فرد فلا يعطب بقية الأفراد . 


ونعرف - أيضا ‏ أن رتابة النعمة قد تلهى الإنسان عن المنعم . فالإنسان منا يظل 
لمدة طويلة وأسنانه سليمة فلا يتذكر مسألة أسنانه . لكن إن آله ضرس واحد قهو 
يتذكر أن له غسرساً ء وكذلك إن المته إحدى عينيه ٠‏ أو إذا انه كُلْينه فهو يجرى إلى 
الطبيب . وهذه أمور لافتة حنى تحرج الإنسان من رتابة النعمة عليه ليتذكر المنعم 
بالنعمة . وعندما نرى إنساناً أكرمه الله بفقدان البصر . فالواحد متا يقول : الحمد 
لله ويمسك الإنسان منا عينيه غخافة أن تذهباءوكذلك عندما نرى أبرص أو أعرج » 
وهذه هى وسائل إيضاح فى الكون حتى لا تغفل الناس عن المنعم بالنعمة . 


فإذا ما نظرنا إلى الأشياء التى تصيب الإنسان فرداً » أو تصيب الأمة كمجموع 
فنحن نجدها بما قدمت يدها ؛ لأنها صنعت شيئا يخالف التوجيه: . فإن كان هناك 
شىء خارج عن قدرة الإنسان فنحن نقول : هذه هى حكمة المكوّن حتى يلفتنا إلى 
أنه المنعم . وهذا نرى الشواذ فى الخلقة قلة لا كثرة » ويعوض الله من أصيب بشذوذ 
فى شىء بدوام مَلَكَةِ فى شىء آخر. ولذلك يقول الشاعر : 


عميت جنيئاً والذكاء من العم فجثت عجيب الظن للعلم موثلا 
وغاب ضياء العين للعقل رافدا لعلم إذا ما ضيع الناس حصلا 


وضربت امثل مرة ببتهوفن الموسيقار العالمى الذى أطرب العالم بسمفونياته . . إنْه 
كان أصم . 

ولذلك نحن نسمع فى لغة العامة : كل ذى عاهة جبار . فإذا كان الله قد جعله 
وسيلة إيضاح ليلقت التاس إلى تعم الله سبحانه عليها فهو يعوضه بموهبة أخرى 
ويلتفت الناس فيها إلى صاحب العاهة فيرون فضل الله عليه أيضا . إذن فالمصائب 
التى تحدث وليس للإنسان دخل فيها هى الملحظ الذى يجب أن نبحثه . وهذه هى 
مكونات الحكمة كى يلتفت الإنسان دائيا إلى أن الكون غير متروك بلا قيادة . 





1 وه الك 
حمحح مح حم صوص ص مص حمص حا ووه 


إن الله ختلق الكون وخخلق القانون والنواميس ليدلنا على أنه موجود . ولا تزال يده 
فى الكون . فإذا حدثت حادثة فلا بد أن نلتمس ها حكمة . والحكمة خرق وخروج 

عن النواميس يلفت إلى أن فوق ميكانيكية العالم وقوانينها قوة أخرى تقول لحا : 
دتعطل .٠‏ 


ولذلك فمعجزات بعض الرسل من هذا اللون ٠‏ فطبيعة النار أنها تحرق ٠‏ ولكنها 
لم تحرق سيدنا إبراهيم عليه السلام . أكان مراد الحق سبحانه وتعالي أن ينجى 
اام ب اموس والح ب سويت ماه 
من أن يمسكوه . وبعد أن أمسك خصوم سيدنا إبراهيم به » وأشعلوا النار 
وأججوها . كان باستطاعة الحق سبحانه أن يأق بغيامة لا قدرة لخصوم إبراهيم عليها 
وتمطر مطراً يطفىء النار . لا . فقد أراد الله النار ناراً متأججة وأن يقدر خصوم 
إبراهيم عليه ويمسكوا به ولا تنطفوع النار. وأن يلقوء فى الثارء» متس و 
الحق : 


أنا أزاول سلطا فى الناموس ؟ لأن خالق الناموس وأعطله متى شئت + يا نار 
كوني برداً وسلاماً على إبراهيم » . أما لوحدئت المسألة الآولى وانطفات النار. 
لقالوا : 1. لولم تنطفى التار» وآه لولم ينزل الماء عل النار. 


إن الحق أراد أن يدحض كل دعاوى الخصم . فعندما تحدث أحداث لا دخل 
للونسان فيها نقول : دعها لحكمة الخالق لأنه يريد أن يلفث الخلق إلى أنه صاحب 
اليد العليا فى الكون . فميكانيكية الكون تحير العقول ؛ لأنها مضبوطة بدقة » ولكنها 
لم تفلت من يد ربنا . ولذلك نرى فى بعض الأحيان رياحاً عنيفة تثير الغبار فلا يرى 
الإنسان شيعاً على الإطلاق . ومعني ذلك أن الذرات تراكمت وتراكبت حتى صارت 
جداراً ٠‏ ويحدث ذلك مهما حاولت الأجهزة العلمية التحكم فى ذلك أو منعه . 


7ق الإباصي ميا عد عزن يد متسيس مو د نه منك 
أيها الإنسان . 





22922:2222 حجرو هجوت‎ 1٠١ 
. وعندما يحدث زلزال فى منطقة ما ء فأول ما يخرج من المكان هى الحمير . وهذا‎ 
: لفت للإنسان حتى لا يقع فريسة للغرور‎ 
وموء‎ 2١9 52ت 2 على 2و 2و‎ 
#5 ل كلا إن الإشئن ليطن وي أن ركاه أسْتَغْوة‎ 
) سورة العلق‎ ( 
فإذا ما رأيت حدثا فى الكون ولا دخل للإنسان فيه ولا للأمم دخل فيه ؛ فلتعلم‎ 
أن لله فيه حكمة حتى يلفتنا إلى المكون الأعلى ؛ وحتى لا يظن أحد أن ليكانيكية‎ 
: الكون رئابة » إغا هى نظام يجريه ايه عل وفق قدرته وإرادته وحكمته‎ 


ولذلك يقولون : إن العقل الإلكترونى لا يخطئ , وهم لا يعرفون أن من الخيبة 
ألا خطىح » لأنه كيا تملؤه وتمده بالمعلومات سيخرج لك هذه المعلومات . ليس له 
خخيار فى شىء . أما العقل البشرى فهو قادر على الاستنباط والاستكشاف وعدم ذكر 
بعض المعلومات التى قد تضر. هذه هى العظمة . 


ويقول بعضهم ‏ كمثال آخر ‏ إن الورد الصناعى لا يذبل ٠‏ نقول : إن عيبه أنه 
لايذبل لأن الذبول حيوية » وعدم الذبول دليل عل أنه لاحياة فيه » وأنّه جمود فقط . 


وساعة يجرى الحق سبحانه وتعالى شيئاً فى كونه ولا دخل لاحد فيه فهؤ يريد أن 
يلغت الكون إلى بقاء القيومية. العليا والقدرة الإلهية فى الكون ؛ حتى لا تغتر 
بميكانيكية الكون . ولذلك يعرض القرآن بصيصا من هذه الأشياء ء إذا أخخذتها 
بنحكم العقل فهو لا يقبلها » لكن حين يفسرها من أجراها نجدهاقى متتهى العقل . 
مثال ذلك : سيدنا موسى عندما ذهب إلى العبد الصالح . ما الذى حدث ؟. 

قال العبد الصالح : 

لإِنْدَ ىطع نيّسَتا » 

( من الآية 1" سورة الكهف ) 
ويلتمس العبد الصالح لموسى العذر فيقول له : 





صمح صصص عت حءعه :02022 الت 


22 عدج #اعرس عه 


( مقت تير عل مل نحط يده يرا 4 


(سورة الكهف ) 
فيقول سيدنا هوسى وهو من أولى العزم من الرسل : 
ع ا ب ك2 لل م عوام عر عميعه ‏ خص #علر 
يل كَالَ جد إن شاء ألله صَارًا ولَآ أغصى لَك أمرا ني ]4 
(سورة الكهف ) 


فيخرق العبد الصالح السفينة . وخرق السفيئة فى السطحية الفهمية شر . وعل 
الرغم من أن سيدنا مومبى وعد العيد الصائح بعدم عصيان الأمر وأن يكون صابرا » 
عل الرغم من ذلك لم يطق حادثة خرق السفيئة » فقال للعبد الصالح : 
«( اعقب فرق أمنها تقذ نت حَيما انرا # 
(من الأية ١/ا‏ سورة الكهف ) 
لقد شك سيدنا موسبى فى ظاهر الأمرء» ولكن عندما يدرك الحكمة يجدها عين 
الخير . فلو لم يخرق العيد الصالح السقيئة لأخذها املك الظالم الذى يأخذ كل سفينة 
صالحة وسليمة غصباً : 
ل كان ورآنهم ُلك باخ كل سفن غَصا # 
(من الآية 17/6 سورة الكهف ) 
فلوثم يخرقها العبد الصالح لما استرد أصحاب السفينة سفينتهم » وباخرق للسفينة 
ستظل لأصحابها ؛ لأن بها عطبا يستطيعون إصلاحه بعد ذلك ٠‏ إذن » كل شىء 
يجرى على غير ما تشتهيه سطحية الفهم البشرى فلنعلم أنها مادامت ليست من 
أحدء وهى من المكون الأعلى فوراءها حكمة . 


وهل يوجد أكثر بشاعة من القتل ؟ لقد قل العبد الصالح غلاماً . ما الحكمة فى 
ذلك ؟. إن الواحد منا يولد له ابن فيكون قرة عين وسنداً » وقد يكون هذا الابن 
سببا فى فساد دين أبيه ويحمله على الكذب والرشوة والسرقة فهذا الابن يقود أباء إلى 
الجحيم : ومن الخير أن يبعد الله هذا الود من طريق الوالد فلا يطغى . 


ااال 


2ل ١15‏ 06 2222© حمههت 
ويقول قائل : وماذنب الولد ؟. نقول : أنت لا تفهم الأمور. لقد ذهب إلى 

الحق بدون تجربة فى أن يطيع أو يعصى الله . ذهب إلى رحمة الله مباشرة ء» وهذا 
أفضل له . وكان فى ذلك القتل للولد رحمة لوالديه ؛ فالشىء إن حدث للنفس إن 
كان من مخالفة الإنسان للناموس فيكون الونسان هو الذى فعل الضر بنفسه , 
وكذلك الأمة حين تخالف بويا شرعياً أو كونياً . لكن لو كانت الأمور فوق طاقة 
البشر فلا بد أن لله فيها حكمة لاني لالع برعا فقد 
ذهب الاثنان إلى قرية واستطع] أهلها أى طلبا من أهلها طعاماً : 


عد ةعم مد سسب ةرعس ماسوو ع ارس ير ارس 4 


لل جوج إذَ1 أيآ أهل قرية استطعما أهلها كابأ أن مصَبَفُوه 
( من الآية لال سورة الكهف ) 


ولم يطلب أى منها نقوداً ٠‏ وذلك حتى لا تثار الظنون السيئة » ولكن طلا الطعام 
ليأكلاه . وهو أول الحاجات الضرورية للإنان . 


فقالوا ليا : لا لن نعطيكا لأن أهل تلك القرية كانوا لثاماً . ولذلك اتجه د 
الفاح إلى ل فقال سيدنا موسى للعيد الصالح : 


وأخيراً يوضح العيد اتصالح لسيدنا موسى 
"وما أبخدَارٌ مَكَانَ م م امع 03 رخ ا دوم أ ارده م عضخ ب #4 لم 
و ر ن لِغلدمينٍ بتيمينٍ فى لمدبنة ون َه كنأ لم كان يونا 
ماع د مهام 4 ءءء ع و2 م دوماع ماع 232 مورع نت 
صما هراد ربك أن يدها وجرا رحمة من رَبك وما فته 


م6 


2 ذلك تَأويلُما عليه صَيرا 
اوعيع 3 ©» ( سورة الكهف ) 


فأهل القرية اللثام الذين طُلِبَ منهم الطعام لم يكونوا قادرين عل تحمل أمانة 
حفظ الكنز للغلامين . فأمر الله العبد الصالح بحجب الكنز عن أهل تلك 
القرية . إذن ء فالمسائل إن جرت على الإنان بسبب منه فهو الذى فعل الضر 
بنفسه . أما إذا كان الأمر لا دخل للإنسان فيه فعليه أن يثق بحكمة مَن يجريه وبذلك 
يستقبل الإنسان كل شىء يصيبه بالراحة . 





ور لوكا 
حم ه22 :22+22 حمصو 115١‏ 
إن صاحب الإيمان يلقى الأحداث بقلب قوى . فإن كانت من نفسه فهو يعدل 
سلوكه . وإن كانت من ربه فهو يثق بحكمة ربه : قل كل من عند الله ه وهذا إيضاح 
لك حتى تفهم أن أى فعل هو من عند الله . فليس للإنسان فى الطاقة أى فاعلية 
ولكن للإنان توجيه المخلوق من طاقات وجوارح إلى الطاعة أو إلى المعصية . 


ومادام كل من عندالله فهو سبحانه يريد لنا أن نتلو العجب من هؤلاء ونقرأه 
فيقول سيحانه : و« فيال هؤلاء الفوم لا يكادون يفقهون حديئاً » كأن منطق العقل 
والفكر يقودان إلى ضرورة الفهم . وعندما لا يفهمون ذلك فنحن نستعجب من عدم 
فهمهم . . ولا نستعجب من عدم فهمهم إلا إذا كان الأمر المطروح أمامهم أمرأ 
يستوعبه العقل . والحق يقول : ولا يكادون يفقهون حديئاً » وساعة تقول فلان 
لا يفقه , فهذا معناه أن عقله تمنوع من الفهم . أما عندما نقول : لا يكاد يفقه . 
فهو يعنى : لا يقرب حتى من الفهم . 

والقول الث هو الأكثر بلاغة . 

ون يما للف عيرق 2301 


1 انم صَابكمِنْحسوَله 8 من ميتو 


فن نَفْسِكَ 1 نك يلاس رَسُولَاً وَكَق نه 
عدا © (8* 
فإن جرت عليك سنة كوئية خيرأ فهو من الله . أما إن أصابتك سيئة فييا لك فيه 


دخل فهى من نفسك . كأن المسألة قسيان : شىء لك فيه دخل . وشىء لا دخل لك 
فيه . ولا بد أن تعتبره حسنة لأنه يقيم قضية عقدية فى الكون . 


فالمؤمن بين لوم -نفسه. عل مصيبة: بما'له فيه دخل .+ وثقة بتحكمة مُن: نجرى 
مالا دخمل له فيه وهو الله سبحانه ‏ « ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من 





ه١5‏ اصوحصصمصومصص محصححمصصحمصه 
سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولاً ٠‏ . 
ومن هو الرسول ؟. 


الرسول مبلغ عمن أرسله إنى من أرسل إليه . ومادام رسولاً مبلغاً عن الله فأى 
شىء يحدث منه فهو من الله . 


وعندما يقول الحق : « وكفى بالله شهيداً » أى لا يضرك يا محمد أن يقولوا : إن 
ما أصابهم من سيئة فمن عندك ؛ لأنه يكفيك أن يكون الله فى صفك ؛ لأنجم 
لا يملكون على ما يقولون جزاء » وربك هو الذى بملك الجزاء وهو يشهد لك بأنك 
صادق فى التبليغ عنه وأنك لم تحدث منك سيئة كما قالوا . 


قم بعد ذلك يمزله الى » ” 


1 رم ع وى الك د عه من 212+ 
'+ مَنْيطِعآَلرَسُولَ فَمَدَأطَاَ لَه ومن توك 


والطاعة للرسول هى طاعة لله » وذلك أمر منطقى ؛ لأنه رسول . فمن أطاع 
الرسول فطاعته طاعة لله ؛ لأن الرسول إنما يبلغ عمن أرسله . 


ولذئك ففى المسائل الذاتية التى كان يفعلها سيدنا رسول الله كبشر وبعد ذلك 
يطرحها قضية من عنده كبشر » وعندما يثبت عدم صحتها يعطينا رسول الله مثالا 
عن أمانته . 

فعن أنس رشضى الله عنه» أن النبى صل الله عليه وسلم مر بقوم يُلَفُحون + | 
فقال : لو لم"تفعلوا لصلح . قال :. فخرج شيصاء فمُّر بهم ء فقال : مَالنخيكم ؟ 
. قالوا : قلت : كذا وكذاء قال : «أنتم أعلم بأمر دنياكم 200 


. رواء أحد وابن ماجه ومسلم واللفظ له‎ )١( 





01151702-09-0040 9--9---09---9+2-6242 


أى فى المسائل الخاضعة للتجربة فى المعمل والتى لا دخل للسماء فيها. أما الأمور 
الخاضعة لنواميس الكون فلا يتركها للعباد . ومن العجيب أن رسول الله صل الله 
عليه وسلم حين يتصرف فى شىء لم يكن لله فيه حكم مسبق ويعدله له الله بينه وبين 
نفسه فمحمد هو الذى يبلغنا بهذا التعديل لنشهد ‏ واقعا ‏ أنه صادق فى: البلاغ عن 
الله ولو كان عل نفسه . وجاءت هذه الآية الكريمة بعد قول الحق سبحانه : 
«مَارسَلكَ سين رَسَولًا وكق باس تيا 
(من الآية 1/4 صورة النساء » 
والرسول . كيا نعلم ‏ هو من بلغ عن الله شرعه الذى يريد أن يحكم به حركة 
حياة الخليفة فى الأرض وهو الإنسان . وإذا ما نظرنا إلى المادة المأخوذة من الراء 
والسين واللام وجدنا الحق سبحانه وتعالى يقول فى آية أخخرى : 
اوسني بك من وُسُول وام لاا م 
( من الآية 1ه سورة الحج ) 
إذن فالرسول قد يكون رسولا بالمعنى المفهوم لنا » وقد يكون نبيا » كلاهما مرسل 
من الله . ولكن الفارق أن الرسول يجىء بشرع يؤمر به ؛ ويؤمر هو أيضا ‏ بتبليقه 
للناس ليعملوا به ء ولكن النبى إنما يرسله الله ليؤكد سلوكاً نموذجياً للدين الذى 
سبقه ؛ فهو مرسل كأسوة سلوكية . ولكن الرسول على إطلاقه الاصطلاحى يأق 
بمنبج جديد قد يختلف فى الفروع عن المتبج الذى سبقه . وكلاما رسول ؛ هذا 
يجىء بالمنبج والسلوك ويطبقه . والنبى يأ بالسلوك فقط يطبقه ليكون تموذجاً لمنيج 


سبقه به رسول . 


وإذا كان الحق سبحانه وتعالى قد أرسل الرسل » وجعل خاتم الرسل سيدنا 
محمدا فمعنى ذلك أن رسالته صل الله عليه وسلم ستكون رسالة لا استدراك للسياء 
عليها . وإذا كانت رسالته صلى الله عليه وسلم رسالة لا استدراك للسياء عليها » 
فكيف يعقل أن تكون رسالته موضوعاً لاستدراك البشر عليها ؟ 


قد مف لاعف :يورم اقرف عوه وز اليه )لت ار 





تم ؛ ؛ حمح حم ٠2222و‏ م حمصه 
وأتهمت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا» إذن فلم يعد للسماء استدراك على 
هذه الرسالة » فكيف يأق بعد ذلك إنسان معاصر أو غير معاصر ليقول : لاء إننا 
نريد أن نستدرك كذا أو نقول : الحكم كذا أو هذا الحكم لايلائم العصر إذا كان 
الله لم هغل للسياء استدراكاً على الرسالة لأن الله أكملها وأتمها فكيف يسوغ للبشر 
أن يكونوا مستدركين على الرسالة ؟. 


إن الرسول حين يضاف . يضاف مرة إلى الله ء ويضاف مرة إلى المرسل إلههم ؛ 
لأنه واسطة التعلق بين الزبِل والمرسّل إليه » فإن أردت الإضافة بمعنى «مِن» 
الابتدائية ؛ تقول : رسول الله ء أى رسول من الله . وإن أردت الغاية من الرسالة 
وتأق مرة بمعنى «اللام » , وتان مرة بمعنى «١‏ إلى .٠‏ 


وأمر الرسالة ضرورى بالنسبة للبشر ؛ لآن الإنسان إذا ما استقرى وتتبع الوجود 
كله بقطرته وبعقله السليم من غير أن يمىء له رسول » فإنه يهتدى بغطرته إلى أن 
ذلك الكون لا يمكن أن يكون إلا عن مُكوّن له قدرة تناسب هذه الصفة المحكمة 
البديعة . ولا بد أن يكون قيوماً لأنه يمدنا دائياً بالأشياء » لكن أنعرف بالعقل ما تريد 
هذه القدرة ؟ نحن ننتهى فقط إلى أن وراء الكون قوة , هذه القوة لها من القدرة 
والحكمة والعلم والإرادة وصفات الكيال ما يجعلها تخاق هذا الكون العجيب على 
تلك الصورة البديعة ذات المندسة الدقيقة » وهذا الكون له غاية . أيمكن إذن - 
للعقل أن يضع اسماً لهذه القوة ؟. فكونها قوة يستلزم أن يكون لا قدرة وحكمة ع 
لكنا لا نعرف اسمها . فكان ولا بد أن يجىء رسول . هذا الرسول يعطى للئاس 
جواب ما شغلهم وهو : ماالقوة التى خلقت هذا الكون وجعلته ببذه الصنعة 
العجيبة . 


ويقف العقل هنا وقفة ‏ فعندما يأى الرسول ويقول : أنا أدلكم على هذه القوة 
اسياً ومطلوباً » كان يجب على الخلق أن يرهفوا آذا: نهم له لأنه سيحل لهم ذلك 
اللغز الذى رأوه بأنفسهم وأوقعهم فى الحيرة ‏ المؤمن منهم والكافر يؤمن مهدا لآنه 
يجد نفسه فى كون تخدمه فيه أجناس أقوى منه » ولا تتخلف عن خدمته أبداً» 





+ 222204222202090 هاه 


وأجناس .لا تدل تحت طاقته ولا تحت قدرته وتصنع له أشياء لا يفهم عقله كيف 
تعمل » فكان الواجب أن يؤمن . 


لقد ضربنا مثلا وقلنا : لو أن إنساناً وقعت به طائرة أو انقطع به طريق فى 
صحراء . وليس معه زاد ولا ماء» وبعد ذلك جلس فغلبه النوم فنام » ثم استيقظ 
فوجد مائدة منصوبة فيها أطايب الطعام وفيها الشراب السائغ . بالله قولوا لى : ألا 
يشتغل عقله بالفكر فيمن جاء بالأطعمة قبل أن يتناول منها شيئاً ؟ نذلك كان من 
الواجب قبل أن ننتفع بهذه الأشياء أن نلفت ذهننا : من الذى ضنع هذه الصنعة ؟! 
ومع ذلك تركنا الله فترة حتى نفكر » حتى إذا جاء رسول يقول : القوة النى تبحث 
عنها بعقلك هذه اسمها كذا ومطلويها منك كذا. وأنت كائن ومخلوق لها أولاً وإليها 
تعود أخيرا . 

وخلاصة المسألة أن الله سبحانه وتعالى قبل أن يلق الخلق أعد لحم مائدة 
الكون . وفيها الأجناس التى تخدمه ‏ كما قلنا : سلسلة الأجئاس وخدمتها تجمعلك 
تتعجب ونتساءل : كيف يخدمنى الأقوى منى ؟. 


الشمس التى لا تدخل تحت قدر » والقمر الذى لا أستطيع أن أتناوله ٠‏ والريح 
التى لا أملك السيطرة عليها » والأرض التى لا استطيع أن أتفاهم معها.ء كيف 
تؤدى لى هذه الخدمات ؟. لا بد أن يكون هناك من هو أقوى منى ومنها هو الذى 
سخرها لخدمتى . وهل رأيت شيئاً من هذه الأشياء امتنع أن يؤدى لك الخدمة أو 
نقص منها شيئا ؟. لم يدث ؛ لأنها مسخرة ‏ فإذا جاء رسول من الله ليحل لنا لغز 
هذه الحياق ويدلنا على موجدها + كان يجب أن نفتح له آذاننا ونسمعه ء فإذا ما قال 
لى : الذى خخلق لك الكون هو الله .» والذى خلقك هو الله وهو صانعك ٠‏ وأرسلنى 
بمنيج لك كى تؤدى مهمتك كما ينبغى فافعل كذا ولا تفعل كذا . وأنت صائر إليه 
ليحاسبك على مافعلت . وهذا المنيج هو خلاصة الأديان كلها . 


ولذلك يكون مجىء الرسول ضرورياً وبعد ذلك يؤيده سبحانه بمعجزة تنبت 
صدقه ث2 ومادام قد أرسله بالمتيج الذى هو : افعل ولا تفعل . فهذا يعنى أن تطيع 
هذا الرسول . ويقول ربنا فى آية أخرى : 





.٠‏ موبالَمَاةْ 


.1ت :26ت 


«ومآأْْسَلنَامن سول إلا لطاع يإذن لم # 
ع الآية 147 سورة النساء) 
وموس اسع وسيي ا ا 1 
عليه وسلم يتميز عن سائر الرسل ؛ لأن معجزته التى تؤيد صدقه فى بلاغه عن الله ر 
هى عين كتاب منبجه فى الأصول . وكل الرسل كانت على غير ذلك . كان الرسول 
يأق بمعجزة ويأق بكتاب منبج . العصا واليد البيضاء كانت لموسى هذء معجزته ؛ 
ولكن منهجه فى ١‏ التوراة» » إذن فالمعجزة منفصلة عن المنيج . 


سيدنا عيسى معجزته - مثلاً - : أنه يبرىء الأكمه والأبرص . لكن كتاب منهبجه 
الإنجيل » . إلا سيدنا رسول الله فإن معجزته وهى القرآن هى عين منبجه ؛ لآن 
الله أراد للدين الخائم ألا تنفصل فيه المعجزة من المنيج 5 


إن معجزات الرسل السابقين على رسول الله من رآها يؤمن يها » والذى لم يرها 
يسمع خبراً عنها » » وإن كان واثقاً تمن أخبره يصدقه ٠‏ وإن لم يكن وائقا الأنااسة 
أمامه ‏ فلا يصدقه ء ولولا أن الله أخيرنا ببذه المعجزات فى القرآن لكان من الممكن 
أن نقف فيها . 


لا اع بد بلطي ا 0 
أحد ويقول : فلان نواه أله وتلك.معجزته » ممه مي + أما القرآن فهو 
باق بقاء الرسالة والكون . 


والرسول صل الله عليه وسلم حين يأتى بالبلاغ عن الله فالحق يبن لنا : آنا 
أرسلت الرسول ليطاع . والمنطق أن يقول القرآن : « من يطع الرسول فقد أطاع 
الله » ؟؛ لأن الرسول جاء مبلغاً عن الله ؛ فالمباشر لنا هو رسول الله 3 وعرفئا من قبل 
أنه إذا ما توارد أمر الطاعة من الله مع أمر مع رسوله نطيع الاثنين ء وإذا كان الله قد 
جاء بأمر إجمالى كالزكاة والحج . وجاء الرسول ففصل . فتطيع الله فى الأمر الإجمالى 
ونطيع الرسول ق الامر التفصيل » وإذا كان الله " عئ بحكم لاجمل 





اجو جيج 2ج ججج4.92-02<22222 200014141 
ولا مفصل ٠‏ فقد جاء التشريع من الرسول بالتفويغس الذى فوض الله فيه رسوله 
بقوله : 


2 وماءاتدى سول فخدوه وما بلك عنه قانتيواً 4 
(من الآية /ا سورة الحشر) 
فالرسول الوحيد الذى أعطاه الله تفويضاً فى التشريع هو محمد رسول الله صل الله 
عليه وسلم ٠‏ وكل الرسل بلغوا عن الله وم يبلغ واحد متهم عن نفسه شيثاً إلا سيدنا 
رسول الله » فقد فوضه الله سبحانه وتعالي يقوله : وما آتاكم الرسول فخذوره 
وما نباكم عنه فانتهوا ه ‏ إذن فللرسول مهمة داخخلة فى إطار القرآن أيضاً : ومثال 
ذلك فى حياتنا ننجد من يقول لموظف : إن الموظف الذى يغيب خسة عشر يوماً فى 
قانون الدولة يفصلونه » فياق موظف ومعه دستور البلاد ليرد ويقول : هذا هو 
الدستور وقد قرأته فلم أجد فيه هذا القانون , وهذا الكلام الذى تقوله عن فصل 
الموظف غير دستورى . 


نقول له إن اللنستوو فال فيخذ» للسنلة : ونؤلف هيئة تنظم أعيال العاملين فى 
هذا المجال . إذن فبالتفويض توجد هيئة تذ تضع نظاماً ليطبق على العاملين فتكون هذه 
من الدستور» فكل ينود قانون العاملين تدخل فى التفويض الذى نص عليه فى 
الدستور للهيئات أو للجان التى تضع التشريعات الفرعية » فكذلك إذا قيل لك : 
هات دليلاً من القرآن على أن صلاة المغرب ثلاث ركعات وأن الفجر ركعتان » وأن 
الظهر أربع ركعات . وأن العشاء أربع ركعات . هات دليلاً من القرآن على هذه » 
تقول : دليل من القرآن : « وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا  »‏ 
والرسول صل الله عليه وسلم كى يضمن سلامة المنهج من هذه التحريفات الى 
يفترونها يقول : 


لاألْفِينٌ احدكم متكثا على أريكته . يأنيه أمرٌ ما أمْت بهء أو تَِيْتُ عنه » 
فيقول : لا أحرى ما وجدنا فى كتاب الله اتبعناه » . 


وفى رواية أخرى : عن الْقَدَام بن معديكرب قال : قال رسول الله صل الله عليه 


١١‏ المت +22 2+2 و2 


وسلم : ألا هل عسى رجلٌ يَبلمُه الحديثٌُ عَنى وهو منكىء على أريكته . فيقول : 
بيننا وبيتكم كتاب الله » فيا وجدنا فيه حلالا اسْتَحطَلنَاهُ » وما وجدنا فيه حراما 
حرمناه ه وإن ماخرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله 29 . 


أروى هذا الحديث عن الرسول كى تعرفوا غباء القائلين بهذا ء ولنقل لهم : 
قولكم هذا دليل على صدق الرسول » بالله فلولم يأت واحد بمثل قولكم بأنه لا يوجد 
إلا القرآن » بالله ماذا كنا نقول للمحدثين الذين رووا حديث رسول الله » ولولم 
يقولوا هذا لقلنا : النبى قال : بتكئ رجل على أريكته ويتحدث . ولم يتكلم أحد 
بما يخالف هذا الكلام . إذن فوجود هؤلاء دليل صدق. رسول الله صل الله عليه 
وسلم » ومادام الله قد أرسله صل الله عليه وسلم منه" إلى خلقه فيكون مع هذه 
الرسالة الطاعة والطاعة هى : الاستجابة للطلب . وأنواع الطلب كيا يقول الذين 
يشتغلون فى البلاغة والنحو كثيرة » فمرة تتمنى شيئاً مستحيلا مثل قول القائل : ليت 
الكواكب تدنو ل فانظمها 
لبت الكواكب تدلو لى فاأنظمها 

عقود مدح فما أرضى لكم كلمى 

والكواقن لن نول بطيمة الخال أو عقول العاض: 

هذا لون من الطلب يدل على أن الطلب محبوب . لكنه لا يقع وقد يقع » وكذلك 
الاستفهام طلب شىء لأنك تستفهم عن شىء كقولك لنٍ تزوره : من عندك ؟ . وأما 
أن تطلب شيئاً ليفعل فهذا هو الامرء أو تطلب شيئاً ليجتنب فهذا هو النبى » 
فتكون الطاعة هى : :أن تجيب طالباً إلى ما طلب . 


والطالب إما أن يطالب بأمر لتفعله وإما بنهى لتجتنبه . وإذا أطلقت الطاعة 
إطلاقاً عام فهى لا تنصرف إلا لطاعة العبد لربه » وبعد ذلك تقول : الولد أطاع 
أباه ٠‏ الطالب أطاع أستاذه ٠‏ العامل أطاع معلمه . فهذه طاعة مغنافة إلى مطاع ء» 


, رواه الترمذى فى العلم واللفظ له . ورواه أحمد وابن ماجه‎ )١( 





ةلكالا 
حمومح جوو 222 02117722-09-0002 


لكن إن اطلقت كلمة الطاعة فهى تنصرف إلى طاعة العبد لله وهذه أسلم أنواع 


لان أمر كل آمرء أو خبى كل ناه ؛ قد يشكك فيه أنه أمرك بكذا ليعود عليه 
بالفائدة » أو نهاك عن كذا ليعود عليه بالفائدة » لكن إذا كان الذى طلب منك هوق 
غنى عن عملك وعن انتهائك . فهذه مسألة لا يكون فيها شبهة . فالذى يشكك 
الإنسان فى الطاعة هو المخافة أن يكون الطائب قد طلب أمراً يعود عليه بالمنفعة » أو 
نبى عن أمر يعود على الناهى بالمنفعة أو يدفع عنه مضرة . لكن إذا كان الطالب له كل 
صفغات الكيال المطلق قبل أن توجد أنت » فوجودك وعملك وعدم عملك لا يعود عليه 
بثنىء ع فتكون هذه هى أسلم أنواع الطاعة . 


عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم .: #من 
أطاعنى فقد أطاع الله ومن عصان فقد عصى الله . .© . 


إن المنافقين هم الذين يتعبهم وجود “نور لأنهم ألفوا الحياة فى ظلام » ويرهقهم 
وجود عدل ؛ لأنهم استمرأوا الحياة فى المظالم » لذلك فهم يحاولون أن يتصيدوا شيئا 
ليقفوا فى أمر هذه الدعوة » فقالوا : أما سمعتم لصاحبكم . إنه قارب الشرك . . 
يقول : لا تعبدوا إلا الله ومع ذلك يريد أن يجعل من نفسه ربأ له حب وله طاعة 7 


وينزل الحق على رسوله قوله : «من يطع الرسول فقد أطاع الله » . 

إذن فالطاعة هنا ليست ذاتية للرسول ؛ لاخها إما بلاغ عن الله فى النص الحزئى » 
وإما بلاغ عن الله فى التفويض الكلى » ومادامت بلاغا من الله فى التفويض الكل 
فيكون الله قد أمنه أن يشرع : «من يطع الرسول فقد أطاع الله  »‏ 


ما هو مقابل الطاعة ؟. إنه التونّ والعصيان » ورأينا الناس تنقسم تجاه الرسول 
إلى قسمين : قسم يطيعه فى «افعل ولاتفعله. ومالم يرد فيه : دافعل 


. روله ابن أبى حاتم . ورواه البخارى ومسلم‎ )١( 








اا 
291141 22ج جم صمص 


ولا تفعل » ؛ فهو داخل فى حكم المباحات ؛ إن شئت شثت فعلته وإن شتت لم تفعله ؟؛ 
فالذين يستجيبون للرسول أى يطيعونه فى « افعل ولا تفعل » هم من أقبلوا على 
المنيج . والذين لا يطيعونه فقد « تولوا» أى أعرضوا وصدوا . 


انظروا إلى الحق سبكأنه وتعالي كيف يجحمى نفسية الرسول فيقول صسبحانه : 
« ومن تولى فيا أرسلناك عليهم حفيظاً » فالذى يتولى ولا يطيع الرسول . فالحق لم 
يرسلك يا محمد لترغمهم على الإيمان . 


وهناك فرق بين « أرسلناك لحم » أو « أرسلناك إليهم » » ود أرسلناك عليهم  »‏ 
ف« أرسلناك لحم » تعنى أنك تبلغ فقط . إنما و عليهم » فهى تعنى لتحملهم عل 
كذاء أى يجب أن تنتبه يا محمد إنا أرسلناك للناس ‏ لا على الناس - لتبلغهم . فمن 
شاء فليطعومن شاء فليعص » فلا تجهد نفسك وتظن أننا أرسلناك عليهم لترغمهم 
عل أن يؤمنوا'ء فتكلف نفسك أمرًا ماكلفك الله به : 


9# ليس علَيِكَ هدهم وللكن الله ندى من ينآ # 


( من الآية 177 سورة البقرة ) 


والحق يقول أيضاً : 
ظنذرقر آ تم ةرج نطوم مور »4 . 
( سورة الغاشية ) 
وق آبة أخرى يقول : 
رمأت علوم عبر » 


(من الآية 16 سورة فق ) 

« جبار ؛ يعنى تجبرهم على أن يطيعوا . فالإجبار يتناق مع التكليف ويتنافى مع 
دخول الإيمان طواعية ويتناق مع الاخختيار . فيا أرسلناك عليهم حفيظا » والحفيظ 
هو : الحافظ بمبالغة » تقول مثلا : هذا حافظ مال فلان : وهذا حفيظ مال الناس 
جميعاً يعنى عنده مبالغة فى الحفظ . إذن فالمبالغة جاءت فى تكرير الحدث فهو يحفظ 





سِدرَةاليْكياة 
حمصح مص صمح سحو من حصحوصو 40 اه 


لذنك الإنسان ولغيره . والحق يؤكد ذلك لمصلحته صلى الله عليه وسلم + لأنه 
سبحانه بين لنا شغل رسول الله بأمته , وأنه يحب أن يكونوا جميعا مؤمنين ملتزمين 
مطيعين . ولذلك يقول الحق : 


سرع عام بع نفْسَكَ ألا يكور م 2 


لعلك بلخع نفيك كوو أمؤْمنين 4 
( سورة الشعراه ) 
إنهم لا يؤمئون . فيوضح له سبحانه : أرح نفسك . فعليك البلاغ فقط . 
وهكذا يخفف الله مهمة الرسول . 


ونجد أغلب عتابات الله لرسول الله . لا لأنه خالف . ولكن لأنه حمل نفسه فوق 


ما تفرضه عليه الرسالة » مثل من يثيرون قصة ابن أم مكتوعد فيقولون : النبى 
أخطا ولذلك قرعه الله ووبخه . 


نقول لحم : كان الرسول يرغب أن يؤمن به صناديد قريش العتاة الكافرون » . 
وجاءه ابن أم مكتوم مؤمناً ويريد أن يستفهم » وكان من الأسهل أن يتعرض لابن أم 
مكتوم ولا يتعرض للصناديد الذين يخالفونه ! لكن النبى صل الله عليه وسلم ترك 
السهل وذهب للصعب ء فكأنه سبحانه يتساءل : لماذا أتعبت نفسك . « وما عليك 
الايزكى » أى ما الذى يجعلك تتعب ء. إذن فهو يلومه لصالحه لا لأنه تالف . 


فكان الحق سبحانه وتعالى حيئما يقول لرسوله صل الله عليه وسلم : 
أرسلناك عليهم حفيظاً » » إنما قاله ليخفف عن الرسول . إذن مسجب وقد ) 
يحافظ على من يبلغه أمر الله وأن يكون سائراً على منيج الله . إن أراد أن يتحرف 
يعدله , ٠»‏ فيوضح سببحاته : أنالم أرسلك حفيظاً عليهم ٠‏ أنا أرسلتك لتبلغهم » وهم 
أحخرار يدخلون فى التكليف أو لا يدخلون . 


إذن فالحفيظ هو المهيمن والمسيطرء كيا قال فى الآيات الأخرى : والمسيطر أو 
الجبار هو الذى يحملهم على الإيمان . . والكلام فى الطاعة المقصودة لله . وآن تنفذ 
جوارحك ما يأمر به سبحانه فيها تسمعه أذنك وما ينطق به لسانك . وليست الطاعة 
'أن تقول : يا رسول الله نحن طائعون . وبعد ذلك تماول أن تخدش هذه الطاعة بأن 


رة اليك 

رحس اماد ا 

تجعلها طاعة لسان وليست طاعة جوارح . فطاعة اللسان دون الجوارح غير محسوبة 
من الؤيمان . 





وهذا يقول الحق بعد ذلك ي 


0 وفوا 


2 ا يثك 
مون عض عن وول أله َب 


كد © 4 


هنا يوضح الحق لرسوله : ستتعرضص لطائفة من أمة الدعوة وهم الذين أمرك الله 
أن تدعوهم إلى الدخول فى الإسلام .-أما أمة الإجابة فهم الذين استجابوا لله 
وللرسول وآمنوا فعلا.- إن هؤلاء يقولون لك حون تأمرهم بشىء أو تطلب منهم شيئاً 
أمراً أو نبياً : « يقولون طاعة » يعنى : أمرنا وشأننا طاعة » أى أمرك مطاع ٠»‏ « فإذا 
برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذى تقول » » ويقال : برز أى تخرج للبرّاز . 
والبراز هى : الأرض الفضاء الواسعة . ولذلك يقول المقاتل لمن يتتحداه : ابرز لى » 
أى اخترج من الكن أو الحصن , وكان العرب سابقاً لا يقضون حاجتهم فى بيوتهم » 
فإِذا ما أرادوا قضاء حاجتهم ذهبوا إلى الغائط اليعيد ء» وجاء من هذه الكلمة تفظ 
يؤدى قضاء الحاجة قَّ الخلاء . 


« فإذا برزوا من عندك ».أى خرجوا ء فهم يديرون أمر الطاعة التى أمروا بها فى 
رءوسهم فيجدونها شاقة ٠»‏ فيبيتون أن يخالفوا 3 ونعرف أن كلمة « بِيْت » تعنى المأوى 
الذىٍ يؤوى الإنسان . وأحسن أوقات الإيواء هو الليل » فسموا البيت الذى نسكنه 
ويه ساي ا د ا 7 ٠‏ وللستورة 
ويقولون : هذا الأمر ب بيت بليل » أى ديروه فى فى الليل ٠‏ وهل المراد ألا يبيتوا فى 





صمحصصمصح محص صوص حم حوصت أ أله 


العبار ؟ لا ٠»‏ لككن الشائع أن يبيتوا فى ليل . يفعلون ذلك وهم بعيدون عن الأعين » 
ب اد > ليسم ووو ود د 
وإن كان سرا فا معنى يصح 


إذن فالاصل فى التبييت إنما يكون فى البيت . والاصل أن تكون البيتوتة ليلا ., 
ومدار المادة كلها الاستخفاء » فإذا بيت فى ظلام نقولنإته بيت بليل ال سك القن 
نقول : بيْتَ بليل أيضاً . 


« ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذى تقول ٠‏ ؛ أى إتهم 
إذا ما خخرجوا بيتوا أمراً غير الذى تقول , فهم يعلنون الطاعة باللسان بينها يكون 
سلوكهم على العكس من ذلك ء» » فسلوكهم هو العصيان أو و طاعة » غير الذى 
تقوها . فإن قلت : افعلوا فلن يفعلوا . وإن قلت : لا تفعلوا فهم يفعلون عكس 
ما تأمر به . إنهم يطيعون أهواءهم وشياطينهم . 


« ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة متهم غير الذى تقول » يعتىي 
قالت طائفة : أمرنا وشأننا طاعة لما تقول . أو أطعناك طاعة ولكنهم يبيتون غير 
ما تقول فهم إذن على معصية . « والله يكتب ما يبيتون » وسبحانه يكتب نتيجة 
علمه, اح ود ل د + لشيس لصيية برد 
يستطيعون عند عرض كتابهم عليهم أن يقرأوا ما كتب فيه » فلو م يكن مكتوباً فقد 
يقولون : لالم يحدث . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر من هذه الطائفة » 
لأنها ستثبط أمر الدعوة » لذلك يوضح الحق : إنك لن تُنصْرٌ بمن أرسلت إليهم وإنما 
تنصر يمن أرسلك ل ألا بق للف من جرخلك فو يديكها نب البطرة . فإذا 
حدث من طائفة منهم هذا ف « أعرض عنهم » أى لا تخاطبهم فى أمر من هذه الأمور 
ودعهم ودع الانتقام لى ؛ لاننى سأنصرك على الرغم من غالفتهم لك . واتجه إلى أمر 
الله الذى أرسلك . 


ونعلم أن المصلحة فى كل الرسالات إنما تكون عند من أرسل » ولكن المرسل إليه 
قد تتعبه الدعوة الجديدة + لأنها ستخرجه عن هوى نفسه . ومستلزمات طيشه » 
فالذى أرسلك يا محمد هوالضامن لك فى أن تنجح دعوتك . 





5114 900-049)----222+2© حصسحههه 

« فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا » لماذا ؟ لآن الذين يؤمنون بك 
محدودو القدرة » ومحدودو الحيلة » وتحدودو العدة . ولكن الذى أرسلك يستطيع أن 
يجعل من عدد خصومك ومن عُدَّة خصومك جنوداً لكء وينصرك من حيث 
لا متسب . ولذلك فالحق سبحانه وتعالى بدأ فضية الإسلام وكان المؤمنون بها قلة » 
فلو جعلهم كثرة لقالوا : كثرة لو اجتمعت عل ظلم لنجحت ٠‏ ولكن عندما تكون 
قلة وتنجح » فهذا فأل طيب ويشير على أنك لست منصوراً ببؤلاء وإنما أنت منصور 
بمدد الله . 


ويقول الحق بعد ذلك : 


2 أ يتبوت أله نكاد منِْن رياه 
أوَجَدُوأف هِأُخْكَدْاكَيْرا © |6 


وإذا سمعت كلمة وأفلا» » فأعلم أن الاسلوب يقرع من لا يستعمل المادة الى 

بعده . « أفلا يتدبرون القرآن » أى كان الواجب عليهم أن يتدبروا القرآن ٠‏ فهناك 
شىء اسمه « التدبر؛ » وشىء اسمه « التفكر» . ثالث اسمه « التذكر» ء ورابع 
اسمه «الملم».. وخامس أسمة « التعقل ٠»‏ ووردت كل هله الأساليب ق 
القرآن ٠‏ « أفلا يعلمرن ؛ » دأفلا يعقلون». «أفلا يتذكرون».ء «أفلا 
تتفكرون » . هى إذن تدبرء تفكرء تذكر» وتعقل » وعلم . 


وحين يأق مخاطبك ليطلب منك أن تستحضر كلمة « تدبر» ؛ فمعنى هذا أنه 
واثق من أنك لوأعملت عقلك إعمالاً قوياً لوصلت إلى الحقيقة المطلوبة » لكن 
الذى يريد أن يخشك لا ينبه فيك وسائل التفتيش + ء مثل التاجر الذى تدخل عنده 
لتشتري فباشاً ٠‏ فيعرض قياشه . ويريد أن يثبت لك أنه قياش طبيعى وقوى وليس 
صناعيا . فيبله لك ويحاول أن يمزقه فلا يتمزق ء إنه ينبه فيك الحواس الناقدة » فإذا 
نيه فيك الحواس الناقدة فمعنى ذلك : أنه واثق من أن إعبال الحواس الناقدة فى 


سس سس مسي سس سس سي سس 1ك 


ملكتا 
مترمسسي يوسي 0 لصيس ووطيت اكه 
صالم ما ادعاه » ولو كان قباشه ليس فى صائح ما ادعاه لحاول خداعك . لكنه يقول 
لك : انظر جيدا وجرب . , ١:‏ 


والحق يقول : « أفلا يتدبرون القرآن » والتدبر هو كل أمر يُعرض على العقل له 
فيه عمل فتفكر فيه لتنظر فى دليل صدقه » هذه أول مرحلة : فإذا ما علمت دليل 
صدقه فانظر النتيجة التى تعود عليك لولم تعملها ؛ وه تتدبر» تعنى أن تنظر إل أدبار ' 
الأشياء وأعقاءها » فالرسول يبلغك : الإله واحدء إبحث فى الاآدلة بفكرك . فإذا ' 
ما انتهيت إليها آمنت بأن هناك إِخَا 'واحدًا . وإياك أن تقول إنها مسألة رفاهية أو . 
سفسطة ؛ لأنك عندمط تنظر العاقبة ماذا ستكون لولم تؤمن بالإله الواحد . سيكون 
ا الثار . 


لعي سويد جر ١‏ لكر الي اا يعرف عن للا 
عليك نيان . فالتفكر يأق أولاً وبعد ذلك يأق التدير . وأنت تقول مثلاً - 
لابنك : لكى يكون مستقبلك عاليا وتكون مهندسا أو طبيبا عليك أن تذاكر 
وتجتهد . فيفكر الولد ى أن يكون ذا مكانة مثل المتفوقين فى المهن المختلفة فى 
المجتمع ٠‏ ويبذل الجهد . 

إذن فأول مرحلة ههى : التفكر . والثانية هى : التدبر» فإذا غفلت نقول لك : 
تذكر ما فكرت فيه وانتهيت إليه وتدبر العاقبة . هذه كلها عمليات عقلية : فالتفكير 
يبدأ بالعقل . والعقل ينظر أيضا فى العاقبة ثم تعمل الحافظة لتذكرك بما فات وبما كان 
فى بؤرة الشعور ثم انتقل إلى حاشية الشعورء فإذا كنت قد تعقلت الأمر لذاتك 
يقال : عقلته . فإن فهمت ماعقله غبرك فقد علمت ماعقله فلان . 


إذن فليس ضروريا أن تكون قد انتهيت إلى العلم بعقلك » بل أنت اخذت 
حصيلة تعقل ميرك - ولذلك عندما ينفى رينا عن واحد العلم فإنه قد نفى عنه 
التعقل من باب أولى ؛ ذلك أن العلم يعنى قدرته على تعقل قدرات غيره » دون 
الوصول إلى قوانينها وقواعدها وأصوها » إنه فحسب يعلم كيف يستفيد وينتفع بها ؛ 
وفى حياتنا اليومية نجد أن الامى ينتفع بالتليفزيون وينتفع بالكهرباء . أى انتفع بعلم 
أغيره . لكنه لا يتعقل قدرات ذلك العَاِم . إذن فدائرة العلم أوسع + لأنك تعرف 
بعقلك أنت.أما فى دائرة العلم فإنك تعلم وتفهم ماعقله سواك . 





مر لكا 
٠١‏ احم ججمححج جه حيحص حميحجهه 
ولذلك فعندما اياق. :زبنا -ليَعرَضّن “هله القضية يقول:؛ 


2 صو مسا سم ولس 2 وعم 3-4 2 مساوصوم مده عت “2 


وإذا ق] شيا رع أ م أل أله ثالرا ب( ننم مالف عنيه غأناءن أ 
وإذا قبل هم !ا عو ما انزل الله قالوا بلى تع ما ألفيد تيه #اباءنا 
- عد ان مر عي ف ممعم ا - 
33 ابا ؤم لا يعقلون شيعا ولا ربندون ويج 
( سورة البقرة ) 
وفى المعنى نفسه يأتى فى آية أخرى عندما يقول لحم : 
خم د مهايا ع عه 3 02-8 داه ممعم ع فومه7س | ممضعة 
فو د إذا قبل هم مالو ِل مَآأرَلَ اله وَإِلَ سول الوأ حَنيْنَا مَاوَجَدنَا 
3 


لبه ابأ نا لوعن ابوه لا يلون بهاولا يدون ا © 
( سررة المائدة ) 
فى الآية الأولى قال سبحانه : هلا يعقلون » لأنهم قالوا : « بل نتبع ما ألفينا عليه 
آباءنا » بدون طرد لغيره » وف الثانية قالوا : و حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا » بإصرار 
على رفض غيره والخضوع لسواه » فقال : دأو لو كان آباؤعم لا يعلمون شيئا 
ولا بهتدون » » وسبحانه هنا نفى عن آبائهم العلم الذى هو أوسع من نفى التعقل ؛ 
لأن نفى التعقل يعنى نفى القدرة على الاستنياط . لكنه لا بنفى أن ينتفع الإنسان بما 
استنبطه غيره . 
« أفلا يتدبرون القرآن ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا » . . 
والحق سبحانه وتعالى حينم) يحث المستمعين للاستماع إلى كلامه وخخاصة المخالفين 
لمنبجه أن يتدبروا القرآن . معناء أنه يحب منبم أن يُعملوا عقوهم فيما يسمعون ؛ لأن 
الحق يعلم أنهم لو أعملوا عقوم فيما يسمعون لانتهوا إلى قضية الحق بدون جدال » 
ولكن الذى يجعلهم فى مواقف يعلنون الطاعة « فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم 
غير الذى تقول » . إن هذا دليل على أنبم لم يتدبروا القرآن . وقوله الحق : « أفلا 
بتدبرون ٠‏ تأق بعد تلك الآية » كأنها جاءت ودليلها يسبقها . فهم لو تدبروا القرآن 
لعلموا أن الرسول صادق فى البلاغ عن الله وأن هذا كلام حق . 


وبالله حين يبيتون فى نفوسهم أو يبيتون بليل غير الذى قالوه لرسول الله » فمن 
الذى قال لرسول الله : إنهم بيتوا هذا ؟! 


ِو انتما 
صمح ص سحت ٠ج 0٠2‏ و ٠و2‏ ص وحصت اث اوه 

إذن فلو تدبروا مثل هذه لعلموا أن الذى أخخير رسول الله بسرائرهم وتبييتهم 
ومكرهم إنما هو الله » إذن فرسول الله صادق فى التبليغ عن الله » ومادام رسول الله 
صادقا فى التبليغ عن الله » فتعود للآية الأولى « من يطع الرسول فقد أطاع الله » ع 
وكل الآيات يدم بعضها بعضا , فالقرآن حين نزل باللسان العربى شاء الله ألا يجعل 
كل مستمع له من العرب يؤمن به أولا ي لأنهم لو آمنوا به جميعا أولآً لقالوا : إيهانهم 
بالقرآن جعلهم يتغاضون عن تحدى الفرآن هم . لكن يظل قوم من المواجهين 
بالقرآن على كفرهم ٠‏ والكافر فى حاجة إلى أن يُعَارض ويُعارض . فإذا ما وجد 
القرآن قد تحداه أن يأ بمثله ء وتحداء مرة أن يأق بعشر سور من مثله . وداه بأن 
يأق بأقصر سورة من مثله » هذا هو التحدى للكافر . . ألا يبيج فيه هذا التحدى 
غريزة العناد ؟ ولم يقل منهم أحد كلمة , فيا معنى ذلك ؟ معناه : أنهم مقتنعون بأنه 


لا يمكن أن يصلوا لذلك واستمروا على كقرهم وكانوا يجترئون ويقولون ما يقولون . 
ومع ذلك فالفرآن يمر عليهم ولا يجدون فيه استدراكا . 


كان من الممكن أن يقولوا : إن محمدا يقول القرآن معجز وبليغ وقد أخطأ فى كذا 
وكذا . ولو كانوا مؤمنين لأخفوا ذلك . لكنهم كافرون والكافر يهمه أن يشيع أى 
خطأ عن القرآن . وبعد ذلك يأ قوم ليست لحم ملكة العربية ولا فصاحة العربية » 
ليقولوا إن القرآن فيه غالفات ! فكيف يتأق لهم ذلك وليس عندهم ملكة العربية » 
ولغتهم لغة مصنوعة » وليس هم ملكة فصاحة » فكيف يقولون:إن القرآن فيه 
مخالفات ؟ لقد كان العرب الكافرون أولى بذلك ٠‏ فقد كانت عندهم ملكة وقصاحة 
وكانوا معاصرين لنزول القرآن . وهم كافرون بما جاء به محمد ولم يقولوا:إن فى 
القرآن اختلافا !! هذا دليل على أن المستشرقين الذين ادعوا ذلك يعانون من نقص 
فى اللغة , 

ونقول لهم : لقد تعرض القرآن لأشياء ليُثبت فصاحته وبلاغته عند القوم الدين 
نزل هم أولا . فمنهم من سيحملون منهج الدعوة » ثم حمل القرآن معجزات أخرى 
لغير الأمم العربية » فمعجزة القرآن ليست فصاحة فقط ء وإلا لقال واحد : هو 
أعجز العرب . فيا شآن العجم والرومان ؟ ونقول له : أكل الإعجاز كان ق 
أسلوبه ؟ لا الإعجاز فى أشياء تتفق فيها جميع الالسنة فى الدنيا ؛ لأنه يأق ليثبت 
أن رسول الله صل الله عليه وسلم بشهادة خنصومه لم يبارح الجزيرة إلا فى رحلة 


١ 


الكثلة. 
حا حمحص حم حت مح حم حمحه 


التجارة للشام » ولم يثبت أنه جلس إلى معلم . وكلهم يعرف هذا . حتى الغلطة 
التى أخطاوا فيها , »جاه ييا دوه | 


ععده مو رز اكلم *( 2م وم امهل « سد وم 


وقد تمل مم يفْة نا ننتد وك مذ الى لسرن بت أي 
مدب م كوه 42 4و 


وهنذا سان عربى مبين © © 


<* جمبى 


( سورة التحل ) 

يقصدون ب : وردر 2 4ق ل كرتا دين ناليم اذه يميق 
إسلامه » أو غلاما عقر روما ازاسلات الفارسى » فاوضح الحق : تعقلوا جيدا . 
فمحمد لم يجلس إلى معلم . ونم يذهب فى رحلات . وبعد ذلك جاء القرآن تمحدياً 
لا بالمنطق ولا باللغة ولا بالفصاحة ولا بالبيان فحسب » 3 بالأمر الشامل لكل 
. العقول وهو كتاب الكون . ووقائعه وأحدائه التى يشترك فيه كل الناس . 

والكون ‏ كيا نعرف ‏ له حجب ٠‏ فالأمر الماضى حجابه الزمن المامى والذى كان 
يعيش أيامه يعرفه . والذى لم يكن فى أيامه لا يعرفه . إذن فأحداث الماضى حجيها 
الزمن المافى » وأحداث المستقبل حجزها المستقبل)لأنها " تقع بعد . والحاضر 
أمامنا » فيجعل له حاجزاً هو المكان , فياق القرآن فى أمساليبه يخرق كل هذه 
الحجب . ثم يتحدى على سبيل المثال ويقول : 


0 وما كنت يجاب لمرو د مضنا إل مومى الأمر بت نهدن © 4 


(سورة القصص ) 
وسبحاته يقؤل : 


«وَما حت كلاف أخل مذي تل أعلهم ءابنا # 
( من الآية 45 سورة القمصص ) 
وسيحائه يقول : ١‏ 
ٍِ وما كنت توا م نكسل من .؟ كت ولا له ميلك اراب أ لمنه مبَطلونَ 2 4 
( سورة العنكبوت ) 





صحمحصحهص عمحصهنحمهح ج+ت ص +211410702222 


وكل ‏ ما كنت » فى القرآن تاق باخبار عن أشياء حدئت فى الماضى . بالله لو كانوا 

يعلمون أنه علم أو جلس إلى معلم , أكانوا يسكتون ؟ طبعا لا » لأن هناك كفارًا 

أرادوا أى ثغرة لينفذوا منها » وبعد ذلك يأتى القرآن لحجاب الزمن المستقبل ويخرقه » 

يحدث ذلك والمسلمون لا يقدرون أن يجموا أنفسهم فيقول الحق : + 

سورع لمم 30 ممع يوون ادير ج # 

( سورة القمر) 

حتى أن عمر بن الخنطاب يقول : أى جمع هذا ؟ وينزل القرآن بآيات تتلى وتسجل 

وتحفظ . . وتاق غزوة « بدرء وببزم الجمع فعلا . وتنزل آية أخرى فى الوليد 
ابن المغيرة الجبار المفترى : 


53006 
(سورة القلم ) 


ويتساءل بعضهم : هل نحن قادرون أن نصل إليه ؟ وبعد ذلك تأق غزوة 
« بدر» فينظرون أنفه فيجدون السيف قد خرطه وترك سمة وعلامة عليه » فمن 
الذى خرق حجاب الزمن المستقبل ؟ إنه الله . وليس محمداً . فإذا تدبرتم المسائل 
حق التدبر لعلمتم أن محمداً ما هو إلا مبلغ للقرآن . وأن الذى قال القرآن هو الإله 
مل ربعيو ولا حاضر ولا مستقبل » بل كل الزمن له » ويأق القرآن 


1 539 أنفسيم لولا عزنا ألما تَقُولُ © 
(من الآية م سورة المجادلة ) 
هم قالوا فى أنفسهم ولم يسمع هم أحدء ثم ينزلى القرآن فيخير بما قالوه ىق 
أنفسهم . . فياذا يقولون إذن ؟ وهم و تدبروا القرآن لعلموا أن الحق سبحانه وتعالى 
هو الذى أخبر رسول الله بما قالوا فى أنقسهم . . فهذه الآية «أفلا يتدبرون القرآن » 
جاءت بعد « فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذى تقول » ٠‏ إذن فقد 
مُضحوا . فلو كانوا يتدبرون لعلموا أن الله الذى أرسل رسوله بافدى ودين الحق هو 
الذى أخيره بما بيتوا ء والذين لا يفهمون اللغة يطيرون فرحا باختلاف توهموا أنه 
موجود بالقرآن . يقولون : إن الحدث الواحد المنسوب إلى فاعل واحد لا ينفى مرة 
ويثبت همرة أخرى » فإن نفيته لا تثبته » وإن أثبته لا تنفه » لكن القرآن فيه هذا 5 





شور الما 
ه1407 و2922 22> ج هج ج2122 
وهيخ لحم ذلك فى قول الحق : 
وما رميت إِذْ رمت وللكن الله رم # 

5 (من:الآية ١١‏ سورة الانفال ) 
وه ما رميت » هو نفى « الرمى » ء ود إذ رميت ؛» اثبت « الرمى » وجاء القرآن 
بالفعل وهوه رميت » . والفاعل هوه رسول الله صل الله عليه وسلم » فكيف يثبت 
الفعل مرة وينفيه مرة فى آية واحدة ؟ ونقول لهم : لانكم ليس عندكم ملكة العربية 
قلتم هذا الكلام . أما من عنده ملكة العربية وهى أصيلة وسليقة وطبيعة وسجية 
فيه » فقد سمع الآية ولم يقل مثل هذا الكلام ء مما يدل عل أنه فهم مؤداها . 
ثم لماذا نبتعد ونقول من أيام الجاهلية لناخذ من حياتنا اليومية مثلا . أنت إذا 
ماجئت مثلا لولدك وقلت له : ذاكر لان الامتحان قد قرب . وأنا جالس معك 
لأرى هل ستذاكر أو لا . فيأخذ الوند كتابه ويجلس إلى مكتبه وبعد ذلك يفتح 
الكتاب ويقلب الأوراق ويهز رأسه . وبعد مدة تقول له : تعال انظر ماذا ذاكرت . 
فتمسك الكتاب وتسأله سؤالين فيها ذاكر.. فلا يجيب . فتقول 'له : ذاكرت 
وما ذاكرت . أى أنك فعلت شكلية المذاكرة » ولا حصيلة لك فى موضوع المذاكرة . 


قولك:« ذاكرت » هواثبات للفعل . وقولك:ه وما ذاكرت » هو نفى للفعل . فإذا 
جاء فعل من فاعل واحد مثبت مرة ومنفى مرة من كلام البليغ . فاعلم أن جهة 
الإثبات غير جهة النفى . 

وقوله الحق : « وما رميت إذ رميت » فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما 
جاء إلى المعركة أخذ حفنة من الحخصى . وجاء ورمى بها جيش العدو. 

إذن فالعملية الشكلية قام بها النبى صل الله عليه وسلم لكن أَلْرّسول الله قدرة 
أن يُرسل الحصى إلى كل جيش العدو ؟ إن هذه ليست فى طاقته » فقول الحق : 
«ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى ». أنت أخذت شكلية الرمى . أما 
موضوعية الرمى فهى لله سبحائه وتعالى . 

ويأق مثلا فى آية أخرى يقول : 


7 كن أخ رانس لا د 4 


( من الآية 1 سورة الروم ) 





شو والكاة 


222222022000026 وص أ ا 


وهذا نقى . ثم يقول بعدها مياشرة : 
004 مم 
يلون طهر من ا مميزة لديا © 
( من الآبة 7 سورة الروم ) 


وتتساءلون أيقول : « لا يعلمون » . . ثم يقول : « يعلمون » بعدها مباشرة ؟ 
نعم فهم لا يعلمون العلم المفيد ء وقوله : : يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا » أخهم 
لا يعلمون بواطن الأمور ولا عواقبها . فإذا جاء فعل فثبت مرة ونفى مرة : أخوى 
فلا بد أن الجهة منفكة . 

مثال ذلك هو قول الحق : 


حا وميد لا سكل عن ذَنيدة نس وَلَاجَانٌَ ك4 


(سورة الرحمن ) 
ثم يقول الفرآن فق, موقم آخر ؛ 
2 2 5 
9 وقفرهم نسم معولُونَ و # 
( سورة الصافات ) 


ومعناها أنهم سيسألون . ونقول : اجعلوا عندكم ملكة العربية » ألاايسأل 
الأستاذ تلميذه . إذن قالسؤال قد يقع من العلل لولم ماغتد المسقول. ونر به ٠‏ 
وليس ليَعْلم العالم ماعند المسثول » وعندما يقول ربنا : « وقفوهم إنهم 
مسئولون ». . فإياكم أن يذهب ظنكم إلى أن الله يسأل لأنه لا يعلم » وانما يسأل 
ليفرركم لتكون حجة الإقرار أقوى من حجة الاختبار . إذن فإن رأيت شيئاً نغفى ١‏ 
ا أخرى فاعلم أن الجهة منفكة . وحينا نتكلم عن إعجاز القرآن نجده 
اسه كوم م تر سم رار رواب ج الى 
4 فوا اود دين لق لينف ب يام 4 
( من الآية 1١61١‏ سوره الانعام ) 
وجاء فى الآية الثانية وقال ربئا : 
د موفزة,م ل وللء 
« تحن تَرزتهم وباك © 


( من الآية 71١‏ سورة الإسراء » 





شمر كاذ 
ى رمحتت مج مس نصحت 1 


قد يقول من لا يملك ملكة اللغة : فايرا بليغة ؟ إن كانت الأولى فالثانية ليست 
بليغة » وإن كانت الثانية فالأولى ليست بليغة , 


نقول له : أنت أخذت عجز كل آية فقط . وعليك أن تأخذ عجز كل آية مع 
صدرها . صحيح أن عجز الآية مختلف ؛ لأنه يقول فى الأولى : « نحن نرزقكم 
وإياهم ؛ وف الثانية يقول : « نحن نرزقهم وإياكم » . ولكن هل صدر الآية 
متحد ؟ لاء فصدر كل آية مختلف ؛ لأنه قال : « ولا تقتلوا أولادكم من إملاق 
نحن نرزقكم وإياهم » . فكأن الإملاق موجود . . حاصل ؛ لذلك شغل المخاطب 
برزقه قبل أن يشغل برزق ولده . . ويخاف أن يأى له الولد فلا يجد ما يطعمه . لآنه 
هو نفسه فقير + امات قلغل رؤقة لاثم .بغق قافنا بلمقة عل زإزالةتعو شساون..' 
ونحن نرزقكم وإياهم ».. لكن فى الآية الثانية لم يقل ذلك .. بل قال : 
و ولا تقتلوا أؤلادكم خشية إملاق ٠‏ كأنه بثاف :أن يففد ماله ويصير فقيراً عندما يأق 
الوئد 0 ومادام قد قال - : د خشية إملاق »-فهذا يعنى أن الإملاق غير موجود 3 ولكنه 
يخاف الإملاق إن جاء الولد . يخاف أن يآتيه الولد فيآتيه الفقر معه . فأوضح الحق 
له : لا تخف فسيأق الولد برزقه . . « نحن نرزقهم وإياكم » إذن إن نظرت إلى الآية 
مجرماائع صدرها. . تجد العلاقة مكتملة » ويحاول بعضهم أن يجد منفذاً للطعن 
ىق بلاغة القرآن كاذك لاذا يقول الحق فى آية فى القرآن : 


0 كتوق نامك ذلك منْ عَنْ م الأمور © 
(هن الآية 107 سورة لقيان ) 
وى سورة ثانية يقول : 
كمسر وطَْرَن دك لمن عَزْم الأمورٍ به » | 
( سورة الشورى ) 
ونقول لهم : أنتم لم تفهموا الآيات على حقيقتها . ففى الآية الأولى يقول : 
« واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور» أى فى المصائب التى لا غريم لك 
فيها . ومادام ئيس لك غريم فيها . . فياذا تفعل ؟ لكن إذا كان لك غريم وخصم 


فقد تتحرك نفسك بأن تنتقم منه . ولذلك فانتبه لقوله الحق : « واصبر على 
ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور » يناسب الموقف الذى لا يوجد فيه غريم » وق 





253 2022:22:22 وص جص وحصت الاز له 
الآية الثانية : « إن ذلك لمن عزم الأمور » فالآية تناسب الموقف الذى فيه غريم لانك 
ستصبر على المصيبة وعلى من عملها من غريم ؛ لآنك كلما رأيته تهيج نفسك وهذا 
يحتاج لتأكيد الصبر بقوة » وتلك هى كليات المستشرقين الذين يريدون الطعن فى 
القرآن ويقولون لنا : أنتم تنظرون للقرآن بقداسة لكتكم لو نظرتم إليه بتفحص 
لوجدتم أن فيه اختلافات كثيرة , نقول لحم : قولوا لنا المخالفات ٠‏ ونحن رددنا على 
هذا فى ثنايا خواطرنا عن القرآن . ومنهم من يقول لك مثلاً : القرآن عندما تعرض 
لقضية خلق السموات والأرض جاءت كل الآيات لتؤكد أن الله سبحانه خلقها فى 
ستة أيام .. لكنهم يقولون عندما نذهب إلى آيات التفصيل فى قوله : 


2< ع 


5 اعرطءصميو 22 807 معد وو4ة 2 . صودة عوومواء ره 226 وز 2اذاه 
ب قل بسكل تكمرون الى خَلقَ ا لأرصٌ فى يوم وم نَم أندَادا ذلك رب 
0 ممت باصمب 0 مع ءا ممصسد ممه ا 0 
لْعَلِينَ 2 وجعل فيها رومى من قوقها وبثرك فيها وقدر فيه أفواتها 


كء مم رع ع سير مس م النيء مس الال 2 سس ع عق ع بيت عر ع صل 
أربعة أيام وآ لََابلِينَ يج ثم أستوئ إل السماء وهى دَحَانَ فَقَالٌ لما 
> 2 004 اجا مونو ليف عبطا 5 ا 
وللارض أثتياطوطا أو ؤه) مَلنَأيدنَا طآبعينَ 72 فَمَضهن سبع 
عءعلة مادم لأس مد 2 


1 2 هه عماه ا :5 
سملوات فى يومينٍ وأوحئ فى كل ناو أمرها و يا عممصلبيح 


3 
َه يكال اليم © »4 

(سورة فصلت ) 
نجدها ثيانية أيام فقالوا : هذا خلاف . نقول هم : أنتم لم تفهموا . فسبحانه 
حين قال : « قل أثنكم لتكفرون بالذى خخلق الأرض » ء فهل تكلم عما تستقيم به 
الحياة على الأرض ؟ إنه عندما تكلم عن الارض يقول : « قل أثنكم لتكفرون بالذى 
خلق الأرض فى يومين وتهعلون له أنداداً ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسبى من 
فوقها » , فهذه تكون تنمة الأرض لأنه يتكلم عن الأرض . . ووجعل فيهاء اأى 
الأرض . . « روامبى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها» .. وكل ذلك فى 
الارض .. إذن فالمرحلة الثانية مرحلة تتمة خخلق الأرض فسبحانه خلق الآرض 
كجرم أولاً » وبعد ذلك جعل فيها الروابى وجعل فيها الاقوات وبارك فيها . فى كم 
يوما ؟ فى أربعة أيام فكأن اليومين الأولين دخلا فى الأربعة » لأن هذه تتمة خلق 

الأرض . 





وح 0029920290110 حمح مح 


ولله المثل الأعلى ء مثلما تقول : سرت من هنا إلى الإسماعيلية فى ساعة ٠‏ وإلى 
بورسعيد فى ساعتين . فقولك : إلى بورسعيد فى ساعتين . يعنى أن الساعة الأولى تم 
حسابها » إذن فهؤلاء المستشرقون لم يفهموا معطيات القرآن ؛ لذلك يقول سبحانه : 
« أفلا يتدبرون القرآن » فإن وجدت شيا ظاهريا يثير تساؤلا فى القرآن فأعمل 
عفلك . وأعمل فكرك كى تعرف أن التناقض فى فهمك أنث وليس التناقض ى 
القرآن ؛ لأنه مِنْ عند من إذا قص واقعا قصه على حقيقته . وعند من لا يغيب شىء 
عنه . لا حجاب الزمن الماضى . ولا حجاب الزمن المستقبل . ولا حجاب المكان » 
ولا حجاب المكين « أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا 
كثبرا» » فالقرآن كتاب كبير به أربع عشرة وماثة سورة ء بالله هاتوا أى أديب من 
الأدباء كى يكتب هذاء ثم انظروا فى فصاحتهء إنُكم ستجدونه قويا فى ناحية وضعيفا فى 
ناحية أخرى . وبعد ذلك قد تجدونه أخل بالمعنى » وقال كلمتين هنا ثم جاء بما 
يناقضها بعد ذلك ! مثلما فعل أبو العلاء المعرى عندما .قال : 
تحطمنا الأيسام عي كاسنا زجاج ولكن لايعاد لنا سبك 


وكان أيام قوله هذا:ينكر البعث ‏ 
وعندما رجع إلى صوابه بعد ذلك قال : 


زعم المنجم والطيب كلما لا نحشر الأاجساد قلت إليكما 
إن صمٌ قولكما فلست بخاسر أو صمٌ قولى فالخسار عليكها 


إذن فالتناقض يأتى مع صاحب الأغيار الذى كان له رأى أولاً ثم عدلته التجربة أو 
الواقع إلى رأى آخر . لكن ربنا سبحانه وتعالى لا يتغير ومعلومه لا يتغير فهو الحق . 
إذن فالتناقض يأىق إما من واحد يكذب , لآن الواقع لم يحكمه . » وإما من واحد هو 
فى ذاته متغير. داك ا نو مرق سه فيكون متغيرا . لكن الحق سبحانه وتعالي 
لا يتغير .... ويقول على الواقع لحق : « أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير 
الله لوجدوا فيه اختلافاً 3 


والواقع أيضاً أننا نجد كل قضية قرآنية تعرض كنص من نصوص القرآن أنزله الله 
على رسوله . . هذه القضية القرآنية فى كون له تغيرات » والتغيرات بعضها يكون من 





22424 22+22 ذا ١‏ ره 


مؤمن بالقرآن ٠‏ وبعضها يكون من غير مؤمن بالقرآن ٠‏ فهل رأيت قضية قرآنية ثم 
جاءت قضية الكون حتى من غير المؤمنين فكذبتها ؟. لا, هم فى الغرب مثلً بعد 
الحرب العالمية الأولى اخترعوا أسطوانة تحطيم الجوهر الفرد والجزء الذى لا يتجرأ . 
وكانت تلك أول مرحلة فى تفتيت الذرة . ونجد القرآن يضرب الثل بالذرة . وأنها 
أصغر شبىء ق قوله سيحانه : 
مع اصوا مه دة سويد مروة 
00 فن يعمل مِثْقَال ذرة خيرا يرهر هع 
( سورة الزلزلة )» 
الذرة !! ووجدنا من قرأ القرآن . . وقال : إن القرآن نزل فى عصر كان أصغر شىء 
قدو ليه وعد العرن القصيج والاتيطع زلا إن العام ميطدي ويرتاى ويتنيت 
الذرة » فقال : 
000 عير ار عرس ار عسوم 0 ووو 5 011 5 د 
ومن انب --500 
01 21110 ع ٠‏ 
( سورة سبا) 
لقد تدبر صاحب هذا القول القرآن وفهم عن الله الذى تتساوى عنده الأزمنة » 
لي » ليس عنده علم مستقبل وعلم حاضر وعلم ماضٍ ٠‏ وأوضح 
: أن هناك ماهو أصغر من الذرة . فلو فتتوا المفتت منها لوجدنا فى القرآن له 
ل 


تعالوا للقضايا الاجتماعية مثللا #نؤااق قدية عرائية لقي آنا تصن لان 
ليجدوا مطعناً . فنجد من لم يفهموا من المسلمين يجرون وراءهم ويقولون : هذه 
الأمور لم تعد ملائمة للعصر » ثم نجد أعداء الإسلام يواججهون بظروف لا يدون 
حلا مشكلاتهم إلا ماجاء في القرآن . 


« أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً » 








222022292926000 


مثال آخر : بعض الئاس يقولون : هناك اختلاف فى القراءات .. مثل قوله 
تعالى : 

« مي يو بي © »4 

( سورة الفانحة ) 

ويقول : هناك من يقرؤها « ملك يوم الدين » . . لكن هناك ما يُسمى « تربيب 
الفائدة » لأن كلمة « مالك » وكلمة « مَلِك » معناهما واحددء والقرآن كيف يكون 
من عند غير الله ؟ « أفلا يتدبرون القرآن ولو كان » - أى القرآن . « من عند غير 
الله » أغير الله كان يأق بقرآن ؟! لا . إنما القرآن لا يأق إلا من الله سبحانه وتعالى » 
« ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا » . 


إن قوله سبحانه : « أفلا يتدبرون القرآن » تكريم للإنسان ع فكان الإنسان قد 
خلقه الله ليستقبل الآشياء بفكر لو استعمله استعمالا حقيقيا لانتهى إلى مطلوبات 
الحق . وهذه شهادة للإنسان ل الإنسان مزود بآلة فكرية .. هذه الآلة 
الفكرية لو استعملها لوصل إلى حقائق الاشياء , والحق لا يريد منا إلا أن نعمل هذه 
الآلة : « أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا » 
فالقرآن كلام الله ء وكلام الله صفته » وصغة الكامل كاملة , والاختلاف يناقفض 
الكيال . فمعنى الاختلاف أنك تهد آية تختلف مع آية أخرى . فكأن الذى قال هذه 
ب أ قلقا 11 ريد طاق ميات مهما د كاله عند كبك لمرضوا عل 9 
كى لا يخالقه ثانيا .. 


إذن فلا تضارب ولا اختلاف فى القرآن ؛ لأنه من عند الله . 
وبعد ذلك يقول الحق : 


0252424 ا لزاه 





م * 5 2 م امنا 7 4 ل م ب 0 

لِمَهُ أَلَذِينَ يست دنهم وَلوْلَا مَضْلُ لله 
4 
لت ور حمتهر تبعتمالشَّيْطان! قِليلها 


الحق سبحانه وتعالمى يربى الأمة الإيمانية على أسلوب يضمن ويؤمّن لحم سرّية 
حركتهم وخاصة أنهم قوم مقبلون على صراع عنيف وهم خصوم أشداء » فيربيهم 
على أن يعالجوا أمورهم بالحكمة لمواجهة الجواسيس . فيقول : « وإذا جاءهم 
أمره . أى إذا جاءهم خبر أمر من الأمور يتعلق بالقوم المؤمنين أو بخصرمهم . وعلى 
سبيل المثال : يسمعون أن النبى عليه الصلاة والسلام سيخرج فى سرية إلى المنطقة 
الغلانية » وقبيلة فلان تنتظره كى تنضم إليه » وعندما يسمع الضعاف المنافقون هذا 
الخبر يذيعونه . فيحتاط الخصوم بمحاصرة القبيلة التى وعدت الرسول أن تقائلٍ معه 
كى لا تخرج . أو يقولون مثلا : إن النبى سيخرج ليفعل كذا فيذيعوا أيضا هذا 
الخبر! فأوضح لهم الحق : لا تفعلوا ذلك فى أى خبر يتعلق بكم كجباعة ارتبطت 
بمنيج وتريد لهذا المنهج أن يسيطر ؛ لأن هذا المتبج له خصوم , 


إياكم أن تسمعوا أمرأ من الأمور فتذيعوه قبل أن تعرضوه على القائد وعلى من رأى 
القائد أنهم أهل المشورة فيه ء فقوله : « وإذا جاءهم أمر من الأمن » يقصد به أن 
المسالة تكون فى صالحهم ١‏ أو'الخوف» أى من عدوهم «اذاعوا به . 


كلمة « أذاعه ؛ غير كلمة « أذاع به» » ف« أذاعه » يعنى ١‏ قاله , , أما « أذاع 
به » فهى دليل عل أنه يقول الخبر لكل من يقابله » وكأن الخبر بذاته هو الذى يذد 
نفسهء فهناك أمر تحكيه وتنتهى المسألة . أما « أذاع به » فكأن الإذاعة مصاحبة 
للخبر وملازمة له تنشره وتخرجه من طلىّ محدود إلى طى غير محدود . . أو من آذان 
محترم خصوصية الخبر إلى آذان تتعقب الخبر. ثم يقول:: « ولو ردوه إلى الرسول » 
فالرسول أو من يحددهم الرسول صلى الله عليه وسلم هم الذين لحم حق الفصل فيا 
يقال وما لا يقال : « لعلمه الذين يستنبطونه منهم » والاستنباط مأخوذ من « النّبّط» 
وهو ظهور الشىء بعد خفائه » واستنبط أى استخرج الماء مجتهدا فى ذلك والتّبط هو 
أول مياه تخرج عند حفر البثر فنقلت الكلمة من المحسات فى الماء إلى المعنويات فى 





ا 
نوي 


+15 :+24222000209 حو 


الأخبار . وصرنا تستخدم الكلمة 0 المعانى 0 وكذلك 5 العلوم تدا تعطى 
73 :0 لمرك غوا لوف لس نين 
أن كذاع :. ايتقا اميه كذاء فهو ايتشيط من موجود معدوماً : 


وهنا يوضح الحق لهم ا سمعتم أمراً يتعلق بالامن أو أمرا يتغلق بالخوف ٠‏ 
فإياكم أن تذيعوه قبل أن مرش خق سيل الله صلى الله عليه وسلم أو تعرضوه على 
أولياء الأمر الذين راي رسول الله صل الله عليه وسلم أن يعطيهم بعض السلطة 
فيه ؛ لأنهم هم الذين يستنبطون .. هذا يقال أو لا يقال . 


ويقول الحق : ٠‏ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ؛ كأنهم 
أذاعوا بعض أحداث حدثت . لكنهم نجوا منها بفضل من الله سبحانه وتعالى 
وبعض إهاماته فكان مما أذاعوا به ما حدث عندما عقد رسول الله صل الله عليه 
وسلم - العزم على أن يذهب إلى مكة فاتحا . . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم 
إذا أراد غزوة وَرَى بغيرها . . أى أنه لا يقول الوجهة الحقيقية كى يأخذ الخصوم على 
غرة » وعندما يأخذ الخصوم على غرة يكونون بغير إعداد » فيكون ذلك داعيا على 
فقدانهم قدرة المقاومة . 


وانظروا إلى الرحمة فيا حدث فى غزوة الفتح ء فقد أمر رسول الله المسلمين 
بالتجهيز لغزو مكة حتى إذا ما أبصر أهل مكة أن رسول الله جاء لهم بجنود لا قبل 
هم بها ؛ يستكيئون ويستسلمون فلا يحاربون وذلك رحمة بهم . وكان و حاطب بن 
أبى بلتعة » قد سمع ببذه الحكاية فكتب كتاباً لقريش مق الاق سالك ور قت 
بعيرها وسارت . وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلى ومن معه وقال لحم : إن 
هناك امرأة فى روضة خخاخ معها كتاب من حاطب بن أب بلتعة إلى قريش يخبرهم 
جح اماس عونو لسو د سيط وا ب 
عقاصها أى من ضغائر شعرها لوم و كرا 3 

إلى قريش ٠‏ فاستحضر رسول الله صل الله عليه وسلم حاطباً وقال له : 

كتابك ؟. قال : نعم يارسول الله . فقال : ومادعاك إلى هذا ؟ قال 3 
يا رسول الله لقد علمت أن الله ناصرك ء وأن كتاى لن يقدم ولن يؤخر . وأنا رجل 


م 
سيو الدكاء 


حوح ح موصت وص صوص ص مص حمحص تن أوزوره 


ملصق فى قريش ولم أكن من أنفسهم ليس لى بها عصبية ولى بين أظهرهم ولد وأهل 
فأحببت أن أتقدم إلى قريش بيد تكون لى عندهم يحمون بها قرابتى وما فعلت ذلك 
كفرا ولا ارتدادا عن دينى ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال له النبى : قد صدقت . 


إذن فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يبنى القضايا الإيمانية وخاصة ما يتعلق بأمر 
المؤمنين مع أعدائهم على الصدق . ولا يستقيم الأمر أن يفشى ويذيع كل واحد 
الكلام الذى يسمعه ء بل يجب أن يردوا هذا الكلام إلى رسول الله صلى الله عليه 
وسلم وإلى أولى الأمر لأنهم هم الذين يستنبطون ما يناسب ظرفهم من الأشياء . ريما 
أذنوا لكم فى قوهاء أو أذنوا بغيرها إذا كان أمر الحرب والخداع فيها يستدعى 
ذلك . وهذا يدل على أن الحق سبحانه وتعالى وإن كان قد ضمن النصر والغلبة لهم 
وأوضح : أنا الوكيل وأنا الذى انصر ولا تهابوهم . إلا أنه سبحانه يريد أن يأخذ 
المؤمنون بالأسباب .. ويكفايتهم به على أنه هو الناصر . . 


ه ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلاً » وهذا يدل على أن 
هذه المسألة قد حدئت منهم ولكن فضل الله هو الذى سندهم وحفظهم فلم يجمل 
هذه المسألة مغبة أو عاقبة فيا يسوؤهم . د ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم 
الشيطان إلا قليلا » ونعرف أنه كلما جاء فعل من الأفعال وجاء بعده استثناء . فحن 
ننظر :هل هذا الاستثناء من الفاعل أو من الفعل ؟.. وهنا نجد قوله الحق : 
« لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً » فهل كان اتباع الشيطان قليلاً أى اتبع الشيطان قلة 
وكثيرون لم يتبعوا الشيطان . فهل نظرت إلى القلة فى الحدث أو فى المحيث 
للحدث ؟. فإن نظرت إلى القلة فى الحدث فيكون : لاتبعتم الشيطان إلا اتباعاً 
قليلا تهتدون فيه بأمر الفطرة ء وإن أردت القلة فى المحدث : « لاتبعتم الشيطان إلا 
قليلا » أى إلا نفرا قليلا منكم سلمت فطرتهم فلا يتبعون الشيطان . 


فقد ثبت أن قوماً قبل أن يرسل ويبعث رسول الله صل الله عليه وسلم جلسوا 
ليفكروا فيها عليه أمر الجاهلية من عبادة الأوثان والأصنام » فلم يرقهم ذلك ء ولم 
يعجبهم ‏ فمنهم من صَدّ عن ذلك نهائياً » ومنهم من ذهب ليلتمس هذا العلم من 
مصادرة فى البلاد الأخرى . فهذا « زيد بن عمرو بن نفيل ». وهذا « ورقة بن 


سل ل ا و ب 0 0 0 


ات أحمص حبص ص مص صمص صحوتح حمصحه 

نوفل » الذى لم يصدق كل ماعرض عليه » ود أمية بن أى الصلت » ٠‏ وه فس بن 
ساعدة » ء كل هؤلاء بفطرتهم اهتدوا إلى أن هذه الأشياء التى كانت عليها الجاهلية 
لا تصح ولا يستقيم أن يكون عليها العرب فهؤلاء كانوا قلة وكانوا يسمون بالحنفاء 
والكثير منهم كان يعبد الأصنام ثم أكرمهم الله ببعثة رسول الله صل الله عليه 
وسلم . 

إذن فقول الحق  :‏ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً » »أى 
لأن الحق سبحانه وتعالى بفضله ورحمته لن يدع مجالاً للشيطان فى بعض الأشياء . 


بل يفضح أمر الشيطان مع المنافقين . فإذا ما فضح أمر الشيطان مع المنافقين أحذكم 
إلى جانب الحق بعيداً عن الشيطان . فتكون هذه العملية من فضل الله ورحمته . 


وبعد ذلك يقول الحق سبحانه مخاطباً سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم : 


٠‏ + فقيل في سيل اتوك كلك تنسكا 
عط 


وَحَرْضٍ 0 3 “أن 1 - 
د ا 4 2 ع2 دتكة 


وحين ترى جملة فيها الفاء فاعلم أنها مسببة عن شىء قبلها » وإذا سمعت مثلا 
قول الحق سيحانه وتعالى : 
ممأماتهر قأقبرمر جج * 
وسورة عبس 


ومعنى ذلك أن القبر جاء بعد الموت . فإذا وجدت « الفاء » فاعرف أن ما قبلها 
سبب فيها بعدهاء ويسموتها وفاء السببية ». 





292٠0236‏ ح وص ون 1 اه 
فيا الذى كان قبل هذه الآية لتترتب عليه السببية فى قول الله سبحانه لسيدنا رسول 

الله : «فقاتل فى سبيل الله لا تكلف إلا نفسك » نقول : مادام الأمر جاء 

: فقاتل » » فعلينا أن نبحث عن آيات القتال المتقدمة » ألم يقل قبل هذه الآية‎ ٠ 


موه 6 2 عق ع صوط مومه ماده بجي ع« لم هي ع ام 
« بعل فى سي لله الزن ُو نَالحْيؤةالأنيا لز ومن ييل فسَبيلٍ ا 
َيِل أو يَفِبَ مسَوْفٌ مُْته برا عَظيمًا © » 
( سورة النساء ) 
والآية الثانية : 
عضا ساققية خون لاجر داه 2 ااه عع 2 ا مره مد يبد 
وو ومالكر لا نقدتلون فى سبي الله والمستضعفِينَ مِنَ أجل وَأنَآو # 
من الآية هلا سورة الناء) 
إذن أمر القتال موجود من الله لمن ؟ لرسول الله » والرسول يبلغ هذا الأمر 
للمؤمنين به . والرسول يسمعه من الله مرة واحدة ؛ لذلك فإنّه صلى الله عليه وسلم 
أول من يصدق أمر الله فى قوله : « فليقاتل فى سبيل الله » . ثم ينقلها إلى المؤمنين » 
فمن آمن فهو مصدق لرسول الله ى هذا الأمر . فالرسول هو أول منفعل بالقرآن فإذا 
قال الحق : 
مولب .0 مس نيع هين ل عت > مو غوم 
١‏ بقل فى سي أله لين يشرو نا حي ة اليا # 
( من الآبة 4لا سورة التساء » 
أو عندما يقول له الحق : 
ط مان لانقيلة نبا » 
7 (من الآية 0 سورة النساء) 
ومادام الرسول صل الله عليه وسلم هو أول منفعل بأوامر الله » فإذا جاءه الأمر 
فعليه أن يلزم نفسه أولاً به » وإن لم يستمع إليه أحد وإن لم يؤمن به أحد أو ل يتبعه 
أحد, وهذا دليل على أنه واثق من الذى قاله له : « ومالكم لا تقاتلون فى سبيل 
الله » ومادام صل الله عليه وسلم هو أول منفعل فعليه أولاً نفسه ؛ لأنه صل الله 
الك يا ا ا 


26229-23940929 1:5 


عليه وسلم بإقباله على القتال وحده , إنما يدل مَن سمع القرآن على أن الرسول الذى 
نزل عليه هذا القرآن » أول مصدق ء. ومحمد لن يغش نفسه . فقبل أن يأمر المؤمنين 
أن يقاتلوا ٠‏ يقاتل هو وحده . ولذلك نجد أن سيدنا أبا بكر الصديق ‏ رضوان الله 
عليه حينما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وحدثت الردة من 
بعض العرب . وأصرٌ خليفة رسول الله صل الله عليه وسلم على أن يقائل المرتدين 
وقال : لو منعونى عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله صلل الله عليه وسلم لجالدتهم 
عليه بالسيف . وحاول بعض الصحابة أن يثنى أبا بكر الصديق عن عزمه فقال : 
والله لو عصت يمينى أن تقاتلهم لقاتلتهم بشالى . 


إذن فقول الله لرسوله صل الله عليه وسلم : « فقاتل فى سبيل الله » ينبهنا إلى أن 
هناك فرقاً بين البلاغ وبين تنفيذ المبلّ . ومادام الرسول صل الله عليه وسلم قد 
سمع من الله ٠‏ فهو ملزم بتطبيق الفعل أولاً » وبعد ذلك يبلغ الرسولٌ المؤمنين . 
فمن استمع إليه فعل فعله . 


وقول الحق : « لا تكلف إلا نفسك ٠‏ هو تكليف بالفعل لا بالبلاغ فقط ء 
فالرسول يبلغ » لكن أن يفعل المؤمنون ما بلغهم به عن الله أو لا يفعلوا قهذا ليس 
من شأنه ولا هو مكلف به . ولكن على الرسول أن يلزم ويكلف نفسه ليقاتل فى سبيل 
الله . دفقاتل فى سبيل الله لا تكلف إلا نفك .٠»‏ 


أمعنى ذلك أن يترك الرسول الذين آمنوا به لنفوسهم 5 . لا.فالحق قد أوضح : 
عليك أيضاً أن تحرضهم على القتال ٠‏ فلا تتركهم لنفوسهم : « وحرض المؤمئين عبى 
الله أن يكف بأس الذين كفروا ومعى !وجرنو ساخرة.من و ارقن عارهو ابه 
إزالة العوائق وماينظف الأيدى ولملابس ثما يرين عليها ويعلوها من الوسخ 
والدنس . فعليك يا رسول الله أن تنظر فى أمر صحابتك وأتباعك وتعرف لاذا 
لا يريدون أن يقاتلوا » وعليك أن تنفض عنهم الموانع وتزيل العوائق التى تمنعهم أن 
يقاتلوا . 

د وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف باس الذين كفروا » . وكآن الحق سبحانه 
وتعالى يريد أن يقول لرسوله : إنك لا تنصر بالكثرة المؤمنة بك . ولكن المؤمنين هم 


حجرت حت وح 29> 02242242 الواحم 
ستر ليد الله فى النصر. فالنصر منه سبحائه : 
٠. 0‏ زنج 
ف وما النضر إلامِن عنداَ # 
( من الآبة ١77‏ سورة آل عمران ) 
وورود كلمة « بأس » فى الآية التى نحن بصددها . يراد ببا القوة والشدة فى 
الحرب . ويراد بها المكيدة » ويراد مبا هزيمة الأعداء . فكلمة « بأس * فيها معانٍ 
متعددة . والحق يبلغ رسوله : إنك يا محمد لا تكلف إلا نفسك وإياك أن يخطر على 
بشريتك : كيف أقاتل هؤلاء وحدى فإن القوم المؤمنين معك وإذا ما دخلوا القتال 
فهم لا ينصرونك ولكنيم يسترون يد الله فى النصر : 
فو تنتاوهم يعذبيم الله يديك # 
١ 2‏ من الآية ١4‏ سورة التوبة ) 
ولاذا لا ينصر الله المؤمنين والرسول مباشرة دون قتال لغيرهم من الكفار 
والمشركين ؟. لأن النصر لو جاء بسبب غيبى من الحق ربما قالوا ظاهرة طبيعية قد 
نشأت . . ولكن الحق يريد أن يظهر أن القلة المؤمنة هى التى غلبت . فالمؤمن يقبل 
على الأسباب ولا ينبى المسبب . فحينا نظر المسلمون إلى الأسباب فقط ىق 
« حنين » . وقال بعضهم اال حرم ار رقلة انحن كار + هنا ذاق المسلمون طعم 
الحزيمة أولاً » وبعد أن أعطاهم الح الدرس التاديبى أولاً . . نصرهم ثانياً . والحق 


يقول : 


00 ل ومع زه بر وملزء مععلء د رلء روم 4 


وروم حنينٍ إد ذ اع كاز فل تغنٍ عسكر شِيها 

( من الأية 50 سورة التوبة ) 

وهذا لفت للمؤمنين أن يكونوا مع الاسباب ويتذكروا المسبب دائياً ؛ لآن الأسباب 
إنما تأق فقط لإثبات أن الله مع المؤمنين فلو أن المؤمنين انتصروا بأى سبب غيبى آخر 
لقال الأعداء.: إن هذا الذى حدث هو ناتج ظاهرة طبيعية . والفرق بين الظاهرة 
الطبيعية والظاهرة المادية فى الخصوم ما حدث لسيدنا إبراهيم عليه السلام . . فلمريرد 
الحق مجرد إنقاذ سيدنا إبراهيم من النار ؛ لأن الأمر لو كان كذلك لا مكن أعذاء 
إبراهيم عليه السلام من القبض عليه . 5 ولو فعل الحق ذلك لقال أعداء سيدنا 


بسبببببب ب يم ببسب بييبييايب يإ يي يي لح سس 


د ؛ ا؟صصسمص وهو ضوح حمح و مححصحمحص هه 


إبراهيم : آه لو كنا قد امسكنا به ولكان ذلك فرصة لكفرهم 


ولكن الحق يجعلهم يمسكون بإبراهيم عليه السلام : وَتَرَكَ النار تتأجج ٠‏ ويقطع 
سبحانه الأسباب : 
فنا ينتار كف برد وسلَسَاعك رهم 0 4 
( سورة الأنيياء ) 
هذه هى النكاية » فلو جاء إنقاذ إبراهيم بطريق غير ذلك من الأمور الغيبية غير 
المادية المحسة » لوجد خصوم إبراهيم المخارج لتبرير هريمتهم 7 


ولذلك فالحق سبحانه وتعالي يوضح لرسوله : يا محمد أنا الذى أرسلتك » وم 
أكلّك إلى نصرة من يؤمن بك ء وإننى قادر عل نصرك وحدك بدون شىء » ولكن 
أردت لأمتك التى آمنت بك أن يتاها 00 الإيمان بك فيستشهد بعضهاء فتثاب 
الأمة » وتنتصر فتعلو وترتفع هامتها على العرب . فلو كان الأمر مقصورا على نصر رسول 
الله لنصره الله دون حرب أو جهاد . 


وقول الحق سبحانه : « عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسأً وأشد 
تتكيلاً » اى أنه سبحانه قادر على أن يوقف ويمنع حرب وكيد الكافرين فيُبطله 
ومبزمهم : وهذا ما حدث . فبعد موقعة و أحد » التى ماعت نبايتها ولا يستطيع أحد 
أن يحدد من المنتصر فيها ومن المهزوم ؛ لآن زسول الله قد انتصر أولا : ثم خالف 
الرماة أمر رسول الله ع فحدث خلل فى صفوف المقاتلين المسلمين » ولكن لم ببق 
المحاربون من قريش فى مكان ا معركة ع وأيضا لم يتجاوزوها إلى داخل المدينة » 
ولذلك ل تنته معركة اد بنصر أحَد . وبعد ذلك هددوا بأن الميعاد فى بدر الصغرى 
ق العام القادم . 


ومر العام 03 وجاء الميعاد 03 وأراد رسول الله صل الله عليه وسلم أن يرج 2 » فلا 
طالب بالخروج وجد كسلا من القوم » وم يطعه إلا سبعون رجلا » وتخرجوا إلى 
المكان المحدد . وأثبتوا أنهم لم يخافوا الموقف . وقذف الله الرعب فى قلب أبى سفيان 
وقومه فلم يخرجوا . إذن فربنا قادر أن يكف يأس الذين كفروا » فقد أقام رسول الله 





ومصممصصمحصموحصص محص مص اأرورهت 


ق المكان . وجلس مع المقاتلين وكان معهم تجارة وباعوها وغنم المسلمون الكثير من 
هذه التجارة . 


«عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسأً وأشد تنكيلا» وكلمة 
« عسى » فى اللغة تأخذ أوضاعاً متعددة . فه عسبى » معناها فى اللغة الرجاءء 
كقول واحد : عمى أن يجىء فلان . أى : أرجو أن يجىء فلان . أو قول واحد 
تخاطباً صاحباً له : عسى أن يأنيك فلان بخير . وهذا رجاء أن يأى فلان إلى فلان 
ببعض الخير. وقد يأق فلان بالخير وقد لاياق. لكن الرجاء قد حدث . 


وقد يقول واحد لصاحبه : عسى أن آتيك أنا بخير . هنا يكون الرجاء أكثر قرة ؛ 
لآن الرجاء فى الأولى فى يد واحد آخر غير المتحدث . أما الخير هنا فهو فى يد 
المتحدث . لكن أيضمن المتحدث أن توجد له القوة والوجود حتى يق بالخير لمن 
يتحدث إليه ؟. 


إنه صحيح ينوى ذلك ولكنه لا يضمن أن توجد عنده القدرة . 


وإذا قال قائل : عسى الله أن يأتيك بالفرج . هذه هى الأوغل فى الرجاء . لكن 
هل من يقول ذلك واثق من أن الله يجيب هذا الرجاء ؟. قد يجيب الله وقد لا يجيب 
وفقاً لإرادة الله لالمعايير من يرجو أو المرجو له . أما عندما يقول الحق عن نفسه : 
«عسبى الله أن يكف بأس الذين كفروا» فهذا هو القول البالغ لنبايات كل 
الرجاءات . ف عسى » بمراحلها المختلفة تبلغ قمتها عندما يقول الحق ذلك . 


وهكذا نرى مراحل « عسى » . أن يقول قائل : عسى أن يفعل لك فلان خيراً . 
هذه مرحلة أولى فى الرجاء . وأن يقول قائل : عسى أن آتيك أنا بخير . هذه مرحلة 
أقوى فى الرجاء » فقد يحب الإنسان أن يأق بالخير لكن قد تأق له ظروف تعوقه عن 
ذلك . وأن يقول قائل : عسى الله أن يفعل كذا . هذه مرحلة أكثر قوة ؛ لأن الخير 
فيها منسوب إلى القوة العلياء لكن هذا الرجاء قد يجيبه الله وقد لا يجيبه . 


والأقوى على الإطلاق هو أن يقول الله عن نفسه : وعسى الله أن يكف باس 





هج عو ه+5 +2022 وص صمح 


الذين كفروا » و« عسى » بالنسبة لله رجاء محقق لأنه إطباع من الله عز وجل)والاطماع 
منه واجب تحققه لأنه ‏ سبحانه ‏ هو الذى يثنا ويدفعنا إلى الطمع فى فضله لآنه 
كريم . وهو القائل سبحانه : « عسبى الله أن يكف باس الذين كفروا والله أشد بأسا 
وأشد تنكيلاً » لأن أصحاب البأس من الخلق هم أهل أغيار ‏ فالقوى منهم قد 
يضعف أو يصاب ببعض من الرعب فتخلخل عظامه . أما واهب الفعل وواهب 
القوى لخلقه فهو القادر على أن يفعل فهو الأشد بأساً وهو سبحانه أشد تنكيلا . 


وساعة يسمع الإنسان أى شىء من مادة د نكل » » فعليه أن يعرف أنها مأخوذة من 
« اليكل » وهو القيد . وعندما يوقع الحاكم ‏ مثلا ‏ العذاب على مرتكب لخريمة » 
والشخص الذى يرى هذا العذاب يخاف من ارتكاب مثل هذه الجريمة » فكان 
الحاكم قد قيدهم بالعذاب الذى أنزله بأول جرم أن يفعلوا مثل فعله . ولذلك يقال 
على ألسنة الحكام : سأجعل من فلان تكلا . أى أن القائل سيعذب فلاناً . بحيث 
يكون عبرة لمن يراه فلا يرتكب جريمة مثلها أبدأ خوفا من أن تنزل به العقوبة التى 
نزلت ولحقت يمن فعل الجريمة . 


إذن فالتدكيل والنكال والكل كلها راجعة إلى القيد الذى يمنع إنساناً أن يتخرك 
نحو الجريمة . أو قيد يمنع الإنسان أن يرجع إلى الجريمة التى فعلها أولا . أو أن هذا 
القيد وهو العذاب الذى عوقب به مرتكب الجريمة يكون ماثلا أمام الناس يممذرهم 
من الوقوع فيها كى لا تناهم عقربتها ونكاها . 
إن الحق. صبحانه وتعالى حين خلق الخلق ووزع عليهم فضل المواهب فلا يوجد 
واحد قد جمع كل المواهب ؛ لآن فكر الإنسان وطاقته وزمنه وظروفه شاء الله أن 
تختلف وشاء سبحانه ألا جعل الإنسان موهوباً فى كل مجال » وحين يوزع الله عل كل 
عبد جزءًا من المواهب. ويعطى العبد الآخر جزءا آخر حتى يتكامل العباد معاً : 
فلو أن صاحب موهبة تجمعت لديه مواهب الآخرين لاستغنى كل إنسان عن مواهب 
الآخرين . والله يريد منا مجتمعاً متسانداً متكافلا متكاملا » فيا أفقده أنا أجده عند 
غيرى . فتجد بارعاً فى الهندسة وعندما يصاب هذا المهندس البارع بألم فهو يطلب 
طبيبا » والطبيب الذى يريد بناء عيادة يطلبها من المهندس . وكلاهما يطلب مشورة 
المحامى فى كتابة العقود » وكل هؤلاء فى حاجة إلى من يقيم البناء » والذين يقيمون 


اليا 


موسو بي يت و ووس و وك و 
البناء من مهن متعددة أخرى يحتاج بعضهم إلى بعض . 


2 


إذد لا يوجد فرد واحد قادر على أن يقوم بكل هذه العمليات بمفرده » ولو أن 
قال واحداً يستطيع كل قلاف 11 مساج لق 1حف..» واوسدتة اللتا لكا اتفكتك فى 
المجتمع . ولذلك سياء قول الحق : 
او اننا بشت قوق ينين تربت بد بطل عا ” ري 4 

( من لآية سورة الزخرف ) 

والناس حين تنظر لتفضيل الله لبعض الناس على بعض درجات ينظرون إلى ذلك 
في مجال المال فقط . . ونقول لمن يظن ذلك  :‏ أنت خط : فإن فضلك الله فى 
القوة والجسم فهذه رفعة » وإن فضلك فى العلم فذلك رفعة أيضاً » وإن فضلك فى 
الحلم فهذه رفعة ‏ إن تفضيل الحق لك فى أى محال هو رفعة لك . فأنت كعبد تكون 
مفضلا ؛ ومفضلاً عليك , 


إذن فحين يقول الح : « ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات » . قد يسأل 
إنسان : أى بعض مرفوع وأى بعض مرفوع عليه ؟. ونقول : كل واحد مرفوع 
بموهبته » وغيره مرفوع عليه بموهيته . 


ومن القصور أن ننظر إلى التفضيل فى مجال المال فقط . فلا يصح أن ننظر إلى هذه 
الزاوية وحدها ولكن لننظر من كل الزوايا . وعندما ننظر فى الزوايا جميعها نجد الفرد 
مرفوعاً فى شىء ٠‏ ومرفوعاً عليه فى أشياء » وكل منا مسخر لغيره . إذن فعندما حلق 
لله العباد جعل كلا متهم مسخراً للآخرء ومادام الأمر كذلك . فيجب ألا يُترك 
الفرد فى البيثة الإهانية فذاً» بل على كل ذى موهبة يفقدها غيره أن يمده بهذه 
الموهبة . فبعد أن كان فذاً ‏ أى فرداً قمر شقعاً . والشْفُمُ - كا تعلم ‏ هو ضم 
شىء إلى مثله . فيا ضم إلى غيره ليصيرا زوجا فهو شَمْع بخلاف الوتر فإنه الواحد . 


فإذا كان الواحد منا موهوباً فليضم موهبته للثانى . حتى يصبح الاثنان شَفْعاً » 
وبذلك ينطبق عليه قول الحق : 











نحت الفا 


+ من 4 +: ينْمََ د سَفَعَةٌ حَسَكَة يكن لَه ينها 

07 - م عر »ده رق 

ومن نتم كتمةيق وق أنكنة ييه 
ل 9 1 ١‏ 


واه الفقاغة 'الحسنة* الذين من الريف: يمرفزة سالة «الشفقةء ف 
العرف . فيقال : فلان أخذ هذه الأرض بالشفعة . أى أنه بعد أن كان يملك قطعة 
واحدة من الأرض . اشترى قطعة الأرض المجاورة لتنضم لأرضه . فبدلاً من أن 
تكون له أرض واحدة صارت له أرضان . 


وعندما يأق واحد لشراء أرض هاء فالجار صاحب الأرض المجاورة يقول :. أنا 
أدخل بالشفعة » أى أنه الأولى بملكية الأرض . إذن فمعنى يشفع . هو من يقوم 
بتعدية أثر الموهبة منه إلى غيره من إخوانه المؤمنين وهذا فإنه يكون له نصيب منها . 


فالشفاعة الحسنة هى التوسط بالقول فى وصول إنسان إلى منفعة دنيوية أو أخروية 
أو إلى الخلاص من مضرّة وتكون بلا مقابل إذه فكل واحد عند نوعة عليه أن 
يضم نفسه لغير ال موهوب » فبعد أن كان فرداً فى ذاته صار شفعاً . ولذلك يقال : 
فلان سيشفع لى عند فلان. أى أنه سيضم صوته لصوت المستعين به . والحق 
سبحانه وتعالى فيها يرويه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله قال لسيدنا 
داود : إن الرجل ليعمل العمل الولحد ‏ أحكمة يه فى القئة ؛ 


أى أن رجلا واحداً يؤدى عملا ما ؛ فيعطيه الله فضلل بأن يقوم بتوزيع الأماكن 
على الافراد فى الجنة » وكأنه وكيل فى الجنة » أى أنه لا يأخذ منزلا له فقط ء ولكنه 
يتصرف فى إعطاء المنازل أْغناً » فتساءل داود : يارب ومن ذلك ؟ قال سيحانه : 
مؤمن يسعى فى حاجة أخيه يحب أن يقضيها قضيت أو لم تقض 


قال صل الله عليه وسلم : « من مثى فى حاجة أخيه وبلغ فيها كان خيرا له من 





+ 220922222204-022020© أ ذز اه 


اعتكافه عشر سنين » ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار 
ثلاثة خنادق أبعد مما بين الخافقين هي(١) ‏ 


ذلك لأن العبد الذى سعى فى قضاء حاجة أخيه يكون قد أدى حق نعمة الله فيا 
تفضل به عليه ٠‏ ويكون من أثر ذلك أنه لا يسخط أو يحقد غير الواجد للموهبة على 
ذى الموهية . وبذلك فسبحانه يزيل الحقد من نفس غير الموهوب على ذى الموهبة ؛ 
فغير الموهوب يقول : إن موهبة فلان تنفعنى أنا كذلك . فيحبٌ بقاءها عنده وغاءها 
لذديه , 

ويقول الحق : « من يشفع شفاعة حسئة يكون له نصيب ما » ثم يأق الحق 
بالمقابل ٠‏ فهو سبحانه لا يشرع للأخيار فقط . ولكنه يضع الترغيب للأخيار ويضع 
الترهيب للأشرارء» فيقول : «ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها» . 


ولنر المخالفة والفارق بين كلمة «النصيب » وكلمة «الكفل ه. كلمة 
« النصيب » تأق بمعنى الخير كثيرا . فعندما يقول واحد : أنت لك فى مالى نصيب . 
هذا القول يصلح لأى نسبة من المال . أما كلمة « كفل » فهى جزء على قدر السيئة 
فقط . وهذا هو فضل من الله . قمن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها » وهذا نصيب 
كبير . ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها . 


وهذه الآية قد جاءت بعد تحريض الرسول للمؤمنين عل القتالء أى أنك 
يا رسول الله مُطالب بأن تضم لك أناساً يقاتلون معك ؛ فتلك شفاعة حسنة سوف 
ينالون منها نصيبا كبيرا وثوابا جزيلا . 


أما قول الحق : « ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها » أى يكون له جزء 
منها » أى يصيبه شؤم السيئة » أما الجحزاء الكبير على الحسنة فيدفع إلى إشاعة مواهب 
الناس لكل الناس . ومادامت مواهب الناس مشاعة لكل الناس فالمجتمع يكون 
متساندا لا متعاند! » ويصير الكل متعاوناً صا القلب . فساعة يرى واحد النعمة 
عند أخيه يقول : «سيأق يوم يسعى لى فيه خير هذه النعمة» . 





. رواه البيهقى‎ )١( 





237141 و9و25 02-02902452220+ 6-0-0020 

ولذلك قلنا : إن الذى يحب أن تسرع إليه نعم غيره فليحب النعم عند 
أصحابها . فإنك أبها المؤمن إن أحببت نعمة عند صاحبها جاءك خيرها وأنث 
جالس . وإذا ما حُرمت من آثار نعمة وهبها الله لغيرك عليك فراجع قلبك فى مسألة 
حبك للنعمة عنده فقد تهد نفسك مصاباً بشىء عن الغيرة منها أو كارعاً للنعمة 
عندة » فتصير النعمة وكأنها فى غيرة على صاحبها » وتقول للكاره لها : « إنك لن 
تقربنى ولن ننال خيرى » . 


ويختم الحق الآية : ه وكان الله على كل شىء مُقيتاً » جاء هذا القول بعد الشفاعة 
الحسنة والشفاعة السيئة » وى ذلك تنبيه لكل العباد : إياكم أن يظن أحدكم أن 
هناك شيئا مهما صغر يفلت من حساب الله . فلا فى الحسنة سيفلت شىء . ولافى 
السيئة سيضيع شىء . وأخذت كلمة « مُقيتاً » من العلياء أبحاثاً مستفيضة . فعالم 
قال فى معناها : إن الحق شهيد . وقال آخخر : « إن الحق حسيب » ء وقال ثالث : 
إن « مقيتاً » معناها و مانح القوت » ورابع قال : « إنه حفيظ » وخامس قال : « إنه 
ويج 4 > 


ونقول لهم جميعاً : لاداعى للخلاف فى هذه المسألة » فهناك فرق بين تفسير 
اللفظ بلازم من لوازمه وقد تتعدد اللوازم » فكل معنى من هذه المعاق قد يكون 
معيسا » ولكن المعنى الجامع هو الذى يكون من مادة الكلمة ذاتها ٠‏ ودامقيت » 
من « قاته » أى أعطاه القوت . ولماذا يعطيهم القوت ؟ ليحافظ على حياتهم ٠‏ فهو 
مقيت بمعنى أنه يعطيهم ما يحفظ حياتهم . ومعناها أيضاً : المحافظ عليهم فهو 
الحفيظ مح امريد ثم وحم يذ راح يللاي قي 
المخلوق عن خالقه لحظة . وبما أنه يعطى القوت للإنسان عل قدر حاجته فهو 
حسيب . وبما أنه يرقب سلوك الإنسان فهو يجازيه . 


إذن كل هذه المعانى متداخخلة ومتلازمة ؟+ لذلك لا نقول اختلف العلياء فى هذا 
المعنى . ولكن لنقل إن كل عام لاحظ ملحظاً فى الكلمة » ٠‏ فالذى لاحظ القوت 
الأصل عل صواب » فلا يعطى القورت الأصلى إلا المراقب لعياده دائياً ء فهو 
شهيد » ولا يعطى أحداً قرت إلا إذا كان قائما على شأنه فهو حسيب . وسبحانه ات 





وحوح +5:95 211152524354220 


الإنسان فقط ولكن يقيت كل خلقه . فهو يقيت الحيوان ويلهمه أن يأكل صنفاً معيناً 
من الطعام ولا يأكل الصنف الآخر . 


إننا إذا رأينا العلياء ينظرون إلى «مقيت » من زوايا مختلفة فهم جميعا على 
صواب » سواء من جعلها من القوت أو من الحفظ أو من القدرة أو من المشاهدة أو 
من الحساب . وكل واحد إنما نظر إلى لازم من لوازم كلمة « مقيت » وسبحانه يفيت 
كل شىء » فهو يقيت الإنسان والحيوان والحاد والنبات . 


ونجد علياء الثبات يشرحون ذلك ؛ فنحن نزرع النبات . وتمتص جذور النبات 
العناصر الغذائية من الأرض ٠‏ وقبل أن يصبح للنبات جذورٌ 0 فهو يأخذ غذاءه من 
4د ني الع ا 1 ا لو 


بعد ذلك : : إن الغذاء قد ا النيات بخاصية الأناييب عر ية . أى أن 0 
يمتص الغذاء من التربة بواسطة الجذور الرفيعة التى تمتص الاء المذاب فيه عناصر 
الغذاء . وفتحة الأنبوبة فى الأنابيب الشعرية لا تسع إلا مقدار الشعرة » وعندما 
توضم فى الإناء فالسائل يصعد فيها ويرتفع الماء عن مستوى الحوض ء وعندنا 
تتوازى ضغوط المواء على مستويات الماء فالماء لا يصعد . 


ومثال ذلك : عندما نأق ماء ملون ونضعه فى إناء ٠‏ ونضع فى الإناء الأنابيب 
الشعرية» فالسائل الملون يصعد إلى الأنابيب الشعرية, ولا تأخذ أنبوبة مادة من السائل» 
وتترك مادة بل كل الأنابيب تأخذ المادة نفسها . لكن شهيرات النبات تأخذ من 
الأرض الشىء الصالح لها وتثرك الشىء غير الصالح . وهو ما يقول عنه علباء النبات 
دذلك هو الانتخاب العطييعى 6 . ومعق الانتخاب هو الاختيار » والاخختيار يقتضى 
عقا يفكر ويرجح . والنبات لا عقل له ء» ولذلك كان يجب أن يقولوا إنه 
« الانتخاب الإلهى 2 . فالطبيعة ا يديرها حكيم له مطلق العلم 
والحكمة والقيومية ٠‏ 


معان يقول عر ذلك ؛ 





29٠222222320614‏ حم صميحهه 


3 


فلل مس اص ممه 2 عم مم عم مر لأس 0 وك 7 0-0 
ف يجاو جد نفل بَعضها عل بض ف الكل إنفى ولك يبت قو 


مع عم 
و 
( من الأية ؛ سورة الرعد) 
فالغلفل ياخذ المادة المناسبة للحريفية » والقصب يأخذ المادة التى تصنع حلاوته 2 
والرمان يأخذ المادة الحمضية . هذا هو الانتخاب الإلمى . 


« وكان الله على كل شىء مُقياً» وساعة تسمع « كان الله » فإيالك أن تتصور أن 
له كان » هنا ملحظأ فى الزمن . فعندما نقول بالنسبة للبشر ‏ كان زيد غنياً » فزيد 
من الأغيار وقد يذهب ثراؤه . لكن عندما نقول « كان الله » فإننا نقول « كان الله 
ومازال,: » لآن الذى كان ويتغير هو من تدركه الاغيار . وسبحانه هو الذى يَُير 
ولا يتَغير. وموجود منذ الأزل وإلى الابد . وحين أوضح لنا سبحانه الشفاعة وأمرنا 
أن يعدى الواحد منا مواهبه إلى غيره فذلك حتى تتساند قدرات المجتمع لأنه يربب 
الغائدة للعبد المؤمن ويرببها للجميع . 


ويقول الحق بعد ذلك : 


ساس عرس بر مض 2 عدص ره + ساءر و مسوم ع 2د 5 
وإذاحييثم يجيا فحيوا بحسن مها أو ردوها 


ِدَأعَهكَدَعلَكل سحيب (2) ته 


الحق هنا يريد أن يريب معنى الحياة , فيا معنى : « حبيتم » ؟ الكلام السطحى 
الأولى فيها : إذا حياك واحد وقال لك : « السلام عليكم » فعليك أن ترد السلام . 
وكان العرب قديما يقولون : حياك الله . وبعد أن جاء الإسلام جعل التحية فى اللقاء 
هى السلام : 


7ك » 


( من الآية 45 سورة الاحزاب ) 


202242222422292 9ج 11 ااه 


أو كيا قال الحق فى موقع آخخر: 
علط ومع 3ق لدع ءوده 
« لوأ ع انشع يهم عند آم # 
(من الآبة 7١‏ سورة النور) 
ولنفهم معنى كلمة « حياك ٠‏ . مادة الكلمة هى «٠‏ الحاء » . وه الياءان » ء ومنها 
كلمة « حياة » » التى منها حياتنا . والحياة إذا نظرنا إليها قد تاأخذ مع سطحيا عند 
الناس وهو ما نشاعنه الحس الحركى وفى أول ظاهرة فينا ء وبعد ذلك فى الحيوان ٠‏ 
وإن ارتقيت فى الفهم تجد أن كلمة « الحياة » تنتظم كل أجناس الوجود حتى الجياد » 
لكن الإنسان لا يتعرف إلى الحياة إلاقى المظهر الحسى والحركى » ولكن لكل كاثئن 


حياة تناسيه . 


وعندما كانوا يعلموننا فى المدارس علم المغناطيسية كنا نرى تجربة المغناطيس ونأق 
بغضيب مغناطيسى ء ثم نا بيرادة الحديد . ونسير به فى اتجاه واحد وذلك حتى 
نرتب الجزئيات ترتيبا يتناسب مع اتجاه المغناطيسية فى القضيب الحديدى . هذا 
القضيب الذى 97 مادة جامدة فى نظرنا » ولكن توجد فيها ذرات دون إدراك 
الونسان تتكيف بحركة خاصة بها . ويُعاد ترتيب السالب منها والموجب ولا توجد 
قدرة عند المشاهد لها كى يدرك حركتها . 


وحتى يقربها المدرسون إلى ذهن التلاميذ . جاءوا بأثبوية زجاجية ووضعوا فيها 
برادة الحديد وجاءوا بالقضيب الممغنط ومرّروه بجانب البرادة » فرأى التلاميذ البرادة 
وهى تتقافز إلى أن تستقر . وهنا ينعلم التلاميذ أن برادة الحديد غير الممغنطة عندما 
يمر عليها القضيب الممغنط فى اتجاه واحد فذراتها تترتب على أساس واضح ٠.‏ حتى 


ينذا لال انقى م لقب فقلات. السرقك اق جهة اعبات فق حو 
فالقضيب المغناطيسى له حركة ولكننا لا ندرك حسه ولا حركته لأننا لا تملك المقايس 
اللازمة لذلك . 


ومثال آخر : لنفترض أننا نتحرك وجاءت طائرة من أعلانا والتقطت صورة لنا . 





6 224502490 2+)2222+324 ١ 1 


وعندما يأخذون الصورة من قريب . فهم يرون الحركة » لكن كلما ابتعدت الطائرة 
فنحن لا نرى الحركة حتى ‏ تصير نقطة بعيدة وكأنها ثابتة . وهى ليست ثابتة » وإنما 
هى متحركة بصويرة دقيقة جداً لدرجة أخبا لا تُدرك . فكل شىء ‏ إذن ‏ فيه حياة 
خاصة تناسبه » وكل شىء له الحس والحركة الخاصة به . وعندما نأ للقرآن » نرى 
كيف عالج هذه القضية فيقول : 
كل شي عَالك إلا وَجَهَه ‏ 
(من الآية 88 سورة القصص ) 


استثنى القول وجه الله . أى ذاته ء» فكل شبىء ماعداه هالك . 


ومعنى « هالك » أى ليس فيه حياة » ومادام كل شىء يبلك فهذا دليل أن فى كل 
شىء حياة » حتى يأق الإذن من الحق أن تذهب الحياة من كل ثبيء إلا وجهه 
سبحانه » وقد يتساءل إنسان ومن الذى قال : إن كلمة « هالك » تعنى ليس فيه 
حياة ؟. نقول : إن القرآن حين يتعرض لقضية لا يقسم العلوم إلى أبواب ولكنه 
يضع فى كل آية جزثية تشرح لنا ما خفى علينا فى جزئية أخرى كى نفهم أن القرآن 
متكامل ٠‏ فيقول الحق : 
َ -. ا م6 صوم ريون مو رع )ميمه 

“7 يبلك من هلك عن بينة ويحين من حى عن بزنة بج 

(من الآية 7 سور ةالأنفال ) 


فيكون الهلاك ضد الحياة . 


ونحن إذا ما نظرنا إلى الصناعات التى نصنعها . وليكن البلاستيك مثلاً . إننا 
نصنع منه أوانى للغسيل .أو لخلافه . وأول ما نشتريه للاستعمال نجده زاهى اللون » 
وبعد استعياله لفترة يزول عنه البريق ويصبح شاحب اللون ء. فا الذى حدث له ؟ . 
لقد تغير . ما الذى أحدث التغيير ؟ . يقال : الاستعمال وأشعة الشمس وغير ذلك . 
إذدت ففيه حس لآنه َائْر وحركة لأنه تغيرٌ» وكذلك الأاحجار الكريمة والمرمر والرخام 
وغيرها يقدرون عمرها بمثئات السين راحينا الاقف الس وكلما طال عمرها تغير 
لونها من الحياة والتفاعلات . 





حمصحمصت وحوح حموت صوص د نزاوه 
وعندما تمسك ورقة ونضعها تحت المجهر فإننا نرى عدداً هائلاً من الغرف 
الصغيرة » ولا حصر هذه الغرف . ويقول المؤمن : 
عم ع و ص0]اء م لوم رام 
*[ فَمَبَارَك لله أخمَن ألختلقينَ ها 
(هن الآية ١4‏ مورة المؤمنون ) 
فكل شىء فى الوجود له حياة تناسبه » إذ استقريتها وتتبعتها بدقة واستطعت أن 
توجد الآلات التى تستنبط والتى تساعد على الإدراك فإنك ترى الحركة وتشاهدها 
باش 


إلا أن الحياة بالنسبة لأرقى الاجناس ‏ وهو الإنسان ‏ المنتفع بكل كائن حى فى 
الكون . هذه حياة تنتهى فى ميعاد مجهول بالنسبة للإنسان معلوم بالنسبة لله . وأراد 
الله أن يكلفه تكليقاً إن استمع إليه ونفذه فهو سبحانه يعطيه حياة لا تنتهى . وعندما 
نقيس الحياة التى لا تنتهى بالحياة التى تنتهى ء فأى منهها جديرة بأن تسمى حياة ؟ . 
إنها الحياة الأخرى التى لا تنتهى . ولذلك يقول الحق : 


1 2 
« إن الذارالآحرة لي ا حيوان لوكائوأ يلون #4 
(عن الآية 74 سورة العنكبوت ) 
هذه هى الحياة الحقة . وإلا فيا قيمة هذه الحياة الدنيا التى تهددك فيها الآفات 
والآلام والاضطرابات والأسقام والأمراض . وبعد ذلك تنتهى ٠١‏ فيوضح الحق : 
خذ حياة لا مقطوعة ولا ممنوعة » فهذه هى الحياة حقا ؛ ولذلك فا حق عندما تعرض 
هذه المسألة أوضح : إياكم أن تعتقدوا أن هذه الحياة الدنيا هى التى أريدها لكم ٠‏ 
أنا أريد لكم -ححياة أخلد من هذه . ولذلك قال : 
( املاط وزيا بع » 
(من الآية غ+؟ سورة الأنفال) 
هو يخاطبهم إذن فهم أحياء بالقانون المتعارف عليه » وأنيم إن لم يستيجبوا إلى 
ما دعاهم إليه الحق والرسول لن يأخذوا لوناً أرقى من الحياة » وهى حياة لا #بددها 
الآفات ولا الأثقال ولا الأمراض ولا الفناء . إنها الحياة الحقة . ولذلك يسميها الحق 





داليملا 
2222:2662 6022© فح حمصه 
« الروح » لانها تحرك الجسم وتعطيه حياة وإن كانت تنتهى فيقول : 
عه مويوم عدمء عو ءِ 
«[ ذا سوبته, ونَفَّخْتَ فيه من روج ب 
(من الآية 1/1 سورة صن ) 
هذه أولى مراحل الحياة الممنوحة للمؤمن والكافر . 
ويسمى سبحانه الحياة الأكبر منها والتى لا تنتهى يسميها الحق ( روحاً ) أيضاً : 
« وَكذلِكٌ أرْحينا إلَبِكَ روحَامْنْ مرا # 
( من الآيةلات سورة الشورى )» 
وهذه هى التى سوف تعطى الححياة الأرقى . الأولى اسمها ه روح » تعطى حياة 
فانية . والثانية هى « روح »؛ أيضاً : إنها ما أوحى الله يه أن الناس إذا عملوا به 
يحيون ححياة دائمة خالية من الشقاء والكدر . إذن فقوله : « إذا دعاكم لما يجييكم » 


هى دعوة إلى الحياة الخالدة » والحياة الأبدية السعيدة فق الآخرة همرهونة بأن يلتزم 
الإنسان ميج الله فق حياته » وإن كانت منتهية . 


والحياة الدنيا يرى الإنسان فيها الأغيار والأسقام والمهيجات . فَإذًا جاء 
له من يطمئنه ومن ينفى عنه القلق والخوف فكأنه يمسن حياته . وكلمة « حياك الله » 
أو «السلام عليكم » تعنى : « كن آمناً مطمئناً » وإلا فيا قيمة الحياة بدون أمن 
واطمئنان ؟. 

إذن فكلمة و حياك الله » » أوه السلام عليكم » أى الأمان والاطمئنان لك . فانت 
لا تعرف هل يجىء القادم إليك بخير أو بشر » لكن ساعة يقول : السلام عليكم » 
فقد يجعل بهذه التحية الآمان فى قلب المتلقى به ويشعر بقيمة حياته . 


إذن فقوله الحق : « وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها » يعنى : إذا 
رببتم حياتكم بالتحية التى هى السلام والتى تضمن الأمن والاطمئنان عليكم رد 
التمحية فكلمة « تحية » إعطاء لقيمة الحياة » وكذلك كلمة «ححيوا؛ أى أعط من 
أمامك شيئاً من الحياة المستقرة الآمنة المطمئنة . فالحياة بدون أمن وبدون اطمئئان » 
كلا حياة . 





040222255220 بج وصحمح ره 


والشاعر العربى يقول : 
ليس من مات فاستراح بِيْت إنغا الت ميّت الأحياء 


. فقول الحق : « وإذا حبيتم » أى أنه إذا رببتم حياتكم وبوركتم بالآمن وبالسلام 
« فحيوا بأحسن منها أو ردوها» أى عليكم أن تردوها إما بالتحية مثلها وإما بأفضل 
منها . والعلياء عندما جاءوا ليتكلموا عن هذا . قصروا المسألة على تحيات اللقاء . 
فمن قال لك : السلام عليكم . فقل له : وعليكم السلام ورحة الله : أى أنك تزيد 
عليه . 


عن سلان الفارسى قال : جاء رجل إلى التبى صل الله عليه وسلم فقال : 
السلام عليك يا رسول الله » فقال + وعليك السلام ورحمة الله ثم جاء آخر 
فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة:الله » فقال له رسول الله صل الله عليه 
وسلم : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته » ثم جاء آخر فقال :' السلام عليك 
يا رسول الله ورحمة الله وبركاته . فقال له : وعليك : فقال له الرجل : يارسول الله 
- بأبى أنت وأمى ‏ أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليها أكثر مما رددت على » 
فقال : إنك لم تدع لنا شيئا قال الله تعالمى : « وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن هنها أو 
ردوها فرددناها عليك »(2)2 , 


وعندما تكلم العلياء فى مسألة السلام » صننفوا ها فقالوا : الماشثى يسلم عل 
القاعد . والراكب يسلم على الماثى » والصغير يسلم على الكبير . والمبصر يسلم على 
الكفيف . والقليل يسلم على الكثير . وكل خطاب موجه للمؤمنين ينتظم ويشمل 
ذكورهم وإنائهم إلا أن يكون الحكم مما يخص التساء . 


وهنا يقول الحق : « وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها» اللنساء 
نحية ؟, نعم 3 هن تحية », المرأة تحبى المرأة» والمرأة تحبى زوجها» والمرأة نحيى 
محارمها . والمرأة العجوز التى لا إربة فيها تبدأ التحية وتردها . أما المرأة الشابة فهى 
لا تبدأ أحداً بالسلام ولا ترد السلام . لا تبدأ بالسلام إلا إذا كان معها مثلها ؛ لانهم 


. رواء ابن جرير‎ )١( 


ييا يشس-إ-ببيبيِباببيبيبيبيبإِإه يي ييحي لييسييي يذ 


ه١٠‏ . اصمص و مص وحن وحن محج تمه 


يقولون : المرأة على المرأة عين أكثر من ألف رجل . أى أن المرأة تحرس المرأة أكثر من 
ألف رجل . فعندما تكون معها مثيلتها تحفظها . ولذلك يقال : إن المرأة إن بدات 
بالسلام أو ردت السلام فذلك حرام » ٠‏ وإذا بدأها واحد بالسلام أو رد عليها السلام 
فذلك مكروه . لماذا؟ لأن يَدّءَها له إثارة » ولكنه إذا بدأ هو بالسلام فليس 
مزورياً أن تستيجيب . فإن كان معها أحد أو جماعة تُؤْمن عليها فلا حرج من أن ترد 
الستلام + 


وقالوا : وإذا 7 الذى يلقى السلام ويبدأه به غير مؤمن ؟ النبى عليه الصلاة 
والسلام أوضح أنهم يلوون فى الكلام » فإذا قالوا لكم : « السلام » فقولوا : 
وعليكم . وذلك يعتى إن قالوها كلمة طيبة لا معنى طيب فاهلا بها وعليهم مثلها , 
وإن كانت كلمة خخبيثئة كقوهم : « السام عليكم ع 'فقولوا:«وعليكم »؛ ؛ لآن السام 
معناها الموت . فلكيلا يستهزئوا بكم . قولوا : وعليكم . وبعض العلياء قال : 
المقصود ب « فحيوا بأحسن منبا » أى بالنسية للمؤمن . وه ردوها » بالنسبة للكافر . 


لكن أتلك هى التحية فقط ؟. إذا كان الذى حياك بقول وأمّنك بقول » فكيف 
لا تحذر من يؤمن بالقول نفاقاً . يظهر لك الأمن ثم يقول : السلام عليكم » ومعه 
الضر ؟. كا أن الحق علمنا أن ترد التحية بمثلها لأن نقل القضايا من قولية إلى فعلية 
هى المحك والأساس ٠‏ فإذا حياك إنسان بخير عنده فعلى المسلم أن يقدم التحية بخير 
منيا» » وإن لم يستطع فليرد على الاقل بمثلها » وعندما يرد الإنسان بمثلها يصبح 
التكارم بين الناس إن لم يزد فهو لم ينقص ء ويكون الخخير متنامياً » فإذا قسم إنسان 
خيرا لإنسان آخرء ورد عليه بعمل أفضل منه » ففى ذلك تماء للخيرء ٠»‏ عات م 
يستطع فليرد بمثل العمل وبذلك لا ينقص من خييره » فيكون نخير كل إنسان محجوزا 
على نفسه ؛ لأنه مادام سيعطى التحية ويأخذ على قدر ما يعطى ٠‏ فكأنه لم ينقص من 
خيره شيثا . 


والحق سبحانه وتعالى حين يسحّى النفوس فى أن تعطى أكثر بما حييت به » فهذا 
يبين أن المؤمن فى البيثة الإيمانية إنما يتكائر خيره » لأنه كلما فعل خصلة خير فهى تعود 
عليه بالخير . ولذلك فهناك أناس كثيرون إذا أرادت حيرا من أحد . أعطته عورا 





صمح ح مص حص مص صوص وحمو حميص تربره 
يناسب قدرها » ليعطى هو خيراً يناسب قدره , وهذه تحدث كثيرأً خصوصاً مع 
الملوك » ومثال ذلك : كان المواطن السعودى يقول للملك عبدالعزيز آل سعود : 
أريد أن تشرب القهوة عندى . ويذهب الملك عبدالعزيز آل سعود ليشرب القهوة » 
ويؤدى لصاحب الدعوة خدمة تعادل القهوة مليون مرة » فكل من يحيى الملك يرد 
عليه التحية بأكثر منها . 

إذن فقول الحق سبحانه وتعالى : « وإذا حيبتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو 
ردوها » وجاءت كلمة « أو ردوها » من أجل أن يطمئن من قدم نحية أنه سيجد رد 
تحيته أو أكثر منها . 

والحق سبحانه وتعالى عندما يرى خلقه المؤمنين به يتكارمون ٠‏ فهو يضعها فى 
الحساب ؛ لذلك يقول سبحانه : « إن الله كان على كل شىء حسيبا » فالحساب 
لاينتهى عند أن يرد المؤمن التحية أو يؤدى خيراً منها » ولكن هناك جزاءٌ أعل 
وأفضل عند مليك مقتدر . 


وى تناولتا لمسالة التحية عَلِمُنا أن كلمة التحية وهى « السلام عليكم » معناها 
أمان واطمئنان » والأمان والاطمئنان كلاهما يعطى الحياة ببجة . فالحياة بدون أمن 
أو اطمئئان ليس ها قيمة . فكان إشاعة السلام بقولنا : د السلام عليكم » أو 
« السلام عليكم ورحمة الله » أو « السلام عليكم ورحمة الله وبركاته » تجعل المجتمع 
مجتمعا صفائيا , ومادام المجتمع كله مجتمعا صفائيا » فخير أى واحد يكون عند 
الآخر. ويتعدى ذلك إلى أن يطلب المؤمن نير الله لآأخيه المؤمن . 


إن الإنسان حين يصعد التحية بعد قوله:« السلام عليكم » بإضافة و ورحمة الله 
وبركاته » فهو يربط النفس البشرية برباط إيانى بالحق سبحانه وتعالى . وبذلك 
تتذكر وتعى أن الخلق عيال الله وسبحانه يجب أن يكون خلقه منسجمين بالعلاقات 
الطيبة فيها بينهم . وعندما يكون الخلق على علاقة طيبة بعضهم مع بعض فسبحانه ‏ 
يعطيهم من خيره أكثر وأكثر . 


« وإذا حبيتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو رذوها إن الله كان على كل شىء حسيباً » 
ومن العلبيعى أن نفهم أن رد التحية يعنى أن نقول: نحية مثل التى قاها لناء فالرد ليس 


:222922-3-435 + بمححمحصحمصه 
مقصوداً به أن نرد التحية نفسها . ولكننا تقول مثلها . فالضمير مبهم ويوضحه 
مرجعه . 

مثال ذلك أن تقول : «لقيت رجلا فأكرمته » هنا الضمير مبهم ويوضحه 
مرجعه . مثال آخر د تصدقت بدرهم ونصفه » فهل معنى ذلك أننى تصدقت بدرهم 
ثم استرددته وقسمته قسمين وتصدقت بنصفه ؟ لا . إن معنى ذلك هو أننى تصدفت 
بدرهم . ونصف مثل الدرهم ء فإذا قال الحق : و فحيوا بأحسن متها أو ردوها » أى 
ردوا التحية بأفضل منها أو يمثل التى تتلقاها . فإذا ما قيل لك: السلام عليكم » فقل 
د وعليكم السلام» . 

والحق جحانه: وتعال جلع المؤمنين : لا تظنوا أبها المؤمنون أنى بخلقى لكم 
وإعطائى لكم حرية الاختيار فى الإيمان أو فى الفعل أو فى الترك إياكم أن تظنوا أن 
لا احاسبكم بل ساجازيكم بالثواب على الطاعة وبالعقاب عل المعصية » فحين 
آمركم بفعل :. فمعناء أنتى خلقتكم صالحين أن تفعلوا » وحين أنهاكم عن فعل 


إذن فعندما يق أمر ؛ فمعنى هذا أن الذى خلقنى علم أزلاً بصلاحيتى لتنفيذ هذا 
الحق للعبد فيه : «افعله ». وفعل يقول له فيه : «لا تفعله ». والمخالفات 
والمعاصى إنما تنشأ من نقل نقل ٠‏ افعل » فى مجال « لا تفعل » ء ومن نقل ١‏ لا تفعل » فى 
مجال « أفعل » . هذ! هو معنى المعصية . والحازم لا يأخعذ الاختيار الممنوح له ليحقق 
شهواته بؤساطة هذا الاختيار . بل لا بد أن يضع بجانب الاختيار أنه مردود إلى من 
أعطاه الاختيار , 


وحين تعلم أيها العبد أنك مردود وراجع ومصيرك إلى من أعطاك الاختيار وأنه 
سوف بجازيك » فإنك لن تنقل أمرأ من مجال « لا نفعل إلى مجال « افعل » . أو من 
مال افعل إلى مجال لا تفعل . فلو أذت الاختيار تريح نفسك لحظة وهى فانية » 
فكيف تتعب نفسك ف الباقية ؟ فإن أردت أن تكون حازماً وعاقلاً فلا تفعل ذلك ؛ 
فالمؤمن يمتلك الكياسة والفطنة فلا يُقِمُ على مثل هذا . 


راجع أصله وخرّج أحاديئه د. أحمد عمر هاشم نائب رئيس جامغة الأزهر . 





هوه 





وبحد ذلك يقول سيحاته : 


خودي عام > ورور 
+49 أله لله لاهو لِجَمَعَتَك ِل يو اليس 
نمضو رَمَنأسدَدُينَ جيك © #ه 


وهذا يعنى : أنّه لا يوجد إله آخر سيأق ليتدخل وينهى المسائل من خلف ظهر 
الخالق الاعل سبحانه . « الله لا إله إلا هو» فليس هناك إله سواى » لا تشريع 
يرسم صلاح البشر إلا تشريعى وسترجعون إلى » وليس هناك واحد يقول:« افعل » 
دولا تفعل » . والآخر يقول بالعكس » إنه إله واحد » والأمر منه ب « افعل » هو 
الأمر الوحيد الصائح للإنسان . والنبى منه ب« لا تفعل » هو النهى الوحيد الذى 
يجب عل العاقل أن يتجنبه » ولذلك تجده يقول : 

٠. +‏ محم مه 02 وم ع صيام 
( شن يكاين الكبرون جح ابوج ولام عيئوة مأ 

-_- ب« صم 8 1 2. 1 
د ولا اناعد مادم دي ولا انتم عبدونَ ما اعد 22 ذكر دينك ون 


دِنت 4 
( سورة الكافرون ) 
إنه سبحائه يوضح , : ليس هناك مضارة بين ديئنين » دين للكافرين ٠‏ ودين 
للمؤمئين , لا » بل هودين ومنبج واحد صالح للإنسان هو منهج التوحيد جاءت به 
الرسل حميما وختم بالإسلام الذى لادين بعده » ولذلك جاء بعدها عباشرة : 
ها مت سول 2 
3# إذا جاه تص الل المح 2 4 
( سورة النصر) 
ويأق بعد ذلك بسورة المسد : 


لق نَبْث يدآ أب لَب وَنَبّ ب مغ عنه مالهر وما كْببّج سَبْصْلَ ثرا 





:29ج صصص ص ومحصمحصه 


ات قي ج ونام لاحب ديف يبيد توج » 
( سورة المد) 
أما كان أبو لهب يقدر أن يقول بعدها : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول 
الله ؟ كان يقدرء ولوقانها لشكك فى هذه الآية » ولقالوا : إنه لن يصلى نارا ذات 
لحب . إن هذا الأمر كان له فيه اختيار ء ولم يوفقه الله إلى أن يقوها ولو نفاقا . 
لماذا ؟ لآن الحق قال بعد هذه الآية مباشرة : 
رعس برعم عتدخةءة# 
مل مْرَادَ أمَدْ ري 4 
( سورة الإخلاض ) 
أى فليس هناك إله آخر يرد أمره سبحانه وتعالى : ٠‏ الله لا إله إلا هو ليجمعنكم 
إلى يوم القيامة » . وكلمة و يجمع : تعنى أنه يخرجنا مع بعضنا من قبورنا جميعا . 
ويحشرنا جميعا أمامه » وقد تعنى ٠‏ ليجمعنكم » أى ليحشرنكم من قبوركم لتلقى 
جزاء ع القيامة . 
اذا جاء هذا القول؟ جاء لكى يتفحصه العاقل , فلا ياخذ انفلات نفسه من منهج 
الله إلا بملاحظة الجزاء على الانفلات من المنبج . فلو أخذ نفسه منفلتا عن منيج الله 
بدون أن يقدر الجزاء لكان أحمق وأخرق . 


ولذلك قلنا : إن الذين يسرفون على أنفسهم فى المعصية لا يستحضرون آمام 
عن الجزاء ؛ فالمجرم يرتكب جريمته وهو مقدر السلامة لنفسه , والسارق يذهب إلى 
السرقة وهو مقدر السلامة . لكن لووضع فى ذهنه أنه من الممكن أن يتم القبض 
عليه لما فعلها أبدا . 

والحق سبحانهوتعالى يوضح : إياك يا من تريد ‏ بالاختيار الذى أعطيته لك - 
الانحراف عن منهجى الا تقدر الجزاء على هذه المخالفة . بل عليك أن تأخذها 
قضية واضحة . واسأل كم ستعطيك ال معصية من نفع وكم سيُعطيك الله من خير على 
الطاعة » وضع الاثنين فى كفتى ميزان ؛ فالذى يعطيك الخير الأبقى افعله . وابتعد 
عما لايعطيك الخير بل: إنه يوقعك فى الشقاء والشر . 

جع ل ل يي 7 


222+2252:095+22 0 جوج صمهه أ ١واله‏ 
« الله لا إله إلا هو ليب ليجمعنكم إلى يوم القيامة » ويوم القيامة هو اليوم الذى قال فيه 
الحق : 
ملءوء دغ ار 55 
« يرم بقُوم انس رب الْمَنبِينَ ج 4 
( سورة المطففين » 
ولماذا يوم القيامة ؟ لأن آخخر مظهر من مظاهر دنيا الناس أعهم حين يموتون 
ينامون 0 وها 00 ؛ وبعد ذلك ندخله إلى القبن و تعرفب. كيف 3 قائاً من 
50 يكون الإيمان بيوم القيامة 0 ؛ لأنك ل أن العالم الذى 
خلقه الله مختاراً » إن شاء فعل الخير وإن شاء فعل الشرء وهو سبحانه ‏ زود العباد 


بالمنيج . وجعل لهم الاختيار » وأنه ‏ سبحانه ‏ هو القادر على الجمع يوم القيامة 
لوقدرت هذا لاا ميّبما طلبه الله منك . 


ونضرب هذا المثل لا للتشبيه » ولكن للتقريب - ولله المثل الأعلى على الوالد ب 


ابنه جنيها ويقول له 5 افتيعا ريل جار ولتي اسلا للب 70101 ب مو 
فسأكافئك . وإن اشتريت شيثاً فاسداً كاوراق اللعب أو غيرها فساعاقبك 


ساعة أعطى الوالد ابنه القوة الشرائية وقال له : انزل اشتر ما تريد » والابن 
ساعة اشترى أوراق اللعب . هل هذاالشراء قد تم قهرأ عن أبيه ؟ لا لآن الأب 
هو من أعطاه الاختيارء لكن الابن فعل فعلاً غير محبوب لأبيه . 


فيا بالنا بالعبد عندما يعطيه الحق الاختيار ؟ ولو أراد الله الناس جميعاً على هداية 
لجعلهم كالملائكة . ولا جرؤ ولا قدَرَ أحد أن يفعل معصية . فالعاصى عندما يرتكب 
المعصية إنما يفعلها لأن الله خلق له الاختيار . ولذلك فعندما يقول واحد : كل فعل 
من الله . هو صادق . ولاذا يتعذب مرتكب المعصية مع أله يوجه آلة الاختيار إلى 
ما تصلح له ؟ ونقول إنه وجهها غالفًا لآمر الله . فالسكين للذبج» إن ذبحث بها دجاجة 
ما استحق الذابح على ذلك عقاباً . » لكن لو ذبحنا بها إنساناً لوقعنا فى محظور يشبهه 
الحق بقثل الناس جميعاً . فالذى جاء بالسكين إلى المنزل هل نقول له : « أنت أتيت 
بأداة الجريمة » ؟ لا ؛ لأنه جاء باداة صالحة لآن تكون أداة لذبح ما يحل ذبحه أو أداة 





هاكزلا 
:1 2240-0-02-2020 02222209 حوره 


لجريمة . إذن فحتى المختار لم يفعل اختياره إلا من باطن أن الله خلقه مختاراً . 


لكن هل ألزمه الحق سبحانه وتعالى بأن يفعل المعصية ؟ لا . فسبحانه أوضح 
لك : هذا لا أحبه » وهذا أحبه . واختيارك له مال ء ولك أن تختار الشثىء الذى 
يأق بالنفع ولاياق بالضرر أو أن تختار عكس ذلك . 


« الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه » هذا خخير من الله , 
والكلام الخبرى عندنا يحتمل الصدق والكذب لذاته » لكن لأن الخبر من الله فهو 
صادق . أما الكلام فى ذاته فيحتمل الصدق ويحتمل الكذب . ولذلك يذيل ب 
الآية ما يل : و ومن أصدق من الله حديثاً » وهل الصدق فيه تفاضل ؟ لبس ىق 
الجيق تافل > امس الد مله اتكاد اراق + لشاف بل أن وك 
وهو عاقل . يدير المسألة التى يريد الكلام فيها ليُعمل العقل فيها . وبعد هذا ينطق 
بالكلام . 

إذن ففى الكلام نسبة ذهلية » ونسبة كلامية » ونسبة واقعية . فعندما يقول 
واحد ؛ « زيد مجتهد » هو قبل أن يقول ذلك جاء فى ذهنه أنه مجتهد . وهذه هى 
« النسبة الذهنية ». وعندما ينطقها صاحبها تكون « نسبة كلامية » . ولكن هلي 
صحيح أن هناك واحدا اسمه « زيد ؛ وأنه مجتهد ؟. إن طابقت النسبة الواقعية كلا 
من النسبة الذهنية والنسبة الكلامية يكون الكلام صدقاً . وإن لم يكن هناك أحد 
اسمه زيد ولا هوه مجتهد » لا تتطابق النسبة الخارجية الواقعية مع النسبتين « الذهنية 
والكلامية » فيكون الكلام كذياً . فالصدق يقتضى أن ا النسية الكلامية مع 
الواقع » أى مع النسبة الخارجية الحاصلة . 


ولماذا يكذب الكذاب إذن ؟ . ليحقق لنفسه نفعاً يفوّته ولا يحققه الصدق فى نظره 
أو يدفع عنه ضرا . مثال ذلك : يكسر الابن شيئاً فى المنزل كمنضدة.قالاب يقول 
لابئه : هل كسرت هذه المنضدة ؟ . وينكر الابن : لالم أكسرها . هو يريد أن يحفق 
لنفسه نفعاً أو يدفع عنها ضرراً وهو الإفلات من العقاب , لأنه يعلم أن الصدق قد 
يسبب له عقابا . ولا يحمله على الكذب إلا تفوبث مضرة قد تصيبه من الصدق فيلجأ إلى 
الكذب . ويقول كلام يخالف الواقع . 





حصوحصحوصصوصتوحصحموححصمحهن اوره 
إذن هو يريد أن يحقق لنفسه نفعاً أو يدفع عن نفسه ضرراً . والذى ينفع الإنسان 
لابد أن يكون أقرى منه وكذلك الذى يضره . لكن بالنسبة لله لا يوجد من يسبب 
له سبحانة نفعاً أوا ضرا .. إن فإذا قال الله فقوله الصدق ؛ لأن الاسباب التى تدفع إلى 
الكذب هو سبحانه ‏ منزه عنها . 


وإذا كان الحق يعطينا الكلام الذى يوضح لنا واقع الحياة ويعطينا الكلام الذى 
لا يدخل فى واقع حياتئا ويصف لنا الغيب الذى لا يدخل فى نطاق ما نراه » إذن فهو 
يكلمنا كثيراً . 


فقوله الحق : ه ومن أصدق من الله حديثاً » مؤكد بالنسبة لنا . وأفعل التفضيل 
هنا لا تق للتمييز بين كلام صادق وكلام أصدق » ولكن لنعرف أن كلام الله لنا 
كثير . فالتكثير هنا إنما يجىء من ناحية كثرة الكلام .لا من ناحية أن هناك كلاماً 
صادقا وكلاما أصدق . 


والتفاوت قد يوجد فى الصدق أيضاً . كيف ؟. لنفرض أن إنساناً رأى حادثة 
يقتل فيها إنسان إنساناً آخراء فيشهد الشاهد بأنه رأى الدم ينزف من القتيل إثر 
التحام الغاتل.به » ولكن هناك شاهد آخر يروى كل التفاصيل التى بدأت من قبل 
المشاجرة بين القاتل والقتيل إلى أن صار هناك قاتل وقتيل . وهكذا نجد أن الشاهد 
الثانى أشمل فى الصدق من الشاهد الأول ٠‏ صحيح أن الشاهد الأول قال شهادة 
صادقة » لكن شهادة الشاهد الثان أشمل فى القضية نفسها . 


إذن فقوله الحق : « ومن أصدق من الله حديثاً » أى أن الحق هو الأصدق بمعنى 
أن إخباره لنا جاء بالشمول الكامل » وهو صدق لا تفاوت فيه . فالصدق هو مطابقة 
النسبة الكلامية للواقع » ومادام هو كذلك فليس هناك صادق وأصدق ٠‏ ولكن 
أفعل التفضيل تأق فى « أصدق » باعتبار أن كمية الصدق الصادرة لا حدود ها وأنّه 
سبحانه يعلم الأشياء على وفق ما هى عليه أى بشمول كامل . وخلقه إن حدث منهم 
صدق فى شىء فقد يحدث منهم الكذب فى شىء آخر.فقد تقول قضية تعلم أنها 
صدق . ولكنها فى الواقع لا تكون صدكاً ٠.‏ 
اا ”غ2 


٠١‏ و احبص صمح صمو حوحجووح و2 
مثلاً ؛ فقد يقول قائل : زار فلان فلاناً بالأمس . هو اعتقد ذلك لأنه رأى حجرة 
الاستقبال فى بيت فلان مضاءة فسأل عن الزائر فقيل له : « فلان : فهو يروى خبر 
هذه الزيارة على وفق ما يعتقد . ولا يقال : إن القائل قد كذب . 


إننا يجب أن نقرق بين «الخبر» وبين «المخبر» . كيف ؟. إذا قلنا : «زيد 
مجتهد و ء أيوجد واحد اسمه زيد ومجتهد بالفعل ؟. هذا اسمه الواقع. . وهل أنت 
تعتقد هذا ؟. إذن فالإنسان هنا يمتاج إلى أمرين : معرفة وجود الشىء ٠‏ واعتقاد 
الثىء 7 وبذلك يكون الخير صادقا والممخير صادقا الام 


وافرض أنك أخبرت أن زيداً مجتهد بناء على أن أحداً قد أخبرك بذلك ولكنه لم 
يكن كذلك . أنت هنا صادق وفق اعتقادك . لكن الخبر غير صادق فى الواقع . إذن 
ففيه فرق بين ملق الخير وصدق المخير فإذا التقى الاعتقاد بالواقع صدق الخير 
وصدق لخر . وإذا كان الخبر موافقاً للواقع ومخالفاً للاعتقاد فالخبر صادق كموقف 
المنافقين الذين قال الحق فيهم : 
#إذَا جَآءك الْمتَنقُوتَ كَالُوا نهد إِنَكَ لَرسولُ آل # 
( من الآبة ١‏ سورة المنافقون ) 
هذه القضية واقعة صادقة وأعلنوا هم ذلك . ولكن الحق أضاف : 
«(َلدبَبه إالتيون لكدرة 4 
( من الآية ١‏ سورة المنافقون ) 
فالقضية صادقة ولكنهم كاذبون ؛ لأعجم قالوها بلا اقتناع فكانوا كاذبين . والدقة 
هنا توضح الغرق بين صدق الخبر وكذب الاعتقاد . إذن فصدق المخير أن يطابق 
الكلام الاعتقاد . والتكذيب واضح فى قوطم : « نشهد » ؛ وليس فى مقول القول 
وهو « إنك لرسول الله » فالشهادة تقتضى أن يواطىء ويوافق اللسان القلب . 


ولذلك عندما يقرأ بعض الناس القرآن دون فهم اللغة العربية . فيفهم 
بالسطحية هذه الآية فهياً خاطتاً : 





04 ---294--5-+22+224222 2 وحص ص ا انهه 


ظل إِذًا ج21 الْمامَقُونَ قَالُوا نَشْهَدٌ ِنّكَ لَرَسولُ الله وش يع إِنكَ كور 
بيد مقن لكَددبود ي 4 
( سورة المنافقون ) 
فكيف يشهد الله أنهم كاذبون » على الرغم من أنه سبحانه يعلم مثلما شهد 
المنافقرن ؟. ونرد : إن الخير هنا لم يكن كذبا ء ولم يقل الحق ما يكذب الخير » ٠‏ لكنه 
أوضح صلق الخبر وكذب المنافقين 3 شهادعهم لأخهم يظهرون غير ما يبطنون 
ويعتقدون . فالتكذيب منصب على شهادتهم لا على خير أن محمداً رسول الله . 


«الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لريب فيه ومن أصدق من الله 
حديثا » , 

إن المؤمن.يعتقد أن يوم القيامة لاشك فيه . فيوم القيامة يجب منطقياً ألا يوجد 
شك فيه ؛ لأنه لوكان هناك ريب لكان الذين انحرفوا فى الحياة الدنيا وولغوا فى 
أعراض الناس وأخذوا أموالهم وعاثوا فى الأرض فساداً هم الذين كسبوا وفازوا » 
ويكون الطيبون والأخيار قد عاشوا فى سذاجة . فالمنطق يقتضى أنه مادام قد وجد 
أناس قد ظلموا واعتدوا » وأناس اعتدى عليهم . فلا بد أن يكون هناك حساتٍ . 
ولا يكون هناك حساب إلا إذا انتهت حكاية الموت . بالإحياء والحشر 1 إل 
لقاء الله . ودليل هذا من الجاحدين أنفسهم . كيف ؟. 


نحن نعرف أن المجتمعات غير المتدينة يضع قادتها القوانين التى تكفل حماية حركة 
المجتمع 5 هم يضعون مثل هذه القوانين » ول بالف احم حسانة وها بك فإذا 
كان العقاب يمنع المجاهرة بالجريمة » فياذا يكون الموقف ؟ إن الماهر إذن هو من يفلح 
فى المداراة عن عيون قادة هذا المجتمع » ويستر نفسه عنهم حتى لا يناله العقاب . 


إن هذه المجتمعات الملحدة تضع التفنيئنات لحماية نفسها . فياذا تفعل الك 
المجتمعات فى الذين ستروا أنفسهم ؟ . هم بقانون هذه المجتمعات كان يجب أن 
يعاقبوا . وكان يجب أن ت تقولوا أنتم إن هناك مكاناً آخر وداراً أخرى يتم فيها عقاب 
من أفلت منا . فأنت أيها الملحد قد قننت لمن خالف تقنينك عقوبة . وهذا إن وقعت 








امح مص ح بوحصم و مص مص 


عليه عينك . وقبضت عليه يدك » » فا قولك فيمن لم تقع عليه عينك ولم تقبض عليه 
يدك ؟. 


إذن فنحن أهل الإيمان عندما نقول للملحد : إننا نكمل لك تفكيرك الناقص 
ونقول لكل الخلق : إنكم إن عَمْينَم على قضاء الأرض فلن تعَمُوا على قضاء السياء 
الذى لا تخفى عليه خافية . إذن فغير المؤمن بمنيج تأخذ منه الدليل على ضرورة 
المنيج . وعلى غير المؤمن بالمنيج أن يشكر أهل الإيمان ؛ لأننا نحن أهل الإيمان قد 
أكملنا له نقصاً فى تقنين البشرء وهذا لحراية المجتمع من الكيد بالجريمة والستر 
بالمخالفة . 

« ومن أصدق من الله حدياً: أى لاأحد أصدق من الله فى الحديث. 
ود أصدق » جاءت كأفعل تفضيل لا لآن هناك صدقاً يعلوه صدق أصدق . بل 
الصدق واحد ؛ لآنه مطابقة النسبة الكلامية للواقع » ولكن « أصدق » هنا لكثرة 
الحديث الذى حدثنا الله به عما نشهد من عالم الملك وما لا نشهد من عالم الملكوت » 
فإن تحدث الناس فإئما يتحدثون فى عالم الملك الذى يدركونه بحواسهم » ولكن الله 
عي يسوم اس مسحي جه لوي 
حدّث 


0 هَمَا لف اليه ج سمه فِكَتَيْن اهآر و 
كيذ لتقلا ل 00 0 


مهل جك سيلا نه 


كل جملة سبقتها «فاء» فمن اللازم أن يكون هناك سبب ومسبباء علة 
ومعلول . مقدمة ونتيجة . وكل الأشياء التى تكلم الحق عنها سبحانه وتعالى فيها 





290202٠ -2+0202+--+ 7‏ و00#69ه مأزوره 


يتعلق بمشروعية القتال للمؤمنين ليحملوا المنبج إلى الناس . ويكون الناس ‏ بعد 
سياعهم المنيج ‏ أحراراً فيم| يختارون . إذن فالقتال لم يشرع لفرض متبج . إنما شرع 
ليفرض حرية اختيار المنبج » بدليل قول الحق : 
- 
« لاإحكرا فى الدين قد تين رد من ألمي به 
( من الآية 7617 سورة البقرة ) 
وعل ذلك فالإسلام لا يفرض الدين » ولكنه جاء ليفرض حرية الاختيار فى 
الدين 0 فالقورى التى تعوق اختيار الفرد لدينه » يقف الإسلام أمامها لترفع تسلطها 
عن الذين تبسط سلطانها عليهم ثم يترك الناس أحراراً يعتنقون ما يشاءون ء بدليل 
أن البلاد التى فتحها الإسلام بالسيف . ظل فيها بعض القوم على دياناتهم . فلو أن 
القعال شرع تغرض دين لا وجدنا فى بلد مفتوح بالسيف واحدا على غير دين 


الإسلام , 
صل الله عليه وسلم : 


1 35 
فَمَئلْ ف سبل لله الف إِلَانَفْسَكَ وَحرَض الْمؤْمنينَ عَسَى أنَّهُ أن يَسكُنٌ 
ا 3 - 2 على ث3 عع 6 ملي مالع 8 5 
بلس الذّنَ كفرُوأ وله أضَد بَأماوَأمَدُ تبكلا رج * 
1 1 ( سورة النساء ) 
شرع الحق سبحانه وتعالى قضية استفهامية هنا » فيها معنى الإنكار وفيها معنى 
التوبيخ وذلك شائع فى كل الأساليب التى تتفق معها فى القرآن الكريم . فإذا سمعت 
كلمة «فيالك لا تفعل. كذا » . فكأن قياس العقل يقتضى أن تفعل . والعجيب ألا 
تفعل . ولا يمكن أن يأق هذا الأسلوب إلا إذا كان يستنكر أنك فعلت شيئا كان 
ينبغى ألا تفعله أو أنك تركت شيئا كان عليك أن تأتى به . 


فالاب يقول للابن مثلاً : « مالك لا تذاكر وقد قرب الامتحان ؟» كأن منطق 
العقل يفرض عل الابن إن كان قد أهمل فيا مغى من العام ٠‏ فيا كان يصح للابن 
أن مهمل قبل الامتحان .» وهذا أمر بدهى بالقياس العقلى . فكأن التشريع والقرآن 
يخاطبان المؤمنين ألا يقبلوا على أى فعل إلا بعد ترجيح الاختيار فيه بالحجة القائمة 
ا ا س0 


114----- 249+ 0-2222 2)000ظ2 
عليه » فلا يصح أن يقدم المؤمن على أى عمل بدون تفكيرء ولا يصح أن يترك 
المؤمن أى عمل دون أن يعرف اذا لم يعمله . فكآن أسلوب وفا.لكم » . ودخا لك » 
مثل قول أولاد سيدنا يعقوب : 
#مَالَكَ لَانَامننًا عل يوست # 
( من الآية 1١‏ سورة يوسفا) 
ما معنى قولهم هذا ؟ معناه : أى حجة لك يا أبانا في أن تحرمنا من أن نكون 
مؤتمنين على يوسف نستصحبه فى خروجنا . فكأن القياس عندهم أنهم إخوة » وأنهم 
عصبة . ولايصح أن يخاف أبوهم على يوسف لا منهم ولا من شىء آخخر يبدد 
يوسف ؛ لأنهم جماعة كثيرة قوية . وكذلك قول الحق : 


« نام لَايؤمئونَ ي 4 


( سورة الانشفاق ) 
أى أن القياس يقتضى أن يؤمنوا . وقوله الحق : 
2-0 2 لجر همي سوس 1 
« قا م عن لتك مرضي جع كامهم عر مسقهرة حي فرت من نورق ع 4 
( سورة المدثر) 


كان القياس ألا يعرضوا عن التذكرة . إذن فأسلوب دفياله ». ود فيالك » 
وه فيالهم » . وه فالكم » ٠‏ كله يدل على أن عمل المؤمن يجب أن يُستقبل أولاً بترجيح 
ما يصنع أو بترجيح ما لا يصنع . أما أن يفعل الأفعال جزافاً بدون تفكير فى حيثيات 
فعلها . أو فى حيثيات عدم فعلها فهذا ليس عمل العاقلين . 


.إذن فعمل العاقل أنه قبل أن يُقبل على الفعل ينظر البديلات التى يختار منها 
الفعل ؛ فالتلميذ إن كان أمامه اللعب وأمامه الاستذكار » ويعرف أنه بعد اللعب إلى 
رسوب ء وبعد الرسوب إلى مستقبل غير كريم » ٠‏ فإذا اختار الاجتهاد فهو يعرف أن 
بعد الاجتهاد نجاح ‏ » وبعد النجاح مستقبل كريم . فواجب التلميذ ‏ إذن أن يبذل 
قدراً من اللنهد ليتفوق و اماو رودي موت اساي 
يأق بها وبترجيح الفعل الذى له فائدة على الأفعال التى لا تحقق الهدف المرجو 





ههه +2 0242٠42٠‏ حصحمص0 ص١ ١‏ وله 
والآية هنا تقول : « فمالكم فى المنافقين فئتين » كأن القياس يقتضى ألا نكون فى 
نظرتنا إلى الافقين فتتين . بل يجب أن نكون فئة واحدة . وكلمة « فئة » تعنى 
جماعة , والجماعة تعنى أفراداً قد انضم بعضهم إلى بعض عل رغم اختلاف الأهواء 
بين هؤلاء الأفراد وعلى رغم اختلاف الآراء . إلا أنبم فى الإيمان يجمعهم هوى 
واحد . هو هوى الدين . ولذلك قال الرسول : 


( لا يؤمن أحدكم حى يكون هواء تبعاً لا جحت به )20 , 


فالمسبب للاختلاف هو أن كل واحد له هوى مختلف ولا يجمعهم هوى الدين 
والاعتصام بحبل الله المتين . وما حكاية المنافقين وكيف انقسم المؤمنون فى شأغهم 
ليكونوا فثتين ؟ 


والفئة ‏ كما عرفنا ‏ هى الجهاعة ٠‏ ولكن ليس مطلق جماعة ء فلا نقول عن جماعة 
يسيرون فى الطريق لا يجمعهم هدف ولاغاية : إنهم فئة + فالفئة أو الطائفة هم 
جماعة من البشر تجتمع لهدف ؛ لأن معنى « فثة ٠‏ أنه يرجع ويفىء بعضهم إلى بعض 
فى الأمر الواححد الذى يجمعهم . وكذلك معنى « الطائفة » فهم يطوفون حول شىء 
واحد . والحق يقول : « فيا لكم فى المنافقين فتين » . هذا لفت وتنبيه من الحق بأن 
ننزه عقولنا أن نكون فى الأمر الواحد منقسمين إلى رأيين » وخخصوصاً إذا ما كنا 
مجتمعين على إيمان بإله واحد ومنهج واحد . والمنافقون كما نعرف ‏ هم الذين 
يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر . 


إننا نعرف أن كل المعنويات يؤخذ ها أسماء من الحسيات ؛ لان الإدراك الحسبى هو 
أول وسيلة لإدراك القلب . وبعد ذلك تأ المعانى . وعندما نأتى لكلمة « منافقين » 
نجد أنها مأخوذة من أمر حسى كان يشهده العرب فى بيثتهم » حيث يعيش حيوان 
اسمه « اليربوع » مثله مثل الفار والضب . واليربوع مشهور بالمكر والخداع . 
ولكى يأمن الحيوانات التى تهاجمه فإنه يبنى لنفسه جحرين ٠‏ أو جحورا متعددة . ويفر 
من الحيوان المهاجم إلى جحر ما ء ويحاول الحيوان المهاجم أن يتتظره عند فوهة هذا 
١(‏ ) رواه البغوى فى شرح السنة ٠‏ وابن أى عاصم فى السنة . ولمتقى المندى فى كنز العيال . والخطيب البغدادى فى 
تاريخ بقداد . 


229-2229990 -09 22+02 


الجحر . فيتركه اليربوع إلى فتحة أخرى . كأن اليربوع قد خطط وأعد لنفسه منافذ 
حتى يخادع , فهو يصنع فوهة يدخل فيها فى الجحر . وفوهة ثانية وثالثة » وذلك حتى 
خرج من أى فتحة متباء وكذلك المافق . 


ونعرف أن المسائل الإيمانية أو العقدية على ثلاثة أشكال : فهناك المؤمن وهو الذى 
يقول بلسانه ويعتقد بقلبه وهو يحيا بملكات منسجمة تماماً . وهناك الكافر وهو الذى 
لا يعتقد ولا يدين بالإسلام ولا يقول لسانه غير ما يعتقد . وملكاته منسجمة أيضاً : 
وإن كان ينتظره جزاء كفره فى الآخرة ؛ فملكاته منسجمة ‏ لكن ‏ إلى غاية ضارة » 
وهى غاية الكفر . أما « المنافق » فهو الذى يعتقد الكفر وينعقد عليه قلبه لكن لسانه 
يقول عكس ذلك , وملكاته غير منسجمة ؛ فلانه قد قال عكس مافى قلبه ؛ لذلك 
نيا مودعا وكلقاء يريد أن يأخذ خيير الإيمان وخير الكفر. هذا هو المنافق . 


وهناك جماعة ‏ فى تاريخ الإسلام ‏ حينما رأوا انتصار المسلمين فى غزوة بدر . قالوا 
لأنفسهم : « الريح فى جانب المسلمين . ولا تأمن أنهم بعد انتصار بدر وقتل صناديد 
قريش وحصوفم على كل هذه الغنائم أن يأتوا إلينا » » هذه الجماعة حاولت النفاق 
وادعت الإسلام وهم بمكة . حتى إذا دخل المسلمون مكة يكونون قد حصتوا 
أنفسهم . أو هم جماعة ذهبوا إلى المدينة مهاجرين . ولم يصبروا على مرارة 0-8 
والحياة بعيدا عن الوطن والأهل والمال . ففكروا نى هذه الأمور . وأرادوا العودة عن 
الدين والرجوع إلى مكة ؛ وقالوا للمؤمنين فى المدينة : « نحن لنا أموال فى مكة 
وسنذهب لاستردادها ونعود » . 


وبلغ المسلمون الخبر وائقسم المسلمون إلى قسمين : قسم يقول : نقاتلهم » 
وقسم يقول : لا نقاتلهم . الذين يقولون : « نقاتلهم » دفعهم إلى ذلك حمية 
الإيمان . والذين يقولون : ولا نقاتلهم » » قالوا : هذه الجماعة أظهرت الإيمان ٠‏ ول 
نشق عن قلويهم ٠.‏ وربما قالوا ذلك عطفاً مدييم لملات أو أواصر . 


فجاء القرآن ليحسم مسألة انقسام المسلمين إلى قسمين » ويجسم أمر 
الاختلاف . 





22:22:23 04ج راواه 
وعندما يأق القرآن ليحسم فهذا معناء أن رب القرآن صنع جمهور الإيمان على 
عينه ؛ وساعة يرى أى خلل فيهم فسبحانه يحسم المسألة » فقال : « فلكم فى 
المنافقين فثتين » . 
والخطاب موجه للجماعة المسلمة » فقوله : « فيالكم » يعنى أنهم متوحدون عل 
هدف واحد . وقوله : «١‏ فتثتين » تفيد أغهم غتلفون . 


إذن ف« فثتين » تناقض الخطاب الذى بدأء الحق به فيالكم ؛ . كان المطلوب 
من المتلقى للقرآن أن يقدر المعنى كالآق : فهالكم افترقتم فى المنافقين إلى فتتين ؟ إذن 
فهذا أسلوب توبيخى وتهديدى ولا يصح أن يحدث مثل هذا الأمرء فهل ينصب 
هذا الكلام على كل المخاطبين ؟ ننظر ء هل القرآن مع من قال ؛ ٠‏ نقتل المنافقين » 
أو مع من قال بغير ذلك ؟ فإن كان مع الفئة الأولى فهو لا يؤنب هذه الفئة بل 
يكرمها . إن القرآن مع هذه الفئة التى تدعو إلى قتال المنافقين وليس مع الفئة 
الثانية ؛ لذلك فهو يؤنبها » ويوبخها . والأسلوب حين يكون توبيخاً لمن يرى رأياً » 
فهو تكريم لمن يرى الرأى المقابل » ويكون صاحب الرأى المكرم غير داخل فى 
التوبيخ . لان الحق أعطاه الحيثية التى ترفع رأسه . 


والحق يقول : « فالكم فى النافقين » أى إن الحق يقول : أى حجة لكم فى أن 
تفترقوا فى أمر المنافقين إلى فثتين » والقياس يقتغى أن تدرسوا المسألة دراسة عقلية » 
دراسة إيمانية لتنتهوا إلى أنه يجب أن تكونوا على رأى واحد . ومعنى الإنكار هو : 
لاحجة لكم أيها المؤمنون فى أن تنقسموا إلى فثتين . 


ويقول الحق : « والله أركسهم بما كسبوا » وساعة تسمع كلمة « أركسهم ٠‏ ماذا 
نستفيد منها حتى ولولم نعرف معنى الكلمة ؟ نستفيد أن الحق قد وضعهم فى منزلة 
غير لائقة . ونشعر أن الاسلوب دل على نكسهم وجعل مقدمهم مؤخرهم أى أنهم 
انقلبوا حتى ولو ل نفهم المادة المأخوذة منها الكلمة ء وهذا من إيحاءات الأسلوب 
القرآن . إيماءات اللفظ ء وانسجامات حروقه . 


« وانلك أركسهم ما كسسبوا » ود أركسهم » مأخوذة من دركسهم » ومعناها 





١ه‏ 1 2+2222)949929 معت حمصه 


«ردهم © . كأد نهم كانوا عل شىء ثم تركوه ثم ردهم الله إلى الشىء الأول . وهم 
كانوا كفااً أولاً ٠‏ ثم آمنوا » ثم أركسهم » » لكن هل الله أركسهم تعنتاً عليهم أو 
قهرا ؟ لا ؛ فهذا حدث «دبما كسبوا» . وذلك حتى لا يدخل أحد بنا فى متاهة 
السؤال وناذا يعاقبهم الله ويوبخهم مادام هو سبحانه الذى فعل فيهم هذا ؛ لذلك 
قال لنا الحق : إنه «أركسهم بما كسبواء . وه أركسهم : مادته مأخوذة من شىء اسمه 
« الركس » - بفتح الراء ‏ وهو رد الشىء مقلوبا ومئه « الرّكس » بكسر الراء وهو 
الرجيع الذى يرجع من معدة الإنسان قبل أن يتمثل الطعام . مثلها نقول : « إن - 
فلانا غمت نفسه عليه » أو «فلان يرجع مافى بطنه » . 


وعندما ننظر إلى هذه العملية نجد أن الطعام الذى يشتهيه الإنسان ويحبه ويقبل 
عليه ويأكله بلذة . وتنظر عيونه إليه باشتهاء . ويده تقطع الطعام بلذة ويمضغ الطعام 
بلذة . هذا الطعام بمجرد مضغه مع بعضه ينزل فى المعدة وتساف إليه العصارات 
المهضمة . فإذا رجع فإنه فى هذه الحالة يكون غير مقبول الرائحة » بل إن الإنسان 
لوهضم الطعام وأخذ منه المفيد وأخرج البافى بعد ذلك . فرائحة الفضلات 
الطبيعية ليست أسوأ من رائحة الطعام لورجع بدون تثيل . فلو رأيت إنساناً يقفى 
حاجة وآخر يتقيأ الطعام . فالنفس تتقزز من الذى يتقيا أكثر مما تتقزز من الذى يقضى 
حاجته ؛ لأن « الترجيع » يخرج طعاماً خرج من شهوة المضغ والاستمتاع . وم يصل 
إلى مسالة التمثيل ,. 


ولذلك نسمع المثل « كل مافات اللسان صار نتان ‏ . ود الرّكس » هو الرجيع 
الذى يرجعه الإنسان بعد الطعام قبل أن يتمثله . فالطعام بعد أن يتمثل ويخرج من 
المكان المخصص له يصبح روا وغالظا وبزازا.واللق سيسائة وتعال قد جاه 
بالكلمة التى تصفهم : « والله أركسهم » أى أء نهم ارتدوا من قبل أن ينتفعوا بأى شىء 
من الإيمان . 


هذا هو التعبير القرآن الذى جاء بالعبارة التي تؤدى هذا المعنى » وتؤدى إلى نفرثنا 
منهم ٠»‏ فيكون الإركاس هو الرد ء وهل هو مطلق الرد » أو رد له كيفية ؟ هو رد 
بإهانة أيضاً . كيف ؟ لأن الثىء إن كان قوامه أن يقف راسياً » يكون الركس أن 
تجعل رأسه فى مكان قدمه وقدمه فى مكان رأسه. وعلى ذلك فالرد ليس رداً عاديا بل نه 


ح+ججج جو 0-09024223996025225222- 21514 


رد جعل المردود 0 وإن كانت استقامة الأمر على الامتداد الطولى » يكون 
الركس بأن تأ ما فى الخلف إلى الأمام , وبما فى الأمام إلى الخلف . فتقلب له 
كيانه , وتعكس جاله . 


والقرآن يصف الكافرين والمنافقين : 
رج ير بر ومس بير 0 
ثم نكراعل راويوم » 
(من الأية 55 سورة الأنبياء ) 
ماذا » لآن الراس مبىّ عل القامة واهامة والارتفاع . هذا الرأس مُجْعَلُ مكان 
القدم » والقدم يكون محل الرأس . إذن فقوله : « والله أركسهم » أى لم يردهم 
مطلق الرد » بل ردهم ردا مهينا » ردأ يقلب أوضاعهم . 


« والله أركسهم بما كسيوا » إذن فلا يقولن أحد : مادام الله قد أركسهم فيا 
ذنبهم ؟ إن الله قد أركسهم دبما كسبواوء فهم كانوا فاعلين لا متفعلين . 


وإليكم هذا المثل وله المثل الأعلى - حين تضع المدرسة أو النامعة درجات 
للنجاح فى كل مادة . تجد مادة يجب أن يحصل الطالب فيها على نسبة ستين فى المائة . 
وأخرى على سبعين فى المائة » ويدخل التلاميذ الامتحان . وعندما يرسب أحدهم 
لا يقال : إن المدرسة قد جعلته يرسب . صحيح هى أرسبته ولكن وفق القوانين التى 
وضعتها المدرسة أو الجامعة من قبل أن يدععل التلميذ الامتحان ٠‏ ولأنه لم يبذل الجهد 
الكاق للنجاح ء فقد أرسب نفسه . 


إذن ٠‏ فالله لم يات بالرّكس ورماه عليهم . بل هم الذين كسبوا كسباً جعل قضية 
السنة الكونية هى التى تؤدى بهم إلى الركيس , مثلهم مثل التلميذ الذى لم يستذكر 
فلم يجب فى الامتحان ء فلا يقال عن هذا التلميذ : إن المدرسة أرسبته . ولكنه هو 
الذى أرسب نفسيه . 

ولذلك عندما يقال : الله هو الذى أضلهم » فيا ذنبهم ؟ هذه هى القضية التى 
يقول بها المسرفون على أنفسهم . ولمؤلاء نقول هذه الآبة : « والله أركسهم با 
كسسبوا» وكذلك أضل الله الضالين بفعلهم » كيف ؟. 





0 


الك 
صوص ص مح صمح ص محص صمح صحمصه 


نحن عرفئا أن الهداية تأت بمعنيين . هداية الدلالة وهداية المعونة » ويأق 
المسرفون على أنفسهم الذين يودون أن تكون قضية الدين كاذبة ‏ والعياذ بالله ‏ لان 
قضية الدين عندما تكون صدقاً فإن الذين أسرفوا عل أنفسهم يتيقنون أنهم ذاهبون 
إلى داهية وأمر منكر شاق عليهم ؛ لذلك نجد الواحد منهم يتمحك فى محاولة عدم 
التصديق . والدخول إلى متاهات يصنعها الفهم السطحى للدين . ولذلك نجد 
المناقشات التى يناقشونها تدل على أنها مناقشات المسرف على نفسه . فيقول الواحد 
منهم : مادام الله هو الذى كتب عل كل شىء فلاذا يعذبنى وهو الذى كتب عل 
المعاصى ؟ . 


نقول له : وناذا آمنت فى هذا الموقف بالذات أن الله هو الذى كتب ؟. ومادمت 
قد آمنت بأن الله هو الذى كتب فلياذا لا تؤمن به.وترتضى أحكام منبجه ؟. ولكن 
الواحد منهم يحاول أن يقف وقفة ليست عقلية ٠‏ فالوقفة العقلية الصحيحة تقتضى أن 
تأق بالقضية المقابلة وهى أن الله إذا كان قد كتب على العبد الطاعة فلاذا يثيبه ؟ , 
لماذا تناسبى فضية الطاعة والثواب عليها ؟؛ لأنه يعرف أنبها القضية التى تجلب الخير. 
ووقف فى القضية المقابلة التى تاق بالشرّ » ولا يقول هذا القول إلا مسرف على 
نفسه . ولا نرى ملتزماً بمنبج الإيمان يقول مثل هذه القضية . فالمؤمن يحب أن تسير 
الأمور على ضوء منيج الله , ولذلك أنا إلى الآن ‏ وليساجمنى الله وليغفر لى ‏ أتعجب 
من أن العلياء الذين سبقونا جعلوا من هذه المسألة محل خلاف . وقالوا : معتزلة وأهل 


سنة (!!) 


المسألة كلها يجب أن تفهم على أساس أن الإسلام دين فطرة » ول يأت للغلاسفة 
فقط , إِنّه جاء للعقل الفطرى . وراعى الشاة فى الإسلام كالفيلسوف . ومن يكنس 
الشارع أو يمسح الأحذية مساو لمن درس الفلسفة أو الحقوق ؛ لأن الإيمان لم يأت 
لطائفة خاصة . ولكن المنيج قد جاء للجميع » ولابد أن تكون أدلته واضحة 
للجميع » فعندما يقال لنا : إن الله يعلم كل شىء فيك 0 لا يدخل معك فى متاهة » 
هو سبحانه - يقول لك : 

ل[ لامشل من لق وَمْوَ اف ابي © 4 


(سورة الملك ) 


حصمحصحصمح بوصو مت ص مصحوص تت أاداله 
فالذى صنع الكرمى -ولله المثل الاعلى ‏ ألا يعرف أن الكرسى مصنوع من 
الخشب . ونوع الخشب « زان » أوه أروء أو« مجنه » . وأن المسمار الذى يربط الجزء 
بالجزء إما مسيار صلب وإما من معدن آخر . وكذلك يعلم صانع الكرمبى أى صنف 
من الغراء. استعمل فى لصق أجزاء الكرسى . وكذلك مواد الدهان التى تم دهن 
الكرسى بها . 


إذن فقول الحق 3 : « ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير »لا يمتاج إلى جدال . 
وتذلك نصد التجان الدع زرهب أن يرن ينه متتموفة:واصحة يقول [للسترض : 


سوف أصنع لك الكرسى من خشب الزان وعليك أن تمر يومياً لترى مراحل فعله . 


ويبدأ صناعة الكرسى مرحلة مرحلة تحت إشراف الزُبون . وكذتك يعرف اليدوى 
كيف يتكون الرحل . وهو ما يوضع على ظهر البعير للركوب . العرى يعرف كيف 
يتكون الفسطاط وهو بيت يتخذ من الشْعْرِ . وقد جاء سبحانه بما يدحض أى 
جدل . ويدون الدخول فى أية مهاترات أو مناقشات لما مقدمات ونتائج ومقدم 
وتال . جاء الحق هذا القول الفصل : 

إن مء مقط« رمع دقام 3 

«! ألايخل من حَلَقَ وهو الطب أتخبيرٌ © * 

( سورة الملك ) 

هو يعلم وهذا أمر سهل عليه » ولذلك اتعجب كيف أدخل هؤلاء العلياء هذه 
المسألة ى متاهة فلسفية » فال سلام دين الفطرة . 

ولذلك نجد العلياه الذين ناقشوا هذه المسألة ‏ جزاهم الله خيراً ‏ جاءوا فى آخر 
مطاقهم ؛ وقالوا : 


نجاية إقدام العقول عِقال 
وأكثر سعى العلمين ضلال 

وم نستفد من بحشسا طول عمرنا 
سوى أن جمعنا فيه تَيِلَ وقالوا 





292+ 2022 02+22 حمصةهس 
وأنا أريد أن أعرف ماذا قدمت الفلسغة النظرية للدنيا من خير؟. لقد انفصلت 
عنها الفلسفة المادية ودخلت المعمل وأخخرجوا لنا الابتكارات التى انتفع بها الخلق . 
فياذا فعلت الفلسفة النظرية ؟. لا شىء . ونقول : جاء الإسلام السب : 
ومعق العقيدة الفطرية أن الناس فيها سواء , فالأدلة العقلية تقتضى الوضوح لمن ' 
تَعَلْم ولن لم يتعلم . 

والفلاسفة هم الذين قالوا : بادلة الغاية وأدلة العناية وأدلة القصد . لكن البدوى 
الذى سار فى الصحراء وجد بعر البعير ووجد الرمل وعليه أثر قدم . فقال : إذا 
كانت البعرة تدل على البعير والقدم تدل على المسير أفلا يدل كل ذلك على اللطيف 
دلي ؟. . هو لم يدخخل فى فلسفة أو متاهة مثلما دخل الفلاسفة مع بعضهم فى متاهات 
عقلية وحلها البدوى فى جملة واحدة . وكذلك نجد واحدا من الناس يسأل واحداً 


من أهل الإشراق : ألا تشتاق إلى الله ؟. فيقول له : إنما يُشتاق إلى غائب ء ومتى 
غاب الله حتى يشتاق إليه ؟1. 


لذلك نقول لمن اختلفوا فى أمر رد الله لحؤلاء : نريد أن نكرم عقولكم وننظر لماذا 
اختلفتم فى هذه الحكاية «أركسهم بما كسبوا» . 


نقول مع حسن الظن بهم . إن كل واحد منهم تعصب لصفة من صفات الحق » 
فواحد منهم يقول : ١‏ الله خالق كل شىء » . فنقول له : أنت قد تعصبت لصفة 
القدرة وطلاقتها فى الحق . 


م وقال : ولكن الله عادل . ولا يمكن أن يخلق فى الكافر كفره ثم يعذبه 

. إنه متعصب لصفة العدل . وكل منبها ذاهب إلى صفة واحدة من صفات 

الحق . وتنامى الاثنان أن هذه الصفات إنما هى لذاته ‏ تعالى ‏ فسبحانه قادر وعادل 
ا فلا هذه تفلت منه ولا تلك . 


ونقول لمن يقول : إنه الله خالئق كل شىء وخالق كل فعل . ما الفعل ؟. الفعل 
هو توجيه جارحة لإحداث حدث . فالذى يمسح وجهه بيديه يوجه يديه لوجهه حتى 
يمسحه. وهذا الفعل لا يفعله صاحب الفعل . ودليلنا على ذلك الإنسان الآلى 





زاك 
وج :22422992 واه 


نضغط على أكثر من زر ليتحقق هذا الفعل . هذا الإنسان الآلى حتى يتحرك حركة 
واحدة لابد من ضغط وتحريك عدد آخخر من القوى . لكن الإنسان حتى يمسح وجهه 
بيديه اكتفى بأنه بمجرد أن أراد مسح الوجه باليد مسح الوجه . فهل أمسك من 
يمسح وجهه بشىء تلم عاج سد وجهه ؟. 


إنه بمجرد أن أراد فعّل . وسائق جرافة التراب يحرك عدداً من' الأفرع الحديدية 
حتى يحرك الجرافة إلى أسفل . ثم حركة أخرى ليفتح كباشة التراب ء وحركة تقيض 
أسنان الكباشة وحركة أخخرى ترفع التراب . كل ذلك من أجل أن يرفع التراب من 
مكان ما إلى مكان آخخر . والواحد منا بمجرد أن يريد أن يمسح وجهه فهو يمسح وجهه 
ولايعرف أى عضلات تحركت . فمن الذى فعل كل ذلك ؟. إنه الله . 


فيا من تتعصب لصفة القدرة , فالله هو الذى فعل والعبد هو الذى وجه الطاقة 
التى تنفعل بالله.فإذا كانت إلى غير مراد الله يصير العبد عاصياً » وإن وجهها إلي مراد 
الله فيكون طائعاً . ويكون له الكسب فقط . فالذى يقتل واحداً » هولم يقتله ؛ لأنه 
م يقل له : « كن قتيلاً ه فيكون قتيلاً » ولكن القاتل يق بسكين أو سيف أو مسدس 
ويرتكب. فعل القتل . فأداة القتل هى التى قامت بالفعل ٠‏ والقاتل إنما أخخذ الآلة 
الصالحة لفعل ما ولغيره » فوجهها لذلك الفعل . فيامن تريد العدل ء إن الله 
يعذب عل المعصية ؛ لأن الإنسان استعمل أداة محلوقة للفعل ولعدمه ء» فجعلها 
'تؤدى فعلاً غير مرادٍ لله أى لا يرضى عنه الله ولا يحبه » ومع ذلك فالله هو الفاعل 


5 


ونعود إلى الآية التى نحن بصدد خواطرنا عنها : « فيا لكم فى المنافقين فثتين والله 
أركسهم بما كسبوا » ومادام هو سبحانه الذى أركسهم بما كسبوا » وأنتم مؤمنون بالله 
فلا بد أن يكون الرأى فيهم واحداً ؛ لذنك يتتساءل الحق : و أتريدون أن تهدوا من 
أضل الله »؟ وسبحائه لا يريد أن يقدم لهم العذر» نا يريد أن يظهر هم هدايت 
سبحانه وهى هداية لاتتاق هم ؛ لأنه قد أضلهم فال لم الهداية . فلاذا يقفه 
جانب من المؤمنين فى صفهم ؟. 


لآن الله حين يبدى فهو بهدى من يشاء ويضل من يشاء يوضع القوانين ا موضحة 





٠3959+ 25+21‏ 2+2 22ص مجح حصح مص مم 


للهداية أو الضلال . ونحن إن سمعنا : أن الله هدى » نفهمها على معنيين ؛ المعنى 
الأول أنه «دلوء. ولمعنى الثانى أنه « أعان ومكن » . فوهدى» تكون بمعنى 
« دل ». وهدى تكون بمعنى « أعان » . وسبق أن قلنا : إذا كان هناك إنسان يمشى 
فى الطريق ويريد الاتجاه إلى الإسكندرية وهو لا يعرف الطريق الموصل . فيسال 
شرطى المرور فيشير الشرطى : هذا هو الطريق الموصل إلى الإسكندرية.إن الشرطى 
هدى هذا الإنسان ودله على الطريق . لكنه لم يحمل الإنسان على أن يسير فى 
الطريق . فإذا ما صدّق المسافر قول الشرطى وقال له : إننى أشكرك وأكثر الله من 
خيرك والحمد لله أننى وجدتك . فلولا وجودك لتعبت . هنا يقول الشرطى : أنت 
رجل طيب والطريق إلى الإسكندرية به و مطب » وعقبة » ساركب معك حتى أدلك 
على مكان هذه العقبة . وبذلك يتجاوز الشرطى مرحلة « الدلالة » إلى مرحلة 
« المعونة » وسبحانه أوضح : سأهدى الناس جميعاً وأرشدهم وأدههم . فالذى يقبل 
على الإيمان بى ساعاونه على ذلك . 


ولذلك يقول : 
( أن وه بهم ليوا الى عل الى 4 


( من الآية 11 سررة فصلت) 
ود هديثاهم » هنا بمعتى «١‏ دللناهم » فقط ء أما أن يسلكوا سبل اغداية أو لا 
فالأمر متروك لم . والحداية ‏ إذن ‏ ترد بمعتى الدلالة ٠»‏ وترد بمعنى الاعانة . والحق 
يعين من ؟. يعين من آمن به ولكن من يكفر به لا يعينه : 
2 3ه عم «اموم وو رم - 
ل وله لايبدى القوم لكلف رن ب 
( من الآية 337 سورة الثوبة ) 
وكذلك : 
واه لاتبدى لقم الَبقِينَ # 
. ( من الآية 1714 سورة التوبة) 
إذن فلله هدايتان : هداية عم الئاس بها جميعاً وهى هداية الدلالة » وأخرى 
خص بها من جاءه مؤمناً به » وهى هداية « المعونة » . ولذلك قال الحق للرسول 
صل الله عليه وسلم : 





242922+22354+6- 020220 قكاملاه 


سس اءممم 
# إِنَّكَ لاتدى من أحبَيتَ ب 
( عن الآية 7ه سورة القصص) 
وهذا القول فيه نفى الهداية عن الرسول. وهو سبحانه القائل أيضاً : 


ل وَإِنّكَ لَسْدئ إل صراط مقي # 
( من الآية 1ه سورة الشورى ) 
وليس من المعقول أن ينفى الحق اهداية عن الرسول ثم يثبتها له . ونفهم من 
ذلك : إنك يا رسول الله ندل على الحق . ولكنك لا تعين عبليه . فابله هدى الناس 
جميعا فدلهم على طريق الخير. فمن آمن به وأقبل عليه يسر له الآمر . 


ويقلاق أكون ب مزةا غادا ببس آل تقل م وقد ايها نيوا أتزيدوة 
أن مبدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تبد له سبيلا » . فالذى يضله الله هومن 
اكتسي ما يوجت أن يشله فلا تجد له سَبيلك . وكان من الممكن أن يقول الله : 
أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلا تستطيعون أن دوه ء» ولكن 
الأبلغ هو ما يوضحه سبحانه لنا : انتم لا تستطيعون هداية هذا المكتسب للضلال ؛ 
ذلك أنه لا يوجد سبيل حتى تبدوه إليه . فالسبيل هو الممتنع وليس اهداية فقط 


والسبيل هو الطريق الذى يعطيك حقاً فى الهداية » فإذا ما امتنع السبيل فإاذا 
سس يا م امابوا م حر 1 
على الإطلاق . ولذلك أخذنا المعنيين هنا . فالذين ينافقون يظهرون الإيمان مرة 
وينقلبون إلى الكفر مرة .» هم ينكرون الإيمان بقلوبهم والذى يقولون بالسنتهم هو 
الإسلام » آمّا الإيمان فليا يدخل فى قلوبهم . 

وما هو الأعز على النفس البشرية ؟ مكنونات القلب أم مقولة اللسان ؟ 

الأعز هو مكنونات القلب . وماداموا هم لا يؤمنون بقلوبهم ويقولون فقط 
بألسنتهم . فالعقيدة داخلهم معقودة على الكفر . ومادامت العقيدة معقودة على 
الكغر فهم لا يريدون أن يأتوا إلى صف الإيمان . ولكتهم يريدون جر المؤمنين إلى 
معسكر الكفر 4 لذلك يقول الحق بعد ذلك : 





به 





١‏ ل دغر 0 ريط ررس 
وذوا لو تكفروت كما كفرواأ َسَكُونُونَ سوا كلا 
0-1 جع ل عو عمرت 004 2 ٠.‏ 8 كنم 
َتَحِذَوهُمْ أوليآه حَى مهَاجروا فى سب لٍأَللَّهِ إن 
2ه سرج برس رمج ري برس للب لس وءة 
ولو 


أفخذوهم وافستلوهم حيث وجد تموهم 
سددة | + أ موود م عد ع . 
وَلَانَتَحِذُ أت وَلِكَاوَلَا سا (ه د 


ود ودوا » ضميرها يعود على المنافقين الذين اختلف فيهم المسلمون إلى فثتين » 
وحكم الله فى صالح الفئة التى أرادت أن تقف متهم موقف القوة والبطش 
والجبروت . فقال سبحانه وتعالى تعليلاً لنفاقهم : « ودّوا لوتكفرون كا كفروا » ثم 
إن نفاقهم معناه قلق يصيبهم من مستوى حاهم مع مستقبل الإسلام أو حاضره ؛ 
لأخهم كافرون بقلوبهم . ولكنهم يخافون أن يظهر الإسلام فيعاملهم معاملة الكافرين 
به » فيحاولون أن يظهروا أنهم مسلمون ليحتاطوا لنصرة الإسلام وذيوعه . فهم فى 
كرب وتعب . وهذا التعب يجعلهم يديرون كثيراً من الأفكار فى رءوسهم : يقولون 
نعلن أمام المسلمين أننا مسلمون . ونعلن أمام الكافرين أننا كافرون . 


وما الذى الجأهم إلى هذا الحال . وقد كانوا قديماً على وتيرة واحدة ٠‏ ألسنتهم مع 
قلوبهم قبل أن يجىء الإسلام ؟ إذن فالذى يعيدهم إلى حالة الاستقرار النفسى 
وينزعهم من القلق والاضطراب والخوف على حاضرهم ومستقبلهم هو أن تنتهى 
قضية الإسلام » فلا يكون هناك مسلمون وكافرون ومنافقون . بن يصير الكل 
كافراً , 

« ودوا لو تكفرون كبا كفروا » والودادة عمل القلب . وعمل القلب. تخضع له 
جميع الجوارح إن قدرت . فياداموا يودون أن يكون المسلمون كافرين ء إذن سيقفون 
فى سبيل انتصار المسلمين . وسيضعون العقبات التى تحقق مطلوبات قلوهم . لذلك 
فاحذروهم . سأفضح لكم أمرهم لتكونوا على بيئة من كل تصرفاتهم ونخائنات 
أعينهم وخائنات ألسنتهم . 





صمحصح و حج ج+جح 2:5ح 525 514/0292 ا2 


« ودوا لو تكفرون » ونعرف أن كلمة « الكفر » تعنى « الستر» ء فالفعل « كفر» 
معناه د ستر» . ومن عظمة الإيمان بالإسلام وعظمة الحق فى ذاته هو أنه لا يمكن أبداً 
أن يطمسه خصومه ٠‏ فاللفظ الذى جاء ليحدد المضاد لله هو عينه دليل على الايمان 
بالله . فعندما نقول : كفر بالله » أى و ستر وجوده  »‏ كأنه قبل أن يستر الوجود 
فالوجود موجود ٠‏ ولذلك نجد أن لفظ « الكفر » نفسه دليل على الإيمان » فلفظ 
« الكفر»ق ذاته تعنى إيمانا موجوداً يجاهد صاحبه نفسه أن يغطيه ويستره . 


دودوا لوتكفرون ك) كفروا». وهذا القول. جاء بعد أن قال الحق : 
١‏ تاككانالنتمين كن 4 
(من الآية م سورة النساء )» 

ويدل على أنبم يوصفون مرة بالمنافقين ويوصفون مرة بالكافرين . وسماهم الله فى 
آية ب م النافقين » ويصغهم الحق فى هذه الآية بأخهم كفروا « ودوا لو تكفرون كا 
كفروا » والكفر الذى يجىء وصفه هنا يدل على مكنون القلب » فالتفاق لم يعطهم 
إلا ظاهريات الإسلام » لكن الباطنيات لم يأخذنوها » ولذلك سيكونون فى الدرك 
الأسفل من النار فى الآخرة ؛ وإن كانوا فى الدنيا يعاملون معاملة المسلمين احتراما 
لكلمة ولا إله إلا الله محمد رسول الله » . لكن الله يغاملهم فى الآخرة معاملة 
الكافرين » ويزيد عليها أنبم فى الدرك الأسفل من النار . 


إذن فأصحاب الباطل إن كانت لهم قوة يجعلون لسانهم مع قلوبهم فى الجهر 
بالباطل . وإن كان عندهم ضعف يجعلون قلوبهم للباطل ولساتهم للحق . وهذه 
العملية ليست مريحة فى كلا الموقعين . فالمريح هم ألا توجد للحق طائفة . لذلك 
يقول سبحانه وصفاً لحقيقة مشاعرهم : «ودوا لوتكفرون كا كفروا فتكونون 
سواء » . فهم يتمنون إزالة طائفة الحق حتى لا يكون هناك أحد أفضل من أحد ء 
واحد مختلس أو لا يؤدى عمله على الشكل الراقى المطلوب . لذلك فهو لا يحب أن 
يؤدى الآخرون أعيالهم بمنتهى الإتقان . ويريدهم فاسدين . ويحاول أن يغرهم 


سس سس بيب يم م سمت 


بل لمكه "+2 02+00 و0 حوصق وححصميص هت 


بالفساد حتى يكونوا مثله ؛ كى لا يظهروه أمام نفسه بمظهر النقيصة . وحتى لا يكون 
مكسور العين أمامهم . 
ومن العجيب أننا نجد الذى يسرق يحترم الأمين ٠‏ وكثيرا ما نسمع عن لص من 


فور ما يعلم أن هناك كميناًينتظره ليقبض عليه فهو يبحث عن رجل أمين يضع عنده 


وقول الحق عن أمنية المنافقين الكافرين بقلويهم هو أن يكون المؤمنون مثلهم 
« فتكونون سواء » . وهذه شهادة فى أن صاحب الباطل يحب من صاحب الحق أن 
يكون معه؛لانه حين يجده فى الحق , فصاحب الباطل يحتقر نفسه . وقد حدثت 
العجائب مع رسول الله صل الله عليه وسلم . لقد كفروا به وعذبوا صحابته » 
ولكنه هو الأمين باعترافهم جميعاً . فها هوذا الرسول صلى الله عليه وسلم يهاجر من 
مكة وخلف «علياء كرم الله وجهه ليرد الودائع والأمانات التّى عنده . 


هم كذبوه فى الرسالة . ولكنه الأمين ياعترافهم جميعاً ب لذلك أودعوا عنده 
الأمانات . إذن فصاحب الفضيلة محترم حق عند صاحب الرذيلة . وحتى نتعرف 
ماما على هذا المعنى . فلنفترض أن إنساناً وقع فى مشكلة . سبٌ أحداً من الناس 
ورفع المعتدى عليه دعوى قضائية على هذا المعتدى الذى سبّه » وهذا المعتدى صديق 
عزيز» استشهد به المعتدى عليه . فيقول المعتدى : أتشهد عل ؟ ويذهب الصديق إلى 
المحكمة ليقول : ٠‏ لا يقول صديقى مثل هذا السباب » . وهنا شهد الصديق لصديقه 
شهادة زور. ولنفترض أن هذا المعتدى قد تاب وأناب وصار من الأتقياء وجعله 
الناس حكياً بينهم . وجاء له الصديق الذى شهد الزور من أجله ليشهد أمامه » فهل 
يقبل شهادته ؟ طبعا لا. 


إذن صاحب الفضيلة محترم حتى عند صاحب الرذيلة » فإذا ماحاول أحد من 
أصحاب الرذيلة أن يشد صاحب الفضيلة إلى خطأ . فهو يسعى إلى إضلاله . 
وينطبق على ذلك قول الحق : « ودوا لو تكفرون كيا كفروا فتكونون سواء » ومادام 
هذا هو هدفهم وفكرتهم ألا يتركوا المؤمنين على إيمانهم » لاجل أن يأخذوهم إلى 
صف الكفر . وهم بذلك كمنافقين كفار قلوب غير تخلصين لصف الإيان . وهم 


سملل ست 


حجعجج 09 90- 10140000999040 


لا يقفون من الإيمان موقف الحياد » ولكنهم يقفون منه موقف العناد والعداوة . 
« ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء » وفى هذا تحذير واضح للمؤمنين هو : 
إياكم أن تأمنوهم على شىء يتعلق بمصالحكم وإيمانكم . 


ويصدر الحق الحكم فى هذه القضية بمنتهى الوضوح : « فلا تنخذوا منهم أولياء » 
أى إياكم أن تتخذوا من المنافقين نصراء لكم أو أهل مشورة ؛ لأن الله سبحانه فضح 
لكم دخائل نفوسهم . وهذه المسألة ليست ضربة لازب . فإن آب الواحد منهم 
وأناب ورجع إلى حظيرة الإيمان فلن يرده الله » فسبحانه وتعالى لا يضطهد أحدا 
لمجرد أنه ارتكب الذنب , لأنه الحق غفور ورحيم . فيادام قد عاد الإنسان إلى 
الصواب وبعٌد عن الخطا . فعل المؤمنين أن يقبلوا من يعود إليهم بإخلاص . 
فالكراهية لا تنعقد ضد أحد لأنه أخطأ ؛ لآن الكراهية تكون للعمل الخطا . وليست 
موجهة ضد الإنسان المخلوق لله . فإن أقلعوا عن الخطأ ؛ فهم مقبولون من 
المؤمنين . 


وهاهوذا قاتل زيد بن الخطاب يمر أمام عمر بن الخطاب ‏ رضى الله عنه ‏ وقال له 
بعض الناس هاهوذا قاتل أخيك زيد . فيقول عمر بن الخطاب : وماذا أفعل به وقد 
هداه الله للإسلام ؟! 


وهكذا نرى أن الكراهية ل تتعد إلى ذات القاتل » ولكن الكره يكون للفعل . 
فإن أقلعت الذات عن الفعل فالذات لها مكانتها . وهكذا يصدر الحكم الربانى : 
«فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يباجروا فى سبيل الله » . 


والهجرة فى سبيل الله كانت تكلف الإنسان أن يخرج من ماله ومن وطنه ومن 
أهله , ويذهب إلى حياة التقشف والتعب والمشقة ء» وفى هذا ما يكفر عنه » ويتعرف 
المؤمنون هنا أنه قد تاب إلى الله فتاب الله عليه وآن له الأوان أن يدخل فى حوزة 
الإيمان . فإن فعل ذلك فقد عاد إلى الإيمان . ولذلك يجب على الناس أن يفصلوا 
الذوات عن الأفعال . اذا ؟ لأن الذوات فى ذاتها لا تستحق أن تكره ء» وإنما يكره 
فعل الذات إن كان قبيحا سيئا . 





٠‏ صحجص حمص حمص و محصح وصححمصحه 


وحين نقرأ القرآن نجده يعرض مثل هذه المسألة » فسيدنا نوح عليه السلام عندما 
تلقى وحى الله بأن يصنع السفينة » وجلس يصنعها وير عليه الناس فيسخرون منه 
فيقول لهم سيدنا نوج : سنسخر منكم غدأ كما تسخرون منا , ويأق له ابن ليس على 
منهجه . فيدعوه نوح إلى انيج فيقول الابن : ولا . ويركب نوح السفيئة ويقول 
لله : لقد وعدتنى أن تنجينى أنا واهل . 


وهنا يوضح الحق : صحيح أنا أنجيك أنت وأهلك . ولكن ما الذى جعلك 
تعتبر ابنك من أهلك » إن الذوات عند الأنبياء لا نسب لها إغا نسب الأنبياء 
الأعمال : 

جل سد# موه م 

إنهر سمل غير صالج 4 

( من الآية 6غ سورة هود) 

إن العمل هو الذى يتم تقييمه . ولذلك يقول الحق : « فلا تتخذوا متهم أولياء 
حتى بهاجروا فى سبيل الله » والحجرة من « هجر » . وه هجر » يعنى أن الإنسان قد 
عدل من مكان إلى مكان . أو عن ود إلى ود . أو عن خصلة إلى خصلة . والذى 
هجر عادة يتجنى على من « هُجر و لتلاحظ أن الله سبحانه وتعالى فى كتابه عندما 
يأق بالحدث . يأق به هاجر » . ول يأت بالحادث « هجر » . فالتبى صلى الله عليه 
وسلم لم يهجر مكة . ولكنه هاجر منهاء ويقول صل الله عليه وسلم : 

« والله إنك لأحب أرض الله إلىّ وإنك لأحب أرض الله إلى الله ولولا أن أهلك 
أخرجون منك ما خرجتث 20 , 


فاهجرة جاءت ؛ لأن أهل مكة هجروه أولاً » فاضطر أن يياجر . ود هاجر » عل 
وزن «فاعل » . ولمتنبى يقول : 
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا 
ألا تفارقهم فالراحلون همو 
ولذلك جاء الحق بالهجرة على صيغة المفاعلة . لقد كرهوا دعوته  .‏ واستجاب 
الرسول للكراهية فهاجر . 


 ىدمرتلاو رواه آحمد‎ )١( 


باابببيببببباااييبييييب يي ل 





حمح حمححهئ تح محم حمحصتد وك 


ويوضح سبحاته أن الذى مخلص هؤلاء المنافقين من حكمنا عليهم . ألا يتخذ 
المؤمنون منهم أولياء هو : أن يهاجروا فى سبيل الله ؛ لآن ذلك هو حيثية صدق 
الإيمان . فالمهاجر يجيا عيشة صعبة . وقد عاش المهاجرون على فيض الله من خير 
الانصار » ولم يؤسسوا حياتهم بشكل لائق . إذن فمن ينضم إلى ذلك الموكب هو 
مؤمن اشترى الإيمان وقدر على أن يكفْر غيا بددر منه . فليست الهجرة تجرد هجرة , 
ولكنبا هجرة قى سبيل الله . 


ولذلك نرى القاعدة الايمانية فى الحديث النبوى : « إنغا الأعيال بالنيات وإنما لكل 
امرىء ما نوى ء فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله . . فهجرته إلى الله ورسوله » 
ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرة يتكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )200 . 


_وهكذا يعامل المؤمنون المنافق إن عاد من كفره ونفاقه إلى الإيمان . لكن ماذا لو 
تولى المنافقون ؟ . د فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم 
ولياً ولا نصيراً » والأخذ إذا جاء فى مقام النزاع فمعناه الأسر . وقتلهم فى ساحة 
القتال أمر واجب » ولا يصح أن يتخذهم المؤمنون أولياء أو نصراء ؛ لأن الواحد من 
المنافقين يكون دسيسة على المؤمنين ء» ويحاول أن يعرق. أمور وأحوال المسلمين » 
ويطلعم خصوم الإسلام على ما يمكن أن ينفذ منه العدو إلى المسلمين . ويستميت 
ليعرف مايبيت المسلمون للكافرين . 


واتخاذ الولى أو النصير ممن نعلم أنه لا يحب الإيمان وليس على مبدا الإسلام 
وعقيدته أمر يشكك فى صدق بصيرة الإنسان الذى يتولى ويود غير المسلمين 
المخلصين . فحين يرى الواحد منا إنسانا آخر لا يحبه ويكيد المكائد ء» وعندما يراك 
تثق فيه وتحسن إليه ء» يقول هذا الكاره : هذا إنسان فاقد البصيرة فلو عرف ماق 
قلبى لما فعل ذلك . فإذا اتخذ المؤمنون من المنافقين أولياء أو نصراء_والمنافقون على 
ماهم عليه من نفاق لقال المنافقون : إن المسلمين فاقدو البصيرة وهم لا يعلمون 
مافى قلوبنا ؛ لذلك ينير الحق بصيرة المؤمنين حتى لا نأخخذ رأياً من المنافقين ينال منا . 


وقد يقول المنافقون : إن هؤلاء المسلمين ليس لهم رب يبصرهم ‏ فلياذا يدعون 
)١( :‏ رواء البخارى . 





266 00+02 مج حصمصحمصه 


أن لهم إفاً ؟. لوكان لهم إله لبصرهم بما فى نفوسنا . ونجد هذا الفضح هم عندما 
يقول الحق : 


#و يفون ل أنشيم لوا بِمَرْبنًا ما نَُولُ #4 
( من الآية 4 سورة المجادلة ) 
وعدم تعذيب الحق له وقت كفرهم له فائدة ورحمة سيدركونها فيها بعد . فمن 
هؤلاء من سيكون سيفا للإسلام بعد أن كان سيفاً على الإسلام ؛ فقد ادخرهم الله 
ليكون بعض منهم سيفا للإسلام ٠‏ فها هوذا ابن الوليد ييتدى ء وها هوذا عمروين 
العاص . وهاهوذا عكرمة بن أى جهل . هؤلاء سيكوتون سيوفاً للإسلام » 
ولا يظنن متهم أحد أنه سترٌ مكنون نفسه عن الله : 
( :شن لشن لزلا بدن تتاتثل 4 


( من الآية م سورة المجادلة ) 
هذا القول قد أدى أمرين : 
الأمر الأول : أوضح أن هناك ربا مطلعاً على خائنة الأعين وخفايا الصدور . 
والأمر الثان : أوضح أن الله لم يعذبهم لأن منهم من سيمس الإيمان قلوبهم 
وسيكونون سيوفا للإسلام وسيخرج من ذريتهم قادة يحملون الدعوة لله . ولذلك 
نجد النبى صل الله عليه وسلم وقد جاءه جبريل وقال له : « إن الله قد سمع قول 
قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداق 
ملك الجبال فسلم عل ثم قال يا محمد : إن الله قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال 
وقد بعثنى ربك إليك لتأمرنى بأمرك مما شئت؟ إن شئت أن أطيق عليهم 
الأخشبين20 , فقال الرسول صل الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من 
أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا»” . 


وقد حدث ذلك . إن أسلوب معاملة المنافقين يحدده الله فى هذه الآية بما يل : 
هم قومٌ الكفر يسكن القلب منهم ومظهرهم يَدُعى الإسلام ويتمنون أن يكون 
)١(‏ الاخشبان : هما جبلان بمكة : أبوقبيس . والذى يقابله وهو مَمْيّقمان . 

(1) رواء البخارى ومسلم . 








وح محص ص و جح بح جوت ٠‏ 92 025 210 


المؤمنون على شاكلتهم ء فلذلك لا يتخذ المسلم وليا من النافقين ولا نصيراً . 

ولكن إن هاجر المنافق فرحابة الإيمان تتسع له ء أما إن تون المنافق وأعرض عن 
ذلك . فأسلوب المعاملة يكون. كيا يحدده الله  :‏ فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث 
وجدتموهم ولا تتبخذوا منهم ولياً ولا نصير » لكن بعد أن يُطلق هذا الأمر توجد عقبة 
فى تنفيذه . إنها عقبة الأحلاف والعهود والمواثيق التى كان يعطيها رسول :الله لبعض 
القبائل . وكانت هذه العهود تتلخص فى أن الرسول يعاهد بعض القبائل بعدم 
الؤغارة على المسلمين وعدم إغارة المسلمين عليهم . ولذلك يحترم الحق هذه المواثيق 
والأحلاف . 


إن الحق يوضح لنا : لا تاخذوا هذا الأآمر أبها المسلمون على إطلاقه ؛. لآن 
الإسلام دين الوفاء بالعهود » وقد أعطيتم بعض القبائل عهوداً بان من لجا إليهم 
يؤمتونه ويدخل فى حمايتهم » وكذلك الذى. يصل ويلجا إلى المسلمين فعليهم 
حفظه ومنع التسلط عليه . 


لذلك قال الحق فى هذا الاستثناء : 


14 د> موسو مسومل ل 2 
+9 إِلَا ليوك وم تق 
35 ع امات 2 _- 4 
أوَجَادُوكُمْ حَوِرَتَ صَدورهم أن يمَيلُوم أو 
2 سم بو © رم سرت مجو مس 26 
يِعَئْلُواً قَومَهُم ودس أله 1 لسَلطْهمْء َك 
سس سف رسع ل م 2ب لسو عي دج , لس س1 )11 
ملمَكلوكم كا رلوك ميقيو وَألموا ليخ 
ا م سر ل 2 00 3 
لص فَاجَمَلَامَه عَم سيلا 00 4 
والآية تبدأ باستدراك حتى لا تفتح مجالاً لإغضاب من كان للإسلام تعاهد معهم 
وتعاقد . فالذين يصلون ويلجأون إلى قوم ينهم وبين المسلمين تحالف أو ميثاق 





2١و‏ أصمص محص صم حمص حم ححصحمصه 


لا ينطبق عليهم ماجاء فى الآية السابقة وهو الأخذ والقتل . 


مثال ذلك ماحدث من عهد بين المسلمين وهلال بن عويمر الأسلمى على أل 
يعينوه ولا يعينوا عليه وعلى أن من وصل إلى هلال ولأ إليه فله الجوار مثل الذى 
هلال . والاستئناء يشمل أيضاً من جاءوا إلى المسلمين ء فمن ذهب من المنافقين إلى 
من عاهده. المسلمون فهو يحصل على الأمان . وكذلك يُوْمُنُ الرسول من جاءه من 
المنافقين وقال من الأسباب ما يجعله يطلب حماية الرسول والإسلام : فعلى الرغم من 
نفاقه يؤمنه الإسلام 1 


« أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قرمهم » كأن يقول الواحد 
منهم : أنا لا أقدر أن أقاتلكم . ولا أقدر أن أقاتل قومى فاغفر لى هذا واقبلنى 
معكم . هؤلاء يقبلهم الرسول لأنهم أقروا بما هم فيه من ضيقن ء فهم 
لا يستطيعون التصرف لا أمام المسلمين فيعلنون الإيمان . ولا أمام الكافرين 
فيعملون فى معسكر الكفر . ولا يستطيعون أن يتخذوا موقفاً حاسياً حازماً بين 
المسلمين والكافرين » فهم يقرّون بضعفهم ٠‏ ويعترفون به . 


ه ولو شاء الله لسلطهم عليكم » . فا الذى يجعلهم يلوذون إلى قوم يتحالفون مع 
المسلمين بميئاق حتى يحتموا فيهم ؟ أو يقرون أن صدورهم ضصيقة وأغهم غير قادرين 
عل التصرف . ويعلنون : لا نستطيع أن نقاتلكم ولا أن نقاتل قومنا ٠‏ ويوضح , 
الحق : أنا فعلت هذا وألقيت الرعب فى .نفوسهم » ولو شئت لسلطتهم وجرأهم 
عليكم . وقاتلوكم ٠‏ إذن فسبحانه ينصرنا بالرعب ويمنع قتاللحم لنا . 


« فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فياجعل الله لكم عليهم 
سبيلا » . 
إن اعتزلوكم ولم يقاتلوكم وألقوا السلم واعترفوا بأنهم لا يملكون طاقة اخختيار بين 


قتال المسلمين أو قتال قومهم . فليس لكم أيها المسلمون حجة أن تعتدوا عليهم ؛ 
فالاعتداء عليهم فى مثل هذه الحالة ينبّى الله عنه . 


4 





ولالكئة 


حت 22403220 29-2 00224 + رج ادكه 


وعين الحق لا تقتصر على ما نعرف , ولكنها تتعدى إلى أدق التفاصيل ؛ فهى عين 
لا ترى ما عرفناه فقط ولكنها تكشف لنا الحجب التى لا نعرفها » فيقول سبحانه : 


م م ا م ا 0 6 

+ ستجد ون ء احررين بريد ون ان يا منودم ويامنوا 
ع و مسر ل و لجس د مدع سل 1 ماي آلا 
َوَمهمْكلٌ مَارُدوألَالْفِددةِأزحكسواضها كنم 
رء 2 اع روء فل 0 هر هر 0 مر 
يَعارِلوهر يلفوك المَكمَوَيَحك هو ايد يهم 
ع عا ع مدر وه لء ٍِ 016 يي ع 
فخذوهموا هم حيث بقعسموهم و و كيم 


لمعي نلة فين © 4 


تبدأ هذه الآية بفعل يتحدث عن المستقبل : « ستجدون آخرين يريدون أن 
يأمنوكم ويأمنوا قومهم ٠‏ . معنى ذلك أن المسلمين الحظة نزول هذه الآية لم يكونوا قد 
وجدوا مثل هؤلاء القوم الذين يتحدث عنهم الحق . ولولم يحدث للمعاصرين لنزول 
القرآن أن وجدوا مثل هؤلاء ماذا كانوا يقولون عن هذا الخبر؟. لولم يجدوا مثل 
هؤلاء القوم لتشككوا فى القرآن . وسبحانه يوضح أن عين معكم » وعين لكم . 
أخيرتكم بما حدث واختلفتم فيه . وأخبركم بما لم يصل إلى أذهانكم وعلمكم 
فلا تختلفوا فيه » وهذا دليل على أنكم فى رعايق وفى عنابتى . 


د ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم » وهؤلاء القرم هم قوم من بنى أسد 
وغطفان . وكانوا على مشارف المديئة » وكانوا يقابلون المسلمين فيقولون : ٠‏ نحن 
معكم » . وكانوا أيضاً يقابلون الكفار فيقولون : « نحن معكم » . والحقيقة أنهم 
عاجزون عن مواجهة أى معسكر . ولذلك يصفهم القرآن : « ستجدون آخرين 
يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها » . وهؤلاء كلما 
جاءهم الاختبار « أركسوا فيها » . أى فشلوا فى الاختبار » فعناصرهم الإيمانية لم تقو 
بعد » ومازالوا فى حيرة من أمرهم 5 وعندما جاءتهم الفتنة لتصهرهم وتكشف ماق 





الك 
:299412 04-42-22420--0- 22-29-09 


أعياقهم ازدادت حيرتهم . فالفتنة هى اختبار ٠»‏ وليست الفتنة شيثاً مذموماً » وعندما 
يقال : إن فلانا فى فتئة فعلى المؤمن أن يدعو له بالنجاح فيها . فالفتئة ليست مصيبة 
تقم » ولكن المصيبة تقع إذا رسب الإنسان فى الفتنة . 


ونعلم أن الفتنة مأخوذة من الأمر الحسى ع فتنة الذهب وكذلك الحديد : فتنة 
الذهب هى صهر الذهب ف البوثقة حتى ينصهر ؛ فتطفو كالزبد كل العناصر الشائية 
المختلطة بالذهب . وكذلك الحديد » يتم صهره حتى تنفصل الذرات المتياسكة 
بعضها عن بعض . ويطفو الخيث . 


ونعرف أن الحديد أنواع : فالحديد الزهر شوائبه ظاهرة فيه وسهل الكسر . بينيا 
نجد الحديد الصلب بلا خبث فهو صلب . وفتنة الذهب والحديد تكشف عن 
المعادن الغريبة المختلطة به . ونقلت كلمة ١‏ الفتنة» من المحسات إلى المعانى » 
وصارت الفتنة هى الاختبار الذى ينجح فيه الإنسان أو يرسب » فهى ليست ضارة 
فى ذاتهاء ولكنها ضارة لمن يرسب فيها . 


وهكذا كان تنبؤ القرآن الذى يخبر المسلمين بأمر قوم على حدودهم » ٠‏ تجعلهم 
الفتئة لا يقوون على الإيمان . أى فكلما دعاهم قومهم إلى الشرك وقتال المسلمين ردُوا 
على أعقابهم وانقلبوا على رءوسهم أقبح قلب وأشنعه وكانوا شرا من كل عدو 
يع ويشرح القرآن كيفية سلوك المؤمتين تجاه هؤلاء المرتكسين والمنقليين فى 
لفتنة : « فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم 
سد حا د متمر ات اع قا ع سد 
من لجأوا بضعفهم على الرغم من نفاقهم إما إلى المسلمين وإما إلى حلفاء المسلمين حين قال 
فى الآية السابقة : 


مه | سمس بوبؤبطء عدم م 7 ير 
لت جحل اله لَك عل سبلا * 
(من الآية 4٠+‏ سورة النساء) 


وهذا إنصاف وتتبيه إلمى من الحق ألا يسمع أحد صوت حفيظته ويفترس قوماً 
ضعفاء . أما الذين يحاولون التمرد والاستسلام لصوت الكفر وإيقاع الاذى 
0 ولم يلقوا بالسلم للمسلمين ويكفوا أيديهم عنهم . هؤلاء يأتى فيهم الأمر 
الوههى : 





حصموحص حح يج 2ج :2 2 242 2+4 16007ا26 


خذوهم واقتلوهم . وجعل الله للمسلمين على هؤلاء السلطانّ المبين . والسلطان 
- كيا نعرف - هو القوة ‏ والقوة تأخذ ونين : هناك قوة تقهر الإنسان على الفعل كأن 
يأق واحد ويأمر إنساناً بالوقوف فيقف . وكأنٌ يأمر القوىٌ الضعيف بالسجود 
فيسجد . وهذا سلطان القوة الذى يقهر القالب ٠‏ لكنه لا يقدر عل قهر القلب 
أبداً . والسلطان الثان هو سلطان الحجة . وقوة المنطق وقوة الآداء والأدلة التى تقنع 
الإنسان أن يفعل . 


والفارق بين سلطان القوة وسلطان الحجة أن سلطان القوة قد يقهر الإنسان عل 
السجود » لكن سلطان الحجة يجعل الإنسان يسجد بالاقتناع . والسلطان المبين 
الذى جعله الله للمؤمئين على اللمنافقين الذين يقاتلون المؤمنين » هذا السلطان يمكن 
لكم أيها المسلمون قوة تفعلون بها ما تريدون من هؤلاء ماداموا حاولوا القتال وإلحاق 
الأنى بالمسلمين , فالحزم والعدل هو أخذهم بالعتف . 


وحتى نفهم معنى السلطان جيداً فلنتذكر الجدل الذى سيحدث فى الآخرة بين 
الشيطان والذين اتبعوا الشيطان . سنجد الشيطان يقول : لقد أغويتكم . هذا 
صحيح . وأنتم اتبعتمون . فأنتم المسئولون عن ذلك . قلم يكن لى عليكم من 
سلطان قوة أو سلطان إقناع : 


ف[ وَما كن سم من ملطن إل أن دوك فَاسسَجبم لي #4 
(من الآية 77 سورة إبراهيم ) 
وبعد أن تكلم الحق عن القتال ومشروعيته ء وقتال المنافقين . وقتال الآخرين . 
نجد الكلام يصل إلى موضوع القتل . فأوضح هم : المسألة أنتى أنا الذى عملت 
البنيان الآدمى . والحياة أنا الذى أهبها . وليس من السهل لبانى البنيان أن يحرض 
عل هدمه , إنما أنا أحرض عل هدم هؤلاء الذين يقاتلونكم ؛ لكى يسلم باقى 
البتيان لكم . وإياكم أن تجترثوا عل بنيانات الناس ٠‏ فملعون من هدم بنيان الله ؛ 
فالنفس التى خلقها الله ء إياك أن تقترب من ناحيتها إلا بحقها وذلك بأن اجْتَرَأتْ 
على حدود الله ؛ لأنه سبحانه هو الذى خلق الحياة وهو الذى يأخذ الحياة. وحياة الناس 
ليست ملكا لحم ؛ فحياة الإنسان نفسه ليست ملكا لنفسه . ولذلك فمن يقثل 
واحدأء عُدُوانا دون حق نقتص منه . وأما إن كان ذلك قد فتل خطأ فنأخل منه الدية» 


١.‏ احمحص صمح حمص صمح صمح صحمصه 


وننتهى المسألة . لكن قاتل نفسه تحرم عليه الجنة . 


إذن فقبل أن يقول لى : لا تقتل غيرك قال لى : إياك وأن تقتل نفسك . إذن 
ولذلك فحين شرع سبحانه القصاص ف القتل شرعه ليحميك لا ليجرئك على أن 
تقتل » أما عندما يأمر سبحانه : أن من قَتَلَ يُقتل.فهو يقسط ويعدل . والقصد من 
هذا الحفاظ على حياتين ؛ لانك إن علمت أنك إن قَتلنَهُ يلت لا تقتل . ومادمت 
لا تفتل فقد حميت حياتين حياة من كنت ستقتله وحياتك من أن يُقنص منك وهذا هو 
معنى قوله : 

ل ولك فى القصاص ره بت وب الألبٍ # 


(من الآية 708 سورة البقرة » 

إذن فالذى يتفلسف ويقول : هذه بشاعة وكذا وكذا نقول له : الذى يشرع 
القصاص أيريد أن يُقتل ؟ لا » بل يريد أن يحمى حياتك ؛ لأن القاتل عندما يعلم 
أنه إن قَتَلَ يُقتل فلا يقتل . ومادام لا يقتل نكون قد حافظنا على حياته وحياة 
الآخر. إذن فقوله : وولكم فى القصاص حياة» قول صدق . 

وعندما تكلم الحق عن القتال والقتل ينبهنا : إياكم وأن تجترئوا يسبب هذه المسائل 
على دماء الناس ولا على حياتهم ؛ لذلك يتكلم سبحانه عن القتل المحظور فى الإيمان 
والإسلام ويقول : 


وَمَاكَنَلمْوَمِنٍ يفل مم ِلَاحَعَكا 
ون قَثلّ مو مَؤْمِنَا ِمِنَا حَطعًا سور َبَةَمُوْصَةٍ 
ديد حدق اميم لكأن 4 ا ووأ فإن 
كأ ون هَرْوِعَدُوَلُيٌ 0 فَسَّحوررٌ 





لاست 
حمصنصمحصحوصو حم صمحصحوص ته ومو ١‏ ات 


- 2 2 00 - سم ررس > 
رحبو مَؤْمِسَة إن كاين قوم بنَدَكم 
هخ له ج فد + ررظ ور جر لج خ-, 

وينْتهرصِئقٌ هَدِيَهٌ مُسلّصة !1 أهله. 
ار ودهةةى #ه> 7 اك 0 
وحرر رقبةٍ مُؤْمِسَة فَمَن لَمْ يَجِدْ 
سام إدء ده روسرس لاء. سرك ل را مضه 
فصيام هر مِسَتَابِعينٍ دوه ماله 
كان ألَهْعَلِيِمًا حَصَكيمًا © 4ه 


جاء هذا القول بعد أن تكلم سبحانه عن القتال لتثبيت أمر الدعوة . ولما كان 
القتال يتطلب قتل نفس مؤمنة نفْسًا كافرةناسب ذلك أن يتكلم الحق سبحانه عن 
القتل . 

والقتل - كيا نعلم ‏ محاولة إزهاق روح الحى بنقض بنيته . والحى وإن لم نتقض 
بنيته حين يأتى أجله يموت . إذن فنقص البنية من الإنسان الذى يريد أن يقضى على 
إنسان عمل غايتّه إنهاء الحياة . فلا يظئن ظان أن القاتل الذى أراد أن ينقض بنية 
شخص يلك أن ينبى حياته . ولكنه يصادف انقضاء الحياة » فالذى ينبى الحياة هو 
الحق سيحانه وتعالى . ولذلك قلنا : إن الجزاء إثما وقع على القاتل لا لأنه أمات 
القتيل ولكن لأن القاتل تعجل فى أمر استأثر الله وحدهُ به » والقتيل ميت بأجله » 
فالحق سبحانه وتعالى هو الذى استخلف الإنسان فى الكون . والاستخلاف شرحه 


الحق فى قوله : 
(:انترزي» 


( من الآية 1١‏ سورة هود) 

قائله هو الذى جعل الإنسان خليفة فى الكون ليعمر هذا الكون » وعمارة الكون 

تنشأ بالتفكير فى الارتقاء والصالح فى الكون ٠‏ فالصالح نتركه صالحاً . وإن استطعنا 
أن نزيد فى صلاحه فلتفعل . 

الأرض على سبيل المثال ‏ تنبت الزرع . وإن لم يزرعها الإنسان فهو يجد زرعاً 


0 


الوكلا 
هه :ج09-0-0420-29222422----44---0-- 


خارجاً منها . والحق يريد من الإنسان أن ينمى فى الأرض هذه الخاصية فيآق 
الإنسان بالبذور ويحرث الارض ويزرعها . فهذا يزيد الأمر الصالح صلاحا . وهذا 
كله فرع وجود الحياة . 


إذن فالاستخلاف ف الأرضٍ لإعمارها يتطلب حياة واستيقاء حياة للخليفة . 
ومادام استبقاء الحياة أمرا ضروريا فلا تأتى أيها الخليفة لخليفة آخر مثلك لتنهى حياته 
فتعطل إحياءه للأارض واستعماره لها . فالقتال إنما شرع للمؤمنين ضد الكافرين ؛ 
لان حركة الكافرين فى الحياة حركات مفسدة » ودرء المفسدة دائها مقدم على جلب 
المصلحة . فالذى يفسد الحياة يقاتله المؤمنون كى ننبى الحياة فيه » ونُخْلْص الحياة 
من معوق فيها . 


إذن فيريد الحق أن تكون الحياة لمن تصلح الأرض يحياته . والكافرون يعيثون فى. 
الأرض فساداً . ويعيشون على غير منهج . ويأخذون خير الضعيف ليصيروا هم به 
أقوياء » فشرع الله القتال إما ليؤمنوا فيخضعوا للمنيج ء وإما ليخلمص ال حياة من 
شرهم . فإذا ما وجه الإنسان القتل لمؤمن ‏ وهو فى ذاته صالح للاستعمار فى الحياة - 
يكون قد جنى على الحياة » وأيضاً لو قتل الإنسان نفسه يكون قد جنى على الحياة 
كذتلك .ء لاذا ؟ لأنه أفقد الحياة واحداً كان من الممكن أن يعمر بحركته الأرض . 


فإن اجترأ على حياته أو على حياة سواه فلا بد أن نؤدبه . كيف؟ قال سبحانه : 
(ءللينَ كبرا لبت بز سبق عنيا» 


(من الآبة 7لا سورة يونس ) 


والتشريع الإسلامى وضع للقاتل عن سبق إصرار وترصد عقاباً هو القتل . 
وبذلك يحمى التشريع الحياة ولا ينمى القتل » بل يمنع القتل , إذن » فالحدود 
والقصاصات إغا وضعت لتعطى الحياة سعة فى مقوماتها لا تضييقا فى هذه المقومات » 
والحق سبحانه وتعالى حيتما تكلم عن القتال المشروع أراد أن يوضح لنا : إياكم أن 
نتعدوا بهذه المسألة » وتستعملوا القتال فى غير الأمر المشروع . فإذا ما اجترأ إنسان 
على إنسان لينبى حياته فى غير حرب إيانية شرعية فياذا يكون الموقف ؟ 





الكت 
>©006 ووره 
يقول التشريع : إنه يقتل » وكان يجب أن يكون فى بالك آلا تجترىء على إزهاق 
حياة أحد إلا أن يكون ذلك خطأ منك » ولكن إن أنت فعلت خط نتج عنه الأثر 
وهو القتل . فاذا يكون الأمر؟ هناك منفعل لك وهو القتيل وأنت القاتل ولكن لم 
تكن تقصده ء هما إذن ‏ أمران : عدم القصد فى ارتكاب القتل الخطا . والأمر 
الثانى هو حدوث القتل . 


يقول التشريع فى هذه المسألة : إن القاتل بدون قصد قد أزهق حياة إنسان » 
وحياة هذا الإنسان ها ارتباطات شتى فى بيثته الإيمانية العامة ء وله ارتباطاته ببيثته 
الأهلية الخاصة كعائلته » العائلة له أو العائل لما أو الاسرة أو الأقرب من الآسرة وهو 
الاصل والفرع ٠‏ فكم دائرة إذن ؟ دائرة إيمانية عامة » ودائرة الأهل فى عمومها 
الواسع » ودائرة الاسرة ٠‏ ودائرة خخصوصيةالاسرة فى الأصل والفرع . وحين تنبى 
حياة إنسان فى البيئة الإيمانية العامة فسوف تتأثر هذه البيئة بنقصان واحد مؤمن 
خاضع لنبج الله ومفيد فى حركته ؛ لأن الدائرة الإيمانية فيها نفع عام . 


فيها كان خاصا بشكل ما وفى الأصل والفرع تدع نيعا كوا وغياسا عهذاً ...يلق 
فهذا القتل يشمل تفزيعا لبيئة عامة ولبيثة أسرة ولبيئة أصل وفرع . 


لكن الدائرة الأهلية يكون فيها نفع خاص قليلا والدائرة الأسرية نجد أن نفعه 


ولذلك أريد أن تلاحظوا فى أحداث الحياة شيئا يمر علينا جميعا » ولعل كثيراً منا 
لا بلتفت إليه ٠‏ مع أنه كثير الحدوث . مثلاً : إذا كنا جالسين فى مجتمع وجاء واحد 
وقال : وفلان مات ». وق هذا المجتمع أناس يعرفونه معرفة عامة . وآخرون 
يعرفونه معرفة نخاصة وهم به صلة » وأناس من أهله ‏ وفيه والد الميت أو ابنه » 
انظروا إلى أثر النعى أو الخبرى وجوه القوم . فكل واحد سينفعل بالقدر الذبى يصله 
وبربطه بمن مات . فواحد يقول : « يرحمه الله » وثانٍ يتساءل بفزع : « كيف حدث 
ذلك » ؟ وثالث يبكى بكاء مرًا » ورابع يبكى جارياً ليرى الميت . الخبر واحد فلاذا 
يتعدد أثر وصدى الانفعالات ٠‏ ولماذا لم يكن الانفعال واحداً ؟ 


نقول : إن الانفعال إنما نشأ قهراأ بعملية لا شعورية عل مقدار نقع الفقيد لمن 
ينفعل لموته + فالذى كان يلتقى به لامأ ويسيراً فى أحايين متباعدة يقول : ورحجمةه 


لعلسلساا ‏ حكببب ‏ ,م هجهل سسسسسشششششة 


وت ١ه‏ الحمح ح 2002240222٠22:‏ 
الله » . والذى كان يجالسه كل عيد يفكر فى ذكرياته معه » وحتى نصل إلى أولاده 
فنجد أن المتخرج الموظف وله أسرة يختلف انفعاله عن الخريج حديثاً أو الذى 
يدرس ء أو البنت الصغيرة التى مازالت تتلقى التعليم , هؤلاء الأولاد يختلف تلقيهم 
للخير بانفعالات شتى . فالابن الذى له أسرة وله سكن يتلقى الخير بانفعال تمتلف عن الابن 
الذى مازال فى الدراسة » وانفعال الابنة التى تزوجت ولا أسرة يختلف عن انفعال الابنة التى 
مازالت لم تمهز بعد . 

إذن فالانفعال يحدث على مقدار النفعية » ولذلك قد نجدها على صديق أكثر مما 
نجدها على شقيق . وقالوا : من أحب إليك:» أخوك أم صديقك ؟. قال : 
النافع . إذن تلقى ير انتهاء الحياة يكون مختلفا » فالحزن عليه والأسف لقراقه إنما 
يكون على قدر إشاعة نفعه فى المجتمع . 

فالذى تجد المجتمع كله هائجا وثائرا وحزينا لفراقه كان نافعاً للمجتمع كله » 
والذى تبكى عليه أسرته فقط نقول : إنه كان على قدر نفعه لأسرته وأولاده » وقد 
يموت واحد ولا يمس أحد أن الكون قد نقص . وهذا هو السيب فى أنهم أرادوا أن 
يجعلوا لكل واحد وطنا . وقالوا : إن أوطان الناس على قدر همتهم . فواحد ليس له 
وطن إلا نفسه فقط ؛ يرى كل شىء لتفسه ولا يرى نفسه لأحد حتى ولو كانوا 
أولاده . 

وهناك واحد يكون وطنه أسرته يعمل على قدر نفعها . وواحد يكون وطنه عائلته 
وقريته . وواحد وطته أمته . وواحد وطنه العالم كله . إذن فمندما يفجع المجتمع فى 
واحد فالهزة تلق على قدر وطنه » وعندما يفاجا الناس بواحد يُقتل عن طريق الخطأ 
فالفاعل معذور . ولكن عذره لم يمنع أن تعدى فعله وأن الآخر قد قتل ؟ . فالأثر قد 
حصل . وتحدث المزة للأقرب له فى الانتفاع ء ولآن القتل خطأ فلن يتم القصاص 
من القاتل » ولكن عليه أن يدفم دية » وهذه الدية توزع على الناس الذين تأثروا 
بفقدان حياته ؛ لأن هناك قاعدة تقول :. د يسط النفع وقبض الضر » . 


إنك ساعة ترى شيئاً سينفعك فإن النفس تنبسط . وعندما ترى شيئاً سيضرك فإن 
النفس تنقبض . وعندما يأى للإنسان خبر موت عزيز عليه فإن نفسه تنقبض ء 
وساعة يأتيه من بعد ذلك خير وهو حصوله على جزه من دية القتيل فالنفس تنبسط ٠‏ 
وبذلك يتم علاج الأثر الحادث عن القتل الخطأ . 





1س 


٠20+‏ 2224000-04 و يحيو نو وله 


والدية بحكم الشرع تأق من العاقلة » وبشرط ألا تؤخذ من الأصول والفروع ‏ 
يفرّعون فلا يجمع عليهم هذا الأمر مع المشاركة فى الدية . كأن التشريع أراد أن 
يعالج الهزة التى صنعها انحراف بعلاج هو وقاية من رد الفعل فيحقق التوازن فى 
المجتمع . فمن يقتل خطأ لا يقتص منه المجتمع ولكن هناك الدية . ومن أجل 
إشاعة المسئولية فالقائل لا يدفعها . ولكن تدفعها العاقلة ؛ لأن العاقلة إذا ما علمت 
أن من يينى من أهلها جناية وأنها ستتحمل معه فإنها تعلّم أفرادها فن صيانة حقوق 
غيرهم ؛ لأن كل واحد منها سيدفع » وبذلك يحدث التوازن فى المجتمع . 


والحق سبحانه وتعالى يعلمنا أن نستبعد أن يقتل مؤمن مؤمناً إلا عن خطأ , 
فلا يستقيم أن يحدث ذلك عمدا فيقول ؛: : :وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطاء 
ومعنى هذا أن مثل هذا القتل لايصح أن يحدث عن قصد ؛ لأن اللحمة ‏ بضم 
اللام - - الإيمانية تمنع هذا . لكن إن حدث هذا فيا العلاج ؟. «وما كان لمؤمن أن 

يقتل مؤمناً إلا خطأ ومن قتل مؤمئاً خطا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله » , 


ولا يذكر سبحانه هنا القصاص . فالقصاص قد تقدم فى سورة البقرة فى قوله 
تعالى : 

ط( حب عي اقصَاصٌ ب لقتل أخخربِآخحرٍ والعبد بالْعبد و11 نق بالأنق كا 

( من الآية 11078 سورة البغرة )» 

والقصاص حق الولى فله أن يعفو أو أن يأخذ الدية » كأن يقول : عفوت عن 
القصاص إلى الدّية . ويجب أن نفرق بين الحد وبين القصاص . فالقصاص حق 
الولى . والحد حق الله . وللولى أن يتنازل فى القصاص . أما الحدود فلا يقدر أحد 
أن يتنازل عنها » لأنها ليست حقاً لأحد ولكنها حق لله . 


إذن فالقتل الخطأ قال فيه : « فتحرير رقبة مؤمنة ه وهنا قد نسأل : وماذا يستفيد 
أهل المجنى عليه بالقتل من تحرير رقبة مؤمئة ؟ . هل يعود ذلك على أهل القتيل ببسط 
فى النفعية ؟. قد لا تفيدهم فى شىء . لكنها تفيد المجتمع ؛ لأن تملوك الرقبة وهو 
العبد أو الآمة هو مملوك لسيده . والسيد يملك حركة العيد . ولكن عندما يكون ٠‏ 





0 شرا لوكا 
٠220+ 22+00 01445‏ 22402 22+24 


العبد حرأ فهو حر الحركة + فحركة العبد مع السيد محدودة ء وفى حريته حركة مفيدة 
و عاج التي مريت من كل شن يرن لاني يق نستي واب 32 
حكوما فى حركته فنقول له :. انطلق فى حركتك لتخدم كل مجتمعك . ويريد 
الحق بذلك أن يفتح مصرفاً لحرية الأرقاء ضمن المصارف الكثيرة التى جعلها الإسلام 
ذلك . 

وبعد هذا القول و ودية مسلمة إلى أهله » لكى تصنع البسط فى نفوس أهله 
ليعقب القبض نتيجة بر القتل . ولذلك نجد أسرة قد فجعت فى أحد أفرادها 
بحادثة وعاشوا الحزن أياماً ثم يأخذون الأوراق ويصرفون بها الدية أو التعويض ٠‏ ما 
يدل على أن فى ذلك شيئاً من السلوى وشيثاً من التعزية وشيئاً من التعويض ء ولو 
كانت المسألة مزهوداً فيها لقالوا : « نحن لا نريد ذلك » ء. ولكن ذلك لا يحدث , 


وبعد ذلك نجد الذى فقد حياة حبيب لايظل فى حالة حزن ليفقد حياة نفسه » 
ففى الواقع يكون الحزن من الحزين على نفسه بمقدار ما فات عليه من نفع عندما قتل 
له القتيل , والحزين إنما حزن لآن القتيل كان يثرى حياته » فليا مات صارت حياة 
النفع منه بلا إثراء . 


ولو رأينا إنساناً يحزن لفقد واحد وقلنا له + احتفظ بجثيانه لمدة أسبوع لترتوي 
من أشواقك إليه » وبعد ذلك تأخذه منك لندفنه أيرضى ؟. لن يرغى أبداً 
بذلك . أو نقول للحزين : ه لن نقدم لك طعاماً لمدة أسبوع لانك فى حالة حزن هنا 
لن يواقق الحزين ء وزوجة الفقيد تذرف عيناها الدمع وتبكى عليه لكنها تأكل 


وتشرب . 


إذن فالمسألة يجب أن تكون واضحة لاستقبال أقضية الحق وهى أقضية لا تنقض 
نواميس الله فى الكون, وبعد ذلك يريد الحق أن يشيع التعاطف بين الناس. فإذا قال أهل 
القتيل لأهل القاتل : نحن لا نريد دية . لأن مصييتكم فى القتيل مثل مصيبتنا 
فيه ٠‏ وكلنا إخوة فيا الذى يجرى فى المجتمع ؟. الذى يحدث من النفع هو أضعاف 
أضعاف ما تؤديه الدية » إذن فهذا تربيب للدية » فساعة يعرف الطفل فى العائلة أنه 





ل الكتاة 


6 22222200 حت وداه 


كان مطلوباً منهم دية لان أباه قد قت ء وعفا أهل القتيل فلم يأخذوا الدّية : هذا الطفل 
سيعرف عندما يُشِبُ ويعقل الأمور أن كل خير عند أسرته ناتج من هذا العفو وهذه العلّة ‏ 
فيحدث الود . 

إذن فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يربب إشاعة المودة والصفاء والنفعية . فإذا 
ما حزن واحد لفقدان إنسان بالقتل الخطأ قد يأخذ الدية فينتفع » وإن لم يأخذها فهو 
ينتفع أكثر ؛ لذلك يقول الحق : «ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقرا» . 


وهذا ما يحدث إذا ما قتل مؤمن مؤمنا خطأ فى بيثة إمانية ء ولكن ما الذى يحدث 
عندما يتم قتل مؤمن لواحد من قوم أعداء والمقتول مؤمن ويعيش بين الكفار ؟ . 
ها نحن أولاء نرى عدالة التشريع الإفى . وحتى نزداد يقينا بأن الله هو رب 
الجميع ؛ لذلك قال الحق : « فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن » أى كان المقتول 
من قوم فى حالة عداء مع المسلمين فهو لا يستحق الدية ؛ لأنه يجيا فى قوم كافرين . 


هكذا نجد التشريع هنا قد شرع لثلاث حالات : شرع لواحد فى البيئة 
الإيمانية » وشرع لواحد مؤمن فى قوم هم أعداء للمؤمنين » وشرع لواحد قد قتل 
وهو من قوم متحالفين مع المسلمين . وكل واحدة لها حكم . والحكم فى حالة إن 
يكون القتيل من قوم بينهم وبين المسلمين عداء وهو مؤمن ٠‏ فتحرير رقبة مؤمنة » وذلك 
للتعويض الإيمانى فينطلق عبد كان حدود الحركة لأنْ هناك مّن ماث وانتهت حركته . 
وق هذا تعويض للمجتمع عندما تشيع حركة العبد . وماذا نفعل فى الدية ؟. 
لا يأخذون الدية ؛ لآن الدية موروثة » وهم من الكفار وليس بين الكفار والمسلمين 
توارث أى فليس هنا دية . 


وعندما ننظر إلى قول الحق : «فإن كان من قوم عدو لكم » نجد أن كلمة 
د عدو» مغفردة فى ذايا , ولكنها تشمل كل القوم . وف اللغة تقول : « هو عدو» 
ود هما عدوه وو هم عدوء وإن تثوعت عداوتهم فهم أعداء » ولكن عندما يتحد 
مصدر العداء فهم عدو واحد . والحق يقول : « فإن كان من قوم عدو لكم وهو 
مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة » ولم يورد سبحانه هنا الدية لأن القوم على عداء للإسلام 
فلا دية لهم ؛ لأنه لا توارث . 





60-09920432293 2  جيججإ‎ ١ ١١ 


ويقول الحق : «وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية ملْمةٌ إلى أهله 
وتحرير رقبة مؤمئة » فإذا أعطى الملمون قوما عهدا من العهود فلا بد من الوفاء . 
هذا الوفاء يقتضى تسليم دية لأهله ؛ لأن هذا احترام للعهد . وإلا فما الفارق بيننا 
وبينهم . . . والدية ‏ كما نعلم ‏ تدفعها العاقلة » ويقول اميق فى بيان حق الله فى أمر " 
القتل خط : «وتحرير رفبة مؤمئة فمن لم بهد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله » 
أى فمن لم يبد الرقبة أو لم يتسع ماله لشرائها فصيام الشهرين بكل أيامهها » 
فلا يفصل بينهما إلا فاصل معذر كأن يكون الغاتل دون قصد ‏ على مرض أو عل 
سفر . وبمجرد أن ينتهى المرض أو السفر فعليه استكيال الصوم . 


وماذا هذا التتابع الحكمى ؟. لان الله سببحانه وتعالى يريد أن يجعل هذه المسألة 
د واب اما حل ل ار أ 101 
توبة من 0 


ولماذا قال الحق : « توبة من الله » ؟. والتوبة ‏ كا نعرف ‏ قد تكون من العبد 
فتقول : « تاب العبد». 


وقد تسند التوبة إلى الحق فيقال : « تاب الله عليه » ومراحل التوبة ثلاث : حبين 
يشرع الله التوبة نقول : تاب الله على العباد فشرع لمم التوية فلا أحد يتوب إلا 
من باطن أن الله شرع التوبة ؛ لأنه لولم يشرع الله التوبة لتراكمت على العباد الذنوب 
والخطايا . 


وتشريع التوبة هو تضييق شديد لنوازع الشر ء » فلولم يشرع الله التوبة لكان كل 

من ارنكب ذنباً يعيث فى الأرض بالفساد . فحين شرع الله التوبة عصم المجتمع من 
الاشرار . فلأنه شرّع التوبة » فهو سبحانه ‏ يتوب-. هذه هى المرحلة الأولى . 
ومادام الله قد شرع التوبة فالمذنب يتوب » هذه هى المرحلة الثانية » وساعة شرع 
الله التوبة ويتوب المذنب فالله يقبل التوبة » هذه هى المرحلة الثالثة . 


وهكذا نرى دقة القرآن حين قال : 





2٠02٠2٠2‏ ص وص ص مص حوص و بزووه 
العم م مداه رم فس ومو #درءة راوع ير 
ْامَتبَ عَم يينوبوا إن طم ولواب الحم * | 
( من الآية ١١4‏ سورة التوبة ) 
وبعد أن يتوبوا فإن الله يقبل التوية عن عباده . 


إذن فالتوبة الأولى من الله تشريع . والتوبة الثانية من الله قبول ء والوسط بينهيا 
هى توبة الإنسان . : 


ويذيل الحق الآية : « توبة من الله وكان الله عليياً حكيياً» فسبحانه يشرع 
التشريع الذى يجعل النفوس تميا ى مُناخ طبيعى وفى تكوينها الطبيعى : فلو تصورنا 
أن إنساناً قد قُتل خطا وتركنا أهل المقتول بلا ترضية فلن يستفيد المجتمع الإيمانى من 
قتله . 


إذن فالعلم من الله بالنفس البشرية جعل من قتل خطاً يُفيد المجتمع الإيمانى 
بتحرير رقبة ء فيزيد المجتمع إنسانا حرا يتحرك حركة إيمانية , لذلك اشترط الحق أن 
تكون الرقبة مؤمنة » حتى نضمن أن تكون الحركة فى الخير. فنحن لا نحرر رقبة 
كافرة ؛ لأن الرقبة الكافرة عندما تكون مملوكة لسيد فشرها محصور. لكن 
لو أطلقناها لكان شرها عاماً . وبعد تحرير الرقبة هناك الدية لننثرها على كل مفزع فى 
منفعته فيمن قتل » ولا نأخذها من أصول القاتل وفروعه » فلا نجمع عليهم 
مصيبتين القتل الذى قام به أصلهم أو فرعهم ؛ لان ذلك لاشك ‏ سيصيبهم 
بالفزع والخوف والاشفاق على من جنى منهم . وأن يشتركوا فى تحمل الدية . وذلك 
العمل نائىء عن حكمة . فإذا كان الذى يضع الأشياء فى موضعها هو خالقها » 
فلن يوجد أفضل من ذلك لتستقيم الأمور . 


وق المجال البشرى نجد أن أى آلة من الآلات عل سبيل المثال - مكونة من 
خمسين قطعة . وكل قطعة ترتبط بالأخرى بمسامير أو غير ذلك . ومادامت كل قطعة 
فى مكانها فالآلة تسير سيرا حسنا » أما إذا توقفت الآلة فإننا نستدعى المهندس ليضع 
كل قطعة فى مكانها ء وكل شىء حين يكون فى موضعه فالآلة تمثى باستقامة . وكل 
حركة فى الوجود مبنية على الحكمة لا ينشأ فيها فساد ؛ فالفساد إنما ينشآ من حركات 





1 


1 


الكت 
١ ١ ١‏ إحهحح 2409246003099٠2‏ 


تحدث بدون أن تكون على حكمة . والحكمة مقولة بالتشكيك . فهناك حكيم وهناك 


أحكم . وقدياً ‏ على سبيل المثال ‏ كنا نرى الاسلاك الكهربائية دون عوازل فكان 
يحدث منها وماس » كهربائثى ٠‏ وعدا كفنا الدرازد استخدمناها وعدلنا من تصنيعنا 
للأشياء . وكنا نجد الأسلاك فى السيارة ‏ مثل ذات لون وحجم واحد » فكان 
يحدث الارتباك عند الإصلاح ٠‏ لكن عندما تمت صناعة كل سلك بلون معين . 
فسهل هذا عملية الإصلاح . 


فالحكمة هى وضع الشىء فى موضعه . فيا بالنا حين يكون من يضع الثىء فى 
موضعه هو خالقنا ؟ لن نجد أفضل ولا احسن من ذلك . 


فإذا ما رأينا خللاً فى مجتمع فلنعلم أن هناك شيئاً قد ناقض حكمة الله . وعندما 
نبحث عن العطب سوف نجده » تماماً مثلما تبحث عن العطب فى أى آلة وتاق لما 
بالمهندس الذى يصلحها . ويجب أن نرده إلى من خلق المجتمع » ونبحث عن علاج 
الخلل بحكم من أحكام الله . ولذلك أرشدنا الحق إلى أننا إن اختلفنا فى شىء فلترده 
إلى الله وإلى الرسول حتى لا نظل فى تعب . 


وبعد ذلك يتكلم الحق عن القتل العمد » وقد يقول قائل : أما كان يجب أن 
يحدثنا الله عن القتل العمد أولاً ؟ ونقول : الحق لو تكلم عن القتل العمد أولاً لكان 
ذلك موحياً أنه يحدث أولاً . ولكن الحق يوضح : لا يصح أن تأى هذه على خيال 
المؤمن . 


ويسأل سائل : لماذا لم يقل الحق : « وما كان لمسلم » . ونقول : يجب أن نلتبه 
إلى أن الحق نادى المؤمن لآن الإيمان عمل قلبى ٠‏ وهذا كان النداء للمؤمنين ولم يكن 
النداء للمسلمين ؛ لأن الإسلام أمر ظاهرى » فقد يقتل إنسان يتظاهر بالإسلام 
إنساناً مؤمناً . هذا نادى الحق بالنداء الذى يشمل المظهر والجوهر وهو الإيمان . 


وحين يشرع الحق فلا بد أن يأتى بالجزاء والعقاب للذى يقتل عمداً . وهو 
يقول : 





حج +6 002009403900200 2105141402229 


ره ار 


/ 4 وَمَن يقت ز 1 200 ا 
جَمَتْرَحَئدا ها وِسبت ج أنه عَبَيهِ 
وَلْمَنَهُم اَعَد 2 2 56 يجا 4ه 


والقتل هنا لمؤمن بعمد . فالأمر إذن مختلف عن القتل الخطأ الذى لا يدرى به 
القاتل إلا بعد أن يقع . وجزاء القاتل عمداً لمؤمن هو جهنم . وليس له كفارة أبدأ . 
هكذا يبشع الحق لنا جريمة القتل العمد . لأن التعمد يعنى أن الفاتل قد عاش فى 
فكرة أن يقتل » ولذلك يقال فى القانون « قتل عمد مع سبق الإصرار » . أى أن 
القاتل قد عاش القتل فى تخيله ثم فعله . وكان المفروض فى الفترة التى يرتب فيها 
القتل أن يراجعه وازعه الدينى . وهذا يعنى أن الله قد غاب عن باله مدة التحضير 
للنجره ةا رملداع افد حققل ذلك الهو قا ااي عن لذ فلو جاء الله فى باله لتراجع ٠‏ 
ومادام الإنسان قد غاب باله عن الله قالله يغيبه عن رحمته . 


« ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهئم خالداً فيها » وقالوا فى سبب هذه الآية : 
إن واحداً اسمه فيس بن ضبابة كان له أخ اسمه هشام ٠‏ فوجد أخاه مقتولاً فى بنى 
النجار 0 وهم قوم من الانصار بالمديئة . فليا وجد هشامًا قتيلا ذهب وفيس إلى سيدثا 
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخيره با خبر » فأرسل معه رجلا من بنى فهر وكتب 
إليهم أن يدفعوا إلى مِفْيّس قاتل أخيه . فقال بنو النجار والله ما نعلم له قائلا » 
ولكتنا نؤدى الدية فاعطوه مالة من الابل قم انصرفا رتبجمون إل المدينة فندا يفيس 
.عل الفهرى فقتله بأخيه وأخذ الإبل وانصرف إلى مكة مرتدًا وجعل ينشد : 


قتلت به فهراً وحملت عقله سراة ببتى النجار أرباب فارع 
حللت به وترى وأدركت ثورق وكنت إلى الأوثان أول راجع 


فليا بلغ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أهدر دمه . ومعنى « أهدر 
دمه » أباح دمه » أى أن من يقتله لا عقاب عليه » إلى أن جاء يوم الفتح فوجد 





شو الوكلا 
ه١٠٠‏ حمصمو حمق قمصح وت حمصه 


« مقيس » متعلقاً باستار الكعبة ليحتمى بهاء فأمر رسول الله صل الله عيه وسلم 
بقتله » « ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه 
وأعد له عذاباً عظيياً» , 


وهنا نجد أكثر من مرحلة فى العذاب : جزاء جهنم , لود فى النار» صن ف 
الم لعنة من الله » إعداد من الله لعذاب عظيم . فكأن جهنم ليست كل 
العذاب ؛ ففيه عذاب وفيه خلود فى النار وفيه غضب وفيه لعنة ثم إعداد لعذاب 
عظيم . وهذا ما نستعيل يلله عنه . فبعضنا يتصور أن العذاب هو جهنم فحسب » 
وقد يغفل بعض عن أن هناك ألوانا متعددة من العذاب . وى الحياة نرى إنساناً يتم 
الحبس عرفنا أن فيه ماهو أشر من الحبس . 


وهنا وققة وقف العلماء فيها : هل لهذا القاتل توبة ؟ واختلف العلياء فى ذلك . 
فعالم يقول : لا توبة لخل هذا القاتل . وعالم آخر قال : لاء هناك توبة . وجاء 
سيدنا ابن العباس وجلس فى جماعة وجاء واحد وسأله : اللقاتل عمداً توبة ؟ قال 
ابن العباس : لا . وبعد ذلك بمدة جاء واحد وسأل ابن العباس : أللقاتل عمداً 
توبة ؟ فقال ابن العباس : نعم . فقال جلساؤه : كيف تقول ذلك وقد سبق أن قلت 
لا واليوم تقول نعم . 


قال ابن العباس : سائل أولاً كان يريد أن يقتل عمداً . أما سائلى ثانياً فققد قتل 
بالفعل ء فالأول أرهيته والثانى لم أقنطه من رحمة ربه . 


وكيف فرق ابن العباس بين الحالتين ؟ إنها الفطئة الإيمانية والبصيرة التى يبسطها 
الله على المفتى . فساعة يوجد التبى صل الله عليه وسلم فى صحابته يسأله واحد 
قائلا : « أى الإسلام خير» ؟ فيقول صلوات الله وسلامه عليه : < تطعم الطعام 
وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف 6<“ ويسأله آخر فيجيبه بقوله : « منٍ 
سلم المسلمون من لسانه ويده » وهكذا كان عليه الصلاة والسلام يجيب كل سائل بمأ 


)١(‏ ريواء ملم. 





1-1012 22243222242 


يراه أصلح لحاله أو حال المستمع » ويجيب كل جماعة بما هو أنفع لهم . . ويسأله 
عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه : أى الأعبال أفضل ؟ فيقول صلوات الله وسلامه 


عليه : « الصلاة على ميقاتها . قلت : ثم ماذا يا رسول الله ؟ قال : أن يسلم الناس 
من لسانك ه(© , 


ونعرف أن آية القتل العمد تتطلب المزيد من التفكر حول نصها « فجزاؤه جهنم 
خالداً فيها» . وهل الخلود هو المكث طويلا أو عل طريقة التأبيد . . بمعنى أن زمن 
الخلود لا ينتهى ؟ ولو أن زمن الخلود لا ينتهى لما وصف اق المكث فى النار مرة 
بقوله : 
ط( عَندينَيا » 
( من الآية هم سورة آل عمران ) 
ومرة أخرى بقوله : 
2 2س ب اسك 
طِعَدِنَ نيا أبْدا)» 
1 ( من الآبة ١19‏ سورة النساء ) 


هذا القول يدل على أن لفظ التأبيد فى « أبدأ » فيه ملحظ يزيد على معنى الخلود 
دون تأبيد . وإذا اتحد القولان فى أن الخلود على إطلاقه يفيد التابيد » وأن ه خالدين 
فيها أبدا » تفيد التأبيد أيضا . فمعنى ذلك أن اللفظ « أبدا » لم يأت بشىء زائد . 
والقرآن كلام الله » وكلام الله منزه عن العبث أو التكرار . إذن لا بد من وقفة تفيدنا 
أن المخلود هو المكث طويلا . وأن الخلود أبداً هو المكث طويلاً طولاٌ لا يتتهى ٠‏ وعل 
ذلك يكون لنا فهم . فكل لفظ من القرآن ممكم وله معنى . ثم إن كلمة « « خالدين ٠»‏ 
حين وردت فى القرآن فإننا نجد الحق سبحانه وتعالى يقول فى 5 رن 

0 46 )1 3 م.م #سم ىن اد 

و 0 بإذنهء ف عو سيد و انا ين فو 


6 مر م م واه اس عم 


و كر فيبا رفير وشيق هيل © للدي فيبا مادامت ات وَالرضُ ِلَّاما 
شآ رَبك بنرك مَلُ ريد جه 4 


, رواء الطيرالن‎ )١١( 


(سورة هود) 





ا 
ى ١١٠احمححوحصححهون ‏ حو حصو صوص هه 
فكأن الحق سبحانه وتعالى استكنى من الخلود « إلا ماشاء ريك » . والاسطناء | 
لا بد له من زمن . فلا ناخط الخلود بمعنى التأبيد . ولكن الخلود هو زمن طويل ‏ 
وكذلك يقول فى لود الجنة : 
9 فين مراتي كه عدون بياناهنب) لسمدئوات وَالْأرْضٌ إلَاما .* 
شناءر 2 كَ عطاء غير مدرو 4 
(متوزة :هود) 
وقوله الحق : « إلا ماشاء ربك » تفيد أن الخلود عندهم ينتهى . ماذام هناك 
اسشناء ؛ فالاسئناء لا بد له من زمن . والزمن مستثنى من الخخلود وعلى ذلك 
لا يكون الخلود تأبيدياً 5 


وعلينا أن نتناول الآيات ببذه الروح » وفى هذه المسألة نجد وقفة لعالم من أعلام 
العقائد فى العصر العبابى هو عمرو بن عبيد » وكان عمرو من العلياء الذين اشتهر 
بالمحافظة على كرامة العلم وعزة العلياء لدرجة أن خليفة ذلك الزمان قال عنه وسط 
يعض المتتسبين إلى العلم : « كلهم طالب صيد. إلا عمروبن عبيد » وقد كانت 
منزلته العلمية عالية ونفسه ذات عزة إيمانية تعلو على صغائر الحياة . وكان عمرو بن 
عبيد دقيق الرأى . ويحكى عنه فيس بن أنس هذه الحكاية : كنت ى مجلس 
عمرو بن عبيد فإذا بعمرو بن عبيد يقول: « يؤتى بى يوم القيامة فيقال لى: لم قلت بأن 
قاتل العمد لا تود بة له . قال:فقرأت الآية : « فجزاؤه جهنم خالدا فيها » وكان يجب 
أن يلتفت عمرو بن عبيد إلى أن الإلهام الذى جاءه أو الرؤيا التى أراها له الله بأنه 
سوف يوق به يوم القيامة ليسأل لماذا أفتى بألا توية لقاتل العمد ء كان يجب أن يلتفت 
إلى أن ذلك يتضمن أن لقائل العمد توبة ؛ لأن سؤاله عن ذلك يوم القيامة يشير إلى عتاب 
فى ذلك . 


نقول ذلك لنعرف أن الحق سبحانه وتعالى جعل فوق كل ذى علم علها . . ولكن 
عمرا ذكر ماجاء فى قول الحق : « فجزاؤه جهنم خالداً فيها» . وقال قيس بن 
أنس : وكنت أصغر الجالسين منناً ٠‏ فقلت له : لو كنت معك. لقلت كنا فلت : 
د فجزاؤه جهنم خالداً فيها» وقلت أيضاً : 


224292022232 بحومحصحجحج لوو ىم 
«! إن الله لا يغفر أن شرل بدء وَيَغفرْمَادُونَ ذلك لمن ينآ » 
(من الآية 44 سورة النساء ) 
قال قسن :قرا بمارة عل هرون عيك اماقلت ٠‏ وففق ذلك موافقة 
عمرو بن عبيد . 1 


ماذا تفيد هذه ؟ . تفيد ألا نأخذ كلمة « خالدين فيها » بمعنى التأبيد الذى لا نهاية 
له ؛ لأن الله قد استثنى من الخلود فى آية أخرى . 


وحن ميطقه وتغلل مذ .الا طريع .سكم انقل العدةبواففل انقن . ,دق بحث 
العلياء ووجدوا أن هناك قتلا اسمه « شبه العمد » أى أنه لا عمد ولا خطا » كان 
يأق إنسان إنساتاً آخر ويضربه بآلة لا تقتل عادة فيموت مقتولاً » وهنا يكون العمد 
موجوداً » فالضارب يضرب . ويمسك بآلة ويضرب بها ء وصادف أن تقتل الآلة التى 
لا تقتل غالبا » وقال العلياء : القتل معه لا به . فلا قصاص . ولكن فيه دية . 


وأراد الحق سبحانه وتعالى أن يوضح : : بعد ما حدث وحدئتكم عن القثل بكل 
صوره وألوانه سواء أكان القتل مباحا كقتل المسلمين الكافرين فى الحرب بينهها » م 
القتل العمد . أم القتل الخطأ. أم القتل شبه العمد. لذلك ينبهنا : 
يب أن تمخاطوا.فى هله المساكة احتياطاً تتبينوا أبن تقع سيوفكم من رقاب 
إخوانكم ع فيقول : 


82 ينايب دح موادا سرف مي لاله 
0 ولالهوا أَلِمَنَ أَلْوّه إل 0 اتياكم 
1 7 اَمو سم رت عَرَصَت 1 0 


5-9 م 


لديا مين ألو كانه مكدر كلك 





مامكا 
42424 +090222 وج 


2 ص 


عا ان سف و مر 2 
كنتم ين مبْلّ فمرى اللّهُ ع 

7000 ّ -ه و سك سر 
ا اكه ند م رت بِمَا تعملورت 


4 © 5 


فيأيها المؤمنون حين تضربون فى سبيل الله فتبينوا وتثبتوا ويك أو 
رماحكم أو سهامكم إلا بعد أن تتثبتوا : « ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلاء لست 
ع ايد ع عو اسه ع وان ل اه 
عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا» 


إذن فهذه آية تجمع بين كل المعاق . ففيها الحكم وحيثيته والمراد منه ٠‏ وسبحانه 
يبدأها بقوله : ويا أبها الذين آمنوا » . والخطاب الإيمانى حيثية الالتزام بالحكم » 
فلم يقل : ويا أيها الناس إذا ضربتم فتبينوا » . ولكنه قال : ويا أيها الذين آمنوا إذا 
خربتم فى سبيل الله فتبينوا » فهو يطلب المؤمنين به بحكم لأنهم آمنوا به إها , 
وماداموا قد آمنوا فعليهم اتباع ما يطلبه الله . فحيثية كل حكم من الأحكام أن 
المؤمن قد آمن يمن أصدر الحكم . فإياك أيها المؤمن أن تقول : دما العلة » أو 
ما الحكمة » وذلك حتى لا تدخل نفسك فى متاهة . ولا نزال نكرر هذه المسألة » 
لان هذه المسألة تطفو فى أذهان الناس كثيراً ؛ ويسأل بعضهم عن حكمة كل شثىء » 
ولذلك نقول : الثىء إذا عرفت حكمته صرت إلى الحكمة لا إلى الآمر بالحكم . 


ونرى الآن المسرفين على أنفسهم الذين لا يؤمنون بإله ‏ أو يؤمنون بالله ولكتهم 
ارتكبوا الكبائر من شهادة زور . إلى رباء إلى شرب خمرء وعندما يحلل الأطباء 
للكشف عن كبد. شارب الخمر ‏ على سبيل المثال ‏ نجذه قد تليف . وأن أى جرعة 
خمر ستسبب الوفاة . هنا يمتنع عن شرب الخمر.لماذا امتنع ؟ , لأنه عرف الحكمة . 
وقد يكون قائلها له محوسياً » فهل كان امتناعه عن الحكم تنفيذاً لأمر إفى ؟ . 0 
ولكن المؤمن يمتنع عن الخمر لأنها حرمت بحكم من الله والمؤمن ينفذ كل الاحكام 
حتى فى الأشياء غير الضارة . فمن الذى قال : إن الله لا يحرم إلا الشبىء الضار ؟ إنه 





اكيز 
جوج >جت +0 20+ 2260959-04 5ه 


قد يحرم أمراً تاديياً للإنسان . ونضرب هذا المثل ‏ ولله المثل الأعلى ‏ نجد الزوج 
يقول لزوجه : إياك أن تعطى ابننا بعضاً من الحلوى التى أحضرتبا. هو يحرم على ابنه 
الحلوى لالانها ضارة ٠»‏ ولكنه يريد تأديب الابن والتزامه . 
والحق يقول : 
*( ملم من ان هاوأ ونا ملم بت أت كم » 
( من الآية ١1١‏ سورة النساء ) 
فالذى يذهب إلى تنفيذ حكم الله إتما يذهب إليه لأن الله قد قاله » لا لآن حكمة 
الحكم مفيدة له ع فلو ذهب إنسان إلى الحكم من أجل فائدته أو ضرره فإن الإويمان 
يكون ناقصاً » والله يدير فى كثير من الأوقات حكمته فى الأحكام حتى يرى الإنسان 
وجهاً من الوجوه اللا نهائية الحكمة الله التى خفيت عليه » فيقول الإنسان : أنا كنت 
أقف فى حكمة كذاء ثم بينت لى الأحداث والأيام صدق الله فيا قال . وهذا يشجع 


والحق يقول : ديا أيها الذين آمنوا » والإيمان هو الحيثية » يامن آمنث ب إِغاً 
قاذرة حكييا . . اسمع منى ما أريده منك ؛ ويا أببا الذين آمئوا إذا ضربتم فى سبيل 

الله » والضرب 00 بومسرادد يع عو بيو حم موي . وقوله : 
(عن الآية ٠١١‏ سورة النساء ) 
معناها أن الحياة كلها حركة وانفعال » وماذا الضرب فى الأرفضى ؟ . لأن الله أودع 
فيها كل أقوات الخلق . فحين يحبون أن يُخرجوا خيراتها ؛ يقومون بحرثها حتى 
يهيجوها . ويرموا البذور » وبعد ذلك الرَّى . ومن بعد ذلك تخرج الثمارء وهذه 
هى عملية إثارة الارض . إذن كل حركة تحتاج إلى شدة ومكافحة . والحق يقول : 

كن 2# - مه شقثم وما 4 
غٍُ وكا نحروت يخيربون فى ا لأرض ينتهون من قَضْلٍ الله 4 

(من الآية ٠١‏ سورة المزمل ) 
ومادامت المسألة ضرباً فى الارض فهى تحتاج إلى عزم من الإنسان وإلى قوة . 





الكت | 
0ه ١222+:‏ حوبوححصوحه 
ولذلك يقال : الأرض تحب من بهينها بالعزق والحرث . وكليا اشتدت حركة الإنسان 
ق الأرض أخرجت له خيراً . والضرب فى سبيل الله هو الجهاد . أو لإعداد مقومات 
الجهاد . والحق سبحانه يقول لنا : 


66 وعم 2خ 2 2 » #خة 
ف وأعدو أ لهم ماأستطعم من قورة )8 
( من الآية 7١‏ سورة الأنفال ) 
0 هو أمر يسبق المعارك , 0 يتم الإعداد ؟. 


أن نقوم بإعداد الأجسام . وا الأجسام تحتاج إلى مقومات الحياة . وأن نقوم بإعداد 
العدد . والعدد تمتاج إلى بحث فى عناصر الأرض . وبحث فى الصناعات المختلفة 
لنختار الأافضل منها . وكل عمليات الإعداد تطلب من الإنسان الببحث والصنعة , 
ولذلك يقال فى الآثر الصالح : 

إن السهم الواحد فى سبيل الله يغفر الله به لأربعة » . 

اذا ؟ . لان هناك إنساناً قام بقطع الخشب الذى يتم منه صناعة السهم وصقله » 
وهناك إنسان وضع للسهم الريش حتى يطيره إلى الأمام . وهناك واضع النبل 5 
وهناك من يرمى السهم بالقوس . 


والحق يريد منا أن نكون أقوياء حتى يكون الضرب منا قوياً » فيقول : « إذا 
ضربتم فى سبيل الله فتبينوا » ونعرف أن الضرب فى سبيل الله لا يكون فى ساعة 
الجهاد فقط » ولكن فى كل أحوال الحياة ؛ لأن كل مالا يتم الواجب إلا به فهو 
واجب . ود تبينوا » تعنى ألا تأخذوا الأمور بظواهرها فلا تمضوا أمرأً أو تعملوا عملا 
إلا إذا تثبتم وتاكدتم حتى لايصيب المؤمنون قوماً بظلم . 


وهذا الآمر قصة . كان هناك رجل اسمه « حلم ب بن جَثّامة » ء وكان بينه وبين 
آخخر اسمه د عامر بن الأضبط الاشتجعى » إحن 3 لاسر عه عيقية ٠‏ 
كان « محلم » فى سرية ء وهى بعض من الجند المحدود العدد وصادف « عامراً 
الأشجعى ٠» ٠‏ وكان و عامر» قد أسلم لذلك ألفى السلام إلى « « محلم » فقال 
« محلم » : إن عامراً قد أسلم ليهرب منى . وقتل محلم عامراً . وذهب إلى رسول الله 





اليكل 
224224002302024 إأوووه 


صل الله عليه وسلم ٠‏ وسأله الرسول : وماذا لم تتبين ؟. ألم يلق إليك السلام » 
فكيف تقول إلّه يقول : السلام عليكم » لينقذ نفسه من القتل ؟ 


فقال دحلم » : استغفر لى يارسول الله . 


وإذا ما قال أحد لرسول الله : استغفر لى يا رسول الله .. فرسول الله ببصيرته 

الإيمانية يعرف على الفور حال طالب الاستخفار , فإن قال رسول انتمهم غغر الله لك » 

أرما اه ارا 17 لعل ايبول لق .<< ترف رعاقي:: اداو نه 

مذنب . ولأن بين « محلم » ود عامر» إحنا وعداوات قال رسول الله صل الله عليه 

وصلم للظلة : «لاغفر الله لك» ؛ لآن الرسول صل الله عليه وسلم علم أن 
الإحنّ والبغضاء. هى التى جعلته لا يدقق فى أمر وعامر» . 


وقال الرواة : ومات محلم بعد سبعة أيام من هذه الحادثة . ودفنوه فلفظته 
الأرض . فجاعوا إلى النبى صل الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فقال : ( إن الارض 
تقبل من هو شر من صاحبكم ولكن الله أراد أن يعظكم . ثم طرحوه بين صدقى 
جبل وألقوا عليه الحجارة )230 , 


وعندما كانت تأ آية مخالفة لنواميس الدنيا المفهومة للناس فالنبى يريد ألا يفحن 

الناس فق هذه الآيات » ومثال ذلك عندما مات إبراهيم ابن النبى . . انكسفت 
الشمس . . وقال الناس : انكسفت الشمس من أجل ابن رسول الله . ولكن لآن 
الاقة مسالة خقااد :فته وضسها رسول انها صل الف عليه وسلم كنا ينا فى اديت 
الشريف : 


عن المغيرة بن شعبة قال : كسفت الشمس عل عهد رسول الله صلى الله عليه 
وسلم يوم مات إبراهيم » فقال الناس : كسفت الشمس لموت إبراهيم » فقال 
رسول الله صل الله عليه وسلم : « إن الشمس والقمر لا يتكسفان لموت أحد 
ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله»29 , 


. تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير‎ )١( 
. رواء البخارى‎ )١( 








2ح ١ه‏ 09202-0252+221 0069222402902 0)غذ 


لقد قالوا ذلك تكريماً لرسول الله وابنه إبراهيم » ولكن الرسول يريد أن يصحح 
للناس مفاهيمهم وعقائدهم . وكذلك عندما لفظت الأرض و محلم » حتى لا يفن 
أحد ولا يقولن أحد.إن كل من لا تلفظه الأرض هو حسن العمل . فهناك كفار 
كثيرون قد دفنوا ولم يلفظوا . لذلك قال رسول الله : إن الأرض قبلت من هو شر من 
د محلم : ولكن الله أراد أن يعظ الناس حتى لا يعودوا لمثلها . ولولم يقل ذلك ٠‏ فياذا 
كان يحدث ؟. قد تحدث هزة قليلة فى جرئية ولظن الناس وقالوا : إن كل من لم 
تلفظه الأرض فهو حسن العمل . ولكان أبوجهل فى حال لا باس به ء وكذلك 
الوليد بن المغيرة . لكن الرسول صل الله عليه وسلم يضع مثل هذه الأمور فى 
وضعها الصحيح ؛ لذلك قال : إن الأرض تقبل من هو شر من « محلم » ٠‏ ولكن 
الله أراد أن يعظ القوم ألا يعودوا(9 , 


« ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولو لمن ألقى إليكم 
السلام لست مؤمنا» . 


وعلى ذكر ذلك قال لى أخ كريم : كنت أسمع إحدي الإذاعات وأخطاوا وقالوا ( فتثبتوا ) 
بدل من ( فتبينوا ) فى قوله ال حق : 

«إ إن جا قا فسن يا ينوا # 

(من الآية ١‏ سورة الحجرات ) 

وأقول : هذه قراءة من القراءات . والمعانى دائيا ملتقية » ف ١‏ تبين » معناها 
« طلب البيان ليتثبت » . ونعرف أن القرآن قد نزل على سبعة أحرف . وكتابة 
القرآن كانت بغير نقط وبغير شكل . وهذا حال غير حالنا ؛) حيث نجد الحروف قد 
لم تشكيلها بالفتحة' والضمة والكسرة . 

ونحن نعرف أن هناك حروفاً مشتبهة الصورة . ف «الياء » تتشابه مع كل من : 
« الياء », وال دنون » وال د تاء» وال ؤثاء». ولم تكن هذه النقط موجودة ء ولم تكن 
هذه العلامات موجودة قبل الحجاج الثقفى . وكانوا يف رأون من ملكة العربية ومن 


. رواء أحد وابن جرير‎ )١( 





هل الكئ 
وت جح 001002240092022 ا 

تلقين وانباع للوحى » ولذلك : «١‏ فتبينوا » من تتكون ؟ تتكون من : ال د فاء» وم 
يحدث فيها خلاف . وال«تاء» وبقية الحروف هى الوباء: والدياء» 
وال د نون » . 

وكل واحدة من هذه الأحرف تضلح أن تجعلها « تثبتوا » بوضع النقاط أو تجعلها 
« تبينوا »» إنه خلاف فى النقط . ولو حذفنا النقط لقرأناها على أكثر من صورة » 
والذى نتبعه فى ذلك هو ما ورد عن الوحى الذى نزل على رسول الله صلى الله عليه 


وسلم .. 


ولذلك عندما جاءوا بشخص لم يكن يحفظ القرآن وأحضروا له مصحفاً ليقرأ 
ها فيه فقال : ( صنعة الله ومن أحسن من الله صلعة ) . 


وم يحدث خلاف فى ال و صاد » ولكن حدث خلاف 3 ال دباء » فهى صالحة 
لتكون باءً أو نونًا » وكذلك ١‏ الغين » يمكن أن تكون «عينا » وقراءة هذه الآية فى 
قراءة وحفص 6: 8 

0 00 ممع عمو 
صم لَه ومن أخسن من اله صب # 
رمن الأية ١*4‏ سورة البقرة ) 

وعندما قرأها الإنسان الذى لا يجيد حقظ القرآن قال : ( صنعة الله ومن أحسن 

من الله صنعة ) . والمعنى واحد . 


ولكن قراءة القرآن توقيفية . واتباع للوحى الذى نزل به جبريل عليه السلام - 
من عند الله على رسوله ‏ صل الله عليه وسلم ‏ ولا يصح لاحد أن يقرا القرآن 
حسب ما يراه وإن كانت صورة الكلمة تقبل ذلك وتنسع له ولا تمنعه . ولذا قالوا : 
أن للقراءة الصحيحة أركانا هى : 
؟- أن تكون موافقة لوجه من وجوه اللغة العربية . 
؟ - أن تكون موافقة لرسم أحد المصاحف العثمانية . 
أن يصح إسنادها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ بطريق يقينى متواتر 
لايحتمل الشك . 





جور البككاة 
١20-222:‏ 2400 حم جمهحهحه 
وهذه الضوابط نظمها صاحب طيبة النشر فقال : 
وكل ماوافق وجه نحو وكان للرسم احتالا يحوى 
وصح إسنادا هو القرآن فهذه الثلاثة الأركان 
وقوله تعالى : 
نا عو 107 ام م 004 
«9 تَلَ عَذّانَ أصيب يده من أسَآه)ه 
(من الآية 161 صورة الأعراف ) 
هذه هى قراءة « حفص »؛ وقرأ الحسن : ( قال عذاى أصيب به من أساء ) . 
صحيح أن كلمة « أساء » وهى من الإساءة فيها ملحظ آخر للمعنى ‏ لكن 
القراءة الأخرى ل تبعد بالمعنى . وعلى ذلك فكلمة ٠‏ فتبينوا » قرا مرة ‏ فتثبتوا » ومرة 
تقرأ « فتبينوا » . سواء فى هذه الآية التى نحن بصددها , أو فى الآية التى يقول فيها 
الحق : 
إن جا ؤ ميب ثرا 4 
(من الآية ١‏ سورة الحجرات ) 
وة التبين » القصد منه التنبت . والتيين يقتضى الذكاء والفطنة فيرى ملامح إيمان 
من ألقى إليه بالسلام : 
مص مير #و مس قوم سم اررى ومس 
#ولا تقوو لمن ألو إلبَكر سكم » 
0 (من الآية 44 سورة النساء)» 
فالمسلم يجب أن يفطن كيلا يأخذ إنساناً بالشبهات . ولذلك نجد النبى يحزم 
الأمر مع أسامة بن زيد الذى قتل واحدا بعد أن أعلن هذا الواحد إسلامه :لفان له 
النبى صلى الله عليه وسلم : ( فكيف بلا إله إلا الله . هل شققت عن قليه ) ؟ 
ويقول أسامة للرسول : لقد قال الشهادة ليحمى نفسه من الموت ٠وتكون‏ 
الإجابة : هل شققت قلبه فعرفت . فكيف بلا إله إلا الله ؟! فلقول:« لاإله إلا ال » 
الما 1 


جل ل ب للبببلريلسسسشسسشششششية 


: خالا : 


2 0+ 225600-04-25 أزوره 


وقد روى أن الذى نزلت فيه: هذه الآية هو محلم بن جثامة » وقال بعضهم : 
أسامة بن زيد » وقيل غير ذلك . عن ابن عباس رضى الله عنما « ولا تقولوا لمن ألقى ‏ ' 
إليكم السلام لست مؤمنا» وقال : كان رجل فى غنيمة له فلحقه المسلمون فقال : 
السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته ٠‏ فأنزل الله فى ذلك : « ولا تقولوا لمن ألقى 
إليكم السلام لست مؤمنا ,(0) , 


وأهل العلم بالله يقولون : نجاة ألف كافر خير من قتل مؤمن واحد بغير حق . 


وجاء فى بعض الروايات الأخرى أنه المقذاد . وذلك فيها رواه البزار بسنده عن 
ابن عباس رمى الله عنها قال : بعث رسول الله صل الله عليه وسلم سرية فيها 
المقداد بن الأسود فلم أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقى رجل له مال كثير لم يبرح » 
فقال أشهد أن لا إله إلا الله ء وأهوى إليه المقداد فقتله فقال له رجل من أصحابه : 
أقتلت رجلا شهد أن لا إله إلا الله ؟ والله لاذكرن ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم » 
فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله : إن رجلا شهد أن 
لا إله إلا الله فقتله المقداد فقال ؛ ادعوا لى المقداد . يا مقداد أقتلت رجلا يقول : 
لا إله إلا الله ؟ فكيف لك بلا إله إلا الله غدا ؟ قال : فأنزل الله « ياأيها الذين آمنوا 
إذا ضربتم فى سبيل الله ,29 , 


و ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم 
السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا» ود ألقى إليكم السلام » يعنى جاءكم 
مستسلما » أو قال تحية المسلمين . وليس من حق أحد أن يلقى الاتهام بعدم الإيمان 


على من جاء مسلا ٠‏ أو يقول بتحية الإسلام . 


وكلمة « عرض » إذا ما سمعناها . فلنعلم أنها فى المعني اللغوى : كل ما يعرض 
ويزول وليس له دوام أو استقرارأو ثيات 1 ونحن البشر أعراض ؛ لأنه ليس لنا دوام 
أبدأ » ويقال : إن الإنسان عرض إذا ما قاس الواحد منا نفسه بالنسبة للكون ؛ لآن 





. روا البخارى‎ )١( 
(؟) رواء البزار.‎ 


ب7اسسسييييبب ب بييب .ييح | يبسح 


مزالكنة 
0-9-9 -2)0002222392-094-0-9 1 


الكون لا يتم بناؤه على الإنسان ؛ فالكون كله الذى نراه هو عرض وسيأق يوم 
ويزول . 

والعرض بالنسبة للإنسان أن الواحد منا قد يرى نفسه صحيحاً أو سفييا. هنا 
تكون الصحة عرضا وكذلك المرض . وكذلك السمنة والنحافة . ولون البشرة إذا 
ما لوحته الشمس قد يتغيرمن أبيض إلى أسمر . وكذلك الغنى والفقر . وكل شىء 
يمكن أن يذهب فى الإنسان ويجىء هو عرض بالنسبة للإنسان » ويكون الإنسان 
جوهراً بالنسبة له . فإذا قسنا الإنسان بالتسبة إلى ثابت عنه . فالإنسان عرض » 
فهذا أمر نسبى . ولا فكل شىء عرض ٠‏ وكل شىء زائل « ويبقى وجه ربك 
ذو الجلال والإكرام » . 


د ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا» . 
وعرض الحياة الدنيا هنا هو أن يطمع القائل فيا يملكه الذى يلقى السلام » وقد 
يكون عرضن الحياة الدنيا ‏ هنا هو كبرياء نفس الإنان عندما ينتقم من إنسان بينه 
وبينه إحن أو بغضاء . 


وعندما نجد كلمة ه عرض » وهذا العرض فى «٠‏ الخحياة الدنيا » نفهم ‏ إذن ‏ أنه 
عرض فبا لا قيمة له . ولذلك نجد الشاعر يعبر عن مشاعر الإنسان حينا يحزن 
لفقدان شىء كان عندهء وينسى الإنسان أنه هو شخضياً معرض للموت ٠‏ أى 
للذهاب عن الدنيا فيقول : 
تفيق “الكق املك الأثبيلكه ذافية 
فكيف آمسى على شىء لما ذهبا 
وكذلك عرض الحياة الدنيا . ونفهم كلمة « دنيا : على أساس الاشتقاق ٠.‏ فهى 
من ٠‏ الدنو» ومقابله و العلو» ومقابل ٠‏ الدنياء هو « العليا؛ . ومن يُقَوْمٍ عرض الحياة , 
الدب التقويم الصحيح فهو يملك الذكاء والحكمة والفطنة ‏ لذلك لا يأخحذ هذا 
العرض ممن سيقتله عندما يلقى إليه بالسلام ؛ لأنه يستتخدم البصيرة الإيمانية ويأحذ 
الحياة الدنيا من خخلقها . والعاقل حتى لو أراد الحياة الدئيا فهو يطلبها من صاحب 
الحياة كلها . ولا ياأخذها من إنسان مثله . فالحياة الدنيا لا تتفعه ؛ بدليل أنه معرض 


للقتل . 





01600122-59-2240 -04-0-994-0----0242 


« تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة » والحق سبحانه وتعالى ساعة 
يخاطب النفس البشرية التى خلقها . ويعلم تعلقها بالأشياء التى تنفعها أو تطيل 
نفعها . مثال ذلك : أن الانسان كرة سيدا إذا ما ملك غداءه ؛ وتكون سعادته 
أكثر إذا امتلك الغداء والعشاء ٠‏ ويكون أكثر سعادة واطمئنانا عندما يملك فى مخزن 
طعافه ما يقيته شهراً أو عاماً ». ويكون أكثر إشراقاً عندما يمتلك أرها باعل نتيا 
الرزق ء ويمتلكها أولاده من بعده . 


إذن فالإنسان يحب الحياة لنفسه . ويحب امتداد حياته فى غيره » ولذلك حزن 
الإنسان عندما لا يكون له أولاد ؛ فهو يعرف أنه ميت لا محالة ٠‏ لذلك فهويتمنى أن 
تكون حياته موصولة فى ابنه . وإن جاء لابنه ابن وصار للإنسان حفيد فهو يسعد 
أكثر ؛ «اسحيت كه + . ونقول مثل هذا الإنسان : لنفرض أنك ستحيا 
ألف جيل » لكن ماذا عن حالتك فى الآخرة » آلآ تُنَشىء ولدك على الصلاح حتى 
يدعو لك ؟ 


ولذلك يفاجىء الحق النفسٍ البشرية التى يفو إلى المغائم ٠‏ ويكشفها أمام 
صاحبها. فيأق بالحكم الذى يظهر الخواطر التى تمول فى النفس ساعة سماع 
الحكم وتتذا أرلد سبيت أن جرع 'فشمرق. للشركين البيت لازام ؛ وسبحانه يعلم 
خفايا النفوس ؛ لأن المشركين حين يدخلون البيت الحرام بتجاراتهم وأموالهم إنما 
يدخلون مكة من أجل موسم اقتصادى يبيعون فيه البضائع التى يعيشون من ريعها 
وربمحها طوال العام . وساعة يحرم سبحانه دخول المشركين إلى البيت الحرام » يعلم 
أن أهل الحرم ساعة يسمعون هذا الحكم سيتذكرون مكاسبهم من التجارة » فقال : 
#إعا المش ركُونَ نجس قلا يف ربوأ الْمْجِد ارام بَعْدَ عَامهِمْ مدا * 

( من ألآية 18 سورة التوبة ) 

وقبل أن يقول أهل الحرم فى أنفسهم : وكيف نعيش ونصرف بضائعنا ؟ » يتابع 

سبحائه : 
ء ا عءب#امءءم م 7 


#« و إن خف ْلَه قوف يفيك أله بن قضلهة 4 


( من الآية 754 سورة التوبة » 


222200220262160 وح حم وحم رسم و جسم جسم . 
وبذلك يكشف الحق أمام النفوس خواطرها الدفينة ؛ فهو العليم بأن الحكم 
ساعة ينزل ما الذى سيحدث فى أذهان سامعيه ؛ فهو خالقهم » ولذلك فلا أحد له 
من بعد ذلك تعليق ! 1 : 


وقوله الحق : « تبتغون عرض الحياة الدنيا » ينطبق فى كل عصر وفى كل زمان . 
ويقول الحق بعد ذلك : « فعند الله مغانم كثيرة» . قسبحانه الررّاق الوهاب . 
ولذلك أنا أحب أن يزين الناس أماكنهم ومساكتهم بلوحات فنية مكتوب عليها : 

( من الآية .78 سورة التوبة ) 

وكذلك قول الحق : 

َبتَُونَ عرض الليزة ألدييًا عند أله معام كيرا ا 
(من الآية 44 سورة النساء ) 
لعل ذلك يمس قلوب من بيدهم الأمرء فيلتفتوا إلى الله . وبعد ذلك يقول 
الحق : «كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون 
خبيرا » , 

وفى هذا دعوة لآن يمر من نزل فيهم القرآن بتاريخهم القريب ويسترجعوا 
عاضيهم 5 فلاذا يتهم المسلم أخحاه الذى يلقى السلام بأنه مازال كافرا ولا يفكر أن 
الذى ألقى إليه السلام هو إنسان يستر إسلامه بين أهله لأنبم كفار ؟ وكان المسلم يمر 
هذه الحالة عند بداية الإسلام ؛ كان المسلم يسثر إسلامه عن أهله الذين كانوا 
كافرين . وكان المسلمون الأوائل قلة مستذلة تدارى إيمانها » فهل سلط الله عليهم 
أحدا يجترىء عل التفتيش على النوايا ؟ إذن فمثلا حدث لكم قدروه لإخوانكم . 


« كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ٠‏ والحق يمن عليهم بأغهم صاروا أهل رفعة 
بكلمة الإسلام » وصار المسلم منهم يمثى عزيز الجانب ولا يجرؤ واحد أن يوجه إليه 
أى شىء . ويآق سبحانه هنا بكلمة « فتبينوا » مرة أخرى بعد أن قالحا فى صدر 
الآية . وكان مقصوداً بها آلا يقتل مسلم إنساناً ألقى السلام لمجرد أن المسلم يفكر فى 





لايكلا 
ومصصحهت حوصت وحصت موححمون حصوووره 
المسألة الاقتصادية » وها هوذا يعيد سبحائه كلمة « تبينوأ » . لقد جاءت أولاً كتمهيد 
للحيثية » وهى قوله : « تبتغون عرض الحياة الدنيا » وتأق هاهنا نتيجة للحيثية ٠‏ 
« فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا» . 


وسبحانه حين يشرع لا يشرع عن خلاء » لكنه خبير بكل ما يصلح النفس 
الإنسائية » ولا يعتقدن أحد أنه خلقنا ثم هدانا إلى الإيمان ليخذلنا فى نظام الحياة » 
بل خلقنا وأعطانا المتبج لنكون نموذجاً . وليرى الناس جميعاً أن الذى يميا فى رحاب 
المنيج تدين له الدنيا . 


« إن الله كان بما تعملون خبيرا » . كأن الحق يقول : إياك أن تستر بلباقتك شيئاً 
وتخلع عليه أمرا غير حقيقى ؛ لآن الذى تطلب جزاءه هو الرقيب عليك والحسيب ٠‏ “2 
ويعلم المسألة من أوها إلى آخرها . فالذى قتل إنسانا ألقى إليه السلام . لم يقتله لأنه 
م يُسلم . ولكن لأن بينهها إحناً وبغضاء . وعليه أن يعرف أن الله عليم بما فى 
النفوس . 


ويريد الحق أن يتثبت المؤمن من نفسه حين يوجهها إلى قتل أحد يشك فى إسلامه 
أو فى إيانه » وحسيه من التيقن أن يبدأه صاحبه بالسلام » ويُذْكر الحق سبحانه 
المؤمنين بأنهم كانوا قبل ذلك يستخفون من الناس بالإيمان وكانوا مستترين , 


فإذا كنتم أيها المؤمنون قد حدث لكم ذلك فاحترموا من غيركم أن يحصل منه 
ذلك . وثقوا تمام الثقة أن الله عليم خبير , لا يجوز عليه سبحانه ‏ ولا يخفى عليه أن 
يدس أحدكم الإحن النفسية ليُبرر قتل إنسان مسلم كانت بينه وبين ذلك المسلم 


عداوة . 


وبعد أن تكلم الحق عن قتال المؤمنين للكافرين . وبعد أن تكلم عن تحريم قتلٍ 
المؤمن للمؤمن حتى لا يفقد المؤمنون خلية الإيمان . بل تكون حياة كل مؤمن يرا 
للحركة الإيمانية فى الأرض . لذلك علينا أن نحافظ على حياة كل فرد مؤمن لانه 
سيساعدنا فى اتساع الحركة الإيمانية . فإن حدث أن قتل مؤمن مؤمنا خطأ. فقد بين 
سبحانه وتعالى الحكم فى الآية رقم 5 من سورة النساء . 
لسلل- ‏ سس سس سس سسسسبببا ب سس ب هبه هااسحح ‏ ح2 


التق 


2942029 © >29 924 26491١١ وح‎ 


وبعد ذلك أراد الحق سبحانه وتعالى أن يبين الغارق بين 'من قعد عن الجهاد فى 


+9 لَاستوى مودي ليحرو صر 
رو ا ع 0 4ه د مع 
ُو في سبل اللّهأمولهِم َنِم مَضَلَ هه 
- 9 1 عرس مع 504 ٍّ لم 

هين نووم شِع الور يدولا 
َعَدَئَكلْسَقَ وَعسَْهه الدبجَهِدبَ عل ادن 


براعَيًا 0 : 


وهذه الآية قصة .. وافتناص الخواطر من هذه القصة يتطلب يقظة تعلمنا كيف يخاطب 
الحق خلقه . فقد حدثنا سيدنا زيد بن ثابت وهو المأمون على كتابة وححجى رسول 
الله . وهو المأمون على جمع كتاب الله من اللخاف2'7 ومن العظام ومن صدور 
الصحابة » حدثنا فقال : 


كنث إلى جنب رسول الله صل الله عليه وسلم ء فغشيته السكينة -وهذه كانت دائياً تسبق 
نزول الوحى على رسول الله-فوقعت فخذه على فخذى حتى خشيت: أن ترضها . 


أى أن فخذ رسول الله كانت ثقيلة . 


والوحى ساعة كان يأق رسول الله صلى الله عليه وسلم رئما كان يصنع فى كيراوية 
رسول الله تأثيرا ماديا بحيث إذا كان على: دابة عرف الناس أنه يوحى إليه ؛ لآن 
الدابة كانت تئط تحته فإذا كانت فخذ رسول الله صل الله عليه وسلم على فخل 





. اللّخاف : حجارة بيض رفاق . وإحدها خفة‎ )١( 





ننه النكتاة 
حو و بج ح09-0-094-02-20402222---0-- 2105117 


زيد بن ثلبتاء فلابد أن يشعر سيدنا زيد بثقل فخذ رسول الله وقد جاءه الوحى . 
قال زيد : خشيت أن ترض فخذه فخذى - أى تصيبها بالدّق الشديد أو الكسر . 
فلما سرى عنه قال اكتب : لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون ‏ . فقال صيدنا ابن أم 
مكتوم . وكان ىا نعلم ‏ ضريرأ مكفوف البصر قال : فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين 
يا رسول الله ؟ 


إنها اليقظة الإيمانية من ابن أم مكتوم . لأنه فهم موقفه من هذا القول » ومن أنه 
لا يستطيع الجهاد . وعلم أنه إن كانت الآية ستظل على هذا فلن يكون مستويا مع 
من جاهد , ولهذا قال قولته اليقظة : فكيف بمن لا يستطيع ذلك يا رسول: الله ؟ 


| «لايستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله » . 


فكأنها نزلت جواباً مطمئناً لمن لا يستطيع -القتال مثل ابن أم مكتوم .ولقائل أن 
يقول : وهل كانت الآية تنتظر أن يستدرك ابن أم مكتوم ليقول هذا ؟. 


ونقول : إن الحق سبحانه وتعالى أراد أن ينبه كل مؤمن أنه حين يتلقى كلمة من 
الله أن يتدبر ويتبين موقعه من هذه الكلمة ؛ فإذا كان ذلك حال سيدنا ابن أم مكتوم 
فيها سمع رسول الله عن ربه فهو يعلمنا كيف نستحضر دورنا من أية قضية نسمعها . 
وحينما سمع ابن أم مكتوم الآية رأى موقفه من هذه الآية » وهذا ما يريده الحق من 


وقال زيد بن ثابت : فكتبتها . 

إنها الدقة فى أداء زيد بن ثابت لتدلنا على صدق الرواية » فحين يكتب أولا 
هلا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون » ألا تلتصق كلمة « والمجاهدون » 
بكلمة د المؤمئين » فإِذًا زاد الحق سبحانه وتعالى « غير أولى الضرر » فأين تكتب ؟ 


كأن زيد بن ثابت كان عليه أن يقوم بتصغير الكتابة ليكتب « غير أولى الضرر » 
بين كلمة « من المؤمنين » وكلمة و المجاهدون » . قال سيدنا زيد بن ثابت : لقد 





حصموص صمح حص محص وم حمصححصمصحه 
نزلت دغير أولى الضرر » وحدها وكأ أنظر إلى ملحقها عند صدع الكتف ‏ فقد 
كانوا يكتبون على أكتاف العظم ‏ والكتف التى كتب عليها سيدنا زيد بن ثابت كانت مشروخة 
وكانت هذه علامة مها . 


ويريد الحق بذلك أن ينبه المؤمنين إلى أنهم حين يتلقون كتاب الله يجب أن يتلقوه 
بيقظة إيمانية بحيث لا تسمع آذانهم إلا ما يمر على عقولهم أولآً ليفهم كل مؤمن موقفه 
متها ء وتمر الآية ية على قلوبهم ثانية لتستقر فى ذاتهم عقيدة . 


كذلك كانت قصة زيد بن ثابت وابن أم مكتوم والوحى فى هذه الآية : 
« لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى ' الضرر والمجاهدون » . 


وهناك حالات يأى الفعل فلا يصلح له فاعل واحد بل لابد له من اثنين . . مثال 
ذلك عندما تقول : تشارك زيد وعمرو . وعندما نصف لاعبى الكرة ع نجد من 
يتلقف الكرة واحداً بعد الآخر. فنقول : تلقف اللاعبون الكرة رجلا بعد رجل . 


وعندما يقول الحق  :‏ لا يستوى ٠‏ فهذا يدل على أن هناك شيئين لا يتساويان » 
فأيهما غير المساوى للآخر ؟. كلاهما لا يتساوى مع الآخر . ولذلك يكون الاثنان فى 
الإعراب د فاعلا» » فلا يساوى المجاهدون القاعذين ولا يساوى القاعدون 
المجاهدين ؛ لأن كلا منهيا فاعل ومفعول . 


وعندما نقول : « لا يستوى القاعدون من المؤمنين » فيا هو مقابل « القاعدين » فى 
الآية الكريمة ؟ إنه « المجاهدون » . لكن المقابل فى الحياة العادية لل د القاعدين » هو 
« القائمون » . ومقابل « المجاهدين » هو «غير المجاهدين » . وبذلك كان من 
الممكن القول : لا يستوى القاعدون والقائمون ء أو أن يقال : لا يستوى المجاهدون 
وغير المجاهدين فيا الحكمة فى خىء القاعدين والمجاهدين ؟ 


إن الحق يريد أن يبين أنه فى بداية الإسلام كان كل مؤمن حين يدخخل الإسلام 
يعتير نفسه جندياً فى حالة تأهب + وكانوا دائما على درجة استعداد قصوى ليلبوا النداء 


ا فالمسلم لم يكن فى حالة استرخاء , بل فى تأهب وكأنه واقف دائما ليلبى 





الكل : 
حمن نم٠0‏ 00 5 وت نح وص ت أروره 


النداء » وكأن القاعد هو الذى ليس من صفوف المؤمنين » ويبين لنا ذلك قول الرسول عليه الصلاة 
والسلام : ومن خبر معاش الناس لحم رجل نمسك عنان فرسه فى سبيل الله يطير على متنه » كلمأ 
سمع مَيعَُ أو فزعة طار إلبها يبتغى القتل والموت مَظَائّه . أورجل فى غنيمة فى رأس شعفة من هذه 
الشعف » أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤق الزكاة ويعبد ربه حتى يأنيه اليقين » ليس 
من الناس إلافى خيرء90 . 


فإن لم يكن المؤمن متأهباً فهر قاعد . والقاعد _كيا نعرف ‏ هو ضد القائم . 
والحق يقول : 
طق فَأذ ووأ اله يلما وتمُودًا # 
( من الآية ٠١*‏ سورة التساء ) 
من هذا القول نعرف أن المقابل للقيام هو القعود . 
وعلينا أن نعرف أن لكل لفظ معن محدداً » فبعضتنا يتصور أن القعود كالجلوس » 


ولكن الدقة تقتضى أن نعرف أن القعود يكون عن قيام » وأن الجلوس يكون عن 
الاضطجاع . فيقال : كان مضطجعاً فجلس . وكان قائما فقعد . 


وعندما يقول الحق هنا : « لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر» 
فالقعود مقابل القيام . فكأن المجاهد حالته القيام دائها » وهو لا يتتظر إلى أن يقوم ٠‏ 
لكنه فى انتباه وإستعداد . ويوسع الحديث الشريف الدائرة فى مسئوليات المجاهد 
فيرسم صورة للمقاتل أنه على أتم استعداد وعلى صهوة الفرس وممسك باللجام حتى 
لا تدهعمه أية مفاجأة ‏ 


وهل كانت هناك مظنة أن يستوى القاعد والمجاهد ؟. لا . ولكن يريد الله أن 
يبين قضية إيانية مستورة » فيظهرها بشكل واضح لكل الأفهام . 
ونحن نقول للطالب : «إن من يستذكر ينجح ومن لا يستذكر يرسب » وهذه 


) رواء مسلم فى الإمارة وابن ماجه فى الفتن ورواه أحد . و( الميعة ) هى الصوث عند حضور العدو . و( الفزعة‎ ) ١( 
. عى النبوض إلى العدو . و( الشعفة) عى أعلل المبل‎ 


0222424222077٠0‏ ججح حصحبمبص حم 


مسألة بديهية , لكننا نقوها حتى نجعلها واضحة فى بؤرة شعور التلميذ فيلتفت 
لمسئولياته , 


وعندما يقول الحق : «لايستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر 
والمجاهدون فى سبيل الله » هل معنى ذلك أن عقلا واحدأ فى زمن رسول الله كان 
يظن المساواة بين القاعد والمجاهد ؟ لا. ولكن الحق يريدها قضية إيمانية فى بلاغ 
إيمانى من الله . وبعد ذلك يلفت الانظار إلى صفة القاعدين الذين لا يمستوون مع 
المجاهدين فيقول : «غير أولى الضرر» . والضرر هو الذى يفسد الثثىء مثل 
المرض » وهذا ما يوضحه قوله الحق : 
ع« مم و ممت مم ىده وومود مي مم مع ممم لظ سمم ب داعمة م 
لل ليس عل الضعمَآء ولاعل الْمرض وَلَاعَلَ الاين لَابِدونَ مَبنفُونَ حرج إذًا 
حِ 3 
لس فير و اي عمط عب وو“ «. 3 - ضف سثر #« 2 4 
تصحوأ لله ورسولوء ما على المحنين من سبيل الله فور رحم © 
عرم ‏ اعدس# 10 2 اس مالم ةمه م عرس عه رو ماس و مب 4 2ه مده 006 
وَلَاعِلَ ألْدينَ إذَا مَآأنَوكَ لتحملهم قُلتَ لا اجد مآ الع عليه تولوأ 
2222م سم و وى كم مسث 8 ا د 32 
وأغينهم تفيض من الدمع َرَنًا ألا يجِدوا ما بنفقُوت 4 
( سورة التوبة ) 
فالضعف ضرر أخرج الإنسان عن مقومات الصحة والعافية ٠»‏ والمرض ضضرر » 
والذين لا يجدون مالا ينفقون منه . ولا الذين يجيئون لرسول الله فلا يكون بحوزة 
الرسول دواب تحملهم ٠‏ فينصرفون وأعينهم تفيض من الدمع حزنا لأنهم لا يجدون 
ما ينفقون . وكان المؤمن من هؤلاء حزن لأن رسول الله " يجد له فرسا أو دابة تنقله 
إلى موقع القتال : 


00000 سه اس مسلامة بن مي بلاس قروم دي#8 #مس2.:8 58 مرو عمجو .لم 
ولا عل لين إذَا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما املك عليه ولوأ وأعيلهم 


تبش ينلع لئان يت »4 
1 ( سورة الثوبة ) 
لقد نولوا وأعيةهم تفيض من الدمع . وكلمة « تولوا » هنا لها معتى كبير. فلم 





صحمحصص وت صم صمح0حم حمصه الأه 2 


النبى » ولكنهم يدمعون فى حالة توليهم » وهذا انفعال نفسى من فرط التأثر ؛ لأنهم 
لا يشتركون فى القتال . وكلمة « تفيض » تدل على أن الدمع قد غلب على العين 
كلها , فهم لا يصطنعون ذلك ٠‏ لكن الانفعال يغمرهم ؛ لأن الذى يتصنع ذلك 
يقوم بتعصير عينيه ويبذل جهدا للمراءاة » ولكن انفعال المؤمنين الذين لا يقاتلون 


وهناك آية أخترى حند فيها الحق الحالات التى لا يطالب فيها المؤمن بالقتال : 
2ع عم هسم سس من مم وعاء ميس ور رس مس يوس ع # عم 
ليس عل الأنمى حرج وَلَاعلَ الأعرح حرج وَلاعِلَ الْمَريض حرج ومن 

1 وعم م وى ورمع 01 وعم ورعاءه ع 
ريطع ألله ورسولهر يدخله جنات تجرى من تحتها ألا نمثر 4 
( من الآية 19 سورة الفتح ) 
هؤلاء -إذن ‏ هم أولو الضرر . 
«لايستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون ف سبيل الله 
بأموالهم وأنفسهم » وماداموا لا يستوون فمن الذى فيهم يكون هو الأفضل ؟. 


ذلك ما توضحه بقية الآية التى تحمل المقولة الإيمانية الواضحة : « فضل الله 
المجاهدين بأموالهم وأنفسهم عل القاعدين درجة وكلا وعد الله الحستى »؛ . وسبحاته 
وعد الاثنين بالحسنى الإيمانية ؛ لآن كلا منهما مؤمن . ولكن للمجاهد درجة عللى 
القاعد . وإن تساءل أحد : ولاذا وعد الله القاعد من أولى الضرر بالحسنى ؟ وهنا 
أقول : علينا أن ننتبه وأن نحسن الفهم والتدبر عندما نقرأ القرآن ؛ لأن الذى أصابته 
آفة فناله منها ضررء فصير لحكم الله فى نفسه . ألا يأخذ ثواباً على هذه ؟. 

لقد أخذ الثواب ولابد ‏ إذن ‏ أن يعطى الحق من لم يأخذ ثوابا مثله فرصة ليأخذ 
ثوابا آخر حتى يكون الجميع فى الاستطراق الإيمانى سواء . لذلك يقول سبحانه : 
دوكلا وعد الله الحسنى » . 

والحسنى فى أولى الضرر أنه أخذ جزاء الصير على المصيبة التى أصابته » والذى لم 
يصب بضرر سيأخذ ثواب الجهاد . وبذلك يكون الجميع قد نالوا الحسنى من الله . 





/00 1 36204026 )9226© جح وحصت 
ذوكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيا » . 


وسبحانه يضع أجراً جديداً للقائم بجاهداً على القاعد , ففى صدر الآية جاء 
ب د درجة ٠‏ أعلى للقائم مجاهداً . وهنا و أجر ا ما تفسير هذا الأجر 
العظيم ؟. التفسير يحىء فى قوله : 


25 عي درج ره رم ع زر سَ | 
ا مله ومغفرة ورحمة وَكانَ الله عَفورًا 
سما نه 3 


فسبحانه قد أعطى لأولى الضرر درجة ٠‏ وفضّل المجاهد فى سبيل الله على القاعد 
من غير أولى الفرر درجات عدة . وساعة نسمع كلمة «درجة؛ فهى المنزلة » 
والمنزلة لا تكفى فقط للإيضاح الشامل للمعنى . ولكن هى المنزلة الارتقائية . أما إن 
كان التغير إلى منازل أخرى أقل وأدنى . فنحن نقول : « دركات »؛ ولا نقول : 
« درجات .٠‏ 


ولكن هل الدرجات هى لكل المجاهدين ؟. لا , لأننا لابد أن نلحظ الفرق بين 
الخروج من الوطن وترك الاهل للجهاد ؛ وعملية الجهاد فى ذاتها ؛ فعملية الجهاد فى 
ذاتها تحتاج إلى همة إيمانية » ولذلك جاء الحق بلص فى سورة التوبة : 

كان لهل الْمَدِينّة وس ركم مْنَّ الأعرّابٍ أن يَََلَهُوأ عر دَسُول الله 


مس ع ل 0+4 مداع برلرم 1 سس «#« سمل 


رفوا بأنفسيم عن [ نقْسهء ذلك باهم لا يصيييم ولا نصب ولا 


مص في سَدِيِلٍاللَه لا يعون مويك يتفي الكُمَارَ وا يتَالْونَ من علو 
الاب م بده َل صفح ِنَ لَه لايضيع م الْمَحِنِينَ ج ولا 
/ رشي مه رزرر 


ع ع عع م معدب م #42 بم بور ما سم 2 
فقون نَفْقَهُ صغيرة و لا كِيرةُ ولا يمْطعُون واد اكيب كم ليجريهم 


- 1 





ملكتا 
:04-0-0640 290000060 0 و 21 


3عء س م عار 2 1 ٍ- 


َه أَحَمن ماكانوأ يَْملُونَ وح 4 

5 (سورة التوبة) " 
هنا يوضح الحق أنه لا يصح لأهل المدينة والأعراب الذين حوهم أن يتخلفوا عن 
الجهاد مع رسول الله » ولا يرضوا لأنفسهم بالسعة والدعة والراحة ورسول الله صل 
الله عليه وسلم فى الشدة والمشقة ء فكيا ذهب إلى القتال يجب أن يذهبوا ؛ لأآن. 
الثواب كبير» فلا يصيبهم تعب إلا وهم عليه أجر العمل الصالح . ولا يعانون من 
جوع الأنوكم اجن الممل الصالح 8 ولا يسيرون فى مكان يغيظ الكفار إلا وهم أجر 
العمل الصالح . ولا ينالون من عدو نيلا إلا ويكتبه الله لهم عمللا صاخحاً ٠‏ فسبحانه 

يجرى بأحسن ما كانوا يعملون . 


يفام العلياء. بحصر تلك العطاءات الربانية بسبع درجات . فواحد ينال النرجات 
. وآخر أصابه ظمأ فقط'فنال درجة الظمأ » وآخر أصابه نصب فأخذ درجة 
الو د وثالث أصابته مخمصة » ورابع جمع ثلاث درجات . وخامس ١‏ 


جمع كل الدرجات .. 


وعندما نقوم بحساب هذه الدرجات نجدها : للإصابة بالظمأء النُضَّبْ - أى 
التعب ‏ الجوع . ولا يطاون موطثا يغيظ الكفار أى لا ينزلون فى مكان يتمكن فيه 
المسلمون منهم وييسطون سلطانهم عليهم . والمقصود الحصن الحصين عند الكافر 
التبل : التدكيل بالعدو ٠‏ النفقة الصغيرة أو الكبيرة » وقطع أى واد فى سبيل الله , وهذه 

هى الدرجات السبع التى يجزى الله عنها بأحسن مما عمل أصحابها ٠‏ كنا فسرها 
العلياء » قمن نال الدرجات السبع فقد نال منزلة عظيمة » وكل مجاهد على حسب 
ما بذل من جهد . فمن المجاهدين من ينال درجة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع أو خمس أو 
سعد أو ميم وزطاتة . وعندما نقرا الآيتين معاً : 


وى امنود من الْمُؤمِنينَ َيْرأولي الَرَر وَالْمُجَهدُونَ في سَبِي لاله 
امهم َأنيوم 1 قصل لمْهُالمْجَودينَ ايع وشيم عل اهدي 
ا ديحي فلا14 لمجودَعل تقد أبْوَا يما 


ثءه م 





10075 245+2 :220222249 2حمحصح ص 


© ترب نومير رموه ال ونيا 2ه 4 

( سورة النساء ) 

نجد أن الله يُرِغْب المؤمنين فى أن يكونوا مجاهدين , وأن يبذلوا الجهد لتكون كلمة 

الله هى العليا . فإذا ما آمن الإنسان فليس له أن يتخلف عن الصف الإيانى , لأنه 

مادام قد نفع نفسه بالإيمان فلم لا ينضم إلى ركب من ينفع سواه بالإيمان ؟. ويريد 

الله أن يعبوع كل مَنْ مس الإيمان قلبه » وحتى ولو كان موجودا فى مكان يسيطر عليه 

الكفار . فيدعوه لأن يتخلص من التفاف الكفار حوله وليخرج منضياً إلى إخوته 

المؤمنين . وليشيع الإيمان لسواه ويعير عمليا عن حبه للناس مما أحبه لنضه . ولكن 

هناك من قالوا : نحن ضعاف غير قادرين على الهجرة أو القتال فى سبيل الله . فيأق 

القرآن بقطع العذر لأى إنسان يتخلف عن ركب الجهاد فى سبيل الله وسبيل نصرة 
دين الله فيقول الحق : 


+3 لد توه المكتبكة طَاليى أشي كالوا 
ار 

فِمَكم اوكا مسسمَضْعَيِينَ ف لاض كَالْوا ألم تكن 

عر سي كله ص ارس 2 - 

َس ألوواسيعَة كَاجر لهك مهم جَهَهه 


وَسَكَتْمَويًا © #ه 


هؤلاء هم الذين يظلمون أنفسهم بعدم المشاركة فى الجهاد وهذا ما نحدث 3 
عندما تقبض الملائكة أرواحهم . ود التوق » معناه « القبض » ؟؛ فيقال ٠:‏ توفيت 
دينى » أى قبضته مستوفيا . ويقال:« توق الله الإنسان » أى قبضه إليه مستوفيا . 
والقبض له أمر أعلى . وهو الحق . ومن بعد ذلك هناك موكل عام هو « عزرائيل » 
ملك الموت . وهئاك معاونون لعزرائيل وهم الملائكة . فإذا نسبت الوفاة فهى تنسب 
مرة لله » فالله يتوق : لأنه الآمر الأعلل » وتنسب الوفاة للملائكة فى قوله : 





©1010 6024-09-0-09-02-20+--04-2--214 


حي إذًا جا أحد كر الموث توفت رسلنًا # 
من الآية 1١‏ سورة الأنعام ) 
وننسب الوفاة إلى عزرائيل . 
طقل يتوم ملك الموت الذى وكل يكذ #4 
( من الآية ١١‏ سورة السجدة) 
وإذا ما أطلق الحق هذه الأساليب الثلاثة فى وصف عملية الوفاة فهل هذا 
اختلاف وتناقفض وتضارب فى أساليب القرآن ؟ 3 ٠‏ بل هو إيضاح لمراحل الولاية التى 
صنعها الله » فهو الآمر الأعل يصدر الأمر إلى عزرائيل . وعزرائيل يطلق الأمر لجنوده . 
وفى حياتنا ما يشرح لنا هذا المثل وبله المثل الأعلى فالتلميذ قد يذهب إلى المدرسة بعد 
امتحان آخر العام ويعود إلى بيته قائلً : لقد ونجدت تفسى زاسباً 3 والسبب فى ذلك هم 
المدرسون الذين قصدوا عدم إنجاحى . 


ويرد عليه والده : المدرسون لم يفعلوا ذلك ٠‏ ولكن اللوائح التى وضعتها الوزارة 
التصحيح الامتحانات هى التى جملتك ا فيرد ف : لقد جعلنى الناظر 
راسبا . وهذا قول صحيح ؛ لأن الناظر يطبق القوانين التى يحكم بمقتضاها على الطالب 
أن يكون ناجحا أو راسبا . وقد يقول التلميذ : إن وزير التربية والتعليم هو من 
جعلتى راسباً . وهذا أيضاً صحبح ؛ لأن الوزير يرسم مع معاونيه الخطوط الأساسية 
التى يتم حساب درجات كل تلميذ عليها » ٠»‏ فإذا قال التلميذ : لقد جملتنى الدولة 
ؤاسباً » فهو قول صحيح ؛ لأنه فهم تسلسل التقنين إلى مراحل العلو المختلفة » 
وأى حلقة من هله الحلقات تصلح أن تكون فاعلا . ومن هنا نفهم أن الحق سبحاته 
حين يقول : 

اول الأنشل ينا 4 

( من الآية 47 سورة الزمر) 
فهذا قول صحيح . مثل قوله سبحانه : 
(ئل يوقم لق ال الى ؤت يز» 


رمن الآبة ١١‏ سورة السجدة) 





بالكلا . 
حت 0ح مص مص مص ص وح حمج حوصت. 1 


ومثل قوله سبحانه : 


عمو رارم 
# توفئه رسلما #4 
(من الآية 11 سورة الانعام ) 


كل هذه الأقوال صحيحة ؛ لأنها تتعلق بمدارج الآمر . 


« إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنقسهم 0 والظلم هو أن تأتى لغير ذى الحق 
وتعطيه ما تأخذ من ذى الحق . ٠‏ والظلم يقتضى ظالاً ومظلوماً وأمرا وقع الظلم فيه . 
فكيف يكون الإنسان ظالاً لنفسه وتتوفاه الملائكة على ذلك ؟. لابد أنهم فعلوا 
ما يستحق ذلك .فساعة تأت للإنسان الششخصية المعنوية الويمانية بعد أن ل بالله 
وآمن بالمنيج ؛ ثم تحدثه نفسه بالمخالفة هنا يواجه صراعاً ب بين أمرين : مسئولية 
الشخصية الإيمانية التى تَْبْل ها المميج' من الله , ووازع النفس الى تلح عليه 
بالانحراف . ويدور ما هو أشبه بالحوار بين المسثولية الايمانية ووازع النفس الملح 
بالانحراف . وعندما تتغلب النفس الإيمانية يعرف الإنسان عه ل 6ت 
وسعيدة » ويقول لنفه : إنك إن طاوعت وازع الانحراف تكن قد حققت شهوة 
عاجلة ستكوى بها فى آخر الأمرء وأنت برفضك للشهوة تكون قد أنصفت نفسك . 
ولو طاوعت شهوتك العاجلة تكون قد قد ظلمت نقسك 


ومثل ذلك يحدث فى حياتنا العادية ': عندما تدلل الأم أبنها بينا يطلب منه وألده 
الاستذكار ويحاول أن يردعه ليقوم بمسئوليته الدراسية » إن هذه الأم تظلم ابنها . 
وكذلك يعطينا الحق فكرة عن الجراع ونه الخحضسة الأمانة واليني الاتبوانية التى 
تريد الهوى فقط فيقول : 

ل وأئل بوم نبأ اب *ادم بنذ قربا قربانا تفيل م من أحدها ول بُحَقبْلْ مِنّ 

لآم َل لَأفنئك كل متيل فين المنَ ج » 
( سورة المائدة ) 

هنا يقول هابيل لقابيل : 

-ولاذا تقتلنى ؟. إننى لست أنا الذى تقبل القربان ولكن الذى تقبله هو الله 
فيا ذنبى ؟. 





وزاك 
242224225422405 ص وص حص _باباه ا 


ويأق بعد ذلك الحوار: 
6 مما اس مودمء عورم مسلامةاء بعاد 2 + 6س و الروممة 
"ل لبن نسطت إل يدل تفتلي مآ نأ باط يدى لبك لأفتك إل أحَاف الله رب 


ألعثببن و4 


( سورة المائدة » 
ولنلتفت إلى هذا القول الحكيم : 
#جم ةس . ب[ م وازيجر وم » 
«[ قطوعت هر نفسه, كل أخيه 8 


- 


( من الآية ٠‏ سورة المائدة ) 


كأن هناك صراعاً فى نفس قابيل بين أمرين « اقتل » وهلا تقتل » . النفس 
الإيمانية تغول : دلا تقتل » والنفس الشهوانية تقول : « بل عليك أن تقتل » . 


وتغلبت النفس الشهوانية عندما طوعت له قتل أخيه » ومهدت له ذلك . وبعد 

أن قتل أخاه » وضاعت ثيرّة القضب صار من النادمين ء ثم بدأت الحيثيات تظهر 

وتتضح . ويبعث الله غرابا يبحث ويحفر فى الأرض ليوارى جثة غراب آخخر . هنا 

قال قابيل : : 
اسم ع 14 برام 2 عم مهس ص سح مع 

لعزت أن أكون مِثْلّ هنذا اراب فَأوَرِىَ سَوْءَةٌ أسى # 

(من الآية .١‏ سورة المائدة) 

72 01 0 5 

وهكذا نرى أن ظلم النفس هو أن نخالف ماشرع الله للنفس ليتفعها نفعاً أبدياً 

مستوفيا » ولكن النفس قد .تندقع وراء ححيها للشهوات وتمنيها للتفع العاجل الذى 

لا خلود له . وعندما يحقق الإنسان هذا النفع العاجل لنفسه فهو يظلم نفسه . 


د إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم » إذن فالملائكة تسأل 
ظالى أنفسهم : « فيم كنتم » أى فى أى ثىء كنتم من أمر دينكم 6 والاستفهام هنا 
للتوبيخ والتقريع أى اذا ظلمتم أنفسكم ؟ ولاذا لم تفعلوا مثليا فعل إخوانكم 
وهاجرتم وانضممتم لموكب الإيمان وموكب الجهاد ؟.. ولاذا طللتم ق أماكنكم 
محجوزين ومحاصرين ولا تستطيعون الحركة ولا تستطيعون الفكاك ؟ وتكون إجابة 

مبببجبهب ب ب ب بيبجبيييبببيبيي2بييبِ-٠‏ يبه سي يي سس 


الكت 
,+ :+ 2ح24-0-04-0-09-02292229:5--0 


الذين ظلموا أنفسهم : « قالوا كنا مستضعفين فى الارض » . وبالله عندما يحكى 
لنا الله هذه الصورة التى تحدث يوم القيامة فهل سيكون عندنا وقت للاستفادة 
منها ؟ . طبعاً لا ؛ لأنه لن يكون لنا قدرة الاستدراك لنصحح الخطأ . 


احذروا أن يأق موقف ويحدث فيه ما أوضحته لكم ولن يستطيع أحد أن يستدرك 
الحياة ليصنع العمل الطيب . وعلى كل منكم أن يبحث أمر نفسه الآن . 


« إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى 
الأرض » وكلمة « كنا مستضعفين فى الارض » تفيد أن قوماً استضعفوهم ٠‏ أى أنهم 
لم يكونوا قادرين على الخروج والحجرة ولا يعرفون السبيل إليها » ونخافوا على أموالحم 
وديارهم . والقوم الذين استضعفرهم قالوا هم : إن خرجتم لا تاخذوا شيثاً من 
لموائقة . هذه هى بعض مظاهر الاستضعاف . وهنا تقول الملائكة ما يفيد أن هذا 
الكلام لا يليق ولا ينفع . تقول الملائكة : « ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا 
فيهاح»). 

وكأن هذا تنبيه آخر . وإعلان أن مثل هذا القول ومثل تلك الحجة لا قيمة لا ؛ 
لأن الذى يمسكه مكانه وماله دون الله إنما هو من وضع وربط يقينه بالأسباب . أما 
الذى يضع منيج الله فوق مكانه وولده وكل شىء فهذا هو الذى وثق بالله لأنه هو 
المسبب وهو مائح ومعطى الأسباب 3 


الم تكن أرضص الله واسعة فتهاجروا فيها : وهذا القول على لسان الملائكة قادم 
من القانون الأعل » فقد نخلق الحق اللق عنينا وأسكنهم فى الأرض » وهذه 
الارض لبست لأحد دون أحد . فمن يضق به مكان فليذهب إلى مكان آخر . 


وإذا كان الإنسان من ظلمه وجبروته وعتوه قد ضنع تحديدا للمكان . فلا ينتقل 
إنسان من مكان إلى مكان إلا بعد سلسلة طويلة من التعقيدات التى تحول دون 
الانتقال من مكان إلى مكان . فذلك مناقضة لقضية الخلافة فى الأرض ؛ لأن الخلافة 
لم توزع كل جماعة على أرض ما . ولكن الإنسان . كل إنسان خليفة فى الأرض كل 
الأرض ٠‏ مصداقا لقول الحق : 





220090942122202 انرو ا 


(تالازش مَسَنَهافأتت 4 
(سورة الرحمن ) 

فقد جعل الله الأرض .متضعة مسخرة مذللة للإنسان » والأرض هى أى أرض » 
والانام هم كل الأنام . وإن ل ينتبه العالم إلى هذه القضية ويجعلها قضية كونية ' 
اجتماعية » سيظل العالم فى فساد وشقاء . فالذى يجعل الحياة فى الأرض فاسدة هو 
خروج بعض الآراء التى تقول : إن الكثافة السكانية تمنع أن نجد الطعام لسكان بلد 
ما . يقولون ذلك فى حين أن أرضا أخرى تحتاج إلى أيد عاملة » ولذلك نجد أن 
البشرية أمام وضع مقلوب ٠»‏ فأرض فى بلاد تحتاج إلى أناس . وأناس فى بلاد 
يحتاجون إلى الأرض . 


ومن الواجب أن تسيح المسألة فتاخذ الأرض التى بلا رجال ما تحتاجه من الرجال 
من البلاد التى لا أرض فيها . وهذا الضجيج الذى يعلوفق الكون سببه أنه يوجد فى 
كون الله أرض بلا رجال ورجال بلا أرض . فإذا ما ضاق مكان بإنسان فله أن 
يذهب إلى مكان آخخر . ولو كان الأمر كذلك لسعدت البشرية » ومن ينقض هذه 
القضية فعليه أن يعرف أنه يأخذ الخلافة في الأرض بغير شروطها . فالذى يفسد 
الأمر فى الارض أن الإنسان الخليفة فى الأرض نسى أنه خليفة واعتبر نفسه أصيلاً فى 
الكون . ومادام قد اعتبر نفسه أصيلاً فى الكون فهذا هو الفساد : 
ساس احس رن و عر وعرو مير المورروى وموم ام 3 3 
ا إل توم الملتبكة على أنفسم لوأ ذم كم لوأ مسمَضْعَفِ ف الأرْض 
6 
ع لسه عو سه إء ياس ري علد الا وام عاض م مكلك از مور عيت . 
قَنُوأ أل تكن أرْ ض الله واسعة قتباجروأ فيا قاولتيك ماونهم جه وسآعث 
مصيا © »* 
/ ( سورة النساء ) 
إذن ٠‏ فإن أقام الإنسان على ضيم ولم يعمل فكره وعقله ونم يطرح قضية الكون 
أمامه ليرى الأرض التى تسعه فيهاجر فيها فعليه أن يعرف أنه مهدد بسوء المصير ؛ 
لأن الله قد جعل له الكون كله ليكون فيه خليفة . أما الذين سوف ينجون من هذا 
العفاب ومن تعنيف الملائكة لهم ساعة الوفاة فهم مّن يقول عنهم الحق فى الآية 
التالية : ١‏ 





الوك : 
١٠٠١‏ صمح كوج 2422٠ 2+٠‏ حو ج 


+49 إِلَاالْمسْتَصْعَفِينءِ َِأَليَجَالٍ واليْسَه والْودانٍ 
امور 2 اس اكد سيا © 4 


اسه سيا نا يصون تسسات 1 
فهناك مستضعف قد قبل استضعاف غيره له وجعل من نفسه ضعيقاً. هذا هو 
« مستضعف دعوى » . 


أما « المستضعف الحقيقى » فهو من هؤلاء الذين يحددهم الحق : 
و إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون 


سبيلا » . هؤلاء هم المستضعفون فعلا حسب طبيعة عجزهم من الرجال والنساء 
والولدان , 


هل الولد من الولدان يكون مستضعفاً ؟ نعم ؛ لأن الاستضعاف إما أن يكون 
طارئاً وإما أن يكون ذاتياً ؛ فبعض من الرجال يكون مملوكاً لغيره ولا يقدر على 
التصرف أو الذهاب . وكذلك النساء ؛ فالمرأة لا تستطيع أن تمشى وحدها ونحمى 
نفسها » بل لا بد أن يوجد معها من يحميها عن زوج أو محرم لحا وكذلك الولدان ؛ 
لأنهم بطيعتهم غير مكلفين وهم بذلك يخرجون عن نطاق التعنيف من اللملائكة ؛ 
لانهم لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيل . 


وهذه دقة فى الأداء القرآنى . فالإنسان مكلف بالخروج عن ظلم غيره له ولو 
بالاحتيال . والاحتيال هو إعمال الفكر إعمالاً يعطى للإنسان فرصة أكثر مما هو متاح 
له بالفعل . فقد تكون القوة ضعيفة . ولكن بالاحتيال قد يوسع الإنسان من فرص 
القوة . ومثال ذلك : الإنسان. حين يريد أن يحمل صخرة . قد لا يستطيع ذلك 
بيديه , لكنه أن يأنى بقضيب من الحديد ويصنع منه عتلة ويضع تخت العتلة عجلة » 
ليدحرج الصخرة . هذه هى حيلة من الحيل . وكذلك السّقالات التى نبنى عليها » 
إنها حيلة . 


والذى قام ببناء الحرم ٠‏ كيف وضع الحجر الأخير على القمة ؟ لقذ فعل ذلك 





خه الخلا 

وحوح جح222 0959-0922 ونون نت اذه جه 
بالحيلة ؛ والذى جلس لينحت مسلة من الجرانيت طوها يزيد على العشرة الأمتارء 
ثم نقلها وأقامها.إنه فعل ذلك با حيلة . فالخيلة هو فكر يعطى الإنسان قدرة فوق 
قدرته على المقدور عليه » كذلك معرفة السبيل إلى الهجرة . وكانت معرفة الطرق إلى 
الحجرة من مكة إلى المدبئة فى زمن رسول الله تحتاج إلى خيرة حتى يتجنب الواحد منهم 
المفازات والمتاهات ٠‏ وحينا قام الرسول بالهجرة أحضر دليلا للطريق » وكان دليله 
كافراً » فلا يناق السير فى مثل هذه الأرض بلا دليل . 


ولننظر إلى قول الحق سبحانه : 


+4 أي كَ عَسَى أله أدينثو عتم كانت 


عَمُواعَُرا © 4# 


« فأولئك » إشارة إلى من جاء ذكرهم فى الآية السابقة لهذم الآية : 


#إِلَا الْمسعَضْعفِينَ ال 8 ون من لجال وَالقسَكو و اولان َابتطيعُونَ حب لَه ولا يدون 
يلاه 4 
( سورة النساء ) 
ومع ذلك فإن الله حين أشار إلى هؤلاء المستضعفين بحق قال : 


39 عير 4 سيرم سوك . 
# اولك عَى الله أن يعو هم # 
( من الآية 38 سورة النساء ») 


وكان مقتغى الكلام أن يقول الحق : « فأولئك عفا الله عنهم » . لكن الحق جاء 
ب د عسى » ليحثهم على رجاء أن يعفو الله عنهم » » والرجاء من الممكن أن يحدث أو 
لآ يحدث يق ان وى » صل زام معيد نويه أن بيددا ال عيويت 
نحب أن يقع . 


فقدٍ ترجو شيئاً من غيرك وتقول : عساك أن تفعل كذا . وقد يقول الإنسان : -س- 





هوالتلا 
صوص صمو ص مص صمح ص محصموصه 


عساى أن أفعل كذا . وهنا يكون القائل هو الذى يملك الفعل وهذا أقوى قليلاً » 
ولكن الإنسان قد تخونه قوته ؛ لذلك فعليه أن يقول : عسبى الله أن يفعل كذا . وفى 
هذا اعتتاد على مطلق القوة . وإذا كان الله هو الذى يقول : « عسى الله أن يعفو 
عنهم 6 فهذا إطباع من كريم قادر . 


وبعد أن يذكر لنا الفصة التي تحدث لكل من مات وتوفته الملائكة ظالاً نفسه بأن 
ظل فى أرض ومكث فيها . وكان من الممكن أن يهاجر إلى أرضص إيمانية إسلامية 
سواها ؛ ومع ذلك فالذى يضع ف نفسه شيثاً يريد أن يحقق به قضية إيمانية فهو معان 
عليها لأن الله سبجانه وتعالى يقول : 


ا م ا م 22000 


لس كرو” 2 2 0 2 
جه ومن باج رفي سبي لوديا لارض مر 


0-7 


ّ*< ب ُُ 
2 و 27س ديه 4 مه هرق 
لقره 1 6خ اه 
11 0" 4 
وَكانَأَلّه عَفُوًا يحسما( 


فالذى يباجر فى سبيل الله سيجد السعة إن كان قد وضع فى نفسه العملية 
الويمانية . وفى البداية كان المسلمون يهاجرون إلى الحبشة ؛ لأنهم لم يكونوا آمنين فى 
مكة عل دينهم . 

ولذلك قيل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسط الله له كونه واستعرض 
قضية العدالة فى الكون . فلم يقبل النبى إلا أن يذهب المهاجرون إلى الحبشة . 
ولابد أن الحق قد أعلمه أن الحبشة فى ذلك الزمان هى أرض بلا فئنة . 


وقد يقول قائل : وماذا لم يختر النبى أن يهاجر المهاجرون الأوائل إلى قبيلة عربية فى 
الخنوب .أو و فى الشمال ؟ 





صمح + 22> 22122222252 2ن 'أأروااه 


لقد كانت لقريش السيادة على كل الجزيرة العربية بقبائلها ‏ فكل القبائل تحج 
عند قريش وم تكن هناك أى بيئة عربية قادرة على أن تقف أمام هوى قريش . 
ولذلك استعرض سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم البلاد جميعا إلى أن أمرهم 
بالفجرة إلى الحبشة . والعلة فى الذهاب إلى الحبشة أن هناك ملكا لا يظلم عنده 
أحد . وكان العدل فى ذاته وساماً لذلك الملك وسماها المؤمنون دار أمن » وإن لم تكن 
دار إيمان . وأما الحجرة إلى المدينة فقد كانت إلى دار إيمان . وعلينا أن نعرف نحن 
الذين نعيش فى هذا الزمان أنه لا هجرة بعد الفتح ٠‏ إلا إن كانت هجرة يقصد بها 
صاحبها المعونة على طاعة الله 5 وهوما يبوضحه قوله صل الله عليه وسلم : ( المسلم 
من سلم المسلمون من لسانه ويده . والمهاجر من هجر ماتبى الله عله )20 , 


وهناك هجرة باقية لنا وهى الحج . أو الهجرة إلى طلب العلم » أو الحجرة لأن 
هناك ممالا للطاعة أكثر . فلنفترض أن هناك مكانا يضيق الحكام فيه على الذهاب إلى 
المسجد . فيترك أهل الإيمان هذا المكان إلى مكان فيه مجال يأخذ فيه الإنسان حرية 
أداء الفروض الدينية » كل هذه هجرات إلى الله . والنية فى هذه الهجرات لا يمكن 
أن تكون محصورة فقط فى طلب سعة العيش , ولذلك لا يصح أن يكون الشغل 
الشاغل للناس ما يشغلهم فى هذا الزمان هو سعة العيش . 


وها هوذا الإمام على كرم الله وجهه ‏ يقول : عجبت للقوم يَسْعَوْنَ فيا ضُيِن 
بالبئاء للمفعول ‏ لهم ويتركون ما طلب منهم . فكل سعى الناس إنما هو للرزق 
والعيش وهو أمز مضمون لهم من خالقهم جل 


اع 2 2 عا عاج "عات 


فك #صسانة_ رض ومع لجو 
«[ ومن يمار فى سبل اله جد فى الارض مما كديرا وسعة ومن يرج من بلنه» 


ع 
لس م اموه مدق 24 لمعف رومه 3 مدع مس 4ع3 3 عه و2 ملس ب مهف رف ير 
مهاجمرا إل الله ورسولءء ثم يذرله الموت ققد وقم ابحرم عل الله و كان الله شفورا 


رُحيمًا و # 


ولن يجد المهاجر إلا السعة من الله ء» والشاعر يقول : 
لعمرك ماضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق 


. رواء البسخارى وأبو داود والتسائى عن ابن عمرو‎ )١( 


( سورة النساء ) 





الم كا 


000222940004000 ححومحصميصه 


وقد يقول الإنسان : إننى أطلب سعة الرزق باهجرة » ونقول : أنت تبحث عن 
وظيفة لها شكل العمل وباطنها هو الكسل لأنك فى مجال حياتك تجد أعمالا كثيرة . 


ونجد بعضاً ممن يطلبون سعة الرزق يريد الواحد منهم أن بجلس على مكتب 
ويقبض مرتبا » ؛ بينها يبحث المجتمع عن العامل الفنى بصعوبة , كأن الذين يبحثون 
عن سعة الرزق يريدون هذه السعة مع الكيل » ٠‏ لامع بذل الجهد . 


دومن بهاجر فى سبيل الله يجد فى الأرض مراغياً كثيرا » وساعة تقرأ كلمة 
« مراغم » تعرف أنها تفتح المجال أمام المستضعفين الذين يستذهم الجبارون . ومادة 
« مراغم » هى ١‏ الراء والغين والميم » والاصل فيها د الرّغام » أى ١‏ التراب ». 
ويقال : سوف أفعل كذا وأنف فلان راغم ٠‏ أى أنف فلان يذهب إلى التراب 
وسافعل ما أنا مصمم عليه . ومادام هناك إنسان سيفعل شيئاً برغم أنف .إنسان 
آخرء فمعئاه أن الثانى كان يريد أن يستذله وأراد أن يرغمه على شىء . لكنه رفض 
وفعل ها يريد . 


وعندما يرى الإنسان جباراً يشمخ بأنفه ويتكبر » فهو يحاول أن يعانده ويصنع غير 
ما يريد ويجعل مكانة هذا الأنف فى التراب » ويقال فى المثل الشعبى : أريد أن أكسر 
أنف فلان . 


وعندما يباجر من كان مستضعفا ويعاق من الذلة فى بلده » سيجد أزضاً يعثر فيها 
على ما يرغم أنف عدوفة. فيقول العدو: برغم أننى ضيقت عليه راح إلى أحسن مما 
كنت أتوقع . ويرغم الإنسان بهجرته أنف الجبارين . 


وكلمة : مراغم ٠‏ هى اسم مفعول . وتعنى مكانًا إذا ما وصلت إليه ترغم أنف 
خصمك الذى كان يستضعفك . فهل هناك أفضل من هذا؟ 


راجع أصله وخرج أحاديثه الدكتور أحمد عمر هاشم نائب رئيس جامعة الازهر .